رواية ظلمات حصونه للكاتبة منة الله ايمن هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية ظلمات حصونه، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية ظلمات حصونه من الفصل الاول للاخير بقلم منة الله ايمن
يُطالعها باستنكار مندهشا من غضبها المبالغ فيه فهو لم يقل لها شئ لكى تغضب هكذا ، هو فقد طلب منها قليلا من الوقت لكى يكون جاهزا لخطوة مثل هذه ليزفر بتأفف
_ هو انا ممكن افهم انتى متعصبة ليه دلوقتى؟ انا كل اللى طلبته منك شوية وقت مش اكتر على الاقل اكون جاهز اتقدم لاهلك...
نظرت له نظرة حاده تدل على ما تحمله له من غضب واعتراض على كلامه ، هى لا تريد ان تستمر معه فى علاقة ليس لها اى مُسمى سوا انهم اصدقاء وهى لا تعترف بمثل هذة العلاقات بين الشاب والفتاة لتزجره فى حده وغضب يتطاير من اعينها..
_ بقولك ايه يا ادهم انا مش عجبنى الهبل اللى بينا ده احنا بقالنا سنه بنقول نفس الكلام...اديك وقت ايه اكتر من كده؟؟ انت خلاص دى اخر سنه ليك فى الكليه وهتتخرج وهتشتغل فى شركة باباك يعنى معندكش حجه!! وانا جو الصحبيه اللى بينا ده مبقاش يعجبنى انا عايزه ارتباط رسمى يا كده يا كل واحد يروح لحاله..
قالت جملتها الاخيرة وهى تشعر بالغضب الشديد لدرجة انها كادت ان تلكمه فى صدره ولكنها تمالكت غضبها لكى لا تفسد الامر بينهم..
لاحظ "ادهم" كل ذالك الغضب ليشعر انه لا مفر يجب ان يستمع اليها لكى لا تظن انه لا يريدها او يتهرب منها فهو يريدها ان تكون معه دائما ولكنه كان يريد ان يُكون نفسِه قبل اى شئ ولكن ما الضرر من ارتباط رسمى لكى يتخلص من ثرثرة تلك العندية...
_ يا ديانه انا كنت عايز استنى شوية لحد ما اسس شركة لنفسى مبقاش شغال عند حد عشان لما اجى اكلم باباكى اقوله ادهم النصار مش ابن بكرى النصار كنت عايز اعمل اسم لنفسى بس خلاص هعمل ايه!!
نظر وهو يبتسم لها بحب واعجاب شديد
_ امرى لله حدديلى معاد مع باباكى يوم الخميس اجيب بابا وماما ونيجى نشرب الشاى عندكم
غمرت البسمة وجهها مضيفه بمرح
_ امممم هفكر
رفع حاجباه فى استنكار ليُعقب بمشاكسه
_ خلاص رجعت فى كلامى
زجرته فى صدرة زافره بحنق
_ انت غلس وبارد
ردف مبتسما بحب
_ بس بحبك
كست الحمرة وجهها وشعرت بكثيرا من التردد لتردف بخجل
_ وانا كمان
______
دالف بهيئته المهيبة بطول قامته وعرض منكبيه ونظرة زرقاوتاه القاتمة التى تقطع انفاس جميع من حوله ، متحركا بخطوات ثابتة متجها إلى مكتبه موجها حديثة الى احد الاشخاص عبر جهازه الخلوى
_تمام معدنا النهارده
انهى مكالمتة موجها حديثة الى سكرتيرته رادفا بصرامة
_ بلغى هاشم بيه انى وصلت وفى مكتبى
اومات له بالموفقة بينما دلف هو مكتبة نازعا سُترته مُشمرا اكمامه ، توجه الى مكتبه وجلس على كرسيه ليضغط على الذر بجانبه محدثا سكرتيرتة امرا
_ خليهم يبعتولى القهوة بتاعتى
انهى حديثه دون انتظار اى رد منها ، نظر الى تلك الملفات امامة مُتفحصا اياها عازما على ان يُلقى بهم نظرة مُتابعا لما يحدث فى شركته واذا كان كل شئ على ما يرام ، وما ان بدا بتفحصهم قاطعه دخول والده الى المكتب ويبدو عليه الغضب الشديد ليزفر بملل
_ صباح الخير يا هاشم بيه
رمقة "هاشم" بنظرة تحمل الكثير من الغضب والنفور مُعقبا بضيق
_ مفيش خير لحد ما تجبلى البت دى وترميها هنا تحت رجلى
اغمض "جواد" عيناه مُحاولا التخلص من كل هذا الغضب الذى شعر به عند التحدث عن تلك الفتاة اللعينه ليضيف بغرور وثقة
_ متقلقش انا قربت اوى واكيد هجبها المرة دى
ضيق "هاشم" ما بين عيناه متحدث باستفسار
_ انت عرفت حاجه جديدة ؟!
نهض "جواد" متوجها الى نافذة مكتبة مستنشق بعض الهواء ليستعيد هدوئه مرة اخره وضاف مُفسرا
_ جالى خبر ان فى القاهرة فى كلية ادارة الاعمال فى بنت طالبه اسمها "ديانة شرف شمس الدين الدمنهورى" وفى سنه تانيه يعنى عندها ٢٠ سنه
نهض "هاشم" فى عجل ممسكا ذراع "جواد" رادفا بغضب
_ ابعت هتهالى دلوقتى حالا يا جواد
ابتسم "جواد" باستهزار مضيفا
_ اخطفها يعنى !! بالعقل.... كلها يومين والهانم هتبقى تحت رجليك فى الفيلا
_______
دلفت المنزل بسعادة عارمة والبسمة منيرة وجهها الحليبى الملائكى ، وقفت تحاول تنظيم انفاسها قبل الدخول لوالديها لكى تقص عليهم ما حدث بينها وبين "ادهم" وتخبرهم بأنه يود زيارتهم وتعلمهم بميعاد مجيئه هو واسرته كى يستعدوا لذلك ، طرقت على بابا مكتب والدها طرقتين بيدها الصغيرة حتى استمعت صوت ابيها يسمح لها بالدخول
دلفت الغرفة متوجه الى والدها مُعانقة اياه رادفة بحب
_ حبيبى يا احلى واجمل بابا فى الدنيا كلها
رمقها "محمود" بنظرة استفستار رافعا احدى حاجباه مُعقبا
_ ايه الحنية والحب المبالغ فيهم دول!! ، شكلك عايزة حاجة
حمحت "ديانة" بحراج فوالدها دائما ما يُكشفها ويعرف نواياها ، ابتسمت له بحب رادفه
_ بصراحة اه فى حاجة وحاجة مهمه كمان
ردف مُعقبا بمرح
_ بصراحة وحاجة مهمة ، استر يارب
ابتسمت على مشاكسة والدها لها ، اضافت بابتسامة هادئة وهى ترمقة على استحياء
_ فى شاب زميلى فى الكلية عايز يجى يقابل حضرتك
اعتلت الصدمة وجهه فهو كان يعلم انه سيأتى مثل هذا اليوم ولكن ليس الان فهو متعلق بها كثيرا ، ليس من السهل عليه ان يُفارقها بتلك السرعة ، نظر لها باستفسار مضيفا
_ عريس !!
اومات برأسها بكثير من الحرج والحياء ، بينما هو ابتسم لها نصف ابتسامه لم تلامس عيناه رادفا باستفسرار ممزوج بالحزن
_ مستعجلة اوى كده زهقتى مننا خلاص
رمقته بالكثير من الحب ثم احتضنته رادفة بمرح
_ يا حبيبى هو انت شايفنى رايحة أتجوز دلوقتى دى هتبقى مجرد خطوبة ، ده طبعا بعد اذنك
ابتسم لها بحب وعاطفة مُستفسرا
_ وده فى سنه كام وبيشتغل ايه وابن مين
ابتسمت على طريقة والدها التى لا تلائمه فهو لا يميل الى المظاهر حيث انه يهتم بجوهر الشخص الذى امامه ثم اخذت تُجاوبة
_ اسمة ادهم بكرى النصار ابن بكرى النصار صاحب شركة النصار للاستراد والتصدير فى اخر سنه فى الكلية وهيخلص ويشتغل مع باباه
شعر انه لا مفر ولن يجد مخرج من ذلك المأذق ليزفر فى حنق ومبتسما نصف ابتسامة
_ امرى لله قوليله يجيب اهله ويشرفنا يوم الخميس الجاى اما نشوف مجايبك
غمرت البسمة وجهها من شدة السعادة ، احتضنتة بحب مُعقبة بلهفة
_ شكرا يا احلى بابا فى الدنيا كلها
_______
يجلس هذا الفتى الذى لا يتخطى العاشرة من عمره بصحبه شقيقته التى تصغره بستة اعوام يلعبان ويمرحان فى حديقة هذا القصر الذى يصرخ بالثراء والفخامة ، كانت ايضا مديرة المنزل تجلس معهم لمراقبتهم وحفظ سلامتهم فهم مازلوا اطفالا
هتفت بغضب طفولى وبرئ موجة الحديث الى شقيقها مُعقبة
_ ايه ده يا جواد انت بتغش
رمقها بغضب طفيف وملامح منزعجه مُعقبا بحنق
_ لا انا مش بغش انتى اللى فاشله وعيب تقوليلى بتغش انا هروح اقول لماما واخليها تعاقبك
اسرع "جواد" فى الركض تجاة داخل القصر بينما "زينة" ادركت انها اوقعت بنفسها فى مازق وسوف تُعاقب على ما تفوهت به لتصيح به كى يتوقف ولا يخبر والدتهما
_ استنى بس يا جواد والله مش قصدى تعالى بس انا اسفه طيب
كانت تناديه ولكن دون فائده فهو بالكاد اصبح داخل القصر ولم يلتفت لها قط
_ ماما يا ماما...
دلف "جواد" الى القصر وهو يُنادى على والدته بينما استوقفة صوت الشجار من الطابق العلوى ويبدو انه صوت والدته
كاد "جواد" ان يصعد الى هذا الطابق ليعرف ماذا يجرى ولماذا يتشاجرون بهذة الطريقة
اوقفة صراخ والدتة وهى تسقط من اعلى الدرج لتقع امام اعيُنه ارضاً مُلقاه على بطنها فاقدة النطق او الحركة والدماء تسيل من بين قدميها
صاح "جواد" بكثير من الخوف والفزع صارخا
_ مامااااا
فاق من شروده على تلك العاهرة التى جلست فوق ساقيه بدلال ودلع لينهض "جواد" وسقطت هى ارضا اسفل قدمية ليرمقها بغضب واشمئزاز رادفا
_ جرا ايه يا وسخه انتى هتنسى نفسك ولى ايه؟! انا سمحتلك تقعدى على رجلى؟؟
ردفت بتوتر وارتباك من ذلك الغضب الذى سيطر عليه دون سابق انذار او تحذير
_ انا اسفه يا جواد بيه انا بس لاقيتك سرحان قولت افوق حضرتك
جذبها من شعرها بكثير من الضيق والغضب عازما على ان يُخرج كل ما يحمله من الم وغضب على تلك العاهرة التى احضرها مقابل المال ، حسنا لتعمل لكى تحلل هذا المال..
_ ادينى فوقت اهو استحملى انتى بقى نتيجه فوقانى
القى بها على الفراش مُنهالا عليها لكى يمزق ثيايها ثم تخلص من جميع ملابسه ليبدا معها بتلك الممارسه العنيفه الخاليه من المشاعر والرحمه والانسانيه يفرغ بها كل ما يحمله من وجعا وحسرة داخل تلك العاهرة بمنتهى القسوة والعنف
ظلت هى تصرخ بالم مُحاوله استعطافه لكى يهدأ من حدة دفعاته ولكن دون فائدة فكل مرة تطلب منه ان يقلل من عنفه يزداد اكثر ، كيف له ان يقلل من عنفه وقسوته فهو يشعر بالراحه والسلام من سماعه لصوت هذا الصراخ ليُهون عليه ما يشعر به
كل مرة كانت تصرخ بها تلك العاهرة كان يشعر وكانه هو من صرخ لكى يتخلص من كل هذا الاشتياق والضعف كم يتمنى ان يصرخ الان ولكن كيف له ان يصرخ فهو رجلا لا يصرخ بل يجعل تلك العاهرات هن من يصرخن
لم يكترث لتلك التى تصرخ اسفله وكادت ان تفقد وعيها من شدة عنفه معها بل كان كل ما يعنيه ان يتخلص من المه ويصل الى ذروته ، بعد ان انتهى منها تركها ونهض ملقيا لها هذا الشيك الذى يحمل مبلغ اكبر من اى مبلغ ممكن ان تحلم به عاهرة مثلها بيوم من الايام
انتهى من اخذ حمامه وارتداء ثيابه وشرع فى الذهاب تجاه الباب رادفا لها بعدم اهتمام بلهجه امره
_ ارجع ملقكيش
_______
دلفت غرفتها بعد ان تناول الجميع العشاء بينما لحقت بها تلك المشاكسة ويبدو عليها ملامح الاستفسار والفضول رادفة
_ انا سمعت بابا وماما بيتكلموا على عريس.. العريس ده يخصك صح!!
ابتسمت "ديانه" على طريقة تلك الفتاة الفضولية التى لا تسمح لشئ ان يحدث دون علمها لتردف بمرح
_ ايوه يا مخابرات البيت العريس ده يخصنى
جلست وقد اعتلت وجهها ملامح العبث الممزوجه بالفضول والاهتمام لتردف بعتاب
_ كده من غير ملوكه حبيبتك ما تعرف "تغيرت ملامح وجهها من العبث الى الفضول والتشويق" ابقى اعاتبك بعدين المهم قوليلى مين ده وعرفتيه ازاى وقالك ايه وقولتيله ايه و.....
_ حيلك حيلك.... يالهوى ده بابا وماما مسألونيش الاسئله دى كلها!!
صاحت بها "ديانة" بعد ان شعرت بالتشتت من كثرة اسئلتها وعدم اعطئها الفرصه للرد ، اغمضت عينيها للحظه مُحاولة ترتيب الكلام لكى تُجاولها على كل تلك الاسئله لتردف بابتسامه حب
_ اسمة ادهم ، وكان زميلى فى الكليه وخلاص دى اخر سنه ليه اتعرفنا على بعض من سنه والعلاقة اتطورت واصريت عليه ان عشان علاقتنا تستمر لازم يكون فيه ارتباط رسمى
ابتسمت لها "ملك" بمكر رافعة احدى حاجبيها
_ من سنه يا نمس انت من غير ما كوكى حبيبتك تعرف
_ والله يا كوكى الموضع كان زماله مش اكتر فجاة لقيته بيقولى انه بيحبنى و...
قاطعتها "ملك" مُعقبة باستفسار
_ طب وانتى.. بتحبيه!!
صمتت "ديانة" لقليل من الوقت لا تعلم ماذا تقول فهى لم تسال نفسها هذا السؤال من قبل اهى حقا تحبه ام انه الشخص المناسب فقط لتردف بتشتت وتردد
_ بصى انا مش عارفه اسمي اللى بينا ده حب ولا لأ بس انا مرتاحه معاه تفكيرنا قريب من بعض وكذلك سننا ، مستقبلة كويس عنده كرير وبيحلم بانه يبنى نفسه بنفسه اهله ناس محترمين هو شخصية طيبة وحنين ومحترم وحاسه انه فعلا بيحبنى و...
قطع حديثها هذا الصوت الرجولى وهو يدلف الغرفة مُعلقا بمرح
_ يعنى نقول مبروك!!
ابتسمت "ديانة" على طريقة اخيها لتُسرع فى احتضانه بحب واشتياق رادفة
_ انا والله كرهت شغلك اللى حرمنا منك على طول ده
بادلها "مالك" الحضن واحتضن شقيقته الاخرى رادفا بتهكم
_ لا مهو واضح الاشتياق واخد حدة معاكى فقولتى تلاقى اللى يعوضك يا اختى
لكزته فى صدره مُعنفة اياه بغضب طفيف
_ محدش فى الدنيا كلها يعوضنى عنك...يالا انت ضهرى
ابتسم لها بحب وحنان وهو يضم كلاهما الى صدره مره اخرى مُعقبا
_ ربنا ميحرمنيش منكوا ابدا
رد كلاهما فى انٍ واحد
_ ولا منك يا حبيبى
________
صف سيارتة بالمرأب ثم تقدم بخطوات ثابتة الى ان دخل الفيلا ليلتقى بها امامه ويبدو عليها الانزعاج وعدم الرضا بمجرد ان رأت وجهه لتصيح به فى حنق وغضب
_ اية اللى جابك يا جواد ؟! مش خلاص اشتريت فيلا جديدة واستقريت فيها ونسيتنا احنا ، جاى تورينا وشك تانى ليه!!
اغمض عينه محاولا امتصاص غضبهِ فهو لا يسمح لاحد ان يتكلم معه بتلك الطريقة ولكنها ليست كأحد فهى والدتة ولا يستطيع ان يُعاملها كالاخرين فهى لها مكانة خاصة عنده
تقدم اليها "جواد" بهدوء وانحنى لها كى يُقبل جبهتها فى حب واحترام رادفا بهدوء
_ انا انسى اى حاجة فى الدنيا إلا انى انساكوا
رفعت حاجبها باستهزاء مُعقبة بتهكم
_ زى ما نسيت انك لازم تجيب بنت لبنى فى اسرع وقت قبل ما تكمل الواحد وعشرين سنه او على الاقل تتأكد انها ميتة
نظر لها بغضب طفيف زافرا فى حنق
_ هجيبها ، وقريب اوى كمان
ابتسمت باستهزاء مُحاوله استفزازه
_ اتمنى
كاد ان يخبرها انه اوشك على الوصول اليها لتقاطعة شقيقتة متحدثة بمرح ومشاكسه
_ جواد ايه ده انت هنا بجد ، يا سلام يا ولاد هو العيد بكره ولى ايه!!
لانت ملامحة قليلا فهو كالحجارة لا يملك اى احساس او مشاعر ولكنه معها يُحاول ان يكون ليس ذلك الشخص القاسى الجامد فهى تكاد تكون نقطة ضعفه الوحيدة ، هى شقيقتة الوحيدة ويعتبرها طفلتة وليست شقيقتة ، احتضنها "جواد" متحدثا باستنكار
_ مكبرين الموضوع اوى انتوا على فكرة ، ده هو شهر اللى غبت عنكوا فيه ، ارجع القيكوا اللى بتقولى ايه اللى جابك والتانية بتقولى هو العيد بكرة !!
كركرت "زينة" على حديث شقيقها وعلى ملامحه التى تحولت من الجمود الى الاستنكار مُعقبة
_ وانت يا جواد شايف ان الشهر ده مدة قليلة!! ولا انت عجبتك العيشة لوحدك ؟؟
تحولت ملامحه للبرود ورمق بعينيه للاعلى بملل مُعقبا
_ ايوه العيشة عجبانى لوحدى ارتحتوا بقى ؟! ولو سمحتوا معدش حد يتكلم معايا فى حوار انى عايش لوحدى ده تانى انا مرتاح كده
نظرت له "زينة" بعتاب ولكنها فضلت ان تنهى ذالك الحديث خاصة بعد ان شعرت بتوتر العلاقه بين "جواد" و" هناء" فعزمت على ان تُغير مجرى ذلك الحديث قائلة
_ طب متيجى ارسمك ، والله قمر وهطلعك قمرين.. تعالى كده معايا
مدت ذراعها ممسكة بيده وهى تبتسم بحماس آخذه إياه إلى مرسمها الموجود بحديقة منزلهم ، بينما كانت "هناء" ترمقهم بغل وخبث محاولة قدر إمكانها أن تداريه عنهما
_______
لما منذ ان اتى الى البيت يجدها تبكى هكذا وتحاول اخفاء بكائها عن والدتها؟؟ لما تبدو مثل الزهرة الدابلة؟ فهو لم يراها تبكى من قبل ، دائما ما يراى بسمتها على وجهها ، يجب ان يعلم ماذا يجرى!! ماذا فعلت تلك الغبية وتحاول اخفائه!! تقدم اليها ببضع خطوات حتى اصبح يقف امامها مباشرة
كانت "سلمى" شاردة الذهن تبكى على ما فعلته بنفسِها لتلاحظ ذلك الجسد الماثل امامها بطول قامته وعرض منكبيه يضع يده بجيبه بغرور وكبرياء ليحدثها بحده وغرور مستفسرا عما بها
_ بتعيطى ليه يا بت ؟
جففت دموعها سريعا فى لهفه وارتباك مُعقبة بخوف
_ جواد بيه !! لا مش بعيط حضرتك تأمرنى بحاجه ؟؟
رمقها بنظرة حادة دبت الرعب فى قلبها ، ثم قبض على ذراعها بشده وصاح بغضب وحنق
_ لما اسال فى جاجه تردى عليا ومن غير كدب احسنلك
انفجرت فى البكاء عندما تذكرت ما حدث لها واخذت ترتجف بين يديه ليزيد من شدة قبضه على ذراعها ويصيح بها فى نهى
_ من غير عياط ، اتكلمى من غير عياط
هبطت راقعة عند قدميه فى توسل وبكاء مُستعطفه اياه
_ ابوس رجلك يا جواد بيه... ابوس رجلك الحقنى ، ابوس رجلك الحقنى ومتفضحنيش او تقول لامى والنبى
ادرك انها فعلت مصيبة ويبدو انها تخُص العرض ليرمقها ببرود ثم توجه ناحية الطاوله لسحب احدى الكراسى ليجلس عليه واضعا قدم فوق الاخرة باستعلاء رادفا ببرود
_ اسحبيلك كرسى وتعالى اترزعى هنا قدامى
فعلت ما امراها به ليرمقها ببرود رادفا
_ هببتى ايه ؟!
اخفضت رأسها بالارض خجلا مما فعلته ولكن ليس لديها خيار اخر عليها ان تستنجد بأحد وإلا ستندم كثيرا لتعزم على ان تُخبره لكى يُساعدها ، تحدثت بندم وبكاء
_ من سنه كده بعد ما خلصت الثانويه العامة اتعرفت على شاب من عندنا من الحتة كان معروف عنه ان اخلاقة كويسة ، قربنا من بعض وحبينا بعض اوى والحب ده اتطور وبقى....
شعرت بالخجل ليزجرها "جواد" كى تُكمل مُعقبا
_ كملى يا سلمى ومتنسيش حاجه
ابتلعت فى ارتباك واخذت نفسا طويلا ثم اكملت
_ بقى يقولى انه بيحبنى وهيتجوزنى وانى مراته وربنا شاهد عليه وانه عايز يتأكد انى بحبه وبثق فية وانا كنت مصدقاه وسبته يقرب منى ، لحد ما جية يوم و....
_ يبقى انتى مش بتحبينى ولا بتثقى فيا يا سلمى
أردفت والدموع تملئ عينها مُعقبه
_ دا انا محبتش حد فى الدنيا كلها قدك يا خالد بس اللى انت بتطلبه ده صعب اوى
جذبها الى صدره مطمئنا اياها فى حنان
_ يا بت انا بحبك بس تعبان ومحتاج الحاجه دى اوى انتى حبيبتى لازم تساعدينى، يعنى لو روحت عملت كده مع واحده تانية مش هتزعلى!!
نظرت له باستكار من مجرد فكرة انه سوف يفعل هذا مع فتاه غيرها لتزداد حيرتها ليردف بضيق وحنق
_ خلاص يا سلمى مش هنعمل كده بس على فكرة ده معناه انك مش واثقة فيا وبما ان مفيش ثقة بينا يبقى مينفعش يبقى فى جواز بينا ، او تكونى مثلا خايفه انى اعرف حاجه كده ولا كده
قال جملتة الاخيرة بنظرة شك ليجن جنونها من سماع تلك الكلمات لتصيح به باكيه
_ انت بتقول ايه يا خالد ازاى تفكر فيا كده ، انا بس خايفه انك تسيبنى او تتخلى عنى او تقول عليا بنت مش كويسه عشان سبتلك نفسى
صاح بها ناهيا كلامها فى حب وحنان
_ يعنى مش واثقه فيا يا سلمى!! يا بت دا انا مقدرش ابعد عنك وبعدين هقول عنك مش كويسة ازاى مش انا هتأكد بنفسى دلوقتى انك كويسة ومحدش لمسك قبلى ولا ايه ؟!
اومأت راسها باستسلام لما ينوى فعله ليبتسم لها بانتصار مقربا اياه الى صدره هامسا
_ يلا بينا بقى يا حبيبة قلبى
امسك يداها وتوجه بها الى الغرفة مُغلقا الباب خلفة ، رمقها كالاسد الذى يكاد ينقض على فريسته لُيقربها اليه وينهال عليها بالقُبل الحارة ويده تعبث داخل ملابسها الى ان اصبحت كالغائبة عن الوعى بين يدية لا تعلم متى جردها من ملابسها لتصبح امامه عارية هكذة اذابها فى لذة لمساته المتفرقة على جسدها وشغف ونعومة قُبلاته ولم تفق من هذه اللذة والمتعة الا عندما انتهى مما كان يريده وفقدت عذريتها....
لتنهار من البكاء وهو لم يتاثر بشئ مما قصته عليه بل مازال ناظرا لها منتظرا ان تُكمل حديثها لتردف ببكاء مرير
_ فضل كل فترة يطلب منى نعيد اللى عملنا ده لحد من اسبوع كده كان بقالى فترة تعبانه اوى وماما لاحظت انى تعبانه فقالتلى اروح اكشف ، اخدت واحده صحبتى وروحت كشفت اكتشفت انى حامل ، جريت عليه عشان اقوله بس رده صدمنى...
_ الحقنى يا خالد فى مصيبة
شعر بالفزع من هيئتها وخوفها تلك ليردف مستفسرا
_ مصيبة ايه يا بت مالك؟؟
لتشرع فى بكائها مُعقبة
_ انا حامل يا خالد
صُدم مما قالتة ليرتبك قليلا فهذا الشئ لم يكن فى حسبانه وهو لا يستطيع تحمل تلك المسؤلية الان ليجد ان اسلم حل له هو التخلى عنها ، تمالك نفسه ليحدثها بقسوة واشمئزاز
_ من مين يا بت؟؟
صُعقت من هذا السؤال ومن ردة فعلة لتصيح ببكاء
_ من مين ازاى يعنى هو انا كنت اتهببت مع حد غيرك
ليرمقها بنظرة احتقار زافرا
_ وانا اعرف منين يا حبيبتى اللى تسيب نفسها لواحد مش جوزها تسيب نفسها لاى حد تانى
قبض على ذراعيها بقسوة مُتحدثا اليها بحده وجبروت
_ اياكى اشوف وشك تانى ولو حتى بالصدفه هفضحك يا سلملى ومش بس كده هورى الناس كلها صورنا واحنا مع بعض فى السرير وساعتها لا انا ولا غيرى هنعبرك ، انا لو منك اروح اسقط واعمل عمليه وارجع بنت زى الاول ولا من شاف ولى من درى ، ومعتش اشوف وشك تانى انسينى انتى فاهمه!!
القاها بعيدا عنه ثم اعطاها ظهره وتركها وذهب لتجلس هى تبكى وتصفع نفسها على وجهها على ما فعلته بنفسِها
ظلت تبكى بحرقة وقهر على ما حدث له لتزفر بين دموعها فى ضعف
_ سابنى ومشى ومن ساعتها بكلمة مش بيرد عليا وانا مش عارفه اعمل ايه !!
ليفاجائها "جواد" بعدة صفاعات على وجهها لتشعر بالفزع والرعب منه فهو لم يسبق له ان مد يداه عليها، نظرت له برهبة وزعر ليصيح بها فى حقن وغضب
_ دول عشان انتى واحدة زبالة ورخيصة مبصتيش لامك المكسورة عليكى من بعد موت ابوكى عشان تربيكى وتعلمك وتدخلك كلية انتى متستهليهاش هو وسخ وابن كلب بس ميتلامش انتى اللى رخيصه عشان كده وساخته طلعت عليكى
انحنت لتقبل قدماه فى ضعف وانكسار باكية مُعقبة
_ ابوس رجلك يا جواد بيه انا زبالة واستاهل كل اللى يجرالى بس استر عليا امى لو عرفت هتروح فيها ابوس ايدك استرنى
ليرمقها باشمئزاز مُعقبا
_ اللى انا هعمله ده مش عشانك ده عشان امك بس ، انتى هتيجى معايا دلوقتى واللى هقوله هيتنفذ ومش عايز اسمع نفسك مهما حصل والا والله هدفنك انتى وهو فى تربه واحده صاحين
اومأت براسها موافقه عما قاله مُعقبه بخوف
_ حاااضر
↚
صاحت والدة "ادهم" بابتسامه مُجها حديثها الى "منال"
_ اومال فين العروسة يا مدام منال ، مش هنشوفها ولا ايه!!.
ابتسمت لها "منال" بحب وترحاب مُعقبه
_ اكيد طبعا مالك راح يجبها اهو
غمرت البسمه وجهها بعد سماعها صوت شقيقها مُعلنا عن موافقة والدها مُحدثها بابتسامة وهو يغمزها بمرح
_ تعالى كلمى بابا يا عروسة
ارتسمت السعادة على وجه "ديانة" بينما صاحت شقيقتهم "ملك" بمرح وهى تقبلها
_ الف الف مليون مبروك يا قلبى واخيرا هنخلص منك الحمدلله
كركر كلا من "ديانة" و" مالك" على طريقة شقيتهم وقامت بضربها بخفه مُعقبه
_ عقبالك يا ام سبعه وسبعين لسان
_ يارب يا اختى
.
رمقها "مالك" بنظرة صارمة اسكتتها بينما امسك يد "ديانة" وخرج بها متوجهن اليهم ، دلفت بصحبة اخيها الى تلك الغرفة التى يجلسون بها مُتحدثه بخجل
_ مساء الخير
طلعت عليهم بزروقاتها المُلفتان مُرتدية ذلك الفستان الكشميرى تاركه العنان لشعرها المُتدلى منه بعض الخصلات المنسدله على وجهها مما ذادتها جمالا وذلك الحذاء ذو الكعب العالى مما جعلها تبدو فى غاية الجمال والاناقة
نظر جميع من فى الغرفة لها باعجاب كبير فهى شديدة الجمال حتى "ادهم" صُدم حينما رائها فهو لم يراها بهذا الجمال من قبل ليشعر بالرضا على نفسه انه قام بتلك الخطوة وتقدم لها بطلب الزواج
صاح والد "ادهم" بابتسامة فخر باختيار ابنه رادفا
_ طب يا جماعة انا بقول مفيش داعى نضيع الوقت اكتر من كده ، احنا نقرا الفاتحة النهارده والخطوبة زى ما اتففنا الخميس الجاى
ابتسم "محمود" بسعاده لرؤيته البسمه على وجه ابنته متحدثا بسعاده
_ على خيرة الله
_______
يقف فى منتصف الغرفة التى لا يوجد بها اى مخرج سوا ذلك الباب المغلق جيدا الذى لا يستطيع فتحه ليتقدم ويجلس على ذلك الفراش منتظرا ان ياتى اليه احد ليخبره لما هو هنا وماذا يردون منه ولماذا احضروه تلك الرجال بهذه الطريقة !!
جلس يفكر من الذى يمكن ان يُحضره بتلك الطريقه ولماذا؟! ، ظل يفكر فى تلك الطريقة التى احضروه بها تلك السيارة السواد الذى اقتحمت شارعهم واخذته من بين الناس وفرت به اتياه به الى هذا البيت الغريب عنه
قطع تفكيره دخول ذلك الشخص الضخم الذى يبدو انه من ذى الطبقه العليا بصحبة رجاله ليسرع "خالد" بالنهوض ليقف امامه رادفا بغضب
_ انت مين وعايز ايه؟! وازاى تجبنى بالطريقة دى و...
لم يُنهى جملته لتقاطعه صفعة قوية اسكتته من احد رجال "جواد" ليرمقة ببرود رادفا
_ اولا تتكلم معايا بأدب ده طبعا لو عايز تفضل عايش!!
ثانيا انا بقى مين وعايز ايه وجبتك هنا ليه ده انت هتعرفة لوحدك
شاح "جواد" بنظرة تجاه باب الغرفة الذى فُتح ودخلت "سلمى" فى خوف وضعف لينظر لها خالد فى صدمه ويدرك انه اوقع نفسه فى مصيبة كبيرة ، اغمض عيناه فى غضب ليُحدثه " جواد" فى برود
_ طبعا انت عارف سلمى وعز المعرفه كمان ، وعارف انت عملت ايه معاها بمنتهى الوساخة والنداله ، وانا مش جى عشان اقولك انت غلط والكلام الفارغ ده لا ، انا جى عشان اللى غلط يتربى
جلس "جواد" على احدى الارائك الموجوده فى تلك الغرفه ليرمقه بنفس ذلك البرود مُحدثه
_ انا طبعا عارف انها غلطت ولازم تتربى وتربيتها هتكون بانها هتنزل اللى فى بطنها وتتحرم منه وكفاية اللى هى عاشتة ده لوحده كفيل انه يربيها ، اما انت بقى فانا شايف انك لسه متربتش فقولت لازم اربيك
رمقة بشبح ابتسامه لم تتحرك لها شفتيه كثيرا مُعقبا
_ الراجل بيتربط من لسانه يا خالد واللى بيقول كلمة لازم يبقى قدها ولو مش قدها يستحمل نتيجة اخطائه وانت مش راجل وعشان كده لازم تتعاقب وتتربى من اول وجديد
رجع بظهرهى للخلف واكمل حديثه مُعقبا
_ سمعت انك قولت لسملى جمله عجبتنى اوى بصراحه
قولتلها "انا لو منك اروح اسقط واعمل عمليه وارجع بنت زى الاول ولا من شاف ولا من درى" وانا عجبتنى فكرتك اوى وهتتنفذ بس مش فيها هى لوحدها ، لا وفيك انت كمان
شعر "خالد" بالتوتر وكاد ان يُصيح به ليجد رجال "جواد" يحملونه ويلقوا به على الفراش واخذوا يجردونه من ملابسه بالكامل ويثبتونه على ذلك الفراش ، صاح بهم فى فزع ورعب يصرخ مستنجدا بها
_ انتوا ... انتوا بتعملوا فيا ايه!! يا سلمى
قال اسمها وهو يصرخ من شدة الرعب الذى شعر به ، بينما شعرت هى بالخجل من رؤيتة هكذا لتُشرع فى البكاء ، هى لا تعلم ما الذى سوف يفعله به "جواد"
لاحظ جواد بكائها ليرمقها بنظرة زرعت الخوف داخل قلبها لتلاحظ دخول ذلك الرجل حاملا بيدة تلك الحقيبة ، ليُحدثة "جواد" ببرود
_ اهلا يا دكتور ، احنا سهلنالك المهمه اهو ، هو جاهز يعنى ممكن بنج موضعى ونخلص الموضوع ده
ردف "الطبيب" مُعقبا
_ تحت امرك يا جواد بيه
صاح "خالد" فى زُعر وفزع وهو عارٍ الجسد تماما مُثبت على الفراش من قبل رجال "جواد" ، فهناك رجلان مُمسكان بيديه الاثنان مفرقان بينهم ورجلان اخران مثبتان قدميه مُباعدان بينهما لفتح المجال لهذا الطبيب..
_ بنج ايه وموضوع ايه اللى يخلص انت هتعمل ايه ؟!
قال جملتة تلك بصراخ ليرمقة "جواد" ببرود مُعقبا
_ بما انك عيل وسخ ملكش كلمة جبان وقذر فانا قررت اسمع بنصيحتك وانهى الحاجه الوحيده اللى بتربط بينك وبين الرجاله عشان متبقاش وصمة عار عليهم وتتضاف ليهم وانت مش منهم ، اللى بيقول كلمه يبقى قدها ولو طلع عيل خ** يستحمل بقى اللى يجراله وبما انك طلعت مرا فى كلمتك يبقى نخليك مرا بجد بقى
ادرك "خالد" ما ينوى عليه "جواد" وماذا يريد ان يفعل به ، صرخ "خالد بفزع وزُعر
_ مرا ايه وتنهى ايه !! انت مجنون ؟؟ الحقينى يا سلمى
قال جملته الاخيرة وهو ينظر اليها بتوسل مُستنجدا بها لتنظر هى ارضا وهى لا تستطيع التوقف عن البكاء ليدرك انه كسر قلبها وانهى كل هذا الحب التى كانت تحمله له فى ذلك اليوم عندما تخلى عنها وسبها فى شرفها ، ليشرع فى البكاء من شدة خوفه مما سيحدث له خلال ثوانٍ
قام "جواد" بالجلوس على ذلك الكرسى بجانب الفراش يُتابع ما امر به الطبيب ان يفعله
لاحظ "خالد" اقتراب الطبيب منه بعد ان انتهى من اعداد كل ما سيحتاج اليه بجانبه ، ثم رائه ممسكا باحدى الابر بيداه مفرغا ما بداخل ذلك الامبول بتلك الابرة ومقتربا منه
كاد قلب "خالد" ان يتوقف من شدة الرعب فهو على وشك ان يفقد رجولته الى الابد من وراء عملته الرخيصة التى لم يكن ينوى ان يفعلها والان هو يندم على كل ما فعله ليصيح برعب وفزع عندما رأى الطبيب يقترب منه ليصرخ رادفا
_ ابوس ايدك يا جواد بيه ابوس رجلك بلاش كدا هعملك اللى انت عايزه بس كله الا كده
توقف الطبيب منتظرا اوامر "جواد" ليبتسم هو ابتسامه لم تلامس عيناه ليردف ببرود
_ انا خلاص مش عايز منك حاجه ، انا عايز اربيك بس واعلمك درس تحلف بيه طول عمرك ، وانت عارف الواحد عشان يتعلم الدرس لازم يدفع التمن غالى ورجولتك هى تمن غلطك وعشان متضحكش على اى بنت تانيه اصل ديل الكلب مبيتعدلش فلازم يتقطع ، اما سلمى بقى فانا هعرف اعوضها ازاى
نظر "جواد" الى الطبيب مُتحدثا باستفسار
_ وقفت ليه يا دكتور؟ انا مطلبتش منك توقف!! كمل
تقدم الطبيب تجاة "خالد" المُثبت امامه جيدا والذى لم يتوقف عن الصراخ والبكاء ليجلس الطبيب بين قدميه المثبتتان من قبل هذان الرجلان ممسكا برجولته حاقننا اياه بتلك المخدر لكى يبدا فى عمليه!!
لاحظ "جواد" فزع سلملى ليزجرها بحنق
_ اطلعى برا يا سلمى
نظرت له بضعف وترجى بان يتوقف ولاكن لا تستطيع ان تطلب منه ذلك فهو يُعتبر كفرد من عائلتها بل كل عائلته فهى ترعرعت فى بيتهم وتحت رعايتهم كادت ان تخرج ليوقفها صوت "خالد"
صاح "خالد" فاقدا للامل بعد رؤيته لما فعله الطبيب ليصرخ بهستريا مُحدثا كلا من "جواد" و"سلمى"
_ لا يا سلمى متسبنيش ابوس ايدكوا متعملوش فيا كده ابوس ايدك يا جواد بيه ، والنبى يا سلمى هعملك كل اللى انتى عايزه والله العظيم هتجوزك وهعترف بالطفل وعمرى ما هزعلك والنبى يا سلمى الحقينى ابوس ايدكوا بلاش كده والنبى بالله عليكوااا
كان يصيح بكل كلمه وهو يصرخ بفزع ورعب ليرتجف قلب "سلمى" من البكاء والحسرة لتُسرع وتلقى بنفسِها تحت قدمى "جواد" بترجى وضعف هامسه
_ ابوس رجلك خلاص يا جواد بيه انا مش عايزه منه حاجه سيبه يمشى ابوس رجلك سيبه خلاص مش عايزه حاجه بالله عليك
نظر لها "جواد" بغضب ليصيح بها فى حنق
_ انا مش قولت اطلعى برا ، يلااا
اسرعت "سلمى" بالخروج من الغرفه بينما "خالد" ظل يصرخ فى نهى من ان يفعلوا به هكذا ، ليزداد صراخه عندما راى تلك الاداة الحادة تقترب من رجولته ليرتجف قلبه من الخوف ليصيح نهيا
_ لا ابوس رجليكوا بالله عليك يا جواد بيه حرمت والنبى ، والله ما هعمل كده تانى وهصلح غلطتى ، بلاش كده بلاش كده يا جواد بيه ابوس رجلك لاااااااا
كاد الطبيب ان يفعلها بعد ان امسك برجولة "خالد" باحدى يديه وباليد الاخرة ذلك المشرط الطبى ليوقفة صوت "جواد" رادفا
_ لحظة يا دكتور
اقترب "جواد " من الفراش مُلاقيا اعينه باعين "خالد" الذى كاد ان بتوقف قلبه من الصراخ مُتحدث ببرود
_ هى كلمة واحده ومش هقررها ، ابعت اجيب الماذون ونخلص؟؟ ولى اخلى الدكتور يكمل وبردو هنخلص!!
اوما "خالد" براسه كالمجنون صارخا بلهفه
_ لا لا هات الماذون والله هعملكوا اللى انتوا عايزينوا بس بلاش الدكتور ابوس رجلك
ابتسم "جواد" ابتسامه لم تلامس عيناه ليردف بهدوء
_ معلش يا دكتور تعبناك معانا بس خليك بردو لو حبينا نرجع فى كلامنا ولى حاجه ، سيبوه يلبس وابعتوا هاتولى ماذون...
______
كان قلب "سلمى" يرتجف من الرعب وازداد فزعها عندما توقف "خالد" عن الصراخ لتُخمن انه قد تجرد من رجولته او ربما يكون قد مات ، شرعت فى البكاء واخذت تلعنه بداخلها فهو من اوصل كلا منهما الى هذا الحال ، هو من فعل بنفسه وبها هذا
توقفت عن البكاء عندما رأت "جواد" يخرج من الغرفه وكل من كانوا معه ومعهم ذلك الطبيب لتبتلع فى رعب فيبدو ان الدور عليها وحان وقت ان يُنزل ذلك الطفل ليقطع تفكيرها صوت "جواد" زافرا بحنق
_ الماذون جى فى السكه ، ادخلى اعدى معاه وشوفى نفسك لسه عايزه يكتب عليكى ولى لا وفى الحالتين انا هعرف احميكى
شعرت "سلمى" بالسعاده العارمه بانها سوف تتزوج حبيبها ولكنها تذكرت ما فعله "جواد" لتشعر بالحزن مرة اخرى ولكن يكفيفها انه سيسترها ويعترف بذلك الطفل
كادت ان تدخُل الغرفة ليوقفها "جواد" مستهزا
_ على فكرة انا معملتلوش حاجه... لسه زى ما هو ، موقتا لحد ما نعرف ردك ايه !!
ابتسمت له براحة وامتنان ثم دلفت الى الغرفة لتُصعق مما تراه فهو جالسا على الفراش مرتديا سرواله الدخلى فقط ولا يتوقف عن البكاء كالاطفال
التقطت ملابسه من الارض واقتربت لتجلس بجانبه على الفراش لكى تُهدى من روعته وبمجرد ان جلست بجانبه ارتما فى صدرها واخذا يبكى ويعتذر بندم
_ انا اسف يا سلمى والله العظيم مش هتتقرر تانى سامحينى انا بحبك والله بحبك انتى عارفه ظروفى عشان كده عملت معاكى كده لكن انا والله العظيم بحبك
اخذت "سلمى" تربط على كتفيه مُهدى اياه مُتحدثه بحب وتسامح
_ مسمحاك يا خالد بس قوم البس عشان الماذون جى
قطع حديثهم صوت طرقات احدى رجال "جواد" معلنا عن وصل الماذون لتردف "سلمى" فى حرج
_ احنا جاين اهو
________
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى مودة ورحمة
صاح "الماذون" بتلك الجملة مُعلنا عن اتمام عقد القيران
لتملئ الفرحة قلب كلا من "سلملى" و "خالد" ليردف "جواد" مُعقبا
_ معلش يا عم الشيخ هتستنى شويه عشان نطلق تانى
تفاجئ "الماذون" من هذا الطلب وكاد ان يتحدث ليقاطعه "خالد" بخفوت وانكسار مُوجها حديثه ل"جواد"
_ بعد اذنك يا جواد بيه ممكن اتكلم مع حضرتك كلمتين على انفراد !!
رفع "جواد" حاجباه فى استنكار وعقب مستهزئا
_ هو البنج اثر عليك ولى ايه ؟؟ الدكتور معملش حاجه لسه !!
شعر "خالد" بالحرج الشديد من كلمات "جواد" ليُعقب على استحياء
_ انا عايز اتكلم مع حضرتك فى حاجه بعد اذنك
زفر فى حنق مُعقبا
_ تعالى ورايا
دلف "جواد" الى احدى الغرف بصحبة "خالد" مُغلقا الباب خلفه مُعقبا باسهزاء
_ خير يا زينة الرجاله !!
شعر "خالد" بالحرج من كل تلك الاستهزاء من قبل "جواد" ، استجمع شجاعته لُيعقب بانكسار
_ انا مش عايز اطلق يا جواد بيه
التفت اليه "جواد" مبتسما بسخريه
_ ايه بقيت راجل كده فجاه ؟!
ردف "خالد" بانكسار والدموع متحجرة فى عيناه
_ متفكرش انى وحش اوى كده ، انا حبيتها بجد واكتر مما تتخيل كمان بس غصب عنى كنت مستنى منى ايه!! انا شاب خريج كلية تجارة بتقدير جيد جدا اتخرجت وطلع عينى على وظيفه ملقتش اضطريت اشتغل على توكتوك عشان يا دوب اكفى مصاريفى الشخصية ، هروح ازاى بقى اخطب واجيب شبكة واعمل عفش واشترى شقه واعمل فرح منين كل ده ؟! من السبعين جنية اجرتى من كفيتى على التوكتوك طول النهار والليل!!
ليبتسم على حالهِ ويكمل باستهزاء
_ لا وكمان اخلف عشان اجيب اطفال احرمهم !!
يبقى الناس بتاكل لحمه وفراخ وانا اكلهم فول وفلافل عشان ده اللى على قد حالى ، ممكن اجبلهم اللحمه مرة فى الشهر لكن مقدرش اجبها كل اسبوع قولى انت لو انت مكانى كنت عملت ايه ؟!!
اخذ نفسا عميقا مُتحدث ببردو وعدم تاثر
_ طب وايه اللى غير رايك دلوقتى وخلاك مش عايز تطلق ؟!
مرر يده على وجهه مُزيحا تلك الدموع التى خانتة وتهاوت من عيناه مضيفا بحسرة
_ عشان مش ضامن الدنيا هتقابلنى فى واحده تحبنى واحبها زى سلمى ولى لا ، عشان مش ضامن ان غلطة انى انام مع واحده بحبها وتحمل منى دى هتتكر تانى ولى لا ، عشان مش عايز اخسرها او اخسر اللى فى بطنها
ليغمض عينه فى الم مضيفا
_ ظروفى وحشة!! خلاص ادى الله وادى حكمتة اللى حصل حصل وانا مش هضيع الفرصه الحلوة الوحيده اللى حصلتلى من ايدى ، هاخدها ونعيش فى بيت امى وابويا واللى ربنا يقسم بيه هنعيش بيه وده اللى ربنا كتبه وانا موفق بتدبير ربنا
اوما له بالموافقة لينهض مُتوجها ناحية الباب ليضيف مُعقبا وهو يلتف اليه مره اخره
_ مفيش طلاق ، هستناك بكرة فى المكتب عندى هبعتلك عربية بالسواق تجيبك ولو لعبت بديلك انت عارف هجيبك ازاى
_______
فى احدى الشليهات الخاصه بالطبقه العُليا بمحافظة الاسكندرية كانت تجلس فى هدوء تام وعزله لا تُحاول الاختلاط باحد او الهروب من ذلك المكان ، كيف لها ان تهرب من كل هؤلاء الرجال الذين يُحاوطونها وتلك الفتاة التى تجلس معها حتى انها لا تسطيع القراءة والكتابة ، كيف لها ان تُساعدها وهى غير قادره على الكلام ، لو كانت قادره على الكلام ما كانت لتكون هنا ابدا
دلف اليها بغروره وغطرسته المعتاده ينظر اليها باستحقار مثل كل مرة يراها بها ليلتفت الى تلك الفتاه امرا اياها ان تتركهما بمفردهما لبعض الوقت ، بالفعل خرجت تلك الفتاه من الغرفة ليتوجه هو اليه رامقا اياها بكثير من الحقد والغل رادفا
_ اخيرا يا لبنى بعد ٢٠ سنه فى عذاب وحيرة ووجع قلب وقلة راحة لناس عايشه وناس ميته ، خلاص كله هيرتاح...
اعتلت وجهها ملامح الاستغراب لتنظر له باهتمام تحاول ان تستنتج ما يحاول الوصول اليه بينما اكمل هو متحدثا باستهزاء
_بصراحة انا عندى خبرين والاتنين احلى من بعض ، الخبر الاول ان الحمدلله لقينا ديانة وهجبهالك تشوفيها
شعرت "لبنى" بالزعر والفزع مما استمعت اليه توسعت عيناها بصدمة كبيرة ليرتجف قلبها من شدة الرعب والفزع لترمقه بنظرة توسل مُستعطفه اياه
ادرك الاخر ما تحاول الوصول الية بتلك النظره ، ابتسم فى مكر وشر واكمل حديثه
_ والخبر التانى بقى هو انكم انتوا الاتنين هتموتوا فى نفس اليوم اللى هجبهالك فيه ، شوفتى انا حقانى ازاى! زى ما هما الاتنين ماتوا مع بعض انتوا الاتنين هتموتوا مع بعض ، ده طبعا بعد ما اوريكوا اوسخ انواع العذاب اللى فى الدنيا
ظلت تبكى بقهر تُحاول ان تتحدث ولكن دون فائدة لتلعن حظها على تلك الصدمة التى حدثت لها بهذا اليوم حينما فقدت النطق
شعرت بالعجز الشديد لتُسرع فى التوجه اليه ورمت بنفسها تحت قدميه مُترجيه اياه بانكسار وضعف ليركلها بقدميه بعيدا عنه بمنتهى القسوه والجحود صائحا بغضب
_ ابعدى عنى يا وسخة ، اوعى تفكرى تقربى منى تانى يا زبالة مش عايز نجاستك توسخنى
ذهب وتركها تبكى وتصرخ بألم ورعب
________
دلفت السكرتيرة الى مكتب "جواد" مُعلنه عن وصول "خالد" رادفة
_ مستر جواد الشاب اللى حضرتك قولت عليه وصل
رمقة "اياد" باستفسار موجها الحديث الى جواد رادفا
_ شاب مين!!
رمقها "جواد" بهدوء مُضيفا
_ خلية عندك برا لحد ما اقولك دخليه
اومأت له بالموافقة وشرعت فى التوجه الى الباب رادفه
_ تحت امرك يا فندم
رمقه "اياد" باستفسار منتظرا ان يُجيبة "جواد" ليغمض عيناه وعزم على ان يخبره
_ هقولك عشان عايز منك حاجات كتير هتعملهالوا
قص عليه "جواد" كل ما حدث وحديثة مع "سلمى" وما فعله ب" خالد" وحديثة معه
صُعق "اياد" مما استمع اليه من "جواد" هو لم يندهش لما فعله "خالد" فهذا يحدث كل يوم بين الشباب القذر والفتيات الساذجه ولكن ما صدمه رد فعل صديقه ليردف مستنكرا
_ انت طبعا مكنتش هتعمل فى الواد كده!!
رانت شفتاى "جواد" بابتسامة جانبيه مُسهزاً بحديث صديقة مُضيفا
_ لا وحياتك دا انا مكنتش هعمل غير كده واشوفله عريس كمان قبل ما اشوفلها هى
انفجر "اياد" ضاحكا على حديث "جواد" وطريقته الفظه فى التعامل مع تلك الامور الحساسه رادفا
_ دا انت جاحد يا عم ، يعنى تاخد من الواد اعز ما يملك وكمان تشوفله عريس
_ والله كانت هخليه يقعد جمبها زيه زيها هو زباله وهى رخيصه بس اللى منعنى الطفل اللى فى بطنها عشان ملوش ذنب فى حاجه
قال جملته تلك وهو لايزال ثابت لا يتاثر باى شئ ، بينما "اياد" قد تاثر بحديثه رادفا
_ عندك حق بس يا اخى حرام عليك ده زمان الواد قلبة كان هيقف من كتر الخضه
ردف "جواد" وهو ينظر فى حاسوبه بهدوء
_ المهم الولد ده خريج كليه تجارة عايزك تشوفله اى حاجه عندنا تكون مناسبه ليه وكمان عايزك تشوفله شقة كويسه عندنا وتخصم نص إجارها من مرتبه كل شهر وياريت لو تكون شقه مفروشه كامله
رفع "اياد" حاجبيه باندهاش من حديث "جواد" فهو لم يراه لطيفا مع احدا من قبل ، من اين اتى بكل هذا العطف ليقطع تفكيرة صوت "جواد" مُتحدثا الى سكرتيرته امرا اياه بان تسمح ل "خالد" بالدخول
دلف "خالد" مكتب "جواد" رادفا بحرج
_ صباح الخير يا جواد بيه
_ اهلا يا سيد الرجاله
قال جملة وهو لايزال ينظر الى ذلك الحاسوب ليشعر "خالد" بالحرج من كلمات "جواد" ، ثم سمح له بالجلوس وشرع فى الحديث معه رادفا بتحذير
_ اسمع يا خالد انا مبحبش اقرر كلامى مرتين عشان كده افهمنى كويس انت هتتعين عندى فى الشركه "اشار تجاه اياد واكمل" ومستر اياد هو اللى هيبقى المسؤل عنك وليك شقة مفروشه كامله وهيتخصم كل ده من المرتب كل شهر كده يبقى فاضل الجواز هتتقدم لامها زيك زى اى عريس وهى هتوافق اهلك او امها محدش فيهم يعرف عن اى حاجه حصلت ولو بالصدفة الفرح يتم وكل حاجه ، اظن انت ممكن تحل مشكله المنديل والكلام ده ولى دى كمان عايز حد يحلهالك " رمقة باستهذاء ثم اكمل" المهم بعد الجواز بسبع شهور تكون ولدت وتقولوا انه ابن سبعه والكلام ده ويبقى الحوار خلص
لم يستطيع "خالد" التفوه بكلمه لا يعلم ماذا يقول او ماذا يفعل ليرمقة بامتنان رادفا
_ شكرا يا مستر جواد
↚
ينظر اليه "اياد" بعدم رضا مُعترضا على ما ينوى "جواد" ان يفعله مُحدثه بحنق
_ لا طبعا يا جواد حرام عليك دى مجرد غلطة صغيرة فى شغل الادارة وتكاد تكون لا تذكر ، تقوم انت محول الولد لتحيق
غضب "جواد" كثير من اعتراض "اياد" على تصرفة ذلك ومن اعتقادة بان تلك الغلطة صغيرة كما يدعى ليصيح به فى غضب شديد
_ الغلطة دى مش صغيرة يا استاذ اياد وحتى لو صغيرة اللى غلط لازم يتحاسب والا هيتمادى فى غلطة واللى حوليه هيعملوا زيه ومش هيخافوا من رد الفعل و...
قاطع كلامة دخول سكرتيرتة مُتحدثة
_ محمد من قسم المراجعة عايز يقابل حضرتك يا مستر جواد
رفع احدى حاجباه بتكبر واستعلاء ثم استدار متوجها ناحية نافذة الغرفة رادفا
_ خليه يدخل
دلف ذلك الشاب مكتب "جواد" بانكسار ورعب من رد فعله ولكن ليس امامه خيار اخر اما ان يطلب منه السماح او سيضيع مستقبلة ويدخل السجن ، تقدم اليه فى تردد رادفا
_ انا اسف يا مستر جواد والله انا مش عارفة ازاى غلطت الغلطة دى والله دى اول واخر مرة تحصل بس بلاش السجن اعمل اللى يعجب حضرتك بس بلاش السجن
استدار له "جواد" رامقه بنظرة بارد لم يستطيع الاخر ان يفسرها او يستنتج منها ما هى ردة فعله بينما تدخل "اياد" مُحاولا انقاذ الموقف موجها حديثه الى "محمد"
_ انت عارف انك غلطان وتستاهل اكتر من كده ولا لأ!!
ابتلع "محمد" بمزيد من التوتر والقلق رادفا
_ عارف والله ومعترف بغلطتى بس والله ما كان قصدى،
كل اللى حصل ان وانا براجع على عدد الشحنات اللى استلمناه جالى تليفون ان والدتى تعبت جدا ونقلوها المستشفى قفلت الملفات بسرعه واستاذنت ورحتلها ومجاش فى دماغى انى ارجع ابص فيها تانى هو ده كل اللى حصل
شعر "جواد" بالغضب الشديد مما تفوه به "محمد" فقد تذكر ذلك الماضى وفتحت تلك الجروح التى لم تُداوى بعد ، لاحظ "اياد" تغير ملامح "جواد" وتفهم بماذا يشعر صديقة ليتحدث باهتمام موجها الحديث الى "محمد"
_ طيب والدتك عامله ايه دلوقتى؟؟
لمعت أعيُن الشاب بالم وحزن على والدته مطأطئا رأسه الى اسفل بانكسار وقد خانته دموعه وملأت وجهه رادفا
_ حالتها صعبة جدا يا مستر اياد "شهق من كثرة بكائه مكملا ببكاء" اكتشفنا انها عندها كانسر ومحتاجه عملية كبيرة اوى ومش عارف اعمل ايه
تاثر "اياد" كثير من حديث "محمد" وكاد ان يتحدث ولكن قاطعه "جواد" الذى نهض من مكانه فى جمود وجحود مُتحدثا بغضب طفيف
_ انا مش عايز اشوف وشه فى الشركه هنا تانى
شعر "محمد" بالصدمه من ذالك الجحود لدى ذلك الجواد وكيف لم يتاثر بحديثه ، كيف له ان يكون بتلك القسوة المُهلكه بينما "اياد" لم يندهش فهو يعرف "جواد" جيدا ويعلم انه مثل الحجر لا يتاثر بشئ
تدخل "اياد" معترضا على حديث "جواد" ولكن ضمن حدوده التى لا يجب ان يتخطاها وخصوصا مع ذلك الجواد مُتحدثا
_ بعد اذنك يا مستر جواد انا عندى حل.. احنا ممكن ننقله فرع صغير من فروع شركاتنا وده هيكون اكبر عقاب ليه
ساد الصمت لقليل من الوقت حتى تحدث "جواد" بجديه وقسوة مره اخرى مضيفا
_ يتخصم ليه شهر ومن اول بكرة ينزل الفرع اللى هتحدده ليه يا اياد وشغله يبقى عندى اول باول
اومأ "اياد" براسه موافقا على حديث "جواد" بينما حمد "محمد" ربه بانه جعل "اياد" يدافع عنه وينقذه من ضياع مستقبله
ردف "جواد" بغرور مُحدثا "محمد"
_ ممكن تتفضل دلوقتى
اوما "محمد" له بالموافقة وخرج من المكتب وكاد "اياد" ان يذهب هو الاخر ولكن اوقفة نداء "جواد"
_ اياد استنى عايزك
جلس "اياد" امامه وهو يظن ان "جواد" سيوبخه على كثرة اعتراضه على قرراته ولكنه لم يتخيل ما سيطلبه منه الان
نظر اليه "جواد" بصلابة وجمود لا يبدو عليه التاثر او الاسى ليتحدث ببرود وزرقاوتاه ثابتتان لم يتأثرا بشئ
_ انا عايزك تعرف مكان المستشفى اللى فيها والدته وتعرف الاستعلمات ان انا اللى هتكفل بكل حاجه تخص الست دى لحد ما تبقى كويسة
اتسعت عينين "اياد" بصدمة ، هو لم يكن يتخيل قط ان "جواد" سيطالبه بمثل هذا الطلب ليرمقه فى صدمه وعدم استيعاب مما استمع اليه فهو يعلم انه ليس بذلك الشخص الحنون العاطفى التى يتاثر بشئ فهو كالجبال الصلبه التى لا تتاثر باى ريح عاصف مهما كانت شدتة وكذلك لا يتاثر بالم احد ، هو لا يرا الا نفسه فقط ولا يهتم بما يحدث لاى شخص طالما هو خارج نطاق دائرة "جواد الدمنهوى"
كاد "اياد" ان يتحدث ليقاطعة صوت رنين هاتف "جواد" مُعلنا عن وجود اتصال له ، قام "جواد" بالرد على ذلك المتصل وما ان استمع لما يواد ان يخبره به الا وهب واقفا ويبدو عليه الغضب الشديد الذى يغرز الفزع فى قلب كل من يراه
شعر "اياد" بالقلق من تغير وجه صديقة بتلك الطريقه رادفا باستفسار
_ فى ايه يا جواد حصل ايه ؟!
انهى "جواد" ذلك الاتصال فى غضب وغل تاركا مكتبه متوجها الى مكتب والده ، اتبعه "اياد" فى صمت مُحاولا ان يفهم ماذا حدث
دلف "جواد" مكتب والده دون استأذان بهمجيه وغضب لا يكترث الى احد صائحا فى غضبا وحنق
_ الهانم اتقرا فاتحتها وخطوبتها بكره يا هاشم بيه...
صاح بوجه والده بغضب شديد دون الاكتراث له بينما شعر والده بالصدمه من فعلته تلك ولكنه يعلم انه لن يجعل "جواد" يصل لتلك الحاله سوا كارثه ، ردف "هاشم" مستفسرا
_ هانم مين اللى اتقرا فاتحتها وخطوبتها بكرا؟!
صاح "جواد" فى ضيق وحنق
_ الست ديانة يا هاشم بيه
شعر "هاشم" بالكثير من الغضب لدرجة انه كاد ان ينفجر ليخرج كل ذلك الغضب على "جواد" مُبهدلا اياه
_ اتخطبت!! ما انا لو كنت خلفت راجل بصحيح كان جبهالى من زمان مش خاف انه يخطفها ، اتفضل يا سيد الرجاله اهى لبستك بدل العيبة عشرة ، راحت اتخطبت لواحد برا العيله خالص ودى مصيبه يا جواد بيه ، والمصيبه الاكبر انها هتطالب بورثها اللى هو بيسندنا حاليا فى السوق والاهم من كل دول تار اللى ماتوا ، انا لو كان عندى راجل كان جبها ورماها تحت رجلى من زمان بس للاسف انا معنديش رجاله
قال جملته الاخيرة بخزلان بينما اشتعل "جواد" غضبا ليصيح به حنق
_ هجيبها...ويبقى حد يغلطنى فى اللى هعمله
_______
جميع من فى المنزل يشعر بالسعاده والفرح يستعدون لخطبة "ديانة" ، هى تكون اول فرحة لهم والجميع متحمس لهذا اليوم ويُحضرون استعدادات الخطبة ،هى ستكون بمزل عائلة "ديانة" وهى خطبة عائلية فقط
انتهت من ارتداء فستانها الرمادى الذى كان يظهر انوثتها برقة بالغة فهو كان ضيقا من عند الصدر حتى بداية خصرها منسدلها بوسع قليل حتى قدميها بدون أكمام ظاهرا جمال بشرتها البيضاء الحلبيه ورشاقة ذراعيها
وانتهت ايضا من وضع زينتها ولكنها لم تستخدم سوا بعض الاداوات القليله لعمل زينة بسيطة وليس صاخبة فهى لا تحتاج الى الكثير من تلك الادوات فجمالها الطبيعى يجعلها اكثر من رائعة خاصا تلك الخصلات الملولوة
صاحت "منال" باعين لامعه من شدة جمال ابنتها مُعلقه
_ اللهم صلى على النبى ربنا يبارك فيكى ويحفظك يا حبيبتى
ابتسمت "ديانة" على تعليق والدتها واسرعت باحتضانها قائله
_ ويباركلى فيكى وميحرمنيش منك ابدا يا حبيبة قلبى
ردفت باستفسار متذكرة
_ صحيح يا ماما هو مالك لسه مجاش؟!
تغيرت ملامحها مضيفه بتردد
_ بصراحة يا ديانة مالك شكله مش هيعرف يجى فى المعاد حصل ظرف عنده فى الشغل وقالى انه مُضطر يستنى شويه وقالى اقولك متزعليش منه
شعرت "ديانة" بالحزن فهى كانت تحتاج اليه الان اكثر من اى وقت اخر ، هى مُتعلقه به كثيرا كادت ان تتكلم ولكن قاطعها دخول شقيقتها تصيح بلهفه
_ العريس وصل
______
رمقها بالكثير من الكراهية والغضب لاهدا عليها مقطعا ثيابها صائحا بها بصراخ
_ انا مش هرحمك يا لبنى ، هخليكى تتمنى الموت كل لحظة ومش هتطوليه غير على ايدى يا بنت الكلب
تبكى بقهرا وانكسار على ما يفعله بها وهى حتى لا تستطيع التفوه بكلمة واحدة فعجزها عن الكلام صعب موقفها الان حتى لا تستطيع تفسير شيئا مما حدث
صاحت صارخة بالم من شدة تلك الجلدة التى سقطت من حزامه الجلدى على جسدها الحليبى طابعا اثرها على جسدها ، ليزداد صراخها علوا مع كل ضربة تنهال عليها منه والدموع لا تتوقف عن السيل من عينيها
صاح بها بصرخة غضب مستفسرا عن مكان تلك الفتاة
_ وديتيها فين يا لبنى !! وديتى البت فين !! مش هرحمك يا لبنى هطلع روحك فى ايدى يا بنت الوسخة
ظل يضربها الى ان لهث من كثرة تلك الجلدات التى ضربها لها ، توقف وهو يرمقها بحقارة واشمئزاز ثم خطرت له فكرة خبيثه
نظر الى جسدها الحليبى الذى لم يعد بتلك البياض بل تحول لونه الى الاحمرار الشديد من كثرة الضرب ولم يعد بجسدها مكان واحد يخلو من اثار تلك الضرابات
استثارت رجولته من ذلك المنظر الذى يراها به ليتقدم اليها بشهوة واحتياج ، ببنما تحولت ملامحها للفزع من اقترابه اليها اعتقادا منها انه سيضربها مرة اخرى
كادت "هاشم" ان تُسيطر عليه شهوته ليتحكم بنفسة مرة اخرى ليرمقا بنظرة احتقار مُعلقا بينه وبين نفسه
_ دى لو اخر واحده فى الدنيا عمرى ما هفكر اقرب منها مهما حصل
بصق عليها باشمئزاز واحتقار ثم انصرف من امامها
اغمض "هاشم" عيناه بالم وانكسار مُعقبا وهو يجلس بمكتبه بعد ان تذكر تلك الذكريات التى لم تفارق خياله ولو لحظه واحده منذ عشرون عاما ليزفر براحه
_ اخيرا يا لبنى هنتقم منك واحرق قلبك على بنتك زى ما حرقتى قلبى زمان وبعدها هقتلك عشان اريح الميتين كلهم
_______
لمعت اعين والدها بدموع فرحته بها هى تبدو فى غاية الجمال مُحتضنا اياها قائلا بحب
_ تبارك الخلاق فيما خلق ربنا يحميكى ويسعدك يا نور عيونى
لمعت عينها هى الاخر بدموعها ، هى مُتعلقه كثيرا بوالدها مثلما هو متعلق بها ويمكن اكثر ، نظر "محمود" الى "ادهم" محذرا اياه
_ خد بالك منها يا ادهم انت واخد اغلى حاجه عندى
ابتسم له الاخر بحب مضيفا
_ دى فى عينيا يا عمى
امسك "ادهم" يد "ديانة" وجلسوا معا كى يُتمما تلك الخطبه ، التقط هو خاتم الخطبة ممسكا بيدها ، كاد ان يُلبسها ذلك الخاتم الا ومنعه صوت ذلك الرجل الذى صاح بهم بصوت جمهورى
_ مش عيب حد ياخد حاجه مش بتاعته
سقط الخاتم من يد "ادهم" الذى ارتبك من اثر صوت ذلك الرجل بينما شعر جميع الحاضرين بالدهشه والغرابه واولهم "ديانة" التى شعرت بالصدمه ، من يكون هذا وماذا يريد؟!
تقدم "محمود" بخطواط ثابته متجها الى "جواد" مقربا ما بين حاجبيه مُعقبا باستفسار
_ انت مين يا ابنى؟!
وضع يداه بجيب بنطاله ببرود وغطرسه متحدثا بثقة وغرور
_ جواد هاشم شمس الدين الدمنهورى ، ابن عم ديانة شرف شمس الدين الدمنهورى
________
يُهرولون متجهون الى هذا القطار الذى اوشك على مُغادرة تلك المحطة ، صعدوا الى ذلك القطار المُتجه من الاسكندرية الى القاهرة
صاح "محمود" بلهفه
_ تعالى يا منال كرسى جمبه شباك كويس اهو و.....
قطع حديثة هذا الصندوق المتواجد اسفل المقعد ليقم بفتحه ليشعر بالصدمة والغرابه فى انٍا واحد ، لاحظت زوجته قطع حديثه ونظرتة تلك
نظرت "منال" مُتفحصه ذلك الصندوق لتجدها طفلة رضيعة لم تتم الخمسة اشهر ولكن سبحان الخالق الذى ابدع فى خلق تلك الرضيعه ذو البشرة الحليبيه والاعين الزرقاء الصافيه والرموش الكثيفه والشفاه الورديه والشعر الحريرى الذى يكاد يصل الى جبهتها ، صاحت "منال" قائله
_ اللهم صلى على جمال النبى ايه دى يا محمود !! دى نونه صغيرة ، فين اهلها وازاى يسبوها كده و...
قاطع حديثها وجود ذلك الظرف الموضوع بجانب تلك الرضيعه لتردف باهتمام
_ ايه ده يا محمود؟!
قام "محمود" بفتح ذلك الظرف ليجد به عدة اوراق بها شهادة ميلاد باسم تلك الرضيعه وورقه اخر تشبه رسالة التقطتها "منال" من يده واخذت تقرأها وكان مضمون تلك الرساله
_ انا عارفة ان مكنش ينفع اعمل كده بس والله العظيم غصب عنى لازم اعمل كده عشان بنتى تعيش انا كنت متجوزة رجل محترم جدا وخلفت منه البنت دى واتوفى من يومين وانا اكتشفت انى عندى سرطان وفى المرحله الاخيرة واهل جوزى كانوا مقاطعينه عشان اتجوزنى ولما عرفوا انه مات خافوا انى اطلب ورث بنتى وعرفت انهم عايزين يقتلوها بعد ما اموت ، ابوس ايدكوا اللى يلاقى بنتى يحميها ويبعد بيها عن اهلها حتى لو هتودوها لناس مبتخلفش يربوها ابوس ايدكوا احموا بنتى وابعدوها عن اسكندرية كلها
بكت "منال" بتاثر من تلك الرساله ثم انحنت والتقطت تلك الفتاة ضاممة اياها الى صدرها رادفه
_ يا حبيبتى يا بنتى اتولدتى يتيمه الاب والام والاهل
نظرت الى "محمود" بترجى قائلا
_ بالله عليك يا محمود ناخدها معانا ونربيها مع مالك دى شبه الملايكه والنبى يا محمود قلبى مش مطوعنى اسبها
نظر لها "محمود" بقلة حيله ثم نظر الى ذلك الملاك الصغير رادفا
_ الله المستعان ربنا يرزقنا برزقها هى واخوها
ابتسمت "منال" بساعدة ثم احتضنت تلك الفتاة الجميلة قائلا
_ اوعدك يا بنتى طول منا عايشه مفيش حد هيقرب منك ابدا
انتفض قلب "منال" فزعا مما استمعت اليه هل هذا حقا نجل عمها !! هل هو اتٍ لياخذها ويقتلها!! لا لن تتركه يفعل ذلك بها
قطع شرودها تقدم "جواد" تجاة "ديانة" ممسكا يدها بقوة راغما اياها على النهود متجها بها الى احدى الغرف ليتحدث معها بل ليأمرها على تنفيذ ما ينوى فعله بينما "ديانة" كانت فى حاله صدمة وظلت تصرخ به رادفه
_ انت عايز ايه !! سيب ايدى وابعد عنى
قالت كلماتها تلك وهى تُحاول التفلت منه ولكن دون فائده ، ظنت "منال" انه سياخذها ويرحل لتُسرع وتقوم بمسك يداه بقوة رادفه بغضبا
_ انت واخد بنتى ورايح فين يا حيوان انت !!
رمقة بنظرة حادة دبت الخوف فى اعماق قلبها ولكنها لم تكترث سوا لصوت تلك الاسلحه الناريه التى سُحبت خذانتها موجه فى وجه جميع الحاضرين
انتفض الجميع من شدة الصدمة وبما فهم "ديانة" ليتحدث "جواد" بغضب يتطاير من عيناه موجها حديثه الى "منال" زافرا بحنق
_ اولا دى مش بنتك دى بنت عمى ، ثانيا متحاوليش تقررى اللى عملتيه ده تانى عشان هتدفعى تمنه غالى اوى
قال جملته الاخيرة محذرا اياها موجها نظرة الى "ملك" بينما ادركت "منال" ما يقصده لتبتلع فى بتوتر ورعب ، بينما توجه "جواد" الى تلك الغرفة راغما "ديانة " على السير معه رغما عنها
اسرعت "ملك" فى السير الى حضن والدتها وقد قاربت على الصراخ من كثرة الرعب والفزع رادفه
_ مين دول يا ماما وعايزين من ديانة ايه!!
لاحظ "اياد" فزع تلك الفتاة الصغيرة التى يبدو عليها البرئه والضعف لينظر الى كلا من "منال" "ومحمود" مطمئنا اياهم
_ بجد انا اسف على طريقة جواد ، احنا مش جاين نؤذى حد الحكاية وما فيها ان جواد هو ابن عم ديانة واحنا جاين ناخدها نتفاجئ انها بتتخطب ودى طبعا حاجه كبيره بنالسبه لعيلتهم ، ارجوكم محدش يدخل عشان محدش فى الدنيا كلها هيقدر يمنع جواد من انه يعمل حاجه لو خايفين على نفسكوا وولادكوا محدش يتدخل فى اللى هيحصل
شعر كلا من "منال" و "محمود" بالقلق والتوتر من كلام ذلك الشاب ولكن ليس بيدهم شئ لفعله خصة انهم لاحظوا مدى قوة ذلك الجواد
_______
دلف "جواد" الى تلك الغرفة بصحبة "ديانة" التى القى بها ارضا وقام بغلق ذلك الباب باحكام ثم التفت اليها لتصيح بوجهه فى غضب وحنق
_ انت مجنون !! انت ازاى تعمل كده !! ده انا هطلع عين اهلك و.....
اسكتتها قبضته تلك التى مزقت فروة راسها من شدة جذبه اياها لتصرخ متالمه ليزيد من جذبته لشعرها هامسا بغيظ مكتوم
_ دا انا اللى هطلع عين اهلك حيين وميتين بس استنى عليا لما نروح بيتنا
ضيقت بين حاجبيها بصدمة ممزوجة بالغضب مُعقبه
_ بيتنا!!!
زاد من قبضته على خصلاتها متحدثا بتوعد
_ اه منا نسيت اعرفك بنفسى ، انا جواد ابن عمك وخطيبك سابقا وجوزك حاليا
صاحت به بغضب وصراخ مُحاوله دفعه بعيدا عنها رادفه
_ جوز مين يا مريض انت!! ابعد عنى بدل ما افرج عليك الناس كلها
قام بلفها موجها وجهها الى وجههِ مُلاقيا فيروزاتيهِ بفيروزاتها رادفا بغرور وثقه عمياء
_ لمى الناس وانا هموتلك كل الناس اللى هتتلم واولهم الجرابيع اللى مخبينك عندهم بقالهم عشرين سنه دول وبردو هاخدك من هنا غصب عنك وعن اهلك
صاحت بوجههِ بغضب وضيق مستفسرا
_ انت عايز منى ايه!!
ابتسم بشبح ابتسامه لم تلامس عيناه مُجيبا اياها
_ الماذون برا هنكتب الكتاب وهتيجى معايا غصب عنك
"كادت ان تتكلم ليقاطعها محذرا اياها" ولو كنتى فاكرة ان الجرابيع اللى برا دول هينقذوكى من ايدى تبقى غلطانه ، لو حد فكر يتدخل هموته قدام عنيكى ومش هما بس هما والوسخ الى انتى عايشه معاه فى بيتهم وانتى عارفه انه مش اخوكى او يقربلك اصلا...ولا الوسخ التانى اللى جى يتجوزك ده يا بنت الكلب يا وسخه
قال جملته الاخيرة وهو يصفعها صفعه قويه اشعرتها وكانها خسرت اسنانها لتنظر له بفزع وزعر ودموعا متحجره فى عيناها ، ليحدثها هو امرها
_ هنطلع نكتب الكتاب ونمشى فاهمه ولا لأ
اومات براسها بالموافقه برعب وخوف ليس على نفسها بل على عائلتها فهو الان يُهددها بحياة عائلتها ، هى تعلم انهم ليسوا بعائلتها الحقيقين ولكن لا يجب ان تكون مكافئتهم على تربيتها ان تتسبب فى اذائهم او حدوث مشاكل لهم عليها ان تُصجى من اجل تلك الاسرة التى لم ترى منهم سوا الحب والحنان حتى ولو كان على حساب حياتها باكملها..
اذا كانت تلك الطريقه التى ستحميهم من ذلك الوحش الذى يدعى انه ابن عمها فعليها فعلها فهى اهون عليها ان تمت ولكن لا يمس اسرتها باى اذى ، يجب الان عليها حماية عائلتها اما ذلك الوحش فعليها مواجهته ولكن ليس الان
______
خرج "جواد" من تلك الغرفه بصحبة "ديانة" التى لا تسطيع ان ترفع عينيها من الارض لا تعلم ماذا تقول او ماذا تفعل ، بينما ينظر لهم الجميع بصدمه وزهول ليصيح "جواد" بطريقه امره موجها حديثة لذلك الماذون
_ جهزت كل حاجه يا شيخ
اوما له الماذون بالموافقه مُعقبا
_ كل حاجة جاهزه يا جواد بيه
امسك "جواد" معصمها متوجها الى هذا الماذون كى يمضيان على عقد قرانهما ، بينما ادرك "ادهم" ما ينوى "جواد" فعله ليصيح بغضب ونفاذ صبر
_ انت بتعمل ايه يا كلب انت !! انا ساكتلك من بدرى ، اوعى تكون فاكر ان السلاح اللى معاك ده هيخوفنى
رمقه "جواد" ببرود وعدم اكتراث لما قاله فاركا ذقنه الا وفاجأه بلكمه قويه اسقطته ارضا من شدتها مُعلقا
_ ده مجرد رد فعل بسيط لكن لو قررت احاسبك على طريقة كلامك وعلى غلطك هتحتاج سنين عشان تتعالج من اللى هعمله فيك ده لو فضلت عايش بعدها
امر "اياد" الحرس ان ياخذوا "ادهم" ويضعوه فى احدى الغرف مراقبين اياه بينما جلس "جواد" بجانب ذلك الماذون امرا اياه
_ ابدا يا شبخ
ردف الماذون مُوجها الحديث الى "ديانة"
_ جواد هاشم شمس الدين الدمنهورى عايز يعقد قرانه عليكى هل انتى موافقة!!
تحجرت الدموع باعين "ديانة" تريد ان تصيح بوجههم نهيا موافقتها عن ذلك الزواج ولكنها لا تسطيع فهو يُهددها بحياة اسرتها باكملها ، اومات "ديانه" براسها مُعلنه عن موافتها رادفة بضيق صدر
_ موافقة
شعر الجميع بالصدمة من رد "ديانة" وخاصة عائلتها فهى عنيدة حد اللعنه كيف اقنعها بهذا الزواج وكيف ستتزوج ذلك الشخص الذى لا تعرفه ولم يتاكدوا ان كان حقا ابن عمها او لا ، مهلا حتى لو كان ابن عمها فهذا يكون خطر عليها اكثر من اى شخصا اخر!!
صاح المأذون مستفسرا
_ فين وكيل العروسه؟؟
كاد "محمود" ان يتكلم ليقاطعه رد "جواد" مُعقبا
_ وكيلها هو عمها هاشم الدمنهورى وهو مش هنا هنبقى نخليه يمضى على الورق بعدين
اوما له المأذون بالموافقه مُعقبا
_ طب فين الشهود!!
اخرج "اياد" بطاقته مسلمها الى المأذون بينما ابتسم "جواد" باستهزاء موجها الحديث الى "محمود"
_ مش هتشهد على جوازة بنتك ولا ايه يا استاذ محمود
نظر له "محمود" بانكسار يريد ان ينهال عليه ضربا ولكنه يموت رعبا على اولاده وما يمكن ان يفعله بهم ، اخرج "محمود" بطاقته الشخصيه مُسلمها للمأذون
بعد وقت ليس بقليل انتهى الماذون من عقد قرانهم وصاح بتهنئتهم بعد ان اتمم كل اجرائات عقد القران مُعقبا
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى مودة ورحمة
ابتسم "جواد" بشر عازما انه لن يكن هناك اى مودة ورحمه بل سيكون هناك ابشع من الكسرة والذلة، صاح بها امرا اياها باستهزاء وتهكم
_ قدامى يا عروسة
نظرت "ديانة" لعائلتها بدموعا وقهر مودعتهم فهى تشعر انها لن تراهم مره اخرى لا تعلم ما الذى تورطت به وهل ستحل لها الفرصه ان تراهم مرة اخره ام لا
خرجت"ديانة" من المنزل بصحبة "جواد" ورجاله وما ان اغلقوا الباب خلفهم صاحت "منال" بكل ذلك الالم التى شعرت به وكانت تُحاول ان تُخفيه امام جحود ذلك الجواد لتصرخ بالم وحسره
_ بنتيييي
صرخت بتلك الكلمة وما ان هدأ صدى صوتها حتى سقطت ارضا فاقدة لوعيها
_______
توجه بها الى فيلته الخاصه بعيدا عن الجميع حتى ينفرد بها دون تدخل من احد او تستنجد هى باحد فهو عزم على ان يجعل حياتها معه جحيما حتى يحصل على ما يريد...
دلف بها الى بيته ساحبا اياها خلفه ، لتندهش من تلك القتامه المُميته بهذا البيت فجميع اثاث الفيلا محصورا بين الاسود والرمادى باستثناء انه يبدو عليه الفخامة والرقى ، ما كل هذا الظلام الذى ينبعث من ذلك المنزل هل هى الان مُحاصر ببن ظُلُمات حُصُونه!!
توجه بها الى احدى الغرف بالطابق العلوى ملقيا اياها ارضا بقسوة وجمود رامقا اياهل بنظرات غضب وتوعد ثم خرج مرة اخرى غالقا الباب عليها باحكام
نهضت هى من مكانها وهى تشعر بالضعف والانكسار امام ذلك الوحش الحقير ماذا يريد منها؟ ولما تشعر بسوء نيته تجاها!!
هى حقا تُظهر له عدم الخوف والرهبه منه وتُحاول ان تبدو امامه تلك الفتاه العنيدة القوية التى لا تخشى احدا ولكنها بداخلها تموت رعبا من هذا الشخص الذى مجرد النظر فى وجههِ يدب الرعب فى قلبها
نظرت الى تلك الغرفة متفحصة اياها ، فهى تشبه جميع اركان ذالك القصر فهى بسيطه جدا ولكنها تصرخ بالفخامة والرقى والزوق الرفيع ، لم تكن مثل تلك القصور التى تصرخ بالثراء والغنى بل كان هادئا جدا باستثناء تلك القتامة فى كل ركن بها
جلست على تلك الاريكة تبكى قهرا وانكسارا على ما حدث فى هذا اليوم ، اليوم كان خطبتها فجأة تحول الى زواج ولكن ليس من ذلك الشخص الذى اختارته بل من شخص اخر لم تراه من قبل ، شخص يبث الرعب فى قلب كل من يراه ، لا تعلم لماذا فعل بها هكذا
كيف عليها ان تتعامل معه فى الى الان راهبه الموقف ومُشتته تماما لا تستطيع التفكير بشكل صحيح فهى تشعر وكانها مُحاصرة بين قبضة ذلك الشخص الذى لا تعرفه ولا تعرف حتى ماذا ينوى ان يفعل معها؟!
________
رمقه بنظرة غضب وحنق مُضيقا ما بين حاجبيه باستنكار ويبدو عليه عدم الرضا والنفور الشديد ، صرخ "هاشم" بوجه "جواد" بانفعال شديد معقبا
_ اتجوزتها !! يعنى ايه اتجوزتها يا سى جواد ؟! انت اتجننت ولا دماغك ضربت ، ولا تكونش البت زغللت فى عنيك فحبيت ترضى نفسك من جميع الجهات؟!
اغمض "جواد" عينيه بملل ثم نظر اليه ببروده المعتاد مُعلقا باستهزاء
_ هاا..خلصت!!
رفع "هاشم" حاجبيه بتعجب من كل هذا البرود الذى يتعامل به ابنه حتى انه لا يكترث لغضب وانفعال والده ، ليعتدل "جواد" فى جلسته مُعقبا
_ تعالى اقعد هنا وانا افهك انا عملت كده ليه
توجه والده اليه بانفعال اكبر ليجلس امامه رمقا اياه باستفسار قائلا
_ فهمنى يمكن الجواز طريقه جديده فى الانتقام وانا معرفش
_ فعلا...الجواز هو اسهل طريقة للانتقام
قالها وهو يبتسم بشر على ما ينوى فعله بها مُضيفا
_ لما تبقى هى مراتى ساعتها اقدر اعمل فيها كل اللى انا عايزه وانتقم بالطريقه اللى تعجبنى من غير ما اى حد يتدخل او يقولى حتى انت بتعمل ايه ، هذلها وهضربها وهقطع من لحمها وفى الاخر هخيرها طلاقنا قصاد التنازل على كل املاكها وبعد كده هقتلها واديهالك تدفنها جمب امها وابوها
رمقه بهدوء وهو ينفث دخان سجارته رادفها
_ عرفت بقى انا اتجوزتها ليه!!
_ انا كده اقدر اقول قدام الدنيا كلها انى انا عرفت اربى راجل بمليون راجل وان عمرى اللى فات ده كله مرحش هدر
اضافت "هناء" تلك الكلمات ويبدو عليها السعاده والفخر ، بينما تفاجأ "هاشم" و "جواد" من تدخلها ويبدو انها استمعت لكل حديثهم
نظر "هاشم" الى ابنه مستفسرا
_ الجوازة دى هتخلص امتة؟
نهض "جواد" مُتجها الى باب الفيلا مبتسما بمكر مضيفا
_ هى لسه بدات عشان تخلص!! دا انا لسه بقول يا هادى
↚
جلست "ديانة" بصحبة "منال" و" محمود" ويبدو عليها ملامح الانزعاج فهى الى الان لم تجد ردا على سؤالها ، ردفت "منال" بحب وحنان مُعلقه باستفسار
_ ايه يا حبيبتى مالك زعلانه ليه ؟ وايه الحاجه المهمه اللى عايزانا فيها!!
نظرت لها بغضب ممزوج بالحزن والكسرة
_ انا بقالى سنين بسالكوا عن اهلى الحققين وكل مرة بتضحكوا عليا بكلمتين يهدونى وتقولولى لما تكبرى هنفهمك الباقى واظن انا انى كبرت بما فيه الكفاية وبقيت فى ثانوية عامه وحقى اعرف الحقيقه
صمتت لاهثه مُحاوله استنشاق بعض الهواء الذى شعرت وكانه انقطع عنها مرة واحده ، رمقتهم بشك والدموع ملئت عينايها ثم أردفت باستفسار
_ هو انتوا جايبنى من الملجأ؟؟
صاحت "منال" بحرقة نافيه هذا الكلام مُعقبة ببكاء
_ لا يا حبيبتى مش جايبينك من الملجأ ومتقوليش كده تانى ، انتى عندك اب وام وكانوا ناس طيبين اوى بس الله يرحمهم ماتوا ومكنش عندهم اهل بس احنا كنا نعرفهم ولما ماتوا اخدناكى تعيشى معانا عشان حبناكى اوى وعشان كان نفسنا يبقى عندنا بنت قمر زيك كده
انفجرت "ديانة" بالبكاء وارتمت بين احضان "منال" رادفه بحب وامتنان
_ انا بحبك اوى يا ماما انتى وبابا ومالك وملك
_ واحنا كمان بنحبك اوى يا حبيبت ماما
كيف بعد كل تلك السنوات يظهر لها عائلة ولماذا لم يبحثوا عنها منذ قبل لماذا تخلوا عنها منذ عشرون عاما ، ابتسمت بتهكم وهى تُفكر فى تلك الطريقة التى اخبروها بها انها لديها عائله
ارسلوا لها ذلك المغرور الوقح الذى اجبرها على الزواج به والا قتل كل افراد عائلتها ياله من حقير ، اجهشت فى البكاء عندما تذكرت ما فعله "بادهم" فهى لم تكن تتخيل ان يحدث لهم هكذا ابدا
ظلت تبكى بحرقة على ما يحدث لها ، لماذا دائما تواجه العواقب فى حياتها لماذا لم تكن حياتها هادئه كباقى الفتايات لماذا دائما تقع فى تلك الصعوبات؟؟
قطع نحيبها دخول ذلك الشخص الوقح الى الغرفة بتلك الطريقة الهمجيه ، رمقته بغضب وتزمر وكادت ان تصيح به بحنق على افعاله تلك ، بينما فاجئها بنزعيه لسترتة دون التفوه باي كلمة
ابتلعت "ديانة" ريقها بتوتر اثر فعلته تلك ، ماذا ينوى ان يفعل ذلك الوقح!! وكيف له ان يفعل مثل تلك الافعال امامها؟ صاحت به بغضب زاجرة اياه بحنق
_ انت بتعمل ايه يا بنى ادم انت؟!
رفع "جواد" كتفيه بلامبلاه رادفا باستهزاء
_ انتى عاميه ولى ايه!! قلع هدومى
رمقته بغضب وانفعال صارخه بوجهه باستفسار
_ انت عايز منى ايه؟؟
رمقها متفحصا اياه جيدا ثم وضع يده بجيب بنطاله بغطرسه واستعلاء رادفا بوقاحه غير مكترث لسؤالها
_ انتى مش هتقلعى ولا ايه؟! هتفضلى اعدالى بالفستان ده كتير ، انتى مراتى ومن حقى اشوفك زى اى راجل ما بيشوف مراته وخصوصا فى ليلة زى دى..
قال جملته الاخيرة وهو ينظر لها بمكر ، ادركت هى معنى نظرتة تلك بينما صاحت به فى غضب
_ ليلة مين يا ابو ليلة!! انت مصدق نفسك يا ابنى؟! اوعى تكون مفكر انى عشان جيت هنا تبقى جوزى لا يا بابا انا جيت معاك هنا عشان امنع المشاكل واعرف انت عايز منى ايه لكن تقولى متجوزين وحقك والهبل ده لأ ، انا مش مراتك ولا انت ليك اى حق عندى انت فاهم ولا لأ؟!
تقدم بعض الخطوات مقتربا منها بينما شعرت هى بالرتبام واخذت فى الرجوع الى الخلف لكى تحافظ على مسافة بينهم ولكن دون فائده فهو لا يتوقف عن الاقترب منها الى ان اصبح ملتصقا بها حتى تعالت انفاسها من شدة الخوف والخجل اغمضت عينيها فى رهبه منه ليبتسم هو الاخر ابتسامة ماكرة مُعقبا بتحدى
_ لا مش فاهم وصوتك ده ميعلاش عليا تانى والا هتدفعى التمن غالى اوى ، انتى فاهمه ولا لأ؟
قال جملتة تلك مُهددا اياها كى تكُف عن هذا العناد الذى لا يُطيقه ، بينما هى فقد شعرت بالرعب من تهديده هذا ولكنها لم تُبين هذا امامه ، ابتعد عنها قليلا لتشعر هى بالراحه واخذت نفسا عميقا وكانه كان يستحوز على هواء الغرفة باكملها
لم يمر الكثير من الثوانٍ حتى عاد مرة اخرى حاملا بيدهِ حقيبة تُشبه حقائب الهدايا مُلقيا اياها بوجه "ديانة" ، شعرت هى بالغضب من تصرفه هذا وكادت ان تصيح به مره اخرة ليقاطعها أمرا اياها
_ البسى ده
ضيقت ما بين عينيها فى عدم تصديق لكل تصرفاته تلك التى لا تسطيع وصفها او تفسير ايا منها الا بان هذا الشحص مخُتل ، هى لم ترى ما الذى بتلك الحقيبه ولكنها اندهشت من طريقته وأردفت بعدم استيعاب
_ هو انت طبيعى ولا وقعت على راسك وانت صغير ؟ انت منين بتهددنى ومنين جايبلى هدية وفاكر انى هقبلها؟!
ابتسم باستهزاء على طريقة تفكيرها الغبية مُعقبا
_ هدية !! ايه الثقة دى كلها !! دى مسمهاش هدية يا غبية ده اسمه أمر ولو متنفزش هخلى ليلة اهلك حيين او ميتين مهببه
قال جملته الاخيرة بصياح محدقا بها بغضب وتوعد ، كاد قلبها ان يتوقف من شده الفزع من ملامحه التى تحولت فى اقل من ثانية من ابتسامة استهزاء الى صراخا كاشفا عن انيابه الحادة وقتامة زرقاواتيه
ادركت امها ليس امامها خيارا اخر فهى لا تعرف هذا الشخص وكيف تكون ردة فعله او كيف يفكر او ماذا يمكن ان يفعل بها ، عليها الان الاستماع الى اوامره إلى ان تستطيع ان تفهم شخصيته وكيف عليها ان تتعامل معه!!
اومات براسها باستسلام ظننا منها انها قد تتخلص منه لتنتهى تلك الليلة القاتمه ولكنها لا تعلم ان تلك اليلة لم تبداء بعد ، اخذت تلك الحقيبة واسرعت فى التوجه الى غرفة تبديل الملابس الخاصه بهذة الغرفة موصدة الباب خلفها باحكام
//////////
_ صباح الخير يا عمى
قالتها بعد ان دلفت الى هذا البيت الكبير الملئ بالدفئ والامان فهو من اكبر بيوت صعيد مصر ويعود امتلاكه الى اكبر عائلات الصعيد "عائلة الدمنهورى" المعروفه بالحب والتماسك والاؤتباط العائلى
صاح بترحاب كبير مُعانقا اياها رادفا
_ صباح الفل والعسل عليكى يا جلب عمك...ايه يا بت شمس الواحد معيشوفكيش واصل غير كل فين وفين ولا ايه
ابتسمت له بحب واحترام رادفه
_ ما انت عارف يا عمى ابوى مبيخرجناش من البيت غير كل فين وفين بيجولى عشان انتى صغيرة واخاف يحصلك حاجه
ابتسم لها بحب مُعقبا
_ شمس عنده حج يا ماجدة يا بتى انتى فعلا صغيرة وكمان عشان انتى البت الوحيده على الولدين يعنى انتى الفاكهة بتاعته ، انا كمان بترعب على تهانى وهناء بس اللى مطمنى إن تهانى كبرت وخلصت مدرسه انما هناء مُتعبه وعايزه تكمل علامها وانا الصراحه مفياش دماغ عاد
تغيرت ملامح وجهها من البسمه للعبوث من حديث عمها مُعلقه بمضض
_ لا يا عمى انا وهناء عايزين نكمل وندخل الجامعه مع بعض ده الحلم الوحيد اللى بنحلم بيه
ابتسم لها باعجاب على اصرارها وتعلقها الشديد بابنته فهو يشعر بالسعاده عندما يرى حبهما لبعضهما فهما سوف يصبحان بيوم من الايام فى بيت واحد كما اتفق هو وشقيقه ان يأخذ فتاتيه لولديه ليردف بحب
_ لو انتى هتبجى معاها يا ماجدة انا هبجى مطمن
ابتسمت له بسعاده وكاد ان تتحدث ليقاطعها هبوط "هناء" درجات السلم مُهروله لها بسعاده مُتوجه اليها تعانفها باشتياق رادفة
_ ايه ده!! ماجده عندينا!! وحشتينى يا جلبى
بادلتها "ماجدة" العناق بحب رادفه
_ وانتى كمان يا هناء واحشتينى جوى
اقتربت من اذنها هامسه لها دون ان يلاحظ عمها رادفه
_ عندى ليكى خبر حلوو جوووى
حمحمت "هناء" بتوتر موجه الحديث الى والدها
_ طب يا ابوى احنا هنطلع فوج احنا بجى
اوما لها بالموافقة مُضيفا
_ طب يا حبيبتى بس اجهزى عشان احنا معزومين عند عمك شمس على الغدا النهاردة
شعرت "هناء" بالكثير من الفرحه بعد ما خمنت تلك المفاجأه التى تقصدها "ماجدة" اسرعت الفتاتان فى الصعود الى غرفة "هناء" كى لا يستمع اليهما احد
_ خبر ايه عاد طمنينى هو اللى جيه فى دماغى
ابتسمت لها باعجاب على ذكائها وسرعة بديهتها فى اكتشاف الامر قبل ان تخبرها لتردف بتهكم
_ اه يا اختى اللى جيه فى دماغم هاشم وشرف جاين النهارده وسمعت كمان ابوى بيتكلم معاهم فى التليفون وعيتكلموا فى جواز
اتسعت اعيُن "هناء" بصدمه بينما توسع ثغرها من كثرة الفرحه والسعاده التى شعرت بها فهى منذ زمن متيمة بحبه وتعد الاشهر والليالى منتظرة هذا اليوم بفارغ الصبر لتصيح بساعده كبيرة
_ بجد يا ماجدة شرف هياجى يطلبنى!!
زجرتها "ماجدة" مُعقبه
_ يا بت اتجلى شويه انتى مدلوجه إكده ليه عاد وبعدين انا معرفش مين فيهم اللى جاى يتجوز وبعدين انتى ناسيه ان شرف لسه بيدرس وهاشم هو اللى خلص من زمان يعنى الاحج بالجواز دلوجتى هاشم مش شرف
امتعضت ملامحها "هناء" فى ضيق وحنق مُعقبه
_ انتى مبتكمليش حاجه حلوه للاخر ابدا !! ولو بردو شرف يعتبر خلص هو فى اخر سنه فى الكليه يعنى زماناته خلص وممكن يكون جاى يطلب يدى هو كمان
رمقتها بتحذير كى لا تبنى امال وينكسر قلبها بالنهايه
_ بردو متعشميش نفسك بحاجه لسه فى علم الغيب والله اعلم ايه اللى هيحصل النهارده على الغدا
لم تكترث "هناء" بحديث "ماجدة" فهى بالفعل شيدت امالها على ان "شرف" اتٍ تلك المرة كى يطلب يدها ، نهضت بحماس وسعاده كبيرة واخذت تستعد لمقابلة هذا الحبيب الغائب لتُملى عينيها من رؤية وجهه المحبوب الى قلبها
لاحظت "ماجدة" فرط سعادتها لترمقها بحب وعاطفه رادفه
_ يارب لو ليهم خير فى بعض اجعلهم من نصيب بعض
قطع تفكير "ماجدة" دخول "زينة" إلى غرفتها مبتسمه لها بحب وسعادة فهى اعتادت ان تاتى لرؤيتها كل ليله لتتحدث معها قليلا وحتى وان لم تجد منها رد فهى تكتفى بتلك النظرات الحنونه التى تعطها لها مُعوضتها عن فراق والدتها
_ عمتو القمر الجميلة ست الكل عامله ايه؟!
رمقتها "ماجدة" بكثير من الحب فتلك الفتاة الجميلة تُشابه والدتها كثيرا حتى فى طيبة قلبها وكانها نسخة مُصغره عنها
اكتفت "زينة" بتلك الابتسامة مُدكه ما تود "ماجدة" قوله دون كلام فهى تتعرف على ردها من مجرد النظر الى تعبيرات وجهها لتردف بحب وعاطفه
_ وحشتينى اوى يا مزه انتى تعالى بقى اما اصدعك زى كل يوم واحكيلك عملت ايه فى يومى
هذة هى العلاقة ببن "ماجدة" و "زبنة" فكلا منهم يُعوض الاخر بما ينقصه ، ف "ماجدة" تُعوض مكان والدتها ولو بقليلا فهذا ما بوسعها ان تفعله ان تجلس امامها وتستمع للحديث فقط فهى لا تستيطع الحركة او الكلام منذ هذا اليوم المشؤم هذا اليوم الذى تدمر به كيان هذا البيت باكمله ، فتُحاول على قدر الامكان ان تتقرب من تلك الفتاة الوحيده التى تهتم بها وكانها والدتها
بينما على الجانب الاخر "زينة" التى تقوم بتعويض "ماجدة" عن الكثير من الاشياء التى حُرمت منها بسبب هذا الحادث التى تعرضت له فى هذا اليوم ومن الاشياء التى تُحاول ان تُعوضها عنها هو غياب ابنتها التى تقيم بالخارج مع والدها لتُكمل دراستها وتاتى اليهم بالاجازات ، او لربما تُعوض نفسها ايضا فهى فى فقدت والدتها فى نفس ذلك اليوم المشؤم لتصبح "ماجدة" هى الشخص الوحيد المقرب لها ، هى الوحيده التى تشعر بالرحه عند الحديث معها على عكس "هناء" التى لم تشعر تجاهها باى مشاعر قط لربما حقا القلب يشعر بمن هو الحبيب ومن هو الغريب....
//////////////
جلست فى تلك الغرفة مُشتتة التفكير كيف له ان يُعاملها بتلك المُعامله الرخيصه والمُهينه ويهديها الان ، ايظنها بتلك الغباء وسيخدعها بفستانِ او حذاء او حتى بعض الالماس ، لا فهو لم يفهمها بعد سوف ترتدى تلك الفستانِ لكى تتخلص منه هذه الليلة
فتحت "ديانة" تلك الحقيبة وما ان رات ما تحتوى عليها شعرت بالخجل الشديد والقتها ارضا بعيدا عنها فهى شعرت بالتوتر من مجرد ان رات صورته تلك
فهو ثوب نوم اسود قصير يصل الى نهاية المؤخرة يشف ما تحته من مفاتن الجسد ملحق معه سروالا رفيعا يُبرز الخصر والمؤخرة ولا يحتوى على حمالة صدر
ما هذا الشئ الذى احضرة ذالك الغبى وكيف صور له عقله انها سترتدى ذالك الشئ المخزى كيف يراها هذا الوقح يبدو انه قد فسر هدوئها معه ضعف او انكسار امامه ، يجب ان توقفه عند حدهِ
التقت هذا الرداء من الارض ثم خرجت له ويبدو عليها الغضب والتمرض رافضة تلك الصورة التى يراها بها ، وجدته جالسا على احدى الارائك عارى الصدر ولا يرتدى سوء بنطالا جينز..
اسرعت فى الذهاب اليه لتقف امامه مباشرا غير متوازنه من شدة انفعالها ، ثم القت ذلك الرداء بوجه "جواد" مضيفة
_ اسمع بقى يا زفت انت متفكرش انى ضعيفه او خايفة منك لا يا بابا انا مبخفش من حد ابدا...ولو انا وافقت على الهبل اللى انت جيت عملتة عندنا فى البيت ده فانا عملت كده عشان خفت على الناس اللى ربونى زى بنتهم ومحبتش اتسببلهم فى اى مشاكل او ضرر وعشان كده وافقت على كتب الكتاب ده لكن ده ميعتبرش جواز ، والقرف اللى انت جايبه ده تروح تديه لواحده زباله من اللى انت تعرفهم انما انا لا "اخذت نفسا عميقا حتى تهدا بعد الشئ ولكن دون فائدة لتكمل بنفس الغضب" ازاى عقلك صورلك انى هلبس الزفت ده!!
شعر بالغضب الشديد من تطاولها عليه ولكنه سريعا ما تحكم فى غضبهِ فقد راق له تلك اللعبة مع قطتة المتمردة ، نهض "جواد" من على تلك الاريكة رامقا اياها بتحدى وثقة رادفا
_ هتلبسيه وغصب عنك ولو ملبستهوش بمزاجك هلبسهولك انا بطرقتى "رمقها بمكر ووقاحة مضيفا" وانا بصراحه مايل جدا للحل التانى
لكزته فى صدره بقوة مصيحه بوجهه بغضب شديد
_ انت قليل الادب وقذر وابن كل....
كادت ان تضربه مرة اخرى وتُكمل ليقاطعها ممسكا يداها محاوطا خصرها بها ومن ثم فى حركة سريعة أدارها وعكس يداها ممسكا بكفيها من الخلف وضغط عليهما بقوة كى يشعرها بالعجز لاصقا ظهرها بصدرهِ العارى هامسا بانفاسة الحارقة فى عنقها مُعقبا بمزيد من وقاحته
_ انا لحد دلوقتى مورتكيش اى حاجه من قلة ادبى بس شكلك عايزة تجربيها وانا بصراحة نفسى اوريكى جزء صغير بس منها
القى "جواد" بها على الفراش ثم التقط ذلك الثوب من على تلك الاريكه متوجها اليها مُعقبا ببرود ومكر
_ انا مكنتش عايز اعمل معاكى كده وخصوصا النهارده بس انتى اللى مصممة تشوفى قلة ادب ووقاحة جواد الدمنهورى
تقدم اليها بخطوات ثابتة ونظرات حاده دبت الرعب والفزع بقلبها أردفت "ديانة" بخوف وزعر
_ انت هتعمل اي....
لم تُكمل جملتها لتجده اخذ يمزق ذلك الفستان الحريرى ولكنه لم ينزعة كليا من عليها، صرخت به فى فزع ورعب مصيحه دافعة اياه فى صدره محاوله ابعاده عنها ولكن دون فائده
_ انت بتعمل ايه؟ ابعد عنى....هصوت والم عليك الدنيا كلها...يا كلب يا زباله
قبض على معصميها بغضب وضيق مُعقبا
_ مهما تصرخى او تصوتى محدش هيلحقك انتى مراتى وفى اوضة نومى وفى بيتى ومحدش هيسمعك ، انتى متربتيش كويس وانا هعيد تربيتك من اول وجديد وايدك دى لو اترفعت عليا تانى هكسرهالك
قال جملتة الاخير وهو يزيد من شدة قبضته على يدها لتصرخ هى بالم حتى شعر انها كادت ان تنكسر فى يديه ليخفف من قبضته بعض الشئ رامقا اياها فى تحذير مُعقبا
_ اللى انا أمر بيه يحصل سواء بمزاجك او غصب عنك ، قدامك خمس دقايق لو ملبستهوش اقسملك بالله انا اللى هقلعك ملط والبسهولك بايدى ، بس تقريبا لو انا اللى قلعتك مش ضامن هلبسهولك بعد قد ايه!!
قال جملتة الاخيرة بتلك النبرة الماكرة التى جعلت قلبها يرتجف من شدة الزعر والفزع ، اومات براسها موافقة على طلبه التقطت منه ذلك الرداء وفرت سريعا الى تلك الغرفة لكى تبدل ملابسها
اغلقت ذلك الباب ثم سقطت ارضا تبكى بكل ما اوتيت من قوة على ما تشعر به ، هى بحياتها لم تقع فى مثل هذا المازق كيف لها ان ترتدى مثل هذا الشئ امام ذلك الشخص الوقح وماذا سيفعل بها بعد ذلك اجهشت فى البكاء بحرقة مما يحدث لها
سريعا ما تذكرت ان الوقت الذى حدده لها اقترب على الانتهاء والا سينفذ تهديده نهضت سريعا بعد ان استمعت الى صوت "جواد" مُصيحا
_ فاضل دقيقتين لو خلصوا قبل ما تطلعى انا اللى هدخلك وساعتها مش هيحصل كويس
انتهت الدقيقتان ولم تخرج بعد، نهض "جواد" مُتوجها الى تلك الغرفة عازما على ان ينفذ تهديده ، كاد ان يفتح الباب ليمنعه خروجها مرتدية ذلك الثوب
وقفت امامه وهى تشعر بالكثير من الخجل لمجرد ارتدائها لهذا الثوب ، هى حقا ارتدته ولكنها ارتدته فوق ملابسها المُجوده اسفل الفستان تلك الملابس المُكونه من تلك الحماله وذلك البنطال الخفيف التى الذى ترتديه الفتايات اسفل ملابسهن ليُخفى جسدها اسفله
بينما "جواد" شعر بشئ لم يكن يتوقع حدوثه ابدا فقد شعر بالاثارة تجاهها هو حقا لا يستطيع روية جسدها عاريا واكن تلك الملابس برزت جميع انحاء جسدها ، ثديِها الممشوقان المرتفعان لاعلى وتلك المؤخرة البارزه التى تُثير اى رجل مهما كانت قوة تحكمة بنفسه
شعر انه يريد ان ينتقم منها باخذ كامل حقوقه بابشع الطرق المهينه والمؤلمه ولكن ليس الان ، لن يفعل ذلك الشئ الان لابد ان يُهينها ويذيقها شتى انواع العذاب بكل الطرق الممكنه كى يبرد ناره من تلك اللعينه
رمقها بشبح ابتسامة لم تلامس عيناه مُعقبا باستهزاء
_ كان عندك حق القميص ده المفروض اروح اوديه لواحدة حلوة وبتفهم جتك القرف
قال كلماتة الاخيرة باشمئزاز ثم تركها وذهب لتاخذ هى نفسا عميقا رادفة
_ الهى ما ترجع
/////////////////
توقف بسيارتة فى المرأب الخاص باحدى بيوته مترجلا منها متجها إلى الدخل وبمجرد ان دلف البيت صاحت تلك المرأه بكثير من الدلال والدلع مرحبه به
_ جواد بيه انا مصدقتش لما كلمتنى وقولتلى انك عايزينى، ايه وحشتك ولا ايه
اندفعت يداه لجذبها من شعرها بعنف كبير فهو لا يشتاق لاحد وخصوصا لتلك العاهرات الذى يستاجرهن بالمال وتلك العاهرة يجب الا تتخطى حدودها معه ، اقترب منها هامسا اليها بحنق
_ جواد الدمنهورى مبتوحشهوش النجاسة بس النفس امارة بالسوء وانتى بقى السوء والنفس امرت بيكى " اشتدت قبضته عليها لتتاوه بالم ليكمل هو حديثه" انما بقى لو هتنسى نفسك وتفكرينى عشقك فى الضلمة ولا حاجه قوليلى وانا افوقك واقولك انتى تبقى ايه وبتعملى ايه!!
كادت ان تبكى بين يدايه من شدة عنفه معها ليتركها مُلقيا اياها ارضا ، هدأت قليلا تلك الالام التى كان تشعر بها لتقترب من قداميه مُحاوله اكتساب رضائه مرة اخرى لتحتضنها بطريقة اثارته واضافت بدلال
_ عندك حق يا جواد بيه انا عارفه كويس انا ابقى ايه ومينفعش انسى نفسى ، انا خدامة مزاجك واللى تأمر بيه اعملهولك واللى متأمرش بيه كمان
ردفت بتلك الجمله وهى تنظر اليه بأثارة شديدة ثم دفعت يدايها الى سحاب بنطاله مُحاولة تحرير رُجُلاته
شعر "جواد" بأثارة كبيرة بعد فعلتها تلك ليجذبها من شعرها موقفا اياها متوجها بها الى احدى غرف النوم
////////////////
فركت عينيها بنعاس بعد ان استيقظت من نومها فى صباح اليوم الجديد مُدركة انها قد شعرت بالتعب الشديد ليلة امس ولم تستطيع مُقاومة هذا النعاس فاستسلمت له ، تنقلت بعينيها فى جميع اركان الغرفة متُفحصة اياها فهذا المكان مازال غريبا عليها
وقعت عيناها على الجانب الاخر لفراشها لتصيح بزُعر صارخة بصوت عالٍ جدا لدرجة انها ايقظته من نومه العميق فهى لم تشعر به عندما عاد ليلة امس ، كيف له ان ينام بجانبها وبتلك الطريقه فهو مُجرد من جميع ملابسه لا يسترة سوا ذلك السروال الداخلى القصير الذى لا يصل سوا لربع فخذية
شعر "جواد" بالفزع من صراخها ليفتح عينيه مره واحدة رافعا راسه باستفسار ولكنه سريعا ما وضع راسه على الوسادة مرة اخرى بعد ان تاكد انه لا يُجد شئ خطر ، تمتم بين نعاسة ببرودة المعتاد معقبا باستفسار
_ بتنوحى ليه على الصبح هو انا لسه عملتلك حاجه؟!
صاحت به ويبدو عليها ملامح الضيق والانزعاج ، بينما تناولت ذلك الغطاء واضعه اياه عليها لتزفر بحنق
_ انت بتعمل ايه هنا ؟ وازاى تنام جمبى وبالمظر ده!!
فتح احدى عينيه رامقا اياها باستنكار ثم اغمضها مرة اخرى مُصيفا بهدوء وبرود قاتل
_ شكلك من النوع اللى بينسى بسرعه ، بس انا مش من النوع اللى بيحب يقرر كلامه فهقولهالك للمرة الاخيرة ده بيتى وانتى مراتى وحقى اعمل اللى انا عايزه فى بيتى مع مراتى
تاففت هى بضيق وغضب مُعقبة بحنق وهى تضرب كف بكف اخر
_ تانى هيقولى مراتة انت يا بنى ادم انت مجنون ؟! ما تقولى عايز منى ايه وتخلصنى بقى!!
جذبها مرة واحدة لتصبح اسفل منه ثم اعتلها رامقا اياها بغضب كبير لاهثا بين اسنانة وفى اقل من الثانيه تحولت ملامحه من الهدوء القاتل الى الغضب والضيق الكفافيان لحرق مدينه باكملها قائلا:
_ عايز ازلك واكسرك واوجعك واحرق قلبك يا بنت لبنى الوسخه ، عايز كل حته فى جسمك تصرخ وتترجانى انى ارحمها وانا مش هرحمها ، عايز اشوفك بتبكى بدل الدموع دم وانا بعذبك وبنتقم منك وبقطع فى روحك قبل جسمك ، عرفتى بقى انا عايز ايه!!
ارتجف قلبها من شدة الفزع والخوف مما قام بفعله وتفوه به فهى لا تعلم لماذا يفعل كل هذا ولماذا يريد الانتقام منها هى لم تفعل له شئ بل لم تراه قبل ليلة امس فلماذا يريد الانتقام منها بتلك الطريقه
دفعها "جواد" بغضب وقسوة راغما اياها على الابتعاد عنه وقد تحولت ملامحه للهدوء مرة اخرى بعد ما سيطر على غضبه رادفا بتحكم واستعباد
_ ودلوقتى تقومى زى الكلبة تحضريلى الحمام والفطار
رمقتة بنظرة تمرد ادرك هو معناها ولكنها سريعا ما نهضت تاركة الفراش مُستغلة ذلك لكى تبتعد عنه ولو قليلا من الوقت
توجهت الى المرحاض بينما رمقها هو بالكثير من الحقد والغضب مُعقبا بتوعد
_ وعد منى يا بنت لبنى لعيشك ايام اسود مما تتخيلى
////////////////
جلست بجانبها كالمعتاد تتحدث معها فى كل شئ يحدث وقلبها مطمئن بانها لن تنطق بحرف ، يالها من سخرية بالطبع لن تنطق بحرف كيف تنطق وهى منذ اكثر من عشرون عاما وهى لا تتكلم ولا تتحرك ايضا
هى تُشابه جسد بدون روح ليس الا قليلا من الهواء يتحرك بداخلها فذلك الحادث المؤلم يترك اثاره عليها الى هذا اليوم
ابتسمت لها "هناء" بحماس وسعادة كبيرة زاففة اليها تلك الاخبار السارة رادفه
_ عندى ليكى حتة خبر بمليون جنيه يا ماجدة بس طبعا احلى من اخبارك
رمقتها بقلق هى تعلم انها لن تكون بتلك السعادة الا عندما تحدث مصيبة كبيرة، أردفت الاخرى بابتسامة مكر مُعقبة
_ مش جواد لاقى ديانة...
أزدادت ضربات قلب "ماجدة" بشكل كبير من شدة خوفها وفزعها من ذلك الخبر فهى تعلم نواياهم تجاه "ديانة" ، صدع صوت ضحكة "هناء" المليئه بالخبث والمكر مُعقله
_ متخافيش لسه مموتهاش ده كمان اتجوزها
صعقت "ماجدة" من تلك الكلمات كيف ل"جواد" ان يتزوجها فهو اكثر شخص يود قتلها بدم بارد بل وبابشغ الطرق المُمكنه ، كيف له فى ليلة وضُحاها ان يتزوجها!! ظلت "ماجدة" تفكر ويبدو عليها الاستنكار مما يحدث لترمقها "هناء" باستهزاء مُعقبه
_ لا خيالك ميروحش لبعيد...جواد اتجوزها عشان يذلها اكتر ويكسرها ويتلذذ بتعذيبها عن انه يقتلها بسهوله.. وانا يا ماجدة اوعدك انى هفضل اقويه عليها لحد ما روحها تطلع من كتر اللى هيعملوا فيها...هخليه يعذبها اكتر من عذابى اللى انا اتعذبته بكتر...فاكرة!!
انتهى الجميع من تناول الطعام واجتمعوا فى تلك الغرفة بعد ما طلب منهم شمس ان يجتعهوا ليستمعوا الى تلك الاخبار التى يود عرضها عليهم
هتف "جابر" بحب واحترام لشقيقه الكبير مستفسرا
_ خير يا شمس يا اخوى حاجه ايه اللى مهمه وعايز تجولهالنا
ابتسم "شمس" بحب وامتنان لشقيقة الصغير مُعقبا
_ هو انت يا جابر يا اخوى إكده مستعجل جوى على طول!! عايزين نتحدت فى جواز يا اخوى
اعتلت السعاده وجه "هناء" وقد استعدت لسماع اكثر شئ تمنت ان تستمع اليه بحياتها ، بينما ابتسم "جابر" بسعادة لاخيه فهو بدأ فى تنفيذ اتفافه معه بان ياخذ بناته لاولاده ولكنه لم يُظهر انه قد فهم الامر ليضيف بحب مستفسرا
_ جواز مين!!
ابتسم "شمس" على مُراوغة اخاه له ولكنه لم يريد ان يبادله المراوغه امام بتاته ليتدخل "هاشم" ردفا بحب واحترام لولده
_ بعد اذنك يا ابوى انى اللى هجوله
اومأ له بالموافقة بينما شرع "هاشم" فى الحديث
_ بص يا عمى انت خابر انى بحبك جد أيه وابوى كمان هيحبك جد إيه عشان انت وهو مش إخوات وبس انتوا كمان إصحاب وجريبين لبعض جوى وانا اقترحت على ابوى ان الاخوة والحب ده مش لازم يخرج برانا عشان إكده احنا عايزين نجوي حبنا لبعض وطالب يد بتك تهانى تكون مراتى وشريكة حياتى طول العمر
كادت تهانى ان يُغشى عليها من فرط سعادتها فهى منذ طفولتها وهى تحلم ان تكون ل "هاشم" فهى لا ترى اى رجل اخر سواه ولم يدق قلبها لاحد غيره
ابتسم "جابر" بعد سماع تلك الكلمات من "هاشم" وبعد ان رائه البسمة والسعاده على وجه ابته ليضيف مستفسرا موجها حديثه الى "هاشم"
_ شوف يا هاشم يا ولدى انا البتين دول اللى طلعت بيهم من الدنيا ومش طالب حاجه غير انى اشوفهم مرتاحين فعايز اسالك هتخلى بالك من بتى وتخافظ عليها زيى إكده يا ولدى؟!
ابتسم له "هاشم" بحب واحترام رادفا
_ بتك هدية يا عمى والهدية يتحافظ عليها وتتصان جوا العين..بنتك فى عني وفى جلبى يا عمى
_ مبروك عليك تهانى يا ولدى
شرع كلا من والدة "هاشم" ووالدة "تهانى" بتناول الزغاريط المصريه وامتلئت الفرحه ارجاء المنزل بينما وقفت "هناء" موجها نظره الى "شرف" منظرة منه ان يتحدث هو الاخر ولكن دون فائده فهو احتضن اخيه مُهنئن اياه واحتضن عمه هو الاخر ليردف عمه بحب
_ عجبالك يا شرف يا ابنى
ابتسم له "شرف" بحب واحترام مُضيفا
_ الله يبركلنا فى عمرك يا عمرى... انا لسه جدامى شويه على ما اخلص الجامعه بتاعتى واقف على ارض صلبه زى هاشم إكده..ادعيلى انت بس
_ ربنا يوفجك ويعطيك كل اللى هتحلم بيه يا ولدى
استمعت "هناء" الى تلك الكلمات وفى لمح البصر انصرفت لتبتعد عنهم واخذت تبكى بحرقه وخيبة امل على ذلك الحلم التى لم تصل اليه بعد لتلاحظ "ماجدة" ابتعادها لتُسرع فى الذهاب اليها رادفه
_ متزعليش يا هناء انا جولتلك بلاش تعشمى نفسك بحاجه لسه منعرفش هتحصل ولى لا وخصوصا ان شرف اخوى متكلمش معكى جبل اكده فى حاجه ولا بان عليه حاجه ابدا
انزعجت"هناء" من حديث المُحطم لاملها التى لا تسمح لشئ ان يُحطمها لتزفر بعضب وضيق
_ ما هاشم اهاه مكنش بيتكلم مع تهانى فى حاجه وفجاة طلب يدها وواضح انه هيحبها جوى ليه شرف ميكونش هو كمان هيحبنى بس هيستحى يجول؟! انى مش هستسلم وانتى لازم تدخلى تجوللهم اننا عايزين نكمل تعليمنا وندخل جامه فى إسكندريه ونروح انعيش معاهم
اتسعت عينين "ماجدة" بصدمه مما تتفوه به "هناء" رادفه
_ يالهوى يا هناء وتفتكرى هيوافجوا ده ممكن يكسرونا لو جولنا إكده
_ لا يا اختى متخفيش هيوافجوا مش تهانى هتتجوز هى وهاشم وهيروحوا يعيشوا فى اسكندريه احنا كمان نروح انعيش معاهم واهو نبجى مع اخواتنا وتحت اعنيهم
اقنتعت "ماجدة" بحديث "هناء" ثم دخلت لكى تعرض الفكرة على اهلم ولكنهم لم يرحبوا بالفكرة ابدا ولكن وافقوا فى الاخر بعد إلحاح كبير من قبل "هناء" و " ماجدة" والذى ساعدهم تدخل "شرف" الذى حل الموضوع بانه سيعيش بشقته الخاصه ويترك لهم الفيلا ليكى يكونوا على راحتهم مع "هاشم" و "تهانى" وانه سيزورهم دوما...
ابتسمت "هناء" بألم وقد تهاوت احدى دموعها دون ارادتها وهى تتذكر تلك الاشياء التى لو كانت سارة مثل ما ارادت لكان لم يحدث كل ما حدث من الم وحسرة لهذة العائله بأكملها
نهضت "هناء" مُتوجه الى باب الغرفه رادفه
_ تصبحى على خير يا ماجدة...ولا اقولك معدش فيه خير ابدا كل اللى جى سواد
///////////////////
دلفت "ديانة" الغرفه دون كلام بعد ان انتهت من تجهيز الحمام له واسرعت للخروج من الغرفة ليسرع هو بالامساك بها قابضا على ذراعها وجذبها اليه لتقف فى مواجهته رادفا باستهزاء
_ رايحة فين؟!
ارتجفت من اثر قبضته وطريقته تلك بينما سريعا ما سيطرت على نفسها لتسحب يدها منه بتحدٍ مُعقبه
_ رايحة احضرلك الفطار زى ما طلبت..وسيب ايدى
شعر بالغضب من طريقتها وجرائتها معه بتلك الطريقه ، تلك الغبيه تدفعه لقتلها الان ولكن هو لا يحبذ هذه الفكرة حاليا كل ما يفكر به الان هو ان يُهينها ويريها كيف يكون العذاب
رمقها "جواد" بغضب يتوعد لها بالعذاب والمهانه ، جذب شعرها بيديه لتتأوه هى بألم كبير لدرجه انها شعرت وكانه اقتلع شعرها فى يداه ليقترب من اذنها هامسا ببرود وهدوء يخطف الانفاس
_ قصدك زى ما أمرت ، انا مبطلبش انا بأمر وبعدين الفطار بيكون بعد الحمام يا عروسه "رمقها بنظرة ماكره ثم اكمل" وانا بصراحه مش جايلى مزاج استحمى لوحدى
توسعت زرقاوتِها من شدة الصدمه فهى ادركت ما يفكر به لتبتلع ريقها فى خوف وتوتر مُحاولة الهرب من بين يديه ولكنه احكم قبضته عليها لتصيح بهلع وتوتر
_ وانا مالى تستحمى ولا ان شالله عنك ما استحميت سيب ايدى وابعد عنى
رمقها بالكثير من الخبث والتوعد حاملا اياها متوجها بها الى الحمام لتصبح كالعصفوره بين يديه مُعقبا بمكر
_ فى بلد ابويا وابوكى الراجل لما بيأمر مراته بحاجه بتنفذها سوا بمزجها او غصب عنها
اوصد باب الحمام بعد ان دلف بها الى الداخل ومازال حاملا اياها ثم انزلها تحت المياة لترمقه بالكثير من الغضب ممزوج بالقلق والتوتر صارخه به بحنق
_ افتح الباب وسيبنى اطلع
رمقها بلامبلاه رادفا بهدوء
_ انتى عارفه المثل اللى بيقول هو دخول الحمام زى خروجه..انا بقى بقولك مفيش خروج غير لما تخلصى اللى انا عايزه منك
كادت ان تصيح به مرة اخرى بينما قاطعها وهو ينحنى متخلصا من سرواله الداخلى لتشهق هى فى خجل وفزعت مما رأته ، فهى لم يسبق لها من قبل ان ترى رجل بهذا الشكل مجردا من كامل ملابسه
اغمضت "ديانة" عينيها بكثير من الخجل والارتباك بينما ابتسم "جواد" باستهزاء مُضيفا بتهكم
_ لا صدقت انك وش كسوف
جذبها من يديها مُباعدها عن عينيها مقربها اليه بجرأة كبيرة حينها لاحظ ثقل انفاسها وصدرها الذى يعلو ويهبط من شدة الارتباك ليشعر بالرضا من نفسه ورمقها بهدوء على عكس ما بداخله فهو يتوعد لها بأشد انواع العذاب والاهانه
اقترب منها كثيرا لدرجة انه استطاع ان يستنشق رحيق انفاسها ليشعر بقليل من الاثارة ولكن سريعا ما تحكم بنفسه فهو لا يريد ان يفعل معها هذا الشى هو يشمئز منها ، اقترب من اذنها هامسا لها بهدوء وثبات مُضيفا
_ تروحى تجيبى الشاور والشامبو من على الرف وتيجى هنا عشان تشوفى شغلك
لا تدرى لماذا تستمع الى كلامه اهى تخاف منه ام تستغل كل فرصه ممكنه للابتعاد عنه حتى لا يقوم معها باى فعل حقير مثله
اسرعت فى الذهاب لاحضار ما طلب وقامت بوضعه على حافة المغطس الخاص به ثم ادارت وجهها لكى تبتعد عنه ولكن منعتها قبضته التى حاوطت يديها رادفا
_ رايحة فين؟
رمقته بتوتر و قلق مُعقبه باستفسار
_ جبتلك اللى انت عايزه اهو ، عايز ايه تانى!!
قابلها بنظرة البرود الكبير تلك مضيفا بهدوء
_ حمينى
ضيقت ما بين حاجبيها باستنكار لا تعلم ماذا يقصد ذلك الغبى المغرور اهو حقا يظن انها ستلمس جسده وتمرر يدها على جميع انحائه لا فهى شعرت بالخجل من مجرد تلك الفكرة
رمته بنظرات استفسار اوضحت علمات التعجب على وجهها لتجده مازال محتفظا ببروده وهدوء اعصابه لتشعر بالغضب تجاهه فهو يتلذذ حقا باهنتها وشعورها بذلك الخجل امامه ، عزمت على ان تُريه الوجه الاخر يجب ان لا تظهر ذلك الخجل امامه مرة اخرى
رفعت حاجبيها باستنكار مُعقبة باستفسار
_ ليه وانت مشلول ولا مكسح؟!
جذبها من ذراعها بغضبا وقسوة مُتحدثا باسنان ملتحمه مُعقبا
_ لا دى ولا دى بس مزاجى كده ولو مبتعرفيش انا ممكن اقلعك هدومك واعلمك...ايه رأيك!!
توسعت عينيها بصدمة كبيرة لا تعلم ماذا تفعل بهذا المأذق التى تورطت به ، لماذا يفعل بها مثل تلك الاشياء ، لماذا يتلذذ برؤيتها متوترة ومرتبكه ماذا يريد هذا الوغد
ماذا لو رفضت هذا الطلب؟ ماذا سيفعل ؟ احقا سينفذ تهديده!! ماذا لو ان نفذ تهديدة ماذا ستفعل ؟؟ ليس امامها خيارا اخر يجب ان تُطيعه والا لا تعلم ماذا سيفعل ذلك الحقير
وضعت "ديانة" من هذا المستحضر على يديها وفركته بغيظ واخذت تمرر يدها على جسد "جواد" بغضب واحتقار وهى تتحاشى النظر اليه
شعر "جواد" بتلك القشعريرة التى استولت على جسده من مجرد ان لمسته لينتابه الاستغراب مما حدث له فهذه ليست المرة الاولى له ان تلمسه امرأة بل انه يعتاد الامر ولكن لماذا اذن شعر بهذا الاحساس الان
كانت يد "ديانة" تتنقل على جسدة بسرعه وغضب ولكنه يستمتع بكل لمسة منها يشعر بالارتخاء بين اصابعها وهى تتنقل من اكتافه الى صدره الى بطنه وتعلو مرة اخرى ليشعر بإعادة الكرة مرة اخرى
ظلت "ديانة" تلمس جسدة واضعه ذلك السائل عليه مُتحاشيه النزول الى منطقته (رجولته) او مجرد النظر اليها بينما لاحظ "جواد" هذا الامر ولكنه لم يود ان يجعلها تتقرب منه اكثر حتى لا يفقض السيطرة على نفسه
رمقتة "ديانة" باشمئزاز بعد ان انتهت من ذلك الامر ومن تجفيفة ايضا بعد ان امرها بفعل ذلك ، ابتعدت عنه وخرجت من هذا الحمام ثم استنشقت نفسا عميقا وكانها كانت مُحاصرة باحدى الاماكن وينقطع عنها الهواء
جلس على الفراش بمنتهى الغرور والكبر وهو لايزال بتلك المنشفه الملتفه حول خصرة امرا اياها بمكر
_ الهدوم اللى هلبسها عندك على الكنبه هاتيها وتعالى اقعدى تحت رجلى ولبسيهالى
نعم لقد فاض بها الكيل ، لا تستطيع السيطرة على نفسها بعد الان يجب ان تريه من يكون اى كان ما سوف يحدث
اسرعت فى التوجه الى تلك الاريكه ملتقطة تلك الملابس ثم توجهت اليه ويبدو عليها ملامح الانزعاج ثم توقفت امامة بغيظ كبير رادفه
_ بقولك ايه انا فاض بيا انا استحملتك كتير يا زفت انت غسلتك اخر تغسيلتك ونشفتك وكمان عايزنى اقعد تحت رجلك البسك ، لبسك جن ينططك انت واهلك كلهم
قالت جملتها الاخيرة وهى تلقى تلك الملابس بوجه "جواد" بطريقة مُهينه له وفى خلال لحظات كانت تشعر بالارتجاف اثار تلك النظرة التى رمقها بها وتحول زرقاوتيه الى تلك القتامة المُفزعة
↚
طرق الباب بحماس ولهفة مُتحمسا كى يرى عروسته الصغيرة ويعتذر منها على عدم حضوره خطبتها ، دلف البيت مُناديا اياها بحب واشتياق
_ يا عروسة انتى فين يا حبيبة قلبى
لاحظ عدم وجود احدا بالبيت سوا شقيقته الصغيرة التى توترت من مجرد ان رأت شقيقها امامها وشرعت فى البكاء دون توقف
اسرعت "ملك" بالركض لتدفن وجهها داخل صدر شقيقها ولا تتوقف عن البكاء ، شعر "مالك" بالقلق والرهبه مما فعلته شقيقته ليربط على كتفيها مُحاولا تهدئتها رادفا
_ مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه فى ايه؟! وفين الباقين
اجهشت من البكاء مُحاوله التحدث من بين شهقاتها رادفة
_ فى واحد جيه امبارح وقال انه ابن عم ديانة وهددنا بمسدسات وناس كانت معاه وضرب ادهم واتجوز ديانة واخدها ومشى ، بعدها ماما صرخت واغمى عليها وبابا اخدها المستشفى
توسعت اعيُن "مالك" بكثير من الصدمه والغضب فى انٍ واحد لا يعلم كيف حدث ذلك خلال ليلة واحدة ومن يكون ذلك الشخص الذى فعل كل هذا ولماذا ، هو لم يكن يعرف انها لديها عائلة سواهم من يكون ذلك الشخص ، رمقها بكثير من الغضب الممزوج بالخوف من ان يحدث لها شئ مُتسائلا.
اسمه اية ابن عمها ده؟!
ردفت بتوتر وهى ترتجف من اثر بكائها مٌعقبة
_ جواد هاشم الدمنهورى
~~~~
تحذير هام
هذا المشهد قد يحتوى على الفاظ ومشاهد عنيفة للبالغين فقط وقد لا تروق للبعض اذا كنت لا تُرجح هذا النوع من المشاهد ارجوا عدم القراءة
توسعت زرقاوتاه بكثير من الغضب الذى اعتلى ملامحه التى تصرخ بالجمود والحدة ليرمقها بضيق ولم يستطع التحكم بنفسه بعد تلك اللحظه فهى تخطت معه كل الحدود التى لم يتخطها احدا قط
شعر بالغضب الشديد من وقاحتها معه فهى ليست إلا عاهرة مثل تلك العاهرات التى يستأجرهم ليمارس معهم بأحقر الطرق المُمكنة والمؤلمة أيضا فهولاء العاهرات يجب ان يتعلموا كيف تكون المُعامله مع أسيادهم
رمقها بكثير من التوعد وقد أمتلأت مُخيلته بتلك الافكار التى ستصبح أفعال الان ، تلك العاهرة يجب ان تُعاقب على وقاحتها معه ويجب ان يُعلمها درس لا تنساه ابدا
كادت ان تُكمل لتُسكتها هذه الصفعات القوية تلك التى اسقطتها ارضا من شدتها ونتج عن اثرها تلك الدماء المُنسدله من فمها ولكنه لم يبدأ بعد
اقترب منها جاذبا اياها من شعرها مُلقيا بها على ذلك الفراش ثم فتح احدى الادراج مُلتقطا تلك الحبال ، أنهال عليها واخذ يُكبل يديها لتشعر هى بالرهبة من تلك الصفعات التى تناولتها ومما يفعله اهو يُكبلها ولكن لما ذ؟؟ اهذا الاحمق فقض عقله!!
_ انت..انت بتعمل ايه؟ ابعد عنى
لم يكترث لحديثها فهو أصبح كالثور الهائج ولن يستمع او يرى شيئا إلا بعد ما ينتهى من تنفيذ كل ما يدور برأسه وينتهى من تلقينها درس قاس يجعلها ترتعب كلما سمعت صوته او رأته
أنتهى الاخر من تكبيل يدها ثم جذبها مرة اخرى من شعرها مُلقيا بها على ذلك الكرسى وجعل ركبتيها تنثنيين على هذا المقعد ووجهها مُقابلا لظهر ذلك الكرسى ، ثم أخذ يُحاوطها بالحبال كى لا تستطيع الفرار من بين يديه....
بعد ان انتهى من تكبيل يدهيا توجه الى غرفة تبديل الملابس وتركها خلفه تشعر بالرعب والفزع مما فعله بها وتُخمن لماذا قيدها بتلك الطريقة!! وماذا سيفعل بها؟؟
كادت ان تفقد عقلها من كثرة التفكير والتخيلات المرعبة ، لماذا تركها مُقيدة بتلك الطريقة وذهب!! ماذا ينوى ان يفعل بها!! تلك الوضعيه التى تركها عليها تبدو مُهينه للغاية والاكثر إهانة انها لا تستطيع النهوض او الحركه ، فهو حاكم تقييدها
بعد وقت ليس بقليل خرج "جواد" من غرفة تبديل الملابس بعد ان ارتدى ذلك البنطال الجينز الكحلى وهذا القميص الأبيض مُمشطا شعرة البنى ويبدو فى غاية الاناقه والرُقى
اقترب منها بهدوء دون التفوه باى كلمة رامقا إياها بنظرة ثاقبة لم تستطع ان تُفسرها او تُدرك معناها ليزداد توترها ولم تستطع التماسك اكثر من ذلك لتزفر بغضب
_ فكنى حالا وبطل شغل المجرمين ده
لاول مرة ترى تلك البسمة المُستهزئه على وجهه والتى لم تلامس عيناه وايضا لم تفهم معناها ، ليأتها صوته الرخيم رادفا بحدة بعد ان تلاشت البسمة من على وجهِه
_ هو انتى لسه شفتى حاجه من شغل المجرمين!! "اخذ يدور حولها ليصبح امامها مباشرا ليرى نظرة الانكسار بعينيها لتشعر الاخرى بكثير من الخجل والاهانة لتلك الوضعية التى لا تستطيع النهوض منها ليبتسم باستهزاء مكملا حديثه"
_ تعرفى انا كنت ناوى أقتلك اول ما ألقيكى بس بعد ما شوفتك وشفت نظرة الغرور والكبرياء فى عنيكى فكرت فى فكرة احسن...قولت لازم اكسر غرورك وكبريائك وأذلك واخليكى تنزلى تحت رجلى وتترجينى عشان أرحمك وأموتك ولما أمِل من اللعبة دى أبقى أقتلك
رمقتة بكثيرا من العند والكبرياء وقد تبدلت ملامح وجهها من الرهبة والخوف إلى الاشمئزاز والأحتقار رادفة بغرور مُماثل لغروره
_ انا مش هقولك أنت عايز تقتلنى ليه ولا هخاف منك.. انا هقولك انت بتحلم انا عمرى ما هكسر نفسى لحد ولو عايز تقتلنى متضيعش وقتك وأقتلنى دلوقتى..عشان انا مش هعمل اللى انت بتقول عليه ده
أبتسم بكثير من المكر والشر واصبحت نظرة عيناه حادة جدا لدرجة تجعل من يراها يشعر بالرهبة والفزع ولكنها تماسكت وحافظت على ثباتها امامه ليعقب بتحدى
_ هنشوف!!
ألتف حولها حتى أصبح خلفها مباشرا وهى لاتزال بتلك الوضعية المُخزية لتصبح مؤخرتها فى موجة وجهِه لتشعر هى بالكثير من الخجل والتوتر ولكنها مازلت تُحافظ على ثباتها امامه
ظل هو ينظر إلى تلك المؤخرة البارزة التى تصرخ بالأنوثة والاثارة ليتمنى بداخلة لو انه يستطيع ان يمتلكها ويتناسى أنها تكون عدوته وأبنة المرأه التى قتلت والدتة ، أخرج إحدى يديه من جيب بنطاله ليتحسس بها مؤخرتها التى يفصل بينها وبين يديه تلك الملابس اللعينه لينتفض جسدها وتملأة القشعريرة من تلك اللمسات التى لا ترحمها ، شعرت بكثير من التوتر الذى لا يُحتمل لتزجره بكلمات مُتلعثمة
_ انت...انت..بتعمل...ايه!! ابعد..ابعد عنى
أفاقه صوتها من شروده وسريعا ما تمالك نفسه وعاد لصوبة مُذكرا نفسة انه يجب ان يُعاقبها على مافعلته معه منذ قليل ، أخذ يُمرر يديه إلى ان وصل لبداية بنطالها واخذ يُزيحه من فوق جسدها
شهقت "ديانة" بصدمة وارتعش جسدها برهبة من تلك الحركة التى فعلها ليتصلب جسدها من شدة الخجل والخوف بينما هو لم يكترث لما حدث لها ليُكمل ما يفعله حتى ازاح سرولها الداخلى لتصبح امامه عارية المنتصف السفلى تماما
شعرت "ديانة" بالغضب الممزوج بالخجل والتوتر فهى لم تكن بذلك المنظر أمام أحد ابدا ليتحول ذلك الخجل والتوتر والهلع إلى هذا الغضب والصراخ بان يتوقف عما يفعله لتزجره بصراخ
_ انت بتعمل ايه يا حيوان يا زباله انت..ابعد عنى
_ انا حيوان يا واطية يا بنت الواطيه طب انا هربيكى من اول وجديد عشان من الواضح كده..انك ملاقتيش حد يربيكى!
تفوه بتلك الكلمات وهو يخلع حزامة بغيظ كبير مما جعل قلب "ديانة" يرتعب مما استمعت إليه ، لماذا يقوم بخلع حزامة!! ماذا ينوى ان يفعل بها!! لتردف بفزع وتوتر
_ انت...انت..هتعمل أيه!!
أنتهى من خلع حزامه وقام بثنيه لكى يُزيد من شدته وقوة ضربه رامقا اياها بنظرة توعد وغضب رادفا
_ اللى بيغلط لازم يتحاسب وانتى غلطتى بدل الغلطة عشرة عشان كده هحاسبك ومش هسيبك يا بنت لبنى الش*** غير لما تترجينى انى ارحمك
أرتفعت يده بهذا الحزام الجلدى لأعلى ثم تهاوت تلك الجلدة على مؤخرتها لتصرخ بألم لم تشعر به من قبل وظنت ان لحمها قد تمزق من شدة تلك الضربة
لم يتركها ان تأخذ هُدنة ليُناولها الضربة الثانيه التى أشعرتها بلهيب النيران فى ذلك المكان الذى تهاوت به تلك الضربة لتصرخ به مُحاولة ايقافه عما يفعل رادفة
_ اااه...كفاية..انت بتعمل كده ليييه؟
لم يكترث لصرخاتها التى تصل إلى خارج الفيلا ليزداد من حدة ضرباته لها ليتهاوى عليها بالجلدة الثالثة رادفا
_ بعلمك الادب اللى محدش علمهولك ومش هبطل ضرب فيكى لحد ما تترجينى انى ارحمك..
لم تكترث لتلك الآلام التى تمزقها اربا ولكنها لن تخضع له مهما كلف الامر لتضغط على نفسها لتبدو صامده قائله
_ نجوم السما أقربلك...عمرى ما هتكسرلك أبدا
شعر بالكثير من الغضب ليُناولها الجلدة الرابعة بقسوة تفوق هؤلاء الذين سبقوها ليتمزق حلقها من شدة الصراخ من تلك الضربة مما يجعل اى شخص بمكانها يصرخ بطلب الرحمه والعفو ولكنها ليست شخصيتها فهى لم تكن ضعيفة يوما ، لن تضعف امام قسوة وجبروت هذا الجواد ستُحارب فى سبيل الحفاظ على كبريائها حتى ولو كانت مُحاصرة بين ظُلُمات حُصُونه
ظلت تصرخ بألم على اثر تلك الجلدات التى تهاوت عليها تاركة تلك العلامة الحمراء على جسدها الحليبى
بينما هو لم يعد يحتمل ذلك الغضب وأخذ يجلدها بغضب وقسوة على موخرتها وقدميها لدرجة انها اوشكت على الانفجار بالدماء من اثر تلك الضربات بينما ظلت هى تصرخ ببكاء وألم تنهال عليه بالشتائم ولكن دون فائده فهى وقعت بين يديه الان ولن يتركها سوى بخروج روح أحدهما!
أخذت تصرخ بكل ما بها من آلام إلى أن تمزق حلقها من شدة الصراخ وأخذت تصيح به فى صراخً وبكاء رادفة
_ كفاية بقى ابعد عنى...يا كااافر انا بكرهك
لم يكترت لتلك الكلمات او لهذا الصراخ الذى كان يصدع بالمنزل باكمله بل أزداد غضبة أكثر وأذاد من شدة ضربه لها لاهثا بحده
_ ولسه هخليكى تكرهينى أكتر وهوريكى يا بنت لبنى الوسخة وهفضل أبهدلك لحد ما روحك النجسه تطلع فى أيدى يا واطية
لم تنتبه لتلك الكلمات التى تفوه بها توا لم تعد تستمع إلا لتلك الضربات المُتهاوية على جسدها وصُراخها الذى مزق حنجرتها وذلك الدوار الذى شعرت به حتى قاربت على فقدان وعيها من كثرت صُراخها ، ظلت تبكى مُعقبة
_ سبنى بقى معتش قادرة استحمل ، كفاية ب....
انقطع صوتها مرة واحده بعد أن فقدت وعيها من كثرة الصراخ والالم ليتوقف هو رامقا اياها بأشمئزاز وأحتقار
ابتعد "جواد" عنها ملتقطا هاتفه المحمول ثم قام بالبحث عن رقم "اياد" ثم اتصل به وهو لا يكترث لما فعله بها لتو مُعقبا بين لاهثه
_ هاتلى دكتور وتعالى على الفيلا بتاعتى دلوقتى حالا
انهى اتصاله دون الانتظار لسماع رد "إياد" الذى صوعق من طلب "جواد" بينما هو نظر لها بكثير من الغضب والتوعد هاتفا
_ مش هسمح يحصلك حاجه بالسرعه دى ، أنا لسه ببدا معاكى ولسه الجوله طويلة يا بنت لبنى
~~~~
يجلس الجميع حول طاولة الطعام يتناولون الافطار وكلا منهم منشغلا فى ما يخصه فهم ليسوا بالاسرة المحبه للمناقشة وتبادل الاحاديث والاقوال فكل منهم لديه عالمه الخاص به الذى يشغلة ويروق له حوار انهم لا يتبادلوا الاراء فكل منهم لديه وجهة نظره الخاصة التى تبعد كل البعد عن وجهة نظر الاخرين..
كانت "زينة" ممسكه بهاتفها منشغلة فى الحديث مع صديقتها عبر احدى مواقع التواصل الإجتماعى فهى لا تكترث لهذا الحديث بين والدها وزوجته التى تكون خالتها شقيقة والدتها المتوفية ولكنها تجتنب التعامل معها على قدر المستطاع فهى لا تجد بينهم لغة حوار على عكس "ماجدة" تماما فهى عندما توجه الحديث اليها فيما يخصها تشعر بالتأثر والاهتمام للاستماع اليها على الرغم من انها لا تستطيع الكلام ولا الحركه الا انها حنونة وذو قلب طاهر ونقى..
اما بالنسبة لتلك المرأه المغرورة "هناء" فهى لا تتاثر بشئ فهى قاسية كالحجارة لم يرها احدا تبتسم سوا مرات معدوده تكاد تكون مرة كل عدة اعوام فهى جافة المشاعر ، قاسية الطباع وهكذا ربت "جواد" على ان يكون مثلها حاد الطباع قاسى القلب جاف المشاغر مغرور لا يحب ولا يحن ولا يكترث لمن حوله فماذا تنتظر من طفل كبُر وترعرع على يد امرأة كهذه...
بينما "هاشم" كان يتفقد حسابة على احدى مواقع التواصل الاجتماعى مُتابعا اخر الاخبار فى مجال عملة وهل مازالت شركته تتصدر المركز الاول بين شركات العقارت فى الوطن العربى ومن المراكز الاولى عالميا فى هذا المجال ام تغير شئ!!
انتهى الجميع من تناول الطعام وشرعوا فى النهوض مستعدون لبدء يومهم بينما انتبهى الجميع لصوت جرس باب الفيلا وكل هذة الطرفات التى كادت ان تخترق هذا الباب ليفزع الجميع من تلك الهمجيه ، بينما اسرعت الخادمة فى الذهاب لفتح الباب
دلف "مالك" بكثير من الغضب والتوعد لهذا الجواد عازما على ان يُكسر عظام راسه واخذ شقيقته والعوده بها الى منزلهم ليصيح بصوتٍ عالٍ مناديا اياه بحنق
_ انت ياللى اسمك جواد ، انت فين يا حقير يا زباله
صعق الجميع من كلمات هذا الشاب الغريب الذى لم يسبق لهم ان رآه احد منهم فعلى كل هذا اما انه مجنون وفقد عقلة تمام اما انه لا يعرف من هو الشخص الذى ينعته بالحقير وفى كلتا الحالتين هو محظوظ بان "جواد" ليس هنا والا لكان فى تعداد الموتى الان
رمقة "هاشم" بالكثير من الغضب والحنق فمن هذا الذى يتجرأ ويدخل الى قصرِه بتلك الهمجية وينعت ولده بتلك الشتائم والاوصاف ، ردف بنبرة غاضبة ولاهثة من شدة غضبة قائلا:
_ انت مين انت؟؟ وازاى تدخل بيتى بالطريقة دى!! وازاى تشتم ابنى فى بيتى؟؟
رمقه "مالك" بغضب والنيران تطاير من عسليتيه بكثير من الضيق رادفا
_ زى ما ابنك دخل بيتى فى غيابى وخطف اختى وضرب خطيبها وهدد اهلى بالسلاح
ادرك "هاشم" ان هذا يكون احد ابناء تلك العائله التى كانت تمكث عندهم تلك الفتاة ليغمض عينيه بهدوء مُحاولا السيطرة على انفاسه قليلا بينما صاحت به "زينة" فى صدمه قائلة:
_ خطف اختك ازاى يعنى وهيخطفها ليه ومين هى اختك دى؟!
كاد "مالك" ان يصيح بها ليقاطعه صوت "هاشم" بغرور وهدوء مُعقبا
_ اولا هو مخطفهاش هو اتجوزها...ثانيا هى مش اختك هى بنت اخويا...ثالثا هى ملهاش خطيب غير جواد لانها مخطوباله من وهى فى بطن امها...رابعا اطلع برا بدل ما اخلى الامن يجى يشيلك ويرميك برا
شعر "مالك" بالغضب من حديث ذلك الرجل الذى تمنى لو كان يستطيع ان يلكمة عدة لكمات وينهال عليه ضربا حتى يجد هذا الجواد ويمزق احشائه ويأخذ شقيقته ويرحل من هذا المنزل اللعين
بينما "زينة" قد شعرت بالصدمة مما تستمع اليه هل لديها ابنة عم سوا هذه د....لا هل حقا قام "جواد" بالزواج من تلك الفتاة الذى تدعو "ديانة" كيف له ان يفعل ذلك أليست هذة ابنة المراة التى أدخلت الحزن والتعاسه الى هذا البيت وكسرت قلب جميع من به وتركت لهم جرح لن يُنسى قبل وفاتها ، كيف تزوجها وهو كان يود ان يقتلها!! هى بالطبع ترفض تلك الفكرة وتقول أنها ليس لها أى ذنب لما فعلته والدتها ولكن كيف تغير رأى "جواد" وتزوجها أم أنه تزوجها حتى ينتقم منها ويُذيقها شتى أنواع العذاب ، كانت شارده تفكر فيما استمعت اليه بينما افاقها صوت "مالك" الصارخ بغضب وحنق بوجة "هاشم" قائلا:
_ بقولك ايه الكلام ده ميدخلش عليا انا عايز اختى حالا بدل ما ابلغ عنكوا واوديكوا فى ستين داهية
ابتسم "هاشم" على كلمات ذلك الشاب رادفا بتهكم
_ وهتبلغ تقولهم ايه!! عايز اختى اللى هى مش اختى عشان عمها وابن عمها اللى هو جوزها خدها مننا
كاد "مالك" ان يفقد اعصابة وينهال بالضرب على هذا الرجل الوقح المغرور ولكن سريعا ما تدخل رجال الامن ممسكين ب"مالك" دافعين اياه للخارج بينما صاح هو بغضب وحنق قائلا:
_ مش هسيبكوا وهفضحكوا فى الدنيا كلها يا عصابة وهعرف ازاى اجيب اختى منكوا
اسرع "هاشم" فى التوجه الى مكتبه مغلقا الباب خلفة هاربا من ابنته التى لن تجعل هذا الموضوع يمر مرور الكرام بينما هى رمقت والدها بعتاب الى ان اختفى من امامها ثم وجهت نظرها تجاة هناء الذى يبدو عليها ملامح الرضا لترمفها بنظرة غضب ثم التقطت حقيبتها واسرعت فى الخروج من هذا المنزل ملاحقة لهذا الشاب
~~~~
أنتهى الطبيب من فحصها كاملة ومؤكدا ان هذا الطبيب هو الطبيب الخاص ب"جواد" والذى يُحضرة كلما لُزم الامر ، بالطبع لاحظ الطبيب علامات اصابع يده على وجه تلك الفتاة الملقاه امامه ، ثم لاحظ ايضا هذه العلامات حول معصميها ، فمن الوضح انها كانت تتعرض للعنف الشديد
رمق الطبيب "جواد" بغضب وضيق بينما عمل كثيرا على ألا يُظهر هذا الغضب له لانه يعلم جيدا إذا شعر "جواد" بانه يُعدل عليه او غاضبا منه سيجعله يندم على تلك الطريقه كثيرا
تحولت نظرات هذا الطبيب من الغضب إلى العتاب ثم توجه بالحديث نحو "جواد" الواقف أمامه وكأنه لم يفعل شئ قط ، ردف الطبيب بكثير من الحرج والتردد ولكنه يجب عليه أن يستفسر عما حدث حتى يعرف ما عليه فعله قائلا:
_ جواد بيه بعد أذنك ممكن افهم ايه اللى حصل!! عشان أعرف أيه اللى المفروض أعمله!!
رمقة "جواد" بهدوئه المعتاد عاكسا تلك الضجه الكبيرة بدخله ماذا يقول له!! ايخبره انه اخذ يصفعها ثم كبل يديها وايضا قدميها وانهال عليها بالضرب إلى أن فقدت وعيها وكل هذا دون مبرر وهو فقط كان ينتظر فرصه صغيرة كى يبدأ معها بلعبة الجلاد والضحية!! لا بالطبع لن يقل هذا الهراء ليس من حق أحدا أن يتدخل بينه وبينها هى ملكه وله الحق ان يفعل بها ما يشاء هذه الفتاة ابنة القاتلة التى أفقدته والدته منذ طفولته وحان الان موعد الانتقام...
أخذ "جواد" نفسا عميقا ثم ألقى بنظره مرة ثانية إلى الطبيب وأردف بهدوء غير مكترث لما فعله
_ وانت مستنينى أعرفك شغلك بيتعمل أزاى!!
حمحم الطبيب بتردد مما يود ان يستفسر عنه ولكنه أستجمع شجاعته وتناسى خوفه لانه إذا كان ما يفكر به حدث بالفعل فتلك الفتاة تحتاج النقل الى المشفى فى الحال ليردف مستفسرا بعتاب
_ يا جواد بيه البنت اللى قدامى واضح عليها أثار الضرب والعنف وواضح انها كانت متكتفه وأظن كل ده بيوحى لشئ واحد بس...إن دى مُحاولة أغتصاب ولو كان ده فعلا حصل لازم تتنقل للمستشفى حالا و....
قطع حديثة "جواد" الذى أنهال عليه باللكمات إلى ان اوشك على فقدان وعيه بين يديه ومن حسن حظه ان "إياد" التى كان ينتظر بالخارج استمع إلى تلك الضجه وتدخل بالوقت المناسب وإلا كان قتله "جواد" بين يديه
فصل "إياد" بين "جواد" وهذا الطبيب مُحاولا تهدئة "جواد" إلى ان نحج فى التفرقه بينهم وترك ذلك الطبيب يلهث مُحاولا تنظيم أنفاسه بعد ما فعله به الاخر
أردف "إياد" موجها حديثه الى الطبيب مستفسرا عما حدث وما الامر الذى جعل"جواد" ينهال عليه ضربا هكذا
_ ممكن أفهم ايه اللى حصل يا دكتور ؟
حاول الطبيب تنظيم انفاسة كيف يشرح ل "اياد" خطورة ما يدور براسه رادفا بغضب شديد
_ يا استاذ إياد انا قدامى حاله واضح انها تعرضت للضرب والعنف وايدها الاتنين واضح عليهم انها كانت مربوطه واخرهم حالة الاغماء اللى هى فيها وده بيدل ان دى مُحاولة اغتصاب ولو كان ده فعلا حصل لازم تتنقل المستشفى فورا لان ممكن يكون حصل نزيف او تهتك فى الرحم وده خطر جدا ، هو ده كان سؤالى لجواد بيه هل حصل كده او لا؟؟
رمق "إياد" "جواد" الذى تحولت نظرته للغضب مره اخرى ليلتفت الى الطبيب قائلا
_ طب بعد اذنك يا دكتور ممكن تستنى برا دقيقة واحده
تفهم الطبيب حديث "إياد" وانه سوف يستفسر منه عما حدث ليخرج الطبيب من الغرفة منتظرا بالخارج بينما توجه "إياد" بنظره الى "جواد" الذى ادرك ما يدور بعقل صديقه ليصيح به فى غضب قائلا
_ أيه عايز تعرف انت كمان اذا كنت نمت مع مراتى ولا لأ!!
زفر "إياد" بهدوء كى لا يثير غضب "جواد" اكثر قائلا
_ جواد انا وانت صحاب من زمان وعمرى ما فكرت ادخل فى أمور عيلتك والتطفل عليكم ولا عمرى هعمل كده بس البنت دى لو حصلها حاجه هتقع فى مشكله كبيرة خصوصا بعد اللى حصل امبارح ولو فعلا عملت كده لازم نعرف الدكتور عشان يلحق يتصرف
رمقة "جواد" بغضب ولكنه أقنع نفسه بحديث "إياد" ليزفر فى ملل من ظنهم به فى انه سوف يمارس معها شيئا فهو يشمئذ منها فكيف سيمارس معها بالطبع لأ
أغمض "جواد" عينيه بملل رادفا بهدوء وبروده المعتاد
_ لا مقربتش منها...خلاص كده!!
شعر "إياد" بالغضب من مراوغة صديقه ليزجره بحنق
_ أومال ايه اللى حصل؟؟
زفر "جواد" بغضب من كثرة اسئلة "إياد" له وانه لا يترك له مفر ليشعر بالملل من تلك الثرثرة عازما على ان يخبره ما حدث حتى يتخلص من تلك المسرحية قائلا:
_ ضربتها يا إياد اتكلمت معايا باسلوب وحش فضربتها
ليرمقه الاخر بنظرات شك رادفا باستفسار
_ طب وربط ايدها ورجلها ليه وضربتها ازاى عشان يغمى عليها كده
شعر "جواد" بالكثير من الغضب لينفجر بوجه صديقة الذى لاول مرة يراه غاضبا لهذه الدرجه وايضا يخرج غضبه فالمعتاد منه انه يتحكم كثير بغضبه كى لا يُظهره امام خصمه ليصيح به فى غضب
_ جلدتها يا إياد قلت ادبها عليا بنت الوسخة ، قلعتها هدومها وكتفتها وضربتها بالحزام لحد ما أغمى عليها وكان نفسى أفضل أضربها لحد ما روحها تطلع فى ايدى بس لسه مش هموتها دلوقتى ، لما اخلص انتقامى منها واحس انى شفيت غليلى ابقى اموتها
فزع "إياد" من هيئة "جواد" الذى لم يرَه هكذا فى حياته وتلك الطريقة التى عذبها بها لولا انه صديقه منذ الطفوله وأنه يعلم حقيقة الامر ويلتمس له العذر ولكن ما ذنب تلك المسكينه لما يجعلها تدفع تمن أخطاء غيرها وهى لم تفعل شئ
لم يرد "إياد" ان يفتح مجال للمناقشه الان فعليه ان يخرج لطبيب ليخبره ما عليه فعله
~~~~
_ لو سمحت
إلتفت إليها "مالك" وهو لايزال يشعر بالكثير من الغضب عازما على ان يعرف مكان شقيقته ويطمئن عليها ، رمقها بكثير من الضيق والحده رادفا
_ أعرفى أنى مش هسيبكوا وهعرف أجيب اختى واوديكوا فى ستين داهية
حاولت تهدئته كى تفهم ما الذى حدث واذا كان لها ان تنقذ شقيقها قبل ان يفعل شئ يُؤذه قبل ان يُؤذى تلك الفتاه لتردف بهدوء
_ طب ممكن اسألك على شوية حاجات بعدها هاخدك واخليك تشوفها انا عارفه ممكن يكون اخدها على فين
صمت قليلا كى يعلم أيثق بها وبحديثها ام هى تُعطله حتى يستطيعون فعل شئ بها قبل ان يصل لها ولكنه عندما نظر الى زرقاوتيها شعر بالراحه والاطمئنان فهى تبدو مليئة بالبراءة لا تعرف عن شىء اسمه الكذب
اخذ نفسا طويلا باستسلام لفكرة ان يثق بها فليس امامه حل اخر ليردف مستفسرا
_ عايزه تسألى عن ايه؟؟
أردفت بكثيرا من الذوق والاحترام
_ طب ممكن نروح نقعد فى مكان هادى عشان اللى عايزه اسالك فيه كتير اوى!!
شعر بالقلق لقليل من الوقت ماذا تريد تلك الفتاة وهل حقا ستأخذه لعند "ديانة" كى يطمئن عليها ام انها تكذب عليه ولكنه عزم على ان يثق بها وان لم تكن جديرة بالثقه فسوف يجعلها تندم ندما كبيرا
أومأ لها بالموفقة وسريعا ما توجها إلى احد المقاهى لتناول الحديث ، كان الكثير والكثير من الاسئلة تدور برأسها لا تعلم ماذا تفعل اهى تُحاول ان تجد اجوبه لاسئلتها عن الفتاة ابنة المرأه التى قتلت والدتها ام انها تُحاول حماية شقيقها من ان يفعل شئ يُقعه بالمصائب!!
رمقها "مالك" بنفاذ صبر بعد ان وصلَ إلى هذا المقهى منتظرا منها ان تتحدث بعد ان طلب كلا منها القهوة الملائمه له ليردف مستفسرا
_ ها..اتفضلى..عايزه تسألى عن ايه؟!
اغمضت عينيها مُحاوله ان تتناسى انها تُحاول ان تسأل عن ابنة المرأه التى قتلت والدتها بل انها تسأل عن ابنة عمها الغائبه منذ اكثر من عشرون عاما لتزفر مستفسرة
_ هو انتوا لقيتهوها أزاى او اصلا وصلتلكوا ازاى وامتى؟
زفر بملل من تلك الاسئله التى لا يجد لها اى أهمية رادفا
_ هيفرق معاكى يعنى؟!
اخذ نفسا عميقا بعد ان عزم ان يخبرها ما تريد ان تعرفه حتى ينتهى من هذا الحديث ويذهب كى يعرف مكان "ديانه" ليردف مُعقبا
_ كان بابا وماما راجعين من أسكندرية على القاهرة وكانوا مسافرين فى القطر كان انا وقتها عندى ٨ سنين. بابا وقتها لقى مكان كويس فى القطر نقدر نقعد فيه قبل ما نقعد لقينا شنطه كبيرة وفيها بيبى..ماما فتحتها لاقتها ديانة وكام معاها ظرف.. الظرف ده كان فيه ورقتين بس شهادة ميلادها ورسالة من ولدتها بتقول
(أنا عارفة إن مكنش ينفع اعمل كده بس والله العظيم غصب عنى لازم أعمل كده عشان بنتى تعيش انا كنت متجوزة رجل محترم جدا وخلفت منه البنت دى واتوفى من يومين وانا اكتشفت إنى عندى سرطان وفى المرحلة الاخيرة وأهل جوزى كانوت مقاطعينه عشان اتجوزنى ولما عرفوا انه مات خافوا انى اطالب بالورث بتاع بنتى وعرفت انهم عايزين يقتلوها بعد ما اموت.. أبوس ايديكوا اللى يلاقى بنتى يحميها ويبعد بيها عن أهلها حتى لو هتودوها لناس مبتخلفش يربوها بس ابوي ايدكوا احموا بنتى وابعدوها عن اسكندرية كلها)
_ كدابة وظالمة وزبالة
صاحت "زينة" بتلك الكلمات والدموع ملأت عينيها وشرعت فى البكاء بهستريا كبيرة عند تذكرها لهذا الحادث الكبير الذى حول منزلهم من ذلك المنزل السعيد الى هذا المنزل التعيس الملئ بالام والاوجاع
بينما "مالك" قد صُدم من تلك الكلمات التى صرخت بها "زينة" ومن كل هذا البكاء الذى لم يجد له تفسيرا ليُخرج بعض المناديل الورقيه من جيبه ويعطيها لها رابطا على كتفيها مُحاولا تهدئتها
لا يعلم لماذا بكائها ينهش فى قلبه لماذا تأثر بها هكذا وهو لا يعرفها او سبق له رؤيتها سوى من بضع ساعات لماذا اذا يشعر بذلك الضيق من رؤيتها تبكى!!
_ طيب..اهدى طيب.. فهمينى كدابة لية؟!
صرخت "زينة" فى وجهه بحرقة والم كبير رادفة
_ عشان هى اللى قتلت امى
وقعت تلك الكلمات على مسمع "مالك" كالصاعقة ، كيف يمكن ان يحدث هذا؟؟
_ ماما يا ماما...
دلف "جواد" الى القصر وهو يُنادى على والدته بينما استوقفه صوت الشجار من الطابق العلوى ويبدو انه صوت والدته
كاد "جواد" ان يصعد الى هذا الطابق ليعرف ماذا يجرى ولماذا يتشاجرون بهذة الطريقة
اوقفة صراخ والدتة وهى تسقط من اعلى الدرج لتقع امام اعيُنه ارضاً مُلقاه على بطنها فاقدة النطق او الحركة والدماء تسيل من بين قدميها بينما "لبنى" تقف فى الاعلى ويبدو عليها الصدمة والفزع لتنظر خلفها وترجع إلى الوراء فى فزعاً وذُعر
صاح "جواد" بكثير من الخوف والفزع صارخا
_ مامااااا
اسرع "جواد" فى الذهاب اليها بينما وجد "ماجدة" تسقط هى الاخر ولكن ليست من الدرج بينما سقطت من الطابق العلوى مُلقاه على رأسها ليصرخ هذا الطفل الصغير بكثير من الفزع مُستنجدا باحد
_ يا خالتو هناااء الحقينى يا خالتو
صرخت "هناء" بكامل صوتها وصاحت بكثير من الذُعر
_ تهااانى
بينما لبنى وقفت مُصعقة مما حدث فى لحظة واحدة لتُسرع فى التوجه الى "ماجدة" التى بدت وكأنها فارقت الحياة من كثرة الدماء التى سالت من رأسها بينما "تهانى" كانت مازلات تتمتم ببعض الكلمات حتى غابت عن الوعى
بينما صرخت "هناء" بوجه "لبنى" والدموع تنهمر من عينيها رادفة
_ حرام عليكى يا لبنى ليه تعملى فيهم كده...عشان لعب عيال صغيرين تعملى فى اختى وبنت عمى كده منك لله يا لبنى اختى بتمووووت
صُدمت "لبنى" من حديث "هناء" وكادت ان تتحدث ليقاطعها صراخ "زينة" التى دلفت القصر بصحبة والدها "هاشم" الذى صُعق من ذلك المنظر الذى يراه فزوجته وشقيقته مُلقاتان ارضا وكلا منهما تنزف الكثير من الدماء وليُصدمه اكثر ما قالته "هناء" ولكنه اسرع فى الركض تجاههم صارخا ب "هناء" ان تتصل بالاسعاف وب "شرف" على الفور
اسرعت "هناء" فى التوجه الى الهاتف وطبعت احد الارقام ليأتها صوته لتصرخ به بألم وحرقه قائله
_ الحقنا يا شرف مراتك قتلت اختى واختك يا شرررف
ازداد بكائها ونحيبها عند تذكر ذلك الحادث المرير الذى ترك لهم الكثير من الجروح التى مذقت ارواحهم
بينما صُعق "مالك" من هذا الحديث واخذ صراعا بداخله من كثرة الاسئلة، احقا والدة "ديانة" فعلت ذلك!! احقا قتلت شقيقة زوجها وزوجة شقيق زوجها ولكن لما؟؟ ايُعقل ان يتسبب شجار بين النساء داخل منزل فى قتل احدهم!! كيف سيُخبر "ديانة" بهذا الامر!!
"ديانة"!! كيف ستعيش "ديانة" مع ذلك الشخص الذى رأى والدته تُقتل على يد والدتها !! هل سينتقم منها على ما فعلته والدتها ولكن ما ذنبها؟؟
بعد الكثير من التفكير والتساؤلات فى عقل "مالك" ومُحاولاته الكثيرة فى تهدئة "زينة" واخيرا توقفت عن البكاء ليسألها بهدوء مُقدرا حالتها وألمها قائلا
_ وبعدين حصل ايه؟؟
ابتلعت "زينة" بكثير من الألم ثم مررت يهدها على وجهها مٌحاوله تجفيف وجهها قائله
_ الاسعاف جت وخدت ماما وعمتوا ماجدة وبابا وخالتو هناء ولبنى دى راحوا معاهم بس بردو المصايب مخلصتش لحد كده...
وصلوا إلى المشفى وانتقل كلا من "تهانى" و "ماجدة" إلى غرفة العمليات و "ماجدة" كانت لاتزال بها القليل من النبض ولكن حالتها خطرة جدا و "تهانى" ايضا لا تقل عنها خطورة
اسرعت "هناء" فى التوجه إلى "لبنى" واخذت تصرخ بوجهها على فعلتها وانها هى من فعلت هذا وانها ستُعاقب على ما فتلته ولكن بعد ان يطمئنوا على "تهانى" و "ماجدة"
جلس "هاشم" واضعا رأسه بين كفية مُنكسرا مشدودا لما حدث ولكن حقا لا تأتى المصائب إلا جماعة..
هرول إليه أحد رجاله العاملين معه ويبدو عليه ملامح الفزع والذُعر لا يعلم كيف ينقل له هذا الخبر ولكنه يجب ان يعلم حتى يقوم بفعل اللازم
اقترب منه فى رعب من ان يبلغه هذا الخبر ليبتلع بقلق عازما على ان يخبره وليُصبره خالقه قائلا
_ البقاء..لله..يا..هاشم..بيه
فُزع "هاشم" من تلك الجملة واخذ يرتجف من الذُعر ولكنه ظل يُحاول ان يتماسك ويبقى واقفا على قدميه ثم ابتلع بألم وحسرة رادفا باستفسار
_ تهانى...ولا ماجدة؟؟
وضع ذلك الرجل وجهه ارضا بحزن واسى رادفا
_ شرف بيه اخوك...عمل حادثه و....تعيش انت
_شرررف
صرخت "هناء" باسمه بألم وحسرة كبيرة وكأن روحها قد سُلبت منها وبالطبع لها الحق ان تحزن فهذا هو الرجل الذى لطالما حلمت به وتمنت ان تكون له ولكن النصيب كان له رأى اخر
بينما سقطت "لبنى" فاقدة للوعى لم تستطع تحمل كل تلك الصدمات فى يوم واحد وقد مات الآن الشخص الوحيد الذى كان سيُدافع عنها ويحميها من هؤلاء الذين لن يرحموها مهما فعلت او مهما قالت
بينما لم يستطع "هاشم" المُقاومة اكثر لتخونه قدميه ليسقط ارضا مُنحنى الظهر فقد فارقه سنده وعُكازه الذى كان يستند عليه ، فقد مات شقيقه الذى كان له بمثابة اخا وابنا وصديقًا وكل شىء ، لقد كُسر ظهره الان
_ وبعدها باسبوع ماما ماتت هى واللى كان فى بطنها وعمتو ماجدة جالها جلطه فى المخ اتسببتلها فى شلل كلى وعجزت عن الكلام ومن وقتها وهى قاعدة على كرسى متحرك لا بتتكلم ولا يتحرك
اغمضت "زينة" عينيها بالم وحسرة بينما ربت "مالك" على كتفها مُحاولا مواستها لتهدأ قليلا ليردف باستفسار
_ طب ولبنى عملتوا معاها ايه؟!
رمقته بثبات وهدوء بعد ان سيطرت على نفسها مرة اخرى رادفه
_ بعد موت عمو شرف جتلها صدمة خلتها مبتقدرش تتكلم وبعد موت ماما خدت ديانة واختفت وبعدها بمدة قصيرة جلنا خبر وفاتها بس مكناش عارفين مكان ديانة..ومن وقتها بابا فضل يدور على ديانة وجواد كمان لما كبر فضل يدور عليها عشان ياخدوا طارهم فى ديانة من اللى عملته لبنى
تغيرت ملامح "مالك" من التأثر والتعاطف إلى الغضب والضيق بينما لاحظت "زينة" ذلك لتُضيف بتوضيح
_ انا عارفة انها ملهاش ذنب بس بابا وجواد وخالتو هناء مش شايفين كده..عشان كده انا قاعده معاك هنا..هى ملهاش ذنب تدفع تمن حاجه معملتهاش وجواد كمان ملوش ذنب يقتلها ويدمر حياته عشان ينتقم من واحده ماتت..هما الاتنين ماتوا سواء ماما او لبنى وربنا هو اللى هيجبلها حقها مش موت ديانة هو اللى هيريح ماما
كلمات "زينة" هدأت من غضب "مالك" ولكنه مازال يشعر بالقلق على "ديانة" ليردف باحترام
_ طب ممكن تنفذى وعدك وتاخدينى اشوفها دلوقتى
اومأت له بالموافقة ثم اصطحبته وتوجهت الى منزل جواد الخاص به
~~~~~
_ خير يا سى شرف ايه الحاجه المهمه اللى مجمعنا كلنا علشانها
قال "هاشم" تلك الكلمات بتهكم مُوجها حديثه إلى شقيقة الذى اصبح ذراعه اليمين وشريكه فى كل املاكه بعد ان اصبح راجل ناضج يُعتمد عليه بعد ان انهى كليته واصبح يعمل مع شقيقه منذ اكثر من عامين ليردف "شرف" بمشاكسة
_ يعنى الحق عليا انى عايز افرحكوا بيا ، خلاص مش مفرحكوا
لتندهش "هناء" من تلك الكلمات وتُعقب بلهفه واندفاع
_لا لا يا هاشم متزعلش شرف وسيبه يفرحنا بقى.. متزعلش يا شرف وقول
ليرمقها شرف بابتسامة امتنان واحترام رادفا
_ تسلميلى يا بنت عمى
توجه بنظرة تجاه "هاشم" وشرع فى متابعة حديثه
_ شوف بقى يا عم هاشم انت اخويا الكبير وابويا وصحبى وحبيبى عشان كده انا معتمد على ربنا ثم عليك فى الموضوع ده انك تقنع ابوك...دلوقتى انا خلصت الجامعه بقالى سنين والحمدلله من وقتها واحنا كتفنا فى كتف بعض واسمنا بيكبر مشاء الله جيه الوقت اللى اكمل فيه نص دينى بقى
ابتسم "هاشم" بسعادة بالغة وقد ادرك ما يريد ان يصل إليه واول من جاء برأسه هى "هناء ليردف بمشاكسه
_ عايز تتجوز!! ودى مين اللى امها داعيه عليها دى؟؟ الله يكون فى عونها والله
دق قلب "هناء" بشدة فهى الان يتحقق لها اكبر حلم حلمت به منذ ايام وشهور وسنين تتمنى ان يحدث ما يحدث الان ، ابتسمت "هناء" مُستعده ان يلقى بطلبه للزواج منها ليردف "شرف" بضحك على حديث اخيه
_ يا عم هى قابلة المهم ابوك يقبل
ابتسم له بمراوغة قائلا
_ دى مين دى اللى موقعاك على بوزك كده
ابتسم "شرف" بسعادة مُعقبا
_ بنت كانت زميلتى فى الجامعة حبيتها وانا فى سنة تالتة بس هى كانت لسه فى سنة اولى واتفقنا انها بعد ما تخلص نروح نُطلبها من عمها عشان والدها متوفى
صُعق الجميع من تلك الكلمات فالجميع كان يظن انه سيقول انه يود الزواج من "هناء" ولكن خاب ظنهم جميعا لتتغير ملامح وجههم بينما "هناء" لم تتحمل تلك الكلمات واسرعت فى الركض لخارج المنزل بينما لحقتها "ماجدة" كى تواسيها وتخفف عنها ولحقتها "تهانى"
شعر "شرف" وكأنه قال شىء خاطئ لماذا تغيرت اوجه الكل فجأة ليتوجه بالنظر الى شقيقة رادفا باستفسار
_ فى ايه يا هاشم!! هو انا قولت حاجه غلط؟
اغمض "هاشم" اعيُنه بهدوء كى لا يكسر قلب شقيقه ولكنه لا يعلم ماذا يفعل بهذا الظرف ليردف بحب
_ لا يا حبيبى مقولتش حاجه غلط بس...بصراحه كلنا كنا فكرينك هتطلب ايد هناء...عشان هى بنت عمك ومتربية قدامك وكده
تغيرت ملامح وجه "شرف" للانزعاج من تلك الكلمات التى لا تروق له ابدا زافرا بضيق
_ هناء!! هناء اختى يا هاشم..عندى زى ماجدة وتهانى مقدرش اشوفها غير كده وعمرى ما تخيلتها اصلا ولا هتخيلها فى يوم من الايام
فاق "هاشم" من شروده الذى عاد به خمسة وعشرون عاما الى الماضى ليزفر بضيق والدموع تحجرت فى عيناه رادفا
_ يا ريتك كنت تخيلتها يا شرف مكنش زمان كل ده حصل يا ابن ابويا وامى...
~~~~
صف كلا من "زينة" و "مالك" سيارتهما بالمرأب الخاص بمنزل "جواد" بينما توجها لدخول الفيلا
دلفوا الى داخل الفيلا واثناء دخولهما كان الطبيب يرحل بصحبة "إياد" الذى تفاجأ من مجئ "زينة" وذلك الشاب الذى لم يرَه من قبل ليردف موجها حديثه إلى الطبيب
_ طيب يا دكتور شكرا على تعبك وياريت متزعلش من جواد هو بس كانت اعصابه مشدودة
_ ولا يهمك يا استاذ إياد اهم حاجه متنساش اللى قولتلك عليه...بعد اذنك
أردف الطبيب بتلك الكلمات ورحل بينما شعرا كلا من "زينة" و "مالك" بالقلق ليقترب منهم "إياد" بهدوء رادفا
_ أزيك يا زينة
أردفت بقلق ولهفة مستفسره عما يحدث
_ الحمدلله يا إياد...أومال فين جواد!! والدكتور ده كان هنا بيعمل ايه؟؟
كاد "إياد" ان يتحدث ليقاطعه "مالك" الذى صاح به فى غضب وحنق مستفسرا
_ اختى فين؟؟
ليأتيه ذلك الصوت الرجولى الذى ملأ صداه البيت بأكمله وهو يهبط الدرج واضعا يده بجيب بنطاله بغطرسته وبروده المعتاد رادفا
_ اختك مين دى يا روح اختك؟!
↚
اعتلت ملامح البغضاء والكراهية وجه "مالك" عندما رأى "جواد" الواقف امامه بمنتهى التكبر والاستعلاء مُضيفا إلى وجهه ملامح التهكم والاستهزاء رادفا
_ انت شكلك كدبت الكدبة وصدقتها..انت ملكش اخوات هنا اختك فى البيت عندكوا مش عندى
اندفع "مالك" بمنتهى الغضب إلى "جواد" مُمسكا به من ياقة قميصة ساحبا اياه إليه بكراهية لاهثا بين اسنانه الملتحمه قائلا:
_ ديانة فين؟؟
صُعق كلا من "زينة" و "إياد" مما فعله "مالك" خوفا من ردة فعل "جواد" الذى لم يستطع احدا ان يتحدث معه بتلك الطريقة من قبل
بينما اشتعلت نيران "جواد" غضبا ، ليست فقط من طريقة هذا الشاب معه ولكن ايضا لانه تجرأ وزكر اسم زوجة "جواد الدمنهورى" على لسانه فهو لم ينسى انها طوال تلك السنوات كانت تمكث بجوار ذلك المتعجرف
لم يستطع " جواد" ان يُسيطر على نفسه ليلكمه لكمة قوية كادت ان تُسقطه ارضا ولكن فاجأه "مالك" الذى بادله اللكمه لتشتعل النيران بينهم وبدأ ذلك الشجار القوى الذى لم يستطع ايا من "إياد" او "زينة" إنهائه او الفصل بينهما
تدخلت هى بينهما مُتحملة تلك الآلام التى ملأت جسدها عند كل لمسة تقع عليها فتلك الجلدات لم تكن هينة ابدا وكان من الضرورى ان لا تنهض من الفراش لبعض الوقت حتى لا تتأذى اكتر ولكنها اتت عندما استمعت لصوت ذلك الشجار بين ذلك الذى يُدعى زوجها وشقيقها الذى كانت تتمنى لو ان يكون شقيقها حقا
فرقت "ديانة" بين "جواد" و "مالك" اللذان صُدما من تدخلها بينهما ، ف "جواد" صُدم من جرأتها التى جعلتها تتدخل بينهما وتجعل يدين ذلك الشاب تلمس جسدها ، فهو لا يفهم فى الأساس من اين جاءت بتلك القوة التى جعلتها تتحمل تلك اللمسات!!
بينما "مالك" قد صُدم من وجودها فهو ظن ان ذلك الحقير قد يكون حبسها او فعل بها شئ ولكنه أدرك انه فعل بها الاسوأ عندما لاحظ علمات الضرب على وجهها وجسدها ليشتعل غضبا وكراهية لذلك الجواد عديم الرحمة وتوعد بداخله ان يقتله بابشع الطرق الممكنه
سريعا ما تدخلت "زينة" و "إياد" ليُبعدان "جواد" عن "مالك" حتى لا يشتبكان مرة ثانية ، بينما أبعدت "ديانة" "مالك" رادفة بصوت ضعيف يبدو عليه الألم والمعاناه موجه ةالحديث إلى "مالك" بترجى
_ عشان خاطرى أمشى يا مالك..انا كويسة..متقلقش
امتعضت ملامح "مالك" بالرفض متحدثا بحزن على صغيرته التى تربت على يديه ليُحاوط وجهها بين كفيه وهو يشعر بالعجز والضعف لادراكه انها تتألم ولكنها لا تستطيع ان تتحدث ليصيح قائلا
_ أمشى أزاى وأسيك كده!! عمل فيكى ايه الحيوان ده؟؟
تحجرت الدموع فى عينيها تتمنى لو ان تستطيع ان تختبئ بين أحضانه وتجعله يأخذ لها حقها من ذلك الوحش عديم الرحمة فهى تراه شقيقها حقا ولكنها ادركت ما يستطيع ذلك الجواد فعله وانه يستطيع اذائه بمنتهى السهوله لتعزم على ان تُبعد شقيقها عن ذلك الخطر قائله
_ عشان خاطرى يا مالك أمشى..لو انا بجد غالية عندك امشى..وانا هبقى اطمنك عليا بس عشان خاطرى امشى دلوقتى..
أستسلم "مالك" لرغبتها بينما توجه بنظره تجاه "جواد" الذى مازال ينظرة له بغضبا وكراهيه ليردف متوعدا
_ انا همشى دلوقتى بس مش هسيبك يا جواد ولو فكرت تأذيها بس والله العظيم هقتلك بايدى
وقبل ان يتفوه "جواد" بكلمة توجه "مالك" نحو الباب وفى لحظات كان رحل من المنزل باكلمه لتلتفت "ديانة" إلى "جواد" رامقة إياه بنظرات الكراهيه والغضب ثم توجهت لتقف امامه بكل غرور وتحدى رادفة
_ أيا كان ايه سبب كرهك ليا..مشكلتك معايا انا بس حذارى تقرب من اخويا او تفكر تأذية لأنى أنا اللى وقتها مش هرحمك
وفى لحظه توجهت لذلك الدرج لتصعد إلى غرفتها غير مُهتمة لوجود أياً من "إياد" او "زينة" بينما شعر "جواد" بغليان دمائه من طريقتها تلك امامهم وكاد ان يذهب خلفها ليُلقنها درسا ليوقفه صوت شقيقتة مُستفسرة
_ انا بقى عايزه أعرف ايه اللى بيحصل ده يا جواد؟؟ انت اتجوزتها عشان تنتقم منها!! طب هى ذنبها ايه؟
رمقها "جواد" بنظرات تصرخ بالغضب والانفعال ولكنه لا يُريد ان يُرى شقيقتة كيف يكون الجانب المظلم له فيكفى ان الجميع يراه انسان قاسٍ القلب حاد الطباع وايضا جاف المشاعر ، لا يريد ان يُزيد عليهم انه شخص بلا رحمة لا يشفق او يرحم خصمة مهما كلف الامر
توجه بنظرة إلى "إياد" الذى مازال واقفا دون التفوه بأى كلمة ليزجره "جواد" بلهجة آمرة تعبر عما بداخله من غضب وضيق رادفا
_ إياد هتاخد زينة تروحها وبعدين تجيلى على الشركة
أدرك "إياد" ما تحمله نبرة صديقة وانه يتلاشى الحديث مع "زينة" حتى ولو لقيل من الوقت فهو الان ليس بحالة مزاجية تسمح له بالتحدث او التوضيح ، بينما "زينة" شعرت بالغضب من شقيقها الذى لم يكترث لحديثها بل ويتهرب من المناقشة معها ايضا لتصيح به بغضب
_ لا يا جواد مش همشى قبل ما.....
_ قولت..تروحى..يا زيينة
صرخ "جواد" بتلك الكلمات بصوت جمهورى مما جعل قلب "زينة" يرتعب من شدة الفزع وذلك الصراخ الذى لم تسمعه من قبل وتحولت زرقاوتى شقيقها إلى تلك القتامة المُفزعة فهو لم يكن امامها بهذا المنظر قط
شعر "إياد" برجفة جسد "زينة" أثار سماع صراخ شيقها ليشعر بالشفقة عليها وأخذ يتقدم إليها بخطوات ثابته رادفا
_ لو سمحتى يا زينة أسمعى الكلام دلوقتى وتعالى أروحك وهو لما يبقى كويس هيجى بنفسه ويتكلم معاكى
شعرت "زينة" بخيبة الأمل فهى لأول مره ترى شقيقها بهذه الحاله بل ويصيح بها وهو لم يفعلها من قبل ، أستسلمت لحديث "إياد" وألتقطت حقيبتها من فوق تلك الاريكه ثم سارت معه فى اتجاه الباب
صعد "جواد" الدرج مُتجها إلى غرفة "ديانة" وهو يكاد أن يُحطم أسنانه من فرط غضبه ، ولكنه عندما وصل إلى باب غرفتها تمالك أعصابه فهو لا يريد ان يجعلها ترى غضبه ليبقى مُحافظا على صورته الباردة تلك
فتج "جواد" الباب بهدوء ليجدها تقف فى شرفة الغرفة بكل كبرياء وغرور وكأنها ليست تلك الفتاة التى كان يجلدها بتلك الطريقة المُهينة منذ بضع ساعات ، من أى شئ مصنوعة تلك الفتاة أهى من الفُلاز لهذا لا تُكسر!! أى تكن فهو عليه ان يُكسرها ويُحطم غرورها ويُريها كيف تكون الأهانة والذل
حقا هى تبدو صامده ولكنها ليست كذلك فهى تموت رعبا بداخلها من هذا الشخص الذى فُرض عليها وحتى لم تسطيع ان تُفكر فى هذا الزواج لتجد نفسها زوجة لهذا الشخص الظالم القاسى المُتجرد من كل معالم الرحمة والأنسانية ولكن عليها الصمود ومواجة ذلك القدر بمفردها وان لا تورط احدا من عائلتها بهذا الامر فذلك الجواد يبدو وكأنه يستمتع بأذية غيرهِ ورؤيتهم يخضعون له ويطلبون الرحمه ، إذا فلنبدأ اللعبة إذا كنت تعتقد إنك حاكم الكون فأنا هى الفتاة المُتمردة التى ستكسر غرور ذلك الحاكم ليصبح أضعف من الجوارى أنتظر وسترى يا الجواد المغرور...
أقترب "جواد" من تلك الشرفة حتى أصبح خلفها مباشرة لا تُبعده عنها سوى تلك السنتيمترات القليلة لتشعر بأنفاسه الحارقة وسخونة جسده الضخم وهى ترتطم بظهرها لتُدرك أنه يقف خلفها ، أغمضت عينيها مُحاولة الثبات وتنظيم أنفاسها التى تعالت دون إرادتها ليقترب هو من أُذنِها بخُبث ومُراوغة رادفا بمكر
_ من الواضح أنك عنيده وإن الحزامين اللى أخدتيهم دول مأثروش فيكى بس انا لسه ببدأ معاكى..أوعدك يا مراتى الجميلة إنى هكسر عِندك وغرورك ده وأخليكى تنزلى تحت رجلى تتمنى الرحمة ومش هنولهالك
لم تكترث لذلك الوصف الذى وصفها به وهو غير مُدرك انه لتوه نادها بالجميلة فهو حقا يراها جميلة ، ألتفتت إليه بأعيُن يملأها التحدى والغرور وأنشق ثغرها بشبح إبتسامة لم تلامس عيناها رادفة بتهكم
_ من الواضح إن جواد الدمنهورى مش واخد باله هو بيتكلم مع مين بس أنا هوضحلك نقطه ممكن تكون غايبه عنك...
أقتربت منه بتحدى وكبرياء وأصبحت زوقاوتيهما متلاقيتان بكثير من الحدة والجراءة قائلة
_ لو أنت جواد الدمنهورى فأنا كمان ديانة الدمنهورى ومن الواضح إن العند والكبرياء نقطة مشتركة بينا يعنى لو انت مستنينى إنى أتكسر قدامك..ده ممكن يحصل بس مش قبل ما أنت كمان تتكسر قدامى
حسنا لقد طفح الكيل من تلك الفتاة اللعينه التى لا تتوقف عن إثارة غضبه هى حقا تقوده لقتلها فى الحال ولكن لا ليس بهذه السهولة فهو لن يفعل فإذا كان الموت بمثابة طلقة الرحمة بالنسبة لها فهو لن يُطلقها الأن
لم يستطع السيطرة على عضبه لتمتد يده جاذبة إياها من شعرها مُلقيا بها فوق الفراش وبلمح البصر أصبح بين قدميها ووجه مُلاقيا لوجهها مما جعلها وكانها تُحاوط جسده بساقيها
أخذ صدرها يعلو ويهبط من كثرة التوتر والفزع فحركته السريعة تلك لم تترك لها مجالا للفرار منه او الابتعاد عنه ولو قليلا فهى الأن مُحاصرة بين يديه وبسبب حركته تلك أصبحت الحركة شئ مستحيل بالنسبة لها ولكنها مازلات تُحافظ على ثباتها امامه
أخذ يقترب منها كثيرا لدرجه أن شفتاه لامست عنقها مما جعلها تشعر بالارتباك وعدم السيطرة ولكنها لن تستسلم مهما كلفها الامر ، بينما أقترب هو من أذنها بمراوغة ومكر هامسا بهدوءه وبروده المعتاد
_ جواد الدمنهورى مبيكسرش يا زبالة ، ورحمة امى يا بنت لبنى لوريكى الذل والاهانة والكسرة على حق وبعدها هقتلك وانا بستمتع بروحك الوسخة وهى بتطلع فى ايدى وبكره تشوفى
شعرت بالاهتزاز والرجفة البسيطة داخل قلبها فهو يسيطر عليها من جميع الجهات ، جسدها وعقلها وأيضا إحساسها فهو يلعب عليها من جميع الجهات بينما هى لا تستطيع فعل شئ سوى المُحافظة على ثباتها وجمودها امام ذلك اللعين المغرور
أبتعد عنها قليلا لتتلاقى زرقاوتاهما ليرى بعينيها نظرة لم يرها فى أعيُن إمرأة من قبل فتلك العينان يصرخان بالعند والتمرد وما هذه اللمعة الملعونة تلك التى تُجبره على عدم مُغادرة عيناه عن هاتين الزرقاوتين الصافيتين
اللعنة لما يقترب منها بهذه الطريقة!! لما لا يستطيع التحكم بنفسه والابتعاد عنها!! اأحقا هو يتقدم نحو شفتيها !! احقا شفتاه مُتعطشتان لتلك الورديتان اللتان أخذتا يرتجفان من مجرد أقترابه منها بتلك الطريقه!!
ظلت تنظر إليه وأصبح جسدها كالمشلول بين يديه ، لما يقترب منها بتلك الطريقه ماذا سيفعل ذلك الملعون؟ أحقا هو مُقبل على ملامسة شفتيها !! أهو سيُقبلها ؟؟
لم تعُد تستطيع المُقاومة أكثر من ذلك ، فقد خارت قواها بين يديه كلما أقترب منها أكثر لدرجة انها اصبحت تشعر بأنفاسه الحارقة وهى تُزيد من لهيب شفتيها لتُغمض عينيها بكثير من الخجل والإرتباك
كاد أن يتذوق تلك الفرولتان بينما بلمح البصر أمتعضت ملامح وجه مما هو مُقبل عليه ، أهو كاد أن يُقبل أبنة المرأة التى قتلت والدته تلك المرأة التى حرمته هو وشقيقته من والدتهما
شعر بالخذى الشديد من نفسه ومما كاد ان يفعله ليبتعد عنها بكثير من الملامح البغضاء والكراهية التى طغت على وجهه ، لتفتح هى عينيها بمزيج من الصدمة والراحة فهى صُدمت من ابتعاده المُفاجئ وشعرت بالراحة لانها تخلصت من مُحاصرته لها
رمقها باشمئزاز واحتقار راميا عليها خطأ ما حدث رادفا
_ لو أنتى أخر واحده فى الدنيا عُمر ما هيكون بينى وبينك غير الكره والانتقام يا بنت لبنى
توجه إلى باب الغرفة خارجا منه مُغلقا اياه خلفه بالمفتاح تاركا إيتها غارقة فى صدمتها وهى لاتزال على تلك الوضعية التى تركها عليها
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كانا يجلسان بسيارته بعد ان أمر السائق الخاص بها أن يعود هو بسيارتها ليقوم هو بتوصيلها وبمجرد ان تحرك بالسيارة شرعت هى فى الهجوم عليه بتلك الاسئلة التى لا حصر لها لتصيح به فى غضب
_ أنا بقى عايزه أفهم كل اللى بيحصل...ومفيش حد عنده رد على أسئلتى غيرك انت يا إياد...مهو أصل جواد معندوش صاحب غيرك..وكمان أنت معاه طول الوقت.. أكيد عارف كل حاجه عن الموضوع و...
_ ما تهدى يا شيخه..اييه !! زن زن زن زن..أدينى فرصه أتكلم طيب
صاح "إياد" بتلك الكلمات بانفعال زائف لترمقه "زينة" بنظرت عتاب على صياحه بها ولكنها شعرت ايضا بالحرج من صراخها به وانفعالها عليه لتُغمض عينها كى تهدأ ثم تنهدت بهدوء رادفة
_ أنا أسفة يا إياد انى أتعصبت عليك..معلش..انت عارف إنى بعتبرك زى جواد بالظبط وأكيد مقدر خوفى عليه
تنهد بأسى على كلمتها التى تُأكد له كل مرة إنها لا تُفكر به سوى كأخ فقط ليبتسم لها بهدوء رادفا
_ لو انا فعلا زى جواد متقوليش انا أسفة دى تانى وبالنسبه لجواد متخفيش عليه انا مش هسيبه يعمل حاجه مُتهورة او يؤذى نفسه
ابتسمت لوجود ذلك الصديق بحياة شقيقها الذى يُعوضهما عن وجود شقيق أخر لهما ، بينما لايزال شعور القلق ينتابها لتردف بتحذير
_ أخوها ده مش هيسكت يا إياد و...
قطع حديثها مطمئنا إياها رادفا
_ متقلقيش انا هنزله القاهرة وأحاول أهديه وأطمنه بس مش هعرف جواد أطمنى انتى بس
شعرت بالكثير من الراحة بعد حديث "إياد" لها لتتنهد بهدوء مُعقبة
_ ربنا يستر
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
••
_ شوف بقى يا عم هاشم انت اخويا الكبير وابويا وصحبى وحبيبى عشان كده انا معتمد على ربنا ثم عليك فى الموضوع ده انك تقنع ابوك...دلوقتى انا خلصت الجامعه بقالى سنين والحمدلله من وقتها واحنا كتفنا فى كتف بعض واسمنا بيكبر مشاء الله..جيه الوقت اللى اكمل فيه نص دينى بقى
ابتسم "هاشم" بسعادة بالغة وقد ادرك ما يريد ان يصل إليه واول من جاء برأسه هى "هناء ليردف بمشاكسة
_ عايز تتجوز!! ودى مين اللى امها داعيه عليها دى؟؟ الله يكون فى عونها والله
دق قلب "هناء" بشدة فهى الآن يتحقق لها اكبر حلم حلمت به منذ ايام وشهور وسنين تتمنى ان يحدث ما يحدث الان ، ابتسمت "هناء" مُستعدة ان يلقى بطلبه للزواج منها ليردف "شرف" بضحك على حديث اخيه
_ يا عم هى قابلة المهم ابوك يقبل
ابتسم له بمراوغة قائلا
_ دى مين دى اللى موقعاك على بوزك كده
ابتسم "شرف" بسعادة مُعقبا
_ بنت كانت زميلتى فى الجامعه حبيتها وانا فى سنه تالته بس هى كانت لسه فى سنه اولى واتفقنا انها بعد ما تخلص نروح نُطلبها من عمها عشان والدها متوفى
صُعق الجميع من تلك الكلمات فالجميع كان يظنه سيقول انه يود الزواج من "هناء" ولكن خاب ظنهم جميعا لتتغير ملامح وجههم بينما "هناء" لم تتحمل تلك الكلمات وأسرعت فى الركض لخارج المنزل بينما لحقتها "ماجدة" كى تواسيها وتخفف عنها ثم لحقت بهم "تهانى"
أسرعت فى الركض حتى وصلت إلى حديقة الفيلا ثم شرعت فى البكاء المرير على احلامها الوردية التى تحطمت جميعها بغمضة عين ، هذا الحبيب الذى ظلت تنتظره لسنين لن يكون لها بعد كل هذا الحب ، لماذا لم يحبها كما أحبته ؟ ماذا كان عليها ان تفعله ليحبها مثلما أحبته ، سقطت أرضا من كثرة بكائها تود ان تصرخ لكل ما تحمله من ألم وحسرة
اسرعتا اليها كلا من "ماجدة" و "تهانى" للتخفيف عنها ومُواستها على ما تشعر به لتقوم "ماجدة" باحتضانها وكادت ان تبكى هى الاخرى على بكاء ابنة عمها وصديقتها المقربة لتردف بحنان
_ متزعليش يا هناء والله ده غبى وميستهلكيش
أجهشت فى البكاء واخذت شهقاتها تتعالى بين كلماتها
_ ليه..ليه يا ماجدة..ليه محسش بيا..ليه محبنيش زى ما انا حببته..كنت اعمل ايه طيب..طيب..طيب التانيه دى احسن منى فى أيه..طب اعمل ايه عشان اخليه يحبنى..روحى يا ماجدة..روحى قوليله انى بحبه
تغيرت ملامحها من الضعف والكسرة إلى الكراهية والحدة وأتسعت عينيها بشكل مُخيف وأصبحت شديدة الاحمرار ولازالت دموعها تنهمر دون توقف قائلة
انا هقتلها يا ماجدة..هقتلها لو أخدت منى شرف..شرف ده بتاعى لواحدى يا ماجدة..عمرى ما هسيبها تتهنى بيه لحظة واحدة واعتبرى ده وعد من واحدة قلبها اتكسر ومات وعمره ما هيرجع زى الاول تانى
•••
_ شفتى يا ماجدة قولتلك انى عمرى ما هسيبها تتهنى بيه أبدا..مش انا اللى يتكسر قلبى على حاجه وغيرى ياخدها يتهنى بيها
تهاوت بعض الدموع من أعيُن "ماجدة" بحسرة وألم على كل ما حدث بالماضى لتُزيد "هناء" ألمها وتذكرها بهذا العجز ، لم يُفرَق فقط "شرف" و "لبنى" بل ايضا "ماجدة" بسبب هذا الحادث الذى اصابها أفترقت عن زوجها الذى لم يُحالفها الوقت كيف تُعبر له عن مدى حبها له ليصيبها هذا العجز اللعين بعد زواجهما فقط بعام واحد
•••
_ اهلا اهلا يا عامر حمدلله على السلامه
أبتسم "عامر" بامنتنان على ترحيب أبناء عمه له رادفا
_ الله يسلمك يا هاشم انت وشرف..والله لسه نازل مصر من يومين يا دوب أخدت نفسى من السفر وجتلكم على طول معلش بقى طبيت عليكوا زى القضا المستعجل
رمقة "هاشم" بنظرت عتاب شديدة رادفا
_ عيب يا عامر متقولش كده ده بيتك ومطرحك تنور فى الوقت اللى يعجبك
ابتسم له "عامر" باطمئنان ليشعر ان هذا هو الوقت المناسب لبدء حديثه ليردف بسعادة
_طب صلى على النبى يا هاشم يا اخويا الاجازه اللى فاتت من تلات سنين انا كنت عايز اطلب منك طلب بس موت عمى وجعنا كلنا وقولت استنى لحد ما نقدر نفوق من الحزن ده وبصراحه مش قادر استنى اكتر من كده
أعتلت ملامح الاستغراب وجها كلا من "هاشم" و"شرف" من حديث "عامر" ليشعران بالقلق من ان كان ابن عمهما يقع فى مأزق او شىء كهذا ليردف "هاشم"باستفسار
_ خير يا عامر قلقتى فى ايه؟؟
أرتسمت البسمه على وجه "عامر" رادفا
_ لا خير يا شرف متقلقش..انا بصراحة كده جى عشمان فى ربنا ثم فيكم انكوا توافقوا على طلبى..انا جى أطلب ايد ماجدة يا هاشم
شعر كلا من "هاشم" و "شرف" بالسعادة العارمة فهم لم يجدوا افضل من "عامر" ابن عمهم ليأمنوه على شقيقتهما ليُعقب "هاشم" بابتسامة
_ والله يا عامر انت متتعتيبش بس انت عارف يا ابن عمى لازم اخد رأيها عشان اتطمن عليك وعليها انكوا هتعيشوا مرتاحين طول العمر
_ حقك يا هاشم..دى الاصول يا اخويا ومحدش يزعل من الاصول
تحدث "عامر" بتلك الكلمات وهو بداخله يتمنى ان توافق عليه "ماجدة" فهى بالنسبة له كما يقولون "ست الحُسن والجمال" ليبتسم له "شرف" بحب رادفا
_ انا هقوم أفاتحها فى الموضوع وأجى أطمنك ان شاء الله
توجه "شرف" إلى الدرج صاعدا إلى غرفتة شقيقته كى يُعرض عليها الامر ليجدهم يجتمعون كل من شقيقته وزوجته وزوجة أخيه وشقيقتها ليردف بمرح
_ متجمعين عند النبى ان شاء الله
ليبتسم الجميع له بحب وقد قدموا المشيئة ليوجه حديثه تجاه شقيقته وزوجته
_ تعالى يا ماجدة عايزك...وانتى كمان يا لبنى
لينصرف ويلحق به كلا من "ماجدة" و "لبنى" بينما ظلت "هناء" ترمقهم بنظرات الحقد والكراهية مُضيفة
_ شايفة..شايفة بيعمل ايه..قال تعالى يا ماجدة انتى ولبنى واحنا هوا كأننا مش موجودين
تخلل ملامح "تهانى" الأسى على شقيقتها رادفة بعتاب
_ ما تنسى بقى يا هناء تلات سنين عدو وانتى لسه مطلعتيش شرف من دماغك!!
رمقته بكثير من الغضب رادفة بحدة
_ وعمرى ما هطلعه يا تهانى..شرف هيكون ليا فى يوم من الايام وبكرة تشوفى
يجلس "شرف" بجانب شقيقته منتظرا ردها على ما اخبرها به وهو ان "عامر" طلبها للزواج بينما "ماجدة" قد اصبح وجهها شديد الاحمرار من كثرة الخجل فهى لطالما كانت مُعجبة بشخصية "عامر" ولكنها لم تظن يوما بانه سيتقدم لزواج منها ليردف "شرف" بهدوء
_ ها يا ماجدة ايه رأيك!!
أبتسمت له "لبنى" بعد ان رأت علمات القبول على وجه "ماجدة" لتردف بحب
_ السكوت والكسوف ده علامات الرضا يا شرف
نظر إلى شقيقته بمكر
_ لأ أسمعها منها الاول
لتبتسم "ماجدة بكثير من الخجل لتردف بهمس
_ موافقة يا شرف
•••
أغمضت عينيها بكثير من الألم والحسره على تلك السعادة التى لم تستطيع ان تنعم بها سوا لعام واحد فقط ، بينما "هناء" لم ترأف عليها وعلى بكائها لتُزيد من المها مُعقبة
_ لبنى هى السبب يا ماجدة هى السبب فى موت تهانى وشرف وعجزك..هى السبب فى كل حاجة هى اللى دخلت حياتنا بوظتها وفى الاخر تموت بسهوله..لا انا مش هسكت انا هطفى نارى فى بنتها هخلى جواد يعذبها لحد الموت..هخليه يطلع فيها كل السواد والقسوه اللى زعتهم جواه طول العشرين سنه..استنى واتفرجى على بنت لبنى وهى روحها بتطلع على ايد جواد
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
دلف إلى مكتبه وهو يستشيط غضبا مما كاد ان يفعله ، ماذا فعلت له تلك اللعينة لتُجبرة على ما كود ان يفعله؟؟ اين كان عقله وهو...اللعنه هو حتى بمجرد التفكير بهذا الامر يشعر بالضيق الشديد
توجه إلى مكتبه مُحدثا سكرتيرته أمرا إياه باخبارهم بتحضير كوبا من القهوة الساده لهو بهو يشعر بالكثير من التخبطات فى راسه
أستمع إلى تلك الطرقات على باب مكتبه ليظن انه العامل احضر له القوة ليسمح له بالدخول ولكنه تفاجئ انه "إياد" وهذا كان أخر همه فهو لا يستطيع التحدث فى أياة أمر الان
كاد "إياد" ان يتحدث ليوقفة "جواد" زاجرا إياه بتحذير
_ إياد بقولك ايه انا مفياش دماغ لأى كلام دلوقتى أجل كل حاجه لوقت تانى
لأحظ "إياد" ملامح الغضب والضيق على وجه صديقه ليردف لاستفسار مُطمئنا على صديقه
_ مالك يا جواد فيه ايه!!
ألقى جواد" بصره بهذا الحاسوب الموضوع أمامه مُحاولا تلاشى الحديث معه رادفا
_ مفيش حاجه
أغلق "إياد" هذا الحاسوب باندفاع وعشم رادفا
_ لا فيه هو انا اول مره أشوفك كده و....
قاطعة "جواد" صارخا به فى غضب ونفاذ صبر
_ وبعدين يا إياد..مش قولتلك مفيش حاجه!!
شعر "إياد" بالصدمة من طريقة صديقة معه وكاد أن يتكلم ليقاطعه صوت "جواد" الملئ بالحدة والجمود رادفا
_ روح على مكتبك يا إياد حالا
صُدم "إياد" من رد "جواد" وسريعا ما خرج من المكتب دون التفوه بأى كلمة ليشعر "جواد" بالغضب الشديد من تلك الطريقة التى عامل بها صديقه الواحيد ولكنها ليس بذلك الشخص الذى يعتذر
ضاق صدر "جواد" من كل ما حدث فى هذا اليوم الذى يبدو وكانه لن يفوت بسلام ، ليتوجه "جواد" ناحية الباب صافعا إياه خلفه بكثير من الحدة والغضب
↚
ظلت تستمع إلى صوت ذلك الجرس الآتى من هاتفها منتظرة الرد ليأتيها صوت اشتاقت إليه كثير وهو صوت والدتها التى تمنت كثيرا ان تكون والدتها الحقيقيه لتردف باشتياق
_ ماما
ما إن أستمعت إلى صوتها حتى أعتدلت فى جلستها فهى لا تستطيع ان تغفل عن صوت ابنتها العزيزة ، نعم هى لتوها عائدة من المشفى بسبب ابتعادها عنها ولكنها الأن كالميت الذى رُدت فيه الروح لترُد بلهفة
_ ديانة..انتى كويسه يا بنتى؟ طمنينى عليكى..عمل فيكى ايه البنى ادم ده انطقى
بالكاد أستطاعت ان تمنع شهقاتها من الخروج وأنهمرت الدموع من عينيها ولكنها عملت جاهدة على ان لا تُظهر شيئا فهى تعلم ان "منال" تخشى عليها من الهواء حولها كيف لها ان تُخبرها بما فعله ذلك الجواد معها لتحمحم رادفه بتماسك
_ انا كويسه يا ماما متقلقيش المهم انتى خلى بالك من نفسك ومن مالك وملك وانا هبقى أجى أشوفكوا قريب
بالطبع أكتشفت "منال" كذب "ديانة" ليس من نبرتها الباكية فقط ولكن أيضا من نبرة الضعف والانكسار بصوتها ، فتلك الفتاة التى لا تُقهر تتحدث الان بكل ذلك الضعف لتصيح بها "منال" بعتاب
_ بتكدبى عليا ولا على نفسك يا ديانة!! عمل فيكى ايه خلاكى مكسوره كده
لم تعد تتحمل تلك الكلمات لتجد ان لا مفر لها من هذه الاسئلة سوى الهروب ، عليها ان تهرب قبل ان تنهار أمام والدتها ليصبح الوضع أسوأ مما تظن لتردف بهدوء
_ يا حبيبتى مفيش حاجه انا كويسه خالص ومحصلش حاجه انا بس كلمتك أطمنك عليا وهبقى ارجع أكلمك تانى
أنهت "ديانة" مكالمتها مع والدتها لتشرع فى البكاء وأخذت شهقاتها تتعالى كثيرا لتبدو وكأنها صراخ أليم لتسقط أرضا مُعلنة عن إنهيار كامل قِوها ولأول مرة تستسلم لذلك الضعف بعد ما فعله بها هذا اللعين
فقد أخذ يُهينها بكل الاشكال فقد أجبرها على الزواج منه وظل يضغط عليها بتهديده ان يقتل عائلتها او يأذيهم وكسر حبيبها وتزوجها أمام عيناه ولكنه لم يكتفى بكل ذلك
فقد أستغل صدمتها ورهبتها من كل ما حدث وأخذ يُهينها أكثر ، فقد أجبرها على ارتداء ذلك الشئ اللعين الذى لم تتوقع يومأ ان ترتديه أمام نفسها وليس أمام شخص غريب عنها ولم يسبق لها ان ترأته ليجعلها تشعر بالخذى والخوف امامه وبآخر الامر تركها وهو يُحقر من أنوثتها ويقلل من شأنها كفتاة
لم يكتفى لهذا القدر من الأهانة بل وأجبرها على ان تدخل معه إلى ذلك المرحاض ولم يخجل منها قط ليتجرد من كل ملابسه أمامها وأيضا يطلب منها ان تُحممه وإلا فعل بها هو هذا ، ليصبح ليس أمامها حل أخر
وبآخر المطاف يأمرها ان تجلس تحت قدميه لكى تُلبسه ملابسه من يظن نفسه هذا الحقير أهو يرى نفسه أحد السلاطين وهى إحدى جواريه وعندما إنفعلت وطفح كيلها من تلك الاشياء ليزيد على تلك الاهانة البغطاء والكراهيه
كبلها وهى بإحدى الأوضاع التى لا يجلس بها سوى الحيوانات وكشف عنها ملابسها وظل يضربها على مؤخرتها بذلك الحزام حتى شعرت وكأن جلدها قد تمزق من تلك الضربات
من يظن نفسه هذا الحقير أهو يراها كإحدى العاهرات الاتى يعرفهن ليظن نفسه بعد كل هذا يستطيع ان يُقبلها
مهلا أهو حقا كاد ان يُقبلها!! ما هذا الغبى الملعون يظنها إحدى جواريه يستطيع ان يفعل بها ما يشاء!!
جففت دموعها وأخذت تتوعد له بداخلها فهو لم يعرفها بعد ستريه إذًا إنها ليست بجارية عنده وانه ليس بحاكم الكون وعزمت على أن تجعله يُقسم إنه لم يرى فتاة مثلها ابدا
●●●●
تجلس بجانبها كالعاده تقص عليها ما حدث خلال يومها وأيضا تُخبرها بما حدث فى منزل "جواد" عسى ان تُزيح ما بدخلها من توتر وقلق مما يمكن ان يفعله شقيقها بتلك الفتاة التى عندما رأتها شعرت وكأنها لا تستطيع ان تكرهها فهى من الواضح جدا عليها إنها بريئة للغاية
_ انتى عارفه يا عمتو انا النهارده قلبى كان هيقف من اللى حصل بين جواد وادم لما مسكوا فى بعض لولا تدخل ديانة
أعتلت ملامح التعجب والاستفسار وجه "ماجدة" مما تقوله "زينة" لتلاحظ الاخرى تلك الملامح لتعقب بتوضيح
_ انا هحكيلك من الاول خالص...مالك ده الولد اللى جه الصبح يزعق ويسأل على ديانة انا طلعت وراه واعدت معاه وحكالى وقالى ان هما لاقوا ديانة وهى صغيرة فى القطر ولبنى كانت سايبة معاها شهادة ميلادها وورقة وكاتبة فيها انها هتموت وان اى حد يلاقيها يأخدها ويبعد عشان اهلها عايزين يموتوها وفعلا اهل مالك أخدوها ورجعوا القاهرة ومن وقتها وديانة عندهم وكانت بتحب واحد وخطوبتها كانت اليوم اللى جواد راح وجبها فيه ولسوء حظها ان جواد راح فى الوقت ده وهددهم كلهم بالسلاح وأجبرها على الجواز وهى من خوفها وافقت وجواد ضرب اللى كان هيبقى خطيبها وكتب الكتاب وخدها ومشى
أمتلأت أعيُن "ماجدة" بالدموع على كل ما حدث لتلك الفتاة التى لم يكُن لها اى ذنب بما حدث فقد حُرمت من والديها وهى رضيعة وحرمت من أهلها طوال تلك السنوات والان ستُحرم من الراحة والسعادة لباقى عمرها
ربطت "زينة" على كتف "ماجدة" مُحاولة تهدئتها رادفة
_ انا عارفة انها ملهاش ذنب فى كل اللى حصل وعارفة ان جواد مش هيرحمها بس متقلقيش إياد قالى انه هيحاول يعقل جواد على قد ما يقدر ويخليه ميأذيهاش
ضيفت عينها بعد ما أستمعت لاسم "إياد"فهى تعلم انه صديق "جواد" ولكن اين رأته "زينة" لكى يُطمئنها ، أدركت "زينة" ما اشاحت به ملامح وجه "ماجدة" لتردف
_ منا مكملتلكيش انا وعدت مالك ان بعد ما يقولى كل حاجة هاخده ونروح نشوف جواد وديانة ويارتنا ما روحنا
قصت عليها ما حدث فى منزل "جواد" والشجار الذى حدث بينه وبين "مالك" وتدخل "ديانة" وحديثها ل "مالك" وتحديها ل "جواد"
_ انتى عارفة يا عمتو اول مره فى حياتى اشوف حد يتحدى جواد اخويا ده مفيش راجل قدر يعملها
أبتسمت "ماجدة" بألم على جراءة تلك الفتاة التى تؤكد لها انها ابنة أخيها وانها لازالت تحمل الكثير والكثير من صفات ابناء تلك العائلة القوية العنيدة ، ولكنها تشعر ايضا بالخوف الشديد عليها فهذا الجواد لا يضعف او يحن فهو يحمل بداخله الكثير من الكراهية والغضب تجاه تلك الفتاة وايضا تربية "هناء" له الذى عودته على القسوة والجُحد فماذا سيفعل بتلك المسكينة!!
لم ينتبه اى منهما لتلك الشيطانة التى تقف بجانب باب الغرفة وأستمعت لكل شىء دار بينهما كعادتها فهى دائما تصتنت عليهم حتى تكون على علم بكل ما يحدث فى هذا المنزل بل بهذه العائلة بأكملها
أبتسمت "هناء" بمكر على ما استمعت إليه وعزمت على ان تستغله لأشعال النار بين "جواد" وتلك الفتاة التى ستتلذذ بما سيفعله بها "جواد" بعد ان يستمع لما ستقوله له
صاح هاتف "زينة" مُعلنا عن وجود إتصال لها لتجدها صديقتها التى أتفقت معها على ان يخرجان معا لتردف موجه حديثها إلى "ماجدة" بحب
_ طيب يا روح قلبى انا هروح مشوار واما ارجع نبقى نكمل كلامنا
أومأت لها "ماجدة" بالموافقة وأنسرفت "زينة" من المنزل كله
●●●●
صدح صوت جرس الباب بجميع أنحاء البيت بأكمله معلنا عن مجئ أحد ، توجهت "ملك" لفتح الباب لتُصعق عندما رأته لتصرخ بفزع وزعر
_ الحقونى..جاى يخطفنى انا كمان زى ما خطف ديانة
للحظة تجمد "إياد" مكانه مما أستمع إليه ومن صراخ تلك الفتاة وكأنها طفلة صغيرة ، خلال لحظة أسرع فى وضع يده على فمها مُغلقا ذلك الانذار الموجود بحنجرتها
_ هششش ايه سرينة عربيه!! أنا عايز مالك اخوكى
أتسعت عينا "ملك" بصدمة بينما أبعد "إياد" يده عن فمها لتصرخ مره اخرى
_ كمان عايز تخطف مالك
دفعها "إياد" من زراعها إلى الدخل بفقدان أمل بها رادفا
_ لا اندهيلى حد كبير اكلمه..انا زهقت من صداع العيال ده
أعتلت ملامح "ملك" الغضب والانزعاج من معاملته لها وكأنها طفلة لتصيح بوجهه بعد ان شعرت بقليل من الأمان تجاهه
_ ايه اندهيلى حد كبير دى!! وانت شيفنى عيله صغيرة!!
أغمض "إياد" عيناه بملل من كثرة ثرثرة تلك الفتاة بينما أعاد نظره إليها مره اخرى متفحصا تلك التى تُصيح وكانها فى العاشرة بينما جسدها كأنثى بالغة ويصرخ بالأنوثة ليُعقب بهدوء
_ هو انتى متعرفيش تتكلمى من غير سرسعه !! طيب يا انسه هاعملك على انك مش عيله...انا إياد المنزلاوى مدير ادارة شركات الدمنهورى للعقارات وصاحب جواد الدمنهورى وطبعا انتى عارفه الباقى
أمتعضت ملامحها غضبا عند سماع أسم ذلك الحقير الذى أختطف شقيقتها لتصيح به بغضب
_ ايوه انت شعال عند المجرم اللى خطف ديانة..جى عايز ايه دلوقتى
رفع حاجباه باعتراض على حديثها مُضيفا بهدوء
_ اولا مسمهاش شغال عنده اسمها شغال معاه..ثانيا مسمهاش خطفها اسمها اتجوزها..ثالثا انا مش جى اؤذى حد بالعكس انا جى اطمنكم عليها ولو مجيتى ملهاش لازمة يبقى بعد اذنك
التفت "إياد" وكاد أن يذهب بينما شعرت "ملك" بالحرج من طريقتها معه دون مبرر هو حتى لم يأتى لأزعاجهم بل جاء لكى يُطمئنهم لتردف بارتباك وعدم تركيز
_ إياد
ماذا فعلت هذه الفتاة؟! هى فقط ردفت أسمه لما اذا شعر بتلك الرجفة التى أمتلكت جسده للحظة!! اهذه أول مره يُناديه احدا بأسمه!! بالطبع لا..لما اذا شعر بذلك!
سريعا ما أستطاع "إياد" السيطرة على نفسه وأستدار إليها مرة أخرى لتتقدم هى عدة خطوات تجاهه مُحمحه بعد إدراكها بما تفوهت به لتردف
_ قصدى استاذ إياد..انا اسفه على الطريقة اللى قابلتك بيها بس انت اكيد مقدر الظرف اللى احنا فيه
أبتسم لها بهدوء مُحاولا إشاح نظره عن تلك الكريزتان التى تمنى منذ اول مرة ألتقى بها أن يلتهمهم ولكنه يُحاول السيطرة على نفسه ولكن كيف لعاشق النساء ذاك ان يُسيطر على نفسه امام كل هذا الجمال ليُعقب
_ متتأسفيش انا مقدر كويس اللى انتوا فيه وعشان كده كنت جى اطمنكوا..اومال فين مالك
شعرت تجاهه بالكثير من الراحة والاطمئنان مُأكدة لنفسها انه شحص جيد افضل من ذلك الجواد المغرور لتردف
_ مالك لسه فى أسكندرية قدم طلب نقل لهناك وهيدورلنا على بيت هناك عشان نبقى جمب ديانة لان ماما حالتها صعبه جدا وعايزه تبقى جمبها
لم يُدرك لما شعر بهذا القدر من السعادة عندما علم بانتقالهم إلى هناك لما يخطط هذا الأبله ليردف بسعاده
_ اسكندرية هتنور..ممكن اخد رقم تليفونك عشان ابقى اتطمن وصلتوا امتى وابقى اطمنكوا على ديانة
يا له من مُحتال فهو لم يترك فرصة مهما كانت صغيرة إلا واستغلها ولكن لما كل هذا ، بينما ابتسمت الاخرى بأحترام وقامت بإخراج هاتفها من جيب بنطالها وقاموا بتبادل ارقام الهواتف ليبتسم لها بإعجاب رادفا
_ انا هستأذن انا واول ما توصوا ابقى ادينى خبر
بادلته الابتسامة بعد ان شعرت بطيف إعجاب بشخصيته وحديثه ومُعاملته معها لتردف
_ اكيد إن شاء الله
التفت "إياد" ذاهبا لتظل هى تُطالعه حتى أختفى من أمامها لتعود إلى الداخل مرة اخرى
●●●●
صف سيارته بالمرأب الخاص بالمنزل وهو لا يعلم كيف سيُصلح الامر بينه وبين شقيقته بعد ان صاح بوجهها فى صباح اليوم هو حقا لم يكن يريد ان يُخيفها ولكنه كان مُشوشا حينها ، ليرى ما بوسعه ان يفعله حتى يُراضيها
ترجل من سيارته مُتجها إلى داخل القصر ليُلاقيه هذا الصوت المُرحب به بلهفة وسعادة مُتحدثه
_ جواد بيه ايه الخطوة العزيزة دى نورت القصر كله
قابلها بجموده الحاد الذى اعتاد عليه جميع من حوله ليردف بثبات دون ان ينظر لها وهو لايزال يتقدم بتلك الخطوات وهى تتبعه بأحترام
_ اهلا يا حُسنه..فين زينة
صاحت بلهفه واحترام وهى لاتزال تتبعه
_ الست زينة مش هنا خرجت مع واحدة صحبتها من قيمة ساعة يا بيه
توقف وهو يزفر براحه من عدم وجودها فهو كان يخشى لقائها فهو لا يُجيد الاعتذار ومُحاولات الإرضاء فإذا كانت تدللت عليه حينها لن يستطيع السيطرة على غضبه ليلتفت ثم أردف ببروده المعتاد
_ طيب أبقى عرفيها إنى سألت عليها
_ جواد
كاد ان يُغادر ليوقفه صوتها الخالى من اى مشاعر او احساس الذى لم يفشل ولو لمرة ان يُشعره بالعجز والتوهان بين مشاعره التى لم يفهمها بعد اهو يُحبها ام يحترمها فقط
ليُغمض عيناه بنفاذ صبر من ذلك اليوم الذى لا يريد ان يمر بسلام ليأتيه صوتها الممتلئ بالجمود الذى لا يقل شئ عن جموده رادفة
_ هو انت ملكش فى البيت ده كله غير زينة ولا ايه!!
رمقها بنظرة خالية من المشاعر مُضيفا بهدوء مُميت
_ كنت مستعجل
أدركت "هناء" انه لا يريد التحدث الان وان به أمرا يُغضبه لتستغل تلك الفرصة عازمة على ان لا تجعلها تمر مرار الكرام رادفة ببرود مماثل له
_ فين الامانة؟!
شعر بالغرابة من سؤالها الذى لم يستطع ان يفهمه ، عن أى أمانة تتحدث؟! وماذا تعنى بكلمة "أمانة" تلك!! شعر بالتخبط من كثرة التفكير ولكنه عمل جاهدا على ان يُحافظ على ثباته وهدوءه الذى لم يسمح لملاح الاستغراب حتى ان تظهر على وجهه ليردف ببرود
_ أمانة ايه!!
بالطبع لن يفهمها فهى أعتمدت على استخدام الالغاز ولكنه ليس بساحر حتى يستطيع ان يُدرك ما تفكر به لتعزم على ان تترك حيائها كانثى على جنب وتتحدث معه كأحد الرجال الذى لا يعرف للخجل معنى رادفة
_ فين شرف مراتك؟!
للحظات لم يستوعب عن ماذا تقصد تلك المرأة ، ليعجز عن السيطرة على ملامح وجهه التى ارتسمت عليها علامات الاستفسار والمُطالبة بالتوضيح رادفا
_ مش فاهم
لتصيح به زاجرة اياه بحده يعتاد هو عليها منها دائما منذ ان كان طفلا صغيرا رادفة
_ لا انت فاهمنى كويس اوى يا جواد وعارف انا عايزه ايه وده حقى عشان انا اللى ربيتك بعد امك الله يرحمها وعشان بردو انا وانت ومراتك من عيله واحده وشرفنا واحد...وبما ان عمتك ماجدة انت عالم بحالها وابوك مشغول فى شغله يبقى مفيش غيرى يجرى ورا الشرف ويعرف مين اللى حافظ ومين اللى فرط
حقا هى تتحدث معه بهذا الامر!! إذا بما انها لم تخجل بالحديث معه بتلك الطريقة فهو ايضا لن يخجل وسيُحدثها بطريقتها ليُضيف مستفسرا
_ انتى عايزانى انام معاها؟؟
ما تلك المرأة التى لا تعرف للخجل او الحياء معنى تلك اهى لا تُدرك انها تتحدث مع احد الرجال الناضجين !!
كيف سمحت لنفسها ان تتحدث معه بهذا الامر؟؟ لتُفاجئه بالمزيد من جراءتها وانعدام حيائها رادفة
_ والله مش انا اللى هقولك تجيبه ازاى فى مليون طريقه..ممكن تاخدها عند دكتورة وتتأكد هى بنت او لا وتخلى الدكتورة تاخد شرفها وتجيبه توريهولى..وممكن تاخده انت بنفسك من غير ما تنام معاها..ولو مش هتعرف تنفذ أى حل من دول انا اقدر اتصرف واجى اتطمن بنفسى
أعتلى وجهه ملامح الغضب والحدة من حديثها ذاك ، اهى تُقلل منه بحديثها هذا مثلما كانت تفعل به وهو طفل صغير اهى تُغضبه مثلما تفعل دائما!! لا لن يعطى لها الفرصة على إثارة غضبه هذه المرة ليُعقب ببرود
_ انا ميهمنيش كل اللى بتقولى عليه ده انا متجوزها بس عشان اذلها واكسرها ولما ابقى اشبع من تعذيبها ابقى اموتها لكن غير كده ميهمنيش
التفت وكاد ان يُغادر لتمنعه بجذبها إياه من ذراعيه وقد وصل غضبها حد السماء من بروده وعناده لتصيح به
_ انت لحد امتى هتفضل مش راجل كده؟ قاعدت سنين لحد ما عرفت تجيبها ويوم ما جبتها اتجوزتها ولحد دلوقتى مشوفتش تعذيب او ذلة او اى حاجة من الكلام اللى بتقول عليه..ده كمان الحاجة الوحيدهة اللى تهمنا منها بتقول مش فارقة معاك
لاحظت ان كلماتها بدأت تؤثر به لتصرخ مُضيفة
_ايه يا جواد بيه بنت عمك اللى بقت مراتك كانت قاعدة فى بيت ناس غريبة بقالها عشرين سنة مع اتنين رجاله اغراب عنها..لا وكمان كانت حبيبة ، رايحة جاية مع واحد والله اعلم العلاقة بينهم وصلت لحد فين ده لو مكنتش باظت من البيت اللى اتربت فيه اصلا والا مكنش الشاب اللى كانت عايشة معاه جيه هنا وقعد يزعق ويقول عايز ديانة..عايز مراتك يا جواد بيه
قالت جملتها الاخيره بتهكم لتصل إلى ما تريد وقد نجحت بالفعل فالآن جواد يشتعل غضبا وكراهية لتلك الفتاة اكثر مما كان بداخله لها
ليرمقها بأعين تشتعل غضبا ثم توجه إلى باب القصر ذاهبا وهو يقسم بداخله على أن يقتل أى احد يقف بطريقه
●●●●●
••
بكت "منال" بتأثر من تلك الرسالة ثم انحنت والتقطت تلك الفتاة ضاممة اياها الى صدرها رادفة
_ يا حبيبتى يا بنتى اتولدتى يتيمه الاب والام والاهل
نظرت الى "محمود" بترجى قائلا
_ بالله عليك يا محمود ناخدها معانا ونربيها مع مالك دى شبه الملايكه والنبى يا محمود قلبى مش مطاوعنى اسيبها
نظر لها "محمود" بقلة حيلة ثم نظر الى ذلك الملاك الصغير رادفا
_ الله المستعان ربنا يرزقنا برزقها هى واخوها
ابتسمت "منال" بساعدة ثم احتضنت تلك الفتاة الجميلة قائلة
_ اوعدك يا بنتى طول منا عايشه مفيش حد هيقرب منك ابدا
أغمضت "لبنى" عينيها بألم بعد ان أطمأنت على ابنتها وانها قد وقعت بين يدى تلك الاسرة الرحيمة التى سترعاها دائما وان دعواتها قد استجيبت
لتهبط "لبنى" سريعا من القطار ومن ثم تحرك القطار مُتجها إلى وجهته لتودع ابنتها للمرة الاخيرة وظلت تنظر إلى ظهر القطار ودموعها تنهمر من عينيها إلى ان أختفى نهائيا
قطعت "لبنى" تذكرة لإحدى المُحافظات الاخرى حتى تستطيع خداع "هاشم" لكى لا يعلم ان ابنتها أتجهت إلى القاهرة وظلت تجلس فى القطار منتظرة ان يتحرك
لم ترى تلك اليد إلا عندما جذبت شعرها حتى كاد ان يتمزق من شدة جذبته لها ليصبح وجهها مُقابلا لوجهه واستطاعت ان ترى تلك الدموع المُتحجرة فى عيناه ليصيح بها فى غضب
_ فاكرة نفسك هتهربى منى يا لبنى..تهانى واللى فى بطنها ماتوا وماجدة بقيت عايشه زى الميته..وانا بقى هخليكى تتمنى الموت كل ثانيه وانا بقطع فى لحمك انتى وبنتك و....
توقف من تلقاء نفسه عندما لاحظ عدم وجود تلك الرضيعة معها لينهش أسنانه بغضب وأخذ يشد على جذبته لشعراها رادفا بغضب
_ البت فين؟؟
•••
أغمضت "لبنى" أعيُنها بألم على تلك الذكريات المريرة وهذا الظلم الذى وقع عليها دون ان تفعل شيئا ، لتتذكر ابنتها التى نجحت فى إخفائها طوال العشرون عاما ليأتى ذلك الجواد ويجدها بل ويتزوجها أيضا
أخذت تبكى وتتحصر على ما حدث لها ولابنتها دون أى ذنب لهما
●●●●
وصل إلى منزله وقد صف سيارته بالمرأب الخاص بالفيلا وهو لا يزال يشعر بالغضب الشديد مما تحدثت فيه "هناء" معه وبعد ان فكر كثيرا بحديثها توصل إلى حل انه يأخدها إلى الطبيبه كما أخبرته كى يتاكد مما قالته "هناء" له
هو على أى حال لن يلمسها ابدا حتى لو أصبحت أخر نساء العالم فهى إبنة تلك المرأة التى قتلت والدته ولن يكن بينهما سوى الكراهية والانتقام
صعد السلم حتى وصل باب الغرفه وقبل أن يقوم بفتح الباب استمع لبكائها وهى تتحدث وكإنها تتحدث إلى شخص ما ، ليقترب اكثر إلى الباب حتى يستمع لما تقول
_ انا اسفة بجد يا ادهم انا فعلا حبيتك وعشان حبيتك بجد بحررك من كل الوعود اللى اخدنها سوا وبترجاك تنسى كل اللى كان بينا الوحش اللى انا عايشة معاه ده معندوش رحمة وانا خايفة عليك ارجوك يا ادهم سامحنى واعرف انى مليش ذنب وانى عمرى ما لعبت بيك وانى هعيش عمرى كله على الذكريات الحلوة اللى عشناها مع بعض
لم يستطع التحكم فى غضبه أكثر من ذلك ليقوم بدفع الباب بقدمه ثم توجه إليها فى سرعة البرق صارخا بها
_ والله لخليه اخر يوم فى عمرك وعمره يا بنت الكلب
↚
(تحذير هذا المشهد يحتوى على الفاظ و مشاهد جريئة للبالغين فقط)
أسرع "جواد" فى التوجه إليها وملامحه تصرخ بالغضب والكراهية ليجذبها من شعرها بحدة صارخا بوجهها
_ ايه هو بقى اللى كان بينكوا؟! وايه هى الذكريات اللى مش هتقدرى تنسيها يا وسخه يا بنت الكلب
صفعها عدة مرات لدرجه انها لم تستطع التحدث ، فقط كل ما يصدر منها هو صوت صراخها من ألم صفعاته
زاد من شدة جزبته لشعرها بغضب كبير لتتأوه هى بألما لكنه لم يكترث لألمها فهو ولأول مرة يصل إلى هذه المرحلة من الغضب وفقدان السيطرة على نفسه ، هو المعروف عنه انه لا يغضب ولا يثور بل هو شخص بارد ، هادئ ، لا يستطيع أحد ان يفقده أعصابه ، ولكنها أستطاعت ان تُيقظ هذا الوحش بداخله لتُصيبها لعنته
ظلت "ديانة" تصرخ بين يديه لا تستطيع التحدث من كثرة الألم وانه لا يترك لها مجالا للحديث ليصعقها بسؤاله والغضب يتطاير من زرقاوتيه وهو لازال على قبضة شعرها
_ أنتى مش بنت بنوت صح؟؟
أتسعت عينيها بصدمة من سؤاله ، ماذا يراها هذا الحقير كيف يسألها سؤالا كهذا أهو لم يستمع إلى والدها وهو يخبر المأذون الذى عقد قرانهما انها بِكر !! بماذا فسر حديثها إلى "أدهم"
كادت أن تثور بوجهه ليُقاطعها بسؤا آخر وهو يرمها بنظرة تدب الرعب داخل قلبها رادفا باشمئزاز
_ ويا ترا انهى ع** من الاتنين اللى نام معاكى الوسخ اللى كنتى نايمه فى بيته ولا الخ** اللى كنتى ماشيه معاه وكنتى بتكلميه دلوقتى وانتى على ذمتى يا وسخة
لم تستطع ان تحتمل تلك الاهانة والكلمات التى ينعتها بها ، هو لم يُشكك فى أخلاقها فقط بل يسبها بالشخص الذى كانت تراه دائما أخاها ولم تراه غير ذلك ولو لمرة واحدة ، بل ويسبها ايضا بالشخص الذى أحبته وظلت طوال معرفتها به تُعاملها بحدود حتى لم تكن تسمح له بلمس يدها ، كيف له ان يقول عنها هذا الكلام
شعرت بالكثير من الغضب تجاه ذلك الحقير الذى يُسبها لتستطيع التخلص من قبضته على شعرها لتقوم بصفعه على وجهه ويبدو على ملامح التقزز صارخة بوجهه
_ أخرص يا حيوان يا قذر انا أشرف من أهلك
هذا هو "جواد الدمنهورى" الشخص الذى يخشاه الجميع ويتلاشوا الوقوف أمامه للحديث فقط تأتى تلك الفتاة اللعينة وتقوم بصفعه!! هذا الفعل لم يتجرأ على ان يفعله أحد الرجال ، إذا سيريها ماذا يفعل هذا الحيوان القذر بها
رمقها بأعين ناريه وملامح صارمة جعلت جسدها يُقشعر من شدة الفزع ليقبض على عنقها بغضب مما جعلها تظن انه سخينقها ليسحبها مُلقيا أياها على الفراش راداف
_ هنشوف
أنقض عليها ممزقا ثيابها بأكملها ثم اخذ يستعمل ملابسها الممزقة وأخذ يُكبل يديها ويضعهما خلف ظهرها ثم ادار جسدها ليجعلها فى موجه وجهه ويديها بين ظهرها والفراش وسريعا ما هبط عند قدميها وهى تصرخ به فى فزعا وذعر
_ أنت..أنت بتعمل أيه؟!
لم يكترث لصراخها ليقوم بخلع ثروالها الداخلى لتشعر بالذعر والخوف الشديد مما هى مُقبلة عليها بمجرد ان نزعه عنها حاولت الدفاع عن نفسها بقدر ما أستطاعت
قامت "ديانة" بدفعه بقدميها فى صدره فى مُحاولة دفاع عن نفسها لتنجح فى إبعاده عنها ولكنه سريعا ما عاد إليها مرة أخرى ولكنها لم تستطع من دفعه هذه المرة ليقوم بالسيطرة على قدميها رادفا بأشمئزاز
_ مكنتش عايز أعمل فيكى كده كنت هوديكى لدكتورة تتصرف هى بس واضح كده انك من النسوان الش***** اللى بتحب الأهانة والذل وأنا مش هحرمك من حاجة
ترك قدميها ثم قام بخلع سترته وألقائها أرضا ، ثم أخذ يفك أزرار قميصه وسريعا ما قام بخلعه وتوجه إليها وهو لايزال بيديه
شعرت "ديانة" بالرعب من نظرة "جواد" لها التى تحمل الكثير من الغضب والتوعد ليصدمها بقبضته على قدميها ثم قام بإبعادهما عن بعضما وسريعا ما جلس بين قدميها مثبتا اياهما بركبتاه ولايزال ممسكا بقميصه
صاحت به "ديانة" بألم ورعب وبالطبع تشعر بكثير من الخجل لوجودها أمامه عارية هكذا لتصرخ به
_ أنت..أنت بتعمل أيه؟! أبعد عنى
رمقها "جواد" بأستهزاء مصرة على أنها ليست عذراء ليقوم بتمزيق قميصه الذى قلعه منذ لحظات وقام بلفه حول أصبعين من يده موجههما بين مُلتقى ساقيها رادفا بتهكم
_ هوريكى أنك كذابة ووسخة ومعندكيش شرف عشان لما أقطع من لحمك بعد ما أخلص ميبقاش ليكى عين تفتحى بؤقك بحرف
أدركت "ديانة" ما يود أن يفعله بها لتصرخ بفزع وزذعر مما أوشك على فعله رادفة ببكاء
_ لأ..لأ..متعملش كده..أبعد عنى..أبعد ع...ااااه
صرخت بألما كبير بعد أن أخترقها وقام بفض غشائها بتلك الطريقة المُهينة المعدومة من الرحمة والانسانية تاركا لها ألما لا يُوصف او يُحتمل ، هذا لم يكن ألما بجسدها فقط بل هو ألما فى روحها لتسكن بحسرة بعد أن شعرت بدمائها تسيل من بين قداميها
بمجرد ان رأى "جواد" ذلك الدم نهض بفزع وذعر مُلقيا ذلك القميص أرضا فهو تذكر تلك الدماء وهى تسيل من بين قدمى والدته عند سقوطها من أعلى الدرج لُيزيد فوق ذلك صدمته بكونها مازالت عذراء ولم يمسُها شخصا قط ، ليرمقها بصدمة وسريعا ما توجه إلى الحمام تاركا إياه على وضعيتها تلك
●●●●●
ألقت بجسدها فوق فراشها بعد أن بدلت ملابسها فهى عادت منذ قليل من خروجتها مع إحدى صديقتها ، تململت فى الفراش مُستدعية النوم ليُفيقها رنين هاتفها
تناولت "زينة" هاتفها متفقدة من الذى سيحدثها الان لتجده "مالك" لتعتدل فى جلستها وقامت بالرد عليه
_ أنا أسف لو كنت بكلمك فى وقت زى ده
صاحت بمجاملة رادفه
_ لا ولا يهمك عادى ، خير فى حاجه ولا ايه!!
ردف بحرج
_ لا متقلقيش انا بس كنت عايز منك خدمة
أردفت باهتمام
_ خدمة ايه
ابتلع بترتر مُحرج مما يفعله رادفا
_ بصراحة انا كنت بدور على بيت لاهلى عشان عايزين يجوا يعيشوا هنا فى اسكندرية عشان يبقوا جنب ديانة وبصراحة انا معرفش اسكندرية كويس فممكن تساعدينى الاقى بيت مناسب
أردفت بحماس
_ أكيد طبعا متقلقش انا اعرف سماسرا كتير بيشتغلوا مع بابا من وقت ما كنت بدور على مكان اعمله مرسم متقلقش سيب الموضوع ده عليا
أردف بامتنان لها وعلى مساعدتها له
_ ممكن اقابلك بكرا عشان نخلص بسرعه
_ أكيد طبعا ممكن بكرة ان شاء اللهوهستنى منك تليفون نقولى هنتقابل فين وامتى
_ شكرا تصبحى على خير
_ وانت من اهله
●●●●●
ظل شاردا تحت تدفق المياه بعد ان تخلص من باقى ملابسه ولكنه لم يتخلص من تلك الرجفة التى أمتلكته منذ أن رأى تلك الدماء تنسدل من بين قدميها مثلما رأى والدته ، ولكنه يُدرك جيدا ان هذه الدماء هى عُذريتها التى لم يتوقع ان تكون لازالت موجودة بالفعل
ضرب الحائط وهو يشعر بالغضب الشديد من فعلته تلك فهو لم يرِد ان يفعل هذا او يرى تلك الدماء ولكنها من اجبرته على فعل ذلك وحديث "هناء" الذى أثار غضبه كثيرا وتلك الكلمات التى سمعها من تسجيل صوت "ديانة" ل "أدهم" فكل هذا جعله لا يفكر جيدا
أغلق "جواد" صنبور المياه ثم تناول إحداى المناشف المرتبة داخل الحمام وقام بلفها حول خصره ، سريعا ما خرج من الحمام ليجدها على حالتها التى تركها بها
تعجب من سكونها حتى انها لم تُحاول ان تنهض او تحرر نفسها لدرجه انه ظنها فقدت الوعى ، أقترب منها ليتفقدها ليندهش من مظهرها
فهى مازالت متسطحة على الفراش مُكبلة بتلك الطريقة التى قيدها بها وقدميها لايزالان مبتعدتان عن بعضهما والدماء تُلطخهما بينما هى تنظر إلى سقف الغرفة والدموع تتساقط من عينيها دون كلام
شعر "جواد" بقليل من الندم على ما فعله بها وانه لم يكن يحق له ما فعله ، هو أفقدها أعز ما تملك بتلك الطريقة المُهينة التى لن يفعلها سوى من ليس لديهم أخلاق او رحمة
تقدم إليها ببعض الخطوات حتى أصبح قريب منها للغاية ولكنها لم تنظر إليه قط والدموع لاتزال تهبط من عينيها دون صوت ليشعر بقليل من الشفقه تجاهها
أقترب "جواد" منها وكاد أن يتلمس وجنتها ليزجر نفسه بغضب مما كاد ان يفعله أهو كاد ان يمسح دموعها!! أهو يُحاول ان يُخفف عن ابنة المرأة التى قتلت والدته وحرمته منها هو وشقيقته!! ما هو الخطأ الذى فعله بها هو فقط فعل ما كان سيفعله اى رجل بمكانه دخل على زوجته وجدها تتحدث إلى شخض آخر وتتغزل به وبلحظاتهما معا
شعر "جواد" بالغضب الشديد تجاهها ليقوم بجذب ذراعها حتى أجلسها وسريعا ما فك قيودها ، قام بمسك ذقنها موجها وجهها إلى وجهه حتى تلاقت زرقاوتيهما ليردف بأحتقار
_ قومى نضفى القرف اللى أنتى فيه ده وبلاش سهوكة بنات عشان انا فاهم الجو ده كويس اوى
تركها ثم توجه إلى غرفة تبديل الملابس وظلت "ديانة" تتابعه بعينيها بنظرات الكراهية والتوعد بالانتقام من هذا الحقير القذر على ما فعله بها
نهضت "ديانة" مُتوجهة إلى الحمام وهى تشعر بالألم الشديد مما فعله بها فهو لم يكن رحيما معها ابدا ، فتحت صنبور المياه مُحاولة التخلص من ذلك الألم بوغسطة الماء الدافئ لكى تهدأ
أنتهت "ديانة" من أخذ حمامها وقامت بالتقاط إحدى المناشف القطنية الكبيرة وقامت بلفها حول جسدها وقامت بفتح الباب لتجده يجلس على الفراش بعد ان قام بأرتداء إحدى البناطيل القطنيه ومازال عارى الصدر
لم تكترث له ولم تتفوه بأى كلمه وسريعا ما توجهت إلى غرفة تغير الملابس مُتحاشية النظر له ليشعر هو بالغرابة من ردة فعلها فهى لم تغضب او تثور كباقى النساء اذا حدث لهم شيئا كهذا
شعر بالتشتت من هذا التناقض الذى يحدث بداخله على ما يفعله بها صوت يخبره انها تستحق ما يفعله بها وصوت آخر يُخبره انها لا تستحق ذلك وانها ليس لها ذنب فى كل ما حدث فى الماضى
أسرع "جواد" فى الذهاب إلى الشرفة مُحاولا أن يهدأ قليلا ويُصمت هذا الشجار الذى يحدث بداخله
خرجت "ديانة" من غرفة تبديل الملابس مُرتديه منامة قطنية تصل إلى منتصف ذراعها ولكنها فضفاضة من منطقة الصدر وتصل إلى مؤخؤتها ، وايضا بنطالا قطنيا ولكنه يرسم جسدها ويُظهر فتنة فخذيها
تفاجئت "ديانة" عندما لم تجده ولكنها خمنت انه ذهب لغرفة أخرى لتشعر بقليل من الراحة وسريعا ما اتجهت إلى باب الغرفة الذى ظنت انه تخرب ولكنه وجدته لايزال سليما لتغلقته جيدا ثم اتجهت إلى شرفة الغرفة وأحكمت غلق زجاجها
أستلقت على الفراش وهى تشعر بالسكون بعد ان أطمئنت من عدم وجوده بجوارها الليلة لتغمض عينيها مُحاولة النوم
شعر "جواد" بالقليل من البرد أثر وقوفه بالشرفة دون ملابس علوية ليتوجه إلى الغرفة مُحاولا فتح الباب ليجده لا يفتح لينظر داخل الغرفة ليجدها مظلمة وتلك الفتاه نائمة على الفراش ويبدو عليها النعاس
لعن "جواد" تلك الفتاة الغبية كيف لها ان تغلق الشرفة قبل ان تتأكد ان ليس بها احدا ، أخذ يطرق على الزجاج مُحاولا إيقاظها ولكن دون فائدة ليصيح بها فى غضب وهو يشعر بزيادة البرودة رادفا
_ أنتى يا غبية أنتى
فقد "جواد" الامل من أستيقتذها ثم أتجه إلى أحد المقاعد وأستلقى عليه رادفا بغيظ مكتوم بين اسنانه
_ دى أخرة اللى يفكر فى جواز وقرف
●●●●●
أستيقظت من نومها على صوت رنين هاتفها مُعلنا عن وجود إتصالا لها ، فركت "زينة" عينيها ثم نظرت بهاتفها لتجده "مالك" لترد عليه رادفة بنعاس
_ أمم ألو
ليشعر بالحرج انه أيقظها من نومها ليردف بحرج
_ صباح الخير..انا اسف لو كنت صحيتك
أعتدلت فى جلستها مُحاولة إيفاق نفسها بعد ان لاحظت حرجه منها لتردف بهدوء
_ صباح النور..مفيش اسف ولا حاجة انا اصلا كنت هصحى دلوقتى
لاحظ "مالك" مُحاولتها بعدم إشعاره بالاحراج ليردف
_ طب انا هسيبك تفوقى وتغيرى هدومك ولو ينفع أبقى أعدى عليكى عشان نشوف موضوع البيت ده وبالمره نفطر سوا
أبتسمت "زينة" على رقته معها لتُعقب
_ مفيش مشكله أدينى ساعه واكون جاهزة
أردف مبتسما بأعجاب على ذوقها معه
_ تمام الساعه تسعه بالظبط هكون عندك
أغلقت "زينة" مع "مالك" لتبتسم دون أى مبرر منها عن سبب أبتسامتها لتشعر بداخلها أنها مُنجذبة إليه ، زجرت نفسها سريعا رادفة وهى تضرب رأسها بيدها
_ روحى خدى شاور وبطلى هبل
●●●●●
فتح عيناه ليجد نفسه نائما على بطنه فوق تلك الاريكة الموجوده بهذه الشرفة لينهض مٌحاولا إيفاق نفسه من ذلك النعاس ، أعتدل فى جلسته ثم أخذ يمرر يده على شعره مُساويا إياه
نهض مُتوجها إلى زجاج الغرفة الذى ظن انه لايزال مُغلقا وأنها نائمة ليتفاجى بالزجاج مفتوحا والغرفة منظمة ومرتبة ومفارش الفراش مُبدله حتى قميصه المُلطخ بالدماء أختفى
شعر "جواد" بالقلق من ان تكون أستغلت نومه وهربت من البيت ليُسرع فى البحث عنها فى جميع أركان البيت ولكنه لم يجدها ، هبط الدرج واخذ يبحث عنها فى القسم السُفلى للمنزل
كاد أن يخرج من البيت للبحث عنها ولكنه فى طريقه وهو يبحث وجدها تجلس على إحدى الطاولات بالمطبخ وتتناول الطعام دون التحدث بأى كلمة
شعر "جواد" بالغضب الشديد وسريعا ما توجه إليها ليرمقها بحدة ولكنه أستطاع أن يُسيطر على نفسه حتى لا تظن انها تستطيع ان تُغضبه ليردف ببرود
_ قومى حضريلى الفطار
أتاها صوته لتشعر بالقشعريرة بجسدها فهى أصبحت تكره أنفاسه ليس صوته فقط ولكنها لم تكترث له حتى إنها لم ترفع عينيها خارج صحنها وكأنه غير موجود
غضب "جواد" من تجاهلها له ليزجرها بغضب وحدة رادفا
_ بكلمك!!
مرة أخرى تتجاهله وكأنها لا تسمعه ليشتعل غضبا وسريعا ما قبض على ذراعها جاذبا إياه رادفا بغيظ
_ لما أكون بكلمك تبصيلى وتردى عليا
سريعا ما ألتقت "ديانة" إحدى الشوك من على المائده بيدها الاخرى وقامت بغرسها داخل ظهر كف يده ليتركها متألما بعد أن شعر بأختراق يده لترمقه بأشمئزاز رادفه بهدوء ولا يبدو عليها أى أنفعال او غضب
_ أخر مره تفكر تحط إيدك عليا عشان المرة الجايه هقطعالك
تركته ونهضت مُتوجه إلى الدرج لكى تصعد إلى الغرفة بينما كاد أن يلحقها ويُحطم رأسها ليوقفه صوت جرس المنزل ليتغير مساره مُتجها إلى الباب مُتسائلا من سيأتى له باكرا هكذا
تأكد من صعود "ديانة" غرفتها ليفتح الباب ويده لاتزال ينسدل منها الدماء ليأتيه صوته المازح بعد ان دلف دون أستئذان او النظر إليه رادفا بمشاكسة
_ لا مهو أحنا مش مكتوب كتابنا عشان لما نكون شادين مع بعض متكلمنيش؟! فى عندنا شغل يا أستاذ وحضرتك مش بترد على تليفونك و...
توقف "إياد" بصدمة عندما ألتفت إلى "جواد" ورأى تلك الدماء تنسدل من يده بكثرة ليصيح به فى صدمة
_ أيه ده فى أيه أنت بتنتحر ولا أيه!!
رمقه "جواد" بملل من مُزاحه السخيف بالنسبة له ، أجل هو لا يُحب المُزاح ولكن صديقه كل مرة يشعر انه كاد ان يخسره يعود إليه مرة اخرى دون ان يطلب منه حتى وكأن صديقه يشعر انه يحتاج إليه فما المانع ان يُسايره فى مزاحه حتى لا يضطر ان يعتذر منه ليردف بتهكم
_ والله لو مكتوب كتابنا لطلقك الثانية دى
ضحك "إياد" بشدة على كلمات "جواد" فهو قليلا جدا ما يسمح لاحد أن يمزح معه ، ليُسايره "إياد" بعد أن تأكد من عدم وجود "ديانة" رادفا بصوت أنثوى صارخا كالعاهرات
_ لا يا جواد لا..اوعى تعمل كده...اهون عليك تطلقنى قبل ما ندخل
قال كلماته الاخيرة بهمس حتى لا تسمعه "ديانة" ليردف "جواد" بأشمئزاز مصطنع رادفا
_ انا كنت حاسس أنك مش تمام
ضحك "إياد" بصوته كله بينما أبتسم "جواد" على صديقه ليرمقه "إياد" بأسنفسار بعد ان اوقف ضحكه رادفا
_ لا بجد أيه اللى حصل لأيدك؟!
أختفت أبتسامة "جواد" بعدما تذكر ما فعلته "ديانة" بيده للتحول إبتسامته إلى غضبا كبير ليلاحظ "إياد" تغير ملامحه ليردف بقلق
_ فى أيه؟!
زفر "جواد" بضيق وقد توجه إلى المياه وقام بغسل يده وتناول بعض المناديل الورقيه رادفا بهدوء
_ مفيش اتخبط فى أيدى
علم "إياد" أن "جواد" يكذب فتلك ليست بأرتطام عادى وتاكد من تفكيره عندما رأى تلك الشوكة على المائدة ملطخة بالدماء ليدرك ما حدث ولكنه لم يتحدث حتى لا يُغضب "جواد" ليردف باستفسار
_ طب أيه محتاجة خياطة اجيبلك دكتور
حرك جواد رأسه بنفى وهو يقوم بلف إحدى الاشرطة على يده رادفا
_ لا مش مستهله انا تمام
أطمئن "إياد" عليه ليردف براحة
_ طب كويس يلا اطلع اجهز عشان عندنا أجتماع مهم الساعه تسعة
أومأ "جواد" له بالموافقة بينما ألتفت متوجها إلى الدرج رادفا
_ تمام هلبس وأنزل
●●●●●
صعدت سيارته بخفة مُبتسمة له بينما أنطلق "مالك" بالسيارة لتردف "زينة" بحرج
_ أنا أسفة أنى خليتك تستنى كتير
أبتسم لها بهدوء رادفا
_ لا مفيش حاجه عادى
صمت الاثنان وهما يشعران بالحرج من بعضهم فهما لا يعرفان عن بعضهما سوا أسمائهم فقط ليكسر "مالك" ذلك الصمت رادفا
_ تحبى نروح نفطر فين ولا انتى هتوهينا!!
أبتسمت له بثقة رادفة
_ لا ودى تيجى بردو هفطرك فى أحلى حتة فى أسكندرية كلها ، أطلع على الكورنيش
أبتسم لها "مالك" بإعجباب بشخصيتها المرحة والواثقة بنفسها ليُدرك انه لم يلتقى بفتاة مثلها من قبل لينظر إلى الطريق مستمعا إلى إرشادتها
●●●●●
كانت تجلس بغرفتها بعد ما رحل ذلك الجواد فهى تشعر بالراحة لعدم وجوده معها بنفس المكان وكانت مُمتنة كثيرا عندما صعد إلى الغرفة ودلف حجرة تبديل الملابس دون الحديث إليها ، كم تتمنى ان يظل هكذا ولا يتحدث معها أبدا!
صوت ذلك الجرس يصدع بالمنزل كله لتذهب هى إلى السلم هابطة إياه رادفه بحنق
_ أنا مش فهمه أزاى فيلا كبيرة زى ده مش جايب حد يشتغل فيها او يفتح الباب حتى
أتجهت إلى الباب وسريعا ما قامت بفتحه لتشعر بالرهبة بداخلها من مظهر تلك السيدة الواقفة امامها فملامحها حادة للغاية ونظرة عينيها غير مريحة بتاتا ، ترتدى ملابس رسمية عبارة عن تنورة تصل لما بعد ركبتها بقليل وفوقها سترة من القماش لونهما اسود ترمقها بتفحص شديد رادفة
_ أنتى بقى بنت لبنى!!
↚
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها وأعتلت وجهها ملامح الاستفسار مُحاولة ان تُفكر من تكون تلك المرأة!! ماذا تريد منها؟! ماذا عن كلمة "بنت لبنى" الذى يُناديها بها الجميع؟! ما هو الشئ الذى لا تعرفه!!
رمقتها "هناء" بنظرات حاده لتُقابلها "ديانة" بثباتا وهدوء رادفة بكبرياء
_ ايوه انا بنت لبنى..مين حضرتك؟!
صدحت ضحكة "هناء" الساخرة بأركان المنزل بعد أن دلفت إلى البيت دون ان تسمح لها "ديانة" بالدخول ، شعرت "ديانة" بالغضب من وقاحة تلك المرأة وأستهزائها الواضح فى ضحكتها ، كادت "ديانة" أن تتحدث ولكن سريعا ما قطعتها "هناء" رادفة بغرور
_ أنا هناء الدمنهورى بنت عم ابوكى ومرات عمك هاشم ابو جوزك جواد الدمنهورى ، يعنى انا حماتك
ألتقطت "ديانة" شفتها السفليه داخل فمها مرطبة إياها مطأطئة برأسها وهى تظن ان تلك المرأة هى والدة ذلك الحقير لترمقها بهدوء وثبات على عكس ما بداخلها رادفة
_ اهلا وسهلا نورتى ، بس والله ابن حضرتك مش هنا
أبتسمت "هناء" بأستهزاء رادفة بمكر
_ ومين قالك أنى جايه لجواد..انا جيالك انتى
رمقتها "ديانة" بنظرة تفحص وبداخلها لا تطمئن لتلك المرأة زيادة عليه انها شعرت بالغضب تجاهها لكونها والدة ذلك الشخص القذر لتردف بثبات
_ خير!! حضرتك عايزانى فى ايه
أبتسمت "هناء" بمكر وشرعت فى التقدم نحو "ديانة" وأخذت تدور حولها بنظرات تفحص لجسدها بأكمله رادفة بخبث
_ عايزه اشوفك يا بنت لبنى واملى عينى منك قبل ما ابعتك لامك
ألتفتت إليها "ديانة" بصدمة رادفة
_ أمى!!
لاحظت "هناء" صدمتها لتشعر بالشعور بالراحة لكونها ترى ابنة "لبنى" امامها وهى تقص عليها طريقة موت والدتها كى تزيد الغضب والكراهية بينها وبين "جواد" لتردف بأسى مصطنع
_ اه يا حبيبتى...امك ، اللى السبب فى كل حاجه بتحص وهتحصل
حركت "ديانة" رأسها بعدم فهم وكادت ان تتحدث لتُقاطعها "هناء" مُضيفه بأستهزاء
_ أنا عارفه انك مش فاهمه بس هحاول اختصرلك ، أنا جايه اقولك ان جواد هيقتلك ويبعتك لامك زى ما هاشم قتل امك وبعتها لابوكى بعد ما امك قتلت اختى اللى هى ام جواد واللى فى بطنها وشلت عمتك ، وده اللى كان السبب فى موت ابوكى بعد اللى عملته من ٢٠ سنه
شعرت "ديانة" بالتشويش وعقلها لم يعد يستوعب أى حرف مما تتفوه به "هناء" لتصرخ بها فى صدمه وعدم استيعاب رادفة
_ أنا مش فاهمه حاجه ، انتى عايزه تقولى ايه؟!
أدركت "هناء" ان هذه هى فرصتها لجعل تلك النيران تزداد ولا تخمل سواء بالدماء لتردف بحدة
_ انا هقولك ايه اللى حصل من ٢٠ سنة ، لبنى كانت قاعدت فترة طويله جدا بعد الجواز مش بتحمل ويشاء القدر انها تحمل بعد ٥ سنين ، طبعا كانت فرحانة جدا بيكى لدرجه انها مكنتش بتسمح لحد يقرب منك خصوصا العيال الصغيرة ، وقتها جواد كان عنده ١٠ سنين وزى اى طفل راح يلعب معاكى ، وقتها لبنى زعقت واتخانقت مع تهانى ام جواد على السلم وفى نص الزعيق اتعصبت وزقتها من على السلم ، ولانها كانت حامل مستحملتش الواقعه وماتت ، فى الوقت ده كان فى حد شايف الحوار ده كله وكانت عمتك ماجده هى اللى واقفة ، طبعا لبنى اترعبت بسبب اللى عملته وخافت ان ماجده تحكى اللى حصل قامت رميها من فوق ونزلت ماجده على دماغها وده اتسببلها فى عجز تام ، كل ده انا كنت شايفاه بس لبنى مخدتش بالها انى شايفاهم والا كانت قتلتنى انا كمان ، اول ما هاشم دخل قولتله على اللى حصل وكلمنا شرف وقولناله ولما عرف مستحملش الصدمه وعمل حادثه ومات وبعدها تهانى واللى فى بطنها ماتوا
شعرت "ديانة" بالصدمه لما تتفوه به "هناء" غير مدركه ان والدتها فعلت كل هذا ، بينما أنسدلت الدموع من أعين "هناء" دون أرادتها بعد تذكرها لهذا الحادث مُكملة
_ وقتها هاشم مكنش مصدق ان لبنى تكون عملت كده وقرر انه يسألها ليه عملت كده وانه يقتلها لانها حرمته من كل حاجه ، اتسببت فى موت اخوه ، وقتلت مراته وهى حامل فى بنته ، وعيشت اخته ميته طول عمرها وحرمت عياله من امهم كان لازم يقتلها ويقتلك زى مع عملت فى تهانى واللى فى بطنها لكن على ما وصل كانت هى هربت وقبل ما يوصلها كانت انتحرت بس لما لاقوها مكنتيش معاها وقتها هاشم حلف انه لازم يلاقيكى وياخد منك حق مراته وبنته ولما يأس انه يلاقيكى كان جواد كبر واستلم هو المهمه دى
جففت "هناء" دموعها رامقة "ديانة" بغضب وكراهية رادفة
_ ولو كان فى امل واحد فى الميه ان هاشم يسامحك فدلوقتى مع جواد مفيش امل لانى ربيته على القسوة والكره وانه ياخد طاره منك ومن امك ومفيش حاجه توجع امك وهى ميتة غير عذاب بنتها
سقطت "ديانة" أرضا ودموعها تتسارع فى الهبوط غير مستوعبة ما أخبرتها به "هناء" هل حقا والدتها فعلت كل هذا كيف لها ان تفعل هذا وهل حقا والدتها انتحرت ام قتلها عمها شعرت "ديانة" بالخوف لكونها وسط اعدائها الذين يريدون أن ينتقموا منها على شئ ليس لها يد به
نهضت "ديانة" بعد ان جففت دموعها عازمة على ان لا تستسلم لهولاء الشياطين الذين يقومون بتعذبيها تارة بالضرب والأخرى الاعتداء الجسدى والان يعذباها باخبرها ان والدتها دمرت عائلة بأكملها ، ليس عليها ان تستسلم لهم واذا كانوا يريدون حربا فلنبدأ إذا
أقتربت "ديانة" من "هناء" بعد ان أستجمعت كل طاقتها وشجاعتها حتى لا يظهر عليها ما تحمله داخلها من كسرة وألم رادفة بتحدى
_ انا مش مجبرة اصدق أى كلمه من اللى قولتيه ده ولا انا خايفة من حد لا منك ولا من اللى بتقولى عليه عمى ولا من جواد بتاعكوا ده ذات نفسه ودلوقتى اطلعى برا
شعرت "هناء" بالغضب الشديد تجاه تلك الفتاه ولكنها بارعة فى الحفاظ على هدوئها وثباتها لتبتسم لها بأستهزاء رادفة
_ فعلا اللى خلف مماتش انتى اه شبه ابوكى جدا لكن جواكى عند وغطرسة ووقاحة امك بس اوعدك انى هخلى جواد يكسر مناخيرك قبل ما يقتلك وخدى دى كلمه منى يا بنت لبنى
توجهت "هناء" إلى باب الفيلا عازمه على المغادرة وقبل ان تذهب ألتفتت إلى "ديانة" ورمقتها بكثير من التحدى رادفة
_ يا انا يا انتى
ما إن غادرت " هناء" المنزل حتى خارت قوة "ديانة" ثم سقطت أرضا منهارة لما استمعت إليه غير قادرة على التفكير
●●●●●
فى إحدى المقاهى الراقية الملاقية لشاطئ البحر كان يجلس "مالك" بصحبة "زينة" يتناولان القهوة بعد ان انتها من العثور على منزل مناسب ليردف "مالك" بحرج
_ شكرا بجد على تعبك معايا واسف فعلا لو كنت عطلتك عن حاجة النهارده
أخفضت الفنجان بعد ان تناولت منه رشفة وأبتسمت له بخفة ومشاكسة رادفة
_ انت عارف انت قولت كام شكرا وكام اسف النهارده ومش عارفه ليه اصلا
أبتسم على حديثها وعلى مرحها معه ليقرر ان يتخطى هذا الحرج وان يبدأ بالمبادرة بالتكلم كى يتعرف عليها اكثر ليردف بإعجاب
_ ممكن تكلمينى شويه عن نفسك؟
شعرت بالحرج من طلبه ولكنها سريعا ما سيطرت على نفسها ظنا منها انهما قد يكونا اصدقاء لتردف
_ انا يا سيدى زينة الدمنهورى بس طبعا بالاسم بس انا مش بحب مجال العقارات والبناء والكلام ده عشان كده دخلت كليه فنون جميلة لانى بحب الرسم جدا عندى المرسم بتاعى متخرجة بقالى سنتين
أبتسمت له بمرح مُضيفة
_ وانت بقى
_ انا يا سيدتى مالك الصاوى عندى ٢٨ سنه خريج كلية سياحة وفنادق بشتغل فى شركة سياحة كبيرة معنديش فى حياتى كلها غير بابا وماما وديانة وملك
ضيقت ما بين حاجبها بقليل من الانزعاج الذى لم تنجح فى اخفائه لترادف بأستفسار
_ مين ملك
لاحظ "مالك" إنزاعجها ليبتسم رغما عنه رادفا
_ ملك اختى الصغيره عندها ١٩ سنه بس مصيبه حرفيا
حمحمت "زينة" بحرج من إنزعجها الغير مبرر فمن يكون هو لتنزعج بهذه الطريقه عند ذكره لاسم فتاه وماذا لها إن كان شقيقته ام عشيقته
شعرت "زينة" بالحرج الشديد ثم نهضت سريعا رادفة
_ السواق برا أنا لازم امشى
نهض "مالك" بلهفة وتلقائية غير مدرك لما يفعله او يتفوه به ليردف بسرعة
_ هشوفك تانى
رمقته "زينة" للحظات غير مسوعبة لما يحدث لها من انجذلب تجاه ذلك الشاب ومن لهفته تلك الواضحة عليه لتردف بخجل
_ إن شاء الله
ذهبت "زينة" من امام "مالك" بينما ظل هو مُتابعا اياها بعينه حتى أختفت من امامه
●●●●●
كانت تستعد وتُعد حقيبتها بعد ما اخبرهم شقيقها انه وجد منزل لهم وعليهم الاستعداد للانتقال إلى هناك ليوقفها صوت رنين هاتفها ، ألتقطته لتجده رقما غريبا لتشعر بالغرابة ولكنها ردت عليه رادفة
_ ايوه مين
أتاه صوتها ليشعر بالرجفة الخافتة التى امتلكت جسده ولكنه سريعا ما سيطر على نفسه ليردف بمرح
_ فى حد فى الدنيا يرد على حد بيتصل بيه يقوله ايوه مين ليه بخبط عليكى
أبتسمت بمرح على طريقته بعد ان أدركت انه هو بعد الاستماع إلى صوته وحديثه المرح لتردف بتلقائية
_ أزيك يا استاذ إياد!!
شعر بالسعادة لكونها علمت انه هو المتصل قبل ان يخبرها وهذا يعنى انها عرفته من صوته ، هذا يعنى له انها تفكر به ولم تنسى صوته ليردف بمكر
_ وعرفتى منين انى إياد؟!
حمحمت بحرج بعد ان أدركت ما تفوهت به كيف لها ان تتسرع هكذا لتُحاول إصلاح الامر مُعقبه
_ أصل..أصل انت الوحيد اللى اخدت رقمى قبل ما اسجل رقمك وانا عادة محدش بياخد رقمى الا لو متسجل عندى عشان كده قولت ده انت
أبتسم على ذكائها ومرواغتها له ليُدرك ان تلك الفتاة ليست كما تبدو ابدا بل انها اذكى مما توقع ليردف
_ عندك حق انتى تكسبى
توترت من طريقته تلك التى لم يسبق لاحد ان تعامل معها بها لتُحاول السيطرة على الامر لتردف برسمية
_ خير يا أستاذ إياد!! فى حاجة ولا أيه
لاحظ "إياد" رسميتها ليُصر على ان يستدرجها اكثر ليردف
_ طب ممكن بلاش استاذ دى عشان نعرف نتكلم متحسسنيش انى قد والدك يعنى دا انا لسه صغير وعسل
أبتسمت "ملك" على طريقته التى لا تخلو من المزاج والضحك لتردف بخفوت
_ ممكن
ليردف بحماس
_ حيث كده بقى عملتوا ايه فى حوار البيت ده لقيتوا مكان كويس ولا اتصرف انا
كان يود أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، ان يجعلها تعجب بمساعدته لهم وان يكون على علم بمكان مكوثهم ولكنها خيبت امله رادفة
_ لا الحمدلله مالك لقى مكان كويس واحنا بنستعد اهو عشان ننزل اسكندرية بكره
شعر بالسعادة لكونها أتيه ، نعم فشل ما كان ينوى عليه ولكن يكفيه انها ستكون قريبة منه حتى يستطيع التقرب منها ليردف بمرح
_ لا دا انا ألحق أفرش اسكندريه كلها من رمل الشواطئ وأطلع عرايس البحر بنفسهم يستقبلوكوا
كيف له ان يفعل هذا فهو حقا مراوغ ويستطيع الضحك على العقول بكلامه المعسول ذاك ، هذا الملعون ماذا ينوى ان يفعل فهى فتاة صغيره لا تُدرك مدى مراوغته او التعامل معه حتى لتحمحم بخجل
_ شكرا..يا إياد
أبتسم من طريقة نطقها لأسمه تلك الطريقة المترددة ولكنها أخيرا قالتها دون ألقاب ليشعر ان هذه نقطة لصالحه ليردف بحماس
_ بكره إن شاء الله هتابعك على الواتس اول باول لحد ما توصلوا بالسلامة
أبتلعت ريقها بخجل رادفة
_ إن شاء الله ، تصبح على خبر
ليدرك انها لم تعد تحتمل طريقته تلك ليبتسم على رقتها رادفا بهدوء
_وانتى من اهله
أنهت الاتصال ثم ألقت بنفسها على الفراش وكانها فقدت وعيها لا تعلم كيف عليها ان تتعامل مع ذلك الشخص الذى تشعر وكأنه يُرغمها على الأنجذاب له لتنهض مره اخرى بعد ان حركت رأسها محاولة منها ان تخرج تلك الفكره من رأسها وعادت لحقيبتها مره اخرى
●●●●●
فى المساء كانت تجلس تُفكر فى حديث "هناء" لها وفى فكرة أن والدتها قاتلة تجعلها تشعر بالأنكسار والحسرة كيف يمكن هذا ،جلست تتذكر ما فعلته فى الصباح بعد مغادرة "هناء" المنزل
••
سريعا ما بدلت "ديانة" ملابسها عازمة على ان تهرب من ذلك الحصن اللعين الذى تكون مُحاصرة به نجحت فى الخروج من باب الفيلا ولكنها لم تستطع الخروج من تلك البوابه التى وجددت عليها من يمنعها
_ خير يا مدام حضرتك عايزه حاجه
نظرت "ديانة" إلى هؤلاء الرجال ذو البدل السوداء وتلك الاجهزة لتدرك أنهم طقم حرس لتردف بضيق
_ عايزه اخرج من هنا
ليردف بهدوء وأحترام
_ أسف يا مدام معنديش أوامر بخروج حضرتك
أمتعضت ملامحها بكثير من الغضب رادفة بحنق
_ يعنى أيه محبوسه انا هنا يعنى ولا أيه مش فاهمة
_ أنا اسف يا مدام دى اوامر جواد بيه
شعرت بالغضب الشديد لكونها لا تستطيع الخروج لتفقد الامل وتعزم على الرجوع إلى الفيلا زافرة بحنق وكراهية
_ جواد زفت على دماغك ودماغه
•••
شعرت بالغضب الشديد من فكرة انه يحدد إقامتها بتلك الطريقة ، من يظن نفسه ذلك المعتوه هو حتى لم يترك لها هاتفها بعد ما حدث ليلة امس فقد أخذه منها ، ماذا تفعل مع ذلك الحقير الان
قطع شرودها دخول "جواد" إلى الغرفة لتشعر بالقليل من الفزع فهى لم تشعر به او بصوت سيارته ولكنها سريعا ما سيطرت على نفسها محاولة الثبات
قام "جواد" بخلع سترته ويليها قميصه وألقاهم على الفراش ثم توجه إلى الحمام دون النظر لها حتى ، كل هذا و"ديانة" تُتابعه بنظرها دون التفوه بأى كلمة
بعد وقت ليس بكثير خرج "جواد" من الحمام ولا يستره سوى تلك المنشفة الملتفة حول خصره والمنشفة الاخرى بيده يُحاول تجفيف شعره وتلك القطرات تنسدل على جسده مما يجعله يبدو مثيرا للغاية
لاحظ "جواد" مراقبة "ديانة" ليرمقها ببعض نظرات المكر والمراوغة ، أدركت "ديانة" ما تعنيه نظرات "جواد" وانه يظن انها معجبة بجسده لتبتعد سريعا بنظهرها عنه ليبتسم "جواد" بأستهزاء على تفكيرها وسريعا ما توجه إلى غرفة تبديل الملابس
بعد لحظات خرج "جواد" من الغرفة وهو يرتدى ذلك السروال القطنى القصير الذى بالكاد يصل إلى نهاية مؤخرته وبالطبع يُبرز رجولته كثير مما يجعلها تشعر بالتوتر والارتباك
تقدم "جواد" بعض الخطوات إلى الفراش وكاد ان يستلقى عليه لتزجره "ديانة" بغضب رادفة
_ انت هتعمل ايه؟!
لم يكترث لسؤالها ولا لملامح الغضب التى أعتلت وجهها ليستلقى على الفراش مُعطيا إياها ظهره ، شعرت "ديانة" بالغضب من تصرفه تلك لتجد نفسها تدفعه بيدها وقدمها حتى استطاعت ان تسقطه أرضا لتردف بأنتصار
_ أنا معنديش مشكلة أنك متردش عليا لكن عندى مشكلة انك تتخمد جنبى
↚
أنتهى "هاشم" من تبديل ملابسه بعد ان عاد من شركته ليجدها تجلس على الفراش وبيدها هاتفها كالعادة تتفقد مواقع التواصل الأجتماعى حتى تشعر بالملل وتخلد إلى النوم فهذا ما يحدث كل يوم ، لا هذا ما يحدث منذ ان تزوجا ، نعم هو يحترم ذلك الاتفاق الذى حدث من عشرون عاما ، ولكنه أيضا كأى رجل لديه إحتياجات ورغبات عليه إشباعها ولكن كيف؟!
توجه "هاشم" نحو الفراش ثم أستلقى عليه على إحدى جانبيه مُعطيا لها ظهره مُتدعيا النوم حتى لا تلاحظ "هناء" ملامحه المستائة من تلك العلاقة العقيمة ليغمض عينية متذكرا ذاك اليوم اللعين
••
أتسعت عيناه بصدمة مما أستمع إليه غير قادرا على استيعاب ما أستمع إليه الان ليردف بصدمة
_ أنتى بتقولى أيه يا هناء؟!
جففت "هناء" دموعها التى تتهاوى دون توقف مٌحاولة السيطرة على نفسها رادفة بكثير من الحدة والحزم
_ زى ما قولتلك كده يا هاشم ، احنا لازم نتجوز
مازالت الصدمة تسيطر عليه فهو لم يتقبل بعد وفاة شقيقه وزوجته التى كان يعشقها حد اللعنه لتفاجئه شقيقتها التى كانت تٌحب شقيقه بطلبها للزواج منه ليعقب بصدمة وأنفعال
_ أتجوزك أزاى يعنى يا هناء!! انتى اتجننتى؟! انتى عارفة انتى بتطلبى ايه!! انتى اخت مراتى وكنتى بتحبى اخويا و....
_ والاتنين ماتوا يا هاشم
صرخت بتلك الجملة ودموعها لا تتوقف عن الهبوط مُقاطعة إياه لمنعه من التحدث لكى تستطيع ان توضح له ما هو سبب طلبها ذاك لتُكمل حديثها ببكاء مرير
_ ماتوا يا هاشم..ماتوا بسبب لبنى..لبنى اللى سرقت منى شرف اول مره واتجوزته ، وسرقته منى للمره التانيه لما اتسببت فى موته وحرمتنى حتى من أنى اشوفه..وانا حرمت على نفسى الفرحه من بعد شرف يا هاشم وعمرى ما هفكر اكون مع راجل غير شرف بس محدش هيسبنى فى حالى وخصوصا اهلنا وممكن يفكروا أنى معيوبه او فيا عله ، وانا عليتى الوحيده هى حبى لشرف وانا متاكده انك عارف انا بحب شرف قد ايه..عشان كده بطلب منك اننا نتجوز عشان متأكده انك عارف ان شرف عايش جوايا وعمرك ما هتقرب منى ابدا وفى نفس الوقت انت محتاج ام لجواد وزينة ومحتاج زوجه تصون بيتك وعرضك ، احنا الاتنين محتاجين بعض يا ابن يا عمى ، هعيش معاك فى بيت واحد وفى اوضه واحده وعلى فرشة واحده بس اوعدنى اننا نعيش طول عمرنا اخوات ومتلمسنيش ابدا يا هاشم
•••
فتح عيناه بندم وأسى على ما وصل له وعلى ذلك الاتفاق اللعين ، نعم هو يُحب تهانى ولكن اين هو ذلك الرجل الذى يتحمل عشرين عاما دون ان يتقرب من امراة!! وما يجعل الامر اسوأ انه يمتلك زوجة ولكن يا للسخرية فهو لا يستطيع ان يقترب منها او يُفاتحها فى الامر ، ماذا يقول لها؟! أيُخبرها انه فى أمس الحاجه لها!!
ألتفت إليها مُصطنعا النوم وأخذ يقترب منها إلى ان أصبح ظهرهل ملامس لصدره ثم امتدت يده مُحاوطة خصرها ، أنتفض جسد "هناء" بفزع لتنهض سريعا من الفراش ذاهبة إلى الحمام هاربة منه بعدما ادركت نوايا "هاشم"
زفر "هاشم" بخيبة أمل وقلة حيلة وأستسلم للنوم مُتحاشيا التفكير فى ذلك الامر
●●●●●●
نهض "جواد" ويبدو عليه الكثير من الغضب ، تلك اللعينة قد تجاوزت معه الحد وفعلت ما لم يستطع أحدا فعله من قبل ، هى تطاولت معه كثيرا فى الحديث وأستطاعت ان تتحداه وأيضا قامت بغرز شوكة الطعام بيده والان تقوم بدفه من فوق الفراش بمنتهى الجرأة والتحدى ، عليه أن يُلقن تلك المتمردة درسا لا تنساه
أقترب منها وهو على مشارف الانفجار من كثرة غضبه منها ليجذبها من ذراعها بقسوة حتى تأوهت بألم لكنه لم يكترث لتأوهها ليوقفها أمامه رادفا بحدة وضيق
_ انتى بقى سوقتى فيها صح؟! الصبح تضربينى بالشوكة ودلوقتى تزوقينى من على السرير تكونيش قادره عليا وانا معرفش يا روح أمك!!
سحبت "ديانة" يدها من قبضة يده ثم رفعتها دافعة إياه فى صدره مٌحاولة إبعاده عنها ولكن دون فائدة فهو كالجدار الذى لا يتحرك أبدا لتردف بغضب مماثل لغضبه
_ أيوه ضربتك بالشوكه وزقيتك من على السرير ولو قربت منى مرة تانى هضربك بالنار فى عينك دى
جذبها من شعرها بكثير من الغضب لوقاحتها وجراءتها مقربا إياها اليه رادفا بأسنان ملتحمه
_ دا انا اللى هضربك بالجذمة على دماغك ودماغ أهلك ، انتى شكلك مبتتعلميش الادب وعايزه تتضربى كل شويه زى البهايم ، من عنيا انا هربيكى من تانى
دفعها على الفراش عازما على تقطيع ثيابها وضربها مثلما فعل من قبل لتُفاجئه بانحنائها أرضا والتقاط ذلك السكين الصغيرة الذى كانت تستخدمه فى تقطيع الفاكهة مُوجهة إياه إليه رادفة بحدة
_ أبعد عنى بدل ما أسيح دمك النهاردة
أبتسم لها بمزيجا من الدهشة والسخرية فهذه أول مرة يرى بها فتاة بتلك القوة والشراسة ولكن لسوء حظها وقعت مع الشخص الغلط ، ذلك الشخص الذى لا يخشى احدا او يكترث لاحد ، شعر بالسخرية من تلك الصغيرة المتمردة ليردف بابتسامة ساخرة
_ حلو اوى ده ، تعرفى كنت مضايق جدا ان عَدوِّى واحده ست ضعيفة وانا مش من طبعى أعَادى الضعيف لكن انتى دلوقتى ريحتينى ووضحتيلى انك مش ضعيفة وبالشكل ده تبدأ المتعة الحقيقية فى تعذيبك وأستمتع وانا بطلع روحك فى ايدى يا بنت لبنى
أقترب "جواد" منها بعفويه لتقوم "ديانة" بمهاجمته بذلك السكين موجهة ضربتها فى صدره بمنهى الغضب والكراهية لتتسبب له فى جرح بمنتصف صدره ولكنها لم تتعمق فى ذلك الجرح حتى لا يموت لتردف بحدة
_ المرة الجايه لو قربت منى السكينه دى هترشق فى قلبك يا جواد
وضع "جواد" يده على ذلك الجرح مُتفحصا إياه بغضب وخوف فى آنٍ وأحد ورغم شعوره بالغضب من فعلتها إلا انه شعر بالخوف الشديد ، فهو على الرغم من حدته وقسوته فهو يخشى الدم منذ ان رأى حادث والدته لتنتصر ملامح الخوف عليه لتندهش "ديانة" من تلك الملامح الذى تراها
شرع "جواد" فى الخروج من تلك الغرفة بينما أسرعت "ديانة" فى غلق الباب خلفة ، وما إن أغلقت الباب حتى خارت قواها وهبطت دموعها فهذه أول مرة لها ان تُهاجم أحدا بسكين وتتسبب له فى ذرف الدماء
أسرع "جواد" فى التوجه إلى إحدى الحمامات الاخرى مُحاولا التخلص من تلك الدماء ويبدو عليه الخوف الشديد وتلك الرجفة التى سيطرت عليه ، ما إن تخلص من تلك الدماء حتى هدأت وتيرة خوفه وكأنه أصبح شخصا أخر ، ها قد عاد لصموده مرة اخرى حتى انه لم يتأثر من رؤية ذلك الجرح الذى لم يبدو هيننا ابدا ولكنه غير مكترث له ، كل ما كان يُخيفه هو تلك الدماء الذى لا يستطيع ان يراها ابدا
طهر "جواد" جرحه وعقمه واخذ يُضمد جرحه بمنهى الصمود والقوة ، أنتهى من تضميد جرحه وأتجه إلى غرفة "ديانة" عازما على ان يجعلها تصرخ بين يداه وتطلب الرحمة التى لم يمنحها إياها
توقف "جواد" أمام باب الغرفة الذى حاول ان يفتحه ولكن دون فائدة ف "ديانة" كانت أسرع منه هذه المرة وقامت بغلق الباب جيدا ثم قامت بدفع تلك الاريكة حتى وضعتها خلف الباب مباشرا
طرق "جواد" على الباب بغضب وشدة رادفا بحنق
_ أفتحى الباب ده بدل ما اكسره على دماغك
شعرت بقليل من القلق من طريقة خوفا من أن يستطيع فتح الباب والوصول إليها فهى تعلم أنه إذا وصل لها بالطبع سيفتك بها ولكنها حاولت التظهار بالصمود حتى تسطيع ان تُبعده عنها لتستجمع قواها رادفة بثبات
_ مش هفتح الباب وأكسره لو كنت تقدر
شعر "جواد" بالغضب الشديد ليُحاول كسر الباب ولكنه شعر بكثير من الالم بذلك الجرح بصدرة ليتريث قليلا وأستطاع السيطرة على نفسه مُدركة صعوبة ذلك الجرح وانه غير مستعد لدخول سجارا الان معها ليردف بتوعد
_ طيب يا بنت لبنى انا هسيبك النهارده عشان مفيش دماغ ليكى لكن ورحمة أبوكى لاربيكى من أول وجديد ومن دلوقتى انا وأنتى يا قاتل يا مقتول
توجه "جواد" لذهاب إلى غرفة أخرى ببنما شعرت "ديانة" بالراحة من رحيله بعيدا عنها
●●●●●
ذهبت إلى غرفة "ماجدة" بعد أن تأكدت أن "هاشم" قد غرق فى النوم وجميع من فى المنزل فى غرفته حتى تلك المرافقة الخاصة ب "ماجدة"
جلست "هناء" بجانب "ماجدة" ويبدو عليها الكثير من الضيق والأنزعاج لتراقبها "ماجدة" بعينيها بعد شعرت بوجودها بالغرفة وأستيقظت من نومها لتتهاوى الدموع من أعين "ماجدة" رادفة بألم وأشتياق
_ شرف واحشنى أوى يا ماجدة..واحشنى اوى اوى ، عشرين سنه وانا متجوزة هاشم جواز على ورق بس عمرى ما قدرت افكر فيه كزوج او أخليه يلمسنى ، أوقات كتير كنت بحاول اتخيله أنه شرف لكن مقدرتش
أجهشت فى البكاء بكثره بينما "ماجدة" أنسالت دموعها دون توقف ليس من اجل "هناء" بل من أجل شقيقيها الذان تدمران بسبب هوس تلك المرأة فأحدهم قد فارق الحياة والاخر يعيش بلا حياة
أقتربت "هناء" منها وهى لازال تبكى بشدة وأنهيار رادفة
_ أنا أسفة يا ماجدة بس أنتى أكيد عارفه كل ألى حصل ، محدش فيكوا كان واقف جمبى كلكوا كنتوا مغلطنى وعايزين تيجوا عليا بسبب لبنى واهى شوفتى عملت فينا كلنا أيه!!
رمقتها "ماجدة" بأحتقار شديد فأن كان بأستطاعت "هناء" أن تخدع الجميع فهى أخر شخص تستطيع خداعه ، فهى تعرفها أكثر مما تعرف نفسها لتردف "هناء" بألم وحسرة
_ متبصليش كده يا ماجدة حرام عليكى..أنتى متعرفيش أنا حصلى أيه بعد خبر موت شرف
••
_ البقاء..لله..يا..هاشم..بيه
فُزع "هاشم" من تلك الجملة وأخذ يرتجف من الذُعر ولكنه ظل يُحاول ان يتماسك ويبقى واقفا على قدميه ثم أبتلع بألم وحسرة رادفا باستفسار
_ تهانى...ولا ماجدة؟؟
وضع ذلك الرجل وجهه أرضا بحزن وأسى رادفا
_ شرف بيه اخوك...عمل حادثه و....تعيش انت
_شرررف
صرخت "هناء" باسمه بألم وحسرة كبيرة وكأن روحها قد سُلبت منها وبالطبع لها الحق ان تحزن فهذا هو الرجل الذى لطالما حلمت به وتمنت ان تكون له ولكن النصيب كان له رأى اخر
بينما سقطت "لبنى" فاقدة للوعى لم تستطع تحمل كل تلك الصدمات فى يوم واحد وقد مات الآن الشخص الوحيد الذى كان سيُدافع عنها ويحميها من هؤلاء الذين لن يرحموها مهما فعلت او مهما قالت
بينما لم يستطع "هاشم" المُقاومة اكثر لتخونه قدميه ليسقط ارضا مُنحنى الظهر فقد فارقه سنده وعُكازه الذى كان يستند عليه ، فقد مات شقيقه الذى كان له بمثابة اخا وابنا وصديقًا وكل شىء ، لقد كُسر ظهره الان
توجهت "هناء" إلى ذلك الرجل صارخة بصدمة بكل ما أوتيت من قوة رادفة بألم وحصرة غير مُستوعبة لما يحدث
_ أنت بتقول ايه؟! شرف لا...شرف لااا
ظلت تصرخ بقوة والالم يُمزق قلبها فهى تعلم انها هى الشخص المُتسبب فى حدث ذلك الحادث ، هى من أخبرته بما حدث ظننا منها انها تزرع الكراهية فى قلب "شرف" تجاه "لبنى" ، لم وكن تعلم انها تقوده للموت
سقطت "هناء" أرضا بجانب "هاشم" وهى تقوم بتحريكه بعفوية وصراخ رادفة
_ أنا عايزة أشوفه يا هاشم..عايزه أشوف شرف يا هاشم
توجه "هاشم" و"هناء" إلى الغرفه الموضوع بها "شرف" لتحضيره لدفن بعد أن تاكدوا من سبب الوفاة وهى نزيف داخلى بالمخ أثر إنقلاب السيارة به وهو يقود بسرعة كبيرة
دلفت "هناء" الغرفة وما إن رأئت "شرف" ميتا أمامها نظرت إلى "هاشم" مُتوسلة إياه رادفة
_ أبوس أيدك يا "هاشم" سبنى معاه شويه لوحدنا
رمقها "هاشم" بحزن وحسرة على ما بها فهو يعلم إلى أى مدى تعشق "شرف" ولكن قرر أن يتركها تودعه الوداع الاخير
خرج "هاشم" من الغرفة تاركا كلاهما معا حتى تستطيع أن تودعه بينما "هناء" بمجرد أن تأكدت من خروج "هاشم" أسرعت فى الرقض إلى سرير "شرف" وأنحنت إلى قدميه مُقبلة كلاهما وصوت شهقاتها يملا المكان
ظلت "هناء" ما يقارب فى دقيقتان تحتضن قدم "شرف" وتقبلها ببكاء وألم رادفة بصوت مبحوح أثر بكائها
_ سامحنى يا شرف انا مكنتش اقصد يحصل كده مكنتش عايزاك تموت ، انا كنت عايزاك تكرها وتسبها مكنش قصدى انك انت اللى تموت..هى اللى لازم تموت يا شرف مش انت
أزداد نحيبها كثيرا رادفة
_ أنا بحبك يا شرف بحبك من زمان اوى من أول ما فتحت عينى على الدنيا وانا بحبك ، أستنيتك كتير اوى بس انت محستش بيا سبتنى ورحت لواحده تانيه ، ليه يا شرف والله ما حد حبك فى الدنيا كلها قدى متسبنيش يا شرف انا مقدرش اعيش من غيرك
صعدت "هناء" إلى وجهه وأشاحت عنه ذلك الغطاء وبمجرد أن رأئت ملامحه المُشوهة أثر ذلك الحادث حتى صرخت بألم وحصرة
أستمع "هاشم" إلى صراخها ليدلف الغرفة بسرعة ليراى وجهه أخيه الميت ليشعر بالما فى قلبه ولكنه أستطاع أن يُسيطر على نفسه حتى يخرج "هناء" من الغرفة
ظلت "هناء" تصرخ وتبكى بينما أسرع "هاشم فى إحتضانها مُحاولا تهدئتها وإخرجها من تلك الغرفة لتردف هى بصراخ وهى تُحاول التفلت من يده وهى ترا تلك الممرضه تُغطى وجهه مرة اخرى
_ لا متعمليش كده..قوم يا شرف..لا..متخلهوش يسبنى يا هاشم متخلهوش يسبنى...شرررف
نطقت بأسمة وسريعا ما غابت عن الوعى غير مُدركة لا شئ يحدث حولها
•••
جففت "هناء" دموعها بملامح قاصية وصامدة رادفه بحدة وكراهية
_ لبنى هى السبب يا ماجدة وانا مش هخلى كل الوجع والحسرة اللى حصلتلى تروح فى الفاضى ، انا اه معرفتش أنتقم من لبنى وماتت قبل ما أفش غلى فيها هنتقم من بنتها وأموتها بأيدى
خرجت "هناء" من الغرفة بينما "ماجدة" ظلت تبكى بألم وعجز ورفعت رأسها إلى السماء تتمنى بداخلها أن يمنحها الله القوة وتستطيع أن تتكلم حتى تُخبر الجميع بما حدث وتنقذ تلك المسكينة من يد "هناء" و "جواد"
●●●●●
منذ أن استيقظت من بضع ساعات فى هذا الصباح وهى تتردد فى ان تفعلها او لا ولكنها أقنعت نفسها أنهم الان يعتبران أقارب عليها إذا أن تطمئن عليهم
ألتقطت "زينة" هاتفها وسريعا ما بحثت عنه واتصلت به لم يمر سوى بضع ثوانٍ حتى أتاها صوته الرخيم رادفا بلهفة وسعادة
_ ده ايه الصباح الجميل ده
ابتسمت "زينة" بخجل من كلماته التى تبدو كغزل ليشعر هو بالحرج من تسرعه وتلقائيته معها ليحمحم بحرج رادفا
_ صباح الخير
أبتلعت بهدوء مُحاولة عدم إظهار سعادتها رادفة
_ صباح النور ، انا أتصلت اتطمن على اهلك ، وصلوا ولا لسه!!
أردف بأمتنان لأهتمامها بأمر أسرته ولذوقها
_ ايوه الحمدلله لسه واصلين اهو
_ حمدلله على سلامتهم
_ الله يسلمك
_ طيب انا مضطره أقفل بقى
_ تمام ماشى ، شكرا على اهتمامك
_ العفو
أغلقت "زينة" المُكالمة وهى تشعر بكثيرا من السعادة والفرح ولكنها لا تعلم لماذا تشعر بتلك الاحاسيس؟! لماذا تشعر بذلك الانجزاب تجاه؟! هل هى مُعجبة به؟!
حركت "زينة" رأسها بعفوية مُحاوله طرد تلك الافكار من رأسها زاجرة نفسها بان لا تعطى الامر تكثر من حده رادفة
_ بطلى هبل يا زينة وقومى روحى شغلك
●●●●●
أستيقظ "جواد" على صوت رنين جرس المنزل مُعلناً عن قدوم أحدا ، نهض "جواد" مُتأففا لأجباره على الاستيقاذ الان ليلعن نفسه على عدم تعين خدما بالبيت
هبط "جواد" إلى الاسفل مُتجها إلى باب المنزل وسريعا ما قام بفتحه ليشعر بالكثير من الضيق والانزعاج لرؤيتها أمامه لتردف بغرور وكبرياء
_ أيه مش هدخلنى ولى أيه؟!
أغمض عينه بأنزعاج مُتنهدا بضيق رادفا بهدوء وهو يفسح لها طريق الدخول
_ لا طبعا...أتفضلى
دلفت "هناء" الفيلا بمنتهى الكبرياء والغرور بملامحها القاسيه الخاليه من أى مشاعر ليتبعها "جواد" الذى يبدو عليه الغضب والانزعاج من مجيئها ولكن لا يستطيع ان يُعتملها باى طريقة تُضايقها ، كل هذا تحت أنظار "ديانة" التى أستيقظت على صوت جرس المنزل ووقفت أعلى الدرج تُتابع ما يحدث
وقف "جواد" مُقابلا لهناء ولكن ليس بغرورة المعتاد فطريقته فى الحديث معها تحمل القليل من الاحترام وأنعدام وقاحته ليرمقها بنفس نظرات الجفاء والحدة التى ترمقه بهم لتشعر "ديانة" وكانهم أليون ليسوا بشرا
أردف "جواد" بملامح تصرخ بالثبات والهدوء
_ خير!! فى أيه؟!
رمقته "هناء" بتفحص إلى أن وقعت عيناه على تاك الضُماضة على صدره لتتلاقى أعينهم مرة أخرها بنفس الثبات رادفة
_ أيه اللى فى صدرك ده؟!
توتر "جواد" قليلا ولكن لم يظهر عليه ذلك التوتر ليتنهد ضيق صدر ولكنه أجابها رادفا
_ مفيش كنت بقيس قميص جديد ونسيت اشيل الدبابيس فواحد منهم دخل فى صدرى
لم تكترث "هناء" لما قاله ، بل لا تكترث لامر "جواد" نفسه ، اومأت له بالتفهم لتبتلع بأستعداد لأخراج المزيد والمزيد من وقحتها لتردف بحدة
_ فين الامانة
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها وهى تقف أعلى الدرج تراقب حديثهم وهى غير مُدركة عن أى أمانة يتحدثون بينما "جواد" أغمض عيناه بغضب بعد سؤال تلك المرأة التى لا تخجل ابدا ليردف بوقاحة مماثلة لوقاحتها
_ حصل وطلعت بنت بنوت بس الحاجه مش معايا ، معاها هى
أدركت "ديانة" أخيرا عن ماذا يتحدثون لتشعر بغثة فى قلبها ، ذلك الحقير أعتدى عليها بأمر من تلك المرأة الوقحة ، كيف لها تُحرضه على فعل ذلك الامر بها؟! تلك اللعينة التى لا تعرف عن الأحترام شيئا
تهاوت دموع "ديانة" حسرة على ما حدث لها وعلى زوجها من رجلا كهذا يتبع أوامر النساء وليس له أية شخصية مع تلك المرأة ويفعل ما تأمره به
لاحظت "هناء" وجود "ديانة" التى تقف أعلى الدرج ويبدو عليها ملامح الانكسار لتبتسم "هناء" بأستهزاء رادفة بمزيد من الوقاحة
_ ويا ترى بقى عرفت أزاى انها بنت بنوت او مش عامله عملية كده ولى كده
صُدم "جواد" من حديث "هناء" ومن جرأئتها فهو بالطبع يستطيع تميز الامر فهو رجلا خبيرا بأمور النساء وخصيصا العاهرات ويستطيع تميزهن زكاد ان يتكلم ليقعه هبوط "ديانة" الذى تفاجئ بها
بينما غضبت "ديانة" كثيرا ولم تستطيع تحمل الامر أكثر من ذلك لتهبط الدرج بضيقا وأنزعاج رادفة بحدة موجهة حديقها تجاة "هناء"
_ أحترمى نفسك يا ست أنتى بدل ما أرد عليكى رد مش كويس
شعر "جواد" بمزيجا من الصدمة والاعجاب فهذه أول مرة يراى أحدا يتطاول على "هناء" ويُحاول ردعها ، حتى والدة لا يستطيع إغضابها أحتراما لها وخشية من قسوتها وحدتها مع الجميع ، حتى هو لا يستطيع إزعاجها أحترةما وتقديرا لها على الرغم من قسوتها وشدتها معه ومعاملتها الجافة الباردة
بينما "هناء" قد غلت دمائها بعروقها لتصيح بها فى غضب وحنق رادفة
_ وانتى بقى يا بنت لبنى اللى هتعلمينى الادب "رفعت حاجبها بأستهزار وسخرية رادفة" مش يمكن تكونى كنتى مدوراها قبل الجواز؟! ولا أنتى فاكره نفسك هتضكى عليا زى امك القذرة ما ضحكت على ابوكى زمان؟!
صمتت "هناء" من تلك الصفعة التى تهاوت على وجهها مما جعلها تبتلع حديثها بصدمة وغضب وعزمت على أن تقطع تلك اليد الذى تجرئت على لمسها وصفعها
↚
شُل "جواد" بمكانه مصدوما مما فعلته "ديانة" ب "هناء" غير مُستوعبا ما حدث ، هل حقا "ديانة" صفعت "هناء"!! تلك المرأة التى تجسد له المعنى الحقيقى لكلمة (الوحش) ، تلك المرأة القاسية المُتجبرة التى يخشاها الجميع من كثرة جفائها وحدتها تُصفع الان على يد تلك الفتاة؟! لماذا لم يكن معها مثل تلك الفتاة؟! لماذا لم يستطع فى أحد الأيام ان يقف بوجهها ويمنعها من التحكم به ومُعاملته بتلك القسوة والجفاء؟! لماذا لم يصفعها هو الاخر فى كل مرة كانت تُقلل منه وتُشعره وكانه أضعف شخصا على وجهة الارض؟! لماذا سمح لها أن تجعل طفولته قاسية ومريرة إلى هذا الحد؟!
فاق "جواد" من شروده على صراخ "هناء" الغاضبة مما فعلته "ديانة" وهى تتوعد لها وتقسم أن تجعلها تندم على ما فعلتة فتلك المرأة المغرورة لن تتهاون مع تلك الفتاة وبالطبع ستُستخدم "جواد" كأحد جنودها لتفعل بها ما تشاء ، لتردف بغضب
_ أنتى بتمدى أيدك عليا يا تربية الشوار يا بنت الواطية
لم تستطيع "ديانة" ان تتحكم فى نفسها أكثر من ذلك ، فتلك المرأة لم تكتفى بسب عرضها وتجريحها فقط بل تتجرأء الان وتنعت والدتها الميته بتلك الشتائم والالفاظ لتندفع يد "ديانة" جاذبة احد أذرع "هناء" رادفة من بين أسنان ملتحمة
_ والله العظيم كلمة كمان عليا او على امى هأنسى فرق السن اللى بينى وبينك ومش هطلعك من هنا غير على المستشفى
وجهت "هناء" نظرها إلى "جواد" الذى يقف كالمشلول من هول صدمته فيما يحدث بين "هناء" و "ديانة" ، أبتسمت "هناء" بسخرية وهى مازالت تنظر إلى "جواد" ثم حولت نظرها إلى "ديانة" رادفة
_ ليكى حق تعملى كل اللى فى نفسك مادام الراجل بتاعنا معرفش يكسر شوكتك وطلع خيخه ، وبعدين مستبعدش عنك حاجه يا بنت لبنى..أمك عملتها فى أختى تهانى قبلك زمان
يا لها من صعقة قوية ضُرب بها "جواد" عند ذكر أسم والدته ليتذكر هيئتها وهى واقعة أسفل الدرج والدماء تسيل منها ليشعر بغصة فى قلبه وسريعا ما أستعاد ثباته وقوته وفاق من صدمته وذلك التشتت الذى كان يُربكه
شعر "جواد" بالغضب الشديد مما تفعله "ديانة" مُحاولا إقناع نفسه أن ما تفعله إهانة له قبل "هناء" فتلك المرأة هى خالتة وزوجة والده ومُربيته منذ وفات والدته حتى ولو كانت تربيتها له قاسية إلى أبعد حد ، حتى ولو لم يشعر منها بذرة من الحب والحنان ، حتى ولو كانت تجرحه او تُقلل منه ، كل هذا لا يُنسيه انها هى من ربته وحلت محل والدته ولا يسمح لاحد أن ينهرها او يقلل منها ، لا يعلم هل هذا ضعف أم أحترام ولكن الشئ المؤكد له ان هذا ليس بحب
توجه "جواد" إلى "ديانة" وملامح الغضب تُسيطر عليه ليقوم بجذبها من ذراعيها وجعلها مُقابله له وسريعا ما قام بصفعها رادفا بحدة
_ ده عشان فكرتى بس انك تمدى أيدك عليها وده بس مجرد رد فعل انما عقابها هيكون كبير اوى وهتندمى على اللى عملتيه
إلتفت "جواد" إلى "هناء" بملامح جامدة وجافة للغاية رادفا بهدوء وثبات
_ انا مش خيخا انا راجل وانتى عارفة كده كويس ، وانا أسف على اللى حصل واوعدك انى هجبلك حقك ، أتفضلى روحى دلوقتى وانا هجبلك اللى انتى عايزاه لحد عندك
شعرت "هناء" بالأنتصار والفوز فى هذه الجولة ، بينما شعرت "ديانة" بالغضب والاشمئزاز من ذلك الشخص الذى يقف أمامها يعتذر لتلك المرأة الواقحة بكل ذلك الاحترم وما يجعل الامر أسوا انها قد تأكدت من انه فعل ما فعله بها منذ يومين بأمر من تلك المرأة الحقيرة
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بأشمئزازا وأحتقار والدموع مُتحجرة فى مُقلتيها موجهة حديثها إلى "جواد" الذى إلتفت لها بمجرد ما شرعت بالكلام رادفة
_ يعنى انت عملت اللى عملته فيا من يومين ده بأمر منها؟! "أبتسمت بسخرية واستهزاء مُكملة" عندك حق انت مش خيخا انت جبان ووسخ وضعيف ومعندكش شخصيه وشورة المره ومعندكش ولا ذرة رجولة
قابلها "جواد" بملامح هادئة تخلو من أى ردة فعل رادفا
_ خلصتى؟!
أمتعضت ملامح "ديانة" بالأشمئزاز والاحتقار وكادت ان تتحدث لتأتيها صفعة قوية لدرجة أنها أسقطتها أرضا مش شدتها ، أنحنى "جواد" إليها وهو لايزال على ثباته جاذبا شعرها بيديه راغما إياها على النهوض ثم وجه حديثه إلى "هناء" التى كانت مُستمتعة بما تراه رادفا ببروده المعتاد
_ لو سمحتى روحى دلوقتى وانا هبقى اعدى عليكى
أومأت له "هناء" بالموافقة وسريعا ما توجهت إلى باب الفيلا وبمجرد أن خرجت واغلقت الباب خلفها حول "جواد" نظره إلى "ديانة" الذى لازال جاشبا شعرها بين يده مُضيقا عينيه رادفا بحدة
_ قوليلى بقى كنتى بتقولى أيه قبل ما أخليكى متعرفيش تقولى حاجة تانى
شعرت "ديانة" بالاهانة والغضب من جذبه إياها بتلك الطريقة لتنفجر به صارخة بوجهه رادفة
_ كنت بقول أنك شخص وسخ وجبان ومعندكش شخصية وشورة المره والولية دى هى اللى بتمشيك وبتأمرك تعمل اللى على مزاجها بس ، وابعد ايدك عنى
قالت جملتها الاخيرة وهى تغرس إحدى أصابعا داخل ذلك الجرح الموجود بصدره ليتركها "جواد" سريعا مُتأوها من كثرة الألم رامقا إياها بغضبا وكراهية ، بينما أبتسمت "ديانة" مُضيفة
_ أنت فعلا مش راجل وانا دلوقتى أتمنى الموت أحسن من أنى اكون فى مكان مع واحد زيك
لم يستطيع "جواد" أن يُسيطر على غضبه أكثر من ذلك هل تلك الفتاة حقا لا تراه رجلا!! جيد سيُريها إذا كيف يكون الرجل ، تقدم إليها "جواد" والشر يندلع من زرقاوتيه رادفا بحدة
_ تمام..هنشوف
أنحنى "جواد" قليلا مُلتقطها حاملا إياها فوق كتفيه صاعدا بها الدرج مُتوجها بها إلى غرفتهم لتُحاول هى الإفلات من بين يداه ولكنه حاملها بإحكام لتصيح به بغضبا وكراهيه رادفة
_ سيبنى يا حيوان..انت بتعمل ايه
أردف "جواد" بهدوء وثبات وهو يمشى بخطوات مُتسارعة
_ هوريكى أنا راجل ولا لا
●●●●●
كانت "ملك" تُفرغ مُحتويات حقيبتها بعد أن وصلوا إلى ذلك البيت الجديد وأختارت الغرفة التى تُناسبها وبدأت فى ترتيبها على طريقتها ليأتيها صوت هاتفها مُعلنا عن وجود إتصالا لتتفقده لتجده هو المتصل لتبتسم وتجيبه بلهفة لا إراضية ونبرة طفولية
_ والله لسه واصلين من عشر دقايق بس ، أدينى فرصة افضى الشُنط
أبتسم "إياد" على طريقتها الطفولية الذى تجذبه إليها بكل مرة أكثر من المرة التى تسبقها ليردفة بهمس
_ حبيت أطمن عليكى وأكون أول حد يقولك حمدلله على السلامه
شعرت "ملك" بقليل من الخجل من أستماعها لهمسه وطريقته معها فهو يهتم بها كثيرا ولا يترك فرصة لمُهاتفتها إلا وأستغلها لتردف بأمتنان
_ الله يسلمك
أندفاع مُتسائلا عن عنوان مسكنهم رادفا
_ قوليلى بقى البيت فين؟!
ضيقت "ملك" ما بين حاجبيها بعدم فهم رادفة بتلقائية
_ وأنت عايز تعرفة البيت فين ليه يعنى!!
أبتسم "إياد" على تلقائيتها فهى لا تملك خاصية تجميل الحديث بل تتحدث ولا تُفكر فى حديثها وإلى أين قد يتجه ليردف بمشاكسة
_ ايه يا حاجة الدبش ده اكيد مش هسرقكم يعنى ، بسأل عشان عازمك بكرا على الغداء ومينفعش ابقى موجود وأسيبك تركبى أوبر او تاكسى
رطبت شفتيها بحرج على طريقتها المٌندفعة فى الحديث وإلقائها الكلمات دون أن تُفكر بها لتحمحم رادفة
_ طبعا مش قصدى يا إياد أنا أسفه بس انا مش هقدر أقبل عزومتك
نعم هى تشعر بالإنجذاب تجاهه ولكن هذا لا يعنى أن يتقابلان لتناول الطعام على أى حال هذا شخص غريبا عنها ولا تعلم إذا كان شخصا جيدا أم لا ، بينما شعر "إياد" بخيبة الامل فهو بكل مرة يفشل مع تلك الفتاة المشاكسة سليطة اللسان ، حتى ولو تطلب الامر ان يلح عليها كالاطفال سيفعلها هو لا يعلم لماذا أصبح مُنشغلا بتلك الفتاة لكن ما يعرفه أنه لن يتركها حتى يجعلها توافق على تلك العزومة ليردف بمراوغة
_ لا هتقبلى ولو مقبلتيش هجيب انا العنوان بطريقتى وأجى أفطر وأتغدى وأتعشى عندكم وأحتمال أبات كمان ايه رأيك بقى؟!
ضحكت "ملك" على طريقته التى تُرغمها بكل مرة على الإعجاب بها لتُفكر انه لن يحدث شيئا إذا تناولت معه الغداء فهى تشعر وكأنها عليها التعرف أكثر على ذلك الشخص ذو الطابع المرح لتردف بضحك
_ لا وعلى ايه الطيب أحسن
شعر "إياد" بأنتصار أنه أستطاع ان يُقنعها ليردف بلهفة
_ يعنى هشوفك بكرا؟!
تنهدت "ملك" بأستسلام ولم تُرد ان تُسبب له المزيد من الحرج رادفة
_ هحاول إن شاء الله
أرتسمت البسمة على وجه "إياد" بعد أن تأكد من موافقتها على عذومته ليعقب بلهفة واضحة
_ طب ايه العنوان!!
أبتسمت "ملك" على لهفته الواضحة لتُردف
_ هبعتلك اللوكيشن على الواتس "رطبت شفتيها عندما لم تجد ما تقوله لتكمل بتلعثم" انا...مضطرة أقفل بقى.. باى
لاحظ "إياد" تلعثمها ليقرر ان لا يضغط عليها أكثر من ذلك ليوافقها على إنهاء المكالمة رادفا
_ باى
●●●●●
دلف "جواد" بها إلى الغرفة موصدا الباب خلفه بالمفتاح ثم وضعه فى جيب بنطاله ، ثم تقدم بها نحو الفراش وقام بإلقائها عليه بعنف وقسوة
شعرت "ديانة" بالقليل من الخوف والتوتر هى لا تعلم ماذا ينوى أن يفعل ذلك الحقير المنعدم الشخصية ، سريعا ما أعتدلت "ديانة" فى جلستها مُستعدة للدفاع عن نفسها إذا فكر أن يقترب منها ولكنها شعرت بالدهشة عندما تركها "جواد" مُتجها إلى غرفة تبديل الملابس
لم يمر سوى بضع ثوانٍ حتى خرج "جواد" من الغرفة ويبدو عليه ملامح المكر والهدوء حاملا بيده ثلاثة من ربطات عنقه لتشعر "ديانة" بالاستغراب الممزج بالقلق من نظراته تلك ، ماذا ينوى ان يفعل
أقترب منها "جواد" مُلقيا ربطات العنق تلك على الفراش ثم أخذ يتخلص من ذلك البنطال المنزلى ليبقى فقط بذاك السروال الداخلى القطنى لتتوتر "ديانة" من كل ما يفعله ، تلك الاشياء الذى يفعلها لا تدل سوى على شىء واحد ، هو انه ينوى ان يغتصبها
ألتقط "جواد" إحدى ربطات العنق مُتجها إلى يديها لتنتفض "ديانة" مُحاولة الابتعاد عنه صارخة به بفزع وزعر رادفة
_ لا انت مش هتعمل كده..انت مش هتغتصبنى..دى مش رجولة على فكرة..دى وساخه وقذارة
أبتسم "جواد" بسخرية ثم سريعا ما قام بخلع ملابسها وألتقط يديها وأحكم ربطهما جيدا وقام بتثبيتهما جيدا أعلى رأسها رادفا بمكر
_ ومين قالك أنى هغتصبك بالعكس دى مش أخلاقى
أزداد خوف "ديانة" عندما قام بجذب قدميها وتثبيت كلا منهما بطرف من السرير ليصبحا مُتباعدتان عن بعضهما وهى تصرخ به ان يتوقف عما يفعله مُحذرة إياه ان ما يفعله يجعلها تكرهه أكثر وإذا قام باغتصابها ستقتله حتما
_ أقتلنى قبل ما تعمل فيا كده احسنلك عشان والله لو عملتها مش هتردد لحظه أنى أقتلك يا حقير انت
أبتسم "جواد" وهو يقوم بخلع ثياب تلك الفتاة المتمردة ، تلك الفتاة التى أستطاعت أن تصفع تلك المرأة (الوحش) التى لا يستطيع هو ان يفعل معها هذا ، فهو يكرهها كثيرا لانها الشخص الوحيد الذى يخشاه "جواد" وتلك الفتاة الصغيرة أستطاعت أن تفعل ما لم يستطيع هو ان يفعله ، الان عليه أن يُثبت لنفسه أنه ليس بذلك الشخص الجبان او الضعيف تلك الفتاة القوية التى أستطاعت أن تصفع "هناء" سيجعلها تترجاه ان يرحمها، سيُثبت لنفسه انه لا يُنفذ أوامر "هناء" بل يستطيع أن يعصيها ويفعل ما يحلو له
رمق تلك المُقيدة أمامه وهى تصرخ بوجهه ان يتوقف بعد أن جردها من كُل ملابسها وهى قد تأكدت من نوياه بانه حتما سيقوم بأغتصابها لتردف بصراخ مُمزج بين بالغضب والرعب
_ أبعد عنى..متعملش فيا كده ، انت لو عملت كده أنا هوديك فى ستين داهية
صعد "جواد" إلى وجهها ولأول مرة يكون قريب منها إلى هذا الحد ، حتى انه يستطيع أن يستنشق رحيق أنفاسها ليقوم بوضع إصبعه على فمها مانعا إياها من الصراخ ثم أقترب من أذنها رادفا بهمس
_ هششش..مين قالك أنى هغتصبك؟! الأغتصاب ده بيكون عبارة عن علاقة جنسية بالغصب والاجبار وانا مش هعمل كده ، أحنا هنلعب لعبة صغيرة اوى انا وانتى نشوف بيها انتى حمولة قد أيه ولو خسرتى أنتى اللى هتحكمى على نفسك
شعرت "ديانة" بسريان القشعريرة بكامل جسدها فتلك المرة الاولى التى يقترب منها أحدا بهذه الطريقة ولكنها سريعا ما سيطرت على نفسها وصرخت به بحدة وغضب رادفة
_ لعبة أيه أنت مجنون؟!
أبتعد عنها قليلا ليصبح وجهها مُقابلا لوجهه مما جعلها تتوتر أكثر بكونها تنظر إلى زرقاوتيه بهذا الكم من الاقتراب بينهم ليردف بأبتسامة ماكرة
_ قولتيلى بقى دى لعبة أيه؟! بصى يا ستى اللعبه دى عبارة عن أنى هقعد ألعب مع مراتى شويه زى أى راجل ما بيلعب مع مراته ونشوف بقى أنتى حمولة قد أيه ولو عدى ١٠ دقايق من غير ما تطلبى أنى أنام معاكى تبقى كسبتى ومش هلمسك انما لو خسرتى هأخد حقكى منك تالت ومتلت وهحاسبك على كل اللى عملتيه تحت وهوريكى انا راجل ولا لأ!!
تحذير هذا المشهد قد يحتوى على مشاهد خاصة للبالغين فقط إذا كنت لا تتقبل هذا النوع من المشاهد ارجوا عدم القراءة
_ اوعى تعمل كده..لو..لو قربت منى انا..انا هموتك
قالت "ديانة" تلك الكلمات بأعيُن مُتسعة بصدمة مما قاله "جواد" مُدركة ما يُفكر به لتصرخ به ناهية إياه أن لا يفعل ذلك ولكنه لم يكترث إلى حديثها وأنقض عليها مُلتهما شفتيها بنعومة وشبق يُحاول أن يُقنع نفسه انه يتحدى إياها ، لا يريد ان يستسلم لحقيقة الامر وهى أنه يريدها كأى رجل يُريد زوجته ، يريد أن يُفرغ هذا الحمل الذى لا يرأف به كل مرة يراها بها ، نعم هى تُعجبه منذ تلك الليلة التى أرغمها بها أن ترتدى ذلك الثوب المُخصص للمتزوجين ، لن يُنكر أنه فى بداية الامر كان يريد أن يقوم بإذلالها ولكنه عندما رآها بتلك الهيئة أنجذب إليها وإلى جسدها وازداد الامر سوء اليةم التالى عندما كبلها وجلدها على مؤخرتها يُقسم انه فى ذلك اليوم كان يتمنى لو أن ينقض عليها ويلتهمها دون رحمة او شفقة ولكن ما كان يمنعه أن تلك الفتاة هى عدوته لا ينبغى ان يكون معها بهذا اللطف بل لابد أن يجعلها تتأوه من شدة الألم وليس المتعة
أزدا "جواد" من عُنفه فى تقبيلها حتى انه شعر بمذاق دماء شفتيها ولكنه لم يكترث لهذا الامر ، بينما "ديانة" كانت فى البداية تُقاومه خوفا من أن يُصلها إلى تلك المرحلة التى تضعف بها بين يديه ولكن مُقاومتها أصبحت أقوى عندما شعرت بعنفه وشعرت وكأنه يقوم بتقطيع شفتها حقا لم يبتعد عنها "جواد" إلا عندما شعر باحتياجها للهواء وأستمع إلى أنينها
أبتعد "جواد" عنها قليلا حتى أستطاع كلاهما أستنشاق الهواء وقبل أن تصرخ "ديانة" بوجه مرة أخرى قام "جواد" بالتقاط إحدى قطع القماش وقام بربطها على أعينها لتشعر هى بالتوتر والقلق فهى لا تثق بهذا الشيطان الذى لم يكتفى بربطها بل والان يمنعها من الرؤية أيضا لتزجره بحدة
_ خليك راجل وفكنى
أبتسم بسخرية على تلك القطة الشرسة خاصته ، لتروقة تلك اللعبة كثيرا فهو من عشاق التحديات ، أقترب من أذنيها وأخذ يتنفس بهدوء ويستنشق رائحتها ليُشعل النيران بجسدها ويُشعرها بكثير من الاثارة رادفا بهمس
_ أنا فعلا هبقى مش راجل لو سيبتك دلوقتى
قبل أنت تتفوه بأى كلمة أنقض عليها "جواد" يُقبلها بشغف وإثارة لم يستطيع ان يُسيطر على نفسه أكثر من ذلك ليتذكر ما فعلته مع "هناء" ليشعر بكثير من السعاده والانتصار فتلك الفتاة المُقيدة أسفله هى نفسها تلك الفتاة التى أستطاعت أن تُهين "هناء" تلك المرأة التى كانت ومازالت (شبحا) بالنسبة له تلك المرأة التى كانت تقسوا عليه وتضربه وتُقيده وتمنعه من كل شيئا يُحبه الاطفال فقط ليصبح شخصا قاسيا مثلها
أزداد من قسوة قبلته عندما تذكر كيف كانت تُشعره انه اقل من الجميع ، كانت تمنعه من اللعب حتى مع شقيقته ليصبح شخص انطوائيا لا يوجد لديه أصدقاء ، شخصا عمليا قاسى القلب حاد الطباع يخشاه الجميع وعلى الرغم من كل ذلك لايزال يخشى تلك المرأة المُتجبرة ، شعر بكثيرا من الغضب عندما تذكر انه لايزال يخاف من تلك المرأة بعد كل تلك السنوات
فاق من شروده على أنينها ووجهها الذى تحول للون البنفسجى من كثرة أختناقها وأحتياجها إلى الهواء ليبتعد عنها لثوانٍ فقط ثم انقض عليها مرة أخرى ليطبع تلك العلامات القاسية على عنقها ونحرها مُتجها إلى نهديها بمزيجا من الاثارة والغضب ، يشعر وكانه يُثبت لنفسه انه ينتقم من "هناء" وليست "ديانة" وكأنه يُحاول أكتساب قوته منها ، يشعر وكانه يأخذ بثأر عشرون عاما من العذاب والقسوة ، يريد أن يجعلها تصرخ أسفله تطلب الرحمة والخلاص
أخذ "جواد" يلتهم نهديها تارة بنوعمة وعشق وتارة بقسوة وغضب بينما كانت "ديانة" فى حالة لا تُحسد عليها فهو بعد ان قيدها وأغمض عينيها أصبح مُتحكما بها للغاية لا تستطيع ان تفعل شيئا سوا أن تتلوى بين يديه وتتأوه بطيف ألم وكثيرا من المتعة ، على الرغم من رفضها لتقربه منها إلا انها لا تستطيع منعه بالاضافة إلى تلك الاثارة والشبق الذى سيطر عليها وجعلها تتأوه وتتململ طالبة المزيد
لاحظ "جواد" أستجابتها له ولرغبتها التى أشتعلت صارخة لطلب المزيد لينخفض "جواد" وهو يوزع تلك القبلات من نهديها إلى بطنها حتى وصل إلى منتقطها التى أثارت جنونه من مجرد النظر إليها ليصعد مرة أخرى لفك تلك القماشه من فوق عينيها لتشعر "ديانة" بالخجل الشديد عندما تلاقت زرقاوتيهما التى كشفت رغبتها فى الحصول على المزيد ليبتسم "جواد" بأنتصار ويهبط مرة أخرى إلى منطقتها لأكمال ما اراد ان يصل إليه
أمتدت يد "جواد" إلى أنوثتها مُداعبا إياها وأخذ يُوزع تلك القبلات من منتصف فخذيها إلى مُلتقى ساقيها إلى أن وصل بشفتيه إلى أنوثتها الوردية وأخذ يلتهمها فى شغف وشبق لتصيح هى فى نشوة وإثارة وأخذ جسمها يتلوى بين يديه مُعلنا عن أحتياجه للمزيد
لاحظ "جواد" أحتياجها إليه وأنحناءلت جسدها ليُدرك انها تريد المزيد ليتشجع أكثر ليخترقها بأصبعين لتصرخ هى من كثرة المُتعة والاثارة وقد خارت قواها ولم تعد تحتمل ما يفعله بها لتصرخ بين يديه طالبة الخلاص
_ ااه..كفاية..كفاية..مش قادرة
لم يكترث إلى كلماتها وأخذ يُحرك أصابعه داخلها وهو يُقبل ورديتها تارة ويُعضها بنوعمة تارة أخرى لتصرخ به بمتعة وشبق غير قادرة على التحمل أكثر وقد نَست ذلك التحدى بينهم ولم تعد تعلم سوى انها تريد التخلص من ذلك العذاب الذى لا يرأف بها لتصيح به رادفة
_ كفاية بقولك..ارجوك كفاية..انا معتش مستحملة
ترك ورديتها ولكنه مازال يحُرك أصابعه بداخلها ليرمقها بنظرة ماكرة مُضيقا ما بين عينيه ليهمس بأنفاس تعذبه اكثر مما تُعذبها فهو أيضا يكاد ينفجر من كم إثارته وإحتياجه إليها
_ عايزة أيه ؟!
شعرت بالصدمة من سؤاله هى لن تستطيع أن تطلب منه ذلك الامر لماذا يُعذبها الان بمُحاولته ان يجعلها تطلب منه هذا الامر لتهمس من بين تأوهاتها رادفة
_ كفاية أرجوك..أرجوك يا جواد
اللعنه ، ماذا قالت الان؟! لماذا يشعر بتلك القشعريرة؟! هل نطقت أسمه للتو؟! هل قالت "جواد"؟! هذه هى المرة الاولى التى تنطق باسمه ، أدرك انها قد وصلت لأعلى نقاط الشهوة والاثارة ليُزيد من حركة أصابعه رادفا بهمس
_ عايزة أية يا ديانة؟!
صرخت بشهوة عارمة لم تعد تحتمل ، ليذهب ذلك الخجل إلى الجحيم لتصيح به بكلمات مُتلعثمة من كثرة شبقها رادفة
_ عايزاك يا جواد ، ارجوك كفاية ، أى كان اللى بتعمله خلصنى ارجوك
أنزعجت ملامحها كثير بعد ان أخرج أصابعه منها لينحنى مُتخلصا من ذلك السروال الذى كان يؤلمه كثيرا وأخذ يحرر قدميها من تلك الأربطه وسريعا ما أصبح بين قدميها وبلمح البصر أخترقها ولكن تلك المرة برجولته لتشهق بصدمة فتلك المرة الاولى لها لتتعالى صرخاتها بالمُتعة والشبق وبحركة لا إراديه حاوطت خصرة بقدميها ليهمس بأذنيها رادفا
_ عايزانى أعمل ايه
أشاحت بنظرها بعيدا عنه وهى تحترق شوقا للمزيد للتخلص من ألمها رادفة
_ عايزاك متوقفش ارجوك خلصنى معتش قادرة
أخذ يدفع بها بكثير من الاثارة والمتعة يريد التخلص من ذلك الالم الذى لا يرأف به ، يريد أن يشعر بتلوى جسدها والاستمتاع إلى صرخات نشوتها ، يريد أن يُرضى رجولته وأشباعها برؤيتها وهى تأتى بذروتها
ظل يدفع بها أسرع وأقوى كل مرة عن الذى تسبقها حتى شعر بحدة ضمة ساقيها حول خصرة وأستمع إلى صرختها التى تعلن عن خلاصها ليسمح لنفسه أن يأتى بذروته ليصرخا الاثنان معا فى لذة ومتعة مُعلنين عن خلاصهم وتلك هى المرة الاولى التى يسمح بها "جواد" لنفسه أن يصرخ أمام امرأة يُعاشرها
أبتعد عنها "جواد" مُلقيا بجسده على الفراش مُحاولا إلتقاط أنفاسه وتنظيمها بينما أغمضت "ديانة" عينيها براحة كبيرة بعد أن وصلت إلى نشوتها
حرر "جواد" يديها من تلك العقدة وسريعا ما أتجه إلى الحمام ليُنعش جسدة بعد تلك المعركة اللذيذة وترك "ديانة" خلفه مصدمة مما حدث بينهما ومما أوصلها له
↚
أرتخى جسده تحت تدفق تلك المياه الباردة التى منحته الانتعاش يفكر فيما فعله منذ قليل ولما فعل ذلك؟! أحقا كان يُريد فعلها وأستغل الوضع ، أم كان يُفرغ بها كل ما يحمله منذ عشرون عاما؟! لماذا إذا تعامل بها بكل هذا اللطف واللين ، لماذا كان يُضاحها وكأنهما يُمارسان الحب معا ، لماذا لم يفتك بها ويجعلها تصرخ بألم وليس بمتعة ، لماذا صرخ معاها وهو لم يعتاد أن يصرخ أمام العاهرات التى يُضاجعهم ، لما شعر بكل تلك النشوة والأستمتاع عندما أستمع إلى صرخات المتعة خاصتها وهو لم يكترث لأستمتاع أى إمرأة قط
حرك "جواد" رأسه أسفل المياه مُحاولا طرد تلك الافكار من مُخيلته ثم قام بغلق صنبور المياه وألتقط إحدى المناشف القطنية ولفها حول خصره وألتقط أخرى واضعا إيها حول عنقه وتوجه للخروج من الحمام مُتجها إلى غرفة تبديل الملابس ليوقفه صوت بكائها المرير
شعر "جواد" بالصدمة من تلك الوضعية التى رآها بها فهى تجلس على الفراش عارية تماما كما تركها ولكنها كانت قد أعتدلت فى جلستها ضاممة ساقيها إلى صدرها وذراعيها ملفوفان حولهما مُحضتنة إياهما دافنة وجهها فى ركبتيها وصوت بكائها ونحيبها يملأن المكان ليندهش هو كونها تبكى ولأول مرة يراها وهى منهارة هكذا ، فلم يسبق له أن رآها بهذا الضعف حتى عندما قام بأخذ عُذريتها لم يراها تبكى حينها ، لماذا إذا تبكى الان؟!
بينما كانت "ديانة" تبكى قهرا وألما على ما حدث بينهما تشعر بكثير من الاهانة التى لم تتعرض لها من قبل ، لم تكن تتوقع أن يأتى يوما وتطلب بل وتُلح على رجُل أن يمارس معها الجنس ، ليس أى رجل بل ذلك الحقير الذى تتمنى قتله ، ذلك الذى يفعل أى شيئا ليُشعرها بالذلة والمهانة ، بل ويريد تعذيبها والان قام بتجريدها من كبريائها بجعلها تترجاه ان يفعل ذلك الشئ معها ليزداد بكائها ونحيبها بينما توقفت عن البكاء وقامت بسحب الأغطية عليها عندما شعرت بوجوده أمامها لتتحول نظرتها من البكاء والضعف إلى الغضب والكراهية
أدرك "جواد" سبب بكائها عندما رأى فعلتها تلك ليُخمن أن سبب بكائها هو شعورها بالذل والمهانة ليشعر بطيف أنتصار وفخر على ما فعله بها وعزم على أن يُزيد من إشعارها بالإهانة ليزيد شعوره باللذة والمتعة من ضعفها أمامه وكأنه يشعر بمدى قوته عندما يرى ضعف الاخرين امامه ليردف مبتسما بأستهزاء
_ كلهم فى البداية بيعملوا زيك كده بس لما بيجربوا ويعجبهم بيجوا لحد عندى ويترجونى انام معاهم تانى
شعرت "ديانة" بكثير من الغضب والأهانة لتشبيهها بالعاهرات الذين يمارس معاهم ولم تستطيع السيطرة على نفسها لتنهض سريعا مُتوجهة إليه واكزة إياه فى صدره صارخة فى وجهه بغضب وحنق رادفة
_ أنت أيه!! حيوان...معندكش دم...مش بتحس يا...
كانت تتفوه بكل كلمة وهى تضربه فى صدره ليقاطعها قابضا على رسغها بعد شعوره بالغضب لكونها تدفعه بتلك الطريقة وتتطاول عليه بالحديث ليسحق أسنانه بغضب رادفا
_ عارفة لو فكرتى ترفعى أيدك عليا او تغلطى فيا مرة تانيه انا هعمل فيكى ايه؟!
رمقتة بغضب وتحدى والدموع مُتحجرة فى عيناها ، فهى لم يعد يُهمها شيئا فهى تظن أنها رأت أسوأ ما عنده ولكنها لا تعلم أنها لم ترى شيئا بعد ، لتصرخ به رادفة بأستهزاء
_ هتعمل أيه يعنى؟ هتقتلنى! ياريت عشان أخلص منك ومن قرفك ده
أزداد "جواد" من شدة جذبته لذراعها بغضب لكونها تتحداه ليردف بأستهزاء
_ لااا..أقتلك ده أيه!! أنا مش هقتلك بالساهل كده انا هخليكى تتمنى الموت كل لحظة وانا بعذبك وبهينك وبذلك وبطلع عين أهلك ولما أبقى أزهق منك هبقى أقتلك متقلقيش
أعتلت وجهها ملامح الأشمئزاز والأحتقار رادفة بحدة
_ أنت حيوان وحقير وزباله و....
قطع حديثها بجعلها تلتف ليصبح ظهرها مُقابلا لصدره ووجهها مُقابلا للفراش وسريعا ما قام بالضغط على ظهرها لجعلها تنحنى أمامه ويصبح منتصفها السُفلى من الخلف مُقابلا مُنتصفه السُفلى من الامام رادفا بمكر
_ كلمة كمان وهوريكى انا حيوان قد أيه وأخليكى تشوفى جزء بسيط من حقارتى "أمتدت يده للقبض على مؤخرتها مما جعلها تنتفض بين يديه ليبتسم بأنتصار رادفا" بس المرة دى مش هتبقى زى من شوية كده ، هتبقى مختلفة عنها تماما فى المكان "رفع يده وتهاوى بصفعة قوية على مؤخرتها مما جعلها تصرخ بألما ليُكمل" وفى الأحساس كمان وهتندمى ندم عمرك لان اللى هعمله فيكى مظنش حد عملوا معاكى قبل كده ، وانتى وشوقك بقى
أبتلعت "ديانة" ريقها بخوفا وذعر بعد أن أدركت ما يعنيه بكلماته وانه يُهددها بممارسة تلك العلاقة المُحرمة حتى بين الأزواج والمؤلمة جدا أيضا بينما لاحظ "جواد" فزعها وذعرها ليعزم على أن يمرح معها قليلا ويستمتع بأن يُشعرها بمزيد من القلق والتوتر
أمتدت يد "جواد" إلى تلك المنشفة التى تُحاوط خصره وسريعا ما قام بنزعها مما جعل "ديانة" تشعر بالفزع الشديد وأخذت ضربات قلبها فى التزايد ليأتها صوته الرجولى رادفا باستفسار
_ لسه عايزة تقولى حاجة؟؟
أستطاعت "ديانة" التخلص من قبضته حول خصرها وسريعا ما فرت من أمامه برعب وهلع مُتجهة إلى الحمام وأوصدت الباب خلفها بلهفة ، بينما لم يستطيع "جواد" السيطرة على ابتسامته المتسلية التى أرتسمت على وجهه وتلك أول مرة له منذ فترة طويلة أن يبستم بمصداقية وسريعا ما أتجه إلى غرفة تبديل الملابس معازما على الذهاب إلى الشركة
●●●●●
أنتهى من تناول الإفطار بعد أن قام بتبديل ملابسه عازما على التوجه إلى الشركة ، دلف "هاشم" السيارة مُحددا وجهته ليوقفة صوت رنين هاتفه مُعلنا عن وجود إتصالا ، ألتقط الهاتف ليرد بعد أن علم من المتصل ليأتيه صوت أنثوى يصرخ بأستغاثة رادفا
_ ألحقنا يا هاشم بيه
فزع "هاشم" من صراخها مُدركا ان هناك مشكلة كبيرة قد حدثت ليردف مستفسرا
_ فى أيه يا هند؟!
أبتلعت بمزيد من القلق والخوف من ردة فعله ولكنه يجب ان تُخبره حتى لا يزيد الامر سوء لتردف بتردد
_ الست هانم كنت بقطعلها فاكهة ودخلت المطبخ أعمل حاجه طلعت لقتها ماسكة السكينه وبتحاول تموت نفسها ومحدش عارف يسيطر عليها ابدا
أعتلت وجه "هاشم" ملامح الصدمة والهلع وسريعا ما ألقى الهاتف جانبه وتوجه إلى ذلك المكان الذى يخفيها به عن أعين الناس بعد أن أشاع أنها قد توفيت من عشرون عاما
وبعد قليل من الوقت وصل "هاشم" إلى ذلك المكان وسريعا ما سحب مكابح السيارة بشدة لدرجة أن السيارة قد صاحت من هول صدمة الاحتكاك ، ترجل من السيارة على عجل وركض مُتجها إلى داخل المنزل
وقف "هاشم" مصدوما مما يراه ف "لبنى" تقف وتحمل ذلك السكين موجهة طرفه المُدبب إلى صدرها مُحاولة إستجماع شجاعتها لغرسها داخل قلبها ليأتها صوته الامر بغضب ممزوجا بالرعب صارخا بها كى يوقفها رادفا
_ لبنى
أرتجف جسدها عند سماع صوته لتُحاول الضغط على نفسها لكى تخترق تلك السكين جسدها وترحمها من ذلك العذاب الذى هى أسيرته من أكثر من عشرون عاما ليتجه إليها "هاشم" بسرعة وقبل أن تنجح فى ما كانت تنويه ألتقط منها السكين وسريعا ما ألقاه أرضا وسيطر على يديها فى قبضة يده صائحا بمن حوله بغصب
_ أطلعوا كلكوا برا
سريعا ما نفذ جميع من فى الغرفة الامر وخرج الجميع ليُحول "هاشم" نظره إلى "لبنى" الذى تقف أمامه وهى تبكى بأنهيار بين يديه ، ليأخذ نفسا عميقا براحة وأطمئنان لكونها لم يحدث لها شيئا ، ولكن لماذا يشعر بالراحة من كونها بخير وهو اول شخص يريد قتلها وتعذيبها ، هل يشعر بالشفقة تجاهها ويريد أن يرحمها؟! ليأتيه صوتا صارخا بداخله يُزجره بنهى ، بالطبع لا يريد رحمها ولكنه يريد أن يرى عذابها وحسرتها على ابننها عندما يقتلها أمام عينيها كما فعلت به عندما قتلت زوجته وأبنتة
شعر "هاشم" بالضعف الشديد عندما تذكر ما حدث لزوجته وجنينه لتمتلئ الدموع فى عيناه موجها حديثه إلى "لبنى" الماثله أمامه رادفا بأنهيار
_ ليه عملتى فينا كلنا كده دمرتى عيلة بحالها ، قتلتى مراتى واللى فى بطنها ودمرتينى ودمرتى بيتى ودمرتى اختى وأتسببتى فى موت اخويا وخلتينى اعمل حاجة ندمان عليها لحد دلوقتى ، خلتينى أتجوز هناء اللى هى أخت مراتى واللى انا عارف انها كانت بتحب اخويا وأخد عهد أنى مقربلهاش طول العمر
ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها فى صدمة فهذا الكلام تستمع إليه للمرة الاولى فى حياتها وهذا يُفسر لها سبب كراهية "هناء" لها وجعلها تفعل كل ما فعلته فى ذلك اليوم ليقبض "هاشم" على ذراعيها بغضب وألم والدموع تتساقط من عينيه رادفا
_ شوفتى بقى عملتى فينا أيه ، عشان كده أنا مش هسيبك تموتى بالساهل لازم اعذبك زى ما انا اتعذبت لازم أحرق قلبك زى ما حرقتى قلبى لازم أكويكى بنارى اللى انا مكوى بيها بقالى عشرين سنه أشتياق وحرمان وضعف وعذاب لازم تدفعى التمن يا لبنى
هزت "لبنى" رأسها بنفى تُحاول للمرة المليون ان تُجعله يفهم انها لم تفعل شيئا ولكن لا فائدة من ذلك ، بينما "هاشم" لم يعد يستطيع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك فتلك الرغبة والحرمان بداخله لا يرأفان به ابدا ، لينقض عليها مُلتهما شفتيها بمنتهى الغضب والقسوة غير مُكترث لتلك التى أنصعقت من صدمتها مما فعله وتُحاول دفعة بعيدا عنها ولكن دون فائدة فهو كالجدار لا يتحرك ابدا
ظل "هاشم" ينتقم من شفتيها حتى تذوق بهم طعم الدماء ولكنه لم يتوقف بينما "لبنى" لم تعد تستطيع إبعاده خصيصا بعد شعورها بالأختناق وأحتياجها للهواء ، وبعد كثيرا من الوقت أخيرا أبتعد عنها بعد صياح هاتفه مُعلنا عن وجود إتصالا من "جواد"
شهقت "لبنى" مُحاولة تنظيم أنفاسها بعد شعورها بالأختناق التام وظنت أنه يُحاول قتلها ، بينما "هاشم" شعر بالصدمة والغضب من نفسه مما فعله ، كيف لم يستطع ان يسيطر على حاله؟! ماذا فعلت تلك اللعينة حتى أجبرته على تقبيلها؟! كيف لم تمنعه عن فعل ذلك؟!
رمقها "هاشم" بكثيرا من الغضب والأحتقار مُلقيا عليها وحدها خطأ ما حدث الان مُحاولا إقناع نفسه أنها كانت تستطيع أن تمنعه ولكنها لم تفعل ، صفعة قوية تهاوت من يد "هاشم" على وجه "لبنى" رادفا بأشمئزاز
_ كنت عارف أنك نجسة وقذرة
سريعا ما ذهب "هاشم" هاربا مما فعله تاركا إياها غارقة فى بُحور ما يحدث ودموعها لا تتوقف عن الانسياب مُلقية الذنب على نفسها على الرغم أنها لم تقدر على إبعاده عنها
●●●●
ألقى "جواد" هاتفه على مكتبه بغضب ونفاذ صبر ليأتيه صوت "إياد" الجالس أمامه مُستفسرا
_ ايه مبيردش بردو؟!
أغمض "جواد" عيناه بملل رادفا بنفى
_ لا
حاول "إياد" تهدئة "جواد" بأشغاله بأمر آخر وأيضا يُخبره ما يجب أن يحدث الفترة القادمة ليردف بجدية
_ زمانه جى يمكن عنده مشوار ولا حاجه ، المهم فرع الشركة بتاعتنا فى أمريكا المفروض هنمضى صفقة كبيرة مع شركة عقارت كبيرة هناك ومحتاجين حد يسافر كمان أسبوع ضرورى وهاشم بيه انت عارفه بقاله حوالى سنة مش بيسافر لإكمال صفقات يبقى حضرتك لازم تسافر
قال "إياد" جملته الأخيرة باستهزاء ظننا منه ان "جواد" ليس لديه مزاج للسفر ولن يقبل تلك السفرية الان وأن عملهم سيتعطل بسبب مزاجيته اللعينة ليفأجئه "جواد" رادفا بحدة
_ تمام أحجزلى فى طيارة يوم الحد الساعه ٨ الصبح
أندهش "إياد" مما أستمع إليه ليردف بصدمة مستفسرا
_ انت بتتكلم جد؟! السفرية دى مش يومين او أسبوع دى ممكن تعدى الشهر
أمتعت ملامح "جواد" بالغضب رادفا بأنزعاج
_ هو انا عيل صغير معاك مش هبقى فاهم اللى بقوله ولى ايه؟!
لا حظ "إياد" أنزعاج صديقة الذى يعرفه جيدا ليُفضل إنهاء الحديث قبل أن يزداد الامر سوء ويتشاجران ليردف سريعا
_ لا يا عم انت حر خلاص براحتك
خرج "إياد" من المكتب تاركا "جواد" خلفة يفكر فيما حدث بينه وبين "ديانة" ليشعر بكثير من الغضب لكونه يفكر بها دائما ، فهى تُشبه اللعنة التى تُصيب الانسان ، مازال لا يستطيع تفسير ما حدث فى صباح اليوم ، اهو حقا كان يريد ان يقوم بعمل علاقة معها ام انه فهل هذا لكى يشعر بانتصارة على "هناء" بكونه أهان الفتاة التى أستطاعت إهانتها!! أم أنه كان يحاول أن يُقنع نفسه انه يستطيع ان يعصى كلام "هناء" ويفعل ما يريده ، شعر بالتشتت من تلك التناقضات بداخلة ليلتقط هاتفه وسريعا ما شرع فى الخروج من الشركة بأكملها
●●●●●
بعد مرور اكثر من أسبوع...
جالسة بغرفتها وشعور القلق لم يُفارقها منذ يومان بعد أن لاحظت عدم مجىء "جواد" إلى البيت ، نعم هى تشعر بالراحة من عدم وجوده ولكن الأمر أصبح مُريباً بالنسبة لها لتتذكر ما حدث فى ذلك الأسبوع الاخير
•••
تجلس "ديانة" بغرفتها تُفكر فيما حدث بينهم فى صباح هذا اليوم لتمتعض ملامحها بالكثير من الغضب عندما تذكرت ما فعله بها وتلك الطريقة المُهينة التى أفقدها بها عُذريتها بأمر من تلك المرأة الحقيرة ولم يكتفى بهذا الأمر بل مارس معها ولأول مرة بتلك الطريقة الخبيثة مما جعلها تشعر وكأنها عاهرة من تلك العاهرات اللاتى يعرفهن ، أغمضت "ديانة" عينيها بكثير من الأشمئزاز والكراهية عازمة على أن تمنعه من التقرب إليها مرة أخرى حتى ولو وصل الأمر لأن يقتلها او تقتله
قطع تفكيرها صوت صياح مكابح سيارته التى توقفت مرة واحدة مُعلنة عن وصله لتشعر "ديانة" بالخوف من فكرة مجيئه وذهبت كل شجاعتها وكأنها تبدلت إلى فتاة أخرى تخاف قربه ، تململت بفراشها مُصطنعة النعاس حتى تستطيع الهروب من ذلك الشخص اللعين
فتح "جواد" باب الغرفة بأندفاع وكأنه نسى وجودها لتقع عيناه على تلك التى تتوسد الفراش غائبة فى نومها ، وقف "جواد" أمام فراشها لتشعر هى بقربه ليرتجف قلبها خوفا من تنفيذ تهديده الذى أخبرها به صباح اليوم ولكنها هدأت قليلا عندما شعرت بانصرافه وتوجهه إلى غرفة تبديل الملابس
بعد وقت ليس بكثير خرج "جواد" من غرفة تبديل الملابس بعد أن غير ملابسه لتظن "ديانة" أنه قادم للنوم بجانبها لتندهش من مُغادرته الغرفة غالقا بابها خلفه لتُدرك انه سيتجه إلى غرفة أخرى وذلك الشىء راقها كثيرا ، ولكن الأمر أصبح مُخيفا بالنسبة لها بعد ان مر أسبوع كامل وهو يتجنبها تماما وكأنها غير موجودة من الأساس فهو يستيفظ باكرا ويقضى اليوم كله بالخارج ولا يعود سوى لينام فقط ويُعيد نفس الأمر كل يوم لمدة أسبوع كامل وهى يزداد قلقها وخوفها من ذلك الهدوء الذى تملكه ولكنها تُطمئن نفسها ظننا أن هذا جيد
•••
كان ذلك قبل ثلاثة أيام فهى منذ مرور ذلك الأسبوع وهى لم تراه أبدا حتى أنه لم يأتى إلى البيت ليصبح الأمر مُريبا بالنسبة لها ، فهى بقت لثلاث أيام تجلس بهذا البيت بمفردها وهى لا تعتاد هذا الامر ، حتى أنها لا تستطيع الخروج من هذا البيت ، وأيضا ليس بحوذتها هاتفها المحمول فقد أخذه منها منذ ذاك اليوم الذى سمعها فيه وهى تتحدث إلى "أدهم"
قطع تفكيرها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم لتُسرع لفتح الباب ولكنها تتوقف للحظة تظن أنه قد يكون ذلك "الجواد" ولكنها تتذكر أن بحوذته مفتاحا وإذا كان هو لكان لم يرن الجرس ، فتحت "ديانة" ذلك الباب لتتفاجئ بتلك التى تقف أمامها ، هى تشعر وكأنها رأتها من قبل ولكنها لا تتذكر من تكون لتردف بأستفسار
_ مين حضرتك؟!
قابلتها الاخرى بأبتسامة صادقة وهى تقوم بخلع نظارتها رادفة بأحترام
_ أنا زينة بنت عمك وأخت جواد
أطالت "ديانة" النظر إليها وهى لا تعلم ماذا تفعل أتُدخلها أم تطردها فهى رأت ما يكفى من تلك العائلة بداية من ذلك الجواد نهاية بتلك المرأة الوقحة ، ولكن الشىء الذى يُربكها هو ابتسامة تلك الفتاة التى لا تعلم اهى صادقة ام لا ليأتيها صوت "زينة" رادفة
_ أيه هتسبينى واقفة على الباب كتير كده ولا أيه؟!
حمحمت "ديانة" بحرج وقررت ان تُدخلها على الأقل تتحدث إلى أحد افضل من التحدث إلى نفسها طوال تلك الفترة الماضية لتردف بترحيب
_ لا أبدا ، أتفضلى
دلفت "زينة" المنزل وجلست بصحبة "ديانة" مُحاولة معها بدء الحديث دون إشعارها بأى هجوم او لوم عليها لتبتسم لها بحب رادفة
_ طبعا أنا كان نفسى أقعد معاكى من بدرى تقريبا من اول ما عرفت انك انتى وجواد اتجوزتوا بس بصراحة كنت مستنية شوية لحد ما الأمور تهدا وأستغليت سفر جواد وقولت أجى أقعد معاكى شوية
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بصدمة رادفة بأستفسار
_ هو مسافر؟؟
شعرت "زينة" بالدهشة من صدمة "ديانة" وكونها لا تعلم عن سفر زوجها ولكنها سريعا ما تذكرت شدة "جواد" وجفائه وعدم إكتراثه لإخبار أحدا عما يفعله لتُردف بهدوء مُحاولة عدم إحراجها
_ أه يا بنتى أصل جواد كده بيعمل الحاجة ومش بيعرف حد خالص ده انا عرفت من بابا بالصدفة
أومأت "ديانة" برأسها مؤكدة على كلامها لتشعر "زينة" أن هذا الوقت المناسب لمُحادثتها لتردف بهدوء
_ المهم خلينا فى اللى جيالك عشانه ، أكيد عرفتى أيه سبب جوازك من جواد وأيه اللى حصل من عشرين سنه ، طبعا انا مش جايه افتح فى القديم او أتكلم معاكى فى حاجه بخصوص اللى حصل وعارفة أن ملكيش ذنب وعارفة إن اللى بيفكر فيه بابا وجواد وطنط هناء غلط ، سواء ماما او مامتك فهما الأتنين ماتوا وربنا هو اللى هيحاسبهم على اللى حصل أى كان هو ايه ، انا جايه أقولك أنى مش معاهم فى أى حاجة وعايزه أقولك على حاجة بابا وجواد مش وحشين هما بس موجوعين من موت ماما وخصوصا "جواد" لانه شاف الحادثة وهو أكتر واحد أتأثر بس انا أكيد مش هقف اتفرج وهقنعه انك ملكيش ذنب وعايزاكى تصدقينى وتسمحيلى اننا نكون صحاب وقريبين من بعض لانى معنديش اخوات وكان نفسى بجد يبقى عندى أخوات بنات بس اهو اللى حصل ، ياريت توافقى نكون صحاب واخوات
شعرت "ديانة" بالصدق فى حديث "زينة" وأنها ليست مثل ذلك القاسى المغرور وتلك العقربة التى عرفت أسمها للتو ، يبدو على تلك الفتاة الطيبة والبراءة ويبدو أيضا أنها لا تعلم مدى قذارة شقيقها ومُعاملته القاسية المُجردة من أى إنسانية لتردف بأبتسامة عذبة
_ أكيد طبعا موافقة اننا نبقى أخوات خصوصا أنى حاسه أنك طيبة وكويسة جدا و..
قطع حديثها صوت جرس الباب مُعلناً عن قدوم أحدا اخر لتستأذن من "زينة" وتوجهت إلى الباب وما إن فتحته حتى صاحت بكثير من السعادة والفرح مُعانقة إياها بأشتياق ولهفة رادفة
_ ملك ، وحشتينى..وحشتينى اوى اوى يا روح قلبى
بادلتها "ملك" العناق مُعقبة بأشتياق ولهفة مُماثلة وقد ترقرقت الدموع بعينيها
_ وانتى كمان وحشتينا اوى يا ديانة
أدخلتها "ديانة" وقامت بأصطحابها إلى "زينة" ليتعرفا على بعضهما ، قدمت "ديانة" ملك" إلى "زينة" رادفة
_ بما أنك يا زينة بتحبى جو الأخوات والصحاب وكده تقدرى تعتبرى "ملك" أختنا الصغيرة ، ملك تبقى أختى
أدركت "زينة" أن تلك الفتاة هى شقيقة "مالك" الذى سبق وحدثها عنها لتبتسم لها بحب وترحاب بينما حولت "ديانة" نظرها إلى "ملك" رادفة
_ ودى يا ملك تبقى زينة بنت عمى وأختنا الكبيرة من دلوقتى
صافحتها "ملك" بحب وسعادة بينما شعرت "ديانة" بالدهشة من مجئ "ملك" وأيضا كيف سمح لها الحراس بالدخول لتردف "ديانة" بأستفسار
_ صحيح انتى جيتى أزاى وعرفتى العنوان منين وازاى الحرس دخلوكى؟؟
أبتسمت لها "ملك" بمرح على كثرة أستفساراتها لتردف
_ واحده واحده هفهمك ، مالك جبلنا بيت ونقلنا هنا بالنسبة بقى لعرفت البيت أزاى والحرس دخلونى ازاى فالفضل يرجع لإياد بصراحة
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها لتردف بأستفسار
_ إياد مين
تدخلت "زينة" موضحة الامر "لديانة" رادفة
_ إياد ده يعتبر الصاحب الوحيد لجواد وبيشتغل معاه فى الشركة وأبوه يبقى صاحب بابا جدا
حولت "ديانة" نظرها إلى "ملك" رادفة بأستفسار
_ وده أنتى وصلتيلوا أزاى؟!
قصت "ملك" على "ديانة" ما حدث من البداية وذهابه إلى بيتهم فى القاهرة حتى عزيمته لها على الغداء منذ أسبوع وأنه اخبرها أن "جواد" يُمكن ان يُسافر ووقتها سيأخذها لكى تزور "ديانة" وتطمئن عليها ويُعيدها إلى البيت مرة أخرى
مطت "ديانة" شفتيها جانبأ رادفة بأستفسار ويبدو عليها القلق من تلك العلاقة
_ امم وبعدين
لاحظت "ملك" قلق "ديانة" لتُحاول ان تُطمئنها رادفة بمرح ومشاكسة كعادتها رادفة
_ لا متقلقيش أنتى عارفة ملك كويس اه تبان مجنونة وطقة بس وقت الجد نهد الدنيا هد
ضحك كلا من "ديانة" و "زينة" على طريقة ملك المرحة والمليئة بالطاقة والعفوية بينما فكرت "زينة" انها ليست وحدها من تشعر بذلك الأنجذاب تجاه ذلك الذى يُدعى "مالك" بل هناك أيضا تلك الفتاة التى يبدو عليها الانجذاب لذلك المُراوغ ذو الكلام المعسول الذى يُدعى "إياد" لنرى إذا إلى أين سنصل فى تلك المتاهة الكبيرة التى تُدعى الحياة
●●●●●
جلست "زينة" بصحبة "ماجدة" بعد أن عادت من عند "ديانة" وقصت عليها ما حدث وكلامهم معا وأنهما أصبحا أصدقاء وتقربا من بعضهما البعض
شعرت "ماجدة" بكثير من السعادة لتقرب "زينة" من "ديانة" وانها لا تُفكر فى الأنتقام منها وأنها يُمكن أن تُقنع "جواد" بأن لا يؤذى "ديانة" وان ينسى ما يُفكر به
لاحظت "زينة" سعادة "ماجدة" لتُقرر أن تتحدث معها فى ذلك الأمر الذى لطالما أصبح لا يُفارق بالها لتردف بتردد
_ فى حاجة كمان عايزة أحكيلك عليها ، فاكرة مالك اللى كان جيه زعق هنا وسأل على ديانة "أومأت لها ماجدة بإيجاب لتُكمل بخجل" بصراحة أنا وهو الفترة دى بنتكلم كتير جدا وحاسه بأنجذاب نحيته ، انتى عارفة طبعا أنى مش من النوع اللى بينجذب لحد وده اللى محيرنى ، هو إنسان كويس ومحترم وناجح فى شغله وفى صفات كتير حلوة يمكن عشان كده انجذبتله بس حقيقى يا عمتو متوترة ومش عارفة أعمل أيه
رمقتها "ماجدة" بنظرة حب وثقة مما جعلها تشعر وكأنها تُخبرها انها تثق بها وانها ستفعل الصواب بالتأكيد ، كل هذا وتلك المُتصنتة كالعادة تسترق السمع إلى حديثهما وقد شعرت بالغضب الشديد مما أستمعت إليه
أخرجت "هناء" هاتفها وقد أتصلت بإحدى الارقام وما إن اتاها رده حتى بدأت فى إلقاء أوامرها رادفة
_ زينة بنت هاشم عايزاك عينك عليها وكل تحركاتها تبقى عندى لحظة بلحظة
أنهت "هناء" إتصالها وعزمت على تدمير ذلك الشئ الذين يُحاولون تشيده فهى لم تقبل بالخسارة فى الماضى والان ايضا لن تقبل بالخسارة مهما تطلب الامر لتردف بكثير من التوعد
_ مش هسمحلكوا تهدوا اللى بنيته من أكتر من عشرين سنه يا بنت لبنى انتى وبنت هاشم حتى ولو كان آخر يوم فى حياتى واللى انا مخططاله هيحصل يعنى هيحصل
↚
جالسا على تلك الأريكة بغروره المُعتاد ، ينظر إلى تلك الفتاة المثيرة الذى تقف امامة مُنتظرة اوامره ، تلك الفتاة التى طلبها وكان شرطه أن تكون عذراء ولا يزيد عمرها عن العشرون عاما ، بعد أن أحضر الكثير من الفتايات العاهرات للممارسة معهن ولكنه فى كل مرة يتوقف عما يفعله ويشعر بكثير من الاشمئزاز ، ليُقنع نفسه أنه فقط يشمئز منهن كونهن عاهرات وقد مارسن الجنس لكثير من المرات وبالطبع يحملن الكثير من الامراض لهذا السبب أحضر تلك المرة فتاة لم يسبق لها ان مارست ذلك الأمر لعله يصل إلى ما يريد
رمق تلك الفتاة مُتفحصا إياها مُحاولا إثارة نفسه بجسدها البض ذو القوام الممشوق والشعر الاصفر الحريرى والعيون الخضراء ليأمرها "جواد" بخلع جميع ملابسها وانتظاره بالفراش
فعلت الفتاة ما أمرت به وسريعا ما توسدت الفراش فى انتظاره بينما كان هو يُتابعها بزرقاوتيه مُتفحصا كل جزء بجسدها وهى حقا مثيرة للغاية فهى تملك نهدان كبيران مشدودان وأيضا مؤخرة مُستديرة ممشوقة تُثير أى شخص ينظر إليها
نهض "جواد" من مقعده بعد أن شعر بكثرة الاثارة وانتشاء رجولته ، وأتجه إلى الفراش مُتخلصا من قميصه وسريعا ما تخلص من كل ملابسه ليقف أمام تلك الفتاة التى تقوم بعمل بعض الحركات لزيادة إثارته
أقترب منها "جواد" وكاد أن يدفع بها لينتابه نفس ذلك الشعور بالنفور والإشمئزاز على الرغم من إنتشاء رجولتة وشعوره بالكثير من الإثارة والرغبة فى التخلص من ألمة ولكنه لا يستطيع فكلما حاول الاقتراب يزداد إشمئزازا
زفر "جواد" بحنق مبتعدا عنها مُنزعجا من ذلك الشعور الذى يحدث له كلما حاول الأقتراب من أى فتاة ، على الرغم من رغبته إلا أنه لا يستطيع القيام بذلك الامر وها هو على ذلك الحال لما يُقارب شهرا ونصف ، ما هذا الشىء الذى أصابه فهو غير مُعتاد على مرور كل تلك الفترة دون القيام بذلك الأمر
أقترب "جواد" من تلك الفتاة وجلس بجانبها فى ذلك الفراش مُحاولا التقرب منها ولأول مرة يُفكر فى ممارسة الجنس الرقيق وليس العنيف لعلة يصل إلى خلاصه ، بينما شعرت تلك الفتاة بالسعادة لإقترابه منها فهو على الرغم من حدته وجفاء مُعمالته إلا انه وسيما للغاية وقد يأسر قلب الكثير من الفتايات
أقترب "جواد" تجاه شفتيها ليتذكر ذلك اليوم الذى قام فيه بالإقتراب من "ديانة" وها قد حدث له أخر شىء لا يتمنى حدوثه ، فقد رأى "ديانة" بين يديه للحظة ليشعر أن كل ما يُحاول فعله منذ شهرا ونصف لم يُشكل فارقا فيما يفكر به ، فهى تستحوذ على تفكيره طوال الوقت حتى عندما يأتى بتلك الفتايات يتذكرها ويتذكر تلك المرة التى مارس معها وتلك المرة الاولى له أن يُمارس بها الجنس الرقيق فهو لا يهتم سوى بالوصول إلى خلاصه الذى لا يأتى سوى بممارسة عنيفة مع هؤلاء العاهرات ويبتعد غير مكترث لهن ولكن معها كان الامر مُختلف ، لعن بداخله نفسه وتفكيره بها حتى الان لا تترك مُخيلته ليبتعد عن تلك الفتاة رادفا باللغة الأنجلزية
_ يُمكنك الذهاب
صُدمت الفتاة من جُملته فهى رأته مُنتشيا وفى قمة إثارته لماذا إذا يطلب منها الذهاب لترمقه رادفة بأستفسار
_ لماذا سيدى؟! هل لم أُعجبك؟؟
أغمض "جواد" عينيه بغضب مما يحدث له ولكنه لا يريد أن يخرج ذلك الغضب على احد ليردف بهدوء
_ الأمر لا يتعلق بك ، انا لا أريد القيام بذلك الامر ، ستحصلين على المال المُتفق عليه والآن أذهبى
نهضت تلك الفتاة رادفة بأحترام
_ كما تشاء سيدى
نهض "جواد" مُتجها إلى الحمام بعد أن اعطى لها المال وتركها تنتهى من ملابسها رادفا
_ أريد أن لا أراكى عندما أخرج
دلف "جواد" إلى المرحاض مُحاولا التخلص من ذلك الغضب الذى يشعر به ليذهب صوب الصنبور وفتحه ثم ملأ يده بالمياه ونثرها على وجهه بفوضوية ظننا منه انه قد يتخلص من تلك النيران المُشتعلة به
خرج "جواد" بعد أن أستمع إلى صوت إغلاق الباب مُدركا أن تلك الفتاة قد رحلت ، ألتقط "جواد" هاتفه مُحاولا إشغال عقله فى أى أمرا حتى لا يُفكر بتلك الذى لا تُفارق مُخيلته ليجد أن هناك رسألة من "هناء" ليشعر بكثير من الغضب والأشتعال عندما قرأ مُحتوى الرسالة وهو "زينة أختك كل يوم عند الزفته اللى انت مش عارف تخلصنا منها لحد دلوقتى ، شوفلك حل قبل ما تسيطر عليك وتمشيك جمبها بطوق فى رقبتك زى الكلاب"
ألقى "جواد" هاتفة أرضا وأخذ يُكسر فى كل شئ حوله بكثير من الغضب والكراهية تجاة تلك المرأة التى تسطيع دائما أن تُشعره بالضعف والعجز وما يجعل الأمر اسوأ أنه لا يستطيع الصراخ بها لكى تكف عن فعل ذلك الامر به ، والآن هى للمرة المليون تُشعره بالإهانة والعجز أمامها بجعلها تُحاول أن تُقنعه أن تلك الفتاة أقوى منه وتستطيع ان تجعل منه مُسخة أمام الجميع
ازداد غضبه عندما تذكر تلك الفتاة وتذكر قوتها أمامه وجراءتها وعدم إكتراثها له بالرغم من كل شىء فعله بها ، بل وتذكر أيضا ما فعلته مع "هناء" وشجاعتها أمامها التى لا يملك هو منها قيد أُنملة للوقوف بوجهها ، ليزداد إشعال تلك النيران بداخلة وشعوره بالغضب والكراهية تجاة كلا من "هناء" و"ديانة"
فتلك المرأة التى تُدعى والدته الذى ربته ليبتسم باستهزاء على ذلك اللقب ، يا للسخرية فتلك المرأة هى الوحيدة التى تُشعرة بالعجز والضعف وخصيصا معها وذلك الشىء منذ طُفولته ، تلك الطريقة التى كانت تُربيه بها ، تلك الطريقة التى كانت عبارة عن ضرب ، حبس ، حرمان ، قسوة ، جفاء ، مُعاقبة ، إستهزاء ، تقليل ، وأكثر من ذلك ليكبر ويكبر معه خوفه منها ومن قسوتها حتى بعدما أصبح رجلا قويا قاسيا يخشاه الجميع ، تظل هى الشخص الوحيد الذى يُشعره انه أضعف مخلوقات الأرض
على عكس تلك الفتاة التى لم يكن يُفكر سوى بالأنتقام منها وقتلها لكونها ابنة المرأة التى تسببت فى موت والدته وجعله يكون تحت رحمة تلك المرأة التى تدعى "هناء" ولكنه لم يتخيل ولا بكوابيسه ان تلك الفتاة ستكون هى مصدر قوته أمام تلك المرأة التى تُشعرة بضعفه ، نعم هو شعر بكثير من السعادة عندما رأى تلك الفتاة تقوم بأهانة "هناء" وكأنها تثأر له منها وتفعل ما لم يستطيع هو فعله بل وما يُشعره بمدى قوته عندما يقوم بممارسة قوته على تلك الفتاة ليشعر وكأنه أقوى من "هناء" بكونه يفعل ذلك بتلك الفتاة التى أستطاعت النيل منها ، ولكنها أيضا لا تُفارق مُخيلته ابدا لدرجة انه تمنى لو انها لم تكن ابنة "لبنى" التى قتلت والدته والذى عليه أن ينتقم منها على ما فعلته والدتها ، ليزداد ذلك التشتت بداخله والذى لا يرأف به ابدا
ألتقط "جواد" هاتفه مرة أخرى ليقوم بمُهاتفة احدهم رادفا بلهجة أمرة لا تقبل النقاش
_ أحجزلى على اول طيارة نازله مصر بكرة
●●●●●
أستيقذت من نومها على صوت رنين هاتفها مُعلنا عن وجود إتصالا لها لتلمع عينيها بكثير من الحب والإشتياق مُلتقطة هاتفها رادفة بلهفة
_ اسما ، I Miss you (أشتقت لكِ)
لتردف الأخرى بحب وإشتياق مماثل لها
_ I Miss you too (أشتقت لكِ أيضا)
عاملة ايه يا زينة ومامى عاملة ايه
أعتدلت "زينة" فى جلستها راغمة نفسها على الاستيقاظ حتى تتمكن من محادثتها جيدا رادفة برفق
_ الحمدلله يا حبيبتى كلنا كويسين ، أنتى أيه أخبارك
عقبت "أسما" بكثير من الفرح والسعادة رادفة
_ انا الحمدلله كويسة جدا ، عندى ليكى خبر حلو اووى
بابى من فترة كده أتعرف على دكتور جراحة مخ وأعصاب كبير جدا هنا فى أمريكا وحكاله على حالة ماما والدكتور قاله ان فى أمل وانه عايز يشوفها فى أقرب وقت
شعرت "زينة" بكثير من السعادة والفرح بمجرد تخيُلها أن "ماجدة" ستتعافى وتعود لحالتها الطبيعية لتردف بلهفة
_ بجد يا أسما ، يعنى ممكن عمتو ماجدة تخف وترجع كويسه تانى
أجابتها "أسما" بتمنى أن يحدث هذا رادفة
_ إن شاء الله يا زينة ، بس انا ليا عندك طلب
أردفت "زينة" بأندفاع وحماس من هول سعادتها
_ طلب أيه؟!
أبتلعت "أسما" بأسى على ما ستقوله ، هى تتمنى لو أن ما قالته لها يتحقق ويتم تأكيده من قبل الطبيب ولكنها أيضا لا تريد أن تُعشم الجميع بشيء هى لم تتأكد منه بعد ، لتردف بحزن على عدم تأكدها من الامر
_ بلاش تعرفى حد من اللى عندك باللى قولتلك عليه ده، انتى عارفه كلهم متأثرين أزاى بتعب مامى وانا بصراحة مش عايزة أديهم أمل على الفاضى غير لما الدكتور يقول تشخيصة للحاله وهل هيبقى فيه تحسٌن ولا لأ
أكدت "زينة" على حديثها مُتفهمة الامر ومدى تأثيره على الجميع لتردف برفق
_ عندك حق بلاش نعشمهم على الفاضى غير لما نتأكد ، خلاص انا هقولهم أنك عايزها تيجى تقعد معاكى شويه لأنك مش هتعرفى تنزلى أجازة الفترة دى
أُعجبت "أسما" بتلك الفكرة كثيرا رادفة بأندفاع
_ فكرة حلوة جدا ، بس أرجوكى يا زينة لازم تبعتهالى فى أسرع وقت ممكن
خطر "مالك" بعقل "زينة" مُتأكدة أنه الشخص الوحيد الذى يُمكن أن يساعدها فى سفر " ماجدة" بسبب عمله لتردف بحماس
_ حاضر يا أسما والله متقلقيش انا هتحرك من دلوقتى وهبقى أبلغك بكل حاجه اول باول ، باى
أغلقت "زينة" مع "أسما" وسريعا ما قامت بالبحث عن اسم "مالك" وكأنها كانت تحترق شوقا لوجود فرصة تجعلها تُهاتفه وتستمع إلى صوته خصيصا وانها لم تتحدث معه منذ أسبوعا كاملا ، وما إن مرت ثوانٍ حتى أتاها صوته الرخيم مُمازحا بعد أن شعر بفرحة عارمة
_ طب الحمد لله أنك لسه معاكى رقمى ، دا انا والله قولت انك مسحتيه
أبتسمت "زينة" على كلماتة المُمازحة والتى تبدو خافية ورائها سعادة كبيرة لتردف بهدوء
_ معلش والله كنت مشغوله جدا الفترة اللى فاتت دى " حولت نظرها لتلك اللوحة التى رسمتها له وهى ما كان يُشغلها فى تلك الأيام الماضية لتُكمل" وكمان كان عندى شوية بورتريهات كانوا واخدين كل وقتى
ليبتسم بحب وإشتياق نابعأ من قلبه رادفاً بتشجيع
_ أكيد هيطلعوا حلوين جدا زى اللى رسماهم ، انا واثق فى كده
حمحمت "زينة" بخجل شديد بعد ان كست الحُمرة وجهها لتقوم سريعا بتغير مجرى الحديث رادفة بمرح
_ طب انا كنت عايزاك تساعدنى فى موضوع كده واهو تبقى ردتلى الجميل اللى عليك
أدرك "مالك" انها تُحاول التهرب من ذلك الحديث ليُعقب باهتمام رادفا
_ أنتى تؤمرى!!
أبتلعت "زينة" بمذيد من الخجل من طريقته تلك بينما أستطاعت ان تُسيطر على نفسها رادفة بهدوء
_ طب فاضى كمان ساعة أعزمك على قهوة!!
شعر "مالك" بكثير من السعادة من طلبها رؤيته ، فهو لم يتوقع انها ستطلب مُقابلته ليردف بلهفة
_ أكيد طبعا فاضى ولو مش فاضى أفضالك ، بس انا اللى عازمك
مازالت تُحاول التهرب من كلماته التى تُزيد من إرباكها وشعورها بكثير من التوتر لتردف مُعقبة بمرح على أمل أن تتخلص من طريقته تلك
_ وماله انت جيت فى جمل يعنى؟! أعزمنى انت يا سيدى اهو نوفر شوية
أبتسم "مالك" ملاحظا أنها تقوم بتغيير الحديث هاربة من كلماته التى يقصد ان يقولها ، ليجاريها فى حديثها حتى يستطيع رؤيتها ، فهو يشعر بكثير من الاشتياق تجاهها ليردف باستفسار
_ طيب تحبى أعدى عليكى! ولا نتقابل فى الكافيه!
اعترضت على عرضه الأول رغبة فى عدم رؤية احد بالبيت له لترد ناهية بلطف
_ لا خلينا نتقابل فى الكافيه احسن ، هبعتلك اللوكيشن بتاعه
●●●●●
لاحظت أمتعاض ملامحه منذ أن تقابلا بالأضافة إلى تلك الطريقة التى يحدثها بها منذ أن ركبا السيارة وتحركا بها لتردف بملل مُستفسرة
_ انا مش فاهمه بردو أنت مضايق ليه؟! وبتتكلم معايا كده ليه؟؟
رمقها "إياد" بنظرة مليئة بالتعبيرات التى لم تستطيع تفسيرها حتى هو لا يعلم لماذا ينظر لها بتلك الطريقة فهو أكثر شخص يعلم جيدا أنه لا يريد منها سوى أن يمرحا معا قليلا ويستمتعان بوقتهما ، إذا لما الشعور بكل ذلك الغضب؟؟ ليردف بضيق وحنق
_ لا أبدا مليش حق أنى ازعل ، بقالى كام يوم معرفش عنك حاجه ومش بتردى على تلبفونى ويوم ما تردى عليا ونتقابل أجى ألاقيكى واقفة مع واحد وبتضحكوا
شعرت "ملك" بكثير من الغضب من كلماته تلك وأيضا من مُهاجمتها لها بتلك الطريقة لتصيح بغضب وإنفعال رادفة
_ لا بقولك أيه أولا أنت ملكش أنك تتكلم معايا بالطريقة دى ، ثانيا أنا مكنتش واقفة مع شاب وبضحك معاه انا كنت واقفة مع واحدة صاحبتى قابلتها وهى ماشية مع أخوها ووقفوا معايا لحد ما حضرتك توصل عشان محدش يضايقنى ، ثالثا انت عارف كويس أوى أنى مش بصاحب ولاد وأنى وافقت أننا نبقى صحاب بس عشان اقدر أطمن على ديانة وأعرف اوصلها يعنى صُحبية مصلحة ، رابعا أنت مين اصلا عشان تزعل أنى واقفة مع شاب غريب وأنت نفسك غريب عنى
سحب "إياد" مكابح السيارة بهرجله ويبدو عليه ملامح الغضب والأشتعال من حديثها ليرمقها بنظرة مُتفحصة رافعا إحدى حاجبيه رادفا بأستفسار
_ يعنى أنا مليش الحق أنى ازعل من وجودك مع شاب وانك بتضحكى معاه ، وكمان صُحبيتنا صُحبية مصلحة؟!
رمقته "ملك" بكثير من العند وعدم الأكتراث لملامحه التى لا تُبشر بالخير رادفة بتحدى
_ ايوه
تنهد "إياد" بكثير من الغضب الذى يُحاول إخفائه بتلك الملامح الباردة الهادئة رادفا بتوعد
_ تمام مصحلة بمصلحة بقى
أندفع "إياد" نحو "ملك" مُلتقطا شفتيها بقُبلة عميقة حاملة الكثير من المشاعر التى تمنى أن يُجربها معها ولكنها فاجئتة بمذاق أخر أقسم أنه لم يُجربه من قبل غير مُكترثا ل "ملك" التى صُعقت مما فعله واخذت تُحاول أن تدفعه بعيد عنها ولكن دون فائدة فهو مُتحكما بها كثير، ليتذكر هو ضحكتها مع ذلك الشاب ليقسو عليها أكثر حتى أستمع إلى أنينها بين شفتيه وشعر بمذاق دمائها ليهدأ ذلك البركان الثائر بداخلة ، شعر بشدة إختناقها وإحتياجها للهواء ليبتعد عنها لاعنا ذلك الإختناق..
شهقت "ملك" مُحاولة تنظيهم أنفاسها بعد أن شعرت بأنقطاعها وبعد ثوانٍ هدأت وتيرة أنفسها لتُحول أنظارها لذلك الذى يرمقها بتحدى ، تحولت نظراته من التحدى إلى الصدمة بسبب تلك الصفعة القوية التى تهاوت على وجهه من تلك التى كانت تجلس أمامه
خرجت "ملك" من السيارة لتجد نفسها بإحدى الطرق المقطوعة لتشعر بالكثير من الغضب تجاه ذلك الحقير ليلحقها "إياد" عندما فاق من صدمة تلك الصفعة التى يُجربها لأول مرة مُحاولا إيقافها ، لتبتعد "ملك" عنه بغضب رادفة
_ أبعد عنى بدل والله الغظيم ما أناولك القلم التانى
أبتلع بغضب من طريقتها التى لم تُعامله بها أى فتاة قبلها رادفا بثبات
_ طب أرجعى العربية
أنحنت "ملك" لألتقاط بعد الحجارة وقامت برميها على "إياد" بكثير من الغضب وبطريقة عشوائية لتُصيبه بعضها فى قدميه ولكنه سريعا ما أمسك يديها مُحاولا تهدئتها رادفا
_ طب أهدى طيب وتعالى هروحك
حاولت "ملك" دفعه بعيدا عنها ولكن دون فائدة فهو يفوقها قوة وحجما لتصيح به رادفة بغضب وحنق
_ مش عايزه منك حاجة غور من وشى أحسنلك
ليغمض "إياد" عينيه بملل وسريعا ما أنحنى حاملا إياها رادفا بحنق
_ مترجعيش تلومينى بقى
تقدم بها "إياد" نحو السيارة وهى لاتزال تُحاول التفلت من بين يديه ولكن دون جدوى ، سريعا ما قام بإدخالها فى السيارة مُقيدها بذلك الحزام الخاص بالآمان مُغلقا الباب إلكترونيا بالريموت معه كى لا تستطيع الخروج وأتجه هو ليجلس سريعا بينما هى ظلت تبحث عن زر الفتح حتى أصبح بجانبها واردف وهو يشرع بالقيادة
_ أنا هروحك البيت ومن هنا لحد ما نوصل مش عايز أسمع صوتك ولا حرف واحد
●●●●●
أتسعت بسمت "مالك"بأندهاش رادف بأستفسار مرح
_ بس كده!! هى دى الخدمة اللى أنتى عايزاها؟!
شعرت "زينة" بالحرج لظنها انها تطلب منه أمرا صعبا او يُشكل حرجا له رادفة برفق
_ معلش يعنى يا مالك لو هتعبك معايا بس أديك عرفت مش عايزين نعشم حد قبل ما نتأكد
توسعت بسمته أكثر على شعورها بالحرج من ذلك الامر السهل بالنسبة له ليُعقب رادفا
_ معلش على ايه يا زينة الموضوع سهل جدا وبسيط متقلقيش ، بس قوليلى عايزين تسافر امتى؟!
اردفة "زينة" بكثير من اللهفة والعجل ان ترى "ماجدة" مُتعافية اليوم قبل غدا
_ فى اسرع وقت لو سمحت يا مالك يعنى ممكن لو ينفع خلال الشهر ده
أوماء لها بالموافقة مُطمئنا إيها رادفا
_ خلاص تمام متقلقيش أعتبرى الموضوع تم
أبتسمت "زينة" بكثير من الأعجاب بشخصيته لوقوفه بجانبها فى ذلك الامر رادفة بأمتنان
_شكرا يا مالك
●●●●●
ترجل من سيارة الأجرة تلك التى أقلته من أمام المطار إلى فيلته ، فهو لم يُخبر أحد بعودته حتى هو لم يكن يخطط لذلك الامر ، لا يعلم لما عاد بكل تلك السرعة وهذه الطريقة ولم يُخبر حتى سائقه بموعد قدومه
دلف "جواد" المنزل الذى يبدو هادئا للغاية صاعدا الدرج مُتوجها نحو غرفتها ، لا يعلم لما يُزيد من إتساع خطواته وكأنه يُصارع الزمن للوصول إلى شيء ما !! لما يشعر وكأنه مُشتاق لها؟! أم أنه يشتاق لتلك القوة التى يشعر بها معها؟! تلك القوة التى أفتقدها طوال تلك الفترة الماضيه ، فهو كان يشعر وكأنه شخصا هزيلا ضعيفا حينها ، لماذا إذًا كلما شعر انه كاد أن يصل لها يشعر ببعض من استرجاع قواه؟!
دلف "جواد" تلك الغرفة ليجدها غارقة فى نومها مُرتديه تلك المنامة القُطنية مكشوفة الصدر والأذرع قصيرة الطول والذى تصل إلى نهاية مؤخرتها البيضاء ليشعر بكثير من الأثارة والرغبة فى أمتلاكها فى تلك اللحظة ليقترب منها على حذر مُتأملا ملامحها كالمشتاق لرؤيتها يتمنى لو يستطيع ألتهام تلك الفرولتان التى لم ينسى مذاقهما منذ تلك المرة التى تناولهما ، لم يكن يدرى بما يفعله ولا بيده تلك الذى أخذ يُمررها على سائر جسدها
شعرت "ديانة" بتلك اللمسات التى تُقشعر جسدها ، حاولت فتح عيناها وهى تظن انها تحلم لتتفاجأ بذلك الذى نهض واقفا بمجرد ان حاولت ان تفتح عينيها ليقف أمامها مباشرة وعلى مقربة منها لتشهق بفزع وهى تقوم بسحب تلك الاغطية عليها رادفة
_ ايه ده!! انت بتعمل ايه هنا؟؟ وجيت امتى اصلا!!
حاول جاهدا أن يُسيطر على نفسه وان لا يُظهر ملامح الأشتياق تلك التى كانت تُسيطر عليه منذ ثوانٍ ليُعلق ساخرا على حديثها رادفا
_ اه طبعا عندك حق كان لازم ابعت لمعاليكى طلب إذن عشان أرجع
أمتعضت ملامحها حانقة من نبرته الساخرة لتردف بأنزعاج وغضب
_ وانا مالى ترجع ولا تولع انت حر
غضب "جواد" كثيرا من طريقتها الجريئة تلك التى تجعله مُشتتا بين أن يُكسر رأسها على وقاحتها معه أم يتملكها سالبا إياها كل تلك القوة التى تُساعدها على الوقوف أمامه بهذا القدر من الكبر والعناد
أقترب منها "جواد" جاذبا ذراعيها بغضب يُحذرها من طريقتها تلك التى تتحدث معه بها لكى لا يجعلها تندم على ما تفعله ولكن بداخله يتمنى أن تفعل عكس ما سيقوله حتى يكون لديه ذلك الدافع على ما سيفعله بها ، ليردف مُحذرا إياها
_ لمى نفسك معايا أحسنلك بدل ما أندمك على وساختك وطولة لسانك دى
أستطاعت "ديانة" سحب يدها من قبضته وقامت بدفعه بعيدا عنها ثم نهضت سريعا لاكزة إياه فى صدره غير مُكترثة لما يقوله ، فهى لم تفيق بعد وإلا لكانت تذكرت مع من تتحدث لتردف بغضب وتحدى
_ أنت اللى وسخ مش أنا "لكزته فى صدره مرة أخرى" ورينى كده هتندمنى أزاى!!
كادت أن تلكزه مرة أخرى ليلتقط "جواد" يدها وسريعا ما قام بألفافها وهو قابضا على يدها ومثبتها وراء ظهرها الملتصق بصدره هامسا فى أذُنها بغضب وحنق
_ شكل الشهر ونص اللى انا غبتهم دول خلوكى تنسى انا بخليكى تندمى أزاى بس أنا هفكرك
قام "جواد" بدفعها على الفراش وسريعا ما أنقض عليها مُقطعا ثيابها بمزيج من الغضب و الكبت الذى كان يحمله طوال تلك الفترة التى غابها عنها ، تلك الفترة التى لم يستطيع خلالها بمضاجعة أى فتاة أخرى ليصبح الأمر لا يُحتمل بالنسبة له ليقترب منها رادفا بغضب يُحاول ان يُخفى به كل تلك الرغبة والاثارة التى يشعر بها
_ ليكى حق تتمرعى عشان بقالك فترة مش بتتهانى بس انا هفكرك تانى بطعم الاهانة
أقترب منها "جواد" كثيرا وسريعا ما قام بألتقاط شفتيها بقُبلة قاسية مليئة بالرغبة والأثارة مُحاولا التخلص من كل ذلك العبء الذى كان يحمله طوال ذلك الشهر ونصف
حاولت "ديانة" دفعة بعيدا عنها ولكن دون فائدة ، فثقل جسده يفوق قدرتها الجسدية بكثير ولكنها لم تستلم وظلت تُحاول إلى أن شعرت بالأختناق ليبتعد عنها عند شعوره بأحتياجها الشديد للهواء
شهقت "ديانة" مُحاوله تنظيم أنفاسها ولم تنتبه لذلك الذى فتح سحاب بنطاله وسريعا ما قام بتحرير رجولته، توسعت عين "ديانة" بصدمة مُحاولة الأفلات من بين يديه ولكنه سريعا ما قام بتقيد يديها بيده لتصيح هى رادفة
_ أبعد عنى يا كلب يا حيوان أنا بكرهك وبكره أشوف وشك
أستطاع "جواد" تثبيتها جيدا أسفله ولم يعد يحتمل ذلك الألم الذى لا يرأف به منذ أسابيع ليردف بغضب وحنق
_ أنا هوريكى بقى أنا حيوان قد أيه
قام "جواد" بإبعاد ساقيها عن بعضهما وسريعا ما أخترقها ولكن ليس بعنفأ فهو لم يكن يريد ممارسة قاسية بل يريد التخلص من هذا الألم اللعين الذى ظل يفتك به منذ فترة طويله ولم يستطع التخلص منه مع أية عاهرة ، بل لم يكن يسطيع مضاجعة أى إمرأة أو فتاة أخر لدرجة انه ظن ان به أمرا او أصابته مُشكلة ، ولكنه الان يشعر بكثير من الراحة وهو يدفع بها تلك الدفعات التى ترضى رجولته وتخلصه من هذا الثقل الذى كان يشعر به غير مكترث لتلك التى تصرخ أسفل منه ، لا يهتم هذه المرة إذا كانت صرخات ألما أم أستمتاع ، كل ما يُعير أهتمامه أن يتخلص من كل تلك الرغبة التى لا ترأف به
لم يمر الكثير من الوقت حتى شعر بأقتراب خلاصه ليُفسر ان هذا بسبب عدم ممارسته لفترة طويله ، ليلاحظ تشبُثها به ليعلم أنها أيضا قاربت على خلاصها وسريعا ما صرخ الاثنان بنشوة مُعلنان عن وصلهما إلى ذروتهما
نهض "جواد" مُغلفا سحاب بنطاله مُتجها إلى المرحاض بعد أن شعر بتجديد قوته وكأنه تخلص من كل أعباء الحياة بتلك الممارسة ، بمجرد ان أغلق باب المرحاض وشرع فى فك أزرار قميصة ، استمع إلى صوت صراخها
خرج "جواد" سريعا من المرحاض غير عالما سبب صراخها ليُصعق عندما رأى تلك الدماء الذى تنسال من بين قدميها بعد أن غابت عن الوعى ، لتزداد صدمته عند دخول تلك التى تصرخ بفزع رادفة
_ ديانة..فى أيه!! "لتصرخ بفزع بعدما رأت تلك الدماء" ايه ده؟؟
↚
وقف مصدما عندما رأى تلك الدماء التى ذكرته بذلك المشهد الأليم الذى لما يفارقه من سنوات طويلة لا يدرى من اين جأت تلك الدماء ، فهو بالطبع أفقدها عذريتها من فترة كبيرة ، بالأضافة إلى انه لم يكن عنيفا معها إلى ذلك الحد لدرجة أن يتسبب لها بنزيف كهذا
ظل "جواد" ينظر إليها بصدمة مُمزجة بهلع ، ولكن تلك الصدمة تجعله غير قادر على فعل شيء ، حتى أنه لا يستطيع الرد على تلك التى تصيح به مُستفسرة عما حدث وهو لا يعلم من أين جاءت او ماذا يقول لها الان لتردف الاخرى بفزع ورعب
_ رد عليا يا جواد أنت عملت فيها ايه!!
ينظر إليها بتعبيرات عدة لا يعلم أيصيح بها لكى تتوقف عن سأله أم يطلب منها المساعدة لانه لا يعلم ماذا يفعل أم يخبرها ما حدث!! ولكن ماذا يُخبرها؟؟ أيقول لها انه أرغمها على ممارسة الجنس معه وانه لم يكترث لها وكل ما كان يريده ان يصل لخلاصة مثل الحيوانات
لاحظت "زينة" تلك الملامح المتعددة التى أعتلت وجهه ومن بينهم ملامح الفزع والذُعر تلك التى أدركت أنها بسبب ذلك المشهد الذى يبدو مألوفا له ، لتتجه إليه مُحاولة إفاقته ملتقطة ذراعيه مُحركة إياهما رادفة بحدة
_ جواد فوق ، لازم توديها المستشفى حالا
حول "جواد" نظراته إلى شقيقته وكأنه يطلب منها المُساعدة فهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ، بينما أسرعت "زينة" لإحضار بعض الملابس زاجرة إياه
_ ساعدنى نلبسها أى حاجة بسرعة
ساعدها "جواد" فى ستر جسد "ديانة" بينما حولت "زينة" نظرها إليه رادفة بلهفة
_ شيلها نزلها العربية بسرعة وانا هجيب المفاتيح وأحصلك
حملها "جواد" بسرعة البرق مُتوجها بها إلى السيارة وهو يتفقد ملامح وجهها لا يعلم لماذا يشعر بكل هذا الخوف والهلع فذلك ما يريده ، هو يريد الانتقام منها حتى قتلها ولكن لماذ الان يُحاول إنقاذها ما هذا الذى يحدث له
فتحت "زينة" سيارتها بينما وضع "جواد" "ديانة" داخلها وكاد أن يذهب ليتولى القيادة ، ولكن سريعا ما اوقفته زينة رادفة برفق
_ مش هتعرف تسوق أنت خليك جمبها وانا اللى هسوق
رمقها "جواد" بقلق وضعف وكأنه يريدها ان تُطمئنه بأنها لم يحدث لها شيئا بينما فعل ما قالته له وشرعا فى التوجه إلى المشفى
●●●●●
صاحت بذلك الرجل الذى يُحدثها عبر الهاتف بكثير من الغضب والأنزعاج رادفة
_ يعنى أية جواد جيه وبعد ساعه نزلوا كلهم؟؟
حاول ذلك الرجل تهدئتها بأن يقص عليها كل ما حدث رادفا بأحترام
_ والله يا هانم ده اللى حصل ، جواد بيه لسه جى من ساعه فى أوبر وطلع الفيلا وبعد ساعه نزل وهو شايل واحدة وتقريبا كان مغمى عليها وأنسة زينة أخدتهم فى عربيتها وطلعوا على المستشفى
توسعت أعين "هناء" بسعادة وهى تظن أن "جواد" فعل بتلك الفتاة شيئا أو قام بإذائها لتردف بلهفة وفضول آمرة إياها
_ تدخل حالا تعرفلى أيه اللى حصل وأيه اللى وداهم المستشفى وترجع تكلمنى تانى
أردف ذلك الرجل بأحترام
_ تحت امرك يا هانم
أنهت "هناء" الإتصال وهى تشعر بكثير من السعادة ظنا منها أن "جواد" قد عاد بلهيب الغضب عازما على أن يفتك بها ، تنهدت براحة وهى تشعر أنها أوشكت على التخلص من تلك الفتاة رادفة
_ خلاص يا لبنى كلها حاجات بسيطه وابعتلك بنتك وانا مكفنهالك بإيدى
●●●●
خرجت الممرضة تُهرول من غرفة "ديانة" لإحضار ما طلبته منها الطبيبة المعالجة ، أسرعت "زينة" فى إقافها مُستفسرة عما يحدث وعن حالة "ديانة" رادفة بلفة
_ هو فى أيه!! ديانة حصلها حاجة؟؟
لم يكن بحوزة الممرضة الكثير من الوقت حتى تقص عليها ما يحدث لتفر من أمامها رادفة بعجلة
_ أدعولها ربنا يستر
أختفت الممرضة من أمامها وبعد ثوانٍ عادت مرة اخرى وبيدها الاشياء التى أمرتها الطبيبة بإحضارها دالفة الغرفة بسرعة البرق لتشعر "زينة" بالفزع وأسرعت فى التوجه إلى "جواد" الذى يقف على مقربة يُتابع الامر دون تتدخل أو إظهار أى نوع من التأثر لتقوم "زينة" بلكزه فى صدره رادفة بغضب
_ أنت عملت فيها أيه؟!
صُدم "جواد" من فعلة شقيقته التى تقوم بها لأول مرة فى حياتها ، وما يجعله مصدوما أكثر هو إنفعالها وخوفها على تلك الفتاة التى من المفترض أنهما يعلمان جيدا ابنة من هذة الفتاة ، بينما لكزته "زينة" مرة أخرى رادفة بمزيد من الخوف والقلق
_ رد عليا عملت فيها أيه يا جواد ، مش كفاية بقالها كام يوم تعبانة ومش عارفة اخدها لدكتور ولا هى قابلة انى أجبلها دكتور "لكزته مرة أخرى بصدره بمزيد من الغضب" أنطق يا جواد عملت فى ديانة ايه؟؟!
لم يعد يحتمل هذا القدر من الغضب والتشتت الذى يشعر به منذ ان عاد ورأى تلك الفتاة ، ذلك التشتت الذى جعله بمجرد رؤيتها يندفع إليها لكى يُشبع تلك الرغبة بداخله فى تملكها ، تملك الفتاة التى لم يكن يتخيل أن يراها سوى جثة مُتعفنة أمامه ، الان يقوم بمعاشرتها وإسعافها والقلق عليها أيضا ، لا يدرك من الاساس لما هو قلق عليها ليصيح بوجه "زينة" رادفا بغضب وحنق
_ معملتلهاش حاجة..وبعدين أنتى زعلانه عليها اوى كده ليه!! انا المفروض اخد روحها بأيدى ، مش دى بنت الست اللى قتلت أمنا؟ مش دى بنت الست اللى خلتنا نعيش محرومين من حبها وحنيتها طول العمر؟ مش دى بنت الست اللى كانت السبب فى كل حاجه وحشه حصلتلى
قال جملته الأخيرة بكثير من الانفعال لدرجة انه لم يدرك ما تفوه به من كثرة أنفعالة لتُقابله "زينة" بكثيرة من المشاعر المتخبطة بداخلها ، لا تعلم أتغضب منه أم تشفق عليه مما تعلمه من كثرة الظلم والمُعاناة التى مرت عليه لتردف بشفقة
_ من الواضح إن القسوة والكره اللى هناء ذرعتهم فيك نجحوا فى السيطرة عليك وخلوك تنسى ان ديانة دى مش بس بنت لبنى ، دى كمان بنت عمك ومن دمك وزى ما انا وانت اتحرمنا من ماما هى كمان أتحرمت من باباها ومامتها ، ومهما كانت امها عملت ايه ملناش ناخدها بذنبها يا جواد بيه
قالت جملتها الاخيرة بسخرية بينما "جواد" يشعر بكثير من التخبط ، لا يعلم إن كان حديثها صحيحا أم ما تذرعه "هناء" بداخله كل هذه السنوات هو الاصح ، كاد أن يرد عليها ليُقاطعه خروج الممرضة مرة أخرى لتركض إليها "زينة" بينما تابعها "جواد" لتردف بلهفة
_ طمنينى ، ديانة كويسة
أردفت الممرضة بأحترام
_ الدكتورة شهرة هتطلع دلوقتى وهتفهم حضرتك كل حاجة
بمجرد ما أنهت الممرضة حديثها خرجت الطبيبة من غرفة "ديانة" لتسألها "زينة" بلهفة رادفة
_ خير يا دكتور؟؟
أردفت الطبيبة بملامح مشدودة تصرخ بالإنزعاج
_ أنا عايزة جوزها
أشاحت "زينة" بنظرها إلى "جواد" الذى أخذ يتقدم إليهما بخطواته الثابتة المُتزنة وملامح جامدة رادفا بحدة
_ خير
رمقته الطبيبة بكثير من الغضب والانزعاج رادفة بأنفعال
_ هو حضرتك أزاى تستهون بكلام الدكتور اللى أكيد قالك توقف العلاقة التلات شهور دول ، ازاى تبقى مُستهتر للدرجة دى؟! بسبب اللى حضرتك عملته ده كنا هنفقد الجنين
_ جنين؟؟
صاحت "زينة" بتلك الكلمة بصدمة مُمزجة بالفرحة بينما "جواد" صُعق عند سقوط تلك الكلمة على مسامعه وكانه فقد القدرة على الكلام أو الحركة لتلاحظ الطبيبة صدمتهم وتُدرك انهم ليسوا على دراية بالأمر لتردف بهدوء
_ أيوه يا أنسة ، المدام داخله على الشهر ونص
حولت "زينة" نظرها إلى "جواد" الذى يقف وكأنة فقد عقلة من حجم الصدمة ليرمق شقيقته بصدمة مُمزجة بالهلع وسريعا ما أنصرف من أمامها وكأنه يهرب من الجميع قبل ان يسأله احد عن ما فعله او متى او لماذا ، لتحول "زينة" نظرها مرة أخرى لطبيبة رادفة بطيف ابتسامة
_ طب هى والبيبى عاملين ايه دلوقتى
أردفت الطبيبة بملامح هادئة
_ الحمدلله الجنين حالته مستقرة وهى بقت أحسن وتقدر تروح معاكوا النهارده "أخرجت الطبيبة من معطفها الطبى تلك البطاقة الورقية رادقة" وده عنوان العيادة بتاعتى لو أحتاجتونى فى أى وقت ، دلوقتى حضرتك ممكن تدخلى تطمنى عليها هى فاقت
أبتسمت لها "زينة" بأمتنان رادفة
_ شكرا يا دكتور شهرة
ذهبت الطبيبة وكادت "زينة" أن تدلف الغرفة ليأتيها اتصالا من "هناء" ، قامت بفتح الاتصال ليأتيها صوت "هناء" رادفة بحب مُصطنع
_ ايه يا زينة يا حبيبتى القعدة بعيد عننا عجبتك ولا أيه؟
ردت "زينة" بعدم تركيز وأثار تلك الصدمة السعيدة عليها جعلها لا تُفكر مع من تتحدث لتردف بلهفة عسى تسطيع أن تُحنن قلب الجميع على ديانة من خلال ذلك الطفل
_ لا والله مش كده بس ديانة كانت تعبانة شويه ولما جينا المستشفى قالولنا انها حامل
أغلقت "هناء" الخط بوجه "زينة" بكثير من الغضب والحنق وبرأسها يدور الكثير من التخيلات والسناريوهات ، بينما أعتقدت "زينة" أن الخط أنقطع لتدلف الغرفة كى تطمئن على "ديانة"
●●●●●
يجلس "جواد" داخل سيارته بمرأب المشفى لا يستطيع التفكير فيما يحدث ، لماذا كل شيء يحدث دون إرادته؟ هو لم يُخطط لكل هذا ابدا ، كل ما كان ينوى فعله هو قتل تلك الفتاة حتى يُطفئ تلك النيران المُشتعلة بداخله منذ أكثر من عشرون عاما ، كان يريد الإنتقام منها على كل شيء مر به بسبب موت والدته وتحكم تلك المرأة به ، لماذا خرج الأمر عن سيطرته؟
بدأ الامر بذلك الزواج الذى لا يدرى لما قام به من الاساس ، كيف ظن أنه قد ينتقم منها بتلك الطريقة وأن يُزيد عذابها؟! كان يظن أنه سيتزوجها ويُعذبها ويُهينها ويجعلها تتنازل عن ميراثها وبالنهاية يقتلها كما قُتلت والدته ، كيف تخيل انه سينتقم منها بتلك الطريقة؟
لم يكن يعلم أنه بتلك الطريقة ينتقم من نفسه ، لم يتخيل انها ستكون مصدر طاقته التى يستمد منها قوته ويبتعد عن جُبنه وإحساس الضعف الذى يُلازمه منذ عشرون عاما ، منذ أن تحكمت به تلك المرأة عديمة الرحمة والأنسانية التى هو مُجبر على أحترامها بل الخوف منها والأنصياع إلى أوامرها
ضرب "جواد" عجلة القيادة أمامه بغضب وإختناق من ذلك التخبط بداخله ، ذلك الشعور الذى لا يرأف به ، لا يعلم حتى لما كان يشعر بالقلق منذ قليل عندما كان أمام غرفتها!! لما كان يخشى أن يحدث لها شيء وهذا ما كان يريد الوصول إليه منذ البداية! لماذا شعر بكل ذلك التوتر عندما أستمع لخبر حملها!!
لحظة واحدة ، أهى حقا حامل؟! كيف يُمكن أن يحدث هذا؟ أيُراوغ مع نفسه أم يتظاهر بالنسيان!! هل نسى ما فعله معها قبل سفره بأكثر من أسبوع ، نعم هو لم يُخطط إلى ذلك الأمر ولكنه عليه أن يتحمل نتائج أفعاله
صدح صوت رنين هاتفة مُعلنا عن وجود إتصال من أخر شخص يُريد التحدث إليه فى ذلك الوقت ، ليغمض "جواد" عينيه بحنق مُستعدا للرد وبمجرد أن فتح الاتصال أتاه صوتها الصارخ بالغضب والاشتعال رادفة
_ تعلالى حالا يا جواد
أدرك سريعا أن خبر حمل "ديانة" قد وصل إليها ليتمنى بداخله لو لم يُلبى طلبها فى الذهاب إليها ولكنه لا يستطيع الرفض ليردف بهدوء وثبات على عكس ما يشعر به من غضبا وحنق
_ ساعة وأكون عندك
أنهى "جواد" الأتصال وسريعا ما رأى رساله "زينة" التى تطلب منه الصعود ليوصلهم إلى المنزل ، ترجل "جواد" من السيارة صاعدا إلى غرفة "ديانة"
●●●●
أعتلت ملامح الصدمة وجه "ديانة" غير مُصدقة لما أستمعت إليه ، لا تعلم كيف حدث هذا؟؟ كيف لم تشعر بهذا الامر؟ كيف لها ان تحمل داخل رحمها طفلا من ذلك الوحش المُجرد من كل معالم الرحمة والانسانية؟ لا تريد ان تظلم ذلك الطفل فى تلك العلاقة التى لا تعلم إلى أين ستقودها؟ قطع شرودها صوت "زينة" رادفة بأستفسار
_ ديانة أنتى كويسة!!
رمقتها "ديانة" بنظرات تحمل الكثير من التخبط والصدمة مما تمر به ، لتشعر "زينة" بثقل ما ستقوله ولكنها تريد أن تعلم كيف حدث هذا؟! تلك العلاقة المليئة بالكراهية كيف أن يحدث بها شيء يستدعى لوجود طفلا لتردف بحرج
_ ديانة انتى ليه مقولتليش أنك انتى وجواد حصل بينكوا حاجة!!
شرعت "ديانة" فى البكاء بمجرد تذكرها لتلك العلاقة المُهينة التى مارسها معها وتلك المُعاملة التى كان يُعاملها بها ، وذلك الانتقام الذى يريده منها على شيء لم يكن لها به ذنب بل لا تعلم إن كان هناك ذنب حقا ام لا
أسرعت "زينة" فى أحتضانها مُحاولة إيقافها عن البكاء رادفة بأعتذار
_ أنا أسفة يا ديانة ، أرجوكى بطلى عياط عشان خاطرى
أجهشت "ديانة" فى البكاء والدموع تنهمر من زرقاوتيها مُحاوله التحدث من بين شهقاتها رادفة بترجى
_ أنا اللى أسفة يا زينة ، أرجوكى متسبنيش معاه لوحدنا ، أنا بكره جواد يا زينة بكرهه
قطع بكائها دخول "جواد" بملامحه الباردة وكانه لم يفعل شيء بل وكأن الامر لا يُهمه من الأساس رادفا
_ يلا عشان أوصلكوا البيت
●●●●
صف "جواد" سيارته بمرأب الفيلا وهو يتمنى أن لا يدخل البيت ويقوم بمُقابلتها ولكن ليس أمامه خيارا أخر ، يجب عليه مُقابلتها ويستمع إلى الشىء الذى تريد التحدث به
دلف "جواد" الفيلا بملامحه الهادئة الخالية من أى تعبير سوى الجمود والقسوة لينتبه إلى صوتها الآتى من أعلى الدرج رادفة بنبرة ساخرة
_ أهلا أهلا بسيد الرجالة
لم يكترث لحديثها الواضح به السخرية والتقليل منه ليبتلع مُحاولا الحفاظ على هدوءه رادفا بجمود
_ عايزانى فى أيه!
أبتسمت "هناء" بسخرية لكى تزيد من إشعال النيران بداخلة رادفة بتهكم
_ لا أبدا كنت عايزه أشوف الراجل اللى مراته حامل وهو متجوزها بقاله ميكملش شهرين و مسافر بقاله شهر ونص من غير حتى ما يلمسها
أمتعضت ملامح "جواد" بالغضب الشديد لما يستشعره فى حديثها ليرمقها بغضب رادفا
_ قصدك أيه؟؟
أقتربت منه بكثير من الوقاحة رادفة بأنفعال
_ قصدى أسالك مراتك حامل من مين يا أستاذ؟؟
صاح "جواد" بكثير من الغضب والأنفعال من كثرة إشعال تلك النيران بداخله فقد فاض به من تلك المرأة التى لا ترأف به وبكل مرة تتفنن فى إهانته والتقليل منه وإشعاره أنه ليس برجل كباقى الرجال ليردف بصراخ
_ كفاية بقى..كفاية ، ديانة حامل منى
↚
أعتلى وجه "هناء" ملامح الصدمة وعدم التصديق لما تستمع إليه ، أهو يكذب حتى يُخفى حقيقة ما فعلته تلك الفتاة الساقطة!! أم أنه ولأول مرة يعصى أوامرها ولم يستمع إلى تحذيراتها؟!
ضيفت "هناء" ما بين حاجبها مستفسرة بصدمة وملامح مُستهزأة رادفة بتهكم
_ حامل من مين يا بابا؟؟
أغمض "جواد" عينيه بحنق وإنزعاج من طريقتها الباردة تلك الذى تُصله إلى قمة غضبة ليحاول تهدئة وتيرة أنفاسة رادفا بأسنان مُلتحمة
_ حااامل..منى
أقتربت "هناء" منه كثيرا حتى أصبح لا يفرق بينهما سوى ما يُقارب خطوتان ولا تزال تعبيراتها تحمل الكثير من الغضب والاشتعال رادفة بأستفسار
_ حامل أزاى بقى مش فاهمة باللاسيلكى؟؟ ولا أنت نمت معاها!! وبعدين نمت معاها امتى وازاى
أشاح "جواد" بنظره إلى الفراغ حتى لا تتقابل أعينهم فهو يخشى النظر إليها خصيصا عندما يفعل شيء هى تراه خاطئا ليشعر بالتوتر ولكنه سريعا ما نجح بإخفائة رادفا بهدوء
_ نمت معاها ، قبل ما أسافر بعشر أيام
صفعة قوية تهاوت على وجه "جواد" لتُحيى بداخله ذلك الألم الذى ظل أسيره لسنوات طوال ، ليغمض "جواد" عينيه بضعف وكسرة على تلك الذكريات المليئة بالقسوة والأهانة والذُل والضعف الذى كان يشعر به فى كل مرة تقوم بصفعه امام الجميع حتى وهو بسن المراهقة لم ترأف به ، وحتى اليوم وقد أصبح رجلا لم تكف عن إهانتة وإذلاله لتعقب "هناء" مُضيفة بتسلط
_ الطفل ده لازم ينزل
صُعق "جواد" من طلبها ولاول مرة تحجرت الدموع بعينيه مُحاولا منع إياها عن الهبوط ، فقد عاش طوال عمره هى من تتحكم به وقد جعلت منه كائن يُمثل القسوة حتى يُخفى كل ذلك الضعف الذى بداخله ، والآن تحاول التحكم بمصير طفله الذى لم يأتى على ظهر الدنيا بعد ، كاد أن يتحدث ليوقفة صوت والده مُستفسرا
_ طفل مين اللى ينزل؟؟
شعرت "هناء" ان هذه فرصتها لضم "هاشم" إلى صفها ظنا منها أنه سيُؤيدها الرأى لكى ينتقم من تلك الفتاة وستكون هذه فرصته لإطفاء نار قلبه ، ويضغطان معا على "جواد" حتى يقتلها هى والطفل معا لتردف بحدة
_ البيه اللى كان المفروض يجيب بنت لبنى ويقتلها وياخد بتار أمه واللى كان فى بطنها ، راح ينام معاها وخلاها تحمل منه
صُدم "هاشم" من تلك الكلمات التى تفوهت بها "هناء" لا يعلم أيشعر بالغضب لما فعله أبنه وأنه أقترب من أبنة "لبنى" أم يشعر بالفرحة والسعادة لرزقه بذلك الطفل الذى شعر وكأنه تعويض عن طفلته التى ماتت قبل ان تولد فهو سيكون أول حفيد له أيضا ، ليفيق من شروده على صوت "هناء" رادفة بغضب
_ البت دى لازم تموت هى واللى فى بطنها
للحظة أنتفض قلب "جواد" مما أستمع إليه لا يدرى لماذا أهذا من أجل "ديانة" أم من أجل طفله ليرمق "هناء" بكثير من الغضب والحنق ، بينما تحولت ملامح "هاشم" للأنزعاج رادفا بغضب وإنفعال زاجرا إياها
_ أنتى بتقولى أيه أنتى أتجننتى يا هناء ، ده حفيدى وتعويض من ربنا عن كل اللى راحوا وأتحرمنا منهم ومش هسمح لحد انه يأذيه
حول "هاشم" نظره إلى "جواد" الذى يقف أمامه وسريعا ما جذبة من عُنق قميصه رادفا بتحذير
_ اسمعنى كويس انت اتجوزتها وانا مقولتلكش حاجة ، قولتلى هنتقم منها وبعدين اقتلها مفتحتش بوقى بحرف وقولت اسيبك بمزاجك ، لكن بما إن الموضوع وصل لطفل ده مش بمزاجك ، الطفل ده يتولد بعدها انت حر فيها لكن قبل ما تولد لو لمستها يا جواد او فكرت تعمل فيها حاجة انا اللى هقتلك
تدخلت "هناء" بغضب كبير من حديث "هاشم" رادفة بضيق وحنق
_ انت بتقول ايه يا هاشم؟! انت عايز حفيد من بنت لبنى!!
رمقها "هاشم" بغضب وحنق رادفا بأنفعال
_ انا عايز حفيد من أبنى يا هناء من صُلبى ، انا خسرت طفلى فى بطن مراتى من عشرين سنه مش هسمح أخسر حفيدى دلوقتى
شعر "جواد" بالكثير من التخبط لا يدرى ماذا يجب أن يفعل ، لم يستطيع تحمل هذا النقاش القاسى الذى فى جميع أحوله يظل هو المجنى عليه الوحيد أم انه سيكون الجانى ولكن على من سيجنى على أبنة قاتلة والدته أم على زوجته وطفله
أنسحب "جواد" مُسرعا بالشروع فى الخروج من المنزل غير مُلتفتا خلقه ولا حتى عندما أستمع إلى صوت والده محذرا إياه رادفا بغضب
_ إياك يحصل حاجه للطفل يا جواد انت فاهم
خرج "جواد" من القصر وهو يشعر بكثير من الضيق والاختناق غير مُحددا وجهته ، فقط يريد الأبتعاد عن الجميع حتى يستطيع إخماد تلك النيران التى تنهشه بدون رأفة أو رحمة
●●●●
أخذت "زينة" الكأس من يد "ديانة" بعد ان تناولت ذلك العصير الذى أعدته لها ، لتردف بحب
_ ألف هنا وشفاء يا حبيبتى
أغمضت "ديانة" عينيها بحزن وقليل من الأرهاق رادفة بأمتنان
_ شكرا يا زينة
أبتسمت لها "زينة" بحب مُعقبة
_ العفو يا حبيبت قلبى على ايه
شعرت "ديانة" بغصة فى قلبها مما يختر بعقلها لترمق "زينة" بضعف وترجى رادفة
_ زينة ممكن اطلب منك طلب
أومأت لها زينة بالموافقة رادفة بمحبة
_ أكيد يا ديانة
أبتلعت "ديانة" بحزن على ما ستقوله ولكن ليس امامها حل اخر حتى لا تظلم ذلك الطفل معها بتلك المعركة التى لا تعرف متى وكيف بدأت لتفرض عليها المواجة ولكن لوحدها ، ليس برفقة ذلك الطفل ، أستجمعت "ديانة" كامل قواها رادفة بألم
_ انا مش عايزه الطفل ده ، مش عايزه طفل من الشخص ده، انا حتى مش عارفة جوازنا ده اخرته ايه مش عايزه اجيب طفل اظلمه معايا
أغمضت "ديانة" عينيها بألم تُحاول منع دموعها فى الأنسدال رادفة بحدة
_ انا عايزه انزل البيبى ده
شعرت "زينة" بالصدمة الكبيرة مما تفوهت به "ديانة" وكادت ان تزجرها لكى لا تتفوه بما تقوله مرة اخرى ليقاطعها دخول "جواد" الذى كان يقف خلف باب الغرفة وأستمع إلى كامل حديثهما
دلف "جواد" الغرفة ويبدو عليه الغضب والاشتعال مما قالته "ديانة" بينما شهقت "زينة" بخضة على وجوده وملامحة الغاضبة ، بينما "ديانة" لم تهتز بها شعرة وكأنها لم تعد تخشاه او بتلك الطريقة تقوده لكى يضربها ويقتل ذلك الجنين بأحشائها ، ليصيح "جواد" موجها حديثه إلى "زينة" رادفا بحدة
_ زينة اطلعى برا
أبتلعت "زينة"خشية من حدته وغضبه الواضح عليه لتقترب منه مُحاولة تهدئته رادفة بتلعثم
_ جواد..اهدى ارجوك
صاح بها مرة أخرى ولكن تلك المرة بصراخ وهو يدفعها بيديه خارج الغرفة رادفا
_ بقولك براااا
أنتفض جسد "زينة" فزعا من صراخ شقيقها لتصبح خارج الغرفة رغما عنها تخشى أن تدخل مرة أخرى ، وتخشى أيضا ان تتركهما معا ويقوم شقيقها بعمل فعلا غبيا يأذيها أو يأذى الطفل
بينما أقترب "جواد" من "ديانة" ثم جذب ذراعها مما جعلها تنهض لتقف أمامه ليردف بتوعد
_ سمعينى كده تانى كنتى بتقولى أيه؟!
سحبت "ديانة" يدها من يديه بغضب وكراهية رادفة بتحدى غير مُكترثة لغضبه الذى وصل إلى حد السماء
_ بقول هنزل الطفل ده عشان مش عايزه اطفال منك ولا عايزه أشوف وشك أصلا
صفعة قوي تهاوت على وجهها مما جعلها تكاد تسقط على الارض من شدتها لتقوم بدفعه فى صدره مُحاولة إبعاده عنها صارخة بأعلى صوتها بوجهه حتى أن "زينة" قد أستمعت إلى صراخها رادفة بألم
_ أنا بكرهك يا جواد بكرهك عشان انت مش راجل بكرهك
بمجرد ما تفوهت بتلك الجملة لم يستطيع "جواد" التحكم فى غضبه أكثر من ذلك فهو لم ينسى بعد ما أخبرته به "هناء" لتأتى هى الأخرة الأن تُعيد كلامها مرة أخرى لا لم يستطيع التحمل أكثر من ذلك ، ليقوم بجذب شعرها رادفا بغضب وإشتعال
_ تحبى أعرفك أنا راجل قد أيه يا زباله
حاولت "ديانة" التخلص من جذبته لشعرها ولكن دون فائدة لتتدخل "زينة" سريعا صارخة بوجه أخيها وهى تخلص "ديانة" من بين يديه رادفة بغضب
_ أيه اللى بتعمله ده يا جواد انت اتجننت دى حامل أبعد عنها
دفعته "زينة" دفعة قوية من أثرها عاد للوراء قليلا لتحتضن هى "ديانة" التى دفنت وجهها بعنقها خافية ذلك الضعف حتى لا يستطيع هو أن يراه ، لتصيح "زينة" موجها حديثها إلى "جواد" رادفة بترجى
_ ارجوك يا جواد انا هنام معاها النهارده ، لو سمحت اطلع برا
كاد "جواد" ان يصرخ بها لتوقفه "زينة" رادفة بحدة
_ أرجوك يا جواد أرجوك
شعر "جواد" بالغضب ولكنه سريعا ما غادر الغرفة حتى لا يقوم بفعل شيء يندمه فيما بعد ليتجه حتى ينام فى غرفة أخرى ، بينما وبمجرد أن خرج شرعت "ديانة" فى البكاء ، لتضمها "زينة" رابتة على كتفيها رادفة بحزن
_ حقك عليا انا عشان خاطرى اهدى
بينما ظلت "ديانة" تبكى إلى أن سقطت بنوم عميق من شدة بكائها وتعبها لتسلقى "زينة" بجانبها تشعر بكثير من الحزن على ما يحدث تتمنى لو أن تسطيع تحسين الامور
●●●●
بعد مرور أسبوعين..
كان "جواد" كعادتة منذ مرور ذلك اليوم وهو يمكُث فى تلك الغرفة بمفرده وبمجرد ان يستيقظ يأخذ حماما ويُبدل ملابسه ويتجه إلى الشركة ، طوال هذان الأسبوعان وهو لم يرى "ديانة" فهو يتركها تحت رعاية "زينة" التى لا تسمح له بالأقتراب منها ولم تتركها منذ ذلك اليوم
أنتهت "زينة" من إعداد الافطار لها ول"ديانة" حتى يتناولاه معا رادفة بجهد
_ لا لا انا لازم اقول لجواد يجبلنا حد يطبخلنا الموضوع طلع اصعب مما تخيلت
أبتسمت لها "ديانة" فهى قد تحسنت كثيرا عن زى قبل خصيصا وانها طول تلك الفترة لم ترى ذلك الجواد لتشعر انها أحسن بدون رؤيته لتردف بحب
_ أشد حيلى أنا شوية بس وأدوقك أحلى "نجرسكو" ممكن تاكليها فى حياتك
أبتلعت "زينة" بأشتياه رادفة
_ يا سلااام بحبها جدا يا ديانة ، خلاص شيدى حيلك بقى بسرعه عشان ادوقها من ايدك و...
قطلع حديثه صوت رنين جرس الفيلا مُعلنا عن مجئ أحد لتتوتر "ديانة" ظنا منها أنه ذلك الجواد ، بينما توجهت "زينة" إلى الباب لتجدها "ملك" ، رحبت بها كثيرا ودلفا لداخل معا وبمجرد ان رأتها "ديانة" أحتضنتها بكثير من الحب والاشتياق رادفة
_ يا عمرى وحشتينى ، وحشتينى اوى
بادلتها "ملك" العناق وهى لا تقل عنها إشتياق بالأضافة إلى تلك السعادة التى تغمرها لتزداد من أحتضانها لتتدخل "زينة" رادفة بتحذير
_ لا يا كوكو براحة عليها لحسن دى لسه فى البداية
قربت "ملك" ما ببن حاجبيها بعدم أستيعاب رادفة بأستفسار
_ لسه فى بداية أيه؟؟
أبتسمت "زينة" بسعادة رادفة بحب
_ لسه فى بداية الحمل
أتسعت عين "ملك" بصدمة وصاحبتها أبتسامتها التى ملأت وجهها بينما حولت نظرها إلى "ديانة" رادفة بلهفة وسعادة عارمة
_ حمل!! بتهزرى! ديانة أنتى حامل؟؟
أومأت لها "ديانة" بالموافقة لتندفع إليها "ملك" مرة أخرى مُعانقة إياها وسريعا ما خرجت من حضنها وعلى وجهها ملامح خيبة الامل والحزن رادفة بطفولة
_ يعنى انا أجى أفأجئك تقومى أنتى اللى مفجأنى!!
قربت "ديانة" ما بين حاجبيها بأستفسار رادفة بفضول
_ تفاجئينى بأيه
سحبت "ملك" شفتيها إلى داخل فمها وأخذت تحرك عينيها يمينا ويسارا كالأطفال رادفة بطفولة
_ بخطوبتى
توسعت عينى "ديانة" بصدمة رادفة بضيق
_ أيه!! من غير ما حد يعرفى!! ده امتى وازاى و....
أوقفتها "ملك" رادفة بضحك
_ أهدى بس أهدى لسه متخطبتش احنا حددنا الخطوبة بس اهدى انتى وانا هحكيلك كل حاجه
••
صُعق الجميع من طلبه وخصيصا "ملك" ، هى بالطبع كانت تشعر بإعجابه ولكنها لم تتوقع أنه سيفعل ما يفعله الأن بتك السرعة وخصيصا بعد ما فعله منذ قليل عندما كانا معا ليردف والدها بصدمة
_ بس يا ابنى ملك صغيرة ولسه بتدرس!!
رطب "إياد" شفتيه مُحاولا التهادى فى أختيار كلماته مُستخدما إياها لجعل والدها يوافق ، هو بالطبع بارع فى أستخدام الكلمات ويُدرك جيدا كيف يُقنع من أمامه بالموافقة على حديثه ليردف بأحترام
_ أسمع يا أستاذ محمود أنا جيتلك دوغرى وجيت طلبتها عشان انا مش عايز حتى يبقى بينى وبينها مجرد صداقة فى السر بالعكس انا عايز علاقتنا تكون فى النور
شعر "محمود" بالحيرة وما يُشعره بالقلق أن ذك الشاب لم يُحضر والدايه معه ليردف مُستفسرا
_ طيب يا أبنى أنت جيلى بطولك ، مجبتش والدك ووالدتك معاك ليه
أخفض "إياد" وجهه واضعا أياه بالأرض رادفا بحزن
_ والدى ووالدتى تعيش انت ومعنديش اخوات
شعر "محمود" بالأسى على ذلك الشاب وأزدادت حيرته بين ان يرفض لانها مازالت صغيرة أم يُعطى لهما فرصة معا قد يكون ذلك الشاب خيرا لها ، ليحول "محمود" نظره إلى أبنته التى واضح عليها ملامح الصدمة والتشتت ليُعقب "محمود" مُوجها حديثه إلى أبنته رادفا
_ أنتى أيه رأئيك يا ملك
توترت "ملك" كثيرا ولاول مرة تشعر بذلك الكم من الخجل لتنهض سريعا مُسرعة إلى غرفتها ليبتسم والدها على شعورها بالخجل الذى يراه ولأول مرة بحياته لينظر إلى "إياد" رادفا بأبتسامة
_ طيب يا إياد أدينا فرصة نفكر وهرد عليك فى أقرب وقت
أبتسم له بأمتنان ونهض عازما على الذهاب رادفأ بأحترام
_ هستنى رد حضرتك ، بعد أذنكوا
خرج "إياد" وهو يشعر بسعادة كبيرة سيطرت عليه ، يشعر وكأنه لأول مرة يفعل الشيء الصحيح وبمجرد أن دلف سيارتة ، بدأ هاتفه بالرنين مُعلنا عن إتصال منها ليبتسم بمكر مُلتقطا الهاتف رادفا بمشاكسة
_ أيه وافقتى بالسرعة دى
شعرت "ملك" بكثير من الخجل من كلماته ولكنها سريعا ما أستعادت ثباتها لتردف بحدة
_ ومين قالك أصلا أنى هوافق عليك!! ده نجوم السما أقربلك
أعتدل "إياد" فى جلسته بكل غرور رادفا بثقة
_ هتوافقى يا ملك
ضحكت "ملك" بأستهزاء على غروره رادفة بأستهزاء
_ أيه الثقة دى كلها وأيه اللى يخلينى اوافق على واحد قليل الادب زيك؟!
أبتسم "إياد" بمكر رادفا بمراوغة
_ يمكن عشان حبيتى قلة أدبى!!
شعرت "ملك" بالشلل أمتلك كل جسدها وكأنه خدرها حتى أنها لا تستطيع أغلاق المكالمة ، ليبتسم "إياد" على ما أدرك أنه حدث لها لتتعالى ضحكاته ، لتشعر هى بالغضب والحقن تريد أن تُكسر رأسه ليردف هو بجدية بعد أن هدأت ضحكاته
_ أقولك بجد هتوافقى ليه!! هتوافقى عشان انتى مختلفة عن أى بنت شفتها فى حياتى ، هتوافقى عشان انا حسيت معاكى بأحساس أمان مكنتش بحسه غير مع أهلى قبل ما يتوفوا ، هتوافقى عشان من ساعة ما عرفتك وانا مش عارف اشوف واحده غيرك ، هتوافقى عشان مش عارف ده حصل أزاى بس انا من غير ما أحس اتعلقت بيكى وبقيتى اهم حاجة فى حياتى ، حاولت اقنع نفسى أنك زيك زى اى بنت عرفتها ولو بوستك وقربت منك مش هتمانعى وهتتجاوبى معايا لكن لقيتك زقتينى وزعقتيلى وضربتينى كمان ورد فعلك والحاله اللى شوفتك فيها اكدولى انك غير اى حد وانك تستاهلى كل اللى حاسس بيه نحيتك
تنهد براحة بعدما أخبرها بكل شيء كان يحمله بقلبه لها ليبتلع بقلق فهو لاول مرة يختبر ذلك الشعور او يتفوه بتلك الكلمات ولكنه يشعر بالحاجة الشديدة لأخراج كل ما بقلبه ليردف بحب
_ أنا بحبك يا ملك
لم تستطيع تحمل كل ذلك الكم من السعادة والخجل بأنٍ واحد ولم تجد نفسها سوى وهى تغلق الهاتف وتلقيه على الفراش ، سريعا ما نهضت مُتجه إلى الحمام المُصاحب لغرفتها وفتحت صنبور المياة ووقفت أسفله وهى بملابسها عساها أن تُطفئ تلك النيران التى أشتعلت بها من كثرة الخجل ، فتلك الكلمات تستمع إليها لأول مرة بحياتها وبالطبع لم يكن شعورا هينا بالنسبة لها
•••
_ بس يا ستى هو ده كل اللى حصل وبعدها فكرت وقررت انى اوافق خصوصا بقى انه طلع رومانسى أوى
قالتها "ملك" بملامح والهة بينما عقبت "زينة" بضحك رادفة
_ قصدك طلع نحنوح اوى
ضحكن على ما قالته "زينة" لتحتضن "ديانة" "ملك" مُضيفة بحب
_ ربنا يفرحك يا حبيبتى ويحققلك كل اللى بتتمنيه ويكملكوا على خير يارب
عناقتها "زينة" أيضا رادفة بحب
_ ربنا يسعدكوا يا حبيبة قلبى إياد شخص كويس وأبن حلال ، ربنا يحفظكم لبعض ويكملكوا على خير
●●●●
ظل ينظر إلى خارج السيارة و ملامحه تصرخ بالغضب والأنزعاج ، بينما هى تجلس بجانبه مُندهشة مما يفعله خصيا وانها كانت قادمة حتى تشكره مساعدتهم فى سفر "ماجدة" لتزفر بحنق رادفة
_ كل ده عشان مقولتلكش على خبر حمل ديانة؟! طب ما انت مقولتليش على خطوبة ملك ومعرفتش غير منها لما جيت عند ديانة ، ولا انت بقى مكنتش عايز تعرفنى؟
حول "مالك" نظرة إليها مُدركا ما تُحاول فعله رادفا
_ بتحاولى تجيبى الغلط عليا انا يعنى
ضحكت "زينة" لانه أستطاع أن يكشف غرضها لتردف بإلحاح
_ خلاص بقى يا عم بقى متزعلش
كاد "مالك" أن يتحدث ليقاطعه ذلك الطفل الذى لم يتخطى العاشرة من عمره ، الذى وقف بجانب زجاج سيارته رادفا ببكاء وقلة حيلة
_ بالله عليك يا عمو ساعدنى بأى حاجه أنا مش شحات والله أنا ماما تعبانة والدكتور فى المستشفى كتبلها على دوا وأحنا معناش نجيبه بالله عليك يا عمو والله الروشته اهى انا مش بكدب
شعر كلا من "مالك" و "زينة" بالصدمة من حديث ذلك الطفل الذى لا يتوقف عن ذرف الدموع بحزن وكسرة ليحاول "مالك" تهدئته رادفا
_ طيب أهدى يا حبيبى وبطل عياط تعالى أركب متخفش انا هجيبلك الدواء
صعد الطفل السيارة غير مكترسا إن كانا أشخاصا جيدين أم لا فكل ما يُعير أهتمامه هو إحضار الدواء إلى والدته ليُعقب "مالك" مُستفسرا
_ انتوا ساكنين فين يا حبيبى؟
أردف الطفل بانكسار ودموعه لاتزال تغرق وجهه
_ قريب من هنا
مد "مالك" يده بلطف إلى الطفل حتى لا يُخيفه رادفا
_ ورينى يا حبيبى الروشته كده
أعطى الطفل قائمة الأدوية إلى "مالك" الذى تأكد من إصدارها من أحد أطباء النساء والتوليد بأحدى المستشفيات الحكومية ، والتأكد أيضا من تاريخ إصدارها ، هو لم يُشكك فى الطفل ولكنه كان يشك أن يكون هناك من يستغل هذا الطفل ، ولكنه تأكد من صحة حديثة ، ليفتح باب سيارته رادفا وهو يترجل منها
_ هجيب حاجه بسرعة وأجى
أومأت له "زينة" بالموافقة وحولت نظرها سريعا إلى ذلك الطفل مُحاولة تهدأته رادفة بلطف
_ متخافش إن شاء الله هتبقى كويسة بس قولى هى مامتك تعبانة مالها
أجابها الطفل على سؤالها بقدر معرفته بالأمر ، فهو لايزال صغيرا جدا ولا يفقه فى ذلك الأمر شيئا ليردف ببرأة الأطفال مُفسرا
_ مش عارف هى اول امبارح تعبت جدا عشان حامل وروحنا المستشفى والدكتور كتبلها على دوا كتير وماما مكنش معاها فلوس وبابا مسافر وهى تعبانة اوى بقالها كام يوم ومعرفتش اعمل أيه غير انى اشوف حد يساعدنى اجيبلها الدوا
شعرت "زينة" بالتأثر الشديد من حديث ذلك الطفل وبالفعل قد تهاوت دموعها رغما عنها لتردف بين دموعها
_ متقلقش إن شاء الله هتبقى كويسة
عاد "مالك" إلى السيارة بعد أن قام بشراء كل الدواء الموجود بلائحة الأدوية التى وصفها لها الطبيب ليشعر بالصدمة من بكاء "زينة" ليردف بأستفسار
_ فى أيه؟!
جففت "زينة" دموعها مُحاولة الثبات ومنع نفسها من الأنهيار رادفة
_ مفيش حاجة ، يلا بسرعه عشان نوصل الولد
وبالفعل قد تحرك "مالك" مُتجها إلى منزل ذلك الطفل مُتبعا وصفه وإرشادته ، وسريعا ما وصلوا البيت وقاموا بتفحص الأم وأعطائها الدواء وبعض الأموال لكى تستعيد عافيتها ، ولكن لم تقبلهم الأم بسهولة فهى كانت رغم مرضها إلا أنها تشعر بالغضب من طفلها ، ليقوما "مالك" و "زينة" بأقناعها بأن تلك ليست شفقة ولكنها مساعدة فرضها "الله عزوجل" على المُقتدر بأن يُساعد من يحتاج إليه وذلك ليس عطف بل تنفيذ أمر الخالق
خرج "مالك" و "زينة" من المنزل وبمجرد أن دلفت "زينة" السيارة حتى شرعت فى البكاء وكأنها سمحت لنفسها بالأنهيار ، وظلت دموعها فى الأنسيال بسبب تذكرها لحادث والدتها ، بالرغم من انها كانت لا تزال صغيرة إلا أنها تتذكر منظر والدتها والدماء تنسال منها ، لتشهق بألم وحسرة من بين دموعها دون وعى منها رادفة
_ ماما
أدرك "مالك" سبب بكائها عند تفوهها بتلك الكلمة ليشعر بالأسى والحزن الشديد عليها ليغيب عقله بمجرد أن رأى دموعها وبدون إرادة منه جذبها إلى صدره وأخذ يربت ويُملس على شعرها مُحاولا تهدئتها ، ليشعر بأرتجافها داخل أحضانه ليضمها إليه أكثر رادفا بحزن طغى على نبرة صوته
_ الله يرحمها ، أدعيلها بالرحمة
أجهشت "زينة" فى البكاء وكأنها طفلة صغيرة بالخامسة من عمرها غير مُنتبهة لوجودها بداخل أخضان "مالك" صائحة ببكاء مرير رادفة بأشتياق
_ وحشتنى أوى ، كان نفسى تبقى جمبى ، كان نفسى اوى
يضُمها وكأنه قد غاب عقله هو الأخر ، لم يعد يشعر بأى شيء حوله غير مُنتبها لوجودهما داخل السيارة وهى تتوصد صدره ليشعر وكأنه بحلم وليس بواقعا ليُخرج ما بداخله دون وعى منه بما يتفوه به ليضمها بحنان رادفا بحب
_ أنا جمبك يا زينة ، أنا جمبك يا حبيبتى ومش هبعد عنك أبدا ، أنا محتاجك يا زينة محتاجك زى ما أنتى محتاجانى ، محتاج وجود جمبى ، أنا بحبك يا زينة
وقعت كلماته عليها كالصاعقة التى أفاقتها من ذلك الوهن الذى كانت به ، بالطبع كانت كلماته كفيلة بصدمها وإعادتها إلى وعيها لتلاحظ مُعانقتها له لتبتعد عنه سريعا ، ليدرك الأخر مدى تماديه عن سماع صوتها رادفة بصدمة
_ روحنى
شعر "مالك" بصدمة مُماثلة لصدمتها ، ليشعر بالضيق والغضب من نفسه لاعنا غبائه وتماديه ليردف مُعتذرا
_ زينة انا اسف ، انا والله مش عارف عملت كده أزاى و..
قاطع حديثه صوتها الذى لايزال يبدو عليه الصدمة رادفة
_ روحنى
لم يستطيع "مالك" أن يتحدث مرة أخرى ليُدير مُحرك السيارة عازما على أن يوصلها وأن لا يتفوه بكلمة طوال الطريق حتى لا تنزعج أكثر يكفى ما فعله ، بينما "زينة" كانت لاتزال مصدومة فهى لطالما أنتظرت أن يخبرها بأعجابه بها ، ولكنه صدمها بأعترافه ذلك وبتلك الطريقة ، لم تستطيع هى الأخرى فى التحكم فى مشاعرها التى أنجرفت إليه دون إرادتها لتردف بحدة
_ وقف العربية
حول "مالك" نظره إليها خشية من أن تنزل من السيارة والأبتعاد عنه إلى الأبد ، ليرمقها بنظرة أعتذار رادفا
_ زينة أنا بجد أسف ، أرجوكى
كررت "زينة" ما قالته رادفة بأصرار
_ بقولك وقف العربية يا مالك
فعل" مالك" ما أرادت "زينة" وهو بداخله يشعر انه قد خسرها للابد ، بينما بمجرد أن أوقف "مالك" السيارة حتى دفنت "زينة" وجهها بصدره باكية بكثير من الحب والأحتياج لوجوده بجانبها رادفة ببكاء
_ وانا كمان بحبك يا مالك ، أرجوك متبعدش عنى ، انا عمرى ما كان عندى حد قريب منى زيك كده ، أرجوك متسبنيش انا كمان محتجالك
لم يستطيع "مالك" التحمل أكثر ليُبعدها عن صدره رامقا زرقاوتيها وسريعا ما ألتهم شفتيها بقبلة مليئة بالحب والأشتياق والشغف الذى كان يشعر به فى كل مرة كان يراها بها ، بينما صُعقت الأخرى من إندفاعه إليها بتلك الطريقة ولكنها لم تستطيع السيطرة على نفسها لتُبادله تلك القبلة الحارة مُحاولة التعبير عن مدى حبها له
●●●●
كانت جالسة بغرفتها تتصفح إحدى وسائل التواصل الأجتماعى ليصيح هاتفها مُعلنا عن وجود إتصالا لها لتجد أنه أحد الرجال الذين يعملون لحسابها ، فتحت الأتصال رادفة بغرور
_ أيه الجديد؟!
بمجرد أن أنتهى ذلك الشخص من قص الأخبار الجديدة التى توصل لها عليه ملأت البسمة وجه "هناء" رادفة
_ أنت متأكد من الكلام ده ، يعنى فعلا طلع كان بيتعالج عن دكتور نفسى؟!
↚
دلف "جواد" مكتبه باكرا ، بعد أن أعتاد على الأستيقاظ مبكرا حتى لا يلتقى ب"ديانة" او يتحدث معها ، فهو منذ تلك الليلة وهما يتلاشيا بعضهما ، ليلحقه "إياد" دالفا الغرفة رادفا بمرح
_ يا صباح التفاح بشوفك برتاح
رفع "جواد" حاجبيه باندهاش من طريقة صديقه المراوغة رادفا بأستهزاء
_ ياض انت مش هتبطل الجو ده! انت فاكرنى واحده من النسوان اللى بتشقطهم وتعط معاهم
ضحك "إياد" بمكر ومرواغته التى لا يتنازل عنها فى كل احاديثه رادفا بغمز
_ طب والله لو كنت واحده وبالجمال والعيون الزرقا دى ما كنت هحلك غير لما اقطعك
ألتوت شفتا "جواد" بأستهزاء مُعقبا بنبرة مُتهكمة رادفا
_ لا والصراحه انت قطيع ، كل يوم بسمع انك قطعت واحده شكل والنسوان بتشوفك بتجرى
قهقه "إياد" بهسترية على طريقة صديقه ونبرته المُسهزئه ليسايره فى الحديث فتلك اللحظات لا تتكرر كثيرا وخصوصا من قبل "جواد" ليردف "إياد" مصطنعا الدهشة
_ ياه للدرجه دى انت شايفنى بتاع نسوان
رمقه "جواد" بنظرات تفحص من رأسه إلى اخر قدميه رادفا بأستهزاء
_ وقربت أشوفك بتاع رجاله كمان
سقط "إياد" أرضا من شدة الضحك على ما تفوه به "جواد" وبعد قليل أستطاع ان يهدئ من هول ضحكته رادفا
_ لا يا عم مليش فى الخشن ولا عدت هبقى بتاع نسوان كمان خلاص توبنا إلى الله
ضيق "جواد" ما بين حاجبيه باستنكار رادفا
_ ليه جالك عجز؟!
أمتعضت ملامح "إياد" رادفا بلهفة
_ لا يا عم بعد الشر ، جالى حب
تبدلت ملامح "جواد" من الأستهزاء للضيق والحنق وسريعا ما نهض من كرسيه متجها إلى نافذة مكتبه مُشيحا بنظره فى الفراغ مُتنهدا بتأثر رادفا
_ ما هو ده كمان عجز بس مش فى الجسم ، العجز ده فى الروح والعقل ، بيخليك تايه بين قلبك وعقلك مش عارف تسمع لده ولا تمشى ورا ده ، وقتها بس بتحس قد أيه أنت عاجز وضعيف قدام اللى انت عايز تعمله واللى المفروض انك تعمله
شرد "جواد" بمخيلته واصبح يتحدث بما يدور فى عقله دون إرادته ، حتى لم يلاحظ انه يتفوه بهذا الحديث أمام "إياد" الذى نسى وجوده بالفعل ، لييقظه من شردوه صوت تصفيق "إياد" رادفا بمشاكسة
_ الله ده احنا بقينا بنتكلم فى الحب اهو ، احنا وقعنا ولا أيه يا عم جواد؟!
فاق "جواد" من شروده على سؤال "إياد" ليلتفت إليه رامقا إياه بغضب من سواله ولكنه لم يكن يريد ان يتشاجران معا اليوم ، ليحاول تغير مجرى الحديث رادفا بحدة
_ المهم مين دى بقى اللى وقعتك على بوزك؟؟
تبدلت ملامح "إياد" للتوتر والقلق خشية من ردة فعل "جواد" من معرفته انه ترك جميع الفتيات وذهب كى يخطب أبنة العائلة التى ربت "ديانة" ليردف بتلعثم
_ امم..ملك الصاوى
أمتعضت ملامج "جواد" بغضب بالطبع هو يعلم من تكون تلك الفتاة ليردف بأنزعاج مستفسرا
_ بنت محمود الصاوى؟! انت بتعادينى ولا بتستهبل ولا أيه؟!
حاول "إياد" تهدئة "جواد" رادفا بمصدقية
_ والله لا دى ولا دى ، انا حبتها بجد
رمقه "جواد" بغضب وكاد أن يُصيح به ليمنع نفسه مُذكرا بأنه ليس لديه الحق فى أن يلومه فهو حر ، من حقه ان يختار من تناسبه وبالنهاية هى فتاة صغيرة وأهلها لم يكترفا بحقه أى خطأ بل انهم أدوا إليه معروفا وهو الأعتناء ب"ديانة" ، ليزجر نفسه سريعا على تفكيره بتلك الفتاة ولأمتنانه لراعيتهم لها منذ البداية ، ليطرد تلك الأفكار من رأسه سريعا رادفا
_ مبروك يا إياد
أبتسم "إياد" إلى صديقه بأمتنان على عدم مشاجراته مُضيفا بسعاده
_ لاا مبروك كده بس متنفعش ، انا معنديش صاحب غيرك هتنزل تنقى معايا البدله وكل حاجة
أغمض "جواد" عينيه بملل فهو لا يروقه هذه التفاهات ولكنه لا يريد ان يُخيب امال صديقه الوحيد ، فهو يعلم انه لا يملك اخًا او صديقا غيره لذلك لن يدعه وحده ليردف "جواد" مُعقبا بحنق وإنزعاج
_ حاضر منا ولى امر اهلك انا عارف
ضحك "إياد" على إنزعاج صديقه ولكنه لاحظ انه لا يريد ان يزعجه او يكسر فرحته ، ليشعر بالسعاده على اختياره لصديق كهذا
●●●●
كعادته يجلس أمامها يتحدث إليها تارة ويصيح بها تارة أخرى بينما هى تجلس تستمع لكل ما يقوله دون النطق بحرف ، وكيف لها ان تتحدث فإذا كانت تملُك القدرة على التحدث لكانت أخبرته بما حدث منذ زمن ليردف بهدوء
_ لأول مرة احس إنى عايز اتكلم معاكى من غير ضرب او إهانه او حتى شعور بالإنتقام ، عايز اقول كلام مش هعرف اقوله لحد غيرك ، يمكن عشان ضامن انك مش هتقولى الكلام ده لحد او يمكن عشان الكلام ده مينفعش يتقال لحد غيرك
أطرق برأسه أرضا مُستسلما لإخراج ولو جزء بسيط مما يحمله بداخله خصيصا وانه لا يقدر على التفوه به مع أحد وخصيصا "هناء" الذى يندم أشد الندم على زواجه منها فقد كانت إتفاقية قاسية جدا بالنسبة له ولكنه لا يستطيع الآن فعل شيء ، ليجد نفسه لا يستطيع التحدث إلا لتلك المرأة التى كانت السبب على ما فيه اليوم ليتنهد بحزن مُشاركها حزنه رادفا
_ ديانة حامل
أتسعت عينى "لبنى" بصدمة مما استمعت إليه لا تعلم أتشعر بالسعادة كأى أم تفرح بحمل ابنتها وانها ستصبح جدة ام تشعر بالشفقة والحزن لانها تعلم ان هذا الزواج كان بغرض الإنتقام وان ذلك الحمل بالطبع قد حدث بطريقة بشعة ومُهينة وقد تكون تلك الطريقة سببت لها الألم والشعور بالذلة والمهانة ، لتتهاوى دموع "لبنى" من مجرد تخيل الأمر وما قد يكون حدث لأبنتها
لأحظ "هاشم" دموعها ليُخمن أنها تبكى خوفا على ابنتها ومن أن يؤذيها أحد هى او جنينها ليبتسم باستهزاء لا يدرى على بكائها أم على نفسه فهو لا يقدر على إيزاء ذلك الجنين ، فهو أول من ينتظر قدومه حتى يُخفف من حزنه كل تلك السنوات ويكون العوض على كل من فقدهم منذ سنوات عدة ليعقب بضعف
_ متعيطيش يا لبنى ، انا مش هأذى حفيدى ابدا ، كفاية انه هيكون من صُلبى انا وشرف "تهاوت بعض الدموع من عينه مُكملا" ويمكن يكون عوض من ربنا عن كل اللى خسرناهم زمان
لم تستطع "لبنى" التحكم فى بكائها وسريعا ما ألقت بنفسها تحت قدمى "هاشم" مُقبلة إياهما ببكاء وراحة فى آنٍ واحد ، فيمكن أن يكون وجود هذا الطفل هو طوق النجاة بالنسبة لأبنتها وأيضا سيكون العوض عن جميع من فُقدوا منذ زمن طويل
أغمض "هاشم" عينيه بضعف وحيرة شديد من بين أن يضمها إلى صدره ويصرخ إلى أن يتخلص من كل ذلك الألم أم يضمها بقسوة وعنف إلى أن تُحطم عظامها وتخرج روحها من جسدها ، ليجذبها "هاشم" من شعرها ليعقب بمزيج من الغضب والضعف معا رادفا
_ انا بكرهك يا لبنى ، بكرهك بس مش عارف ايه اللى حيشنى عن قتلك كل ما احاول اضعف ، بس اوعدك انى هتخلص من الضعف ده قريب لان مينفعش انا وانتى نبقى على نفس الدنيا
دفعها "هاشم" بعيدا عنه هاربا من ذلك الضعف والحيرة التى يشعر بهما معها ، بينما هى ظلت تُتابعه ولأول مرة تشعر عليه بالشفقة فهى تعلم انه لطالما كان شخصا جيدا ولكن ما حدث فى ذلك اليوم قد أخرج أسوأ ما فيه وهو حتى لا يعلم حقيقة الأمر ولكن ما تخشاه هو حدوث ما كانت تحاول منع حدوثه منذ سنوات طويلة فذلك لن يكون سهلا على أيا منهما ، لتتنهد رافعة وجهها للسماء داعية بداخلها أن تنكشف الحقيقة قبل فوات الأوان
●●●●
بعد مرور بضعة أسابيع...
كان كلا من "ديانة" و"زينة" تستعدان للذهاب إلى حفل خطبة "إياد" و"ملك" وذلك بعد خروجهما معا للتسوق وشراء كل الأغراض التى سيحتجان لها وشرعا فى تجهيز نفسهما
أنتهت "زينة" من أرتداء فستانها الأسود الرقيق دون حمالة مكشوف الصدر والاكتاف مُنسدلا إلى نهاية قدميها مُرتدية فوقه شال حريرى شفاف باللون الأسود ، أستعانت بتصفيفة بسيطه وهى جعل شعرها مُموج واضعة إياه بجانب واحد مُضيفة عليه تلك الشعرات البسيطه القصيرة التى تصل إلى نهاية جبهتها ، وأنهت اناقتها بوضع القليل من مُستحضرات التجميل التى زادتها جمالا والوانها المناسبة لهذا الفستان ، لتصيح بعجلة موجهة حديثها إلى "ديانة" التى مازالت تستعد رادفة بحنق
_ يلا بقى يا ديانة كل ده بتلبسى ، دا انتى لسه فى الرابع اومال لما تبقى فى التاسع هتعملى ايه! هنلبسك احنا؟!
خرجت "ديانة" من غرفة تبديل الملابس مرتدية ذلك الفستان الرمادى اللامع ذو الأكتاف المُغطاه كاشفا ذراعيها ورقبتها الذى يصل إلى نهاية ركبتيها مُضيفة عليه ذلك الجزام الذى برز مفاتنها وزادها جمالا ، أستعانت بتصفيفة شعر بسيطة وهى انها جعلت ثلثان شعرها بإحدى الجانبى والثلث الاخر بالجانب الأخر ،واكملت زينتها بأستخدام مستحضرات التجميل وقامت بعمل رسمة عين قوية وجريئة إلى حد ما بالاضافة إلى زراق عينيها
أتسعت عينى "زينة" بصدمة مُصفرة بأعجاب على اناقة وجمال "ديانة" رادفة بمدح
_ بسم الله مشاء الله أيه الحلاوة والجمال ده كله ، لا دا انتى كده هتخطفى الانظار اكتر من العروسة
أبتسمت "ديانة" على كلمات "زينة" ظنا منها انها تُبالغ رادفة بحب
_ أنتى أحلى يا قلبى ، وبعدين مش للدرجة دى يعنى انا لو خطفت الأنظار هخطفها بالبلبلونه اللى فى بطنى دى
ضحكت "زينة" على كلمات "ديانة" رادفة بتوضيح
_ طبيعى يا بنتى عشان حامل وبعدين انتى كده مش باينه لسه و....
قطع حديثها صوت طرقات على الباب ، لتصيح "زينة" رادفة بهدوء
_ أدخل
دلف "جواد" الغرفة وبمجرد أن سقطت عينيه على "ديانة" تسمر مكانه وقد غاب عقله عن الوعى من شدة جمالها وأناقتها وظل ينظر إليها مُتفحصا إياها وكأنه لم يرى أنثى من قبل ، لم يستطيع الأشاح بنظره بعيدا عنها كيف له ان يترك هاتين الساقين الممشوقتين وذلك الخصر الذى أذاب عقله وتلك الجرأة والتحدى التى تندلع من زرقاوتيها ، يُقسم بداخله انه لو كان معها الان بمفردهما لكان أشفق عليها مما سيفعله بها ليفيقه من شروده صوت شقيقته رادفا
_ روحت فين يا عم طمنا عليك؟!
فاق "جواد" من شروده مُحمحا بأرتباك نجح فى إخفائه وقد أبعد نظره عن "ديانة" حتى يستطيع السيطرة على نفسه ليعقب بهدوء موجها حديثه إلى "زينة" رادفا
_ لا أبدا صفقة كده شاغله بالى شويه
رمقته "زينة" بعدم تصديق فهى لاحظت تلك النظرات المتفحصة التى كان ينظر بها نحو "ديانة" لتبتسم بمكر رادفة بتهكم
_ لا ربنا معاك ، مش يلا بينا بقى ولا ايه؟!
ضيق "جواد" ما بين حاجبيه رادفا بأستفسار
_ يلا ايه؟! انتوا لسه خلصتوا لبس!!
أبتسمت "زينة" بمرح على سؤال شقيقها فهما بالفعل انتهيا من أرتداء ملابسهما ولكنها لم تُدرك معنى حديثه لتردف بمرح
_ ما احنا خلصنا يا جواد خلاص يلا بينا
ظل "جواد" يتجول "بزرقاوتيه" بين شقيقته وزوجته مُتفحصا فستانيهما اللتان لا يخفيان شيئا بالنسبة له ليحول نظره إلى "زينة" رادفا بحنق
_ خلاص أيه مش فاهم هتروحوا الخطوبه وجسمكوا باين كده ، اللبس ده يتغير
أمتعضت ملامح "ديانة" من تحكمه فى ملابسها وهو حتى لا يملك الحق فى النظر إليها حتى فهى تكرهه كثيرا ولا تحتمل مجرد وجوده معاها بنفس المكان ولكنها ظلت صامتة حتى لا تفتح معه مجالا للحديث ، لتردف "زينة" موجهة حديثها نحو "جواد" رادفة
_ نغير أيه يا جواد دى الفساتين اللى اشترناها للخطوبة وانا مش شايفة ان فيها حاجة
رمقها "جواد" بأستهزاء رادفا بتهكم
_ طب ما أيه رأيك تروحوا من غير هدوم خالص ومش هتفرق حاجة عن اللى انتوا لابسينوا ده
طفح الكيل يجب أن توقفه عند حده ، من يظن نفسه ليتحدث إليهما بتلك الطريقة؟! كادت "ديانة" أن تصيح به ليقاطعها صوت رنين هاتف "جواد" ، ليتفقد "جواد" هاتفه ليجده والده ليغمض عينيه ويبتعد عنهم قليلا مُجيبا والده رادفا بهدوء
_ نعم
_ انت فين
_ فى الفيلا لسه
_ طب يلا متتاخرش وسوق بالراحه عشان الجنين
_ حاضر
أنهى "جواد" المكالمة مع والده ورجع إلى شقيقته بعدما عزم على أن ينهى ذلك اليوم دون شجار ليعقب مُوجها الحديث نحو شقيقته بملامح باردة رادفا بهدوء
_ انا فى العربيه دقيقتين وتكونوا تحت
●●●●
تجلس بجانبه فى المقعد الخلفى للسيارة بينما السائق يقودهما إلى بيت عائلة "ملك" لتمتعض ملامحها بضيق وحنق وخصيصا بعد مكالمته ل "جواد" وتحذيره فى الحرص على سلامة ذلك الجنين التى تود خنقه قبل ان يولد ، والآن يجب عليها ان تذهب لحضور حفل خطبة ذلك المعتوه الذى يُدعى "إياد" وتلك الساقطة ابنة تلك العائلة التى ربت تلك الفتاة الملعونه "ديانة" ، لتزفر بحنق رادفة
_ هو أحنا رايحين الخطوبة دى ليه؟!..
حول "هاشم" نظره إليها بعد أن أفاقته من شروده وكثرة تفكيره الذى لا يرأف به او يرحمه ليحمحم بحرج رادفا
_ معلش يا هناء كنت سرحان مخدتش بالى ، كنتى بتقولى ايه؟؟
أغمضت "هناء" عينيها بملل بسبب كثرة شرده فهى لأحظت بالأيام الماضية انه يشرد كثيرا وتضطر لأعادة حديثها مرة أخرى لتبتلع بحنق رادفة بطيف غضب
_ أحنا رايحين الخطوبة دى ليه؟؟
تنهد "هاشم" زافرا كل الهواء من رئتيه وكأنه يريد أنعاشها بهواء آخر نظيف رادفا بهدوء
_ عشان إياد عندى زى جواد وزينة بالظبط لانه مش بس صاحب جواد لا ده ابوه كمان كان صحبى وزى اخويا بالظبط وبعد ما مات هو ومراته حسيت ان إياد مسؤل منى خصوصا انه ملوش حد خالص ، ازاى بقى أسيبه فى يوم زى ده
أومأت "هناء" برأسها بملل مُعلنة عن تفهمها لحديث "هاشم" الذى لم تكترث له فتلك المشاعر قد ماتت بداخلها منذ زمن طويل ولم تعد تتأثر بتلك التفاهات لتُغير الموضوع رادفة بأستفسار
_ هو أنت بجد مُهتم بموضوع الجنين ده
سريعا ما عقب "هاشم" بكثير من اللهفة رادفا
_ مهتم جدا كمان وعمرى ما هسمح انه يتأذى
أمتعضت ملامج "هناء" بحنق رادفة بثبات
_ بس ده أبن ديانة يا هاشم
ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه بضيق وإنفعال رادفا بحده
_ حتى لو أبن ديانة يا هناء الطفل ده حفيدى او حفيدتى ومش هسمح لأى حاجه تأذيه او تأثر عليه حتى لو اضطريت انى أسيب ديانة عايشه عشان الطفل ده هعملها ومش عايز أسمع ولا كلمة فى الموضوع ده
أعتلت ملامح الغضب والكراهية وجه "هناء" تجاه ذلك الطفل الذى أوشك على أن يُخرب لها كل مُخططاتها حتى من قبل أن يولد ، بل يجب أن لا يولد بجب عليها التخلص من ذلك الطفل بأسرع وقت حتى لا تخسر بمعركتها تلك وبعدها تٌعيد "جواد" إلى طاعتها مرة أخرى
●●●●
وصل الجميع إلى منزل عائلة "ملك" وتبادلا التهانى وبمجرد أن وقعت عين "منال" على "ديانة" أسرعت إليها وأحتضنها بكثير من الحب والأشتيقاق رادفة
_ يا حبيبة قلبى وحشتينى وحشتينى أوى
بادلتها "ديانة" العناق وقد أمتلئت زرقاوتيها بالدموع لا تعلم إن كانت تلك دموع الحزن والقهر التى عاشتهما أم تلك دموع الأشتياق الذى مزقها طوال تلك الأشهر بعيدة عن حضن والديها التى لم تفارقهما من أكثر من عشرون عاما لتردف "ديانة" بصوت منخفض من بين دموعها
_ وأنتى كمان يا ماما وحشتينى اوى
خرجت من صدر "منال" على صوت "محمود" الذى يقف خلفها منذ ان رآها وهى تتوجه نحو "منال" وأسرع للقائها والأطمئنان عليها ، رادف بحنان أبوى وهو يربت على ظهرها
_ طب وبابا موحشكيش هو كمان
أسرعت "ديانة" بدفن وجهها بصدر "محمود" مُتشبثة به كالأطفال ولم تتحكم فى دموعها بسبب شعورها بالراحة والأطمئنان ، حقا لا مثيل لحضن الأم ولكن لا يوجد أأمن من عناق الأب فهو له مذاق أخر مملؤ بالراحة والأمان والطمئنينة ، لتردف بنحيب
_ مقدرش متوحشنيش يا حبيبى ، وحشتنى اوى اوى
خرجت "ديانة" من عناقه بعد وقت ليس بقليل ليضع يده على بطنها مبتسما بسعادة كبيرة رادفا
_ بسم الله مشاء الله ربنا يكملك على خير يا بنتى وتقومى انتى واللى فى بطنمك بألف سلامة يارب
كان كل ذلك يحدث تحت أنظار "جواد" الذى يقف بجانب والده وقد رأى كيف يضمها ذلك العجوز ويضع يده على بطنها أيضا ، لا لقد طفح الكيل يجب عليه إقافه عند حده ، كاد "جواد" أن يتجه نحوهم ليمنعه والده الذى لاحظ ما يحدث عندما تغيرت ملامح وجه "جواد" ليمسك بيده رادفا بهدوء
_ أهدى شويه فى ناس حولينا ومتنساش انها حامل وكمان ده فى مقام أبوها بردو ولو حصلت حاجه مش عجباك أبقى حاسبها عليها بعد الولاده دلوقتى لا
ضيق "جواد" ما بين حاجبيه مندهشا من حديث والده كيف يمكن أن يكون ذلك الطفل سبب تغير والده بكل ذلك الشكل ، هل حقا يمكن أن يكون ذلك الطفل نقطه التحول بحياة الجميع؟! ولكن كيف هل سيُعيد ذلك الطفل والدته وجنينها؟ هل سيشفى عمته من عجزها؟ هل سيُحيى عمه الذى توفى بسبب تلك الصدمة؟ هل سيمحى طفولته المريرة التى عانها بسبب عدم وجود والدته وجعل "هناء" هى من تتحكم بأمره؟ لا هناك أشياء لا يُمكن تغييرها ولو بعد مئات السنوات
●●●●
خرجت من المرحاض بعد أن عدلت من هيئتها لتجد يد قوية وواضح جدا انها لرجل وضعت على فمها من الخلف والأخرى تسحبها نحو إحدى الغرف المُجاورة ليقوم بدفعها داخل الغرفة وسريعا ما أغلق الباب عليهما لتشعر بالقلق والرهبة ، ولكن عندما رأت وجه لكزته فى معدته بغضب وقد شعرت بقليل من الراحة رادفة
_ انت بارد ومعندكش دم
ألتقط "مالك" يدها قبل أن تلكزه مرة أخرى وهو يُطالعها بكثير من الحب والأعجاب رادفا بلهفة
_ وأنتى حلوة اوى وزى القمر
أكتست الحُمرة وجه "زينة" فهى ليست كالفتايات الذين يخجلن ولكن كلماته تلك مع وجودهما بغرفة واحدة مُغلقة عليهم وطريقته الذى أحضرها بها كل ذلك جعلها لا تستطيع ان تُسيطر على خجلها ، ليلاحظ هو خجلها ليقترب منها أكثر رادفا
_ بالرغم من أنى اول ما شوفتك بالفستان ده كنت عايز أخدك من جمب ابوكى واخوكى وأخبيكى عشان محدش يشوف كل الجمال ده إلا أنى مقدترش أعمل حاجه من كتر منا مكنتش عارف أشيل عينى من عليكى او حتى اغمضها ، اول ما شوفتك حسيت انى عايز أخدك فى حضنى ونبعد عن كل الناس ومحدش يشوفك غيرى ، انا مكنتش عارف انى هحبك بالشكل ده يا زينة
أقترب منها كثيرا وسريعا ما ألتقط شفتيها حتى انه لم يترك لها فرصة لكى تُصدم بل أبتلع شفتيها بكثير من الرغبة واللهفة بينما "زينة" ظلت تترجع للخلف مُحاولة التخلص منه ولكن دون فائدة فكلما رجعت للوراء تقدم هو إليها إلى أن ألتصقت بالحائط خلفها وإلى تلك اللحظة لم يتخلى عن أمتصاص شفتيها ، وبعد وقت ليس بقليل أبتعد عنها وهو يلعن بداخله ذلك الهواء الذى أحتاج له كلا منهما
شهقت "زينة" لكثرة أحتياجها للهواء وأخذت تُحاول تنظيم أنفاسها بينما "مالك" لم يبتعد عنها كثيرا وبمجرد أن لاحظ أستقرار أنفاسها عاد ليقبلها مرة أخرى ولكن تلك المرة بادلته "زينة" رغما عنها فهى الأخرى تحبه كثيرا وتشعر بالكثير من المتعة بالقرب منه أو ملامسته ليظن "مالك" أن تلك إشارة منها على موافقتها لأقترابه منها ، لتمتد يده نازعة ذلك الشال الشفاف الذى لا يُخفى شيئا ولكنه يمنعه من ملامسة جسدها
شعرت "زينة" بنزع شالها لتتسع عينيها بصدمة ولكن سريعا ما أذابتها يد "مالك" التى أحتوت خصرها وسريعا ما أخذت طريقها إلى الجزء المكشوف من ظهرها مُتحسسا إياه وهو لايزال يلتهم شفتها برغبة تزداد مع كل لمسة ، ليفرق بين شفاههما أخذا طريقه نحو عنقها مُلثما إياه ببعض القُبل الحارة والمليئة بالشبق لتغمغم "زينة" من بين تيهتها رادفة
_ ماا..لك أبعد..أرجوك
لم يكترث إلى غمغماتها وأخذ يوزع تلثيماته على عنقها ونحرها وبداية نهديها بينما يده لم ترأف بها وظلت تتحسس ظهرها ولم يكتفى بذلك القدر بل يزداد إثارة ورغبة بالحصول على المزيد ليقوم بفتح سحاب فستانها الذى يبدأ من منتصف ظهرها إلى بداية مؤخرتها
أنتفض جسد "زينة" أثر ما يقوم به "مالك" وقبل أن تقوم بأى ردة فعل أغلق عليها نطاق التفكير او التردد وزاد من شبقها بإدخال يده بفستانها مُتحسسا مؤخرتها
سقطت "زينة" ببحر شبقها الذى أستسلمت له ليذوبان معا بلذة لمساتهما لبعضهم المليئة بالرغبة والأثارة ، ليقطع عليهم تلك اللحظة الحميمة صوت طرقات على باب الغرفة لينتفض على أثرها جسد "زينة" دافعة "مالك" بعيدا عنها
عدل "مالك" من مظهره مُتجها إلى باب الغرفة لاعنًا الطارق ويتمنى لو أن يقتله بيده ، فتح الباب ليجدها عاملة تخبره بأن أحدهم يسأل عليه رادفة
_ معلش يا مالك يا أبنى واحد صاحبك بيسأل عليك
أغمضت "مالك" عينيه بغضب لاعنًا جميع أصدقائه بداخله رادفا بضيق
_ قوللهم دقيقتين وجى يا دادا
أغلق "مالك" الباب وسريعا ما دلف إلى "زينة" مرة أخرى ليجدها بالفعل أغلقت سحاب فستانها وأرتدت شالها وعدلت من مظهرها ليعقب بضيق وحنق رادفا
_ أنا هقطع علاقتى بصحابى كلهم
أبتسمت "زينة" بخجل لتجده يُحاول الأقتراب منها مرة أخرى لتدفعه بعيدا عنها وسريعا ما أتجهة إلى باب الغرفة هاربة منه ليزفر بحنق رادفا
_ ملعون ابو صحابى كلهم
↚
انتهيا من تلبيس خواتم الخطبة تحت انظار وفرحة الجميع ، قام "إياد" سريعا برفع كف "ملك" وتقبيله برقة ونعومة عارمة ليصفق الجميع ويبادلوهما التهانى والابتسامات والتمنى لهما بحياة سعيدة طوال العمر
يقف "جواد" بعيدا عن الحاضرين ويختلس النظر إلى "ديانة" مُحاولا إشباع عينيه من كثرة جمالها ورقتها لاعنًا "لبنى" و "هناء" ونفسه وقلبه الذى لا يرأف به أمام عقله ، يريد أن يلقى بنفسه من فوق البناية لعله يجد الراحة من كل ما يحدث حوله
بينما أقترب "إياد" من أذن "ملك" مُعقبا بمراوغة رادفا بهمس
_ أتخطبنا أهو يعنى أبوس وأحضن براحتى يا جميل
ألتوى ثغر "ملك" بعدم رضا رافعة إحدى حاجبيها بأستهزار رادفة
_ بوس وأحضان فى عينك لسه بدرى يا بابا على الكلام ده انا خطيبتك مش مراتك
أبتسم "إياد" بخبث عازما على أن يصفعها ببعض الكلمات التى تجعلها لا تستيطع ان ترفع عينيها بوجهه رادفا بمكر
_ لا مهو لما تبقى مراتى مش هيبقى بوس وأحضان بس ده هيبقى فى حاجات ممكن قلبك يقف لو عرفتيها
أكتست الحمرة وجه "ملك" لاكزة إياه فى صدره رادفة بإنزعاج مُمزج بالكثير من الخجل
_ أنت قليل الأدب ومعندكش دم
أبتسم "إياد" بحب وأعجاب رادفا بمصداقية
_ بس بحبك اوى
أشاحت "ملك" بنظرها بعيدا عنه فهى لم تعد تستطيع النظر إليه أكثر من ذلك لينقذها من خجلها قدوم "جواد" الذى أخذ يقترب من "إياد" ليقف أمامه بهدوءه اللعين رادفا
_ مبروك يا إياد ، مضطر أمشى انا بقى
أمتعضت ملامح "ملك" بالحزن لان إذا كان "جواد" سيرحل إذا سيأخذ "ديانة" معه لتردف بلهفة
_ طب ما تخليكوا شوية كمان
أدار "جواد" وجهه ثم أغمض عينيه بملل ولكن لم يلاحظه أحد ليوجه بنظره إليها مرة أخرى رادفا ببرود
_ معلش محتاج أمشى
أومأت "ملك" برأسها بخيبة أمل ولكن لا يوجد بوسعها شيئا لتفعله ، لينهض "إياد" وأخذ "جواد" بعيدا عن "ملك" رادفا بتمنى
_ جواد ياريت تدى نفسك فرصه تانيه فى موضوع ديانة انا حاسس انها متستاهلش كل ده
ربت "جواد" على كتف "إياد" مُحاولا التهرب من الحديث وهو يستعد للذهاب رادفا
_ مبروك يا عريس
أبتعد "جواد" متجها إلى "زينة" كى يخبرها ان عليهم الرحيل بينما ظل "إياد" يتابعه بعينه رادفا بشفقة
_ والله شكلك حبيتها يا أبن الدمنهورى
●●●●
كان يجلس بصحبة "هاشم" فى مكتبة بالفيلا بناءا على رغبته فى مقابلته بعيدا عن الشركه والموظفين ليرتاب "إياد" بسبب عدم معرفته لسبب تلك المُقابله ، ليلاحظ "هاشم" توتر "إياد" ليبتسم بهدوء رادفا
_ أيه يا أبنى أنت قاعد متوتر ليه كده
حمحم "إياد" رادفا بأحترام
_ ابدا يا عمى انا بس مستغرب اول مره حضرتك تطلب تقابلنى فى البيت
أبتسم "هاشم" له بود رادفا
_ بصراحة عايز اتكلم معاك فى موضوع بينى وببنك
ضيق "إياد" ما بين حاجبيه بدهشة ، فما هو الشيء الذى أراد "هاشم" أن يتحدث فيه معه خارج الشركه ليعقب بفضول
_ أتفضل يا عمى
أبتسم "هاشم" ل"إياد"بكثير من الحب والعطف رادفا
_ انت عارف يا إياد انك عندى زى جواد وزينة بالظبط وعارف إن ابوك كان صحبى اوى وكمان كان شريكى فى جزء من أسهم الشركه
تنهد "إياد" بأسى عند ذكر والده المتوفى رادفا
_ طبعا يا عمى اكيد عارف ، الله يرحمه
_ الله يرحمه
قالها "هاشم" وهو يقوم بفتح درج مكتبه ملتقط منه إحدى الملفات ووضعها أمام "إياد" رادفا
_ أمسك يا إياد
ألتقط "إياد" ذلك الملف مُتفحصا إياه مُضيقا ما بين حاجبيه رادفا بأستفسار
_ أيه ده يا عمى
زفر "هاشم" براحة لتخلصه من ذلك الحمل الثقيل الذى تمنى كثيرا أن يتخلص منه ولكنه لم يكن يستطيع كسر وصية صديقه المتوفى ليردف بهدوء
_ ده يا ابنى كل نصيب والدك فى أسهم الشركة بتاعتنا انا كتبتهم بأسمك ، ودى كانت وصية والدك الله يرحمه قالى لما إياد يكبر ويقدر يتحمل المسؤليه احولهملك بأسمك وانت دلوقتى كبير بما فيه الكفاية انت خاطب بقالك يجى شهر اهو وشكلك واخد الموضوع جد وداخل على جواز ، انت اولى تدير حقك بنفسك وعلى فكرة فى شركة من الشركات دى حق إدارتها من نصيبك انت لانها تعتبر بتاعت والدك وانا أسهمى فيها بسيطه جدا
شعر "إياد" بالصدمة فهو لم يكن يعلم بأمر شراكة والده و"هاشم" كيف ومتى حدث ذلك ولماذا لم يخبره "جواد" بالأمر لينظر إلى "هاشم" مُعقبا بأمتنان
_ انا مش عارف أقولك ايه يا عمى بجد شكرا على أمانتك لو حد غيرك مكنش عرفنى حاجه خصوصا انى مكنتش اعرف اى حاجه عن موضوع شراكتك انت ووالدى دى وجواد نفسه مجبليش سيرة حاجه
أبتسم له "هاشم" رادفا
_ جواد هو اللى قالى اعرفك بموضوع الشراكه ده وقالى انك المره دى عقلت بجد وبقيت قد المسؤليه
تنهد "إياد" بأسى فهو لم يكن يعلم بكل هذا ولم يكن ذلك الأمر بحسبانه ، هو كان يكتفى بعمله مع "جواد" وصداقتهما لم يكن يعلم أنهما شركاء أيضا ليردف بحب
_ شكرا يا عمى بس انا مش عايز كده ، أنا عايز افضل مع حضرتك ومع وجواد ، أنت عارف انى مكنش عندى اخوات وبعد والدى وولدتى مكنش ليا حد غيركوا متحرمنيش من اهلى مرة تانيه لو سمحت
نهض "هاشم" من كرسيه مُتجها إلى "إياد" الذى نهض هو الأخر ليتقدم "هاشم" ويقوم بمعانقة "إياد" بحنان ابوى رادفا
_ مين يا أبنى اللى قال الكلام ده ، انت عمرك ما هتبعد عننا وانا مش بقولك نفضى الشراكه انا بقولك تدير حقك معانا دلوقتى انت مش موظف انت صاحب حق يا إياد ولازم يا ابنى تاخده ، وبردو هتفضل أبنى زيك زى جواد بالظبط
لم يجد"إياد" ما يقول ليلاحظ "هاشم" تلعثمه ليحرره من ذلك الضغط رادفا بمشاكسة
_ يلا بقى عشان تليفونك مبطلش رن من ساعة ما جيت وواضح انها خطيبتك ، روح رد عليها قبل ما تنزل تعمل محضر فى القسم بأنك مفقود ومتغيب من ساعة
ضحك "إياد" على ما تفوه به "هاشم" ناهضا من كرسيه رادفا بحب وأحترم
_ تصبح على خير يا عمى
_ وانت من اهله يا حبيبى
خرج "إياد" من مكتب "هاشم" متجها إلى باب الفيلا ليلاحظ "هناء" تقف بصحبة إحدى العاملات بالمنزل ولكنه لم يرتاب الموقف وشرع فى الخروج من الفيلا
●●●●
أستيقظ باكرا مثل عادته منذ اكثر من ثلاثة أشهر ، أخذا حمامه مرتديا ملابسه ليستعد للذهاب إلى الشركة قبل أن تستيقظ "ديانة" حتى لا يلتقى بها على الأقل إلى أن تضع حملها بسلام
هبط "جواد" درجات السلم متجها لأسفل ليلاحظ وجود إحدى العاملات بالمنزل ليشعر انه قد رآها قبل ذلك وقبل أن يتفوه بكلمة ، قاطعته "زينة" واضعه يدها بظهره رادفة بحب
_ صباح الخير يا حبيبى
أحتضنها "جواد" بحنان رادفا بحب متبادل
_ صباح النور
فرق عناقهما موجها نظره إلى العاملة رادفا بأستفسار
_ هى دى اللى جايه من الفيلا عند بابا
أومأت "زينة" برأسها مؤكدة على حديثه رادفة
_ ايوه كويس انك بعت جبتها هتريحنا جدا
هز "جواد" رأسه بالموفقة على حديثها رادفا
_ طيب انا رايح الشركة ، عايزه حاجه
أمتعضت ملامح "زينة" بأنزعاج رادفة
_ مش هتقعد تفطر معانا بردو زى كل يوم
أبتلع "جواد" بمرارة كم يود ان يجلس معهما او يتحدث معها او يرها على الأقل ولكن لا يستطيع حتى لا تزداد حيرته وتشتته الذى لا يدرى إلى أين سيدفعه ليردف بهدوء
_ معلش يا حبيبتى كده أحسن ، سلام
فر "جواد" هاربا عندما شعر بهبوط أحدهم الدرج ليدرك انها "ديانة" قد أستيقظت ليذهب سريعا حتى لا يُعطى نفسه فرصه لرؤيتها وسريعا ما خرج من الفيلا
هبطت "ديانة" الدرج بحذر حتى لا يتأذى جنينها التى أصبحت مُتعلقة به كثيرا وتتمنى أن تراه فى أقرب وقت فتلك فمشاعر الأمومة التى أستحوزت عليها كليا لتردف بحب موجها حديثها إلى "زينة"
_ صباح الخير يا زينة
بادلتها "زينة" التحية بكل حب رادفة
_ صباح النور يا قلب زينة ، يلا بقى يا جميل عشان نفطر
وافقتها "ديانة" وبالفعل جلستا معا ليتناولان الأفطار وأفكار كثيرة تدور بعقل "زينة" تريد الأستفسار عنها ولكنها ستضطر حينها ان تفصح بكل شيء إلى "ديانة" ولماذا لا تُفصح لها فهى شخصية جيدة وقد أصبحا صديقتان مقربتان بالفعل ، لتتنهد "زينة" رادفة بتردد
_ ديانة كنت عايزة أتكلم معاكى فى موضوع وأخد رأيك فيه
أبتلعت "ديانة" ما فى فمها من طعاما رادفة
_ قولى يا زوزه
توترت "زينة" وأشبكت أصابع يدها ببعضهما لا تدرى من أين تبدأ او ماذا تقول لتعقب بتلعثم ونبرة خافتة
_ انا..انا ومالك بنحب بعض
أعتلت الصدمة وجه "ديانة" ولكنها سريعا ما تحولت إلى إبتسامة مليئة بالسعادة والحماس رادفة بلهفة وفضول
_ لا ده أنتى تحكيلى الحوار كله بقى
أبتسمت "زينة" بخجل ولكنها شعرت براحة لترحيب "ديانة" بالفكرة لتردف بسعادة
_ هحكيلك
●●●●
ضيق ما بين حاجبيه غير مُدركا عن أى شيء يتحدث صديقه او ماذا يقصد بحديثه ، فهو أرتاب من هيئته وهو دللفا إليه بمجرد أن وصل الشركة ودخل مكتبه إلى الأن يبدو وكأن هناك إحدى الكوارس على وشك ان تحدث ليعقب "جواد" بحدة
_ ما تنطق يا إياد فى أيه؟!
أبتلع "إياد" بمضض لا يعلم ماذا يفعل أيخبره ويجن حينها جنون "جواد" ، أم لا يخبره ويترك تلك الكارثة تحدث ويشعر بالذنب طوال عمره ، بل سيخبره ويحدث ما يحدث ، ليردف بهدوء
_ أنا هحكيلك كل حاجه يا جواد بس أبوس رجلك فكر بالعقل قبل أى خطوة تعملها
أومأ "جواد" برأسه بنفاذ صبر ، لم يعد يحتمل طريقة الألغاز الذى يُحدثه بها صديقه ، ليشرع "إياد" فى قص عليه ما حدث ليلة أمس
••
خرج "إياد" من مكتب "هاشم" مُتجها إلى باب الفيلا ليلاحظ "هناء" تقف بصحبة إحدى العاملات بالمنزل ولكنه لم يرتاب من الموقف وشرع فى الخروج من المنزل ليستوقفه مرة اخرى صوت العاملة وهى تتلفظ بأسم "جواد" ليقترب منهما بحركة لا إرادية منه عندما شعر ببعض القلق ليختلس السمع على مقربة منهما ليسمع "هناء" وهى تُعقب بنبرة امارة
_ ايوه يا كوثر بكره هتروحى عند جواد فى الفيلا بتاعته عشان تشتغلى هناك
أومأت "كوثر" برأسها بالموافقة على حديث "هناء" رادفة
_ من عنيا يا ست هناء اللى تأمرينى بيه
رمقتها "هناء" بنظرات استعلاء رادفة بكبر
_ فى حاجه كمان يا كوثر عايزها منك بس لو طلعت برا عننا أحنا الأتنين هدفنك حيه
أبتلعت "كوثر" برعب من حديث "هناء" فهى تعلم أنها قاسية القلب ولا تقول شيئا إلا وتستطيع تنفيذه لتردف بلهفة
_ فى بير يا ست هانم مش هفتح بؤى بحرف
أخرجت "هناء" من جيبها إحدى القنينات التى تبدو وكأنها قنينة دواء لتعطيها إلى "كوثر" رادفة
_ خدى يا كوثر
ضيقت "كوثر" ما ببن حاجبيها بأستفسار رادفة
_ أى دى يا ست هانم
أضافت "هناء" والشر يتطاير من عينيها رادفة
_ ده سم
ضربت "كوثر" على صدرها بذعر وفزع وقد وقع قلبها من كثرة الخوف رادفة برعب
_ يالهوى..سم أيه يا ست هانم
تنهدت "هناء" بمزيد من الكبرياء والغرور رادفة بثقة كبيره
_ ده سم مخصوص للست الحامل يا كوثر ، وده هتحطيه لديانة مرات جواد فى العصير
ضربت "كوثر" على صدرها مرة أخرى ولاتزال ملامح الفزع والذعر متملكتان منها مُعقبة
_ يا خرابى يا ست هناء انتى عايزه تودينى فى داهيه ده جواد بيه يقطع أيدى ورجلى ويسلخنى وانا حيه
أغمضت "هناء" عينيها بملل من كثرة ثرثرة تلك الغبية أمامها رادفة
_ متخافيش محدش هيعملك حاجه ولا حد هيعرف حاجه خالص
أعتلت الدهشة وجه "كوثر" المُعقبة بأستفسار
_ ازاى
زفرت "هناء" بضيق وغضب من إضطرارها لتفسير الأمر لتلك الحمقاء الماثلة أمامها لتردف بحنق
_ عشان يا غبية ده دوا معين لو اتحط لواحدة حامل هيموت الجنين فى بطنها من غير ما تحس وبعدها هيجلها تسمم حمل والكل هيقول انها ماتت بسبب ان الجنين مات فى بطنها ومحدش هيشك فيكى فهمتى بقى يا بقرة
أتسع ثغر "كوثر" إلى آخره من كثرة الدهشة مما أستمعت إليه للتو لتردف بصدمة
_ يالهوى يا ولاد صحيح العلم نور ، طب انتى عايزه تموتيها ليه يا ست هانم
قابلت "هناء" سؤالها بصفعة قوية أبلعتها ما بجوفها وكادت أن تُبلعها لسانها من شدة الصفعة مُعقبة بغضب
_ انتى هتنسى نفسك ولا أيه يا بت ، أنتى تسمعى الكلام وبس
أومأت لها "كوثر" برأسها برعب وأنكسار رادفة بلهفة
_ حاضر يا ست هانم..انا أسفه والله مش هتتقرر تا..
قطع حديثهم صوت رنين هاتف "إياد" الذى سريعا ما قام بأغلاقة وأبتعد عنهما قليلا حتى لا يعلما انه كان يستمع إلى حديثهما ، لتُشير "هناء" إلى "كوثر" بالأنصراف وتوجهت هى إلى "إياد" بملامح هادئة على عكس ما بداخلها عازمة على ان تعلم إذا كان أستمع لشئ من حديثهما أم لا لتردف بثبات
_ أيه ده يا إياد أنت هنا من أمتى
أدرك "إياد" أنها تُحاول معرفة إذا كان أستمع لحديثها أم لا ليبتسم لها بمرح قاصدا أن يُشتتها رادفا
_ اه كنت قاعد مع عمى بنتكلم فى شوية حاجات كده بخصوص الشركة ولسه مخلص حالا لقيت ملك نازله رن رن لحد ما زهقت
زفرت "هناء" بداخلها براحة لاعتقادها أنه لم يستمع إلى شيئا لتعقب بأبتسامة مُحاولة التخلص من توترها رادفة
_ معلش بقى أستحمل أنت اللى جبته لنفسك
بادلها "إياد" الأبتسامة عازما على إنهاء الحديث رادفا
_ على رأيك ، يلا بقى الوقت أتاخر بعد أذنك
أبتسمت له بهدوء رادفة بثبات
_ أتفضل
●●●●
أنتفض قلب "جواد" مما أستمع إليه من "إياد" وسريعا ما ألتقط هاتفة ومفاتيح سيارته بلهفة وذعر ليلاحظ "إياد" فزعه ليردف بأستفسار
_ فى أيه يا جواد
رمقه "جواد" بفزع ولأول مرة يرى فيها "إياد" الخوف فى أعيُن صديقه ، ليردف "جواد" بتلعثم
_ كوثر..كوثر فى الفيلا عندى من الصبح وزمانها
جحظت عينا "جواد" بمزيد من الصدمة والذعر راكضا إلى باب مكتبه رادفا بهلع
_ ديانة!!
هرول "إياد" خلف "جواد" متجهان إلى منزله لكى يلحقان "ديانة" قبل خسارتها هى وجنينها
●●●●
أتسعتا عينا "ديانة" بصدمة مما أخبرتها به "زينة" وعن ما حدث بينها وبين "مالك" يوم خطبة "إياد" و "ملك" لتُعقب "ديانة" بملامح تصرخ بالدهشة رادفة
_ بقى مالك عمل كل ده؟؟
أومات لها "زينة" بالإيجاب وقد أكتست الحمرة وجهها من تذكرها لذلك اليوم لتزجرها "ديانة" رادفة بعتاب
_ وانتى ممنعتيهوش ليه يا زينة؟!
أبتلعت "زينة" بندم لا تعلم لماذا لم تمنعه او توقفه عما كان يفعله ولكنها لم تستطيع حتى التحدث فقد كان مُسيطرا عليها بشكل كلى لم يترك لها حتى القدرة على الكلام لتردف نادمة
_ مش عارفة يا ديانة ، انا كنت حاسه أنى بحلم مفوقتش غير على صوت خبط على الباب والحمدلله انى فوقت قبل ما الموضوع يتطور اكتر من كده
لاحظت "ديانة" ندمها وإلقاء الذنب على نفسها لتحاول هى تخفيف الضغط عنها وتطمئنتها رادفة بهدوء
_ الحمدلله إن الموضوع متطورش أكتر من كده بس خلى بالك بعد كده ، مالك مش إنسان وحش بالعكس مالك ده من أحسن الناس اللى ممكن تقابليها فى حياتك بس فى الأول وفى الأخر راجل والراجل بيشوف المواضيع أبسط مننا وبيفتكر ان ده حقه عادى وان كده هو بيعبر عن حبه وبيطمع فى البنت اللى معاه حتى لو بيحبها ومش بيبقى واخد باله انه ممكن كده يئذيها فلازم أحنا بقى اللى ناخد بالنا ونمنع أى حاجه قبل ما الموضوع يتطور ، ولو فعلا بيحبك يا زينة لازم يبقى فيه إرتباط رسمى بما أنه مش عارف يمسك نفسه كده
قالت جملتها الأخيرة بمرح لكى تخفف على "زبنة" الذى أعتلت البسمة ثغرها بسبب ما تفوهت به "ديانة" ليقطع حديثهما صوت العاملة مُعقبة بأحترام مُوجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة
_ العصير يا ست هانم
أبتسمت لها "ديانة" بأمتنان رادفة
_ تسلم أيدكى يا..، هو انتى أسمك أيه
ممسكة "كوثر" كأس العصير الذى وضعت به الدواء التى أعطته إياه "هناء" وقامت بوضعه على الطاوله أمام "ديانة" رادفة بأحترام
_ أسمى كوثر يا ست هانم
أومأت لها "ديانة" بالإيجاب رادفة بأمتنان
_ شكرا يا كوثر
ذهبت "كوثر" بعيدا عنهما لتُعقب "ديانة" بأعجاب رادفة
_ عسولة كوثر
وافقتها "زينة" الرأى رادفة بمدح
_ أيوه فعلا كوثر شغاله عندنا فى البيت بس بنت دمها خفيف جدا على فكرة هتموتك من الضحك
ألتقطت "ديانة" كأس العصير رادفة بأبتسامة مرحه
_ باين عليها
قربت "ديانة" كأس العصير من فمها وكادت أن ترتشف منه لتجد تلك اليد التى أمتدت على يدها باعدة ذلك الكأس عنها بحركة سريعه أثر ذلك عليه سقوطه أرضا
فزعت "ديانة" مما حدث لتنظر إلى ذلك الشخص الذى فعل ذلك لتجده "جواد" واقفا أمامها يتنفس الصعداء لتنزعج ملامح "ديانة" من فعلته تلك رادفة بغضب وحنق
_ أيه اللى انت عملته ده انت مجنون؟!
لم يكترث "جواد" إلى حديثها ليصيح بصوت عالٍ أوشك على هز جدران الفيلا رادفا
_ كوثر
هرولت إليه "كوثر" مرتعبة من نبرة صوته مُدركة أنها بالطبع أكتشف الأمر وسوف يزهق روحها لا محال لتعقب بخوف ورعب رادفة
_ أمرك يا جواد بيه
توجه إليها "جواد" وعينيه تشتعلان من كثرة الغضب والكراهية وصفعة قوية تهاوت على وجهها أهتز على أثرها جسد كلا من "ديانة" و "زينة" بالأضافة إلى تلك التى سقطت أرضا من شدة الصفعة لتصيح رادفة بفزع
_ والله يا بيه ما عملت حاجة
أمتدت يد "جواد" مقتلعة شعرها مُعقبا بأسنان ملتحمة من كثرة عضبه رادفا بغضب
_ تحطى سم لمراتى فى العصير عشان تموتيها هى واللى فى بطنها ومعملتيش حاجه يا بنت الكلب يا زباله
أرتجف قلب "ديانة" مما أستمعت إليه للتو لتضع يدها على بطنها وقد أشوكت عل السقوط أرضا من شدة فزعها ، ليحاول "إياد" تخليص كوثر من يد "جواد" رادفا
_ خلاص يا جواد سيبها بقى هتموت فى إيدك
أزداد "جواد" من شدة جذبته لشعرها رادفا بتوعد وحنق موجها حديثة إلى "كوثر"
_ ومين قال أنى هسيبها تموت وترتاح ، وحيات أمك لخلى جسمك يموت حته حته قبل ما أطلع روحك بإيدى
ألقت "كوثر" بنفسها تحت قدمى "جواد" بفزع ورعب مُقبلة إياهما رادفة بترجى
_ أبوس رجلك يا بيه سامحنى والله الست هناء هى اللى أمرتنى أعمل كده ، أبوس أيدك يا بيه سامحنى
صُعقا كلا من "ديانة" و "زينة" وكانت الصدمة الأكبر من نصيب "زينة" فهى تعلم إنها ليست بأمراة طيبة ولكنها لم تتخيل أنها ستقوم بفعل مثل هذا ، بينما "ديانة" لم تتفاجأ كثيرا فهى تتوقع من تلك المرأة أى شيء
أصطحب هؤلاء الرجال الثلاثة ذوى البناية المُخيفة" كوثر" الذى امسكوا بها متوجهون نحو الخارج بعد أن أمرهم "جواد" بأخذها لتصيح هى بين يديهم برعب وهلع مُتخيلة ما يمكن أن يحدث لها لتصرخ مستنجدة بأحد رادفة
_ أبوس أيدك يا جواد بيه ، يا ست زينة ألحقينى يا ست زينه متخليهومش يأخدونى ابوس رجلك يا جواد بيه سامحنى
أختفت "كوثر" من أمامهم لم يبقى منها سوى صوت صراخها الذى أخذ طريقه فى الأبتعاد عن المنزل بحوزة هؤلاء الرجال الثلاث ، لتقترب "زينة" من "جواد" بهلع من منظره ومن تلك النيران التى تندلع من زرقاوتيه رادفة بتردد
_ جواد أنت هتعمل فيها أيه ؟
رمقها "جواد" بنظرة جعلتها تتجمد فى مكانها رادفا بحدة
_ هقطع من لحمها وأرميها للكلاب
أقترب "إياد" منهما مُحاولا تهدئة الموقف موجها حديثه إلى "زينة" رادفا بهدوء
_ لو سمحتى يا زينة خدى ديانة ترتاح شويه
ما إن وقع أسم "ديانة" على مسامع "جواد" إلا وأراد أن يركض إليها مُحتضنا إياها مُتفحصا كل إنش بها ولكنه أستطاع أن يسيطر على نفسه ، بينما "زينة" قد أستمعت إلى حديث "إياد" وأصطحبت "ديانة" إلى غرفتها كى تستريح بعد ما حدث
أقترب "إياد" من "جواد" مُحاولا تهدئته رادفا بثبات
_ أهدى يا جواد والحمدلله اننا لحقناها قبل ما يحصل حاجة وبالنسبة للبت دى بلاش تحملها الغلط كله لأنها مش هى لوحدها اللى غلطانه
غلت الدماء بعروق "جواد" من كثرة الغضب والكراهية التى يحملها تجاه "هناء" عازما على أن لا يصمت تلك المرة رادفا
_ عنك حق وانا هحاسب كل واحد على قد غلطه
●●●●
ظلت تدور بأرجاء المنزل بأكمله ذهاباً وإياباً تحول مُهاتفة "كوثر" ولكن دون فائدة فهاتفها يعطى جرس دون رد لتزفر "هناء" بنفاذ صبر وضيق رادفة بحنق
_ راحت فين الغبية دى
عاودت "هناء" الأتصال عليها مرة أخرى مُحاولا الوصول إليها لتستمع إلى رنين أحد الهواتف تقترب من خلفها وبمجرد أن ألتفتت لترى من القادم انتهى صوت رنين الهاتف وفُتحت المكالمة التى كانت تنتظر فتحها لتجد "جواد" يضع الهاتف على أذنيه مُسلطا أعينه إليها بنظرات حادة ومُخيفة رادفا
_ ما تردى يا هناء هانم مش هى دى المكالمه اللى مستنيها تتفتح من الصبح ، ردى بقى وقوليلى عايزه تستفسرى عن ايه وانا اريحك
أغمضت "هناء" عينيها بغضب مُدركة أن "جواد" قد كشف مخطتها وبالفعل فشلت خطتها لتشعر بالغضب الشديد تجاه تلك الغبية "كوثر" ، بينما "جواد" أخذ يقترب منها إلى أن أصبح لا يفصل بينهما سوى بعض السنتيمترات رادفا
_ ردى يا مدام هناء عايزة تعرفى كوثر حطت السم لديانة واللى فى بطنها ولا لأ
رفعت "هناء" إحدى حاجبيها بأستنكار من طريقته معها معها لتعقب بنبرة أستفزازية رافة
_ أنت أزاى تتكلم معايا بالطريقة دى؟!
صاح بها "جواد" بصوت جمهورى وأعيُن تتطاير منها النيران صارخا بوجه "هناء" التى لو كان أحدا بمكانها أمام "جواد" بحالته تلك لكان خشى منه من شدة الرعب والفزع
_ اومال انتى عايزانى أتكلم معاكى ازاااى
رفعت "هناء" يدها وكادت أن تتهاوى على وجه "جواد" بصفعة قوية تذكره من تكون هى ومن يكون هو ليوقفها "جواد" مُلتقط يدها ضاغطا على ساعدها لتتسع عينى "هناء" بصدمة وقد أرتابت مما فعله ولكنها عملت على إظهار عكس ذلك رادفة بأستهزاء
_ لا ده مش صوتك بس اللى بقى يعلى عليا لا وايدك كمان بقت تترفع وتمسك ايدى يا سى جواد ، لا ده أحنا بقينا رجاله بقى
أحتدت قبضة "جواد" أكثر على يدها وغلت الدماء بعروقه وأخذ يكز على أسنانه لدرجة انه كاد أن يُهشمها رادفا بغضب وحنق
_ انا راجل من زمان وانتى عارفة كده كويس اوى ، وعشان أنا راجل هقولهالك كلمه ومش هعدها تانى ملكيش دعوة بمراتى واللى فى بطنها بدل ما أعمل حاجة تزعل الدنيا كلها منى
دفعها "جواد" بعيدا عنه وشرع فى الخروح من الفيلا لتحتقن الدماء بوجه "هناء" متوعدة ل "ديانة" بالموت على يدها وان تعيد "جواد" إلى طوعها مرة أخرى
↚
جالسة بغرفتها تبكى بحرقة على كل ما يحدث لها وهى ليس لها ذنب بأى شيء ، سمحت لنفسها ولأول مرة بالأنهيار بعد مرورها بكل تلك الفترة المليئة بالصعاب والألم والتشتت أيضا ، نعم هى كثيرا ما كانت تشعر بالتشتت تجاه ذلك الشخص عديم الرحمة ، تشتت بين هل هو على صواب ام على خطأ؟! هل يحق له الثأر لأمه بتلك الطريقة أم هو يُبالغ بأنتقامه؟! حتى ولو كان حقا ينتقم ما ذنبها هى فى هذا الأمر؟ بالطبع هو يظلمها ويُحاسبها على شئ ليس لها يد به ، بالتأكيد ذلك الجواد شخص ظالم قاسى لا يعرف للأنسانية معنى
ولكن ماذا عن حديث تلك الفتاة ابنة العاملة التى أرسلها "جواد" صباح اليوم وابنتها التى جاءت معها ، هل كان حديثها حقيقى أم تكذب؟! ولكن لماذا ستكذب فكل حديثها يدور حولها هى فقط حتى والدتها لا تعرف عنه شيء
***
_ عاملة ايه يا سلمى وحشتينى جدا والله
أبتسمت لها "سلمى" بحب وامتنان مُعبرة عن مدى حبها ل "زينة" رادفة
_ الحمدلله يا انسة زينة انتى اللى وحشتينى اوى بجد
بادلتها "زينة" الأبتسامة مُشيرة بيدها إلى "سلمى" موجهة حديثها إلى "ديانة" رادفة بتوضيح
_ دى بقى يا ديانة سلمى بنت جميلة جدا ورقيقة ومتربية معانا انا وجواد فى البيت
أبتسمت لها "ديانة" بود بينما وجهت "زينة" حديثها إلى "سلمى" رادفة
_ ودى يا سلمى تبقى ديانة مرات جواد و...
قطع حديثها صوت رنين هاتفها مُعلنا عن وجود إتصال لتستأذن "زينة" ونهضت كى ترد على هاتفها بينما أبتسمت "سلمى" موجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة
_ أتشرفت بمعرفتك يا مدام ديانة ، مبروك على جوازك أنتى وجواد بيه ربنا يسعدكوا ويهنيكوا يارب
أبتسمت لها "ديانة" بأقتضاب ، أهى تتمنى لها السعادة مع ذلك الوحش عديم الرحمة؟! يالها من بريئة حقا بينما لاحظت "سلمى" ملامح الأنزعاج على وجه "ديانة" لتُخمن ان هناك شيء يُزعجها وبالطبع سيكون ذلك الشيء هو قسوة "جواد" وجفائه الذى يتعامل بهما مع الجميع ، لتددخل دون تفكير رادفة بلهفة
_ جواد بيه شخص كويس اوى يا مدام ديانة صدقينى
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بأستنكار موجهة حديثها لنفسها مُستفسرة عن من هو الشخص الجيد الذى تتحدث عنه تلك الفتاة؟! بالطبع لا تقصد ذلك الشخص عديم الرحمة ولماذا هى تراه شخصا جيدا ، لتردف "ديانة" بأستفسار موجهة حديثها إلى "سلمى"
_ لية بتقولى كده
رطبت "سلمى" شفتها رادفة بتلقائية
_ ملاحظه إن حضرتك متضايقة وحسيت انك متضايقه بسبب جواد بيه وطريقته النشفة بس والله جواد بيه مش كده وليه جميل فى رقبتى يخلينى ادافع عنه قدام الدنيا كلها واقول قد ايه هو إنسان كويس
أنتبهت "ديانة" إلى حديثها مستفسرة عن ما هو الموقف الذى فعله معها جعلها تدافع عنه بتلك الطريقة وتقول عنه انه شخص جيد لتردف بأستفسار
_ جِميل ايه
أبتلعت "سلمى" بتوتر مُتفقدة المكان حولها لتتأكد أنه لا يوجد أحد يستمع إليها بينما نظرت نحو "ديانة" رادفة
_ أنا هقولك على حاجة مفيش مخلوق فى الدنيا يعرف عنها غيرى انا وجوزى وجواد بيه الله يستره ، بس امانة عليكى ما حد يعرف بالموضوع ده خصوصا امى
أومأت لها "ديانة" بالموافقة رادفة بصدق
_ متقلقيش يا سلمى كلامك معايا مفيش تالت هيعرفه
تنهدت "سلمى" بأسى مُتذكرة تلك الفترة العصيبة التى عاشتها قبل أن يتدخل "جواد" ويحل كل شيء ، لتنظر إلى "ديانة" رادفة بأنكسار
_ أنا كنت هتفضح فى شرفى وجواد بيه بعد ربنا هو اللى سترنى
صُدمت "ديانة" من حديث "سلمى" وما صدمها أكثر تلك التخيلات التى أتت برأسها عن كيفية مُساعدته لها او ما هى الطريقة التى ساعدها بها ذلك الشخص الجافى ، كادت أن تستفسر منها لتُقاطعها "سلمى" رادفة بصدق
_ عارفه انتى عايزه تسألى على ايه وهحكيلك
قصت عليها "سلمى" كل ما حدث بداية بعلاقتها هى و "خالد" مروراً بحملها وإخبارها ل"جواد " بهذا الأمر وطلبها مساعدته لها وضربه لها وإحضار "خالد" فى ذلك اليوم وما فعله به وبالنهاية إحضار المأذون وإتمام الزواج
صُعقت "ديانة" مما أستمعت إليه وصدمت من تلك الطريقة التى كان ينوى بها "جواد" أن يُعاقب "خالد" وذلك الزواج السريع الذى يُشبه زواجهما لتُعقب بأستفسار رادفة
_ وأتجوزتى خالد ؟
أومأت لها "سلمى" بالموافقة رادفة بأمتنان
_ جواد بيه وظف خالد معاه فى الشركة وجبلنا شقه وساعدنا فى ان الجوازه تكمل بسرعه عشان ماتفضحش انا واللى فى بطنى والحمدلله انا فى السابع اهو وربنا مكملها معانا بالستر
تعاطفت "ديانة" مع "سلمى" وما حدث لها رادفة
_ ربنا بيحبك عشان كده الموضوع عدى على خير بس ده كان غلط كبير يا سلمى ولو مكنش اتلحق فى الوقت المناسب كان حصل مصايب انتى مش قدها
أومأت لها "سلمى" بالموافقة مؤكدة على حديثها رادفة بأمتنان
_ فعلا لو مكنش ربنا وقفلى جواد بيه فى طريقى الله اعلم كان أيه اللى حصلى
شردت "ديانة" فى كيفية أن يفعل شخص مثل "جواد" ما فعله هذا ومساعدته لتلك الفتاة ، كيف له ان يقوم بمساعدة كبيرة مثل هذه بالرغم من قسوته وجفائه لتيقظها من شرودها "سلمى" رادفة
_ صدقينى جواد بيه إنسان كويس جدا يمكن يبان قاسى شويه بس صدقينى هو من جواه كويس
***
فاقت من شرودها بعد تذكرها لحديث تلك الفتاة عن "جواد" وعن مساعدته لها بينما فى المقابل تذكرت قسوته معها وتلك المعاملة التى عاملها بها وذلك الأنتقام على شيء هى لم تفعله ولا تعلم إذا كانت والدتها فعلت ذلك الشيء ام لا ، ليزداد بكائها ونحيبها ، ليقطع عليها خلوتها دخول "زينة" بلهفة مُستفسرة عن سبب بكائها رادفة
_ بتعيطى ليه يا ديانة؟!
أرتمت "ديانة" بصدرها وأجهشت فى البكاء لتشعر "زينة" بالفزع من كثرة بكائها وأخذت تربت على رأسها مُحاولة تهدئتها رادفة
_ أهدى يا حبيبتى ، مالك فى ايه؟!
أرتجفت "ديانة" بين يديها وقد فاض بها يجب ان تُشارك ما بداخلها مع أحد وإلا ستموت من شدة الخنقة التى تشعر بها لتردف من بين شهقاتها
_ تعبت..تعبت اوى يا زينة ، تعبت ومعدتش قادرة أستحمل ، من يوم ما أتولدت وانا بتظلم ، اتظلمت اول ما وعيت على الدنيا وعرفت انى عايشه فى بيت مش بيتى ومع ناس مش اهلى ، اتظلمت كل مرة كنت بفكر فيهأ ان ممكن يكونوا جابونى من الملجاء او انى جايه من علاقة محرمة او اهلى رمونى ، اتظلمت اكتر لما قالولى ان امى سابتنى فى القطر عشان عرفت إن عندها مرض وحشوانها هتموت ، اتظلمت لما قولتولى انها قتلت مامتك واتسببت فى موت بابا وشلل عمته ، اتظلمت لما لقيت الشخص المناسب وكنا خلاص هنتجوز وجيه الأستاذ جواد وفركش كل ده ، اتظلمت لما اتجوذت جوازه مش عارفه جيت ازاى او ليه ، اتظلمت وانا بدفع تمن حاجه انا معملتها ومش متاكده إذا كانت حتى امى عملتها او لا ، اتظلمت لما حملت فى طفل جيه بسبب علاقة اتجبرت عليها ، واخيرا بعد ما اتعلق بالطفل ده واحس انه هيكون عوض من ربنا اتظلم ويحاولوا يموتونى انا وهو ، قوليلى مين اللى يقدر يستحمل كل الظلم ده
اجهشت مرة أخرى فى البكاء بينما حاولت "زينة" إيقافها بالرغم من دموعها التى إنسابت بسبب تأثرها بحديث "ديانة" رادفة بهدوء
_ طيب اهدى يا حبببتى ، أهدى عشان خاطر البيبى اللى فى بطنك
أبتلعت "ديانة" غصتها ولاتزال لا تتوقف عن البكاء رادفة بألم وحسرة
_ وانا أحافظ عليه ليه مهو كده كده هيموت ، هيموت بسبب حاجه لا انا ولا هو لينا ذنب فيها ومش قادرة أصدق ان ممكن امى تعمل كده ، انا اه عمرى ما شوفتها بس إحساسى بيقولى أن الست اللى انا حتة منها عمرها ما تعمل كده و...
كان تعتقد أن حديثها سيغضب "زينة" لذا توقفت من تلقاء نفسه لاحظت "زينة" توقفها لتباعدها بشيء لم تتوقعه هى رادفة بمصداقيه
_ أنا كمان يا ديانة مبقتش متأكدة ان مامتك ممكن تكون عملت كده ، اللى تخلف بنت جواها كل الطيبة والحنية دى استحاله تكون ست معندهاش رحمة ، اكيد الموضوغ ده فيه حاجة غلط
توقفت "ديانة" عن البكاء بصدمة كبيره لأنها لم تتوقع أن تكون تلك هى ردة فعل "زينة" ولكنها شعرت بكثير من الراحة لتبرئ والدتها حتى ولو أمام شخص واحد لتردف بلهفة مُستفسرة
_ طب وهنعرف الحقيقة منين؟؟
أغمضت "زينة" عينيها بأسئ حزنا على ما حدث لشقيقة والدها رادفة بألم وحنق
_ يوم الحادثة كان فى حد رابع غير مامتى ومامتك وطنط هناء ، كانت عمته ماجدة كمان فى الحادثة ولما وقعت على دماغها جالها شلل كلى حتى مش بتقدر تتكلم
أبتلعت "ديانة" بحزن على ما حدث ل "ماجدة" أيضا ولكن المشكلة لم تُحل بعد لتردف بخيبة أمل
_ حتى أخر أمل اننا نعرف منه الحقيقة راح
تنهدت "زينة" براحة عازمة على أن تخبر "ديانة" بما لا يعرفه أحد سواها ولكنها تعلم أن "ديانة" هى أكثر الأشخاص أحتياج لسماع تلك الأخبار رادفة بنفى
_ لا مراحش ، انا هقولك على حاجه محدش يعرفها نهائى غيرى انا وانتى
أنتبهت "ديانة" إلى حديثها رادفة بأهتمام
_ قولى يا زينة ومتخافيش
أبتسمت "زينة" بقليل من السعادة على ما ستتفوه به الأن ولكنها تؤجل سعادتها كليا إلى حين عودة "ماجدة" لتردف براحة
_ من كام شهر أسما بنت عمته كلمتنى وقالتلى إن فى دكتور شاطر جدا برا وانها كلمته عن حالة عمته وهو طلب يشوفها وان ممكن يكون فى أمل انها تتحسن ، انا واسما اتفقنا إن محدش يعرف حاجه عشان منعشمهمش على الفاضى ويتكسر قلبهم لو متحسنتش ، وفعلا سفرتها بمساعدة مالك وبعدها بفترة أسما كلمتنى وقالتى إن عمته بتتحسن وانها ممكن ترجع زى الاول بس محتاجة شوية وقت
سعدت "ديانة" كثيرا من حديث "زينة" وكأنها متأكدة أن براءة والدتها بيد "ماجدة" لتعقب بتمنى رادفة
_ ربنا يكمل شفاها على خير وترجع فى اقرب وقت
أبتسمت لها "زينة" بود رادفة بحب
_ يارب ، يلا بقى نقوم عشان نتغدى لحسن انا هموت من الجوع
أومأت لها "ديانة" بالموافقة وذهبتا معا لتناول الطعام وكلا منهما تتمنى الشفاء ل "ماجدة" والتعرف على ما حدث بذلك اليوم بالتفصيل
***
اقتربت الساعة على الثالثة صباحا وسكون هائل يملأ جميع أنحاء المنزل والجميع نائم بغرفته ليُفتح باب الفيلا ، ليدلف "جواد" ويبدو عليه عدم الأتزان والقليل من الدوران ليصعد الدرج ولكنه لم يتجه إلى غرفته كالعادة بالأشهر السابقة منذ علمه بخبر حملها ، بل غير أتجاهه صوب غرفة "ديانة" ليفتح الباب بأندفاع كبير أثرا عليه أيقاظها بفزع وما زاد ذعرها هو هيئته الثاملة وعدم أتزانه لتصيح بحدة رادفة
_ أنت بتعمل أيه هنا!! امشى اطلع برا
هز "جواد" رأسه بعد الموافقة على حديثها بطفولية وقد أقترب منها عدة خطوات لتنهض هى برعب من أن يفعل بها شيئا بينما هو جلس بجانبها مثل الأطفال رادفا بثمالة
_ لأ..أنا مش عايز أطلع.. أنا خايف أوى
تأكدت "ديانة" من شكها فهو بالطبع ثمل تفوح منه رائحة الخمر زيادة إلى طريقته التى تؤكد انه ليس بوعيه لتخشى أن يفعل بها شيء ولكنها أظهرت القوة رادفة
_ بقولك أطلع برا يا جواد
أنزعجت ملامح "جواد" وأمتلئت عينيه بالدموع والخوف يتطاير من زرقاوتيه رادفا بضعف
_ مش عايز أطلع لو طلعت وشافتنى هتعاقبنى وتضربنى
وقعت تلك الكلمات على مسامع "ديانة" كدلو من الثلج فى عز ليالى الشتاء الباردة ، كيف يمكن ان يكون ذلك الوحش يخشى أحدا او يُعاقبه أحد لتشعر بالفضول لتعرف من الذى يُعنيه ، لتردف بأستفسار
_ هى مين دى؟!
أبتلع "جواد" بكثير من الخوف والفزع وبالفعل قد شرع فى البكاء كالأطفال رادفا بألم
_ هناء..هناء لو شافتنى سكران هتعاقبنى زى ما كانت بتعاقبنى زمان ، خبينى يا ديانة ومتقوليلهاش أنى سكران أبوس رجلك
قال جملته الأخيرة بأذلال شديد وبكاء وشهقات وكأنه طفل بالعاشرة وليس رجلا فى العقد الرابع من عمره ، لتتسع عينها بصدمة مما تراه أمامها غير مُستوعبة أن هذا هو نفسه ذلك الرجل صاحب الشخصية القاسية والقلب المُتحجر والمشاعر الباردة ، كيف لكل هذا الجبروت أن يتحول إلى ضعف لتُحاول أن تطمئنه رادفة
_ هناء مش هنا ومش هتعرف
أجهش "جواد" بألم وقد دخل بنوبة بكاء مريرة وكأنه عاد ذلك الطفل الصغير الذى يبكى بزاوية مُظلمة داخل غرفته وتناسى تماما من هو ومع من يتكلم ، فقد عاد إلى ذلك الجزء المٌظلم من حياته مُتذكرا كل ما مر عليه من ألمآ وظلم رادفا
_ لا هتعرف وهتيجى تعاقبنى ، هتعاقبنى زى ما كانت بتعاقلنى زمان ، زى ما كانت بتضربنى كتير اوى ، كانت بتحبسنى فى أوضه فاضيه وضلمه حتى مفهاش شباك ، كانت بتجبلى أكل مرة واحدة بس وترجع تقفل عليا تانى ، كانت بتحرجنى قدام صحابى وتضربنى قدامهم
أجهش فى البكاء مُتذكرا تلك المرة التى كسرت به أمام الجميع وهو لا يزال طفلا لم يتخطى الثانية عشر من عمره رادفا بألم
_ مرة كنت نقصت فى أمتحان خمس درجات عشان هى كانت حبسانى ومكنتش عارف أذاكر والمدرسة بتاعتى طلب تشوفها وتعرف منها ايه سبب أن مستوايا ضعف وفعلا جيت الفصل عندى والمدرسة بتاعتى سالتها بس هى مغلتش نفسها وجابت الغلط عليا انا وقدام المدرسة وصحابى والفصل كله ، رفعت أيدها وضربتنى بالقلم قدامهم كلهم ، قالت عليا فاشل ومستهلش انى أتعلم اصلا ، المدرسة كلها بقيت بتتريق عليا بعد ما اللى هى عملته وقالته انتشر ، بقى العيال بتشتمنى وتتنمر عليا ولما أزعقلهم يضربونى وكانوا بيقوا كتير اوى وانا أخاف أروح أشتكى لحسن تيجى وتضربنى قدامهم تانى ، الموضوع كان بيموتنى من الرعب
أستمر بالبكاء وكأنه لا يستطيع أن يتوقف وقد غاب بماضية القاتم الذى لم يتذوق به سوى الألم والأهانة ونسى تماما انه يتحدث مع أخر شخص كان يظن انه سيتحدث معه عن ذلك الأمر لُيكمل رادفا
_ حتى الأتنين تلاته صحابى اللى كانوا بيحبونى وبحبهم كرهتنى فيهم ، فضلت تمدح فيهم قدامى وتقولى شوفت صحبك ده احسن منك بكتير ده شاطر وجرئ وعنده شخصية قويه مش زيك جبان وفاشل وضعيف ، ولا صحبك ده شكله حلو اوى والناس كلها بتحبه وبيسمع الكلام ، انا مش عارفه هما مصاحبينك ازاى ، كانت بتحرمنى من إنى ألعب معاهم وكل ما حد يجى يسأل عليا تقوله إنى نايم وانا مكنش نايم ولما كنت اقولها أنى صاحى وانى عايز ألعب تضربنى وتشتمنى وتقولى هو أنت شايف نفسك راجل عشان تلعب معاهم دول هيكبرو ويبقوا رجاله انما أنت مش راجل ولا هتبقى راجل انت ضعيف يا جواد
طول عمرى بخاف منها حتى بابا عمرى ما شوفته بيتناقش معاها حتى ، كان على طول مسافر وهى كانت بتسلى وقتها بضربى وإهانتى وانها تذلنى ، مكنتش بتعمل كده مع زينة كانت بتعمل كده معايا انا بس ، كتير كنت بتمنى أنها تموت زى ماما بس هى مكنتش بتموت ، انا اللى كنت بموت كل يوم بسببها لحد ما كبرت وخلصت تعليمى ، وقتها قررت انى أعيش لواحدى بعيد عنها ، بعيد عن الكل ، كنت بخاف انها تهينى او تضربنى قدام حد ، أتحولت لشخص تانى خالص ، شخص قاسى مببحبش مبيتأثرش مبيفرحش مبيزعلش مبيعيطش ، شخص بيخاف من الناس وعشان كده بيحاول يظهرلهم انه وحش عشان محدش يجى عليه ، شخص خالى من المشاعر زيها بالظبط ، كنت بفتكر دايما كلامها ليا وهى بتقول عنى جبان وضعيف وفاشل ومش راجل وقررت أثبتلها وأسبت لنفسى أنى راجل وأنى مش ضعيف ، بس من جوايا كنت بحس انها عندها حق وانى فعلا زى ما بتقول وأحس قد أيه انا مليش وجود
رفع عينيه وقد تلاقت زرقاوتيهما وعينيهما مليئتان بالدموع هى مُتأثرة بما تستمع له وبكيف لطفل أن يحتمل كل ما قاله ، بينما هو يبكى بسبب تخبط مشاعرة داخله لا يدرى ما هذا الضعف الذى أمتلكه بمجرد أن نظر لها رادفا
_ لحد ما ظهرتى انتى فى البداية كنت عايز انتقم منك اوى لأنك بنت الست اللى أتسببت فى اللى حصلى ده وان امى ماتت وهناء هى اللى اتحكمت فيا ، بس لما لقيتك بتقفى فى وش هناء وبتتحديها وكمان مديتى أيدك عليها حسيت أنك اقوى منها وأنى أول مرة أشوف حد قدر يقف فى وشها ، حسيت أنك أقوى منها وعشان كده كنت بضربك وبهينك عشان أحس انى اقوى منها وانى قدرت على اللى هى مش قادرة عليها ، حبيت أسبت لنفسى إنى مش جبان ومش ضعيف وانى قوى
كانت ملامح وجهه كالأطفال وهو يبكى بحرقة وألم ليشعر بالضعف الشديد وألقى بنفسه فى صدرها لتنزعج ملامح "ديانة" مما فعله ولكنها لم توقفه حتى يُخرج كل ما بداخله ليضيف بمزيد من البكاء والثمالة رادفا
_ قالتلى مقربش منك وملمسكيش وعشان أثبت لنفسى أنى مش بمشى وراء كلامها زى ماقولتى نمت معاكى بس مكنتش متخيل إن الموضوع يوصل لحمل ، لما عرفت إنك حامل حسيت إنى عاجز مش عارف اعمل أيه اقتلك واقتل ابنى ولا اقتل نفسى عشان ارتاح من كل ده
أخذ صدره يعلو ويهبط من كثرة إنفعاله وبكائه مُكملا بتلعث
_ بقيت..بقيت بضعف قدامك ، بقيت بحاول أبعد نفسى عنك على قد ما أقدر ، بقيت بنام فى اوضة تانية بعد ما أرجع أخر الليل بعد ما أتأكد انك نمتى وأخرج الصبح بدرى قبل ما تصحى ، كنت بخاف إنى اقابلك او عينى تيجى فى عينك ، كنت بترعب إنى أضعف قدامك او أعمل حاجه أحاول أثبت بيها لنفسى إنى مش ضعيف أقوم أأذيكى
توقف عن البكاء وقد أحتدت نظرة عينية وبرزت عروقه من شدة الغضب رادفا بأسنان مُلتحمة
_ لحد ما عرفت أنها عايزه تقتلك أنتى واللى فى بطنك وروحتلها ولأول مرة أحس إنى مش ضعيف قدمها ، لأول مرة أمنعها أنها تمد إيدها عليا ، لأول مرة أزعق فى وشها وأزقها بعيد عنى ، لأول مرة أحس إنى راجل بجد
ضعفت نبرته مرة أخرى وترقرقت الدموع بعينيه مرة أخرى وقد قارب على الدخول بنوبة بكاء أخرى رادفا
_ كل ده حصل بسببك لانى خفت عليكى ، انا مش عايز أقتلك يا ديانة انتى مصدر قوتى ، ياريتك ما كنتى بنت لبنى كان زمان كل حاجه اتغيرت ، متسبنيش يا ديانة أرجوكى انا ضعيف من غيرك
تأثرت "ديانة" بما قاله "جواد" وما مر به بمرحلة طفولته وما فعلته به تلك المرأة القاسية ولكنها لم تستطيع أن تغفر له ما فعله بها فهذا القدر من الإيذاء الذى ألحقه بها لا يُغتفر مهما كان به ، هى ليس لها ذنب بكل هذا ، لهذا قررت أن لا تتفوه بشيء ظنًا منها أنه سيرحل ليُفاجئها بقبلة لم تكن تتوقعها منه خصيصا وهو بتلك الحاله ، لتُحاول الأبتعاد عنه دافعة إياه بصدره مما أبعده عنها قليلا
نهضت "ديالا" سريعا مُحاولة الفرار منه بعد أن أدركت ما يُحاول فعله ، ولكنه سريعا ما نهض وأمسك بها لاصقا جسدها بالحائط خلفها لتصبح مُحاصرة بين يديه ، ليقترب منها ورائحة الخمر تفوح من فمه مما أثار غثيانها رادفا بثمالة وثقل لسان
_ سبينى أعمل اللى انا عايزة بمزاجى وأتبسط وأبسطك أحسن ما أعمله بمزاجى بردو بس أنتى مش هتتبسطى وومكن تتأذى كمان ، الأختيار ليكى!!
أمتعضت ملامح "ديانة" بكثير من التقزز والأشمئزاز من ثمالته وقد أوشكت على التقيؤ من رائحة فمه ، ليفاجأها "جواد" بألتقاطه لشفاهها بقبلة ناعمة مليئة بالرغبة والشغف ولكن "ديانة" لم يُعجبها الأمر إضافة إلى رائحته التى لا تستطيع أن تتحملها ، ليجذبها "جواد" ناحية الفراش مُجردا إياها من ملابسها
شعرت "ديانة" بالكثير من الغضب لترفع قدمها مُحاولة أن تركله برجولته ليرفع "جواد" ساقه مُتفاديا ضربتها تلك لتغضب "ديانة" أكثر ، ليدفعها "جواد" على الفراش وقد جردها من منامتها وألقى بجسده عليها ولكن بحذر ليهمس بأذنها رادفا بتحذير
_ قولتلك متضطرنيش إنى أأذيكى ، سيبى نفسك يا ديانة ومش هتندمى
بالطبع هى نادمة على الأستماع له منذ البداية ، لم يشفع له ما قصه عليها منذ قليل عمة فعله بها من قبل وما يفعله بها الآن ، هى الأن لا تستطيع أن توقفه خشية على جنينها وهو الأن ليس بوعيه فاحتمال أن يؤذيها -إذا حاولت منعه- كبير للغاية ، لتشعر بكثير من الغضب مع كل لمسه يقوم بها
ولكنها أدركت أن كل ما حدث هذا ليس شيئا أمام ما يفعله الآن ، فمن أول دفعة شعرت بكثير من الكراهية تجاهه وتجاه "هناء" وتجاه نفسها لأنها شعرت بالأسى عليه وبالمُقابل هو لا يشعر بالأسى عليها وهى تصرخ بين يديه بأن يتوقف عما يفعله ولكن دون فائدة فهو لن يتركها سوى بعد أن يصل إلى خلاصه ، لتشعر بزيادة سرعته وحدة دفعاته لتصرخ من شدته معها وخشية على جنينها بسبب سرعته تلك
بينما "جواد" كان كالذى يُحارب من أجل الحصول على خلاصة ، كان يُزيد من سرعته وكأنه يهرب من هلاكه وشريط حياته يمر أمام عينيه بداية من حادث والدته مرورا بطفولته القاسية وعذاب "هناء" ، وأيضا ضعفه مع "ديانة" وذلك التخبط والصداع الذى يشعر به كلما فكر بالأمر نهاية بما يفعله الأن
لم تستطيع "ديانة" أن تحتمل أكثر من ذلك لتشعر بثقل جسده عليها وسرعة أنفاسه وبالطبع زيادتة دفعاته لتُدرك أنه أوشك على الوصور لخلاصه وبالطبع ثوانٍ ووصل "جواد" إلى خلاصه ليسقط بجانلها على الفراش كالمغشى عليه لتنهض "ديانة" مُرتدية منامتها متجهة صوب غرفة أخرى تاركة إياه على نفس حالته المُقززة تلك
***
كانت تجلس بغرفتها بعد الأنتهاء من تناول فطورها تُفكر فى مُخططها والنتائج المُترتبة عليه لتبتسم بمكر على ما قد تخيلته برأسها والجميع يُحاول قتل بعضه ولم يبقى سور الأقوى بينهم لتقتله هى بيدها لان الجميع يستحق القتل ، ليقطع شردوها صوت هاتفها مُعلنا عن وجود إتصالا لتلتقطه وتقوم بفتح المكالمة ليأتيها ذلك الصوت رادفا بطاعة
_ أنسة زينة ومرات جواد بيه لسه خارجين من الفيلا حالا يا هانم
أعتدلت "هناء" بجلستها وهى تشعر بالكثير من الحماس لأن اللعبة حالا ستبدأ وسيخسر الجميع أمامها لتردف بحدة
_ جهزت كل اللى قولت عليه
أتاها صوت ذلك الرجل مُؤكدا أن كل ما خططت له قد حدث بالفعل رادفا
_ كل حاجة جاهزه يا ست هانم وجاهزين على التنفيذ
صاحت به "هناء" بحدة خوفا من أن تخرب خطتها رادفة بتحذير
_ عارف لو حصل غلطة صغيرة انا هعمل فيكوا ايه
طمأنها الراجل مُعقبا بكثير من الثقة رادفا
_ متقلقيش يا ست هانم ، كل حاجة هتمشى زى ما حضرتك خططتى بالظبط
أبتسمت "هناء" براحة وقد بدأت برسم صور كل شخص بهم بمخيلتها وماذا سيحدث بعد قليل لتردف بحدة
_ نفذ
↚
فتح عينيه بثقل ولايزال ذلك النُعاس يُسيطر عليه وما زاد الأمر سوءً ذلك الألم الذى يطرق برأسه غير رائفا به فذلك بسبب تلك الحالة التى كان بها ليلة أمس وتلك الثمالة ولكنه لا يتذكر ما حدث حتى أنه لا يعلم كيف عاد إلى البيت!! ، ليُحاول النهوض راغما نفسه على الأستفاقة ليلاحظ إنه ليس بغرفته وأن تلك هى غرفة "ديانة"
أندفع "جواد" بصدمة مُعتدلاً فى جلسته وما أثار دهشته أنه عارى الجسد تماما لا يستره شيئا قط ، ليشعر "جواد" بالدهشة المُمزجة بالغضب لأعناً نفسه على عدم تذكره لما حدث ، يخشى أن يكون قد قام بفعل شيء غبى سبب لها او لطفله أى نوع من أنواع الأذى ، لينهض سريعًا ملتقطًا ثيابه من على الأرض ولحظات وكان مرتدى سرواله الداخلى وخرج من الغرفة مُتجها إلى غرفته لأرتداء ملابسه ثم خرج باحثأ عنها بالمنزل بأكمله
هبط السُلم باحثًا عنها بعينيه فى كل مكان وهو يلاحظ أن لا وجود لها لا هى ولا شقيقته الذى بحث عنهما بجميع غرف المنزل بعد أن تفقد غرفة "زينة" ولكن لا وجود لهم ، ليتجه نحو العاملة مُستفسرا منها عنهما رادفا بهدوء
_ ديانة وزينة فين؟!
عقبت العاملة بود وأحترام رادفة
_ مش عارفة والله يا جواد بيه هما صحيوا الصبح بدرى وخرجوا معرفش راحوا فين
أومأ لها "جواد" بالموافقة شاعرأ بأن ألم رأسه يزداد بشكل كبير ليردف بأنزعاج
_ أعمليلى قهوة سادة بسرعة لحد ما أنزل
أومأت له العاملة بالموافقة وسريعا ما أتجهت لعمل القهوة ، بينما "جواد" قد صعد غرفة "ديانة" باحثا عن هاتفه ليجده موضوعا على الكومود بجانب الفراش ، ليلتقطه "جواد" وقام بإجراء إتصالًا ولحظات وأتاه رادها رادفة بهدوء
_ أيه يا حبيبى
صاح زاجرًا إياها مُعبرًا عن عضبه بسبب خروجهما من المنزل دون إخباره وجعله قلق إلى تلك الدرجه رادفًا بحدة
_ أنتوا فين يا زينة؟!
لأحظت "زينة" غضبه وفسرته بأنه بسبب خروجهما دون علمه لتُحاول أن تُبرهن له رادفة بتوتر
_ أحنا عند الدكتورة يا جواد أص...
قاطعها "جواد" بلهفة عند أستماعه لكلمة طبيب خشية أن يكون هناك شيء ما أصابها أو أصاب طفلة ليردف بأندفاع
_ دكتورة ليه؟! الجنين فيه حاجة!
لاحظت "زينة" لهفتة لتُحاول تهدئته وتطمئنته مُعقبة
_ يا حبيبى مفيش حاجة ده ميعاد المٌتابعة بس وديانة والبيبى بخير متقلقش
زفر "جواد" براحة وأطمئنان مُعقبا بأستفسار
_ طيب قدامكوا كتير؟
أردفت "زينة" بالنفى
_ لا يا حبيبى ديانة بس بتتكلم مع الدكتور فى حاجة وهتكشف عليها وهننزل على طول
عقب "جواد" مستفسرا
_ السواق معاكوا صح؟
أردفت بإيجاب
_ أيوه
هز "جواد" رأسه مُعبرا عن إطمئنانه رادفا
_ طيب خلوا بالكوا من نفسكوا
أبتسمت "زينة" بأعجاب على أهتمام شقيقها ب"ديانة" شاعرة أن هناك أمل أن يستمر هذا الزواج وتنتهى تلك العداوة رادفة بحب
_ حاضر يا جوادتى
أنهى "جواد" الإتصال وسريعا ما هبط للأسفل لكى يتناول قهوته حتى يتخلص من ذلك الألم برأسه
_____
أستغلت خروج "زينة" من الغرفة لتُجيب على الإتصال لتحول نظرها نحو الطبيبة عازمة على أن تستفسر منها عن أمر لم تكن تستطيع أن تسألها عنه أمام "زينة" حتى لا تُخجلها لتعقب بأستفسار
_ معلش يا دكتور شهرة ممكن أسأل حضرتك فى حاجة
أومأت لها الطبيبة بالموافقة رادفة
_ أكيد طبعا يا مدام ديانة أتفضلى
شعرت "ديانة" بالحرج مما ستتحدث به ولكنها عليها أن تستفسر منها لتطمئن على طفلها ولكى تعلم كيف تتصرف إذا حدث نفس الشيء مرة أخرى لتردف بتلعثم
_ هو..هو يعنى..لو حصل علاقة بينى وبين جوزى فى الوقت ده هل ممكن يأثر على البيبى او يسبب ليه أى ضرر
هزت "الطبيبة" رأسها بالنفى مُعقبة بتفسير
_ لا طبعا مفيش أى ضرر بالعكس، وانتى فى الشهر الخامس والفترة دى أمنة جدا على البيبى وكمان مفيدة جدا لانك معندكيش أى مشكله تمنع حدوث العلاقة وكمان البيبى بيستفيد من الهرمونات بتاعتك وزيادة تدفق الدم أثناء العلاقة وده كويس جدا ليكى وليه
أبتلعت "ديانة" براحة بعد أن أطمئنت أن طفلها بأمان وان ما فعله ذلك الحقير لم يؤثر عليه ، ليأتها صوت الطبيبة مُضيفة بحماس
_ ودلوقتى بقى يلا بينا نطمن على البيبى بتاعك ونعرف هو ولد ولا بنت كمان
أتسعت عين "ديانة" بسعادة رادفة بلهفة
_ أيه ده بجد هو ينفع !
بادلتها الطبيبة البسمة رادفة بهدوء
_ طبعًا ينفع
لتنهض "ديانة" من مكانها بسرعة رادفة
_ طيب يلا بسرعة
دلفت "زينة" الغرفة بعد أن أنهت مُكالمتها لتجد "ديانة" مُتجة نحو الفراش ، شعرت بطيف من القلق رادفة بأستفسار
_ فى حاجة ولا أية ؟
ابتسمت "ديانة" بكثير من السعادة رادفة
_ هنشوف نوع البيبى
اتسعت إبتسامة "زينة" بفرح رادفة بحماس
_ أيه ده بجد؟!
أومأت لها الطبيبة بالموافقة رادفة
_ أيوه طبعا فى الشهر الخامس ممكن نعرف أيه هو نوع البيبى وهنشوف دلوقتى القمر ده ولد ولا بنت
أستلقت "ديانة" على الفراش فاتحة المجال للطبيبة بعمل الفحص لمعرفة نوع الجنين بوضع تلك الأداة على بطنها لتظهر تلك الصورة على الشاشة موضحة هيئة الجنين ، لتستفسر "ديانة" بلهفة
_ ها.. بنت ولا ولد!!
أردفة الطبيبة بإبتسامة تهنئة
_ ولد
شعرت كلا من "ديانة" و "زينة" بكثير من الفرحة والسعادة لتنحنى "زينة" مُقبلة "ديانة" ومُهنئة إياها رادفة بسعاده
_ مبروك يا ديانة ده بابا هيفرج جدا هو وجواد
بادلتها "ديانة" القبلة رادفة بحب صادق
_ عقبال ما أشوف عيالك أنتى ومالك يارب
أبتسمت لها "زينة" بخجل من مجرد ذكر أسم "مالك" وتخيل ذلك الأمر وأن تصبح حاملا بطفل منه لتنفض عن فكرها تلك الفكرة حتى تتخلص من ذلك الخجل
أنهت "ديانة" مُتابعتها مع الطبيبة بعد أن ألقت عليها بعض النصائح وكتبت لها ما ستحتاجه بتلك الفترة ، وسريعا ما خرجت "ديانة" بصجبة "زينة" من عند الطبيبة مُتجهتين نحو سيارتهما ليوقفهما صوت رنين هاتف "زينة" مُعلنا عن وجود إتصالا من رقم غريب لتجيب "زينة" الأتصال لكى تعلم من هذا وماذا يريد ، ثوانًا فقط وتبدلت ملامح "زينة" من السعادة والفرح للفزع والرعب بعد أن أستمعت لذلك الحديث رادفة
_ طيب شكرا انا جايه حالا
لاحظت "ديانة" تغيرها وفزعها ذاك لتشعر بالقلق رادفة
_ فى أيه يا زينة ايه اللى حصل ؟
أغمضت "زينة" أعيُنها مُحاولة أن تفوق من الصدمة رادفة بتشتت
_ المرسم بتاعى بيقولوا فى حريقة وطلبوا المطافى
أمتعضت ملامح "ديانة" بالفزع رادفة بلهفة
_ يا ستار يارب، وده من ايه ده؟
حاولت "زينة" تنظيم أنفاسها وهى تشعر بوخزة بصدرها فهى تعشق ذلك المكان وبه الكثير من اللوح المقربة إلى قلبها لتردف بحزن
_ مش عارفة ممكن يكون ماس كهربى او حاجة، المهم روحى أنتى مع السواق وانا هاخد تاكسى واروح اشوف فى أيه
عقبت "ديانة" مُحاولة المساعدة رادفة
_ أروح أيه انا جاية معاكى
نهتها "زينة" رادفة بتحذير
_ لا يا ديانة مينفعش لازم تروحى عشان ترتاحى انتى والبيبى وانا هطمنك اول ما اوصل متقلقيش
أستسلمت "ديانة" لحديثها خشية فعلا ان يصيب طفلها بأية أذى رادفة بقلق
_ طيب أبقى طمينى بقى
أومأت لها "زينة" بالموفقة وسريعا ما تحركت لإيقاف سيارة أجرة تقلها إلى مكان مرسمها ، بينما "ديانة" قد صعدت سيارتها مُتجه إلى بيتها وهى تشعر بان هناك شيء سئ على وشك أن يحدث ولكنها حاولت تهدئة نفسها بأنه يمكن أن يكون ذلك التوتر بسبب الحمل ولا تعلم أن هناك بالفعل مشكلة كبيرة على وشك أن تحدث
_____
أستقلت "زينة" سيارة الأجرى تلك مُتجة إلى مرسمها لتجد إتصالا من "مالك" لتقوم بالرد عليه ليأتها صوته رادفا بحب
_ صباح الخير يا زينة قلبى
حاولت أن لا تُظهر له فزعها ولكنها لم تسطيع أخفائه كليا لتردف بأرتباك
_ صباح الخير يا مالك
لاحظ "مالك" إرتباكها ليشعر بالقلب مُعقبا بأستفسار
_ مالك يا حبيبتى فى أيه
زفرت "زينة" بكثير من الضيق والحزن رادفة
_ فى حريقة كبيره فى المرسم بتاعى و....
أنقطع الأتصال بسبب نفاذ بطارية الهاتف لتزفر "زينة" بحنق مُلقية لهاتفها داخل حقيبتها رادفة
_ وده وقتك أنت كمان
لاحظت "زينة" تهدئة سرعة السيارة وتوقفها بشكل مفاجئ ، كادت أن تستفسر عن سبب توقفها ليصدمها دخول رجلان على جانبيها وسريعا ما قام أحدهم بوضع منديلا على أنفها وما كانت إلا لحظات حتى غابت "زينة" عن وعيها
_____
أمتعضت ملامح وجه "هناء" بكثير من الغضب والكراهية وأخذت تصيح بذلك الشخص الذى يُحدثها عبر الهاتف زاجرة إياه بحدة رادفة
_ يعنى أيه معرفتش تقلب العربية هو انا مشغلة معايا عيال بريالة
أتاها صوت ذلك الشخص مُحاولا تفسير الأمر لها رادفا
_ والله يا ست هانم انا فضلت ماشى وراها من اول ما نزلت من عند الدكتور والست زينة سابتها ومشيت وانا ماشى وراهم وبحاول أزنق عليهم عشان أقلب العربية بس السواق اللى معاها ده شاطر اوى، اكيد ما هو جواد بيه مش هيشغل اى حد كده عنده
أزداد غضب "هناء" من تلك الكلمات لتقوم بأهانته رادفة بتهكم
_ يا فرحة قلبى بشهادتك دى ، وبعدين عندك حق جواد بيعرف ينقى رجالة يعتمد عليهم انما انا اللى بعتمد عليهم شوية نسوان أوساخ
أغلقت "هناء" الهاتف بوجه ذلك الشخص وهى تشعر بغليان دمائها لتعقب بحدة وتوعد رادفة
_ لسه ليكى عمر يا بنت لبنى بس اوعدك هيخلص قريب على أيدى
_____
توقف "مالك" بالسيارة أمام مرسم "زينة" بعد أن أستمع منها بأنه يحترق قبل أن يُغلق هاتفها نهائيا ، ليأتى إليها بسرعة البرق لكى يطمئن عليها ويكون بجانبها ولكنه تفاجأ بأنه لا يوجد شيء تماما ولا يوجد هناك أية أثار لوجود حريق ليشعر بالغرابة ، إذا لماذا أخبرته "زينة" بأن هناك حريق بمرسمها
أخرج "مالك" هاتفه مُحاولا الإتصال بها ولكن دون فائدة فهاتفها لا يزال مُغلقا ليشعر بالقلق الشديد تجاه ذلك الأمر مُتأكدا أن هناك أمرا ما ليقطع شروده وصول رساله من رقم غريب ليقوم بفتحها لمعرفة مضمون الرساله
شعر "مالك" بالدهشة من مُحتوى تلك الرساله وقد بدأ القلق يتسرب إلى قلبه ليدلف سيارتة مُتجها إلى ذلك المكان لمعرفة حقيقة الأمر
______
يقف تحت تدفق المياة مُحاولا تهدئة ذلك البركان الثائر بدخله فهو يشعر بالغضب الشديد من نفسه بسبب ما فعله ليلة أمس ، فقد تذكر ما حدث وتذكر تلك الطريقة التى جامعها بها وبعض الكلمات التى تفوه بها عن طفولته ولكنه لم يتذكر ما تفوه به عن مشاعره تجاهها ليلعن نفسه وغبائه الذى جعله يتناول الخمر ويتفوه بكل ذاك الحديث ، فذلك جعله ضعيفا أمامها وقد تستغل ذلك ضده ليضرب الحائط بغضب وحنق شديد
بينما دلفت "ديانة" غرفتها وهى تظن أن "جواد" قد ذهب إلى الشركة ولكنها أستمعت إلى تدفق المياة لتُخمن انه لايزال موجودا بالبيت لتشعر بالغصب والحرج فى آنً واحد فهى غاضبة بسبب ما فعله ليلة أمس وتشعر بالحرج من أن يخرج ويجدها بالغرفة
كادت "ديانة" أن تخرج من الغرفة ليوقفها صوت رسالة على هاتف "جواد" المُلقى بجانبها ليمتلكها الفضول بأن تفتح تلك الرسالة لا تعلم لماذا قامت بذلك ولكنها شعرت بأنها تريد ذلك وبالفعل قامت بفتح الرسالة التى صدمها مُحتواها كثيرا ، وسريعا ما قامت بالبحث عن رقم "إياد" مُتصلة به كى تعرف حقيقة الأمر ولم تكن سوى لحظات حتى أتاها صوته رادفا
_ ايه يا عم اللى أخرك كده ، ايه نموسيتك كُحلى
حمحمت "ديانة" بحرج رادفة
_ أنا ديانة يا إياد
ضرب "إياد" على رأسه بحرج لاعنًا غبائه ولسانه المُتسرع ليردف بحرج شديد
_ أه أزيك يا ديانة! ، اومال فين جواد
أخترعت "ديانة" بعض الكلمات لكى تصل إلى غرضها رادفة
_ جواد بياخد شاور هو بس قالى أسالك انت فى الشركة ولا فين
شعر "إياد" بالغرابة من سؤالها ، منذ متى و"جواد" يجعل أحد يمسك بهاتفه وأيضا يُحادث أحد لمعرفة مكانه له ولكنه لم يكترث للامر ظنا منه أن الرجل يتغير بعد الزواج ، ليردف بمرح
_ انا أهو فى الشركة متمرمط مرمطة العبيد فى عصر المماليك والباشا جواد بيه لسه بياخد شور
زفرت "ديانة" براحة مُحاولة عدم إظهار شيء رادفة بمرح مُصطنع
_ معلش بقى أنت اللى عليك الإستحمال ، جواد هيلبس وينزل اهو
أتاها صوت "إياد" موافقا
_ خلاص تمام
أنهت "ديانة" الأتصال وهو تشعر بقليل من الراحة وسريعا ما قامت بحذف تلك الرسالة وإعطاء ذلك الرقم حظراً حتى لا يرسل تلك الرسالة مرة أخرى ويراها "جواد" وهى مدركة أن هناك شخص يُحاول الإقاع بهم
وضعت "ديانة" الهاتف بمكانه وفى نفس اللحظة خرج "جواد" من المرحاض عارى الجسد لا يستره سوى تلك المنشفة المُلتفة حول خصره ، شعر "جواد" بالدهشة من وجودها بينما هى قد تجاهلته تماما وشرعت فى الخروج من الغرفة ليتجه هو صوب ملابسه مُرتدى إياهم
______
بمجرد أن أغلق "إياد" المكالمة مع "ديانة" أتته مُكالمة أخرى من رقم مجهول قام بفتح المكالمة ليأتيه صوت شخص ما رادفا
_ إياد بيه المنزلاوى معايا
أردف "إياد" بالإيجاب
_ ايوه
عقب الرجل بأسى رادفة
_ فى الحقيقى شقة حضرتك يا فندم أتعرضت لسرقة ومحتاجين حضرتك ضرورى
أعتلت الصدمة وجه "إياد" رادفا بلهفة
_ أيه؟! شقتى انا!! ، انا جى حالا
خرج "إياد" من الشركة بسرعة مُتجها نحو شقته لمعرفة ماذا يحدث وبالفعل لم يأخذ كثير من الوقت حتى وصل إلى منزله وبمجرد أن دلف شقته وقع مُغشيا عليه بسبب أستنشاقه ذلك المنديل الذى وضع على أنفه
_____
وصل "مالك" أسفل بناية "إياد" وهو يشعر بعدم تصديق ما يفعله وما أُرسل إليه منذ قليل بتلك الرساله التى كان نصها " هى الأنسة زينة بتعمل أيه فى شقة إياد خطيب اختك؟!" ، حاول "مالك" أن يطمئن نفسه بانه سيصعد الأن وسيتأكد أن هناك خطأ ما وبالطبع لن تجرى الأمور مثل ما يصور له عقله
بينما بالأعلى يُحاول "إياد" فتح عينيه بثقل شديد ولكنه سريعا ما أستعاد وعيه وما جعله يقفز من مكانه هو وجود تلك العارية تماما بجانبه والتى لا يسترها شيء سوى المُلاءة المُلطخة ببقع الدماء وهى تنظر له بصدمة وكأنها غير قادرة على النطق أو الحركة ، فقط تنظر له وكأنها تُصارع عقلها راغمة إياه على أن يتوقف
انتفض "إياد" من مكانه وهو يشعر بنفس صدمتها، ولكن ما جعله يشعر بالتصلب بمكانه هو إدراكه بأنه عارى تماما لا يرتدى أية شيء ولا يستره سوى تلك المُلاءة الموضوعة فوق جسدهما هما الأثنان
حاول "إياد" إخفاء عورته بأستخدام تلك الوسادة وهو ينهض مُتجها إلى سرواله الداخلى الموضوع بنهاية الغرفة وهو لا يعلم ما الذى يحدث ، كاد "إياد" أن يرتدى سرواله الداخلى ولكنه تفاجأ بدخول "مالك" الغرفة ورؤيته وهو عارى الجسد بتلك الطريقة ،بينما "مالك" كان مُثبت نظره على تلك الجالسة بالفرش وهى تنظر له بنفس صدمتها غير قادرة على التفوه بأى شيء وكأنها بعالم أخر غير هذا العالم
تصلب "مالك" بمكانه من هول صدمته ، فذلك المشهد يحدث معه للمرة الثانية فى حياته ليشعر وكأن روحه تُغادر جسده وبالفعل هذا أقل ما يمكن أن يشعر به أمام حبيبته العارية بفراش خطيب شقيقته ويوجد بعض قطرات الدماء ليبتلع بغصة غير قادراً على تخمين ما قد يكون حدث بينهم
أستطاع "إياد" إرتداء سرواله وأتجه نحو "مالك" مُحاولا تفسير الأمر له ولكنه لا يعلم ماذا سيقول له او لتلك المسكينة التى تتوسد الفراش ليُعقب موجها حديثه إلى "مالك" رادفا بتلعثم
_ ماالك..افهمنى..انا هشرحلك المو.....
ولكمة قوية من "مالك" إثرا عليها سقوط "إياد" أرضاً ليحول نظره إلى تلك الجالسه على الفرش ولا تستطيع أن تتحكم بتلك الدموع الذى أخذت طريقها فى الهبوط بصمت شديد غير مُدركة ماذا تقول وهى بالفعل لا تعلم ما الذى حدث ، لا تعلم سوى أنها قد تحطمت حياتها بأكملها
رمقها "مالك" بمزيج من نظرات الغضب والأشمئزاز بآنٍ واحد وهو يشعر بأنه قد خسر حبه بل خسر ثقته فى جميع البشر ليغمض عينبه بألم وغصة مُتجها نحو باب الشقة شارعاً فى الخروج من هذا المنزل بينما "إياد" حاول أن يوقفه ولكن دون فائدة ، ليتجه نحو تلك التى تجلس على الفراش واضعة وجهها بالأرض وتبكى بصمت ، ليتقدم نحوها مُعقباً بصدق
_ والله العظيم يا زينة انا ما عملت حاجه والله العظيم ما لمستك ولا قربت منك الموضوع ده أكيد لعبة، انا جالى تليفون إن الشقة بتسرق جيت جرى واول ما دخلت لقيت حد بنجنى وصحيت لقيتك قاعده جمبى بس والله ما عملت حاجه
لم تكترث "زينة" بما يقوله فهى كل ما تتأكد منه انها نائمة بفراش رجلاً عارية تماما فاقدة عُذريتها وليس ذلك فقط بل رآها الشخص الوحيد الذى أحبته من كل قلبها وظنت أنها وجدت ضالتها به ليتحطم ذلك الحلم الوردى بتلك الفضيحة التى لا تعلم كيف ولماذا حدثت لتتعالى شهقتها مُعقبة بصراخ
_ أطلع برا ، مش عايزة أسمع صوتك
تفهم "إياد" تلك الحالة التى وصلت لها وحاول تهدئتها وأحتواء ذلك الأنهيار وهو لأول مرة يشعر تجاهها بمشاعر عطف وحب أخوى رادفا بألم وحسرة
_ زينة أهدى أبوس رجلك والله صدقينى انا معملتش حاجه و...
صاحت به زاجرة إياه رادفة بصراخ
_ بقولك براا ، اطلع براا
خرج "إياد" من الغرفة بينما نهضت "زينة" وسريعا ما أرتدت ملابسها وخرجت من المنزل بأكمله تحت أنظار "إياد" الذى يُحاول أن يجد تفسيرا لما حدث ولكن دون فائدة ، ليشعر بكثير من القلق مما سوف يحدث بعد ذلك
______
يجلس خارج غرفة الكشف مُنتظرا خروج تلك الحالة التى بالداخل ليدلف هو مُحاولا أن يعلم منها ما لم يستطيع أن يسأل فيه "ديانة" ، فو يشعر بالقلق الشديد منذ أن أستيقظ يخشى أن يكون سبب لذلك الجنين أى نوع من أنواع الأذى ليجد نفسه يأتى إلى الطبيبة الخاصة ب "ديانة" لكى يطمئن عليهما
خرجت تلك الحالة التى كانت تسبقه لتصيح مُساعدة الطبيبة مُوجهة حديثها نحو "جواد" رادفة بأحترام
_ أتفضل يا فندم
دلف "جواد" الغرفة لتنهض الطبيبة "شهرة" من مكانها مُصافحة إياه رادفة بترحاب
_ أهلا يا جواد بيه
بادلها "جواد" الُمصافحة وسريعا ما أشارت له بالجلوس ، ليجلس "جواد" مُقابلا لها رادفا باندفاع
_ لو سمحتى يا دكتور انا عايز أسال عن حالة "ديانة" والطفل وهل الحمل ماشى بصورة طبيعبه و لأ
أبتسمت الطبيبة على لهفة "جواد" فى الأطمئنان على زوجته وطفله لُتحاول ان تطمئنه رادفة باحترام
_ أطمن يا جواد بيه صحة مدام ديانة والولد كويسة جدا
_ولد!!
قالها "جواد" بأندفاع وقد تملكت منه ملامح الصدمة والقلق من مجرد أن خطرت له فكرة أنه سيُرزق بولد لتلاحظ الطبيبة صدمتة وتُخمن انها من شدة فرحته رادفة بإبتسامة
_ أيوه يا فندم مدام ديانة حامل فى ولد
شعر "جواد" بالرعب والهلع مما أكدته له الطبيبة فهو لم يكن ينتظر أن يُرزق بولد ، كيف سيتعامل معه؟! كيف سيحبه ؟! هل سيكون مثله؟! هل سيصبح شخصا ضعيفا مثله ؟! هل ستكون حياته كحياة والده؟! هل سيكون جبانا مثله ؟! هل سترغمه الحياة على أن يكون شخصا قاسيا ذو مشاعرا بارده ؟! ، كثيرا من الأسئلة تخبطت بعقل "جواد" ليشعر بالتشتت الشديد ، سريعا ما نهض من مكانه عازما على الذهاب رادفا
_ شكرا يا دكتور بعد إذنك
خرج "جواد" من العيادة وهو يشعر بالتخبط والضيق الشديد وكأن العالم بأكمله أصبح ضيقا جدا لدرجة أنه لا يستطيع الحركة أو التنفس ، ليستقل سيارته مُديرا محركها وشرع فى قيدتها دون أن يُحدد وجهته
↚
تتنقل بجميع أنحاء المنزل وقد وصلت لأعلى درجة من درجات القلق والخضة فالساعة قاربت على الخامسة مساءً ولازالت لا تعرف شيئاً عن "زينة" منذ أن ذهبت إلى مرسمها ، هى حتى لا تستطيع مُحادثتها عبر الهاتف لأن هاتف "زينة" مغلق منذ الصباح ، منذ أن جأت ل "جواد" تلك الرسالة التى لم تعرف مصدرها أو سببها إلى الأن ، تشعر أنها أخطئت حين قامت بمحوها ولكنها فى نفس الوقت تشعر أنها رسالة كيدية للإقاع بين "جواد" و "إياد" ولكن من ذلك الذى يريد الإقاع بينهما!!، ما مصلحته بذلك !!، لم يهدأ لها بال إلا إذا عادت "زينة" وأطمأنت عليها
ألتقطت "ديانة" هاتفها مُحاولة الأتصال ب "زينة" مرة أخرى لعلها تجدها فتحت هاتفها ولكن دون فائدة فهو لايزال مغلقا ، زفرت "ديانة" بعضب رادفة بإنزعاج
_ أيه!! ، كل ده تلفونها مقفول
نظرت إلى هاتفها مرة أخرى وخطر ببالها أن تُحدث "مالك" بالطبع سيكون معها الأن ، أحضرت رقم "مالك" وقامت سريعا بالأتصال به ولكنه لا يوجد رد ، شعرت بضيق وحنق وحاولت الأتصال مرة أخرة لعله يُجيب ولكن خاب أملها للمرة الثانية ولم تستطيع التخلص من ذلك القلق اللعين الذى يُصور لها أبشع الأشياء
وضعت هاتفها مرة أخرى على الطاولة وأخذت تطوف بالبيت بأكمله وهى تتمنى أن تكون الأمور بخير وان تكون كل تلك التخيلات التى تدور برأسها بسبب قلقها ليس إلا
_______
ظلت تُطالع هاتفها بأنتظار تلك المُكالمة التى تنتظرها منذ الصباح لكى تُعلن لها عن نجاح مُخططها ، وأنها أستطاعت أن تُفرق بين "مالك" و "زينة" وعدم السماح لحبهما اللعين بالأستمرار وأن تستغل ذلك فى تحطيم علاقة "إياد" و"جواد" إلى الأبد ، وذلك لأنها متأكدة أن "إياد" هو من أخبر "جواد" عن مُخططها
ولكن من ليست لها ذنب بكل ما يحدث هى "زينة" فهى لم تفعل شئ ولكن "هناء" ترى شيئا أخر ، ترى أن "زينة" تستحق ذلك بسبب تقربها من تلك الفتاة التى تدعو "ديانة" وهى نفس تلك الفتاة أبنة عدوتها وأيضا من تجرأت ومدت يدها عليها ، فإذا كانت "زينة" تُحبذ المكوث معها فلتتحمل نتيجة أختيارها إذا
صدح صوت هاتف "هناء" مُعلنًا عن وجود إتصال ، وواضح من تلك البسمة التى أرتسمت على وجه "هناء" أن تلك هى المكالمة التى كانت تنتظرها من كثير من الوقت ، ألتقطت هاتفها وسريعا ما أتاها ذلك الصوت
_ كله تمام يا ست هانم ، اللى أسمه مالك ده نزل من عشر دقايق كده والست زينة لسه نازله حالا من عند أستاذ إياد
ضيقت "هناء" ما بين حاجبيها وهى على مشارف الدخول بنوبة غضب وإنزعاج لن تكترث خلالها لأحد مهما كان لتعقب مُستفسرة
_ وجواد؟!
تلجلج ذلك الرجل بخشية من ردة فعل "هناء" على ما سيقوله ولكنه يجب أن يخبرها حتى لا يصبح الأمر أسوأ
_ بصراحة جواد بيه مجاش
صرخت ملامح "هناء" بالغضب الشديد رادفة بهدوء
_ بتقول أيه!! ، سمعنى كده أصل مسمعتش
شعر الرجل بالكثير من الخوف من نبرتها الهادئة و المُستهزئة بنفس الوقت ليُحاول توضيح الأمر لها مُعقبا
_ والله يا ست هانم احنا بعتناله الرسالة زى ما حضرتك أمرتى بس هو اللى مجاش
شعرت "هناء" بالضيق والحنق صارخة بتوبيخ وتتوعد لهم بالموت على ذلك الأمر رادفة
_ هو انتوا متكملوش حاجه للأخر أبدا!!، دا انا هطلع روحكوا واحد واحد فى أيدى يا شوية عيال
أغلقت الهاتف وألقته سريعا بعيدا عنها وهى تشعر بكثير من الغضب والكراهية بسبب عدم تنفيذ خطتتها كما رسمتها ، ولكن ما حدث ليس بسئ وذلك سيدمر العلاقة بين "زينة" و "مالك" نهائيا وأيضا "إياد" وشقيقة "مالك" فهو بالطبع لم يترك شقيقته بأن تظل مع شخص كهذا
زفرت "هناء" براحة وإنتصار مغمضة عينيها بفخر وأخذت تفكر فى الضربة القادمة وماذا ستفعل مع "جواد" و "ديانة" وكيف ستُفرق بينهما وتتخلص من تلك الفتاة اللعينة
____
تُطالع الساعة وقد أزداد قلقها فالساعة قاربت على الثامنة مساءًا ولأزالت "زينة" لم تعد إلى المنزل بعد ، وضعت "ديانة" يدها على فمها بتشتت لا تعرف ما الذى عليها فعله أتنتظر أكثر من ذلك أم ترسل رسالة ل "جواد" تخبره فيها بما حدث خشية من أن يكون هناك شيء طارق او مصيبة ما
ألتقطت "ديانة" هاتفها وبدأت فى كتابة رسالة ل "جواد" وقبل أن تضغط على الأرسال أوقفها سماع صوت جرس الباب لتنهض من مكانها بعفوية لدرجة أن شعرت بألم بأسفل بطنها لتتوقف بحذر مُحاولة السيطرة على إندفاعها ، وسريعا ما قامت العاملة بفتح الباب ودلفت منه "زينة" التى يبدو على هيئتها أن هناك مصيبة ما لتلقى بنفسها داخل حضن "ديانة" وشرعت فى البكاء
صدمت "ديانة" من فعلتها ولكنها لاحظت أن هناك مصيبة ما بسبب هيئة "زينة" الغير مرتبة بالأضافة إلى أعينها المنتفخة ، قُبض قلب "ديانة" وتمنت أن يكون الأمر ليس له علاقة بتلك الرسالة التى أرسلت ل "جواد" وأن تكون "زينة" بخير ، لتأخذها إلى أقرب أريكة وجلسا كلاهما
ربتت "ديانة" على ظهر "زينة" التى لاتزال داخل حضنها مُحاولة تهدئتها مُعقبة برعب
_ فى أيه يا زينة!! ايه اللى حصل
حاولت "زينة" أن تتحدث بصعوبة بين شهقاتها لكى تحكى ل "ديانة" ما حدث لها مُحاولة التخفيف من ألم صدرها رادفة
_ أنا حياتى باظت يا ديانة
أنتفض قلب "ديانة" التى أوشكت على التأكد من أن مخاوفها أصبحت حقيقة لتبتلع برعب وهلع رادفة
_ أيه اللى حصل يا زينة؟!
قصت عليها "زينة" ما حدث لها منذ البداية ، هولاء الرجولان والمرأة الذين قاموا بتخديرها نهاية بأستيقاظها بفراش "إياد" وهما عاريان الجسد بالأضافة إلى تلك البقعة الحمراء التى كانت بجانبها ودخول "مالك" عليهما وضربه ل "إياد" نهاية بحديث "إياد" لها وإقسامه على انه لم يفعل شيئا وانه أيضا قام أحدهم بتخديره ووضعه بجانبها ، أجهشت "زينة" فى البكاء مرة أخرى
أرتجف قلب "ديانة" وأتسعت عينيها بصدمة وهلع مما قصته عليا "زينة" لتصيح بفزع
_ إياد!! أزاى إياد يعمل كده ، وليه مالك راح لإياد فى الوقت ده و...
تذكرت "ديانة" تلك الرسالة التى رأتها بهاتف "جواد" لتلقى الذنب على نفسها وأنها كان بأمكانها إنقاذ الأمر لو كانت تركت تلك الرسالة ليراها "جواد" لكان أستطاع إنقاذ شقيقته الأن وكان لم يحدث لها شيء ، شرعت "ديانة" بالكباء بندم وأعتذار مُضيفة
_ أنا أسفة يا زينة ، انا كان فى ايدى أنقذ الموضوع بس انا بغبائى ده مسحت الرسالة
نهضت "زينة" من حضن "ديانة" مُضيقة ما بين حاجبيها بأستفسار مُعقبة
_ رسالة أيه؟!
تحدثت "ديانة" بصعوبة من بين شهقتها بسبب تحميلها المسؤلية على نفسها وانها من تسبب فى حدوث ذلك الامر رادفة
_ رسالة..رسالة جت على تليفون جواد من رقم غريب بيقول " هى أنسة زينة أخت حضرتك بتعمل أيه فى شقة إياد صاحبك" والله يا زينة ما كنت أعرف انا افتكرتها لعبة للتوقيع بينهم واللى اكدلى أكتر إن وقتها أتصلت بإياد وكان فى الشركة ومستنى جواد
تأكدت "زينة" الأن من شكوكها وأن كل ما حدث كان مُخطط للإقاع بهم ، وتلك الرسالة التى أُرسلت ل "جواد" وحديث "ديانة" كل ذلك أكد لها أن "إياد" لم يكن يكذب هو الأخر وأنه قد قام احد بتخديره مثلها تماماً
قطع شرودها صوت شهقات "ديانة" التى تشعر بالذنب فى حق "زينة" رادفة بأعتذار
_ أنا أسفة يا زينة بجد أسفة أنا...
قاطعتها "زينة" نافية ما تقوله "ديانة" بأنها السبب وان مسحها للرسالة كان خطأ لتصحح لها "زينة" حديثها رادفة
_ بالعكس يا ديانة أحسن حاجة عملتيها أنك مسحتى الرسالة وإلا كان زمان فيه بحر دم ، انا كده فهمت
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها وعلى وجهها آثار البكاء لتهز رأسها بعدم أسيتعاب رادفة
_ يعنى أيه مش فهمه؟!
تنهدت "زينة" براحة بأن "جواد" لم يرى الرسالة وإلا كان حدث ما لم يستطيع أحداً إيقافه رادفة بتفسير
_ قصدى يا ديانة إن دى كانت لعبة أنى أتخدر واتحط فى سرير إياد وجواد ومالك يشوفونى بالمنظر ده وجواد يقتل إياد بسبب الى أكيد هيخمنه ويقتل مالك اللى اكيد مش هيسيبه عايش يتكلم فى شرف اخته ده لو مقتلنيش معاهم
أتسعت عينى "ديانة" بدهشة مما قالته "زينة" وسريعا ما شعرت برجفة قلبها من مجرد تخيلها لذلك الأمر ، زفرت براحة بأنها قامت بمسح تلك الرسالة ولكنها سريعا ما شعرت بالقلق والتوتر مرة أخرة لترفع نظرها إلى "زينة" ببعض النظرات الأستفسارية التى لم تستطيع أن تتفوه بها ، لتدرك "زينة" ما تعنيه نظرات "ديانة" لتبتلع بألم رادفة
_ انا عارفة انتى عايزه تسألئ على أية وانا كمان اول ما نزلت من عند إياد كنت هموت واعرف اللى انتى عايزه تعرفيه وفعلا روحت لدكتورة شهرة
••
تجلس خارج غرفة الكشف منتظرة دورها وهى تشعر بأن كامل مصيرها مُعلق بكلمة واحدة من الطبيبة ، كلمة واحدة ستكون الفيصل بين ما رأته وبين ما قاله "إياد" وإن كان ما تُفكر به حدث بالفعل ستجعله يندم أشد ندم
لحظات وخرجت مساعدة الطبيبة سامحة لها بالدخول
_ أتفضلى يا أنسة زينة
دلفت "زينة" غرفة الكشف لتنهض "شهرة" من مكانها مرحبة بها سامحة لها بالجلوس وهى تشعر بالغرابة من زيارتها لها على الرغم من أنها كانت عندها فى صباح اليوم وبعد أن ذهبت هى و "ديانة" جاء "جواد" هو الاخر لتعقب بأستفسار
_ خير يا أنسة زينة ، مدام ديانة حصلها حاجة؟!
أبتلعت "زينة" غصة حلقها وهى تشعر أن روحها على وشك الخروج من جسدها ، ماذا تخبرها أو كيف ستقص عليها ما حدث لها لتعقب بتردد
_ لا الحقيقة أنا جاية عشانى انا مش عشان ديانة
ضيقت الطبيبة ما بين حاجبيها بعدم أستيعاب ولكنها خمنت انها لديها مشكلة ما لتعقب
_ خير يا انسه زينة؟!
تنهدت "زينة" بحسرة وشعور بالأنكسار لم تستطيع تحمله لتملأ الدموع زرقاوتيها وأصبحت على مشارف الدخول بنوبة بكاء يُمكن من شدتها أن يغشى عليها ، عملت جاهدة على التفوة بتلك الكلمات التى من الصعب أن تتفوه بهم فتاة فى مكانتها مُعقبة بتلعثم
_ أنا..أنا..عايزة..انا عايزه أعمل virginity detection
توسعت عينى الطبيبة بصدمة مما أستمعت إليه من قبل "زينة" ، فهى تعلم أنها ليست متزوجة فلماذا إذا تريد عمل فحصا كهذا؟؟
_ حاضر ، بس اللى أعرفة أنك مش متجوزة يا انسة زينة!!
شرعت "زينة" بالبكاء بعد أن عجزت فى منع دموعها فى الأنسياب وأخذت تبكى بكل حرقة وألم نابع من قلبها بسبب ذلك الموقف الذى وضعت فيه بمجرد رمشة عين حتى إنها لم تفعل شيء ، لاحظت "شهرة" إنهيارها وشعرت بالكثير من الشفقة عليها ، سريعا ما نهضت من مكانها متجهة نحو "زينة" رابتة على كتفها مُعقبة
_ فى أيه يا أنسة زينة! ، لو فى أى مشكلة قوليلى يمكن أقدر أساعدك
أزداد نحيب "زينة" وأخذت شهقاتها فى العلو ، ماذا ستقول لها وهى لا تعرف حتى ما الذى حدث ، أتقول لها أنها أستيقظت من نومها وجدت نفسها نائمة فى فراش صديق شقيقها عارية تماما وهو أيضا مثلها وتلك بقعة الدماء اللعينة تُلطخ الشراشف أسفهلهم ، شهقت "زينة" محاولة إجبار نفسها على الحديث وإخبار "شهرة" سببا يجعلها تفحصها دون الإفصاح عن حقيقة الأمر
_ أنا كنت ماشية بالعربية وفجاة حراميه أعترضوا طريقى ولما وقفت خطفونى وبنجونى وبعدها صحيت لأقيت نفسى فى مكان فاضى وهدومى متقطعه وعليها دم ، أضطريت أكلم خطيبى يجى يلحقنى ولما جيه وشاف اللى حصل أقتنع إنى أتعرضت لأغتصاب وعشان كده عايزة اتأكد إذا كان ده حصل ولا لأ
شعرت الطبيبة بالأسى على ما قصته عليها "زينة" رغم أن ما قصته على "شهرة" كذبة إلى أنها شعرت بالحزن تجاهها فذلك الشيء صعب جدا على أى فتاة أن تتحمله لتنهض بتأثر وتعاطف رادفة
_ أتفضلى يا أنسة زينة أكشف عليكى
أخذت "زينة" تقترب من ذلك السرير وهى تقوم بتقديم قدم وتأخير الأخرى ، بالطبع فمصيرها سيُحدد خلال ثوانً فقط وهى شبه متأكدة أنها بالطبع خسرت ما هو عزيز على كل فتاة ، لتقف أمام السرير وهى تشعر بالبرودة قد سارت فى جسدها بأكمله ، لتُحاول "شهرة" مساعدتها رادفة
_ أتفضلى يا زينة اخلعى هدومك ونامى على السرير ده وغطى نفسك
أغمضت "زينة" عينيها بكثير من الرعب والحرج بوقت واحد ولكنها فعلت ما قالته الطبيبة وبالفعل تخلصت من ملابسها السفلية وصعدت على الفراش ووضعت تلك الأغطية عليا
جلست"شهرة" أمام السرير بين قدمى "زينة" المغطاة أمامها ويبدو عليها الأرتجاف ، لتحاول "شهرة" أن تخفف عنها وتطمئنها رادفة
_ متقلقيش يا زينة الموضوع كله مش هياخد دقيقة ومش هتحسى بحاجه أهم حاجه سيبى أعصابك خالص
أومأت لها "زينة" بالموافقة والدموع تتسارع فى الهبوط من عينيها ، ما أصعب ذلك الموقف على فتاة لم يُكشف سترها أمام أحداً من قبل وحين ينكشف يكون فى فحصا كهذا ، بالطبع سيكون الأمر ليس هيناً
رفعت "شهرة" الغطاء عن "زينة" لينكشف نصفها السفلى أمام أعين "شهرة" لتضم "زينة" ساقية بسرعة البرق وتعالى صوت بكائها بكثير من الألم والحسرة ، لتحاول "شهرة" التخفيف عنها رادفة
_ زينة أهدى لو سمحتى وسيبى أعصابك خالص لحظة واحدة وهنكون خلصنا
حاولت "زينة" تمالك أعصابها والسيطرة على نفسها ، حاولت أكثر من مرة أن تُباعد بين ساقيها إلى أن قامت بفعلها وقامت "شهرة" بفحصها
أعتصرت "زينة" عينيها بكسرة وضعف بسبب ما اُضطرت على القيام به لمعرفة حقيقة الأمر ، نعم تلك الثوانى القليلة جدا ولكنها تمر عليها وكأنها سنوات طوال ، تلك الثوانى هى من ستُحدد لها ما هو مصيرها
لم تمر سوى لحظات لتخلع "شهرة" قفازاتها مُعلنة عن إنتهاء الفحص ، تعالت ضربات قلب "زينة" بشدة منُتظرة رد الطبيبة ، لتعب "شهرة" بأبتسامة
_ أنسة زينة واضح إن ربنا بيحبك جدا عشان كده مش كاتبلك البهدله ، الحمدلله حضرتك Virgin وانا هعملك حالا تقرير بده عشان توريه لخطيبك
تنهدت "زينة" بكثير من الراحة وشعرت وكأنها ولدت من جديد ، يبدو أن "إياد" كان على حق ولكن من هو المسؤول عن كل ما حدث، لا يهم ما يُهمها الأن هو التفسير ل "مالك" عما حدث وإثبات أنها لم تفعل شيئا وذلك التقرير سيُساعدها كثيرا
نهضت "زينة" من السرير وأرتدت ملابسها مُتجهة نحو الطبية لتستلم التقرير رادفة بإمتنان
_ شكرا يا دكتور بجد شكرا
•••
_ الحمدلله يا زينة أنها جت على قد كده ، بس مين اللى ليه مصلحة يعمل كده!! ، ومين أصلا اللى يعرف بعلاقتك انتى ومالك ويخليه يجى ويشوفك فى الوضع ده
شعرت "زينة" بالتخبط الشديد ، نعم ليس هناك أحد يعلم بعلاقتها هى و "مالك" من يكون إذا المسؤول عن فعل ذلك وما هى غايته
لاحظت "ديانة" تشتتها لتُحاول التخفيف عنها رادفة
_ أهم حاجة أنك بخير ولازم مالك يعرف الحقيقة فى اقرب وقت
أومأت لها "زينة" بالموافقة على حديثها وهى تشعر بداخلها أن تفسير الأمر ل "مالك" لن يكون هينًا أبدا ولكنها عليها توضيح الأمر مهما كان عليها أن تتحمله
_ معاكى حق
______
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليسرع إليه كلاً من الأب وأبنته مُستفسرين على نتيجة العملية ليعقب "عامر" مُوجها حديثه نحو الطبيب مُتحدثا باللغة الأنجليزية رادفا
_ أخبرنى حضرة الطبيب ما هى حالتها الأن
أبتسم "الطبيب" لهما بأبتسامة تهنئة رادفا
_ تهانينا لقد نجحت العملية
شعر كلا من "عامر" و "أسما" بالكثير من الفرحة على نجاح عملية"ماجدة" والتى ستؤثر عليا تأثيراً كبيرا وستكون أهم سلمة فى علاجها لتعقب "أسما" بأستفسار
_ حضرة الطبيب أرجوك أخبرنى ما هى خطة علاجها الآن وما هى الخطوة القادمة
عقب الطبيب موضحا لها ما الذى سوف يحدث خلال الفترة القادمة رادافا
_ الخطوة القادمة مُعتمدة بنسبة كبيرة على نفسية المريض وقابليته للعلاج الذى سيُركز على العلاج الطبيعى ، وهذا بخصوص حركتها التى ستعود تدريجيا أما بخصوص قدرتها على الكلام أيضا ستعتمد على قوة وعزيمة المريضة ، الآن الأمر مُتعلق بعزيمتها وإرادتها فى الشفاء الذى سيُتتم بأسرع وقت
مد "عامر" يده مُصافحا الطبيب رادفا بأمتنان
_ شكرا لك دكتور بيتر
بادله الطبيب المُصافحة بابتسامة لابقة رادفا
_ لم أفعل شيئا سيد عامر ، فهذا واجبى
______
تجلس "زينة" بصحبة "ديانة" على طاولة الطعام ليتناولان الأفطار وها قد مر يومان وهى لا تستطيع الوصول إلى "مالك" الذى يغلق هاتفة منذ ذلك اليوم حتى أنه لم يذهب إلى عمله ، مما جعلها تشعر بالقلق الشديد عليه وما زاد قلقها هو إخبار "ديانة" إياها أنه قام بجمع أغراضه من منزل والديه وقأم بترك المنزل بالأضافة إلى أنه لم يخبر أحدا بشيء ولا حتى "ملك" ولم يُحاول إبعادها عن "إياد" حتى فهذا الشيء مُريبا حقا
قطع شرودها صوت "ديانة" التى لاحظته وخمنت أنها تُفكر ب "مالك" وبأختفائه المُفاجئ لتُحاول أن تطمئنها رادفة بتردد
_ على فكرة انا عرفت أخبار عن مالك
تركت "زينة" ما بيدها ونظرت إلى "ديانة" بأنتباه شديد مُعقبة بلهفة
_ هو فين يا ديانة ومختفى ليه!! كويس ولا لا؟! طمنينى يا ديانة أرجوكى أ...
قاطعتها "ديانة" مُحاولة تهدئتها رادفة
_ أهدى يا زينة هو كويس متقلقيش ، مأجر شقة مفروشه وقاعد فيها
نهضت "زينة" من مكانها بسرعة كبيرة مُعقبة بأستفسار
_ عنوان الشقة أيه يا ديانة
نهضت "ديانة" من مكانها هى الأخرة مُعقبة
_ طيب أستنى هأجى معاكى
أوقفتها "زينة" مُعقبة بأصرار
_ لا يا ديانة خليكى أنتى هنا عشان جواد ميعملش مشكلة ، وكمان عشان عايزة أتكلم مع مالك لوحدنا عشان عارفه انه من الصعب يصدق او يقتنع
تفهمت "ديانة" ما تقصده "زينة" فهى تخشى أن يقوم بالإنفعال عليها او إهانتها أمامها فوافقتها الرأى وقامت بإعطائها العنوان وسريعا ما صعدت "زينة" لتبديل ملابسها والذهاب لمواجهة "مالك"
_______
وصلت "زينة" أمام باب شقة "مالك" وهى تشعر بالكثير من الخوف والقلق من تلك المواجهة التى لا تعلم إن كانت بوقتها المناسب أم أنها تسرعت فى تلك المواجهة ولكن نعم يجب أن تتسرع فكلما تركته وتلك الفكرة مُسيطرة عليه سيكون من الصعب حينها أن يصدقها لتستجمع "زينة" شجاعتها وتضرب جرس الباب
ظلت "زينة" واقفة أمام الباب عدة دقائق حتى أنها قامت بضرب الجرس لمرات عدة وكأن كل المؤشرات تُحذرها من تلك المُقابلة إلا أنها لم تدرك ذلك ، خمنت "زينة" أن "مالك" ليس بالداخل وكادت أن تذهب ولكن أوقفها صوت فتح باب الشقة لترفع نظرها لتجده "مالك" ويبدو انه ليس بحالة جيدة ، بينما الأخر بمجرد أن وقعت عينيه عليا أعطاها ظهره ودلف إلى الداخل رادفا
_ أهلا بست البنات
أغمضت "زينة" عينها بحزن وأسى على طريقته وهيئته التى فسرتها بأنه مريض أو ما شابه لتدلف الشقة خلفها وأغلقت الباب حتى لا يستمع أحدا إلى حديثهما إذا قام "مالك" بالصراخ عليها رادفة
_ مالك ممكن طيب تدينى فرصة أفهمك
ألتفت "مالك" إليها بكثير من الغضب والكراهية وسريعا ما تقدم نحوها بعد أن تذكر ذلك المشهد الذى رآها به فى فراش "إياد" وقام بجذب ذراعها صارخا بها
_ تفهمينى!! لا أستنى بقى أنا اللى هفهمك ، أنا دخلت عليكى لقيتك نايمة فى سرير راجل وأنتوا الأتنين عريانين وكان لسه قايم من جمبك
زاد من شدة جذبته على ذراعها عند تذكره لتلك المشاهد القاسية التى عمل لسنوات جاهدا لكى ينساها لتأتى هى بلحظة وتذكره بكل تلك الألم والأوجاع ، ليصرخ بها بأسنان ملتحمة وأعين تتطاير منها النيران رادفا
_ كنتى مبسوطه مش كده ، كنتى متمتعه وانتى نايمة معاه ، عرف يبسطك مش كده
قال جملته الأخيرة بصوت جهورى تقسم أنه قد أستمع إليه جميع من بالشارع ، لتشعر "زينة" بالرعب والفزع من تلك الهيئة التى لم تراه بها من قبل بالأضافة إلى تلك الرائحة الكريهة التى تفوح من فمه لتُخمن أنه ثمل ، لتلعن نفسها على قدومها بمفردها وبذلك الوقت الخاطئ لتعقب "زينة" بلهفة وهلع رادفة
_ والله العظيم أنت فاهم غلط ، انا روحت لدكتورة و...
قالت جملتها وهى تقوم بفتح حقيبتها مُخرجة تقرير الطبيبة واضعة إياه أمام أعيُنه لكى يراه ولكنه قاطعها بجذبه من يديها وإلقائه أرضا صائحا بوجها بكراهية
_ فاكرانى عيل صغير جايه تضحكى عليه بحته ورقة!!
شعرت "زينة" بالغضب الشديد من عدم تصديقه لها وإصراره على أنها قامت بفعل ذلك الأمر حتى أنه لم يهتم لينظر بذلك التقرير لتقوم بجذب عنق قيمصة صارخة به بغضب وحنق وهى تضرب الأرض أسفل قدميها رادفة
_ انت ليه مش عايز تصدقنى والله العظيم ما عملت حاجه والله ما فى حد لمسنى أعملك أيه عشان تصدقنى
قام "مالك" بالقبض على فكها السفلى وكأنه يريد سحق أسنانها بين يديه رادفا بغضب وحنق
_ شايفانى عيل صغير !! فكره نفسك هتعرفى تلعبى معايا يا علا صح! وانا بقى هوريكى اللعب بيبقى عامل أزاى
جذبها "مالك" من شعرها متجها بها ناحية الغرفة لتصرخ "زينة" بين يدية بسبب شدة جذبته لشعرها الذى كاد أن يُقلع فى يديه وهى تُفكر فى ذلك الأسم الذى ناداها به ، ليدلف الغرفة بها وسريعا ما قام بإلقائها على الفراش وأسرع فى إغلاق الباب ، نهضت "زينة" وهى تشعر بكثير من الهلع رادفة
_ أفتح الباب يا مالك
تقدم إليها "مالك" وهو يقوم بخلع سترته وإلقائها أرضا والتخلص من حزام بنطاله وقام بالتقدم نحوها وهو يشعر بكثير من الغضب والكراهية ويتوعد لها بأن يجعلها تندم على معرفته منذ البداية
↚
أخذ "مالك" يتقدم نحوها بعد أن تخلص من سترته وحزام بنطاله ويقوم بفك أزارار قميصه وهو يزيد من سرعة خطواته نحوها إلى أن أصبح قريب منها للغاية ، أدركت "زينة" على ماذا ينوى "مالك" لتشعر بكثير من الرعب والفزع وتحاول الهرب سريعا من بين يدى هذا المُغيب عن وعيه تماما
وصلت "زينة" إلى باب الغرفة وكادت أن تُمد يدها لتقوم بفتحه ليمنعها جسد "مالك" العارى الذى يحاصرها بين يديه بعد أن تخلص من قميصه ، لتشهق "زينة" بفزع ورعب رادفة بنبرة تحذرية
_ مالك أنت هتعمل أيه!! ، فوق يا مالك أنت مش فى وعيك
أقترب "مالك" منها كثيرا إلى أن أصبح جسديهما مُلتصقان ببعضهما جدا مُحاوطا إياها بين ذراعيه لتصبح مُحاصرة بين جسده أمامها والباب خلفها ، هبط "مالك" نحو أذنها هامسا بأنفاس حارقة جعلت جسدها يُقشعر من شدة الخوف والرعب رادفا بهمهمة ورائحة الخمر تفوح من فمه
_ ليه أبص فى حتة ورقه وانا معرفش أساسا هى سليمة ولا لأ عشان اتأكد منها إنك منمتيش مع إياد !! ، منا ممكن أتاكد بنفسى يا ست زينة
زادت أنفاس "زينة" وتسارعت ضربات قلبها من شدة الخوف وكادت أن تدفعه بعيدا عنها لكى تهرب من أمامه فى الحال قبل أن يفعل شيء يجعلها تكرهه إلى الأبد ولكن لم يحالفها الحظ فى تلك المرة وقد فات الأوان بالفعل وقد تملك الحقد والكراهية من قلب "مالك"
أسرعت يدى "مالك" فى القبض على ذراعى "زينة" ساحبا إياها خلفه إلى تلك الأريكة ، ليلقى بها سريعا على بطنها فوق إحدى جانبى الأريكة ، ليصبح وجه "زينة" مُقابلا لمقعد تلك الأريكة وبطنها مُقابلة لذلك الجانب وقدميها متدليتان إلى الأسفل تكاد تلمس الأرض مما أدى إلى جعل مؤخرتها فى مقابلة "مالك" مباشرة ويده على ظهرها راغما إياها على الأنحناء ، لتصيح "زينة" بعد ما أدركت ما ينوى عليه "مالك" مُحاولة إيقافه رادفة بصراخ
_ لا يا مالك متعملش كده ، أرجوك يا مالك بلاش ، فوق يا مااالك
لا يستطيع "مالك" الأستماع إلى صرخاتها ، فكل ما يستمع إليه هو صوت تلك العاهرة وهى تصيح بطلب المزيد من ذلك الحقير الذى كان يعتبره فى إحدى الفترات أقرب شخص له بل أقرب شخص إلى قلبه ، ليزداد شعور "مالك" بالحقد والكراهية ولم يعُد يُميز من تلك التى أسفله أهى "زينة" أم "عُلا"
أمتدت يد "زينة" إلى خلف ظهرها مُحاولة إبعاد "مالك" الذى بالفعل فرق ما بين ساقيها وأصبح يقف بينهما ، ليلتقط يدها التى حاولت إبعاده بواسطتها والتقط الأخرى مُقيدا إياهما خلف ظهرها بيد واحدة من يديه ، لتمتد اليد الأخر لترفع عنها فستانها وتجردها من سروالها الداخلى لتصرخ "زينة" بهسترية وهى على وشك أن تفقد أعز ما تملكه أية فتاة بالعالم رادفة بذعر
_ لا يا مالك لا ، أبوس أيدك يا مالك ، ابوس رجلك متعملش كده
ترقرت الدموع فى عينى "مالك" وهو يشعر بكثير من الألم والحزن لتمتد يده مُحررة رجولته ظننا منه أنه بمجرد أن يفعل هذا سيتخلص من ذلك الألم الذى عانى منه لسنوات وبالكاد تعافى منه لتأتى "زينة" الأن لتجدد ذلك الألم بداخلة ، لم يكن يستمع إلا لتلك الصرخات التى تطالب بالمزيد من تلك العلاقة المحرمة المُصنفة تحت بند الخيانة ولا يستمع لصراخ تلك المسكينة بين يديه رادفة بهسترية
_ مالك..لا يا مالك ، تعالى معايا عند الدكتور طيب ، أساله بنفسك بس بلاش كده يا مالك ، مالك لا اااه
وصرخة قوية ومتألمة صدحت بأركان المنزل بأكمله بسبب تلك الدفعة القوية والعنيفة التى تلقتها "زينة" للتو ، ولكن بالمقابل تلك الصرخة لم تقلل من غضب "مالك" الذى أخذ بالدفع بها غير مُهتما لصرخاتها المتألمة بشدة ولم يرى بقعة الدماء الصغيرة تلك التى لطخت عضوه الذكرى ، لا يهتم سوى بتلك الدفاعات مُتأملا أن تقلل من ألمه وعذاب صدره ، لتتجه يده نحو شعرها جازبة إياه إلى الخلف مقربا شفتاه من أذنها وهو لايزال بداخلها هامسا ببكاء يحاول إخفائه بين دفعاته القوية رادفا
_ ليه يا زينة ، ليه تعملى فيا كده؟! ، ليه تعملى زيها؟ دا انا حبيتك وعشقتك أكتر منها !! ، قولت أنك غيرها وإنك أحسن وأنضف منها !! ليه تخونينى زيها يا زينة ليه؟!
كانت "زينة" غير منتبهة إلى حديثه ، لا تستمع سوى لصوت دفعاته العنيفة التى تقسم أنها مزقتها من الداخل يليها صوت صراخها الذى يحمل الكثير من الألم بسبب تمزق ما بداخلها وأيضا حلقها الذى جُرح بسبب كل هذا الصراخ ، بينما "مالك" ظل يدفع بها إلى أن وصل إلى خلاصه ، وبمجرد أن أنتهى شعر بكثير من الغثيان ليسرع إلى المرحاض مُفرغا كل ما بمعدته بسبب كثرة كمية الخمر الذى تناولها ولم يرى تلك الدماء الذى أخذت تنسدل من بين قدمى "زينة"
صارعت "زينة" راغمة نفسها على الأعتدال والنهوض من فوق الأريكة وهى بالكاد تستطيع ألتقاط أنفاسها من بين شهقاتها مُلتقطه بعض المحارم من تلك العلبة فوق الطاوله ، وأخذت تمسح تلك الدماء من فوق جسدها وألقطها داخل سلة القمامة ، نهضت مرتدية سروالها الدخليه ومُنزلة فستانها وأسرعت فى الخروج من المنزل خشية من أن يعود إليها "مالك" مرة أخرى ويفعل بها ما فعله مرة أخرى
خرجت "زينة" من شقة "مالك" وهى مُحطمة جدا بداخلها بسبب ما فعله بها وتلك الطريقة التى أفقدها بها عذريتها ولم يكتفى بذلك بل قام معها بممارسة تلك العلاقة المقززة والممنوعة من كل الجهات ولم يرأف عليها كونها لاتزال عذراء ، صعدت "زينة" سيارتها وهى بالكاد تسطيع أن تتحرك ، من حسن حظها أنها أحضرت السائق معاها وإلأ لكانت الأن ميته بسبب حادث مروع ، أنطلق السائق مُتجها نحو منزل "جواد" بينما "زينة" تجلس بالخلف وتبكى بكثير من القهرة والحزن فهى الأن فقدت كل شيء ، لم تدوم سعادتها بكونها لاتزال عذراء وأن "إياد" لم يفعل معها شيئا لتتلأشى فرحتها تحت أغتصاب "مالك" لها ، تعالت شقتها بألم وكأنها تُصارع الموت الذى يقوم بسحب أنفاسها لخروج تلك الروح النقية من هذا الجسد المُدنس بسبب فعلة الرجل الوحيد الذى أحبتة ، كم تتمنى الأن أن تفارق روحها جسدها لتخلص من هذا الألم الذى يفتك بها وكانه يُمزقها من الداخل
❈-❈-❈
دلف "جواد" الفيلا بعد أن عاد من شركته لإحضار أحد الملفات المهمة التى جلبها إلى البيت كى يراجها ولكنه نساها اليوم وهو ذاهب إلى الشركة والأن عاد لأخذه ، ليصعد الدرج مُتجها نحو غرفته وسريعا ما فتح بابها حتى تفاجئ بتلك التى شهقت بمجرد أن رأته وسقط ما بيدها ، أقترب منها "جواد" بشك فهو غير مُعتاد على تواجدها بغرفته ، ليقترب منها عدة خطوات وزرقاوتيه لا تُفارق خاصتها رادفا بأستفسار
_ هو أنتى بتعملى أيه هنا
توترت "ديانة" كثيرا فهى لم تكن تتوقع أن يعود فى هذا الوقت وما زاد توترها هو سؤاله لها هذا ، ماذا تقول له وهى لا تعلم سبب مجيئها إلى غرفته حتى!! ، أتخبره أنها شعرت بالحاجة الشديدة لأستنشاق رائحته وهى لا تعلم ما سبب هذا وأنها صعدت إلى غرفته رغما عنها وألتقطت قميصه وأخذت تستنشق رائحته وهى حتى ليس لديها تفسير لهذا !! ، اللعنة على تلك الرغبة التى وضعتها بمثل هذا الموقف المُحرج مع أكثر شخص تكرهه بهذه الحياة ، حمحمت "ديانة" بحرج وتوتر مُحاولة إخفائه رادفة بتلعثم
_ أ..كنت..كنت بدور على قلم
لاحظ "جواد" توترها وتلعثمها فى الحديث ليُدرك أنها تكذب ليقترب منها أكثر وأخذت هى فى العودة إلى الوراء وهى تشعر بكثير من الرعب من أن يغتصبها مثلما يفعل كل مرة ، ظلت تعود إلى الخلف كلما أقترب منها إلى أن ألتصقت بالحائط خلفها ، ليطالعها "جواد" بنظرات شك رادفا بأستهزاء
_ بتدورى على قلم فى قميصى اللى كنت قالعه
أزدادت ضربات قلب "ديانة" وأصبح العرق يتصبب من جبهتها بسبب شعورها بالخوف الشديد من أقتربه منها وتواجده معاها بنفس الغرفة ولا يوجد سواهم فى المنزل وأيضا من سؤاله لها الذى لا تملك له أية رد منطقى ، بينما "جواد" ظل يتنقل بظراته تارة على زرقاوتيها وتارة أخرى على شفتيها وبالكاد يمنع نفسه عن ألتقاتهما بفمه ، لتصيح "ديانة" رادفة بأرتباك
_ لا..انا لقيته مرمى على الأرض روحت شلته
أبتسم "جواد" وقد راقه كثيرا رؤيتها على تلك الحالة وهى تتعرق من كثرة التوتر وتلك الحمرة التى كست وجهها بأكمله وذلك التلعثم فى كلماتها ليشعر بكثير من السعادة والأستمتاع ، بينما "ديانة" فقد زاد توترها من سبب أبتسامته تلك التى جعلتها تشعر بالرغبة الشديدة له ولا تعلم حتى ما هو تفسر ما تشعر به
عضت "ديانة" على شفتاه بحركة لا أرادية منها لكى تسيطر على رغبتها ولكن حركتها تلك كان لها تأثير أخر على "جواد" الذى لم يعد يستطيع التحكم بنفسه أكثر من ذلك ليلتقط شفتيها بقبلة ممتلئة بالشغف والرغبة مُعبرة عن مدى إحتياجه لها ، لم تمر ثوانٍ حتى فاجأته "ديانة" بتبادلها تلك القبلة رغما عنها فهى أيضا تشعر بالحاجة الشديدة لفعل ذلك لينصدم "جواد" من فعلتها التى بادت وكأنها طلب صريح منها بحاجتها إلى المزيد ، ليعمق "جواد" من قبلته أكثر وأخذ يضمها إلى صدره وهى تبادله ليصنعان قبلة مليئة بالشغف والأثارة مُعبرة عن مدى إحتياج كلاهما
أمتدت يد "جواد" لمحاصرة خصر "ديانة" وكاد أن يحملها ويتجه بها نحو الفراش لتلبية إحتياجهما هما الأثنان ، ليمنعه إبتعاد "ديانة" المفاجئ سريعا بعيد عنه وتوجها ناحية المرحاض وأغلاقها للباب خلفها ، تابعها "جواد" ظننا منه أنها تهرب منه ولكنه توقف عند سماعها وهى تُفرغ كل ما بمعدتها
شعر "جواد" بالحزن الشديد ظنا منه إنها شعرت بالغثيان بسبه او بسبب قربه منها وأنها بالفعل لا تطيق النظر إليه ، ليتنهد بأسى ملتقطا ذلك الملف الذى جاء من أجله وسريعا ما خرج من غرفته هابطا الدرج وهو ينادى على العاملة التى سريعا ما كانت واقفة أمامه تنتظر أوامرة ليعقب وهو يهبط اخر سلمة رادفا بحدة وجمود
_ المدام تعبانة شوية فوق أعمليلها حاجة سخنة وطلعيهالها
أومأت العاملة باحترام إلى "جواد" وسريعا ما ذهبت لتنفيذ أوامره ، بينما خرج هو من الفيلا مُستقلا سيارته متجها بها ناحية الشركة وهو يشعر بالغضب الشديد من نفسه لأنه هو من أوصل الأمور إلى هذا الحد ويجب عليه تحمل العواقب إذا
❈-❈-❈
تجلس "ملك" وعلى وجهها ملامح الحزن والأسئ تنتظر "إياد" الذى طلب منها أن يتفابلان بأحدى المطاعم لتناول الغداء والتحدث فى أمرا ضرورى ، وما هى إلا دقائق وأتى "إياد" ساحبا كرسى وجلس فى مقابلها رادفا بأعتذار
_ أنا أسفه جدا على التأخير والله غصب عنى
أبتسمت له "ملك" بإقتضاب ويبدو عليها ملامح الحزن والأسئ وعدم المشاكسة الذى أعتاد على رؤيتها رادفة برسمية
_ ولا يهمك متأخرتش كتير ولا حاجه
للحظات فكر "إياد" أن "ملك" علمت بما حدث بينه وبين "زينة" وأن "مالك" أخبرها بما رأه ولكنه سريعا نبه نفسيه أن "ملك" لو كانت علمت شيء لما كانت أتت لرؤيته ليُحاوا التأكد من تخمينه رادفا بأستفسار
_ مالك يا حبيبتى! ، شكلك زعلانة من حاجه
تنهدت "ملك" بحزن وكأنها كانت تتمنى أن يفتح معها مجال لتتحدث ، زفرت بحزن وقد ترقرقت الدموع بأعينها رادفة بضيق
_ مالك بقاله يومين سايب البيت ، أخد شقة لوحده ومش بييمح لحد يروحله ومش بيرد على تليفونات حد ولا بيطمنا عليه
قالت هذا الحديث وتهاوت تلك الدموع من عينيها ليلتقط "إياد" يدها مُحاولا التخفيف عنها وهو يشعر بكثير من الحزن لأجلها رادفا بحب
_ طيب بطلى عياط طيب وقوليلى ، مقلكوش حاجه!! يعنى مثلا ساب البيت ليه
حركت رأسها بالرفض وقد أزداد بكائها لتُحاول التحدث من بين شهقاتها رادفة
_ لا يا إياد مقالناش حاجه ، زيها زى من كام سنه لما خلص كليته بردو جيه البيت متعصب ولم هدومه ومشى وفضل أعد لوحده بعيد عننا سنه كامله ومكناش نعرف حاجه خالص ومرجعش غير لما وصله إن ماما تعبت ، انا خايفه اوى يا إياد خايفه يبعد عننا تانى ، انا مش عارفه ماله او حصله ايه؟!
تنهد "إياد" بأسئ وقد أصبح متأكدا بما كان يدور برأسه رادفا بدون وعى
_ أنا بقى عارف
ضيقت "ملك" ما بين حاجبيه بأستنكار رادفة بأهتمام
_ عارف أيه؟!
أبتلع "إياد" بقليل من القلق مستسلما لأن يخبرهاوبما حدث ولكنه كان قلق من أن لا تصدقة ولكنه لأبد من إخبارها على أيه حال ، لينظر لها بتوصل رادفا بمصداقية
_ أنا هحكيلك على كل حاجه ، بس قبل ما أقول أى حاجه لازم تكونى عارفه إنى والله العظيم بقولك الحقيقة ووالله العظيم انا بحبك جدا وعمرى ما أقدر أعمل كده ، ولأزم تصدقينى فى اللى هقولهولك ده
تسرب شعور القلق والخوف إلى قلب "ملك" وأعتلى وجهها ألف علامة إستفهام طالبة التوضيح والأفصاح عن ما يريد "إياد" أن يقوله ، ليتنهد "إياد" بأسى وأخذ يقص عليها كل ماحدث فى هذا اليوم بداية من ذلك الشخص الذى أتصل به وأخبرة أن هناك سرقة فى شقته مرورا بدخول "مالك" عليه هو و "زينة" فى هذا الوضع ، نهاية بخروج "زينة" من عنده ويبدو علبها وكأنها أصبحت مجرد جثة متحركة ، ليضيف "إياد" بصدق رادفا
_ والله العظيم يا ملك هو ده كل اللى حصل ، انا ملمستش زينة ولا حتى بصوبع أيدى انا فوقت لقيت نفسى على الوضع ده وزينة جمبى وكانها مصعوقه من الموقف وأتفاجئت بدخول مالك علينا
وضعت "ملك" يدها على فمها بصدمة ورعب وأيضا الكثير من التخبط ، لا تعلم أتصدق ما أخبرها به "إياد" بأنه لم يفعل شيئا أم تصدقه لأنه لو كان فعل شئ لما أخبرها ، أم تشعر بالشفقة على "زينة" التى وجدت نفسها بفراش شاب ودماء عذريتها تُلتخ الشراشف بجانبها ويُزيد عليها دخول شاب أخر ليراها بهذا المنظر وهى حتى لا تعلم ما الذى حدث !! ولماذا "مالك" ترك المنزل إذا؟! شعرت بالتشتت الشديد موجها حديثها نحو "إياد" رادفة بأستفسار
_ لو كلامك ده صح ليه مالك ساب البيت وعمل كده؟!
تنهد "إياد" بحزن شديد على ما حدث ل "زينة" و"مالك" رادفا بتأكيد
_ لأن مالك بيحب زينة وده اللى أستنتجته من كذا موقف شوفتهم فيه مع بعض ، وكمان ده يفسر ليه هجم عليا وضربنى!! وليه بص ل زينة بالطريقة دى وكأنه بيقولها ليه عملتى كده ، وأنتى أثبتلى إن تفكير صح بإن مالك ساب البيت وكمان مقالكيش حاجه لان صدمته فى زينة كانت أكبر من صدمته فيا
أعتلت وجه "ملك" ملامح الحزن والأسئ من أجل شقيقها و "زينة" ، ولكن لحظة إذ كان "إياد" لم يفعل شيء حقا مع "زينة" فكيف إذا فقدت عذريتها؟! لترفع عينيها ناظرة ناحية "إياد" بشك رادفة بخجل
_ طيب..أزاى..أزاى يعنى زينة فقدت عذريتها؟!
لأحظ "إياد" نظرات الشك التى تخرج من عينى "ملك" ليشعر بالحزن لعدم تصديقها إياه ، لتمتد يده لتحضن يدها مُعقبا مُحاول تبرئ نفسه أمامها رادفا بصدق
_ عارفة يا ملك انا هكون صريح معاكى أنا قبل ما أعرفك كنت أعرف بنات بعدد شعر راسى ، من كتر الستات اللى نمت معاها نسيت عددهم ، عارف إنى كنت على غلط بس عمرى ما غصبت واحده على حاجه وعمرى ما نمت مع بنت بنوت وضيعتها ، مش معقول هسيب الدنيا كلها وأجى على بنت الناس اللى بعتبرهم زى أهلى وكمان أخت صحبى الوحيد وأعمل فيها كده ، لتانى مرة هقولك والله العظيم يا ملك وحياتك غلوتك اللى ما بقى عندى قدها انا ما لمست زينة ولا عملت معاها حاجه ولا أعرف أزاى اللى حصل ده حصل
أحمرت وجنتى "ملك" بخجل بسبب ما قاله "إياد" عن مُعاشرة لنساء فهى تعلم أنه كان يفعل مثل تلك الأمور فقد أعترفلها بكل شيء منذ بداية علقتهما وأخذ أمامها عهد بأن لا يلمس أو يراى فتاة او إمرأة غيرها ، بالفعل هى متأكدة انه لم يفعل شيء ل "زينة" ولكن ذلك اللغز سيفقدها عقلها ، وأيضا من الذى أحضر "زينة" ووضعها بفراش "إياد" وخدره هو أيضا ووضعه بجانبها بالفراش
ظلت "ملك" تُطالع "إياد" وهى تُكر فى طريقة لكشف ما حدث ومعرفة السر وراء وجود كلاهما بفراش واحد بينما "إياد" كان يخشى أن تكون "ملك" غير مُصدقة إياه وأن يخسرها للأبد ، كاد "إياد" أن يتحدث ولكن قاطعته "ملك" الذى أخذت تصيح رادفة بلهفة
_ أنا جالى فكرة يا إياد هتخلينا نعرف أيه اللى حصل بالظبط؟!
أنتبه "إياد" إليها بأهتمام شديد ، كم يتمنى أن يثبت برائته أمام الجميع وخصوصا "زينة" ليردف بلهفة
_ فكرة أيه؟!
عقبت "ملك" وهى تتمنى أن توضح لهم فكرتها تلك ما حدث فى هذا اليوم لكشف الحقيقة أمام كلا من "مالك" و "زينة" الذان يبدو عليهما انهما قد تحطمان كثيرا ، لتردف مستفسرة
_ أنت الشقه بتاعتك أكيد فى مكان راقى وأكيد العمارة دى فيهل جراش وكمان فى تحت العمارة محلات او على الأقل أكيد فيه سوبر ماركت كبير صح
أوماء لها "إياد" بالموافقة ولم يعد يطيق الأنتظار فهو مُتحمس لسماع فكرتها ليردف بلهفة
_ عايزه توصلى لأيه يا ملك؟!
زفرت "ملك" براحة من كونهم سيعرفون الحقيقة رادفة
_ عايزه أقولك إن أكيد الجراش او السوبر ماركت او حتى مدخل العمارة نفسها أكيد فيه كاميرات مراقبة وأكيد فى بواب وأكيد سهل نوصل لتسجيلات الكاميرات ونسأل البواب عن أيه اللى حصل يوميها
عاد "إياد" بظهره للخلف زافرا براحة بسبب تلك الفكرة التى حقا ستظهر برائته وستوضح لهم ماذا حدث فى هذا اليوم بالتفصيل ، ليرمق "إياد" "ملك" بأعجاب رادفا بمدح وتغزل
_ أنا مش بس حبيبتى زى القمر وأحلى من بنات الدنيا كلها لا دى كمان أذكاهم
أشاحت "ملك" بوجهها بعيد عن "إياد" حتى لا يرى تلك الحمرة التى أعتلت وجها من شدة خجلها من مدحه لها ، ليبتسم "إياد" على خجلها رادفا بمكر
_ أحنا هنتكسف من دلوقتى!! لا بقولك أيه طولى بالك معايا شويه ، دا أنا لسه بقولك كنت أعرف ستات قد أيه وتوبت على أيدك يبقى تستحملى أنتى بقى وتسدى مكان الستات دى
لم تعد "ملك" تستطيع التحكم فى خجلها أكثر من ذلك لتنهض من أمامه مُحاولة إخفاء ووجها الذى أصبح شديد الأحمرار رادافة بلهفة
_ هروح الحمام
فرت "ملك" سريعا من أمامه مُتجهة نحو المرحاض ليضحك "إياد" على خجلها مُتوعدا لها بعد الزواج أن يجعلها تتخلى عن هذا الخجل مُستبدلة إياه بكثير من الجرأة والإثارة بالأضافة إلى مشاكستها وطفولتها التى تُسلله عقله ليتمتم بهمس رادفا
_ لا أربع سنين الجامعة أيه!! دا أنا مش هقدر أستحمل أربع شهور كمان؟!
❈-❈-❈
عادت "زينة" إلى البيت وهى بالكاد تستطيع أن تمشى بالأضافة إلى أثار تلك الدماء التى لم تتوقف عن الأنسدال من داخل فرجها وملابسها الغير مرتبة ، أمتنت "زينة" كثيرا لهذا الهدوء بالمنزل وعدم تواجد أحد وخصوصا "ديانة" التى ستسألها عما حدث بينها وبين "مالك" وبالطبع إذة رأتها بتلك الحالة ستكتشف الأمر ، أسرعت "زينة" فى الصعود إلى غرفته ودموعها لا تتوقف عن الأنسدال بسبب ما تعرضت له فى تلك اليومين
دلفت "زينة" غرفتها وسريعا ما ألقت بنفسها على فراشها وأمتدت يدها لسحب إحدى الوسائد واضعة إياها أسفل وجهها وصرخة وصرخة وصرخات كثيرة وقوية ، نعم تلك الصرخات مكتومه ولكنها تحمل كل ألمها وحسرتها والكثير من أوجاع الجسد والقلب والروح ، وخيبة الأمل فى الشخص الوحيد الذى أحبته وأطمأنت ، له ليكون هذا الشخص هو من يغتصبها ويسلبها شرفها وأحترامها لنفسها بعملته الدنيئة تلك
لم تكن تنتظر منه أن يصدقها بسهولة أو يضمها إلى صدره ، ولكنها أيضا لم تنتظر منه أن يُهاجمها ويقيدها ويجردها من ملابسها بل وجردها من شرفها أيضا ، جردها مما يجعل الفتاة مميزة بين كل الفتيات ، جردها مما ظلت أربعة وعشرون عاما تُحافظ عليه وتحميه ، جردها من إحترامها وأعتزازها بنفسها ، سلبها ما هو حقا لها والذى لا يُسمح لأحد أن يسلبها أياه سوا برضائها ، ماذا فعلت له ليفعل بها كل ذلك!! ، لما لم يستمع لها ولو لمرة واحدة!! ، لما رماها بجريمة الخيانة وعين نفسه القاضى عليها ليُعاقبها بمثل هذا العقاب دون أن يملك أى دليل ضدها؟!
ماذا سيفعل عندما يكتشف فظاعة ما فعله!، هل سيندم! هل سيبكى ويتزلل لها كى تُسامحه!! ، هل سيلعن نفسه وغبائه على تسرعه بالحكم عليها!! أم سيصنع لنفسه مبررا !! ، ولكن ما هو عذره؟! ، هل سيكون عذره انه كان ثمل وغير واعا لما يفعله!! ، أم سيكون عذره تلك الفتاة التى كان يصرخ بأسمها ويقول لها أنه خانته كما فعلت تلك الفتاة!! ، أم سيكون عذره انه رأنى فى هذا الوضع وأنه محق فى ردة فعله لأنه رجل والرجال لا تُحكم عقلها فى تلك الأمور!! ، أم ستكون هى عذره ، إنها ذهبت كى توضح له الأمر وهو بتلك الحالة ليصبح هذا مصيرها وعقابها على أهتمامها بأثبات برأتها أمامه؟! ، أغمضت "زينة" عينيها بكسرة وهى تقسم على أن لا تسامحه مهما فعل أو مهما قدم لها من مبررات ، لن تسامحه ولو قدم لها جميعةأعذار العالم بأكمله
نهضت "زينة" مُتجهة نحو المرحاض وهى مُحطمة كثيرا وكأنها أصبحت جسد بلا روح ، سريعا ما تخلصت من ملابسها لتلقى بنفسها أسفل ندفق المياه وأخذت تبكى بشدة وألم ، كم تتمنى أن تُفارق روحها جسدها بتلك اللحظة ، كم تتمنى عدم موجة كلا من "هاشم" و"جواد" و"ديانة" و"هناء" و"ماجدة" ، ماذا ستقول لهم عندما يسألوها عن سبب زوجها فيما بعد!! ، كيف ستخبرهم إنها لن تتزوج لأنها فقدت عذريتها ومن سيتزوجها سيظن أنها مجرد عاهرة قد تخلت عن شرفها من أجل شهوتها وملذتها ، أم تقوم بغش الجميع وتخضع لعمل عملية زراعة عُذرية مُصنها وتغش نفسها قبل أن تغش الجميع ، أزداد نحيبها وتعالت شهقاتها بألم بعد أن أختلطت دموعها بتدلك المياة التى تنسدل على وجهها
لم تشعر "زينة" كم من الوقت لبثت أسفل المياه ولكنها لأحظت إنها تقف أيفلها منذ فترة طويله بسبب ذلك الشكل الذى تحول إليه جسدها ، فقد أنكمش جلدها بسبب الوقوف للكثير من الوقو أسفل المياه ، أوصدت "زينة" ذلك الصنبور وسريعا ما ألتقطت تلك المنشفة وقامت بلفها حول خصرها مُوجهة نحو غرفة تبديل ملابسها
أرتدت "زينة" منامتها وتوجهت نحو فراشها عازمة على النوم وكم تتمنى أن لا تستيقذ مجددا ، صعدت "زينة" فراشها وكادت أن تنام ليوقفها صوت طرقات على باب غرفتها لتعتدل "زينة" جلستها وعملت على أن يظهر عليها شيئا رادفة بثبات
_ أدخل
دلفت "ديانة" الغرفة وأغلقت الباب خلفها وتقدمت للجلوس أمام "زينة" رادفة بأستفسار
_ أيه يا زينة ، مقولتيش لداده تعرفنى ليه إنك جيتى
حاولت "زينة" جاهدة عدم إظهار أى شيء أمام "ديانة" لتُحاول صنع أي عذر رادفة
_ معلش جيت ملقتكيش أفتكرت إنك نايمة
توترت "ديانة" عند تذكرها ما حدث بينها وبين "جواد" وتلك القبلة التى تبادلها معا وتلك الرغبة التى كانت تصرخ بداخلها لولا شعورها بالغثيان لكان تطور الأمر كثير ، شعرت "ديانة" بكثير من الحرج رادفة بتلعثم
_ أه..فعلا كنت نايمة ، المهم عملتى أيه؟!
عقبت "زينة" بألم تحاول أن تخفيه وأصبحت دمُعها على وشك السقوط رادفة بضعف وصوت مبحوح
_ ملقتهوش
لأحظت "ديانة" دموع "زينة" لتخمن أنها بسبب عدم ألتقأئها ب "مالك" وأنها لم توضح له الأمر بعد لتحاول التخفيف عنها رادفة
_ معلش يا حبيبى يومين بس كده يهدى ونحاول معاه تانى
أومات لها "زينة" بالموافقة وهى تشعر بداخلها كم أنها تود الصراخ ولكننا سيطرت على نفسها رادفة بضيق
_ إن شاء الله
↚
أستيقظ "مالك" من نومه بصعوبة وهو يشعر بكثير من الصداع والألم الشديد برأسه ، فتح عينيه بثقل شديد وبعد عدة لحظات رأى نور الصباح المنبعث من تلك الشرفة ، أعتدل فى جلسته مُحاولا التحكم فى توازنه بعد أن لاحظ أنه لايزال نائما بتلك الملابس
أدرك "مالك" أنه قد فقد الوعى بسبب كمية الكحول التى تناولها ليلة أمس ولكن ما الذى أتى به إلى هنا ، هو كل ما يتذكره انه كان مستلقيا على تلك الأريكة خارج الغرفة بعد أن عاد من الخارج ، كيف دخل إلى هنا؟؟
خرج "مالك" من الغرفة وهو يُمسك برأسه ليتجه نحو المطبخ لصنع كوبا من القهوة لعله يخفف من ألم رأسه ، وسريعا ما أنتهى من صنعه وأتجه نحو تلك الأريكة للجلوس عليها وتناول قهوته ، بمجرد أن جلس "مالك" صدح رنين هاتفه مُعلنا عن إتصال من شقيقته ، أغمض "مالك" عينيه بملل وقرر أن لا يُجيب وسريعا ما غير رأيه خوفا من أن يأتى إليه أحد ، فتح "مالك" المكالمة موجها حديثه نحو شقيقته رادفا بهدوء
_ ايه يا ملك
صاحت "ملك" بلهفة وأشتياق مُعاتبة شقيقها عن إبتعاده عنهم ومُحاوله جعله يُغير رأيه رادفة بإنزعاج
_ كده بردو يا مالك ، هونا عليك تسيبنا تانى وتبعد عننا! ، دا أحنا كنا ما صدقنا يا أخى
وضع "مالك" كوب القهوة على الطاولة أمامه وهو لايزال مُصمما على رأيه رادفا بتصميم
_ معلش ياملك أنا مرتاح كده
حاولت "ملك" إستعطافه والضغط عليه كى يعود ، نعم هى تعرف حقيقة الأمر ولكنها عزمت على أن لا تتكلم فى هذا الأمر إلا عندما ياتى "إياد" بتسجيلات الكاميرات ، لتردف "ملك" بإلحاح مُحاوله إقناع "مالك"
_ عشان خاطرى يا مالك أرجع ، طب بلاش عشان خاطرى خليها عشان خاطر ماما
تنهد "مالك" بقليل من الغضب بسبب مُحاولة شقيقته فى الضغط عليه وجعله يوافق على حديثها ، ليصيح بحدة مُحاولا جعلها لا تتحدث معه بذلك الأمر مجددا رادفا بضيق
_ عشان خاطرى انا يا ملك سيبونى على راحتى
لاحظ "مالك" تلك المحارم الملطخة باللون الأحمر المُلقية فى سلة القمامة ، ضيق "مالك" ما بين حاجبيه بأستنكار، ليصيح موجها حديثه نحو "ملك" عازما على إنهاء المكالمة معها رادفا بحدة
_ هرجع أكلمك تانى يا ملك ، سلام
أنهى "مالك" المكالمة مع شقيقته لتمتد يده وتلتقط تلك المحارم من سلة القمامة مُتفحصا إياها ، شعر بالصدمة عندما تأكد أن ذلك اللون الأحمر هو دماء ، لينظر إلى جسده بدهشه وأخذ يتفحص نفسه إن كان هناك جرح
شعر "مالك" بالصدمة عندما لم يجد أى جرح بجسده ، ولكن من أين أتت تلك الدماء ، يبدو أن هناك شيئا ما حدث وهو لا يتذكره ، يجب أن يأخذ حماما لكى يستعيد وعيه بشكل كلى وتذكر ما حدث ليلة أمس
أسرع "مالك" بالذهاب إلى المرحاض الخاص بغرفته وتخلص من كل ملابسه الذى يفوح منها تلك الرائحة الكريهة ، فهو لم يسبق له أن يتناول كل تلك الكمية من الخمور ، وبالتالى ما يمر به لم يجربه من قبل
وقف "مالك" تحت تدفق المياه مُحاولا تذكر أى شيء مما حدث ليلة أمس ، ولكن لما لا يستطيع تذكر شيء ولكنه يشعر أن هناك خطأ كبير قد أجترفه ، ولكن ما هو ذلك الخطأ ، ما هى إلا لحظة وصدع ذلك الصوت الأنثوى الصارخ بأذنه "لا يا مالك متعملش كده ، أرجوك يا مالك بلاش ، فوق يا مااالك"وضع "مالك" يده على أذنه مُحاولا التخلص من ذلك الصوت الذى لم يستطيع التعرف عليه ولكنه يشعر أنه يعرف صاحبته
حاول "مالك" تذكر أى شيء مما حدث ليلة أمس ولكنه لا يستطيع رؤية شيء سوى تلك الصورة المُشوشه لفتاة تقف أمامه وتصرخ عليه "أنت ليه مش عايز تصدقنى والله العظيم ما عملت حاجه يا مالك أعملك أيه عشان تصدقنى" ، لما لا يستطيع تحديد من هى تلك الفتاة وما الذى حدث بعد ذلك
تنهد "مالك" بأسى عندما خمن إن من ممكن أن تكون تلك الفتاة هى "زينة" وإنها يمكن أن تكون قد جاءت ليلة أمس ، ولكن لماذا لا يتذكر ما حدث! ، وما الذى حدث بينهما بعد ذلك الحوار! ، هل أستغلت ثمالته فى الكذب عليه وأستعطافه ، هل هى من أدخلته غرفته ووضعته على الفراش! ، كيف لها أن تتجرأ وتأتى إلى هنا ، يجب أن لا يسمح بذلك أن يحدث مرة أخرى عليه أن يخرجها من حياته
ترقرقت الدموع من أعين "مالك" بسبب ما يُفكر به وما حدث فى ذلك اليوم عندما رآها فى فراش "إياد" شعر بغصة فى حلقه وكثيرا من الضيق والحسرة على ما فعلته به ، ضرب "مالك" الحائط أمامه وقد أخذت دموعه طريقها فى الأنسدال إلى أن أمتزجت بالمياه وهو يصرخ بألم مما يشعر به داخله رادفا بحسرة
_ ليه كده يا زينة! ، ليه تعملى فيا كده! ، ليه تعملى زيها مع إنى حبيتك أكتر منها ، ليه تكسرينى وتوجعينى بالشكل ده! ، كنتى ممكن تقوليلى مش بحبك ، مش عايزاك ، بحب واحد غيرك
أحتدت نبرة صوته بشكل مُخيف وكأنه تحول إلى شخص أخر وكور قبضته بحدة رادفا بأسنان ملتحمة مُكملا حديثه صارخا
_ لكن ترسمى عليا الحب ومن ورايا بتنامى فى حضن غيرى لااا ، لا يا زينة ، انتى بنسبالى خلاص موتى زى اللى قبلك
أغلق "مالك" صنبور المياه وألتقط المنشفة وسريعا ما قام بلفها حول خصره متجها نحو خزانته لكى يرتدى ملابس ويذهب لعمله لأشغال نفسه بأمر غيرها راغما نفسه على نسيانها
*-*-*
دلف "إياد" مكتب "جواد" ويبدو عليه ملامح الضيق والإنزعاج من شيء ما ، أتجه نحو مكتب "جواد" ليعقب وهو يجلس على ذلك الكرسى المقابل لوجه "جواد" رادفا بضيق
_ مساء الخير يا جواد
لاحظ "جواد" إنزعاج "إياد" الواضح عليه ليخمن "جواد" أن هناك مصيبة ما ، وذلك لأن "إياد" ليس من الطبيعى أن يكون عابسا بتلك الطريقة ، ليعقب "جواد" متأكدا أن هناك أمر
_ متدخلش عليا بالوش ده الا لو فيه مصيبه ، خير
شعر "إياد" بشيء من القلق لا يعلم أيخبر "جواد" أم لا ولكنه يجب أن يخبره ليكون هناك وقت لحل تلك المشكلة التى لو أستمرت أكثر من ذلك ستخسرهم الكثير ، رفع "إياد" وجهه نحو "جواد" مُحاولا الثبات رادفا بهدوء
_ فى حاجه حصلت كنت عايز أقولك عليها
تسرب القلق إلى قلب "جواد" شاعرا أن هناك أمر ما ، ليصيح بعصبية وعدم صبر موجها حديثه نحو "إياد" بإندفاع وحدة رادفا
_ ما تدخل فى الموضوع على طول يا إياد وأنطق فى أيه؟!
توتر "إياد" بسبب إندفاع "جواد" وحدة ردة فعله من قبل أن يعرف ، ماذا سيفعل إذا لو علم عن الأمر! ، ولكنه مضطرا أن يقول له كى يُحاول التصرف وإنقاذ تلك المشكلة قبل أن تكبر ، حمحم "إياد" بحرج رادفا
_ بصراحة فى مشكله كبيرة فى فرع شركتنا اللى فى لندن ، النهاردة الصبح بعتولى email بيقولوا إن فى خسارة الشهر اللى فات حوالى خمسة مليون دولار
نهض "جواد" واقفا فى مكانه وهو فى قمة غضبه مما تفوه به "إياد" ولكنه حاول السيطرة على نفسه لمعرفة حقيقة الأمر ، ليردف بحدة مُستفسرا عن سبب تلك المشكلة
_ يعنى ايه الكلام ده! ،وأيه هى المشكله اللى توصلنا لخساير كبيره بالشكل ده؟!
عقب "إياد" بحرج بسبب ما سيقوله ولكنه ليس بيده شيء فتلك ليست من ضمن صلحياته ولا يسطيع التصرف فى هذا الأمر ، ليردف بهدوء موجها حديثه نحو "جواد"
_ لسه معنديش فكره و...
قاطعة "جواد" بغضب وإنزعاج شديد ، صارخا بوجهه وهو يُهاجمه بحديثه الملئ بالأهانة والأستهزاء رادفا بإندفاع وهجوم دون أن يشعر بنفسه أو بما يقوله
_ بتقول ايه يا بشهمندس! ، معندكش فكرة عن أيه! ، أومال أنت شغلتك ايه هنا؟ ، آه نسيت أنت دلوقتى مش فاضى لشغلك ، مقضى اليوم كله دلع ومياصه وصرمحه ويولع الشغل على دماغنا كلنا
أنزعج "إياد" من مهاجمة "جواد" له بتلك الطريقة وتلك الأهانة والأستهزاء الواضح والصريح فى حديثه ، ليشعر إياد بالغضب مما قاله ويقرر أن يوقفه عند حده رادفا بإنفعال موضحا ل"جواد" حقيقة الأمر
_ على فكرة يا جواد بيه أنا مش بقضى اليوم كله دلع ومياصه وصرحمه زى ما بتقول ، المشكله دى كبيرة بجد ومش هتتحل بمجرد email نبعته ، لا دى محتاجه حضرتك أو هاشم بيه ، لأن الموضوع أكبر من صلحياتى ومقدرش أخد أى خطوة فيه بدون أذن من حضراتكم
أزداد غضب "جواد" بسبب إنفعاله على "إياد" الذى يبدو أنه إنزعج منه كثيرا وأيضا تلك المشكلة التى لم يعرف سببها بعد ، وما زاد غضبه هو إضطراره للسفر بأسرع وقت لأن والده لن يستطيع أن يُسافر وحده لحل تلك المشكلة ولذلك يجب أن يسافر هو لحلها ، رفع "جواد" نظره نحو "إياد" رادفا بحدة
_ أحجزلى على أول طيارة بكره طالعه لندن
أومأ له "إياد" بالموافقة ولم يفتح مجالا أخر للحديث لكى لا يُزعج أحدهما الأخر بحديثه ، ليقرر "إياد" الأنصراف من مكتب "جواد" قبل أن تتطور الأمور بينهما رادفا
_ حاضر ، بعد أزنك
خرج "إياد" من مكتب "جواد" مُتجها نحو مكتبه وهو يشعر بكثير من الغضب والضيق بسبب ما فعله "جواد" ، بينما "جواد" لاحظ إنزعاج "إياد" من حديثه ، ليشعر "جواد" بالغضب الشديد وإحتقان الدماء فى عروقه مما يحدث حوله من أشياء تُعكر مزاجه وتضطره لإخراج أسوء ما بداخله
ألتقط "جواد" هاتفه ومفاتيج سيارته من على مكتبه وشرع فى الخروج من المكتب بل من الشركة كلها ، يشعر وكأن اليوم لن يمر بسلام ، حتى أنه لم يذهب إلى ذلك الموعد الذى أعتاد عليه منذ فترة ، ولكن ذلك الشعور بداخله يشعره بعدم الرغبة بفعل أى شيء الآن
*-*-*
خرج "هاشم" من شركته مُتجها إلى منزل "جواد" للأطمئنان على "زينة" التى أطالت فترة إقامتها عند "جواد" ، صعد "هاشم" سيارته مُوجها حديثه نحو السائق رادفا بجمود
_ أطلع على فيلا جواد
أدار السائق مُحرك السيارة مُتجها نحو منزل "جواد" وبعد وقت ليس بكثير وقف أمام بابا الفيلا ، ليترجل "هاشم" من السيارة دالفا إلى الفيلا ، رن "هاشم" جرس الباب لتفتح له الخادمة وتقوم سريعا بإدخاله فالبطبع هى تعرفه ، أردف "هاشم" بأستفسار موجها حديثه نحو العاملة
_ زينة فين؟!
صاحت العاملة بأحترام وأدب رادفة بهدوء
_ الست زينة بتفطر جوا مع مدام ديانة يا هاشم بيه
شعر "هاشم" بقليل من الأنزعاج بسبب جلوس أبنته مع تلك الفتاة أبنة "لبنى" ولكنه سريعا ما هدأ نفسه مُذكرها أن تلك الفتاة تحمل حفيده بأحشائها وأنه ترك أمرها بيد "جواد" وما سيقرره "جواد" سيترتب عليه باقى الأمور
دلف "هاشم" غرفة الطعام لتلاحظه كلا من "زينة" و"ديانة" التى شعرت بقليل من الصدمة لرؤيته ، وتشعر أيضا بقليل من التوتر ، هى لم يسبق لها أن رأته عن قرب أو بعيدا عن الزحام ، بينما "زينة" نظرت نحو والدها بدهشة رادفة بلهفة
_ بابا!!
نهضت "زينة" من مقعدها وأسرعت فى إلقاء نفسها داخل صدر والدها محتضنة إياه وهى تتمنى أن تبكى بكل ما فيها من قوة وتتمنى أن تقص عليه كل ما حدث ولكنها تخشى ردة فعله ، بينما "هاشم" قد بادلها بكل حب وعاطفة أبوية رادفا بعتاب
_ لقيتك مش بتسألى عليا قولت أسال أنا عليكى ، ما أنتى خلاص معدش عاجبك القاعده معانا
هزت "زينة" رأسها بالنفى كى لا يظن والدها إنها لا ترغب فى العيش معه رادفة بلهفة
_ أبدا يا بابا الموضوع مش كده خالص ، انا بس قاعده مع ديانة عشان الحمل بقى وانت عارف مينفعش أسيبها لواحدها
نظر "هاشم" تجاه "ديانة" بمزيجا من الرغبة بالأنتقام والعطف والشفقة على كل ما حدث لها ولكنه سريعا ما تذكر ما فعلته والدتها بأخته وأخيه وزوجته وجنينه ، لا تلك الفتاة لا تستحق الرحمة او الشفقة ، بينما "ديانة" كانت تنظر له بمزيجا من الكراهية والأحتياج ، نعم هى تشعر أنه من دمها وكم تتمنى أن تلقى بنفسها داخل صدرة لأستنشاق رائحة والدها به التى لم تجربها من قبل ، ولكنها تشعر بالكراهية أيضا تجاهه فهو من جعل ذلك ال "جواد" يتحكم بمصيرها وتشجيعه على الأنتقام منها ويؤيده الرأى ، هذا الرجل بالطبع لن تستطيع أن تشعر بداخل صدره برائحة والدها لانه لم يرأف عليها مثل لو كان والدها ، أشاح "هاشم" بنظره عن "ديانة" مُحولا نظره تجاه "زينة" رادفا بأستفسار
_ طب والبيبى كويس؟!
كادت "زينة" أن تُجيب والدها وتطمئنة ولكن قاطعها تدخل "ديانة" موجهة حديثها نحو "هاشم" هاتفة بنبرة مستهزئة رادفة بأستفسار
_ هيفرق معاك فى حاجه يا عمى !
رمقها "هاشم" بدهشة من تدخلها وحديثها معه لأول مرة ولكنه لم يُظهر دهشتة وأستطاع إخفائه وراء ملامحه الجامدة رادفا بحدة
_ أيوه يا بنت لبنى هيفرق معايا ، لأنه حفيدى من صُلبى
ضحكت "ديانة" بأستهزاء على ما قاله "هاشم" ، تراه يتكلم وكأنها هى الأخرى ليست من صُلبه لتصيح موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بتهكم
_ وأيه يعنى يا عمى! ، منا كمان من صُلبك ، ولا أنت نسيت إنى بنت شرف كمان مش لبنى بس ، ومع ذلك عايزين تدفعونى تمن حاجه أنا معملتهاش
شعر "هاشم" بالغضب والضيق من كلام "ديانة" مُتأثرا به نعم هى من صُلبه ودمها هو دمه ، فهى أبنة شقيقه الذى يتمنى أن يدفع باقى عمره ليحتضنه ولو مرة واحدة ، ولكنها أيضا تحمل دم تلك المرأة التى قتلت زوجته وجنينه ولذلك هى لا تستحق تلك الرأفة ، ليصيح "هاشم"وهو يُحاول إخفاء تلك الغصة بحلقه موجها حديثه نحو "ديانة" بحدة رادفا
_ أمك هى اللى بدأت يا بنت لبنى
أمتلأت عينى "ديانة" بدموع وسريعا ما صرخت بوجه "هاشم" بكل ما بداخلها من ألم رادفة بحدة
_ مش مصدقة ، ولو ده فعلا حصل أنا ذنبى أيه؟!
تهاوت الدموع من أعين "ديانة" وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة منذ زمن طويل ، لتصيح بكل ما بداخلها من ألم وحسرة وظلم ، مُكملة حديثها مُحاولة التكلم من بين شهقاتها رادفة بحدة
_ أنا ذنبى أيه يا هاشم بيه! ، ذنبى أيه أترمى فى الشارع من وأنا لسه مكملتش شهرين ، حتة لحمة صغيرة لا ليها حول ولا قوة لو كان كلب معدى فى الشارع شافها كان كلها ومحدش خد باله ، ذنبى أيه أتحرم من أبويا وأمى وأترمى فى الشارع لناس مش من دمى هما اللى يربونى، ذنبى أيه أعيش طول طفولتى بسأل الناس اللى كنت فكراهم أهلى هو انا ليه أسمى مختلف عن أخواتى وأحس إنى فيا حاجه غلط ، ذنبى أيه لما أكبر شويه يفضل ملازمنى إحساس إنى مليش اهل وإنى جايه من الملجأ وإنى ممكن أطلع بنت حرام فى الآخر ، ذنبى أيه أعيش طول عمرى فاكره إن مليش أهل وإنى زرعة شيطانى كده
شهقت "ديانة" بشدة مرة أخرى لتُسرع "زينة" لمساندتها بعد أن لاحظت خلل توازنها ، بينما "هاشم" قد رجف قلبه قلقا من أن يُصيبها شيء ولم يستطيع أن يُميز أهو خاف عليها أم على جنينها ، أكملت "ديانة" حديثها موجهة إياه نحو "هاشم" بمزيد من الألم والحسرة صارخة
_ ذنبى أيه يوم ما أحس إن حياتى هتتظبط ولقيت الشخص المناسب اللى هبنى معاه حياة جديدة وهعوض نفسى عن كل حاجه حصلت فى حياتى ، يطلعلى أبنك يدمرلى كل حاجه ، يهددنى بكل الناس اللى بحبها انه هيأذيهم ، يجبرنى عل الجواز منه ويتجوزنى غصب عنى ، يعاملنى بأوسخ مُعامله ، يذلنى ، يضربنى ، يشتمنى شتايم قذره ، يجبرنى على علاقة انا مش قبلاها ويخلينى أشيل جوايا حته منه وأنا بكرهه لانه عمره ما عمل حاجه تخلينى مكرهوش ، ذنبى أيه مراتك تجيلى أكتر من مره وتهينى وتغلط فيا وتهددنى ، ذنبى أيه اول ما أحس إنى تقبلت الطفل ده مراتك تبعت حد يقتلنى أنا والجنين بتاعى! ، قولى بقى أنا ذنبى أيه فى كل ده يا عمى ؟
شعر "هاشم" بكثير من التأثر والندم بسبب ما تتفوه به "ديانة" ، هل هى على حق! ، هل هو ترك نار الغضب والأنتقام تعميه إلى هذا الحد ، هل كان ينتظر طوال تلك العشرون عاما قتل أبنة أخيه الوحيدة ، هل كان يريد التخلص من آخر شيء يحمل رائحة شقيقه ، هل غضبه جعله ولا مرة يرى بها إنفعال وحدة وجرأة "شرف"! ، ماذا كان سيفعل! ، هى مُحقة ما هو ذنبها بكل ما حدث ، ولكن لحظة أحقا "هناء" فعلت ذلك وأرسلت أحدهم لقتل حفيده ، بينما "ديانة" ظلت تشهق وتبكى كالأطفال الصغار ولكنها حاولت أن تتماسك وتقدمت نحو "هاشم" ووقفت أمامه مُصطنعة الجمود والثبات رادفة بحدة
_ أنت ظالم يا هاشم بيه ، ظالم ومعندكش لا قلب ولا رحمة ولا بتحس بحد غير نفسك ، مشوفتش غير وجعك أنت بس ، أنت عمرك ما حبيت بابا لأنك لو كنت حبيته بجد كنت حافظت على أخر حاجه من رحته ، بس أنت عملت العكس عشان كده يوم ما هتموت وتروحله ، مش هيبص فى وشك أبدا يا هاشم بيه
ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه بصدمة وكأن أحدهم صفعه بصفعة قوية لكى يفيق من كل ذلك الظلم والكراهية التى عمت بصيرته وتركت نار الأنتقام هى من تتحكم به ، كاد "هاشم" أن يتحدث ليتفاجئ بدخول "جواد" بينهم الذى قبض على يد "ديانة" بغضب وأسنان ملتحمة رادفا بحدة
_ أنتى أزاى تعلى صوتك وتتكلمى معاه بالطريقه دى؟!
صاح "هاشم" مُوجها حديثه نحو "جواد" مُحاولا إيقافه رادفا بحزن وإنكسار
_ سيبها يا جواد ، سيبها
سحبت "ديانة" يدها من يد "جواد" بكثير من الغضب والأنفعال موجهة حديثها نحوه رادفة بحدة وإندفاع
_ أسمع الكلام وسيب أيدى يا جواد بيه ما أنت أصلا دى شخصيتك ، إنسان ضعيف وجبان ومعندكش شخصيه ، بتفترى على أى حد عشان بس تثبت لنفسك إنك قوى وراجل وأنت أصلا معندكش ريحتهم وإنسان ضعيف
قالت جملتها الأخيرة وهى تدفعه فى صدره بكل حدة وغضب ، شعر "جواد" بأحتقان الدماء داخل عروقة بسبب كل تلك الأهانة وبمجرد أن دفعته ، رفع "جواد" يده ليتهاوى بها على وجهها لكى يُسكتها ولكنه منع نفسه بأخر لحظة قبل أن يصفعها ويجعلها مُلقاة على الأرض تنزف الدماء ، رأى "هاشم" ما كاد "جواد" أن يفعله ليصرخ عليه زاجرا إياه رادفا بحدة
_ جواد
رفعت "ديانة" زرقاوتيها تجاه يد "جواد" ثم حولت نظرها تجاهه مرة أخرى ويبدو على وجهها ملامح التقزز والأشمئزاز رادفة بأحتقار
_ مش قولتك إنك ضعيف ، أنا بكرهك يا جواد بكرهك
ألتفتت "ديانة" ناحية الدرج وسريعا ما صعدت إلى غرفتها لتلحق بها "زينة" مُحاولة تهدئتها خوفا من أن يصبها شيء بسبب كل ذلك الغضب والأنفعال ، بينما "جواد" شعر وكأنه أصبح مثلما تقول هى ، فقد أصبح ضعيف ومحطم ، يشعر وكأنه عاد إلى نفس ذلك الطفل الحبيس بتلك الغرفة المظلمة ، يشعر وكأنه على وشك البكاء ولكنه لن يُظهر كامل ضعفه أمام أحد
خرج "جواد" من الفيلا غير مُهتما لصُراخ والده الذى يُحاول إيقافه ، ليأخذ مفاتيح السيارة من السائق وسريعا ما صعدها وحرك السيارة وأنطلق بسرعة جنونية لدرجة أن السأئق أقسم أن "جواد" كاد أن ينقلب بالسيارة بسبب شدة سرعتها ، بينما "جواد" لم يُحدد وجهته وكأنه يبحث عن أخر نقطة بالعالم كى يُفرغ بها كل ذلك الألم والكسرة التى بداخله
خرج "هاشم" من المنزل بعد أن رحل "جواد" ليتجه إلى منزله لحثم الأمر مع "هناء" وإيقافها عند حدها وإبعادها عن طريق "ديانة" وحفيده
*-*-*
كانت "ديانة" تبكى بكل ما بها من ألم وحسرة متذكرة كل ما مرت به طوال حياتها وأكثر ما يؤلمها من يحاول إيذائها هم بالأصل أهلها وعلى رأسهم زوجها الذى تزوجها كى ينتقم منها على ذنب لم ترتكبه وليس لها أية صلة به ، أقتربت "زينة" منها وأخذت تُحاول تهدئتها ولكنها لا تعلم أتُهدئها أم تُهدئ نفسها ، فهى أصبحت الأن أخر شخص يمكن أن يقوى أحدا وهى أصبحت أضعف شخصا على وجه الأرض ، ولكنها حاولت السيطرة على نفسها وأخذت تربت على كتف "ديانة" رادفة بحب
_ ديانة أهدى عشان خطرى
حاولت "ديانة" التحدث من بين شهقاتها العالية وصوتها المبحوح من كثرة بكائها رادفة بألم وحسرة
_ كان عايز يضربنى يا زينة ، كان عايز يكسرنى ويذلنى قدامكوا كمان
هزت "زينة" رأسها بالنفى غير مؤكدة على حديث "ديانة" رادفة بتوضيح
_ لا يا ديانة جواد عمره ما كان هيعمل كده وأديكى شوفتى مقدرش يعمل حاجة
أغمضت "ديانة" عينيها بخيبة أمل وكسرة خاطر ، تشعر وكأن بداخلها ألم وحسرة العالم بأكمله ، تشعر وكأنها خسرت كل شيء ولم تعد ترغب فى العيش أكثر من ذلك ، أصطنعت "ديانة" القوة موجهة حديثها نحو "زينة" رادفة بحدة
_ انا عايزه أتطلق يا زينة
أتسعت عينى "زينة" بصدمة وكأن هناك من صعقها ، هى ليست حزينة على طلب طلاق "ديانة" وأنها تريد أن تترك أخيها ، بل تخشى عليها من غضب أخيها حينما يسمع طلبها ذاك ، فزواجها من "جواد" هو نجاتها إلى الأن ولكنها لا تستطيع أن تخبرها بهذا الأمر لكى لا تكره الجميع أكثر من ذلك ، لتحاول "زينة" تهدئة "ديانة" رادفة بأستفسار
_ أنتى بتقولى أيه يا ديانة؟! أنتى مش عارفة أنتى بتقولى أيه
صاحت "ديانة" صارخة بوجه "زينة" مؤكدة على حديثها رادفة بإصرار
_ بقول إنى عايزه أطلق يا زينة ، حتى لو كان التمن أنه يقتلنى المهم مبقاش مع البنى أدم ده انا بكرهه يا زينة بكرهه
أحتضنت "زينة" "ديانة" وهى تشعر تجاهها بكثير من الشفقة والحزن فهما الأثنتان يبدو أن حياتهما تُشبه بعضهما ، فهما الأثنتان أصبحا مدمرتان الأن ولهذا السبب هى لا تستطيع الغضب منها بل الأشفاق عليها ، ربتت "زينة" على ظهر "ديانة" رادفة بحزن
_ طب أهدى يا ديانة ، أهدى دلوقتى وبعدين نتكلم فى الموضوع ده
سكتت "ديانة" وظلت فى حضن "زينة" وسريعا ما أنتهى بكائها لتسقط بالنوم وهى لاتزال فى حضن أبنة عمها ، عدلتها "زينة" بالفراش وقامت بتغطئتها ونهضت وخرجت من الغرفة وهى تشعر أن مصيرها ومصير "ديانة" اصبحا مُتشابهين للغاية
*-*-*
↚
دلف "هاشم" إلى القصر وهو فى قمة غضبه يشعر وأنه يريد قتل "هناء" بسبب تصرفاتها الحمقاء التى حتى لا ترجع له فيها قبل أن تُنفذها ، بل ترتكب الخطأ وحسب ، صاح "هاشم" مُناديا على "هناء" بغضب وحنق صارخا بحدة وإنزعاج
_ هنااء ، أنتى فين يا هناء؟!
هبطت الدرج بكثير من الغرور والغطرسة المبالغ بها وكأنها لم ترتكب أى شيء خاطئ ، بل وتشعره أنه مخطاُ بكل وقاحة رادفة بلا مُبلاة
_ بتزعق كده ليه؟!
أتخذ "هاشم" بعض الخطوات الواسعة بأتجاهها مُعبرة عن مدى غضبه إلى أن أصبح أمام وجهها مباشرة ، ليصيح بغضب وأنفاس حارقة رادفا بحدة
_ هو أنا لسه زعقت! ، دا أنا هزعق وهكسر وهضرب كمان
رفعت "هناء" حاجبها بأستهزاء على كلام "هاشم" الذى لم يفرق معاها ولو بجزء بسيط فهى تعلم أن "هاشم" لا يستطيع أن يفعل لها شيء مهما فعلت ، لتستغل ذلك وتردف بتهكم
_ تضرب كمان! ، وده من أيه إن شاء الله!!
شعر "هاشم" بكثير من الغضب من تلك النبرة المُستهزئة فى حديث "هناء" ولكنه عمل جاهدا على ألا يفقد أعصابه ويقوم بفعل شيء يندم عليه ، ليكز "هاشم" على أسنانه بغضب رادفا بحدة
_ أنتى أزاى بجاحتك توصلك أنك تبعتى حد يقتل ديانة وحفيدى! ، أنتى أتجننتى يا هناء؟!
أبتسمت "هناء" بسخرية شديدة تُحاول إشعال نيران الغضب بداخل "هاشم" ثم تُحول كل ذلك الغضب تجاه "ديانة" بتذكيره بذلك الحادث فى هذا اليوم ، لتردف "هناء" بهجوم وحدة
_ لا يا هاشم الظاهر أنت وأبنك اللى أتجننتوا ونسيتوا الست ديانة دى تبقى بنت مين
إندفع "هاشم" صارخا فى وجهها مُحاولا منعها عما تُحاول الوصول إليه زاجرا إياها بحدة وغضب رادفا بإنفعال
_ تبقى بنت شرف يا هناء ، يعنى بنت أخويا الله يرحمه
غضبت "هناء" مما يقوله "هاشم" وهذا الحديث الذى يُثبت لها أن "هاشم" أيضا قد خرج عن سيطرتها ، لتُحاول جاهدة إدخال الكراهية داخل قلبه مرة أخرى رادفة بحنق وتأثر زائف
_ وبردو بنت لبنى يا هاشم ، لبنى اللى قتلت أختى واللى فى بطنها ، وحاولت تقتل ماجدة أختك ، وأتسببت فى موت شرف ، ديانة تبقى بنت لبنى يا هاشم
صاح بها "هاشم" مُحاولا جعلها تخرج "ديانة" من رأسها وعدم إيذائها رادفا بحدة وإنفعال
_ لبنى ماتت من عشرين سنة يا هناء ، وديانة زى ما أنتى قولتى..بنتها ، وبنتها دى لا عاشت ولا أتربت معاها عشان أدفعها هى تمن حاجة ملهاش ذنب فيها ، وكمان ديانة دلوقتى شايلة حفيدى ، ولو هى مكنتش من دمى وكانت واحدة غريبة ، حفيدى كان هيشفعلها قدامى ويخلينى مهما كان بينى وبينها أسامحها عشانه هو ، ما بالك بقى إنها بنت أخويا وأخر حاجه باقيه من ريحته ، عايزانى أقتلها كده بسهوله
رفعت "هناء" حاجبيها بأستنكار وقليل من الأستهزاء رادفة بتهكم
_ يا سلام ، وكان فين كلامك ده طول العشرين سنة ، أيه غيرت رأيك كده فجاة! ، ولا تكونش حنيت يا هاشم؟!
تنهد "هاشم" بحزن وأسى لا يعلم أيصيح بما يشعر به أم يحتفظ به داخل قلبه حتى لا يُخطئه أحد ، ولكن لماذا يخطئه أحد؟ ، لأنه أخرج أبنة أخيه من كل تلك الظلمة والأنتقامات! ، أم لأنه يريد أن يحظى بحفيد من صلبه وصلب شقيقه ويريد لذلك الطفل حياة سوية ، ليست حياة مليئة بالحزن والظلام لأن والده وجده قد قتلا والدته دون حتى أن تفعل شيء ، لا لن يفعل هذا أبدا ، رمق "هاشم" "هناء" بعين دامعة مُحاولا أن يُحنن قلبها رادفا بضعف
_ أه يا هناء حنيت ، حنيت لحاجه من ريحة أخويا ، أه أنا كنت عايز أقتلها زى ما أمها قتلت طفلى ، بس لما سمعت إنها حامل ، حسيت بحاجات بقالى كتير أوى محستش بيها ، حسيت بسعادة أول مرة تهانى حملت وقالولى مراتك حامل وهتجبلك عيل يشيل أسمك ، ده نفس الأحساس اللى حسيته لما قالولى ديانة حامل ، حسيت إنى حسى لسه فى الدنيا ولسه نسلى متقطعش وأسمى هيعيش فى الدنيا حتى لو روحى طلعت للى خالقها ، حسيت إن دى إشارة بتقولى متقتلش ديانة متخودهاش بذنب هى معملتهوش ، ولما شوفتها النهارده حسيت إنى شايف شرف قدامى قوتها ، وجرأتها وكلامها ، حتى لمعة عنيها وهى بتتكلم ، كل ده خلانى أحس إنى بكلم شرف ، حسيت قد أيه انا كنت هندم لو أذيت البنت دى وأخدتها بذنب غيرها ، حسيت برعشه فى قلبى أول ما وقفت قدامها وهى بتعيط وكأنى واقف قدام حد من عيالى ، مش هقدر أأذيها يا هناء
شعرت "هناء" بكثير من الغضب والكراهية تجاه الجميع وأولهم تلك الفتاة "ديانة" تعنيف "هاشم" مرة أخرى مذكرة إياه بما حدث لزوجته مُحاولة زرع الغضب والكراهية مرة أخرى داخل قلبه رادفة بحدة وإنزعاج
_ وحق أختى يا هاشم ، حق مراتك اللى ماتت غدر وخيانة ، أيه هتسيبه!
صاح "هاشم" بها زافرا بضيق وحنق من إصرار "هناء" على أن ثأرهم مع "ديانة" وأن حق زوجته سيأتى بموت أبنة أخيه ، ليصرخ بوجهها زاجرا إياها رادفا بإنزعاج
_ أفهمى بقى ديانة ملهاش دعوة بأى حاجه حصلت زمان ، دلوقتى هى مرات جواد وشايله حته منه جواها والطفل اللى هيتولد ده سوا بنت أو ولد هيحتاجها ، ليه أظلم كل دول وهما ملهومش ذنب! ، ليه أظلم بنت أخويا وهى معملتش حاجه وأقتلها! ، ليه أحرم الجنين اللى جى ده من امه وأظلمه هو كمان على حاجه ملوش ذنب فيها ، مش كفايه اللى جواد عمله معاها
كورت "هناء" عينيها بملل من حديث "هاشم" ولاتزال مُصرة على ما بداخل رأسها ، ولم تكتفى بذلك بل غرورها جعلها لا ترى الصدق فى أعين "هاشم" وحقيقة أن تلك الفتاة أصبحت تعنى له الكثير ، لتتفوه "هناء" بثقة وإصرار مُعبرة عن حجم الكراهية التى تحملها بداخلها تجاه "ديانة" رادفة بحدة
_ طيب يا هاشم لو أنت هتسيب حق مراتك ، فأنا مش هسيب حق أختى وهاخده
ألتقط "هاشم" يد "هناء" فجأة مما جعلها تنتفض من الصدمة وأخذ يضغط عليها بكثير من الغضب والحنق وتلك أول مرة يرفع فيها "هاشم" يده عليها ، لتتأوه "هناء" وتُحاول سحب يدها من قبضته ولكنها فشلت فهو ممسك بها جيدا ، بينما "هاشم" قد فرغ صبره منها ليصيح بوجها بأنفاسه الحارقة وأسنانه الملتحمة مُحذرا إياها رادفا بحدة
_ أقسم بالله يا هناء لو قربتى من ديانة أو من اللى فى بطنها أو حاولتى تأذيهم ، والله العظيم وقتها هنسى أنتى مين وهقطعك بسنانى ، أدينى حذرتك أهو يا بنت عمى وقد أعذر من أنذر
تركها "هاشم" وصعد السلم مُتجها نحو غرفته مُعلنا عن إنتهاء الحديث بينهما، بينما "هناء" ظلت تُطالعه بنظرات ثاقبة وأنفاسا ملتهبة عازمة على أن تعلن الحرب عليهم وتحرق قلب الجميع وأولهم سيكون "هاشم" عندما يخسر حفيده وأبنة أخيه وأيضا أبنه
________
توقف "جواد" بسيارته بمكان بعيد ومظلم لا يوجد به أحد وكأنها صحراء غير صالحة للتعمير والأسكان ، ترجل "جواد" من سيارته ليصبح وأقفا أمامها ولا يُنير له سوى ذلك الضوء البسيط الذى ينبعث من داخلها
رفع "جواد" نظره ناحية السماء وما هى إلا لحظة واحدة وسقط على الأرض ثانيا رُكبتيه وأخذ يبكى بكل ما به من قوته وكأنه طفل صغير فقد لعبته أو يريد الذهاب إلى والدته ، بالفعل هذا ما يريده "جواد" هو أيضا يحتاج إلى والدته ، يحتاج أن يلقى بنفسه داخل صدرها ، يحتاج أن تضمه وتربت على ظهره وتُزيح عن صدره كل ذلك الضيق والحنق ، تُحاول أن تُنسيه كل ما فعلته به "هناء" ، تحاول أن تُعاقبه عما فعل ب "ديانة" ، تطمئنه أن "ديانة" لن تتركه أبدا
ولكن لحظة ، هل "ديانة" ستُسامحه بعد كل ما فعله بها ، هل ستنسى أنه أغتصبها عدة مرات ، هل ستنيى تلك الإهانة والكسرة التى سببها لها ، هل سيشفع له عندها ما يحاول فعله منذ فترة طويله ، هل ستاسمحه إذا أخبرها بكل ما بداخله ، هل ستشفق عليه بسبب كل ما عانه بسبب تلك المرأة التى تُدعى "هناء" ، هل ستحبه مثل ما يحبها؟!
هل هو يُحبها؟ ، كيف يحب أبنة المرأة التى قتلت والدته ، ولكن ما ذنبها بهذا الأمر! لما يجعلها تدفع ثمن غلطة هى لم ترتكبها! ، ولكنها والدتها؟ ، ولكنه يُحبها؟! لا لم يُحبها ، بل بالطبع يُحبها
_ اااه كفايه بقى ، كفااايه
صرخ "جواد" بتلك الكلمات من بين شهقاته مُحاولا الأنتهاء من ذلك الصراع بداخله ، ذلك الصراع الذى يُسبب له الحيرة والتشتت لا يعلم لأى صوت منهم يستمع ، أيستمع لذلك الصوت الذى يخبره بأنه يُحبها ، أم الأخر الذى يقول أنه لم يحبها ، ليستمع لذلك الصوت مرة أخرى ، يستفسر بداخله عن إذا كان حقا يحبها فلما يُعذبها ويُهينها ومنذ قليل كاد أن يضربها بدون شفقة أو رحمة أمام الجميع فقط لأنها واجهته بحقيقته الذى يتهرب منها بكونه حقا شخصا ضعيف
كور "جواد" قبضتى يده وضرب بها الأرض أسفله بكثير من الغضب والصراخ مُحاولا إخراج كل ذلك الضيق الذى يشعر به رادفا بأسنان ملتحمة ودموع تتهاوى كالمطر
_ ليه عملت كده ليييه ، كل ما أحس إن الكره بينا بيقل أرجع أزوده تانى ليه
تذكر تلك السفرية التى سيقوم بها غدا ليتوقف عن البكاء مُمتنا لتلك المشكلة التى ستُشغله عن ذلك التشتت وستجعله يبتعد عنها قليلا ، على الأقل تلك الفترة حتى لا تزداد تلك الكراهية بينهما ، وأيضا لأكمال ما بدأه من فترة
________
لاحظت "ملك" تغير نبرة "إياد" بالحديث معاها ، فهو يبدو حزينا ومستاء ، لتشعر أن هناك شيئا ما لتتقدم بسؤله مُحاولة الأستفسار عما يُزعجه رادفة بأهتمام
_ مالك يا إياد صوتك متضايق ليه
حاول "إياد" عدم إزعاجها بتلك الأمور مُحاولا التهرب من سؤالها رادفا بنهى
_ مفيش يا حبيبتى
إنزعجت ملامح "ملك" لشعورها بأن "إياد" يُحاول إخفاء الأمر عنها لتزجره بنبرة مُعاتبة رادفة بتحذير
_ إياد متخبيش عليا ، هو انا يعنى مش عارفاك!
لأحظ "إياد" إنزعاجها وإرادتها القوية فى الأستفسار عن الأمر ، فلم يريد أن تنزعج أكثر من ذلك ليتنهد بأستسلام لأن يخبرها رادفا بأسى
_ متخانق مع جواد
أتسعت عينى "ملك" بصدمة خوفا من أن يكون "جواد" علم بشيء مما سبق وأخبرها به "إياد" وأن يكون صدق أنه فعل ذلك الشيء ب "زينة" ، لتردف "ملك" بلهفة مُستفسرة عن الأمر
_ ليه هو عرف حاجه؟!
هز "إياد" رأسه نافيا حديث "ملك" رادفا بتوضيح
_ لا الحمدلله بس مشكله كده فى فرع من فروع شركتنا برا مصر وهو هيضطر يسافر
زفرت "ملك" براحة أن "جواد" إلى الأن لم يعرف عن الأمر ، فهى سمعت الكثير عن شخصية "جواد" وأنه قاسى القلب وحاد الطباع وبالبطع إذا علم شيئا كهذا ستكون هناك مصائب لا حصر لها ، ولكنها أيضا ظلت مهتمة لمعرفة سبب إنزعاج "إياد" لتُخمن أن "جواد" قد يكون قال له شيئا أزعجه وضايقه لتعقب بأستفسار
_ هو قالك حاجه تزعلك؟!
أبتسم "إياد" بخفة على ما قالته "ملك" عن أنه ينزعج من "جواد" فهى لا تعلم ما بينهما فالشيء الذى يربطهما ببعضهما ليست مجرد شراكة أو صداقة عمل ، بل ما ببنهما أكبر من ذلك بكثير ، ليردف "إياد" محاولا شرح الأمر ل "ملك"
_ مفيش حاجه تزعلنى من جواد ، ده مش صحبى بس ده أخويا وصحبى وشريكى وأهلى وكل حاجه ، أنا بس خايف عليه من نفسه ، جواد اللى شافه مش قليل يا ملك وعشان كده مهما عمل فيا عمرى ما أزعل منه أبدا
أبتسمت "ملك" من كل ذلك الحب الذى يحمله "إياد" ل"جواد" وصداقتهما الجميلة الخالية من أى مطمع أو إستغلال ، ولكنها أرادت أن تُخرج "إياد" من ذلك الإنزعاج لتعلق بمشاكسة رادفة بحزن مُصطنع
_ أه دا أنا كده هبدأ أغير من جواد بقى
ضحك "إياد" بصوته كله على ما تفوهت به "ملك" وقد أدرك إنها تُحاول مشاكسته ليقلب عليها لعبتها ويقلب الأمور لصالحه ليردف بمراوغة ومكر
_ لا تغيرى من جواد أيه! ، أنا مليش فى الخشن أنا ليا فيك أنت يا طرى يا ناعم أنت يا حلو
أحمرت وجنتى "ملك" بخجل لتصيح بأنزعاج وطيف غضب مُصطنع رادفة بضيق
_ والله العظيم يا إياد أنت قليل الأدب وأنا معتش مكلماك تانى
أغلقت "ملك" الهاتف ولاتزال تشعر بالخجل الشديد ، بينما "إياد" ظل يضحك على طفولة "ملك" رادفا بتوعد
_ هو أنتى لسه شوفتى قلة أدب يا روحى؟! ، دا أحنا لسه بنقول يا هادى
_________
كانت "زينة" تجلس بغرفتها وتشعر بقليل من الدوران والكثير من الغثيان ولا تعلم لما تشعر بهذا الشىء منذ عدة أيام ، قطع خلوتها صوت تلك الطرقات على باب غرفتها لتسمح "زينة" للطارق بالدخول ، لتقوم "ديانة" بإدخال راسها فقط من خلف الباب رادفة بأستئذان
_ ممكن أدخل؟!
أبتسمت لها "زينة" بحب وسريعا ما أعتدلت فى جلستها رادفة بترحيب
_ أكيد طبعا يا ديانة أتفضلى
دلفت "ديانة" الغرف وتقدمت بعدة خطوات تجاه فراش "زينة" وحاولت أن تجلس بحذر لأنها أصبحت الأن بشهرها السابع وبطنها اصبحت كبيرة وهذا الشيء يجعلها قلقه من أن تقوم بأى حركة خاطئة ، وجهت "ديانة" حديثها نحو "زينة" رادفة بأستفسار
_ زينة هو أنتى زعلانه منى فى حاجه؟!
هزت "زينة" رأسها رافضة حديث "ديانة" عن كونها منزعجة منها رادفة بنهى
_ لا يا حبيتى طبعا مش زعلانه منك ، ليه بتقولى كده؟!
تنهدت "ديانة" بأسى عند تذكرها لما حدث فى هذا اليوم بينها وبين "هاشم" وما فعله "جواد" معها، لتردف بحرج
_ أومال ليه بقالك شهر من ساعة الكلام اللى حصل بينى وبين باباكى وأنتى قافله على نفسك هنا ومش بتتكلمى معايا خالص؟
حاولت "زينة" توضيح الأمر ل "ديانة" بأنها ليست منزعجة منها بل حزينة لأجلها ولا تعلم ماذا تفعل لها ، لتردف بحب
_ صدقينى يا ديانة أنا مش زعلانه منك أبدا ، بالعكس أنا زعلانه عليكى أوى ونفسى كل حاجه بينك وبين بابا وجواد تتظبط لانك ملكيش ذنب فى حاجه ، وصدقينى جواد كويس بس هو شديد شويه
ابتسمت لها "ديانة" بأقتضاب عندما تذكرت ذلك اليوم الذى أستمعت فيه ل "جواد" قبل أن يُسافر
❈-❈-❈
أنتهى "جواد" من إرتداء ملابسه وسريعا ما خرج من غرفته فى طريقه نحو باب الفيلا ليصدح صوت هاتفه مُعلنا عن وجود إتصال من أحدهم، أخرج "جواد" هاتفه للرد مُستمعا لذلك الشخص الذى يُهاتفه ، ليُجيبه "جواد" رادفا بحدة
_ ايوه أنا مسافر دلوقتى أشوف أيه سبب المشكله دى وأحلها
صمت لمدة ثوان فقط حتى صاح مرة أخرى رادفا
_ مش عارف هقعد قد أيه بس بمجرد ما هحلها هرجع على طول
خرج "جواد"من المنزل وهو لايزال يتحدث بهاتفه ولم ينتبه "لديانة"التى كانت تقف أعلى الدرج وأستمعت إلى كل شىء
❈-❈-❈
هزت "ديانة" رأسها مُحاولة إخراج كل ما برأسها يذكرها بهذا الحقير الذى تكرهه أكثر من أى شىء بحياتها وتتمنى عدم مجيئه مرة أخرى ، حاولت إشغال نفسها بالحديث مع "زينة" التى يبدو عليها ملامح الأقتضاب ، لتصيح "ديانة" مستفسرة
_ طب لو كده ، أومال ليه طول الفترة دى مش بتنزلى تقعدى معايا غير كل فين وفين
شعرت "زينة" بالغثيان وأنها بحاجة لإفراغ كل ما بمعدتها ولكنها حاولت منع نفسها وعدم إظهار ذلك الشىء أمام "ديانة" رادفة بأنفاس مُتسارعة
_ مفيش بقالى فترة كده تعبانه شويه ومش قادر حتى أقوم من مكانى و....
أسرعت "زينة" فى الذهاب إلى المرحاض عندما شعرت بأنها على وشك التقئ بكل ما فى معدتها ، لتدخل وتوصد الباب خلفها بأحكام ، بينما "ديانة" قد أسرعت باللحاق بها مُحاولة معرفة ما بها للأطمئنان عليها ، طرقت "ديانة" باب المرحاض رادفة بلهفة
_ زينة أفتحى يا زينة ، زينة فى أيه؟!
ظلت "ديانة" تطرق الباب بهلع مُحاولة الوصول إلى "زينة" التى أستمتت إلى صوت إستفراغها كل ما بمعدتها ، بعد قليل من الدقائق فتحت "زينة" الباب ووجها أصبح شاحبا ولونه أصفر ويبدو عليها عدم الأتزان ، لتصيح "ديانة" بكثير من القلق والخوف رادفة بزعر
_ مالك يا زينة فيه أيه! ، أنا هكلم الدكتور
هزت "زينة" رأسها بالنفى غير موافقة على طلب "ديانة" ظننا منها بأن هذا مجرد شيئا بسيط ، صاحت "زينة" وهى تشعر وكأن رأسها يدور رادفة بثقل
_ لا لا أنا أنا هبقى كويس....
لم تُكمل "زينة" جملتها وسريعا ما سقطت مُغشيا عليها فوق جسد "ديانة" بينما لم تتحمل "ديانة" ثقل جسدها لتسقط منها شيئا فشىء أرضا ، لتصيح "ديانة" بفزع ورعب مُستنجدة بالعاملة بالمنزل رادفة بصراخ
_ زينة ، ألحقينى يا دادا
❈-❈-❈
إلتقط "إياد" تلك التسجيلات من فوق مكتبه بعد أن جمعها كلها وتأكد من شكه وسريعا ما أخرج هاتفه مُجريا إتصال إلى "ملك" وثوانٍ وأتأه ردها ليصيح بلهفة
_ انا وصلت للتسجيلات يا ملك ومعايا نسخه منهم
أبتسمت "ملك" بسعادة وفرح لأن هناك أملا إذا رأى أخيها تلك التسجيلات يُمكن أن يعود حينها إليهم مرة أخرى لتصيح رادفة بأستفسار
_ بجد يا إياد ، طب قولى اللى حصل ده حصل ازاى؟!
هز "إياد" رأسه بعجل نعم هو يريد الذهاب حالا إلى مالك لإثبات براءته وبراءة "زينة" أمامه ، ليصيح بلهفة موجها حديثه نحو "ملك" رادفا بلهفة
_ مش وقته يا ملك بعدين هقولك ، المهم دلوقتى أبعتيلى عنوان مالك انا لازم أروحله حالا
حاولت "ملك" أن تجعله يأخذها معه فى تلك المواجهة التى لا تعرف ماذا سيحدث بها وكيف سيستقبل شقيقها تلك الحقيقة ويعلم أنه قام بظلم "زينة" وأنها بريئة مما ظنه بها ، لتوجه "ملك" حديثها نحو "إياد" رادفة برجاء
_ طب عدى عليا أروح معاك
هز "إياد" رأسه بعدم الموافقة على حديثها لأنه يعلم أن يُمكن ان تكون ردة فعل "مالك" غير متوقعة لذلك سيذهب إليه بمفرده ، ليوجه حديثه نحو "ملك" رادفا بنهى
_ لا لا خليكى انتى برا الموضوع ، انا عايز يبقى منى ليه
وافقت "ملك" على ما قاله "إياد" مُتفهمة الأمر رادفة بأستسلام
_ حاضر يا إياد هبعتلك العنوان بس أبقى طمنى
أومأء لها "إياد" بالموافقة وهو يستعد للخروج من مكتبه مُتجها نحو بيت "مالك" رادفا بحب
_ حاضر يا حبيبتى
❈-❈-❈
أنتهى الطبيب من فحص "زينة" المُستلقية بفراشها بينما تقدمت "ديانة" من الطبيب مُستفسرة عن حالة "زينة" وهى تشعر بكثير من القلق عليها ، لتردف بخوف
_ خير يا دكتور طمينى ، زينة مالها
أبتسم لها الطبيب مُحاولا أن يطمئنها وعدم اشعارها بالتوتر مُرعاة لكونها حامل والقلق ليس جيدا عليها ، ليعقب الطبيب مُوجها حديثه تجاه "ديانة" رادفا بهدوء
_ أنا مش عايز حضرتك تقلقى خالص ، ده مجرد ضعف بسيط وأنا هكتبلها على شويه فيتامينات لازم تمشى عليهم ولازم تعمل التحاليل دى عشان نتطمن
شعرت "زينة" بالتعجب من طلب الطبيب بعمل فحوصات لها لتدخل مُوجهة حديثها تجاه الطبيب رادفة بأستفسار
_ نتطمن على أيه؟!
أبتسم لها الطبيب بمجاملة لكى يُهنئها رادفا بأحترام
_ ألف مبروك يا مدام حضرتك حامل
أتسعت عينى كلا من "ديانة" و"زينة" بصدمة مما تفوه به الطبيب ، لتقع "زينة" فى حالة من الصدمة غير قادرة على التحدث بأى شيء ، بينما "ديانة" حاولت عدم إظهار شيئا أمام التطبيب مُتظاهرة بالسعادة رادفة بتلعثم
_ الله..الله..يبارك فيك يا دكتور
أمتدت يد الطبيب بقائمة الأدوية والتحاليل مُوجها حديثه نحو "ديانة" رادفا بأبتسامة
_ أتفضلى حضرتك دى اسماء الفيتامينات والتحاليل المطلوبه ، وياريت تاخد بالها من نفسها ومن أكلها شويه
نهضت "ديانة" لكى توصل الطبيب مُصطحبة إياه إلى الخارح وتُحاول التظاهر بأن الأمور على ما يرام رادفة بأمتنان
_ شكرا..يا..دكتور ، أتفضل
نهضت "زينة" سريعا من فراشها وأخذت تسير فى جميع أركان غرفتها يمينا ويسارا من هول صدمتها لا تستوعب ما قاله الطبيب ، لا تعلم كيف ومتى حدث ذلك وما هى إلا ثوانٍ حتى تذكرت "زينة" ما حدث لها من قبل "مالك" لتضع يدها على فمها بصدمة وتجلس أرضا موالية ظهرها إلى الحائط وتضم ساقيها إلى صدرها بفزع وذعر
↚
طرق "إياد" باب شقة "مالك" ولحظات وكان الباب مفتوح ، ليدلف "إياد" المنزل تحت أنظار "مالك" الحارقة وسرعا ما قبض على عنقه بغضب وضيق وهو يكز على أسنانه رادفا بحدة
_ أنت ليك عين تيجى لحد عندى برجليك!
وضع "إياد" يده على يد "مالك" ُمحاولا التخلص من حدة قبضته وأن يهدئه رادفا برجاء
_ مالك لو سمحت أهدى وأسمعنى
أزدادت حدة قبضة "مالك" على عنق "إياد" فى ُمحاولة لخنقة ، وزجره بأسنان ملتحمة رادفا بحدة وتوعد
_ انا مش عايز أسمعك ، أنا عايزك تخرج من هنا بدل ما
أخرج روحك من جسمك
دفع "إياد" "مالك" لاكزا إياه فى صدره ُمحاولا التخلص من يده ، رادفا بغضب وحدة
_ يا أخى أسمعنى بقى أنت أيه مبتفهمش!
صاح "مالك" به وكم يود أن يقتله فى تلك اللحظه ولكنه حاول السيطرة على غضبه ، وصرخ فى وجه "إياد" رادفا بحدة وإنفعال
_ أسمع أيه! منا شوفت بعينى وساختك ونجاستك و..
قاطعه "إياد" ُمحاولا تبرئ نفسه هو و"زينة" أمامه ُمعقبا بملامح صادقة رادفا بخفوت
_ والله العظيم ما لمستها يا مالك
ضحك "مالك" باستهزاء على عكس ما بداخله من غضب وكراهية رادفا بسخرية وتهكم
_ أيوه أيوه أنت صح كنتوا نايمين فى سرير واحد ملط بتقسلها الضغط مش كده؟!
أنزعج "إياد" من سخرية "مالك" على حديثه ولكنه تلمس له العذر فذلك المنظر ليس هينا على أي راجل بالعالم ، ليحاول"إياد" تفسير الأمر له رادفا بهدوء
_ لا كنت انا وهى متخدرين ومش دارين بأى حاجه حولينا
شعر "مالك" بغصة شديدة فى قلبه وكثيرا من الألم الذى لا يرأف به ، ولكنه حاول إخفائه بتلك النبرة الهازئة رادفا بأستحقار
_ أيه كنتوا متقلين فى الشرب ولا أيه!
أدرك "إياد" أن الحديث معه لن يوصله إلى أى شيء ، ولذلك أمتدت يد "إياد" إلى جيب بنطاله ُمخرجا تلك الشريحة ُمعطى إياها ل "مالك" رادفا بحدة
_ خد شغل الفلاشه دى وأنت هتفهم كل حاجة
ضيق "مالك" ما بين حاجبيه بأستغراب من طلب "إياد" وعن رغبته بأن يقوم بتشغيلها ، ليسأل "مالك" "إياد" ُمستفسرا عما تحتويه تلك الشريحة رادفا بأستفسار
_ فلاشة أيه دى؟
تنهد "إياد" وزفر ما بداخل رئتيه رامقا "مالك" بملامح باردة خالية من أى تعبيرات رادفا بهدوء
_ شغلها وأنت تعرف
توجه "مالك" سريعا بالذهاب إلى حاسوبه و قام بتشغيلها ليرى أن ذلك المكان هو أمام البناية التى يسكن بها "إياد" ، وما هى إلا لحظة حتى رأى "زينة" يحملها ر ُجلان وهى فاقدة الوعى ومعهم إمرأة أخرى تحمل بيدها حقيبتها وحقيبة "زينة" وما هى إلا ربع ساعة حتى أتى "إياد" وهو ُيسرع فى الصعود إلى شقته ، لم تمر سوى دقائق بسيطة حتى وصل هو وأرتطم بهاذان الرجلان اللذين كان يحملان "زينة" ولكنه لم يهتم وأسرع فى الصعود إلى شقته
نظر "مالك" ناحية "إياد" بملامح ُمصدمة وكأنه فقد القدرة على النطق أو التفكير ، ليحاول "إياد" توضيح وتفسير الأمور له رادفا بهدوء
_ يوميها جالى تليفون وأنا فى الشركه واحد قالى إن شقتى أتسرقت ، روحت جرى أشوف فى أيه! ، وأول ما دخلت الشقه حسيت بحد جى من ورايا وحط حاجة على وشى وبعدها محستش بنفسى غير وانا بصحى من النوم ولاقتنى أنا وزينة بالوضع اللى شفتنا فيه ده وكانت زينة فى حاله صدمة
كان "مالك" غير ُمستوعبا ما يقوله "إياد" وتذكر تلك الدماء التى رأها على تلك الشراشف ، لينظر "مالك" نحو "إياد" بشك ُمستفسرا عن تلك الدماء رادفا بتردد
_ والدم اللى كان على الملايه ده أيه؟!
فهم "إياد" الغرض من سؤال "مالك" وأنه لم يصدقه كليا بعد ، ليصر "إياد" على تبرئتهما أمام "مالك" رادفا بأصرار
_ والله العظيم يا مالك ما لمستها ولا جيت جمبها ، أنا بمجرد ما شوفتها أتخضيت ولبست بسرعة وأنت دخلت علينا فى نفس اللحظه
شعر "مالك" بأن "إياد" يقول الحقيقة ولكن إذا كان فعلا "إياد" لم يلمسها فما هذه الدماء إذا ، أزدادت ضربات قلب "مالك" وأخذ عقله يصور له بعض الأشياء البشعة ليصيح موجها حديثه نحو "إياد" رادفا بأستفسار
_ أومال الدم ده من أيه؟!
هز "إياد" راسه بالنفى موجها حديثه نحو "مالك" رادفا بإززعاج
_ مش عارف وده اللى هيجننى ، خايف يكون حد من الكلاب دول يكون عمل فيها حاجه أو....
قاطعه "مالك" بفزع مما يقوله "إياد" رافضا تصديق تلك الفكرة رادفا بنفى
_ لا يا إياد أكيد محدش عمل حاجه ، أنا هروح معاها لدكتور ونتطمن وان شاء الله مفيش حاجة تكون حصلت
تنهد "إياد" براحة من أن "مالك" صدق حديثه ولكنه سريعا ما تذكر أنه لا يستطيع التواصل مع "زينة" منذ أكثر من شهر ليردف بيأس
_ المهم تعرف توصلها عشان تليفونها مقفول من بعد اللى حصل بيومين
أوماء "مالك" برأسه بالموافقة مؤكدا على حديث "إياد" رادفا بثقة وإصرار
_ هوصلها ، وهصلح كل حاجه ، وأكيد هى هتكون كويسة
شعر "إياد" بكثير من الراحة ظنا منه أن الأمور عادت لطبيعتها وأن تلك المشكلة أنتهت بمجرد معرفة "مالك" الحقيقة ، ليوجه حديثه تجاه "مالك" رادفا بتحذير
_ أسمع يا مالك ، زينة مش زى اى واحده ممكن تكون شوفتها أو عرفتها فى يوم ، زينة دى جوهرة لو ضاعت من إيدك صدقنى هتندم طول عمرك على ضياعها منك
خرج "إياد" من شقة "مالك" وتركه ُيفكر فيما حدث وُيعاتب نفسه على قلة ثقته بها ، أسرع "مالك" بمحاولة الأتصال على ُيحاول الأتصال على "ديانة" ولكن دون فائدة فهى الأخر لا ترد ، جلس "مالك" ُيحاول أن "زينة" ولكنه وجد هاتفها مغلق ل يتذكر ما حدث فى هذا اليوم عندما كان ثملا
● ● ● ●
صعدت "ديانة" إلى غرفة "زينة" بعد أن أوصلت الطبيب إلى السلم وأمرت العامله أن تقوم بتوصيله للخارج ، دلفت "ديانة" غرفة "زينة" لتجدها جالسه على الأرض وتضم ساقيها إلى صدها وتضع يدها الأثنان فوق فمها وتبكى بكل ما بها من قوة ، شفقت "ديانة" كثيرا على حالتها ولكنها يجب أن تعلم الحقيقة ، ألتقطت "ديانة" يد "زينة" وأجبرتها على النهوض وهى تسألها بنبرة مُعاتبة رادفة بأستفسار
_ إنتى مش قولتيلى إن إياد ملمسكيش وإن الدكتورة قالتلك إنك Virgin ، حصل أزاى ده؟!
أزدادت شهقات "زينة" وأرتفع صوت بكائها وهى تهز رأسها بالنهى غير مؤكدة على حديث "ديانة" رادفة ببحة فى صوتها وتلعثم
_ أنا..أنا مش حامل من إياد
صُدمت "ديانة" مما قالته "زينة" فهى ظنت أن يكون "إياد" فعل شيء وخشيت "زينة" أن تقول ، ولكن كل مخاوفها أتجهت نحو أن يكون هولاء الذين تآمروا عليهم وخطفوها ووضعوها بفراش "إياد" أن يكونوا أغتصبوها ، ولكن إذا كان حدث هذا لما قالت لها الطبيبة إنها لاتزال عذراء ، شعرت "ديانة" بكثير من التشتت وحولت نظهرها نحو "زينة" برعب رادفة بأستفسار
_ أومال حامل من مين؟!
أغمضت "زينة" عينيها بألم عندما تذكرت ما حدث فى هذا اليوم عندما ذهبت إلى بيت "مالك" ثم أبتلعت ريقها بمرارة رادفة بإنكسار
_ من مالك
أتسعت عينى "ديانة" بصدمة غير مُستوعبه لما تخبرها به "زينة" ، كيف يمكن أن يفعل "مالك" هذا! ، كيف يمكن أن يكون ضعيفا أمام شهواته هكذا ، كيف سمح لنفسه بالقيام بمثل هذا الشيء! ، ولكن متى وكيف فعل هذا؟ ، صاحت "ديانة" موجهة حديثها نحو "زينة" مستفسرة عن هذا الأمر
_ مالك!! طب أزاى؟ ، وأمتى؟!
حاولت "زينة" التحدث بصعوبة من بين شهقاتها موضحة ل "ديانة" ما حدث بهذا اليوم
_ يوم ما روحتله البيت عشان أفهمه اللى حصل ، هو وقتها كان سكران ومرديش يسمعنى وجرجرنى على الأوضه وحصل اللى حصل
لم تستطيع "ديانة" مجرد تخيل أن "مالك" فعل ذلك حقا ، لا يمكن أن يكون أخيها الذى تربت وكبرت على يده يمكن أن يفعل مثل تلك العملة ، تشعر وكأنها بحلم بل كابوس وستفيق منه قريبا ، لتصيح فى وجه "زينة" مُعاتبة إيها رادفة بإنزعاج
_ أنتى ليه خبيتى عليا يا زينة؟! ، ليه مقولتليش اللى حصل
صاحت "زينة" بكل ما بها من ألم وكسرة قلب مما فعله "مالك" بها ، غير مُنتبهة لذلك الشخص الذى وقف أمام باب غرفتها يستمع إلى حديثهما ، بينما صرخت "زينة" بوجه "ديانة" رادفة بألم وحسرة
_ كنت أقولك أيه يا ديانة! ، أقولك إن مالك أغتصبنى
وقعت تلك الجملة على أذان ذلك الذى كان يسترق السمع إلى حديثهما كالخنجر الذى رشق فى صدره ، لم يستطيع "جواد" التحكم فى نفسه وأندفع إلى داخل الغرفة بسرعة البرق صافعا الباب بقوة لدرجة أنه كاد أن ينكسر مما أدى إلى أرتجاف كلا من "ديانة" و"زينة" اللتين كادتا أن يتوقف قلبهما عند رؤيته ، ليتجه "جواد" ناحية "زينة" ملتقطا شعرها بين يديه بحدة صائحا بها بصراخ
_ بتقولى أيه! ، هاا بتقولى أيه؟!
تأوهت "زينة" بكثير من الألم تحت يدى "جواد" وأخذت تبكى بكل ما بها من قوة وهى ترتجف بين يديه ، بينما "ديانة" حاولت أن تُخلص "زينة" من بين يدى "جواد" صارخة عليه بأن يبتعد عنها رادفة بحدة
_ سيب شعرها وأبعد عنها
دفع "جواد" "ديانة" بغضب دون وعى منه لكى تبتعد عنه ولم ينتبه إلى قوة دفعته التى أرغمت جسدها على السقوط بقوة ولكن من حُسن حظها إنها سقط على الفراش وليس الأرض وإلا كانت تأذت بشدة ، بينما "جواد" أخذ يصفع "زينة" بغضب وكراهية رادفا بصراخ
_ أغتصبك ولا نمتى معاه بمزاجك! ، أنطقى
صرخت "زينة" بصعوبة من بين صفعات "جواد" لها مُحاوله الدفاع عن نفسها والتخلص من تلك الضربات التى لا ترأف بها رادفة بأنفاس وكلمات مُتقطعة
_ والله العظيم ما كان بمزاجى والله ما كان بمزاجى
دفعها "جواد" بشدة لتسقط على الفراش بقوة ، ليعقب بملامح شيطانية لا تُبشر بالخير رادفا بحدة
_ بمزاجك أو مش بمزاجك هتاخدى حسابك بس الأول أصفى حسابى مع ال*** التانى وبعدين أرجعلك يا زينة
تركها "جواد" وكاد أن يتجه ناحية الباب لتجذبه "ديانة" من ذراعيه وتقف فى وجهه ممسكة بعنق قميصه ، وقد أزدادت ضربات قلبها مما قاله رادفة بأعين مُتسعة بذعر مستفسرة عما ينوى فعله
_ أنت هتعمل فيه أيه
ألتقط "جواد" يديها وأزاحهما عن قميصة مُعقبا بملامح فارغة وكأنه أصبح شخصا خاليا من المشاعر رادفا بحدة وتوعد
_ اللى كنتى عماله تقوليلى عليه أخوكى أغتصب أختى ولعب بشرفى ، وعشان كده ورحمة أبوكى وأمك وأمى لاحرق قلبك عليه
تركها "جواد" وسريعا ما خرج من الغرفة عازما على الخروج من الفيلا بأكملها غير مُكترثا لتلك التى تصيح خلفه ناهية أياه عما ينوى فعله رادفة بصراخ
_ جواد لا يا جواد ، لا
خرج "جواد" من الفيلا وسريعا ما أستقل سيارته وأنطلق بأقصى سرعة ممكنة عازما على الذهاب لبيت "مالك" وإخراج روحه من جسده ، بينما أسرعت "زينة" بصحبة "ديانة" فى أستقلال سيارتها لكى تلحق ب "جواد"وتمنعه مما يود القيام به ، لتصيح "ديانة" موجهة حديثها نحو "زينة" رادفة بحدة
_ فهمينى يا زينة أيه اللى حصل يومها بالظبط
أدارت "زينة" محرك السيارة مُتجهة وراء "جواد" رادفة بلهفة
_ هحكيلك كل اللى حصل فى السكه
● ● ● ●
كان "إياد" مُستقلا سيارتة عائدا إلى بيته فالساعة قاربت على الثانية عشر صباحا ، ليعلن صوت هاتفه عن وجود إتصال ما ، ظن "إياد" أنها ستكون "ملك" ولكنه تفاجأ بأن هذا رقم "جواد" ليشعر بالدهشة من عودته دون أن يخبر أحد ، فتح "إياد" المكالمة وقبل أن يتفوه بكلمة أتاه صوت "جواد" الملئ بالغضب رادفا بحدة
_ عنوان مالك أيه؟!
شعر "إياد" بالقلق من نبرة "جواد" الغاضبة والحادة رادفا بأستفسار
_ فى أيه يا جواد؟!
صاح "جواد" صارخا على "إياد" بغضب رادفا بحدة
_ بقولك عنوان مالك أيه؟!
توقف "إياد" بالسيارة وقد أزداد قلقة بسبب كل تلك العصبية التى يتحدث بها "جواد" وخمن أن هناك كارثة ما على وشك أن تحدث ، ولكنه أستسلام لأصرار "جواد" رادفا بقلة حيلة
_ حاضر حاضر ، هبعتلك اللوكيشن أهو
أمره "جواد" رادفا بحدة
_ حالا
أنهى "جواد" الأتصال قبل حتى الأستماع إلى رد "إياد" ، بالفعل أرسل "إياد" العنوان ل"جواد" ولكنه أيضا أدار مُحرك سيارته عائدا إلى بيت "مالك" وهو يشعر أن هناك مصيبة ما على وشك أن تحدث
● ● ● ●
كان "مالك" جالسا فى صالة منزله يُفكر ويُحاول تذكر ما حدث فى ذلك اليوم ولكنه لا يستطيع تذكر أى شيء سوى أنه هو و"زينة" كانا يتشاجران بقوة ، لفت إنتباهه تلك الورقة الموجودة أسفل الطاولة أمامه
أنحنى "مالك" بجذعه مُلتقطا تلك الورقة وسريعا ما قام بالنظر بها فاحصا إياها ، صُعق "مالك" عندما قرأ أن تلك الورقة هى شهادة إثبات عُذرية ل "زينة" وتلك الورقة تُثبت إنها لم يمسُها بشرا من قبل ، أعتسر "مالك" ذاكرته مُتحاملا على نفسه مُحاولا تذكر ما حدث بتلك الليلة وبالفعل تلك المرة تذكر "مالك" كل ما حدث
••
_ مالك ممكن طيب تدينى فرصة أفهمك
ألتفت "مالك" إليها بكثير من الغضب والكراهية وسريعا ما تقدم نحوها بعد أن تذكر ذلك المشهد الذى رآها به فى فراش "إياد" وقام بجذب ذراعها صارخا بها
_ تفهمينى!! لا أستنى بقى أنا اللى هفهمك ، أنا دخلت عليكى لقيتك نايمة فى سرير راجل وأنتوا الأتنين عريانين وكان لسه قايم من جمبك
زاد من شدة جذبته على ذراعها عند تذكره لتلك المشاهد القاسية التى عمل لسنوات جاهدا لكى ينساها لتأتى هى بلحظة وتذكره بكل تلك الألم والأوجاع ، ليصرخ بها بأسنان ملتحمة وأعين تتطاير منها النيران رادفا
_ كنتى مبسوطه مش كده ، كنتى متمتعه وانتى نايمة معاه ، عرف يبسطك مش كده
قال جملته الأخيرة بصوت جهورى تقسم أنه قد أستمع إليه جميع من بالشارع ، لتشعر "زينة" بالرعب والفزع من تلك الهيئة التى لم تراه بها من قبل بالأضافة إلى تلك الرائحة الكريهة التى تفوح من فمه لتُخمن أنه ثمل ، لتلعن نفسها على قدومها بمفردها وبذلك الوقت الخاطئ لتعقب "زينة" بلهفة وهلع رادفة
_ والله العظيم أنت فاهم غلط ، انا روحت لدكتورة و...
قالت جملتها وهى تقوم بفتح حقيبتها مُخرجة تقرير الطبيبة واضعة إياه أمام أعيُنه لكى يراه ولكنه قاطعها بجذبه من يديها وإلقائه أرضا صائحا بوجها بكراهية
_ فاكرانى عيل صغير جايه تضحكى عليه بحته ورقة!!
شعرت "زينة" بالغضب الشديد من عدم تصديقه لها وإصراره على أنها قامت بفعل ذلك الأمر حتى أنه لم يهتم لينظر بذلك التقرير لتقوم بجذب عنق قيمصة صارخة به بغضب وحنق وهى تضرب الأرض أسفل قدميها رادفة
_ انت ليه مش عايز تصدقنى والله العظيم ما عملت حاجه والله ما فى حد لمسنى أعملك أيه عشان تصدقنى
قام "مالك" بالقبض على فكها السفلى وكأنه يريد سحق أسنانها بين يديه رادفا بغضب وحنق
_ شايفانى عيل صغير !! فكره نفسك هتعرفى تلعبى معايا يا علا صح! وانا بقى هوريكى اللعب بيبقى عامل أزاى
جذبها "مالك" من شعرها متجها بها ناحية الغرفة لتصرخ "زينة" بين يدية بسبب شدة جذبته لشعرها الذى كاد أن يُقلع فى يديه وهى تُفكر فى ذلك الأسم الذى ناداها به ، ليدلف الغرفة بها وسريعا ما قام بإلقائها على الفراش وأسرع فى إغلاق الباب ، نهضت "زينة" وهى تشعر بكثير من الهلع رادفة
_ أفتح الباب يا مالك
تقدم إليها "مالك" وهو يقوم بخلع سترته وإلقائها أرضا والتخلص من حزام بنطاله وقام بالتقدم نحوها وهو يشعر بكثير من الغضب والكراهية ويتوعد لها بأن يجعلها تندم على معرفته منذ البداية
أخذ "مالك" يتقدم نحوها بعد أن تخلص من سترته وحزام بنطاله ويقوم بفك أزارار قميصه وهو يزيد من سرعة خطواته نحوها إلى أن أصبح قريب منها للغاية ، أدركت "زينة" على ماذا ينوى "مالك" لتشعر بكثير من الرعب والفزع وتحاول الهرب سريعا من بين يدى هذا المُغيب عن وعيه تماما
وصلت "زينة" إلى باب الغرفة وكادت أن تُمد يدها لتقوم بفتحه ليمنعها جسد "مالك" العارى الذى يحاصرها بين يديه بعد أن تخلص من قميصه ، لتشهق "زينة" بفزع ورعب رادفة بنبرة تحذرية
_ مالك أنت هتعمل أيه!! ، فوق يا مالك أنت مش فى وعيك
أقترب "مالك" منها كثيرا إلى أن أصبح جسديهما مُلتصقان ببعضهما جدا مُحاوطا إياها بين ذراعيه لتصبح مُحاصرة بين جسده أمامها والباب خلفها ، هبط "مالك" نحو أذنها هامسا بأنفاس حارقة جعلت جسدها يُقشعر من شدة الخوف والرعب رادفا بهمهمة ورائحة الخمر تفوح من فمه
_ ليه أبص فى حتة ورقه وانا معرفش أساسا هى سليمة ولا لأ عشان اتأكد منها إنك منمتيش مع إياد !! ، منا ممكن أتاكد بنفسى يا ست زينة
زادت أنفاس "زينة" وتسارعت ضربات قلبها من شدة الخوف وكادت أن تدفعه بعيدا عنها لكى تهرب من أمامه فى الحال قبل أن يفعل شيء يجعلها تكرهه إلى الأبد ولكن لم يحالفها الحظ فى تلك المرة وقد فات الأوان بالفعل وقد تملك الحقد والكراهية من قلب "مالك"
أسرعت يدى "مالك" فى القبض على ذراعى "زينة" ساحبا إياها خلفه إلى تلك الأريكة ، ليلقى بها سريعا على بطنها فوق إحدى جانبى الأريكة ، ليصبح وجه "زينة" مُقابلا لمقعد تلك الأريكة وبطنها مُقابلة لذلك الجانب وقدميها متدليتان إلى الأسفل تكاد تلمس الأرض مما أدى إلى جعل مؤخرتها فى مقابلة "مالك" مباشرة ويده على ظهرها راغما إياها على الأنحناء ، لتصيح "زينة" بعد ما أدركت ما ينوى عليه "مالك" مُحاولة إيقافه رادفة بصراخ
_ لا يا مالك متعملش كده ، أرجوك يا مالك بلاش ، فوق يا ماااالك
لا يستطيع "مالك" الأستماع إلى صرخاتها ، فكل ما يستمع إليه هو صوت تلك العاهرة وهى تصيح بطلب المزيد من ذلك الحقير الذى كان يعتبره فى إحدى الفترات أقرب شخص له بل أقرب شخص إلى قلبه ، ليزداد شعور "مالك" بالحقد والكراهية ولم يعُد يُميز من تلك التى أسفله أهى "زينة" أم "عُلا"
أمتدت يد "زينة" إلى خلف ظهرها مُحاولة إبعاد "مالك" الذى بالفعل فرق ما بين ساقيها وأصبح يقف بينهما ، ليلتقط يدها التى حاولت إبعاده بواسطتها والتقط الأخرى مُقيدا إياهما خلف ظهرها بيد واحدة من يديه ، لتمتد اليد الأخر لترفع عنها فستانها وتجردها من سروالها الداخلى لتصرخ "زينة" بهسترية وهى على وشك أن تفقد أعز ما تملكه أية فتاة بالعالم رادفة بذعر
_ لا يا مالك لا ، أبوس أيدك يا مالك ، ابوس رجلك متعملش كده
ترقرت الدموع فى عينى "مالك" وهو يشعر بكثير من الألم والحزن لتمتد يده مُحررة رجولته ظننا منه أنه بمجرد أن يفعل هذا سيتخلص من ذلك الألم الذى عانى منه لسنوات وبالكاد تعافى منه لتأتى "زينة" الأن لتجدد ذلك الألم بداخلة ، لم يكن يستمع إلا لتلك الصرخات التى تطالب بالمزيد من تلك العلاقة المحرمة المُصنفة تحت بند الخيانة ولا يستمع لصراخ تلك المسكينة بين يديه رادفة بهسترية
_ مالك..لا يا مالك ، تعالى معايا عند الدكتور طيب ، أساله بنفسك بس بلاش كده يا مالك ، مالك لا اااه
وصرخة قوية ومتألمة صدحت بأركان المنزل بأكمله بسبب تلك الدفعة القوية والعنيفة التى تلقتها "زينة" للتو ، ولكن بالمقابل تلك الصرخة لم تقلل من غضب "مالك" الذى أخذ بالدفع بها غير مُهتما لصرخاتها المتألمة بشدة ولم يرى بقعة الدماء الصغيرة تلك التى لطخت عضوه الذكرى ، لا يهتم سوى بتلك الدفاعات مُتأملا أن تقلل من ألمه وعذاب صدره ، لتتجه يده نحو شعرها جازبة إياه إلى الخلف مقربا شفتاه من أذنها وهو لايزال بداخلها هامسا ببكاء يحاول إخفائه بين دفعاته القوية رادفا
_ ليه يا زينة ، ليه تعملى فيا كده؟! ، ليه تعملى زيها؟ دا انا حبيتك وعشقتك أكتر منها !! ، قولت أنك غيرها وإنك أحسن وأنضف منها !! ليه تخونينى زيها يا زينة ليه؟!
•••
صُعق "مالك" مما تذكره وما فعله ب "زينة" مُتمنيا أن يكون كل ما تذكره هذا ليس حقيقيا أو كان كابوسا ليس إلا ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
قطع تفكير "مالك" صوت طرقات حادة وقوية على باب شقته مما جعله يشعر أن الطارق يود كسر الباب لا يعلم أن الطارق يود كسر رقبته هو ، أتجه "مالك" ناحية الباب وما إن فتح الباب وتلاقت أعينه بأعين "جواد" حتى تلقى لكمة قوية كادت أن تسقطه أرضا من شدتها ، رفع "مالك" نظره رامقا "جواد" بصدمة ، بينما لحقه "جواد" بلكمة أخرى أثرا عليها سقوط "مالك" أرضا ، صاح "جواد"صارخا عليه بغضب وحدة
_ يا ابن الكلب يا ع**
حاول "مالك" النهوض ليتحدث مع "جواد" ويحاول توضيح الأمر له وإخباره بأنه لم يكن فى وعيه ، ولكن "جواد" لم يعطى له فرصة ، فمجرد أن نهض "مالك" ركله "جواد" بقدميه بقوة بين مُلتقى ساقيه ليتألم "مالك" بشدة ، لم يكتفى "جواد" بذلك بل لحقه بركلة فى معدته أثرا عليها سقوط "مالك" على الطاولة خلفة مما تسبب فى كسرها وإشعاره بتحطيم ظهره
_بقى أنت تسرق شرف اختى أنا ، دا أنا هطلع روحك فى أيدى يا وسخ
هجم "جواد" على "مالك" قابضا على عنقه خانقا إياه ، حاول "مالك" إبعاد "جواد" عنه ولكنه لم يستطيع بسبب قوة "جواد" الجسمانية التى تفوقه ثلاثة أضعاف ، ظل "جواد" يُزيد من شدة ضغطه على رقبة "مالك" يقسم على أن يجعل روحه تُفارق جسده ، بينما "مالك" شعر بالفعل بخروج روحه وأصبح غير قادرا على التنفس وأظلمت عينيه ولم يعد يستطيع روئية شيء
فى تلك اللحظة وصل "إياد" وما أسعفه أنه وجد باب المنزل مفتوح ، وما إن دلف "إياد" الشقة حتى رأى "مالك" المُلقى أرضا و "جواد" الذى يديه تُحاصر رقبة الآخر ويحاول خنقه ، إندفع "إياد" سريعا مُحاولا تخليص "مالك" من يد "جواد" رادفا بفزع وذعر
_ جواد أهدى فى أيه! ، أيه اللى حصل؟!
رمق "جواد" "إياد" بنظرة حارقة وأنفاس لاهثة أمرا إياه بنبرة مُحذرة رادفا بغضب
_ أبعد أنت
لم يستمع "إياد" إلى حديث "جواد" وأمتدت يديه مُحاولا تخليص "مالك" الذى قارب على أن تخرج روحه من بين يدى "جواد" صارخا عليه رادفا بحدة
_ يا جواد سيبه هيموت فى أيدك
غضب "جواد" من تدخل "إياد" وعدم إكتراثه لتحذيره ، أبعد "جواد" إحدى يديه عن رقبة "مالك" ولكم "إياد" بقوة مُحاولا إبعاده عنهما رادفا بصراخ حاد
_ مش بقولك أبعد
عادت يد "جواد" مرة أخرى تُحيط عنق "مالك" ولكن تلك المرة بقوة أكبر مما سبقتها ، فى تلك اللحظة وصل كلا من "ديانة" و "زينة" وبمجرد أن رأتا هذا المنظر أسرعتا فى إبعاد "جواد" عن "مالك" ، ألقت "ديانة" بنفسها على يد "جواد" مُحاولة إبعادها عن عنق أخيها صارخة على "جواد" بكثير من الرعب رادفة بغضب
_ جواد سيبه يا جواد ، سيبه بقولك
لم يكترث "جواد" إلى حديثها ولكن شعر بأرتخاء قبضته حول عنق "مالك" بسبب مُحاولتها فى
إبعاده بالأضافة إلى "زينة" و"إياد" اللذين أنضموا لها لينجحوا فى إفلات رقبة "مالك" من يده ، ولكن "جواد" لن يتراجع عن إصراره بقتل "مالك" ، أخرج "جواد" مُسدسه وسلطه على قلب "مالك" ، شعرت "ديانة" بتوقف ضربات قلبها من شدة الخوف بينما "إياد" قد تسمر بمكانه ، بينما صرخت "زينة" مُمسكة بيد "جواد" رادفة ببكاء وهلع
_ لا يا جواد أبوس رجلك مالك مكنش فى وعيه يوميها ، مالك عمل كده بسبب اللعبه الوسخه اللى أتلعبت علينا ، صدقنى يا جواد ونزل المسدس مش عشانه أو عشانى ، عشان اللى فى بطنى
صُدم كلا من "جواد" و"إياد" بسبب ما قالته "زينة" بينما "مالك" صُعق مما أستمع إليه وشعر وكأن قلبه كاد أن يتوقف عن النبض مُتأثرا بتلك الصدمة ، مُشتت لا يا يعلم أهو حزينا على ما فعله بها أم غاضبا من نفسه ويريد أن يصفع نفسه عدة صفعات على ما فعله بها
ساد الصمت المكان لثوانٍ بسبب صدمة الجميع لتشعر "ديانة" بآلاما حادة وغير مُحتملة بمنتصفها السفلى وتشعر وكان هناك بعض المياه تتدلى من مهبلها ، أخفضت "ديانة" رأسها لتقع عينيها على بقعة الدماء تلك بالأضافة إلى قطرات الدم الذى تنسدل من بين ساقيها مُصاحبة لألم لا يحتمل ، أمسكت "ديانة" بيد "مالك" مُحاولة الأستناد عليه وهى تصرخ بقوة وألم غير مُنتبهة على ما تقوله صارخة بفزع
_ آآآه..جوااد
فزع الجميع من صراخ "ديانة" لتتحول جميع الأنظار إليها وصُعق الجميل مما رأه ، بينما تصلب "جواد" فى مكانه وكأنه لم يعد قادرا على الحركة أو التفكير ، ليصرخ عليه "إياد" مٌحاولا تنبيهه وإنتشاله من صدمتة رادفا بلهفة
_ ألحق يا جواد
أستطاع "جواد" أن يفيق من صدمته ليُسرع فى الركض بأتجاه "ديانة" وفى لحظة قام بحملها خارجا بها من المنزل مُتجها إلى المشفى وهو فى حالة هلع وذعر ، كاد "إياد" أن يلحق به ولكن تصلب هو الأخر عندما سمع صوت "مالك" الذى صرخ بصدمة رادفا بفزع
_ زينة!!
إلتفت "إياد" ليرى ما حدث ليجد "زينة" ساقطه بين ذراعى "مالك" فاقدة الوعى ، ليسرع "مالك" بالقيام بحملها بسرعة واللحاق ب "جواد" و "ديانة" إلى المشفى ، وأسرع "إياد" باللحاق بهم
↚
أجلس "جواد" "ديانة" داخل السيارة وأنحنى لكى يضع لها حزام الأمان ، وسريعا ما نهض وألتف حول السيارة ليقوم بالجلوس بجانبها وأدار المحرك ، أنطلق "جواد" بأقصى سرعة مُتجها نحو المشفى وهو يشعر بالكثير من الخوف والفزع بسبب تلك الدماء المنسدلة من بين ساقيها مُتذكرا ذلك الحادث الأليم الذى أفقده والدته وجنينها والأن يفقد زوجته وطفله ، ظل "جواد" يوزع نظراته تارة على الطريق أمامه وتارة على "ديانة" للأطئنان عليها
بينما "ديانة" كانت تشعر بكثير من الألم ببعض الأماكن المتفرقة بجسدها ، تلك الآلام الحادة أسفل ظهرها ، وألم أسفل بطنها ، بالأضافة إلى تلك التى لا تُحتمل بداخل مهبلها مما كان يجعلها تصرخ بكثير من الألم وعدم القدرة على تحمل تلك الأوجاع ، وما زاد من ألمها هو سرعة "جواد" الفائقة لتصرخ "ديانة" مُنبهة إياه :
_ آآآه براحة ، هموت
أومأء لها "جواد" برأسة بسرعة عدة مرات موافقا على حديثها وهو يخفف من سرعته مُراعيا عدم التسبب لها فى الألم رادفا بفزع :
_ حاضر..حاضر ، متخافيش هتبقى كويسه ، أوعدك
لم تهتم "ديانة" بما قاله "جواد" بسبب شعورها بتلك الآلام التى لا ترأف بها راغمة إياها على الصراخ من شدة صعوبتها وعدم تحملها ، بينما ظل "جواد" يُتابعها بشفقة على ما تشعر به من ألم ، وأيضا يشعر بالرعب على أن يُصيبها هى والطفل أية مكروه
وصل "جواد" إلى المشفى وكانت من أكبر المُستشفيات الخاصة بالأسكندرية ، صف سيارته بمكان مخالف لها ولكنه لم يهتم ، ليترجل "جواد" من سيارته وسريعا ما قام بالدوران حولها ليصبح ناحية "ديانة"، وسريعا ما قام بفتح الباب لها وخلع الحزام وساعدها فى الخروج من السيارة وما إن لامست "ديانة" الأرض حتى شعرت بالدوران وعدم القدرة على الوقوف وسريعا ما سقطت بداخل صدر "جواد" الذى شعر بالهلع والذعر ، وسريعا ما أنحنى مُحاصرا خصرها بيده واليد الأخر ألتفت وراء ساقيها ليقوم بحملها والدلوف بها إلى داخل المشفى
أسرع "جواد" فى الدخول إلى المشفى وهو يصيح بكثير من الهلع والذعر على تلك التى تنزف الدماء بين يديه وهى مُغيبة عن الوعى ، صرخ "جواد" بكثير من الرعب رادفا بفزع :
_ دكتور ، عايز دكتور بسرعه
أسرع الكثير من الممرضين والأطباء بالألتفاف حول "جواد" لأستقبال الحالة منه ، أحضر أحد المرضين السرير المُتحرك (التروللى الطبى) ليقوم "جواد" بوضع "ديانة" عليه ودفعها نحو المصعد لتوصيلها إلى قسم الطوارئ حتى يقوم الأطباء بفحصها ، وصلوا إلى غرفة الكشف لتضع الممرضة يدها أمام "جواد" رادفة بحزم :
_ لو سمحت حضرتك أستنى هنا
أنزعجت ملامح "جواد" وكاد أن يدفعها ويدخل وراء "ديانة" ليوقفه صوت الطبيب الذى صاح موجها حديثه نحو الممرضة رادفا بأمر :
_ روحى أنتى شوفى شغلك
أنصرفت الممرضة من أمامها ليحول الطبيب نظره نحو "جواد" الذى كان يبدو عليه الكثير من الهلع والخوف المُمزوج بالغضب ، ليردف الطبيب بهدوء مُستفسرا عن حالة "ديانة" :
_ ممكن حضرتك تشرحلى أيه اللى حصل؟!
توتر "جواد" من سؤال الطبيب ، هو حقا لا يعرف ماذا يقول كأنه فقد القدرة على التفكير او الكلام ، ولكنه حاول جاهدا التفوه بأى شيء ليصيح بأرتباك وقلق رادفا بتلعثم :
_ مش..مش عارف أيه أللى حصل ، فجأة صرخت لما شافت الدم منها وبعدين أغمى عليها
أومأ له الطبيب برأسه مُتفهما الأمر ولكنه أراد سؤاله عن شيء رادفا بأستفسار :
_ هى فى الشهر الكام
أنعقد لسان "جواد" لا يعلم ماذا يقول هو حتى لا يعرف زوجته فى أي شهر من الحمل ، أى نوع من الأزواج هو؟ ، نظر "جواد" ناحية الطبيب بقلة حيلة وهو يهز رأسه بالنفى رادفا بتوهان :
_ مش عارف
شعر الطبيب بالغرابة من ردود "جواد" ولكنه فسر أنه يمكن أن يكون فى حالة عدم إتزان بسبب تلك الصدمة ليحاول أن يطمئنه رادفا بهدوء :
_ خير إن شاء الله ، أنا هدخل أشوف فى أيه وأطمنك
دلف الطبيب غرفة "ديانة" ليقوم بفحصها وترك "جواد" خلفه يشعر بكثير من القلق والرعب خاشيا أن يفقدها مثلما فقد والدته بنفس تلك الطريقة عندما توفت بعد خسارة جنينها ليأتى بذاكرته ذلك اليوم اللعين الذى ترتب عليه فارقا كبيرا فى حياته
*-*-*
خرج الطبيب من الغرفة ليلتف حوله كلا من "هاشم" و"هناء" بصحبة "جواد" الذى لم يتجاوز العاشرة من عمره ، ليصيح "هاشم" مُستفسرا عن حالة زوجته رادفا بشيء من الرعب والفزع
_ خير يا دكتور طمننى ، تهانى عامله أيه؟!
وضع الطبيب رأسه فى الأرض وهو يشعر بكثير من الأسى على تلك العائلة التى بالطبع أصابتها لعنة ففى البداية خسارة شقيقه ويليها عجز شقيقته ويليهما خسارة جنينه والأن خسارة الزوجة ، ليصيح الطبيب مواسيا "هاشم رادفا بحزن
_ أنت أكيد راجل مؤمن وهترضى بقضاء ربنا ، البقاء لله مدام تهانى توفها الله
وقعت تلك الكلمات على مسامع "هاشم" كالخنجر الذى رشق فى قلبه وجعله ينزف كل ما بداخله من دماء ، وضع "هاشم" يده على وجهه وسريعا ما سقط أرضا غير قادرا على الوقوف وكانه أُصيب بعجز ما
بينما "هناء" أخذت تصرخ وتعول بكل ما بها من قوة وهى تضرب على وجهها وفخذها رادفة بكثير من الصراخ
_ اختى لاا ، تهانى ماتت يا هاشم ، آآآآه يا اختى
ما إن أستمع هذا الطفل الصغير إلى تلك الكلمات حتى أمتلأت عينيه بالدموع شاعرا بألم وعذاب الفراق نعم هو لم يتخطى العاشرة من عمره ولا يعرف ماذا يعنى الموت ولكنه يعرف أن من يموت يختفى من حياتنا ولن نراه مجددا ولهذا شعر بألم وحسرة ، ليتسلل ويدخل إلى تلك الغرفة الموضوعة بها والدته
دلف "جواد" غرفة والدته ليجدها مُستلقية على الفراش وذلك الغطاء أبيض اللون موضوعا عليها مُغطيها بالكامل و يحجب عينيه عن رؤيتها ، تقدم "جواد" عدة خطوات بصوعبة يشعر بثقل كبير فى قدميه ولكنه أصر على التقدم نحوها ، جلس بجانب والدته وأزاح ذلك الغطاء عنها ليجدها نائمة ووجهها صافى جدا كالأطفال وتلك البسمة البسيطة جدا تُزين ثغرها ، ليشعر "جواد" بغصة فى قلبه ووضع يده فوق يدها مُحاولا إفاقتها هامسا ببراءة الأطفال رادفا برجاء
_ ماما ، ماما قومى يلا
إنسابت الدموع فى أعيُن "جواد" وهو ينحنى ليُقبل وجنتها بحزن وإنكسار مُتمنيا أن تكون لازالت على قيد الحياة رادفا بأنكسار
_ هما ليه بيقولوا أنك موتى! ، أنا عارف إنك مش هتسبينى عشان أنا لسه صغير ومحتاجلك ، عارف أنك أكيد زعلانه منى عشان مش بسمع الكلام بس والله ما هكررها تانى
أزداد "جواد" فى نحيبه وأخذت شهقاته تعلو بشدة ليُحاول التحدث بصعوبة وأنفاس مُتثاقلة من بين بكائه رادفا بترجى
_ ماما أنا أسف لو كنت زعلتك ، قومى بقى والله هسمع الكلام ومش هعمل حاجه غلط بعد كده بس قومى بقى
ظل "جواد" يُحرك فى جسد والدته برفق على أمل أن تفيق ولكن كيف يفيق الإنسان من الموت ، دلفت الممرضة إلى الغرفة لتحضر "تهانى" لتنفيذ أخر طقس لها بالحياة قبل أن تُسلم الأمانة إلى صاحبها لتتفاجأ بوجود ذلك الطفل ملقى بجسده داخل صدر تهانى، صاحت الممرضه موجهة حديثها تجاه ذلك الطفل رادفة بلهفة :
_ أنت بتعمل أيه هنا يا حبيبى! ، أطلع برا
أنتبه "جواد" على حديث الممرضة ليرفع رأسه عن صدر والدته ، وأخذ يهز رأسه بنفى غير موافقا على حديث الممرضة رادفا بصخب :
_ لا أنا هقوم ماما عشان تروح معايا
أغمضت الممرضة عينيها بألم وحزن على هذا الطفل المسكين وتقدمت ببضع خطوات ناحيته وأخذت تربت على كتفيه رادفة بهدوء :
_ يا حبيبى حرام ، مينفعش كده أنت بتعذبها
دفع "جواد" يد الممرضة بإنزعاج طفولى مُمزج بدومعه التى لم تفارق وجهه رادفا بحدة وألم :
_ أوعى أنتى ملكيش دعوه انا هخليها تصحى
أبتلعت الممرضة مرارة حزنها ثم وضعت يدها على ذلك الطفل مُشفقة عليه ثم سريعا ما قامت بسحبه بعيدا عن جثمان والدته خوفا من أن يحدث له شيئا بسبب حزنه عليها رادفة بهدوء :
_ طيب تعالى بس
ظل "جواد" يُقاوم بين يدى الممرضة يحاول الأفلات منها ولكنها أحكمت قبضتها عليه وأخذت تسحبه إلى خارج الغرفة وتُحاول الأستنجاد بأحد حتى لا يتسبب ذلك الطفل فى حدوث بعض الأذى لنفسه لتصيح باستغاثة رادفة :
_ يا جماعة حد يلحقنا هنا
أسرع "هاشم" فى الحضور والأمساك بيد "جواد" مُحاولا إخراجه من الغرفة ، ليصيح "جواد" بالجميع وهو يتلوى بين يديهم ودموعه تتهاوى بلا توقف رادفا بصراخ ممزوج بالبكاء :
_ لا أوعوا سيبونى ، يا ماما أصحى ، يا مامااا
*-*-*
_ ماما
صاح "جواد" بتلك الكلمة وعينيه لا تتوقف عن ذرف الدموع ليلاحظ أنه لايزال يقف أمام غرفة الطوارئ الموجود بها "ديانة" ، ليغمض "جواد" عينيه بألم وحسرة على تلك الذكريات التى تُعاد عليه للمرة الثانية وكأن تلك الحياة لا تريد أن تراه مرتاحا او سعيدا
أنتبه "جواد" لتلك اليد الذى وضعت على كتفه مواسية إياه ليرفع نظره وعينيه لا تزال تذرف الدموع ليجده صديقه "إياد" صاح مستفسرا بقلق :
_ فى أيه يا جواد! ، فين ديانة؟!
تنهد "جواد" بحسرة ودموعه تتهاوى من زرقاوتيه وكأنه سمح لنفسه بإظهار ضعفه ولو لمرة واحدة أمام أحد ليغمض عينيه بكسرة رادفا بضعف :
_ جوا لسه الدكاترة بيفحصوها
حاول "إياد" تهدئة صديقة محاولا أن يطمئنه رادفا بتمنى :
_ متقلقش يا جواد إن شاء الله خير
أومأ "جواد" برأسه بالموافقة على حديث "إياد" ولاتزال عينيه تذرف الدموع ، ليلاحظه صديقه ذلك ليقترب أكثر إلى "جواد" واضعا يده فوق كتفه رادفا بأستفسار :
_ أنت حبيتها يا جواد ؟!
شهق "جواد" بكسرة وضعف وسريعا ما أنهار فى البكاء أمام أعين صديقه غير مُهتما لتلك الشخصية الفولازية التى كان يُحاول أن يُظهرها أمام الجميع كل تلك السنوات ، وكيف له ألا ينهار وهو بالفعل أصبح يعشقها وليس يحبها فقط! ، كيف له أن يسطتع التظاهر بالقوة وهو بداخله قد تحطم بالكامل عند رؤيتها تسقط بين يديه! ، لا يستطيع التظاهر بعدم التأثر وهو أصبح حطام رجل ليس إلا ، بينما فزع "إياد" على حالة "جواد" تلك الذى لم يراه عليها منذ بداية معرفتهما ببعضهما ، أحتضن "إياد" صديقه وأخذ يربت على ظهره مُحاولا مواساته رادفا بتأثر :
_ هتبقى كويسه يا جواد ، صدقنى هتبقى كويسه
خرج "جواد" من عناق صديقه وأومأ له بالموافقة وأخذ يُحاول جاهدا أن يُسيطر على نفسه ، ليرفع يده ويقوم بالمسح على وجهه مُحاولا إسترجاع قوته رادفا بحدة :
_ فين زينة؟!
توتر "إياد" قليلا من سؤال "جواد" وفكر ألا يخبره خوفا من ردة فعله ولكنه يجب أن يعرف حتى لا يقع بالحديث أمام أحد ، ليردف "إياد" بقليل من القلق :
_ زينة تعبت وجبناها المستشفى هنا ومالك معاها
جحظ "جواد" عينيه بغضب وحنق وكاد أن يصرخ ب "إياد" زاجرا إياه ليلاحظ صديقه ملامح وجهه وردة فعله وسريعا ما أوقفه بنبرة مُحذرة رادفا بهدوء:
_ جواد من غير عصبيه الموضوع مش زى ما أنت فاهم دى لعبة أتلعبت علينا ، نتطمن بس على ديانة وأنا هحكيلك على كل حاجه ، على فكرة أنا كلمت عمى هاشم وزمانه جى اوعى يعرف حاجة
أدار "جواد" وجهه إلى الناحية الأخرة وأغمض عينيه بشيء من الضعف والأنكسار لا يعلم أى مُصيبة عليه مواجهتها أولا ، أمصيبة شقيقته الذى إذا علم بها أحد ستلحقهم فضيحة طوال عمرهم! ، أم مصيبة تعب "ديانة" الذى تضيع من بين يديه الأن ، حتى أنه لا يعلم إلى الأن ماذا أصابها ، ضرب "جواد" الحائط بيده مُحاولا إخماد تلك النيران التى تندلع بداخله
*-*-*
أنتهى "هاشم" من إرتداء ملابسه وهبط السلم بسرعة وكاد أن يخرج من الفيلا لتوقفه "هناء" الذى أمسكت بذراعيه وصاحت بحدة رادفة بأمر :
_ أستنى أنا هاجى معاك
زفر "هاشم" بنفاذ صبر فهو لا يستطيع التأخير أكثر من ذلك ، ليبعد "هاشم" يدها عنه رادفا بشيء من الحدة :
_ هناء أنا مستعجل وانتى لسه هتلبسى ، أبقى ألبسى وحصلينى
تركها "هاشم" وسريعا ما أتجه صوب الباب وسريعا ما خرج من الفيلا بأكملها ، لتنزعج ملامح "هناء" من ذلك الأهتمام المفاجئ الذى حدث ل"هاشم" لتصيح "هناء" زافرة بغضب وحنق رادفة بتمنى :
_ إنشالله توصول تلاقيها ماتت
صعدت "هناء" إلى غرفتها لتقوم بتبديل ملابسها واللحاق ب "هاشم" مُتجهة إلى المشفى لمعرفه ماذا يحدث لتلك الفتاة الذى تتمنى أن تكون جثة عندما تصل إلى هناك
*-*-*
خرج الطبيب من غرفة الكشف ليُسرع نحوه "مالك" وهو يشعر بكثير من الخوف والفزع من أن بكون حدث ل "زينة" او لجنينه شيء، ليردف بلهفة :
_ طمينى يا دكتور زينة عامله ايه ؟!
لاحظ الطبيب خوف "مالك" الشديد على "زينة" ليُخمن أنه زوجها ليحاول طمأنته عليها رادفا بهدوء:
_ أنا عايزك تطمن ده مجرد هبوط عادى ممكن يحصل بسبب التعرض للتوتر أو الخوف بس ده مش كويس على صحتها ولا على صحة الجنين لازم تخلى بالك منها ومتحطهاش تحت أى ضغط نفسى تانى
لم يشعر "مالك" بالأطمئنان الكامل ليحاول الأستفسار أكتر عن وضعها هى وجنينه ليردف بأستفسار :
_ هو فى أى خطر عليها يا دكتور؟!
هز الطبيب رأسه بالنفى لكى يطمئن "مالك" رادفا بهدوء :
_ لا متقلقش ده مجرد ضعف بسيط وتقدر تعوضه بأنتظمها فى الأكل وشوية فيتامينات كده
أبتلع "مالك" بمرارة حينما تذكر ما فعله بها للوصول لتلك المرحله لينظر للطبيب بضعف مُستفسرا عن وضع الجنين رادفا بحرج وخزى:
_ طب والجنين كويس؟!
أدرك الطبيب أن "مالك" يشعر بالتوتر الشديد ليخمن أن هذا أول طفل لهما ليبتسم كى يًهون الأمر عليه رادفا بمرح :
_ الظاهر كده انه أول طفل ليكوا ، متخفش هى والبيبى بصحة كويسة ، احنا بس علقنالها محلول وبعد كده هكتبلها على خروج عادى
أومأ "مالك" برأسه بالموافقة على حديث الطبيب رادفا بأمتنان :
_ شكرا يا دكتور
*-*-*
مازال "جواد" واقفا أمام غرفة "ديانة" ينتظر خروج الطبيب والكثير من الأفكار السيئة تُسيطر على عقله ، أحقا سيفقدها كما فقد والدته! ، لما يبتعد عنه أحبائه ؟ هل ستسامحه "ديانة" وتوافق على العيش معه؟ ، هل ستمنحه فرصة أخرى لكى يكون لها الزوج الذى تريده؟ ، هل ستتركه يُعوضها عن كل شيء فعله بها؟ ، أسئلة كثيرة تدور فى رأس "جواد" يُحاول أن يجد لها أجوبة ، ليقاطعه "هاشم" الذى وضع يده على كتف "جواد" رادفا بلهفة وهو يلهث :
_ فى أيه يا جواد ديانة فين؟!
ألتفت "جواد" إلى والده وهو يعمل جاهدا على التظاهر بالقوة أمام والده وعدم إظهار ضعفه وخوفه رادفا بهدوء :
_ جوا لسه الدكتور بيفحصها
أمتدت يد "هاشم" للقبض على عنق قميص "جواد" بغضب وحنق صارخا فى وجهه بحدة رادفا بإندفاع:
_ أنا مش قولتلك خلى بالك منها ، أنا عايز أعرف أيه اللى حصل بالظبط!!
كاد "جواد" أن يصيح بوالده ولكن أوقفه تدخل "إياد" الذى أبعد يد "هاشم" عن عنق "جواد" مُحاولا تهدئته رادفا بهدوء :
_ بعدين يا عمى المهم دلوقتى نطمن عليها
أخفض "هاشم" يده عن "جواد" ولكنه ظل يُطالعه بنظرات ثاقبة ومليئة بالغضب والحدة ، وفى تلك اللحظة خرج الطبيب من غرفة "ديانة" ليلتف الجميع حوله مُستفسرين عن وضعها ، صاح "هاشم" موجها حديثه نحو الطبيب رادفا بلهفة :
_ خير يا دكتور طمننى؟!
أخفض الطبيب رأسه بأسى عما سيقول ولكنه مُضطر أن يخبرهم :
_ للأسف الحالة متطمنش ، مدام ديانة حصلها حاجه أسمها إنفصال المشيمة المبكر
ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه بعدم أستيعاب مُضيفا بأستفسار:
_ يعنى أيه؟!
حاول الطبيب تفسير الأمر لهم لكى يسهل عليهم فهمه ليردف بتوضيح:
_ المشيمة دى بيوصل عن طريقها الغذاء والأكسجين للجنين ، وللأسف المشيمة دى حصلها إنفصال عن الرحم والموضوع ده نادرا جدا لما بيحصل ، وده حصل بسبب تعرضها لأرتفاع فى ضغط الدم بنسبة 90/ ١٨٠ ده للأسف هيضطرنا للخضوع لولادة مبكرة ، بس للأسف ده فيه خطورة عليها هى والجنين وممكن نفقدهم
أتسعت عينى كلا من "جواد" و"إياد" بصدمة بينما "هاشم" سريعا ما أدمعت عينيه وأمسك بيد الطبيب مُحاولا التكفير عن ذنبه فى حق "ديانة" ولو بجزء بسيط رادفا بضعف :
_ لو أضطريت تضحى بالجنين ضحى ، المهم الأم
نظر "جواد" ناحية والده بصدمة وألتمعت عينيه بما قاله والده وهذا أكد له ان والده لم يعد يرغب فى أذية "ديانة" وأن هناك فرصة لهما للعيش بسلام ، ليحطم أماله الطبيب وهو يردف بأسى :
_ للأسف حتى دى كمان فيها خطوره على حياة الأم لأنها نزفت كتير جدا وحدوث ولادة مبكرة هيضطرنا لتدخل جراحى وعمل ولادة قيصرية ومع الأسف ده خطر جدا لأنها ممكن تتعرض لنزيف شديد ونفقدها
أندفع "جواد" بغضب ناحية الطبيب وسريعا ما أمسك به من عنقه بأعين مُشتعلة وملامح وجه يملأها الغضب والكراهية رادفا بحدة :
_ يعنى أيه ، أنت مش عارف تتصرف يعنى؟!
أبتلع الطبيب بخوف من ملامح "جواد" الذى تصرخ بالغضب مما جعله يبدو كمن ينوى قتل جميع من حوله ، ليحاول الطبيب أن يتحدث ويوضح له الأمر رادفا بتردد :
_ يا فندم الموضوع مش سهل والعمليه خطيرة
أشتدت قبضة "جواد" حول عنق الطبيب وأصبحت عينيه على وشك أن تذرف النيران وتلك العروق البارزة التى جعلت مظهره مرعب للغاية ، ليصرخ عليه بغضب وأسنان ملتحمة رادفا بتحذير:
_ حياتها قصاد حياتك ، أقسم بالله لو جرالها حاجة هتكون جثتك بتتغسل قبل جثتها ، أنت فاهم!!
صُدم "هاشم" من ردة فعل أبنه الذى أكدت له أن ذلك الخوف والهلع الذى يشعر به "جواد" ليس من أجل طفله بل من أجل "ديانة" وأن قلب أبنه قد تحرك نحوها ، بينما أبتلع الطبيب برعب وذعر من تهديد "جواد" له ليحاول التحدث رادفا بتلعثم :
_ يا فندم..الموضوع صعب..لان فصيلة دمها نادرة جدا ومعندناش منها فى المستشفى الكمية اللى ممكن نحتاجها فى العملية
تدخل "إياد" مُستفسرا عن فصيلة دم "ديانة" عساه أن يستطيع تقديم المساعدة رادفا بلهفة :
_ هى فصيلة دمها أيه؟!
حول الطبيب نظراته إلى "إياد" وظل يُطالعه بخوف ورعب وكانه يستغيث به أن يُفلته من يد "جواد" رادفا بإندفاع :
_ فصيلة دمها AB سالب
جذبه "جواد" بشدة من عنقه رادفا بلهفة وإنفعال :
_ أنا نفس فصيلة دمها ، خد منى اللى أنت عايزه
تدخل "هاشم" بسرعة هو الأخر رادفا بلهفة :
_ وأنا كمان عمها ونفس الفصيلة
زفر الطبيب براحة نوع ما ليوجه حديثه نحو كلا من "جواد" و"هاشم" رادفا بهدوء :
_ تمام جدا ممكن حضراتكوا تروحا مع الممرضه عشان يتم السحب
أرخى "جواد" قبضته عن عنق الطبيب وسريعا ما أبعد بيده عنه لينادى الطبيب على إحدى الممرضات وإخبارها بأخذ كمية مُعينة من الدم من كلا من "هاشم" و"جواد" وبالفعل ذهبت الممرضة لتنفيذ الأمر بينما وجه الطبيب حديثه نحو ممرضة أخرى رادفا بهدوء:
_ حضروا أوضة العمليات وجهزوا المريضة
أومأت له الممرضة براسها موافقة على حديثه رادفة بأنصياع :
_ حاضر يا دكتور
*-*-*
فى هذا الوقت وصلت "هناء" إلى المستشفى وسريعا ما توجهت ناحية الأستقبال لتسأل عن غرفة "ديانة" ، صاحت "هناء" موجهة حديثها نحو عامل الاستقبال رادفا بغرور وكبرياء:
_ هى ديانة الدمنهورى أوضه رقم كام؟!
نظر موظف الاستقبال فى الحاسوب أمامه ونظر إليها مرة أخرى رادفا بتوضيح :
_ هى فى العمليات دلوقتى يا فندم
ضيقت "هناء" ما بين حاجبيها بأستنكار وقد ظنت إن "ديانة" قد فقدت الجنين ، لتصيح باستفسار وبداخلها تشعر بالفرحة رادفة:
_ ليه فى أيه؟!
أبتسم لها الموظف وهو يبلغها هذا الخبر الذى ظن أنه سيُفرحها رادفا بهدوء:
_ تقريبا بتولد يا فندم
أتسعت عينى "هناء" بصدمة مُمزجة بالغضب غير مُستوعبه لما استمعت له رادفة :
_ بتولد!!
*-*-*
خرج كلا من "هاشم" و "جواد" من غرفة التبرع بالدم ليجدوا "إياد" لايزال ينتظرهما أمام غرفة العمليات الموجودة بها "ديانة" ليقفوا جميعا فى إنتظار خروج أحد ليطمئنهم ، وقف "جواد" يُطالع غرفة العمليات بقلق ورعب بينما ربت "إياد" على كتفه كى يواسيه ويطمئنه ، بينما لاحظ "هاشم" عدم وجود "زينة" ليصيح مُستفسرا :
_ هى زينة فين؟!
نظر "جواد" نحو صديقه ليصيح "إياد" موجها حديثه نحو "هاشم" رادفا مسرعا :
_ فى البيت يا عمى أصلها أترعبت لما شافت الدم فمرضناش نجبها معانا
أومادأ له "هاشم" بالموافقة على حديث "إياد" رادفا بتاكيد
_ أحسن مش ناقصه تعب أعصاب وتوتر
لم يُكمل "هاشم" حديثه حتى تفاجأ بتلك المزعجة وهى تتجه نحوهم وتصيح بأعلى صوتها موجهة حديثها نحو "جواد" رادفة بحدة وصراخ مُوبخة إياه:
_ الله الله يا جواد بيه ، بتضحك عليا وتقولى بنت بنوت!!
صدم الجميع مما تتفوه به "هناء" ماعدا "جواد" الذى ظل يُتابعها بنظرات نارية مليئة بالغضب والكراهية ، بينما "هناء" لم تتأثر بتلك النظرة المُشتعلة وصاحت به مرة أخرى صائحة عليه بإهانة رادفة بتهكم :
_ قولى بقى يا سيد الرجاله بنت البنوت بتاعتك بتولد أزاى وهى لسه مكملتش حتى السبع شهور ، ولا تكونش ضحكت عليك وطلعت أنت اللى بنت بنوت
أتسعت أعين "جواد" بكثير من الغضب ولأول مرة أقسم على أن يُقفها عند حدها ويُخرسها إلى الأبد ، كز "جواد" على أسنانه ورفع يده عاليا وكاد أن يتهاوى بها على وجه "هناء" ولكن أمتدت يد والده اليسرى مُلتقطاً ليد "جواد" مانعه عما كاد أن يفعله ، بينما رفع هو يده اليمنى وتهاوى بصفعة قوية على وجه "هناء" أثر عليها خللا فى توازنها
رفعت "هناء" عينيها ونظرت فى أعين "هاشم" بكثير من الغضب والحدة فتلك أول مرة له أن يقوم بمد يده عليها ، بينما "هاشم" رمقها بنظرة تحدى وغضب رادفا بحدة:
_ عيب لما أبنى يمد أيده على خالته ومرات أبوه ، لكن مش عيب إنى أربى مراتى لما أحس إنها فجرت ومبقاش هاممها حد وكمان بتسب فى عرض بنت أخويا
نظرت له "هناء" بكثيرا من الحنق والغضب بينما ألتقط "هاشم" ذراعها وقبض عليه بعنف وغضب رادفا بأسنان ملتحمة:
_ روحى يا هناء ومش عايز ألمح ضلك فى المستشفى يلاا
دفعها "هاشم" بعيدا عنه لدرجه أنها كادت ان تسقط أرضا لتشعر "هناء" بأنها خسرت أحترام الجميع وإنها أوشكت على أن تخسر كل شيء ، ألتفتت "هناء" وغادرت المستشفى على الفور وهى تقسم على أن تنتقم منهم جميعا وبالأخص تلك الساقطه الذى بسببها أنقلب الجميع عليها
ما إن أختفت "هناء" من أمامهم حتى خرج ممرضتان من غرفة العمليات وهما تُهرولان بسرعة لأحضار ما أمرهما به الطبيب ، تصيح الممرضة الأولى إلى الثانية رادفة بلهفة:
_ شوفى دكتور محمود فين وأنا هروح أشوف بنك الدم ، بسرعه عشان الحالة خطيرة جدا
شعر "جواد" بالفزع من طريقتهما ليلتقط ذراع واحدة منهما مستفسرا عن الأمر رادفا بلهفة :
_ فى أيه!! أيه اللى بيحصل جوا! ، ديانة مالها؟؟
أبتلعت الممرضه بفزع ورعب من منظر "جواد" ونظراته المُخيفة رادفة بلهفة :
_ حالة الام خطيرة جدا أحنا بنعمل اللى علينا بس خروج الأتنين من اوضة العمليات محتاج معجزة
ترك "جواد" يد الممرضة وهو يشعر بالعجز الشديد الذى سيطر عليه وأصبح نفس ذلك الطفل الذى فقد والدته منذ أكثر من عشرون عاما ، ظل "جواد" ينظر حوله بصدمة إلى والده وصديقه اللذين يبدو عليهما الفزع والرعب وسريعا ما أبتعد عنهما وأخذ يركض بعيدا عن غرفة العمليات ، ولم يهتم حتى ل "مالك" الذى نظر لهم بكسرة وأخذت دموعه تتهاوى بلا توقف مُلقيا بالذنب على نفسه وأنه الآن يخسر أخته إلى الأبد بسبب ما فعله ، ليسقط "مالك" أرضا وأخذ يبكى بكل ما فيه من ألم وضعف
↚
_ بتولد أزاى يعنى دى السابع لسه
رمشت "ملك" بأهدابها بكثير من القلق والأرتباك وهى لا تعلم ماذا يعنى ما ستقوله لتردف بخوف:
_ مش عارفه يا ماما ، إياد بيقولى إن جالها حاجه إسمها إنفصال المشيمة المبكر
ضربت "منال" على صدرها بفزع ورعب مما أخبرتها به أبنتها ، فهى تعرف ماذا يعنى جيدا إنفصال المشيمة ومدى خطورته على الأم والجنين لتصيح بهلع رادفة :
_ يالهوى..بنتى ، ودونى عند بنتى ، يا حبيبتى يا بنتى
نهض "محمود" من مكانه وهو لا يقل فزعا ورعبا عن زوجته ولكنه أصطنع القوة والثبات حتى لا يزداد فزع الأخرين ، حاول "محمود" أن يُهدئ زوجته رادفا بهدوء:
_ أهدى يا منال إن شاء الله خير ، روحى ألبسى وانا كمان هاجى ألبس عشان نروح للبنت
أسرعت "منال" فى الذهاب وهى غير مُتزنه ولكنها عزمت على الثبات لتغير ملابسها وتذهب لأبنتها ، بينما إلتفت "محمود" موجها حديثه نحو "ملك" مُضيفا بثبات:
_ خلى إياد يبعتلك العنوان وغيرى هدومك انتى كمان بسرعه
أومأت "ملك" برأسها موافقة على حديث والدها مُضيفة:
_ حاضر يا بابا
*-*-*
ركض "جواد" كالطفل الذى يهرب من شبح ما يلاحقه ويريد إنهاء حياته ، خرج من المشفى والدموع تتسارع فى الهبوط من زرقاوتيه ويشعر بصعوبة التنفس بسبب كثرة شهقاته ، سريعا ما وصل إلى سيارته ودلف بها لينطلق بأقصى سرعة لديه وهو بالكاد يستطيع رؤية الأشياء مُشوشة أمامه
ظل "جواد" يبكى بحرقة وقهر وشهقاته تتعالى وتزداد صعوبة تنفسه وأصبحت الرؤية شبه معدومة بالنسبة له بسبب تلك الدموع الذى تملأ مقلتيه ، شهقة تتابعها الأخرى وهذا كل ما يصدر من "جواد" بالأضافة لدموعه التى لا تتوقف عن الأنسدال
توقف "جواد" بسيارته فى مكان خالى من الحياة لا يوجد به سوى تلك الأسوار العالية والأبواب السوداء الذى تفصل بين من فارقوا الحياة ومن لايزالوا يُعانون بها ، ترجل "جواد" من سيارته أمام أحد المدافن الخاصة بعائلة "الدمنهورى" ليتقدم ناحية الباب بخطوات مُتهالكة ودموعها مُصاحبة لشهقات لا تتوقف
دفع "جواد" باب المدفن ليدخل ويقف أمام ذلك القبر الذى يفصل بينه وبين أعز الناس على قلبه ، سقط "جواد" على ركبتيه أمام ذلك اللوح المحفور عليه أكثر الجُمل التى يكرهها جميع البشر "هنا قبر المرحومة تهانى جابر الدمنهورى" ، أمتدت يده للمس حروف إسم والدته وما هى إلا لحظة حتى ألقى بنفسه على ذلك القبر مُحتضنا إياه وعينيه لا يتوقفان عن ذرف الدموع وقد أزداد نحيبه بالأضافة إلى تلك الشهقات التى كادت أن تمنع أنفاسه من الصعود ، ليصيح "جواد" بصعوبه وهو لايزال مُحتضنا ذلك القبر رادفا بتلعثم وبكاء:
_ ديانة...ديانة بتموت يا ماما ، ديانة هتسيبنى زى ما أنتى سبتينى ، هتوجعنى زى ما أنتى وجعتنينى ، هتكسرنى زى ما أنتى كسرتينى
تعالت شهقاته وسال لُعابه وهو يبكى كالأطفال مُتشبثا بتلك الحجارة وكأنه يريد أن يدلف بداخلها ويستطيع الوصول إلى والدته ، ليحاول التحدث بصعوبه من بين نحيبه رادفا ببكاء:
_ أنتوا ليه بتعملوا فيا كده! ، ليه كل اللى بحبهم بيروحوا منى ، فى الأول أنتى وبعدين عمى شرف وعمتو ماجده وبعدها طنط لبنى ، ودلوقتى بخسر ديانة اللى كان المفروض أموتها بأيدى دلوقتى ضعيف ومكسور بسبب إنها بتموت وبتروح منى
قال جملته الأخيرة وهو يصرخ بقوة وهو يضرب الأرض من تحته بكلتا قبضتيه لدرجة أن يديه تكاد تكون شُرخت أو كُسرت ، ولكنه لم يهتم لذلك الأمر وأخذ يصرخ مرة أخرى مُضيفا بألم وحسرة:
_ خايف تروح منى يا ماما ، خايف أخسرها زى ما خسرت كل اللى بحبهم
حول نظراته إلى القبر مرة أخرى وقد تكرمشت ملامح وجهه مُعلنة عن موجة بكاء وإنهيار أخرى رادفا بضعف:
_ أيوه يا ماما..أنا حبيتها ، حبتها أوى ، حبتها من أول مرة عينى وقعت عليها وهى أيدها فى أيد زميلها يوم ما كان رايح يخطبها ، حبيتها من أول مرة وقفت فيها قدامى بكل قوتها وجبروتها ومكنتش خايفة منى رغم إن الكل كان خايف منى ، حبيتها وهى ضعيفة وخايفة منى لما حست إن أتقفل علينا باب واحد ومحدش هينقذها من أيدى ، حبيتها لما قلبها جمد وفضلت تدافع عن نفسها وتضربنى عشان أبعد عنها ، حبيتها أكتر لما ضربتنى بالسكينه فى صدرى وبالشوكة فى أيدى عشان تثبتلى إنها مش ضعيفة ، حبيتها أكتر لما لاقيتها واقفة فى أوضتى وماسكة قميصى وأتلجلجت لما لاقتنى شوفتها وأخترعت حجة ، حبيتها وحبيت ضعفها وإستسلامها ليا وأنا عايزها رغم إنها مش ضعيفة وتقدر تقاوم وأنا متأكد من ده ، بس مش عارف ليه كانت بتستسلم ، حبيت ضعفها وقوتها ، حبيت جنانها وعنادها ، حبيت وجودها وقربها منى ، حبيتها يا ماما حبيتها أوى
دفن "جواد" وجهه بين كفيه وأزدادت نهنهاته ودموعه ملأت كفيه وأخذ جسده ينتفض بشدة بسبب شهقاته المكتومة ، ظل على تلك الحالة ما يقارب العشر دقائق ليزيح يده عن وجهه لتظهر عينيه التى أصبحت شديدة الأحمرار وكأنها تنزف الدماء ، ليرتعش جسده مرة أخرى وهو يضع يده على قبر والدته رادفا بصعوبة وبكاء متمتما بضعف:
_ سامحينى يا ماما مش هقدر أخدلك حقك من ديانة ، أنا بحبها أوى ومش هقدر إنها تروح منى ، سامحينى وأعرفى أنها لو راحت منى هموت ، أنا مش عايز إنتقام ولا عايز ورث ، أنا عايزها هى وبس
ألقى "جواد" بجسده على الأرض وسريعا ما ضم ساقيه إلى صدره ليصبح بوضعية الجنين وهو يصيح بألم وبكاء مرير صارخا بطلب الرحمة لعذابه رادفا بإنهيار:
_ يا ماما أنا بحبها ومش عايزها تروح منى ، يااارب متحرمنيش منها زى ماما ، يارب انا بحبها يارب آآه يارب
أمسك "جواد" برأسه وأخذ يضغط عليها وهو يصرخ بألم ولايزال على وضعية الجنين تلك ، من يستمع إلى تلك الصراخات يقسم أنه قد تمزق حلقه وجفت عينيه من كثرة البكاء والنحيب ، لم يشعر "جواد" بنفسه بعد كل تلك الآلام والمعناة ليفقد وعيه بجانب قبر والدته وهو على نفس حالته تلك التى تمزق القلوب من كثرة الحزن على منظره وعلى كل ما يحمله بداخله من ألم
*-*-*
يجلس "مالك" على الأرض يبكى على ما تسبب به من أذى لأخته ولجنينها ، لتمتد يدي "إياد" مُلتقطا ذراعى "مالك" راغما إياه على النهوض وسحبه بعيد عن غرفة العمليات وعن "هاشم" ، دفع "إياد" مالك على الحائط رادفا بغضب وإنفعال :
_ أنا عايز أعرف اللى حصل ده حصل أزاى؟!
أبتلع "مالك" بمرارة وندم على ما فعله فبعد ما كان يظن أنه هو المجنى عليه والذى تم خداعه من قبل حبيبته ، أصبح هو الجانى الوحيد فى حق حبيبته وفى حق نفسه ، ليرفع بصره ناحية "إياد" مُحاولا تفسير الأمر له مُتأملا أن يصدقه رادفا بضعف وإنكسار :
_ كنت سكران يا إياد والله العظيم ما كنت دريان بنفسى
رمقه "إياد" بتشتت وحيرة كبيرة لا يعلم أيصدقه ويتعاطف معه بسبب تلك اللعبة القذرة التى لُعبت عليهم! ، أم أنه هكذا يخلق له الأعذار ويُحلل له ما فعله بتلك المسكينة التى دُبحت على يد الشخص الذى أحبته ، ذكر "إياد" نفسه بأن هناك شيئا أهم من إن كان "مالك" يكذب ام يقول الصدق وهو ماذا سيكون مصير "زينة" الأن؟! ، ليطالعه بنظرات الغضب والحدة رادفا بأستفسار :
_ والحل دلوقتى أيه؟!
أحتدت ملامح وجه "مالك" وصاح بجدية ونبرة غير قابلة لنقاش رادفا بحدة :
_ هتجوزها ومحدش هيعرف حاجه لا أهلى ولا أهلها
أنشق ثغر "إياد" بإبتسامة مُستهزئة فهو أكثر شخصا يعرف "جواد" ويعرف كيف يتعامل صديقه مع تلك الأمور مُتذكرا ما كان ينوى أن يفعله ب"خالد" ليعقب مُجها حديثه نحو "مالك" رادفا بأستهزاء:
_ وتفتكر جواد هيوافق على كده!!
أومأ "مالك" برأسه مؤكدا على حديثه رادفا بلهفة وإنفعال وأعيُنه تلمع من كثرة الدموع :
_ لازم يوافق يا إياد أنا بحبها بجد ، والله العظيم عمرى ما كان جوايا أى نوايا وحشه ليها وعمر ما هيكون
أغمض "إياد" عينيه بتشتت ورفع يده وأخذ يفرك جبهته مُحاولا تشغيل عقله رادفا بحدة :
_ طب واللى فى بطنها! هتعملوا فيه أيه وهل محدش هيلاحظ؟!
إندفع "مالك" مُجيبا على سؤال "إياد" بعد أن فهم المغزى من سؤاله ليردف بحدة وإنفعال:
_ اللى فى بطنها أبنى وأنا مش هتخلى عن حد فيهم
تنهد "إياد" بقليل من الراحة لشعوره بتمسك "مالك" ب "زينة" وأنه لا يريد أن يتزوجها فقط من أجل ما فعله معها بل يشعر بحب "مالك" لها خصيصا بعد أن تذكر منظره حينما غابت "زينة" عن الوعى ، ولكنه عزم على إخفاء تعاطفه معه رادفا بحدة :
_ أنا هساعدك يا مالك بس مش عشانك ، عشان زينة تبقى أختى وأنت ظلمتها ، وعشان البيبى اللى فى بطنها ملوش ذنب إن ليه أب مجنون ومُتهور زيك ، المهم هى زينة فاقت؟!
هز "مالك" رأسه نفيا عن سؤال "إياد" رادفا بهدوء وهو يمسح وجهه:
_ مش عارف هروح أطمن عليها أهو
أومأ له "مالك" برأسه موافقا على حديثه مُعقبا بهد
_ ماشى وانا هستنى هنا مع عمى عشان ميحسش بحاجه
أسرع "مالك" فى التوجه نحو المصعد للصعود للطابق الذى توجد به "زينة" ، وصل أمام غرفتها ليقف أمام الباب وهو يشعر بالتردد والأرتباك ، ماذا سيفعل لو كانت أستيقظت! ، ماذا سيقول لها! ، كيف سيفسر لها سبب تلك العمله الشنيعة التى فعلها بها! ، هل ستصدقه وتسامحه أم بالفعل كرهته ولن تسمح له بالتفوه بحرف ، أستجمع "مالك" شجاعته وفتح باب الغرفة ليجدها نائمة على الفراش وذلك المحلول الطبى موصل بساعدها وهى لاتزال مُغيبة عن الوعى
سحب "مالك" كرسى ووضعه بجانب فراشها جالسا على الناحية الأخرى للمحلول ليلتقط يدها مُحتضنا إياها وأخذت دموعه فى التهاوى بصمت وبكاء مرير ، وظل يُفكر فى فداحة ما فعله بها وهو يتذكر صراخها وهى تطلب منه الرحمة وعدم فعل ذلك الشيء بها ولكنه لم يكن يستمع إلى صرخاتها بل كان يستمع إلى صوت تلك العاهرة الذى لم يُغيب عن باله لحظة ، ليتذكر صرخة "زينة" وهو يقتحمها بدون أى مقدمات ويفكر فى حجم ألمها فى تلك اللحظه بسبب غبأه وقلة عقله ، قبل "مالك" يد "زينة" وأحتضن كفها بوجهه وهو يردف بين بكائه المكتوم ودموعه التى تنساب دون توقف:
_ أنا أسف ، أسف يا زينة ، أسف
شعرت "زينة" بأحتضانه لكفها ودفء أنفاسه التى تضرب بساعدها وتلك الدموع التى رطبت يدها ، لتفتح عينيها بثقل شديد ورؤية غير واضحة ، لحظات ووضحت لها الرؤية لترى أن من يحتضن يدها هو "مالك" لتسحب يدها منه بسرعة ، ليلاحظ "مالك" إفاقتها ليرفع وجهه إليها لترى هى تلك الدموع التى تتهاوى من مقلتيه ولكنها لم تهتم ، لتصيح بفزع ورعب رادفة بأستفسار :
_ فين ديانة ، أيه اللى حصل؟!
أزدادت أعين "مالك" فى ذرف الدموع وهو ينظر نحو "زينة" بضعف وشعور بالذنب تجاههما هما الأثنتين رادفا ببكاء:
_ ديانة بتموت يا زينة ، بتموت بسببى يا...
قاطعته "زينة" بحزم وإصرار وهى تقوم بخلع المحلول من ذراعها رادفة بحدة :
_ ودينى عن ديانة
حاول "مالك" إيقافها ومنعها عما تفعله وهو يشعر بالرعب من أن تأذى نفسها رادفا بخوف :
_ زينه أهدى عشان خطرى أنتى كمان تعبانه أوى و..
قاطعه "زينة" مرة أخرى ولكن تلك المرة بإنفعال صارخة به بغضب وحدة رادفة :
_ بقولك ودينى عند ديانة حالا
شعر "مالك" بالقلق عليها بسبب إنفعالها هذا ليُوافقها على طلبها كى لا يزداد الأمر سوأ رادفا بتحذير
_ حاضر هوديكى بس خلى بالك محدش يعرف حاجه بخصوصنا ، أوعى تقولى حاجة دلوقتى على الأقل لما نطمن على ديانة
رمقته "زينة" بكثيرا من الغضب والإنزعاج الممزوج بخيبة الأمل التى تشعر بها تجاهه ، فهى لم تكن تتوقع منه أن يفعل ذلك بها والأن هما السبب فيما حدث ل"ديانة" وإذا حدث لها شيئا لن تُسامح نفسها أبدا
أستجمعت "زينة" قوتها ونهضت من على الفراش ليُحاول "مالك" مد يده ومساعدتها لتدفعه "زينة" بعيدا عنها ونهضت بمفردها وسارت مُتجهة ناحية الباب ، ليطالعها "مالك" بندم وأدرك أن كل الحب الذى كانت تحمله له قد تحول إلى كراهية بسبب فعلته الدنيئة تلك ليتبعها فى صمت وحسرة على ما وصلا له
*-*-*
كان لايزال مُغشيا عليه بجانب قبر والدته كالذى فارقته الحياة بجميع شهواتها وملازاتها ، يرقد ويبدو عليه الكثير من الراحة ، كيف لا يشعر بالراحة وذلك هو الملجئ الأخير الذى يلجأ إليه جميع البشر بعد أن يسترد خالقهم أمانته ، ولكن ليس وقته بعد لايزال لم يأتى ميعاده ، أرتفع صوت المؤذن بذكر الله لتنبيه للناس بأنه حان موعد أذان الفجر ، فتح "جواد" عينيه بثقل شديد وهو مُمسك برأسه يشعر بكثير من الألم بسبب كثرة بكائه ، أنتفض من مكانه عندما تذكر لماذا هو هنا ليصيح بصدمة ولهفة مُتمتما بأسمها رادفا :
_ ديانة
نهض "جواد" من مكانه ولم يهتم لملابسه التى اصبحت مليئة بالأتربة وسريعا ما توجه ناحية الباب عازما على الذهاب إلى المشفى ، ليوقفه تلك اليد المُجعدة المُتهالكة والتى عانت طوال عمرها التى أمتدت على الباب أمامه ، ليرفع "جواد" نظره إلى صاحب تلك اليد ليجده حارس المدافن الذى جاء لتفقد المكان ، بينما صُدم الحارس من وجوده ليردف بإندهاش موجها حديثه تجاه "جواد" بصوت مبحوح رادفا بأستفسار:
_ جواد! ، خير يا أبن الناس الطيبين
تنهد "جواد" بأنفاس مُتثاقلة موضحة حجم التعب والمُعانة التى يشعر بها ليربت على كتف ذلك الرجل العجوز رادفا بهدوء:
_ خير يا عم محفوظ ، معلش أقفل أنت الباب
كاد "جواد" أن يرحل لتمنعه يد عم "محفوظ" التى قبضت على ذراعه مانعا إياه من الذهاب رادفا بلهفة وأبتسامة مُحبة :
_ مستعجل ليه يا أبنى! ، رايح فين كده؟!
أغمض "جواد" عينيه بندم وشعور الحسرة والضعف لا يرأفان به ليجيبه بهدوء وتأثر بكلمات ذات معنى عميق قائلا :
_ رايح ألحق أصلح الغلط أللى عملته قبل ما يفوت الأوان
أبتسم عم "محفوظ" بأستهزاء على تسرع "جواد" وغفلته عما هو أهم رادفا بكلمات ذات معنى كبير وصادق:
_ كل شيء ولُه أوان يا جواد يا أبنى ، واللى أوانه حضر الأول يبقى واجب علينا تنفيذه والأذان أذن ولازم نلبى النداء
شعر "جواد" بالرهبة والأرتباك فهو لا يتذكر متى أخر مرة وقف ليصلى بها هو بالكاد يتذكر كيف نُادى الصلاة ، ولكن الأهم هل سيكون له القدرة على الوقوف بين يدى الله! ، هل سيتجرأ ويطلب منه شيئا فى صلاته وهو كل ما كان يفعله معاصى وذنوب! ، حاول "جواد" التهرب من عم "محفوظ" رادفا بتلعثم وإرتباك:
_ بس..بس أنا..أنا مستعجل و...
قاطعه عم "محفوظ" مانعا إياه من إكمال حجته رادفا بإصرار وتأكيد:
_ مفيش حاجه فى الدنيا تخلى الواحد يتأخر عن تلبية نداء ربه ، ربك هو اللى بيزيح الغُمه ويرفع البلاء مش الأموات يا أبنى
أندهش "جواد" مما قاله ذلك العجوز وأدرك أنه أستمع لما كان يقوله لوالده ، ليقطع "محفوظ" شروده مفسرا له الأمر رادفا بإعتذار:
_ أعذرنى يا أبنى صوتك كان عالى وغصب عنى سمعت صريخك وعياطك بس مردتش أدخل ، سبتك تطلع كل اللى جواك
زفر "جواد" بقلة حيلة سامحا لنفسه بالأستسلام والضعف وعدم إصطناع القوة المُزيفة تلك ، ليردف بتعب وحزن بات واضحا فى نبرة صوته قائلا:
_ كان نفسى أرتاح يا عم محفوظ
هز عم "محفوظ" رأسه بعد الموافقة على حديث "جواد" مُصححا إياه بثقة وتأكيدا رادفا بحب وصدق:
_ مش هترتاح غير وأنت وأقف بين أيدين ربك وبتأدى فرضك اللى أمرك بيه يا جواد ، هو بس اللى يقدر يرفع البلاء عنك ويريح قلبك ، أُقصده يا أبنى وأنت ساجد وهو مش هيردك مكسور الخاطر أبدا
لمعت عينى "جواد" متأثرا من حديث عم "محفوظ" ليرفع المؤذن صوت الإقامة مُعلنا عن النداء الأخير قبل البدء فى الصلاة ، ليبتسم عم "محفوظ" إلى "جواد" ويلتقط يده مُتجها صوب الجامع رادفا :
_ يلا يا أبنى ، يلا نلبى النداء
*-*-*
وصل كلا من "محمود" و "منال" و"ملك" إلى المشفى للأطمئنان على "ديانة" ، ما إن وصلوا أمام غرفة العمليات حتى أسرعت "منال" بأحتضان "مالك" بلهفة وإشتياق رادفة بنبرة مُعاتبة:
_ مالك ، كدا يا مالك تبعد عنى كل الفترة دى
بادلها "مالك" العناق بأشتياق مُماثل رادفا بهدوء :
_ حقك عليا يا حبيبة قلبى ، مش هبعد عنك تانى
خرجت "منال" من عناق "مالك" مُستفسرة عن حالة "ديانة" رادفة بلهفة وإستفسار :
_ أختك عملت أيه؟!
ربت "مالك" على كتفيها مُحاولا طمأنتها وهو بالكاد يمنع نفسه عن البُكاء رادفا بأعين لامعة :
_ لسه فى أوضة العمليات ، أدعلها يا ماما
وضعت "منال" يدها على صدرها وقد تهاوت دموعها بخوف ورعب على أبنتها وهى تردف بتمنى :
_ يارب ، يارب
كل ذلك كان يحدث أمام "زينة" التى تقف بجانب والدها أمام باب غرفة العمليات ، ليحاوط "هاشم" بذراعه جسد "زينة" رادفا بأستفسار :
_ جيتى ليه يا حبيبتى ، كنتة خليكى فى البيت وأنا أطمنك
حاولت "زينة" إصطناع القوة أمام والدها كى لا يشك بالأمر رادفة بهدوء :
_ مكننش هرتاح يا بابا ، كان لازم أجى أطمن بنفسى
كاد "هاشم" أن يتحدث ليقاطعهم خروج الطبيب من غرفة العمليات وهو ينزع عن وجهه تلك الكمامة الطبية ويزفر بثقل ، أجتمع الجميع حوله للأطمئنان على "ديانة" وجنينها ، شعر الجميع بالخوف الشديد من ملامح الطبيب الغير مُطمئنة وانعقد لسانهم خوفا مما سيقول بينما أندفع "هاشم" بلهفة موجها سؤاله نحو الطبيب رادفا بأستفسار :
_ خير يا دكتور؟!
*-*-*
دلف "جواد" إلى قاعة المُصلين بعد أن أنتهى من الوضوء ووقف بينهم وهو يشعر بالكثير من الخزي والندم من كل ما كان يقوم به من فعل أشيئاء مُحرمة ومكروهة ، وقف ورفع ذراعيه ليكبر ويبدا فى صلاته ، فى البداية كان يشعر بالثقل والعبء الكبير فوق كتفيه ولكن كلما كان يتعمق فى صلاته كان يشعر بالراحة والسكينة وخصيصا عندما سجد وتخلص من كل ذلك الكبر والغرور الذى يصطنعهم أمام الجميع لتخور قوته ويشعر بالحاجة الشديدة للبكاء والشكوى إلى خالقه
أنتهى "جواد" من صلاته ولكنه ظل جالسا فى مكانة وشعر بأنه لم يعد لديه القدرة على التحمل أكثر من ذلك ، خارت قوته وأخذ يبكى بكل ما فيه من ألم وندم على كل ما فعله بحياته ، وأيضا شعوره بالظلم لما عانه على يد "هناء" بدون أن يكون له أى ذنب فيما حدث ، ولكن لحظة لما يلومُ على "هناء" وهو فعل نفس الشيء مع "ديانة"! ، هو أيضا ظلمها بدون أن يكون لها أية ذنب فيما حدث من زمن
أزداد نحيب "جواد" وبكائه عند تذكره لكل شيء سئ فعله مع "ديانة" بدون أن يكون لها أى ذنبا معه ، رفع يده إلى السماء وعينيه تذرفان الدموع دون توقف رادفا بألم وحسرة مُتمتما :
_ يارب أنا عارف إنى مليش الحق إنى أرفع إيدى وأطلب منك حاجه ، بس أنا عشمى فيك كبير أوى ، أنت أحسن منى أنت اللى عالم باللى جوايا ، أنا مش هقول أعذار أو مبررات لأى حاجه غلط عملتها ، بس أنا هوعدك إنى مش هعمل كده تانى ، عمرى ما هرجع للمعاصى تانى ، عمرى ما هظلم ديانة تانى بس أنت متحرمنيش منها ، أنت اللى عالم أنا حبيتها قد أيه وبعمل أيه عشانها متخلنيش أحس إن كل ده على الفاضى ، بلاش تحرمنى منها أنا بحبها اوى يارب متحرمنيش منها يارب
ظل يشهق بين بكائه وهو يشعر بالندم والكراهية تجاه نفسه ، دفن وجهه بين كفيه وهو يبكى كالأطفال غير مُهتما بنظرات من حوله ، قطع بكائه صوت هاتفه الذى صاح مُعلنا عن وجود إتصال من صديقه "إياد" ، شعر "جواد" بالخوف والقلق من ذلك الأتصال ولكنه سريعا ما أجاب مُنفضا رأسه من تلك الأفكار السيئة التى تدور بها ، فتح "جواد" المكالمة ليأتيه صوت "إياد" رادفا بلهفة:
_ جواد تعالى بسرعة
أنتفض قلب "جواد" من الرعب والفزع وأصبح يتنفس بصعوبة بسبب ثقل أنفاسه رادفا بلهفة وهلع:
_ فى أيه! ، ديانة حصلها حاجه؟!
أتاه صوت "إياد" أمرا إياه رادفا بحدة وإصرار:
_ ديانة خرجت من أوضة العمليات ، تعالى بسرعة
فز "جواد" من مكانة وأسرع فى الخروج من المسجد وهو يشعر بزيادة ضربات قلبه موجها حديثه نحو "إياد" رادفا بلهفة وأستعجال:
_ أنا ج
اى حالا
↚
حملت "هناء" تلك الرضيعة وتوجهت بها نحو السور عازمة على إلقائها من فوقه كى تتخلص منها إلى الأبد وهى ترأى بها أحلامها وأمالها المُحطمة وقلبها المُنفطر موجهة حديثها نحو تلك الطفلة رادفة بغضب وكراهية :
_ أنتى المفروض كنتى تبقى بنتى أنا عشان أنتى بنت حبيبى بس حظك الأسود إنك جيتى منها هى من الست الحرامية اللى سرقت منى حبيبى ، وعشان كده لازم تموتى يا ديانة
صاحت صارخا موجهة حديثها نحو تلك المرة التى لم تدعها تعيش فى سلام ، بل خربت لها حياتها ونزعت منها فرحتها ولم تكتفى بذلك ، بل أيضا تريد الان قتل ابنتها ، لتصرخ "لبنى" مُحاولة إيقاف "هناء" رادفة بحدة:
_ هنااء..أبعدى عن بنتى يا هناء ، هى ملهاش دعوة
صرخت بها "هناء" بغضب وكراهية مُصرة على حديثها رادفة بحدة
_ لا ليها يا لبنى دى بنتك اللى خلفتيها من شرف بعد ما أتجوزتيه وحرقتى قلبى عليه وأنا دلوقتى هحرقك قلبك أنتى كمان
ألقت "هناء" بتلك الرضيعة من فوق ذلك السور ، صرخت" لبنى" وأسرعت تجاه السور لتجد طفلتها سقط فى ذلك الظلام الكالح ولم تعد تراه بعد ، لتصرخ بألم وحسرة مُنادية على أبنتها رادفة :
_ دياانة
تشعر بثقل أنفاسها والعرق يتصبب من جبينها وكأنها تُصارع الموت التى ظلت تنتظره من أكثر من ٢٠ عاما ، تحرك رأسها بطريقة هستيرية وتنهج بصوت عالى وصعوبة كبيرة فى إلتقاط أنفاسها ، تعمل جُاهدة على مُلاحقة ذلك الظلام الذى سرق منها أبنتها رادفة بصعوبة بالغة وثقل شديد وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا مُتمتمة :
_ د..ديا..ديااا...ديانة
نطفطتها وهى تنتفض مُعتدلة فى جلستها بعد أن فتحت عينيها بسرعة وهى تشعر بكثير من الفزع والزعر مُتمتمة بهستريا وفزع شديد رادفة :
_ ديانة..بنتى ، بنتى
لم تهتم إلى كونها أستعادت قدرتها على الكلام وأسرعت إلى غرفة مرافقتها الذى عينها لها "هاشم" لمراعتها وأخذ تهز فيها مُحاولة إفاقتها رادفة بلهفة :
_ ألاء..ألاء أصحى يا ألاء
فتحت "ألاء" عينيها بثقل شديدة غير مُستوعبة لما يحدث حولها وعندما رات صورة مهزوزة لأمرأة وتناديها ظنت إنها تحلم لأنها تعلم أن "لبنى" لا تستطيع التحدث ولكن "لبنى" سريعا ما افاقتها وهى تُبلل وجهها بتلك المياة التى كانت بجانبها ، شهقت "ألاء" وهى تفيق من نومها لتضح لها الرؤئية ، وأدركت أنه ليس حلما عندما أستمعت لصوت "لبنى" رادفة بأمر
_ أصحى يا ألاء بالله عليكى يا بنتى
فرجت "ألاء" فمها من هول الصدمة رادفة بأندهاش :
_ هو حضرتك بتتكلمى يا مدام لبنى؟!
لم تهتم "لبنى" بسؤالها لتردف بحدة :
_ كلميلى هاشم فوراً يا ألاء
أومأت لها "ألاء" بالموافقة وهى تلتقط خاتفها رادفة :
_ حاضر يا مدام
حاولت "ألاء" الأتصال على "هاشم" ولكنه لم يرد عليها فوجهت حديثها نحو "لبنى" رادفة بأسف :
_ مش بيرد يا مدام لبنى
صاحت "لبنى" بعدم إستسلام رادفة بإصرار :
_ حاولى تانى يا بنتى لازم يرد
بالفعل حاولت الفتاة مرة أخرى ولكن دون فائدة ف "هاشم" تاك المرة أيضا لم يرد ، لتهز الفتاة رأسها مُعتذرة ل "لبنى" رادفة بأسف :
_ بردو مفيش رد يا مدام لبنى
شعرت "لبنى" بالقلق الشديد حيال عدم رد "هاشم" لتردف بقلق :
_ طب انا عايزه أروحله يا بنتى
أيتلعت "ألاء" بحرج رادفة بأسئ :
_ أسفه يا مدام لبنى معنديش إذن بأنى أخرجك بس اوعدك هنحاول نوصله
شعرت "لبنى" بالعجز الشديد وأن ليس بيدها حل سوا أن تجلس وتنتظر إتصالا من "هاشم" أو حتى مجيئه لتتنهد بقلة حيلة رادفة :
_ ربنا يستر
___
_ خير يا دكتور!
صاح بها كلا من "هاشم" و "محمود" فى أنٍ واحد وكلاهما يشعر بالقلق والخوف على "ديانة" مُتسفسرين عن حالتها ، نظر كلاهما إلى بعضهما وأخذ يتبادلا نظرات القلق ، ليلفت إنباههم حديث الطبيب الذى صاح مُطمئنا إياهم رادفا بهدوء :
_ الحمدلله الولادة تمت على خير بس مع الأسف مش هنقدر نحدد الجنين هيعيش ولا لا غير بعد ١٢ ساعة لانه نازل قبل معاده وجسمه ضعيف جدا
تدخلت "منال" رادفة بلهفة مُستفسرة عن أبنتها وعن صحتها مُعقبة بفزع :
_ طب وبنتى! ، بنتى عامله أيه!!
لاحظ الطبيب فزعها وخوفها الشديد ليُحاول تطمئنها رادفا بهدوء :
_ الأم لسه قدامها شوية وتفوق من البنج
تدخل "هاشم" مُستفسرا عن صحة "ديانة" رادفا بلهفة وأستفسار :
_ المهم حالتها مُستقرة يا دكتور؟!
أومأ له الطبيب بالموافقة مؤكده على حديثه رادفا :
_ أطمن حالتها كويسه جدا
أعتلت ملامح الأستغراب وجه كلا من "زينة" و"إياد" من تغير "هاشم" وإهتمامه بصحة "ديانة" وليس الجنين ولكنهم لم يُظهروا ذلك الأستغراب أمام أحد ، لتردف "ملك" موجهة حديثها نحو الطبيب مستفسرة :
_ طب هو أحنا ممكن ندخل نطمن عليها يا دكتور؟!
أومأ لها الطبيب بالموافقة ولكنه أيضا حذرهم من إرهاقها رادفا بتحذير :
_ أه طبعا ممكن بس أرجوكم لو فاقت محدش يتعبها بالكلام
وافق الجميع على حديث الطبيب ودلفو جميعا غرفة "ديانة" للأطمئنان عليها
❈-❈-❈
سحب "جواد" مكابح السيارة بهرجلة فور وصوله أمام باب المشفى ، سريعا ما ترجل منها وأخذ يركض إلى الداخل غير مُهتما بوقفة السيارة الخاطئة ، كل ما يُعير أهتمامه هو أن يطمئن على "ديانة" وأنها بخير
دلف "جواد" المشفى بهرجلة وهو يركض مُتجها نحو غرفة العمليات ، وبالفعل وصل إلى هناك ولكن أوقفه إنغلاق ذلك الضوء الأحمر فوق الباب والذى يُفسر إنتهاء العملية
ظل "جواد" يلتف حول نفسه لا يعلم أين ذهب الجميع وما هى حالة "ديانة" ، أهى بخير! أم حدث لها شيء! ، تلك الأفكار السيئة لا ترأف بيه ولا ترحمة مُسببة له الكثير من الرعب والفزع ، ليجد إحدى الممرضات تخرج من الغرفة ، ليلتقط ذراعها مانعا إياها من الذهاب رادفا باستفسار وشيئا من الهلع :
_ ديانة فين؟؟
للحظات شعرت الممرضة بكثير من الرعب بسبب هيئة "جواد" المُخيفة ، فشعريه مُبعثر بطريقة مُفزعة وعينيه تصرخ بالأحمرار تكاد تذرف الدماء بالأضافة لكونهما منتفختان ، أبتلعت الممرضة بقلق ولكنها حاولت الرد عليه رادفة بأستفسار :
_ قصد حضرتك المدام اللى كانت بتولد؟!
أومأ لها "جواد" بموافقة وقلبه يكاد يخرج من مكان من شدة الخوف والقلق رادفا بعدم صبر وإنتظار :
_ أيوه هى فين!!
حاولت الممرضة تهوين الأمر وأبتسمت له مُطمئنة إياه رادفة بتهنئة :
_ الحمدلله ولدت ونقلناها أوضة تانية
أغمض "جواد" وتنهد براحة وكأنه كان محبوسا بمكان خالى من الهواء ولتوهِ أستطاع أخذ أنفاسه ، فتح عينيه ونظر نحو الممرضة مُستفسر عن مكان غرفة "ديانة" رادفا بلهفة :
_ وفين الأوضة دى؟!
أبتسمت له الممرضة بعد أن شعرت بهدوء فزعه وشعرت بالأطمئنان رادفة :
_ الدور اللى فوقينا غرفة رقم ٨ يا فندم
ركض "جواد" بسرعة مُتجها ناحية المصعد ولكنه وجده بالأسفل وعليه أستدعائه، ترك المصعد بنفاذ صبر وأتجه سريعا ناحية الدرج صاعدا إلى أعلى ، وصل أمام غرفة "ديانة" وهو يستمع إلى الهمامات المنخفضة بالداخل ليُخمن إنها لا تزال نائمة ، دلف "جواد" الغرفة ليجد الجميع مُجتمع حول "ديانة" الغارقة فى نومها وما إن شعروا بدخوله ظلوا جميعا ينظروا إليه ، فمن الذى يرمقه برعب وخوف من أن يفعل ب"ديانة" شيئا ومنهم الذى يقلق من رده فعله أو من أن يفعل شيئا مجنونا ومنهم من يشعر عليه بالشفقة لانه يعلم ما بداخله
تقدم "جواد" بخطواته متجها نحو فراش "ديانة" ليفتح له الجميع الطريق للوصول إلى ، وقف أمام فراشها وهو يراها غارقة فى عالم أخر ليشعر بالحاجة الشديدة لضمها إلى صدره ويبكى بكل ما فيه من قوة ، ولكنه لايزال "جواد الدمنهورى" الذى لا يُظهر ضعفه أمام أحد مهما كلفه الأمر ، أصطنع "جواد" القوة موجها حديثه للجميع رادفا بحدة :
_ كله برا
صُعق الجميع من طلب"جواد" الواضح من نبرة صوته أنه أمر غير قابل لنقاش ، ولكن "منال" لم تتقبل الأمر وحاولت أن تُخالفة رادفة ببكاء وخوف على "ديانة" :
_ أنا مش هسيب بنتى وأط...
صاح "جواد" بكثير من الغضب والإنفعال غير مُكترثا لأحد ضاربا الطاولة بجانبه رادفا بحدة :
_ بقول كله برا
أنتفض الجميع إثر صياح "جواد" الواضح عليه أنه يُخفى ضعف شديد لا يريد أن يظهر به أمام الجميع ، لأحظ "محمود" ألم "جواد" الذى يُحاول أن يُخفيها بلأضافة إلى هيئته التى تفصح عن أن الأمر ليس هينا عليه ، ليتقدم "محمود" من "منال" مُلتقطا يدها رادفا بهدوء :
_ تعالى يا منال
كادت "منال" أن تُمانعه ولكن أوقفها "محمود" مُحاولا إقناعها رادفا بأصرار :
_ أسمعى كلامى عشان خطرى
أومأت "منال" برأسها موافقة على حديث "محمود" وأتجه معه نحو الخارج ليلحقهم الجميع شخصا وراء الأخر ، ليتقدم "إياد" ببعض الخطوات مُتجها إلى "جواد" ليربط على كتفه مُحاولا مواسته فهو الأن بات متأكدا أن صديقه بالفعل أحبها كثيرا ولكنه بصراع وعليه أن يخوضه وحده ، خرج "إياد" من الغرفة وأغلق الباب خلفه
ما كان صوت إغلاق الباب سوا إشارة بداية إنهيار ل "جواد" الذى سقط على ركبتيه بجانب فراش "ديانة" ، بدأ فى البكاء بشكل هستيرى وكأنه لا يعرف كيف يتوقف عن ذلك الأنهيار ، ظل يبكى ويتنفس بصعوبة بسبب كثرة شهقاته ، ألقى "جواد" بنفسه على قدم "ديانة" التى لاتزال بعتلم أخر غير العالم رادفا بنحيب :
_ متسبنيش يا ديانة ، أبوس رجلك متسبنيش ، أنا مليش حد غيرك ، أنا عمرى ما حسيت إنى موجود غير وأنتى جمبى ، عمرى ما حسيت إنى بالأمان غير وأنتى معايا ، أنا من غيرك ضعيف وجبان وخايف ، أرجوكى يا ديانة متبعديش عنى أوعى تسبينى يا ديانة أرجوكى
ظل "جواد" يحتضن قدميها وهو يبكى بإنهيار وضعف غير مُنبها لذلك الشخص الذى يقف عند الباب مُستمع لكامل حديثه ، أبتعد "جواد" عند قدميها قليلا وسريعا ما رفع نظرها إليها مُتفحصا ملامحها رادفا بضعف بين نحيبه :
_ عارفة يا ديانة يوم ما كنت سكران وعملت معاكى علاقة وانا مش فى وعى تانى يوم لما روحتى لدكتور كنت مرعوب أكون أذيتك غصب عنى وبعد ما مشيتى من عندها روحتلها ، سألها عليكى وعلى الجنين بس هى فجأتنى بأكتر حاجه مكنتش أتمناها ، فجأتنى أنك حامل فى ولد
أتسعت إبتسامة "هاشم" الذى كان يستمع إلى حديث "جواد" عن سماعه أن حفيده الذى لم يراه بعد ولد ، ولكنه كان يريد أن يستمع إلى باقى حديث أبنه كى يتأكد مما يشعر به ، ليُكمل "جواد" بعد أن أحتضن "ديانة" التى لاتزال غائبة عن الوعى رادفا بمزيد من البكاء :
_ عارفة لما قالتلى كده مكنتش عارف أعمل أيه، خوفت خوفت عليه منى ، خوفت يطلع ضعيف وجبان زيى ، خوفت يجرالك حاجه او تبعدى عنى وتكرهيه يقوم يتربى على أيد هناء ويبقى جواد الدمنهورى مرة تانيه
قال جملته الأخيرة بكراهية وإنفعال لما هو أصبح عليه الأن بسبب تربية تلك المرأة له ، تلك التربية التى لم تكن إنسانية على الأطلاق مما جعلته أصبح وحشا ليس إنسانا ، بينما "هاشم" قد شعر بالصدمة مما يقوله أبنه ، ما هو ذلك الشيء المُفزع بالنسبة لأبنه الذى كانت تفعله "هناء"! ، لما يشعر أن أبنه يكرها ويخافها لا يُحبها! ، ليُكمل "جواد" حديثة وهو لايزال مُحتضن إياها رادفا :
_ وقتها قلت لا يا ديانة مش هسمح بكده مش هسمح إن أبنى يعيد تجرلتى تانى ، قولت لازم أتغير عشانك وعشانه ، روحت نفسى وتابعت معاه وكل مره كنت بضعف او أفقد الثقه فى نفسى كنت بحطك حافز ليا عشان أكمل
خرج "جواد" من عناق "ديانة" وألتقط يدها وسريعا ما قبلها بكثيرا من الحب والأحتياج رادفا بصدق :
_ أيوه يا ديانة عايز أتعالج عشانك...عشان متسبنيش.. عشان تحبينى زى ما أنا بحبك ، بحبك يا ديانة...بحبك أوى
أحتضن "جواد" كف يد "ديانة" بوجهه وظل يبكى بكثير من الحب الذى يريد أن يصرخ به أمام الجميع ويعترف أنه اسأء كثيرا فى حقها وأنه يتمنى أن تسامحه ، بينما "هاشم" أبعد رأسه عن الباب وسريعا ما خرج وأحكم غلقه ورائه
❈-❈-❈
فتحت "ديانة" من زرقاوتيها بثقل شديد ولكنها سريعا ما أغلقتها مرة أخرى بسبب أشعة الشمس الذى صدمتها، لتُحاول فتحهم مرة أخرى ولكن تلك المرة ببطئ شديد حتى تعتاد هذا الضوء ، حاولت ان تنهض بعفوية ولكنها شعرت بألم شديد أسفل بطنها لذلك أستكانت مرة أخرى رمت عينيها بجانب يدها اليسرى لتجد "جواد" يجلس على الكرسى ومنحنى بجذعه العلوى وأضعا رأسه بجانب يدها ، سريعا ما تذكرت ما حدث ليلة أمس وما دار بين "جواد"و"مالك" ومعرفتهم بحمل "زينة"، لتُتمتم بفزع وزعر رادفة بتلعثم :
_ ما..لك!
كانت "مالك" أول من خطر ببالها ولكنها تذكرت أن عليها أن تسال عن شيء أخر أهم وهو طفلها وخصوصا بعد تذكرها لتلك الدماء التى أنسدلت من بين ساقيها ، لتصيح بهلع :
_أبنى..أبنى!!
شهر "جواد" بحركتها ولكن ما أرغمه على إفاقة نفسه هو صراخها بالنداء على جنينها وهو حتى لا يعلم إذا كان الطفل بصحة جيدة أم لا! ، أقترب "جواد" نحوها مُحاولا تهدئة إياها رادفا بخوف عليها :
_ أهدى يا ديانة أبننا ف....
قاطعته "ديانة" صارخة فى وجهه بكراهية ونفور صارخة بتخبط لا تعلم ما الذى تصيح به اولأ ولكنها دفعته رادفة بحدة :
_ أنت بتعمل أيه هنا! ، أبعد عنى ، فين أبنى؟
دلف الطبيب بصحبة الجميع عند سماعه لصوت صراخ "ديانة" ليتقدم نحوها مُحاولا تهدئتها رادفا بتحذير :
_ أهدى يا مدام ديانة حضرتك لسه طالعه من ولاده مش سهله
صاحت "ديانة" موجهة حديثها نحو الطبيب رادفة بأستفسار :
_ أبنى فين!
لم تنتظر أن يأتها راداً منه لتشعر بغصة فى حلقها وأصبحت الدموع تنهمر من مُقلتيها دون توقف وهى تُتمتم بكسرة قلب رادفة بألم :
مات!
صاحت "منال" نافية حديث "ديانة" رادفة بلهفة :
_ لا يا بنتى ، أبنك فى الحضانه وهيبقى كويس إن شاء الله
رمقت "ديانة" "منال" بعدم تصديق رادفة ببكاء :
_ أنتوا بتضحكوا عليا يا ماما صح!
هزت "منال" رأسها بالرفض مُحاولة تطمئنها رادفة بصدق :
_ لا يا قلب ماما مش صح والله ، صدقينى أبنك فى الحضانه هو بس ضعيف شويه فلازم يدخل حضانه
تدخل الطبيب مُحاولا تهدئة "ديانة" وتفسير الأمر لها حتى تطمئن على طفلها رادفا بتوضيح :
_ يا مدام ديانة كل الحكاية أن إبن حضرتك نزل قبل معاده بشهرين وده مينفعش لازم يكمل الغذا والفايدة اللى كان بيحصل عليها وهو فى بطنك ، عشان كده لازم يقعد فى الحضانه شهرين يعوض حالة الضعف اللى هو فيها ، وكمان نديكى فرصه تشدى حيلك وتستعدى للبهدله اللى هيبهدلهالك
حاول الطبيب تخفيف الأمر عليها حتى تطمئن إلى حديثه ولكنها سريعا ما صاحت بطلبها المتوقع من أى أم بعد أن تفيق من الولادة :
_ انا عايزة أشوفه
علم "محمود" أن أبنة عنيدة ولن تطمئن أو تصدقهم إلا عندما تراه بيعينيها ليوجه إستفسارة ناحية الطبيب رادفا :
_ ينفع تشوفه يا دكتور؟!
أومأ له الطبيب بالموافقة ولكنه حاول تذكيرها بحالتها وذلك الجرح أسفل بطنها رادفا بهدوء :
_ ينفع بس هى مش هتقدر تمشى
سريعا ما تدخل "جواد" بالحديث رادفا بلهفة :
_ أنا هسندها
طالعته "ديانة" بغضب وكادت أن ترفض ولكنها تذكرت أنه لن يسمح لأحدا غيره أن يسندها إلى هناك ولا حتى "مالك" ، بل وبالأخص "مالك" الذى لا تعرف ماذا سيكون مصيره مع ذلك الجواد عديم الرحمة
أردف الطبيب مُجيبا "جواد" موافقا على إقتراحه :
_تمام مفيش مشكلة بس خلى بالك
أومأ له "جواد" بالموافقة وسريعا ما تدخل كلا من "زينة" و"ملك" لمساعدة "ديانة" على النهوض من مكانها ولكن الحركة كلنت مؤلمة على "ديانة" لتتأوه وهى تنهض مهم ، شعر "جواد" بأرتجاف قلبه بسبب ألمها وكاد أن يُزجزهم على إلأمها ولكن سريعا ما تدخلت "منال" رادفة بتحذير :
_ براحة يا حبيبتى على مهلك
تقدم "جواد" نحو "ديانة" من ناحية "زينة"، وسريعا ما أمتدت يده اليُمنى لإلتقاط يد "ديانة" وأمتدت يده اليُسرى لمُحاوطه خسرها لتستقر داخل صدره وكأنه يحملها بيدا واحدة من خلال خسرها ليصحبها نحو حضانة الأطفال حديث الولادة
توقف كلا من "جواد" و"ديانة" أمام ذلك الزجاج الشفاف الذى يفصل بينهم وبين هذا الصندوق الزجاجى الموضوع يداخله طفلهم ، شعر كلاهما بالكثير من المشاعر الممتعه والمُخيفة فى نفس الوقت ، ف "ديانة" تشعر بالخوف على طفلها وبالأخص من ذلك الجواد الخالى من المشاعر والرحمة ، بينما "جواد" كان يشعر بالخوف من أن يُسئ تربية ذلك الطفل أو يجعله يصبح مثله فى يوما من الأيام ، نعم كلامها يجمعهم الخوف على ذلك الطفل ولكنهما لا يعلمان ذلك
شعرت "ديانة" بإرخاء قواها وسيطرت الألم عليها لتتأوه وتُحاول التحرك بين يدى "جواد" الذى لأحظ مُعانتها ، ليردف بهدوء موجها حديثه نحوها :
_ يلا نرجع الأوضه
هزت "ديانة" رأسهت بالموافقة وسريعا ما أصطحبها "جواد" إلى الغرفة كى ترتاح ، ساعدها "جواد" فى الجلوس على فرأشها وأعتدل فى وقفته عازما على الجلوس بجانبها ، لتُفاجه "ديانة" الذى صاحت بحدة موجهة حديثها نحوه رادفة بحذم :
_ أطلع برا
صُدم الجميع من طلب "ديانة" وخاصة "جواد" الذى شعر بالدهشة من طلبها ، كاد أن يتكلم ولكنها زجرته بحدة وهى تُطالعه بغضب رادفة بإصرار :
_ بقولك أطلع برا
نعم لقد أستعادت قوتها مرة أخرى فالشيء الوحيد الذى كان يجعلها ضعيفة أمامه هو ذلك الطفل الذى كان داخل أحشائها ، كانت تخشى أن يضربها او يدفعها فيتأذى طفلها ولهذا كانت تتلاشى إغضابه او مُصادفة ولكنها الأن أنجبت طفلها الذى ستُحارب من أجله حتى لو كانت من تُحاربه هو والده ، لن تجعل شيء يمس إبنها حتى لو كان على حساب حياتها كلها
شعر "جواد" بالحرج على إصرار "ديانة" على خروجه وبالفعل نفذ لها رغبتها وخرج من الغرفة ليلحق به صديقه "إياد" لمواسته، بينما أقتربت "منال" من "ديانة" مُحتطضنه إياها رادفة بحب :
_ حمدلله على سلامتك يا حبيبة قلبى
أبتسمت لها "ديانة" بخفة رادفة :
_ الله يسلمك يا ماما
صاحت "ملك" موجهة حديثها نحو الطبيب رادفة بأستفسار :
_ هى تقدر تخرج أمتى يا دكتور
أجابها الطبيب موافقا على حديثها رادفا بتحذير :
_ تقدر تخرج بكره إن شاء الله بس ده بشرط الراحة التامة والأهتمام بصحتها وبأكلها
صاحت "منال" موجهة حديثها نحو الطبيب :
_ أكيد يا دكتور أنا هأخدها عندى وهخلى بالى منها و..
قطع "هاشم" حديثها رادفا بنبرة غير قابلة لنقاش :
_ بعد أذنك يا مدام منال ديانة تلزم بيت جوزها ولو حابه تنورينا وتقعدى معاها الفترة دى هتشرفينا كلنا
ترددت "منال" بسبب حديث "هاشم" وأرادت أن تُمانعه رادفة :
_ بس يا هاشم بيه...
قاطعها "هاشم" رادفا بهدوء :
_ مبسش يا مدام منال حتى زينة بنتى هتكون معاكوا لان شكلها كده حبت القعده مع ديانة
كانت "ديانة" تُتابع كل ما يحدث فى صمت وما إن ذكر أسم "زينة" حتى تذكرت تلك المصيبة التى تقع بها ، لتنظر لها "ديانة" بأهتمام ولكنها "زينة" أومأت لها بالموافقة مُحاولة تطمئنها ، لتُحول "ديانة" نظرها نحو "مالك" وظلت ترمقة بكثير من نظرات خيبة الأمل والحزن مما فعله حتى وضع رأسه بالأرض خجلا مما فعله وتسبب به من كارثة فى حق نفسه وحق "زينة"
↚
مر يومين على خروج "ديانة" من المشفى وفعلت مثلما أخبرها "هاشم" وجلست فى فيلا "جواد" وقد رافقها كلا من "منال" و"ملك" و"زينة" ولايزال طفلها فى حضانة الرضع داخل المشفى ، بينما "جواد" خلال تلك الأيام كان يتلاشى مُقابلتها أو التحدث معها كى لا تنزعج منه ، حتى أنه أنتقل كى ينام فى غرفة أخرى ولكنه كان يخطف بعض الدقائق فى منتصف الليل لمُتابعتها وهى نائمة ويظل لوقت طويل يتأملها ويبتسم دون إرادة منه ، بينما "زينة" لم تتحدث إلى "مالك" على الرغم مُحاولاته الكثير فى الحديث معها ولكنها تقفل جميع الطرق لتحدث معه تاركة الأمر ل "جواد" وستفعل ما يأمرها به حتى ولو كان سيزوجها لأى شخص أخر ولايزال لا أحد يعلم ما حدث ما حدث بينها وبين "مالك"
كانت "منال" تستعد للخروج من الفيلا وأنتهت من تبديل ملابسها ، لاحظتها "ديانة" لتظن أنها سترحل وتتركها لتشعر بالخوف وتردف بلهفة :
_ أيه ده! ، أنتى رايحه فين يا ماما؟!
لاحظت "منال" خوف "ديانة" الواضح فى نبرة صوتها لتُحاول تطمئنها رادفة بتوضيح :
_ رايحه يا حبيبتى أطمن على باباكى وأشوفه لو محتاج حاجه أعملهالوا ورجعالك تانى
لاحظت "ديانة" أن "ملك" أيضا بدلت ملابسها وتستعد للخروج مع والدتها لتردف بأستفسار :
_ طب وأنتى يا ملك!!
أجابتها "ملك" وهى تضع حمالة حقيبها على كتفها رادفة بتضويح :
_ أنا هروح معاها أجيب شوية حاجات كده نقصانى وأجيلك تانى متقلقيش
أومأت لهم "ديانة" برأسها موافقة على حديثهم رادفة بأستسلام :
_ ماشى
نظرت "منال" نحو "زينة" موصية إياها رادفة برجاء :
_ خلى بالك منها با زينة
أومأت لها "زينة" بالموافقة رادفة بتأكيد :
_ متقلقيش يا طنط فى عنيا
ربطت "منال" كتفها بأمتنان رادفة بحب :
_ تسلم عنيكى يا حبيبتى
خرجت "منال" من الفيلا بصحبة أبنتها "ملك" وتركت "ديانة" تحت رعاية "زينة" الذى جلست برفقتها ، كادت "ديانة" أن تتحدث ليُقفها صوت رنين هاتف "زينة" مُعلنا عن وجود إتصالا من أحدهم ، رمقت "زينة" هاتفها لتتبدل تقاسيم وجهها ويعتليه ملامح التردد والأرتباك وسريعا ما قامت بالضغط على زر إنهاء الأتصال ، ليُعاود هاتفها يرن مرة أخرى ولكنها قررت فعلتها
لاحظت "ديانة" تبدل ملامح "زينة" وإنزعاجها لتُخمن أن المُتصل هو "مالك" وتحول تخمينها إلى تأكيد عندما أستمعت لصوت رسالة وصلت بهاتف "زينة" التى سريعا ما فتحتها لتعرف مُحتواها ، رفعت عينيها من الهاتف لتنظر فى الفراغ أمامها وتشرد فيما أرسله لها ، قطعت "ديانة" شرودها بثقة :
_ هو مش كده؟!
أومأت لها "زينة" بالموافقة مركدة على حديثها وهى تشعر بالتخبط رادفة بشرود :
_ أيوه
فهمت "ديانة" ما تمر به "زينة" فهى أكثر شخصا إحساسا بها وبما تشعر به لتربط على كتفها مُحاولة التخفيف عنها رادفة بأستفسار علها تجد حلا لتك المشكلة :
_ بيقولك أيه!!
أجابتها "زينة" وهى لاتزال تنظر فى الفراغ وتشعر بالتشتت والتخبط بما يقوله عقلها وما يقوله قلبها وما يُحتمها عليه المنطق من الأعتزاز بكرامتها ، لتردف بخفوت وشرود :
_ عايز يقابلنى ومستنينى فى كافيه وبعتلى اللينك بتاعه
تنهدت "ديانة" بقلة حيلة وشعور بالحزن على تلك المسكينة رادفة بأستفسار :
_ وأنتى أيه رأيك!!
حولت "زينة" بصرها نحوها بسرعة البرق وهى تضم حاجبيها بغضب وضيق عازمة على عدم مُطاوعة قلبها فى هذا الأمر رادفة بحدة وإنفعال "
_ مش هروح
هزت "ديانة" رأسها غير موافقة على حديث "زينة" رادفة بتصحيح :
_ لا لازم تروحى
ضيقت "زينة" ما بين حاجبيبها بأستنكار وقد أعتلى وجهها الكثير من المشاعر المتخبطة تجاه "ديانة" أهى بصفها أم بصفه! ، أتخاف عليها أم عليه! ، أحزينة لأجلها أم لأجله! ، هل تُخبرها لتذهب لرؤيته لأنها تعلم كيف هى تحبه وتشتاق إليه على الرغم من كل ما فعله بها!! ، أم تخبرها أن تذهب من أجل "مالك" ولا تهتم لأمر كرامتها وعزت نفسها أمام كل أرتكبه فى حقها من ذنوب وأخطاء؟!
لأحظت "ديانة" تلك الملامح المختلفة والمُشتتة التى أعتلت وجه "زينة" لتُفسرها بأنها قد فهمتها بشكل خاطئ ولم تتوصل لما تقصدة هى ، لتعقب "ديانة" مُصححة لها تقصدة رادفة بصدق :
_ متفهمنيش غلط يا زينة ، أنا مش واقفه فى صفه عشان هو أخويا بالعكس ، أنا بقولك روحى لأنى أكتر واحده فى الدنيا عارفه مالك ومتأكده أنه لو كان فى وعيه أو دريان باللى بيحصل مكنش عمل كده أبدا
تهاوت دموع "زينة" دون ان تسمح لها بالهبوط ، فى لم تستطيع التحكم فى إنهيارها أكثر من ذلك ، لتنفجر فى البكاء أمام أعين "ديانة" التى ضمتها سريعا إلى صدرها رابطة على كتفها مُحاولة تهدىتها وتخفيف ما تشعر به من ألم وحسرة وإنكسار بسبب ذلك الفعل الغبى الذى فعله "مالك" فى حقها وحق نفسه ، لتحاول "ديانة" تقويتها رادفة بإصرار لكى تتخذ ققرارها :
_ روحى وأسمعيه يا زينة وبعدها أبقى قررى تديله فرصة تانيه أو لا!!
نظرت لها "زينة" بحيرة كيف ستتركها وحدها؟ ، لتردف بأستفسار :
_ طب وأنتى أسيبك لوحدك أزاى!!
حاولت "ديانة" تطمئنها وجعلها توافق على الذهاب رادفة بتأكيد :
_ يا بنتى أنا بقيت كويسه أهو وبعدين دادا هدى معايا ولو عوزت حاجه هقولها ، يلا أنتى عشان تلحقى معادك
أومأت لها "زينة" بالموفقة وسريعا ما قبلتها فى وجنتها رادفة بحب وإمتنان :
_ مش هتأخر عليكى
أومأت لها "ديانة" بالموافقة رادفة بهدوء :
_ ماشى يا حبيبتى أبقى طمنينى
وبالفعل بدلت "زينة" ملابسها وأسرعت فى الخروج من الفيلا مُتجها نحو ذلك المقهى الذى ينتظرها "مالك" به تاركة "ديانة" بالفيلا برفقة العاملة "هدى"
❈-❈-❈
صدح صوت الهاتف فى جميع أركان قصر الدمنهورى لُسرع العاملة "حُسنة" فى التوجه نحو لتُجيب على المُتصل ، رفعت "حُسنة" سماعة الهاتف واضعة إيها على أذنها رادفة بأستفسار :
_ أيوه مين؟!
شعرت "ماجدة" بالراحة بأن من أجابتها هى "حُسنة" وليست "هناء" لتردف بلهفة :
_ أيوه يا حُسنة أنا ماجدة
صاحت "حُسنة" بكثيرا من السعادة مُهللة فرحا بسماع صوت "ماجدة" وأستطاعتها على التحدث رادفة بسرور :
_ الست ماجدة (زغروطة) أنتى بتتكلمى يا ست ماجدة! يا ألف نهار أبيض ، حمدلله على سلامتك
شكرتها "ماجدة" وسريعا ما سألتها فهى لا تملك الوقت الكافى لكى تُنقذ تلك الفتاة من هذا الظلام الحالك التى ستجربه على يد "هناء" لتردف بأستفسار :
_ الله يسلمك يا حُسنة ، فين هاشم؟!
أجابتها "حُسنة" والبسمة لم تُفارق وجهها رادفة بأحترام :
_ هاشم بيه خرج من يجى ساعه كده
لعنت "ماجدة" حظها ولكنها سريعا ما تذكرت "زينة" فهى أكثر شخصا سيُساعدها فى هذا الأمر رادفة بلهفة :
_ طيب فين زينة؟!
زفت لها "حُسنة" خبر ولادة "ديانة" رادفة بسعادة :
_ الست زينة عند جواد بيه فى بيته ، أصل المدام بتاعته ولدت من كام يوم
شعرت "ماجدة" بابقلق من هذا الخبر الذى يُعنى أن أخر شيء كان يحمى "ديانة" من يد الجميع قد أنتهى الأن وأن الأن بدأ العد التنازلى لتنفيذ إنتقامهم من "ديانة" ، كادت "ماجدة" أن تتحدث ولكن أوقفها ذلك الصوت الذى يجعل قلبها يرتجف من شدة الفزع كلما أستمعت إليه ، بينما صاحت "هناء" بشدة وإنفعال وهى تهبط الدرج زاجرة العاملة رادفة بغضب وحدة :
_ أنتى يا حيوانه ، أيه الهيصه اللى أنتى عملاها دى؟!
أزدادت ضربات قلب "ماجدة" عندما أستمعت إلى صوت "هناء" وتمنت لو أن "حُسنة" لا تُخبرها بانها تُحدثها ، ولكن ما أعلم تلك المرأة الطيبة أنها ستتسبب فى حدوث مُصيبة كبيرة دون قصدها ، لتصيح "حُسنة" بسعادة وفرح وهى تُنزل الهاتف من على أذنها رادفة بلهفة :
_ غصب عنى يا ست هانم من فرحتى والله
ضيقت "هناء" ما بين حاجبيها بأستنكار غير مُفسرة ما تقصده "حُسنة" رادفة بأستفسار :
_ فرحتك بأيه!!
صاحت "حُسنة" مُهللة وهى تزف لها ذلك الخبر السار بالنسبة لها ، ولكنه بالفعل عكس ذلك بالنسبة ل "هناء" ، لتردف "حُسنة" باندفاع ولهفة قائلة :
_ بالست ماجدة ، الست ماجدة على التليفون
وضعت "ماجدة" يدها على فمها بفزع خوفا من ردة فعل "هناء" عندما تعلم بشفائها ، بينما "هناء" شعرت بالصدمة والذعر مما ألقته عليها تلك العاملة لتعتلى وجهها ملامح الدهشة والفزع فى أنٍ واحد رادفة بأستفسار :
_ بتقولى مين اللى على التليفون؟!
لم تُفسر "حسنة" صدمة "هناء" بشكل سئ بل ظنتها إنها صُدمت من فرط سعادها بشفاء "ماجدة" حقا ما أبرأ تلك المرأة ، لتضيف بأبتسامة فرح رادفة بتأكيد :
_ الست ماجدة يا هانم
ألتقطت "هناء" منها الهاتف بغضب وانفعال ووضعت السماعة على أُذنها موجهها حديثها لتلك التى معها على الهاتف رادفة بحدة :
_ ماجدة
أزدادت ضربات قلب "ماجدة" من شدة الخوف والرعب وألتزمت الصمت خشية من التحدث مع تلك المرأة المريضة ، لتزجرها "هناء" راغمة إياها على التحدث رادفة بغضب وتوعد :
_ أنتى اللى حطيتى النهاية بدرى يا ماجدة
أدركت "ماجدة" المغزى من حديث "هناء" وما تنوى على فعله ، لتصيح بها "ماجدة" ناهية إياها عن فعل ذلك الشيء رادفة بصراخ :
_ مالكيش دعوة بديانة يا هناء ، سيبيها فى حالها
ضحكت "هناء" بإقتضاب وقد تهاوت بعض الدموع من عينها مُضيفة بصوت خافت رادفة بأبتسامة :
_ لا يا ماجدة خلاص ، اللعبة خلصت
أغلقت "هناء" المُكالمة وسريعا ما توجهت نحو باب الفيلا مُحددة وجهتها وعازمة على إنهاء تلك اللعبة التى أستمرت لأكثر من عشرون عاما ، بينما صاحت "ماجدة" بعد أن تركت الأخرى الهاتف مُحاولة إيقافها وهى تشعر بالفزع والذعر رادفة بصراخ :
_ لا يا هناء ، هناء
❈-❈-❈
كان يجلس أمامها ويُطيل النظر فى زُمرديتها منذ أن جاء من أكثر من ربع ساعة وبالطبع هى لم تنطق بكلمة بالإضافة إلى أنها نبهت على الجميع بعدم إخبارة بأمر أستعادة قدرتها على الكلام ، هى كانت تريد أن يُخرج ما بداخله قبل أن يعرف ، فهى تعلم أنه لا يأتى إليها ويجلس أمامها هكذا إلا إذا كان هناك أمرا كبير وهى لا تضمن ردة فعله عند معرفته بإستعادها قدرتها على الكلام ، وبالفعل بدا "هاشم" بالتحدث معها رادفا بإستياء :
_ كل ما بحس إنى تاهيه ومش عارف أعمل أيه!! بجيلك ، مع إنك مش بتتكلمى ولا بتردى عليا بس أنتى عارفة يا لبنى!! ساعات السكون بيكون أقوى رد على اللى قدمنا ، لأن وقتها مبيسمعش غير الكلام اللى هو قاله وبس فيفضل الكلام يرن فى ودانه ويخليه يفكر فيه مرة تانيه مع نفسه ويشوف هو صح ولا غلط واللى ربنا بيحبهم بس هما اللى بيعرفوا غلطهم ويصلحوا
أنا عايز أصلح غلطى يا لبنى ، عايز لو لمرة واحدة بس أقول كل اللى جوايا بصراحة ومن غير كدب وتزويق وغضب وكره ، عارفه يا لبنى إنى كنت المفروض أقتلك من زمان وفعلا حاولت أكتر من مره ، بس معرفتش!! مش عارف ليه كل مرة بضعف قدامك ، كل ما أفكر أقتلك أو أقذيكى وأعمل فيكى حاجه توجع روحك قبل جسمك مكنتش بعرف ، حتى اليوم اللى ضربتك وجلدتك فيه كنت حاسس إن كل ضربه كانت بتنزل عليا أنا مش عليكى أنتى
طب أقولك على حاجه تانيه مش هتصدقيها لأن أنا نفسى مكنتش عايز اصدقها ، تعرفى إنى كنت سهل أوى أوصل لديانة وأعرف أجبها من خلال بياناتها فى أى مكتب صحة هيطعمها ، بس أنا اللى مكنتش عايز كنت بحاول أقنع نفسى إنه صعب أوصلها عشان مش عايز أوصلها وأضطر أقتل بنت أخويا الوحيدة على حاجه هى ملهاش ذنب فيها ، كنت خايف الاقيها ولما جواد كبر وهناء كبرت جواه حته الأنتقام وحق تهانى سبته هو يتصرف ، حتى إنى مكنتش قادر أمنعه وفى نفس الوقت مش عارف أقوله دى بنت أخويا الوحيد وأخر حاجه بقيالى منه ، كنت خايف أكون بظلمة وبظلم زينة وبظلم تهانى وماجدة ، كنت تايه يا لبنى ومش عارف أعمل أيه؟!
تهاوت الدموع من أعيُن "هاشم" بغزارة وهو يشعر بكثير من الألم والتخبط بين ما يريد أن يفعله وبين ما يرغمة عليه عقله بأن يفعله ، هو ضل طوال تلك السنوات يتوعد لتلك المرأة التى قتلت أحبابه وجعلته يعيش سنوات طويله جسد بلا روح ، والأن هو يتحدث معها ولا يشعر بالراحة سوا بالحديث معها ، بينما "لبنى" كانت تبكى تأثرا بما يقوله "هاشم" وهى تشعر بالعطف والشفقة عليه ، نعم هى تلتكث له العذر فى كل ما حدث ، هو فعل كأى رجل يمكن أن يفعل فى الشخص الذى قتل زوجتة ولكنه كان ينتقم من الشخص الخطأ ، أكمل "هاشم" حديثه وهو لايزال دموعه تتهاوى دون توقف رادفا بضعف وإنكسار :
_ جواد حب ديانة يا لبنى ، حبها أوى ، أنا أول مرة أشوف أبنى مخضوض وخايف على حد أوى كده ، أنا شوفت أبنى نايم على رجلها وهى فى المستشفى بعد ما ولدت وبيعيط وبيقولها متبعديش عنى ، فكرنى بجواد العيل الصغير وهى حاضن جثة تهانى وبيقولها متبعديش عنى ، أعمل أيه يا لبنى
أنحنى بجذعه ليسند رأسه على كف يده العمودية على فخذه وظلت دموعه تنسدل على وجنتيه بكثير من الضعف والإنهيار ، لتمتد يد "لبنى" دون تردد رابطة على ظهره نُخففة عنه رادفة بهدوء :
_ متعيطتش يا هاشم أنا عذراك
تفأج "هاشم" مما أستمع إليه ليرفع رأسه لها وملامح الصدمة قد سيطرت على وجهه وكأن لسانه هو من فقض القدىة على الكلام الأن ، تفهمت "لبنى" صدمته لتوضح الأمره له رادفة بتفسير :
_ أيوه أنا بتكلم يا هاشم ، أتصلت بيك أول ما قدرت أتكلم بس أنت مكنتش بترد ، بنتى ولدت يا هاشم!! جابت أيه؟! طب هى كويسه؟! طمينى الله يطمنك
فاق "هاشم" من صدمة حين تأكد إنها بالفعل تستطيع التحدث وأن هذا ليس حلما ، ليلتقط زراعها بأنفعال وهو يبكى وكأنه لم يعد يستطيع أن يُسيطر على مُقلاتيه ، ليصيح فى وجهها مُعاتبا إياها رادفا بحدة :
_ عملتى ليه كده يا لبنى؟!
هزت "لبنى" رأسها بعدم الموافقة نافية حديث "هاشم" وهى تبكى بحرقة وألم رادفة بمرارة :
_ أنا بريئة يا هاشم أنا مقتلتش تهانى ولا عملت حاجه فى ماجدة ومليش ذنب فى موت شرف
أحتدت جذبة "هاشم" على يد "لبنى" بكثير من الغضب والإنزعاج رادفا بحدة وإنفعال :
_ أومال مين اللى عمل كده؟!
أجابته "لبنى" بأعيُن قد لمع بريقها مُتذكرة كل ما حدث فى هذا اليوم الملعون أو بمعنى أدق بداية اللعنة ، لتردف بهدوء وثبات :
_ هحكيلك
❈-❈-❈
كان يجلس فى إنتظارها مُأملا نفسه بأنها سوف تأتى وأنها لاتزال تُحبة وستعطى لعلاقتهم فرصة أخرى ولكنه بجب أن يتعذب معها فى البداية وهو مُتقبل هذا الأمر ، وبالفعل جأت ولم تُخيب أماله لينهض "مالك" من على كرسيه ناظرا نحوها بحب وأشتياق رادفا بسعادة وفرح :
_ كنت حاسس إنك هتيجى
قابلت سعادته بتقاسيم وجه باردة وقاسية غير مُعبرة عما بداخلها سوا بحب أو بغضب وكراهية ، لتعقب بنبرة صوت فقضت الشغف والفرحة رادفة بحدة وجدية :
_ عايز أيه يا مالك؟!
لاحظ فداحة تأثير ما فعله بها ظاهرة وواضحة عليها كثيرا ، فقد أصبحت كالورد الذبلان الذى لا يؤثر فيه أشعة شمس أو قطرات ماء تُعيد له الحياة ، ليشعر بالندم الشديد رادفا بترجى :
_ طب ممكن تقعدى عشان نعرف نتكلم
وأفقة "زينة" ولاتزال ملامح وجهها فارغة غير مُعبرة له عن أى شيء بداخلها وذلك ما زاد ألمه ووجع قلبه عليها ليسمح لنفسه بالتحدث وإخراج كل ما بداخله دون تردد رادفا بندم :
_ أنا عارف إنى مهما قولت أو عملت مش هتسامحينى ، بس صدقينى يا زينة أنا مكنتش فى وعى وأنا بعمل كده وعمرى ما فكرت إنى أعمل فيكى حاجه زى دى ، زينة أنا بحبك والله بحبك بجد ونفسى تسامحينى وتدينى فرصه تانى وتقبلى تتجوزينى
لم تتغير ملامح وجهها الباردة الخالية من أى تعبير ولكنها لم تستطيع التحكم فى زرقاوتيها التان أمتلأتاء بالدموع وقد لمع بريقهم ، لأحظ "مالك" تلك الدموع المُتحجرة فى مُقلاتيها وكم تمنى لو أن يضُمها إلى صدره ولكنه فضل أن يٌكمل لأنها بالطبع لن تقبل ، ليردف "مالك" مٌكملا حديثة بألم وحسرة :
_ أنا مش عارف اللى هقولهولك ده ليه لازمه ولا لا بس لازم أقولهولك ، من ست سنين وأنا لسه بدرس فى الكلية كنت مرتبط ببنت زميلتى وحبيتها جدا كان أسمها عُلا
شعرت "زينة" إنها أستمعت لهذا الأسم منه من قبل وسريعا ما تذكرت أنه نداها بهذا الأسم فى تلك الليلة وهو يُدنقها دون رحمة وشفقة ، لتشغر بغصة فى حلقها حين تذكرت هذا الألم المرير لتتهاوى دموعها وهى لاتزال على حالتها ، لتهتز نبرة "مالك" الذى قارب على ذرف الدموع بسبب ما يره على "زينة" وما تذكره من عذاب أليم ، ليضيف مُكملا على حديثه رادفا بألم :
_ حبيتها وأتعلقت بيها جدا لدرجة إن الناس كلها كانت فكرانا مخطوبين ، وفى يوم كنا مع بعض وقابلنا أتنين صحابى ، منهم واحد باباه غنى جدا ومش حارمه من أى حاجه ، يعنى عربية أخر موديل وشقه بتاعته فى أحلى حتة فى مصر ورصيد فى البنك وأخر دلع ، عرفتهم عليها وقولتلهم أننا هنتخطب قريب عشان ميفكروش فيها تفكير وحش ، ومن بعدها وتصرفتها بقت غريبة جدا ، أكلمها فى التليفون مرة ترد وعشرة لا ، بقت بتخرج كتير وتقولى إنها مع صحابها ، كل ما أقولها نخرج مع بعض تقولى حجه شكل ، لحد ما فى يوم جالى صحبى التانى وقالى حاجه مفهتهاش وقتها
••
ألقى "مالك" الهاتف على الطاولة أمامه بهرجلة وعصبية بعد أن حاول الأتصال بها للمرة العشرين وهى تنهى الأتصال أو لا تُجيبه من الأساس لتعتلى وجهه ملامغ الغضب والأنزعاج من تلك الطريقة التى أصبجت تُعامله بها ، سحب "محمد" كرسى وجلس بجانب "مالك" رادفا بأستفسار :
_ أيه يا عم مالك!! أعد زعلان كده ليه؟!
أجابه "مالك" بأقتضاب رادفا بضيق وحنق :
_ مفيش يا محمد
لأحظ "محمد" أسم "عُلا"فى هاتف "مالك" المُلقى أمامه ولم ينغلق بعد ، كان أخر أسم حاول "مالك" الأتصال به منذ ثوان ويبدو إنها لم تُجيبه ، لينظر "محمد" نحو "مالك" بإندهاش رادفا بأستفسار :
_ هو انت لسه تعرف عُلا دى!!
نظر "مالك" نحو صديقه بأنزعاج من تلك الطريقه التى قال بها أسم "عُلا" رادفا بأستفسار :
_ أه وبعدين أيه عُلا دى اللى أنت قولتها!!
تنهد "محمد" بأستياء على صديقه لا يعلم أيُخبره بما يعلم أم لا ولكن إذا أخبره يُمكن أن يتهور ويفعل شيء يندم عليه ، ليعزم "محمد" أن يُخبره ولكن لم يُخبره بالحقيقة كاملة ليردف بتحذير :
_ مالك أبعد عنها ، البت دى مش تمام
فز "مالك" من مكانه وسريعا ما أنقض عليه قابضا على عنقه بإندفاع رادفا بغضب وإنزعاج :
_ أنت بتقول أيه يلا أنت ، أنت أتجننت ولأ أيه!! ، انا مش عايز أعرفك تانى انت فاهم
دفعه "مالك" بعيدا عنه ليسقط "محمد" أرضا ولكنه لم ينزعج من "مالك" وألتمس له العزر وأنصرف من أمامه فى الحال
•••
_ سيبته يمشى ومصدقتوش فى اللى قاله ، حبى ليها كان عمينى مش مخلينى شايف أو سامع حاجه ولو كانت الدنيا كلها جات قالتى إنها مش كويسة مكنتش هصدق أى حد ، لحد ما شوفت بعينى وشوفت قد أيه أنا مُغفل وغبى ومبهمش
••
صاح "محمد" مُناديا على "مالك" مُنبها إياه كى يتوقف عن المشى رادفا بتنبيه :
_ مالك
ألتفت "مالك" إلى مصدر الصوت ليعرف من الذى يُناديه ليجده "محمد" لتحتد ملامح "مالك" بإنزعاج رادفا بغضب وحنق :
_ أنا مش قولتلك معتش عايز أشوف وشك تانى!!
ألتفت "مالك" وكاد أن يرحل ولكن أوقفه "محمد" مُمسكا بذراعه رادفا بترجى :
_ يا مالك أسمعنى ، البت دى رخيصة وخاينة
أمسكه "مالك" من رقبته بعد أن ألتفت قبضته حول عنق "محمد" صارخا به بغضب رادفا بحدة :
_ اخرس بدل ما أقطع رقبتك
وضع "محمد" يده على يد "مالك" مُحاوله جعله يصدقه كى يُنقظه من خداع تلك الساقطه رادفا بتأكيد :
_ مش مصدقنى يا صاحبى تعالى وأنا اوريك بعينك
رخيت قبضة "مالك" من حول رقبة "محمد" بعد أن شعر بأهتزاز جسده بقلق مما قاله صديقه رادفا بأرتباك :
_ تورينى أيه؟!
أجابة "محمد" بثقة ونبرة جادة لا تحمل أى مجال لنقاش رادفا بتأكيد :
_ أوريك عُلا وهى فى سرير أحمد أبو العز
حجظ "مالك" عينيه وهو يشد فى قبضته على رقبة "محمد" رادفا بصدمة وكراهية فى أنٍ واحد :
_ أنت بتقول أيه؟!
ربط "محمد" على كتف "مالك" رادفا بتأكيد :
_ تعالى معايا وانت تشوف بعينك
وافق "مالك" صديقه "محمد" وذهب معه وهو يُحاول أن يقنع نفسه بأن كل ما يقوله غير حقيقيا وظل طوال الطريق يتمنى أن يكون كاذبا او يكون هناك سوء فهم ليس أكثر ، وصل "مالك" وصديقة أمام باب شقة "أحمد" ليُخرج "محمد" مُتاح من جيبه وفتح الباب ، لم يندهش "مالك" لانه يعرف أن "أحمد" و "محمد" صديقان مقربان وأن تلك الشقة لهما هما الأثنان
دلف "مالك" و "محمد" إلى داخل الشقة ويتطرقان السمع كى يعلما هما بأية غرفة ، سمع "مالك" أحد الأصوات أتى من تلك الغرفة فى أحر الرونق ليتجه سريعا نحوها ويتوقف أمام الباب وهو يبتلع بخوف وإرتباك من أن تكون حبيبة هى من بالدخل ليتمالك أعصابه ويعزم على أن يتأكد من هذا الأمر ، فتح "مالك" الباب بحذر شديد مُختلسا النظر لما يحدث بالداخل
تسمر "مالك" فى مكانه وهة يرا ويستمع إلى صراخ تلك الساقطة أسفل ذلك الحقير وهى تصرخ بأستمتاع وتطلب منه المزيد من تلك الدفعات المُقززة أثناء ممارسة تلك العلاقة المُحرمة ، شعر "مالك" بغصة شديدة فى حلقة وألما لا توصف فى صدره وكاد أن يسقط أرضا إلا أن صديقه "محمد" قام بمُساندته وأصطحبه إلى خارج الشقة
سقط "مالك" أرضا وهو يبكى بشدة وحسرة على حبه وأحلامه التى تحطمت فى ثانية واحدة ، ليقترب منه صديقه مُحاولا التخفيف عنه رادفا بصدق :
_ حقك عليا يا صحبى ، مهنش عليا أشوفك مخدوع كده واقف أتفرج عليك
أنفجر "مالك" فى البكاء لدرجه أن شهقاته كان تصدح فى المكان بأكمله ، ليربط "محمد" على كتفه مُحاولا تهدئته رادفا بحزن على صديقه :
_ صدقنى يا مالك دى متستهلش دموعك دى ، إنساها يا مالك وشوف واحدة غيرها تكون بنت ناس وتستاهلك
صرخ "مالك" بوجه صديقه بالرفض والنفور وألمه تُمزق قلبه رادفا بنهى :
_ لا ، مش عايز واحده تانيه ، كلهم زى بعض ، كلهم خاينين ، كلهم خاينين
ظل "مالك" يبكى وينتفض من شدة ضيقه وذلك المنظر لا يُفارق مُخيلته أبدا ، ذلك المنظر الذى يجمع بين تلك الزانية وهذا الحقير فى تلك العلاقة المُحرمة والشنيعة
•••
_ بعدها سبت البيت وشوفتلى شقه تانيه أقعد فيها لأنى مكنتش عارف أتعامل مع أى حد من اللى حوليا ، حتى إنى روحت لدكتور نفسى عشان أقدر أرجع أتعامل مع الناس مرة تانية ، وفضلت سنة أعد لوحدى وأتعالج
كانت "زينة" تستمع إلى حديثه ودموعها تتهاوى رغما عنها شاعرة بالأسى لما يقصه عليها "مالك" ولكن هذا غير مُبررا لما لعله بها ، ليُكمل "مالك" حديثه وهو الأخر دموعه تُغرق وجنتيه بسبب تذكره لتلك الأشياء المؤلمة بالنسبة له رادفا بندم :
_ يوم ما جيتيلى البيت وعملت اللى عملته ده ، كنت شارب وكنت شايفك هى واللى خلانى أفتكرها هو المشهد المنظر اللى شوفتك فيه مع إياد ، أفتكرت كل اللى عملته فيا وكنت بحاول أنتم منها ، مكنتش شايف إنى بنتقم منك أنتى ، سامحينى يا زينة أبوس رجلك سامحينى
أجهشت "زينة" فى البكاء وتعالت شهقتها عند تذكرها لما فعله بها وتلك الطريقة المُهينة التى ذبحها بها وظلت تبكى دون سيطرة على نفسها أو إنتباه لما حولها ، بينما "مالك" قد ألتقت بدها وهو الأخر عبنيه لا تتوقف عن ذرف الدموع رادفا بتمنى وندم :
_ سامحينى يا زينة وأدينى فرصة تانية ، أنا لازم أكلم جواد ونتجوز ، أنا مُتمسك بيكى وباللى فى فى بطنك ، أرجوكى يا زينة وافقى أبوس أيدك
سحب "زينة" يدها بسرعة من يده وكادت أن تزجرة وترفض طلبه ، ولكنها سريعا ما تذكرت طفلها الذى بداخل أحشائها ، ماذا سيكون مصيره!! ، ماذا سيفعل جواد وكيف سيتصرف مع هذا الأمر!! ، من الممكن أن يُجبرها على تنزيل ذلك الطفل وقتله ، ولكن ما ذنبه فى كل ما يحدث ، هى لا تريد أن يُقتل هذا الطفل قبل أن يولد ، هى تريد أن تمنحه حقة فى هذه الحياة ، لن تسمح بشيء أن يمسه حتى ولو على جثتها
تنهدت "زينة" بأستسلام وهى تنظر نحو "مالك" بثقة وثبات وكأنها لم تنهار منذ ثوانٍ ، سريعا ما أستجمعت شجاعتها رادفة بقوة وحزم :
_ موافقة بس على شرط
صاح "مالك" بسعادة غير مُستوعبا لكونها وافقت رادفا بلهفة :
_ أشرطى زى ما أنتى عايزة
رمقته "زينة" بنظرات جامدة وملامح باردة رادفة بحزم وإصرار :
_ جوزنا هيبقى على الورق بس ومش هتلمسنى ، بمجرد ما أولد كل واحد فينا يروح لحاله
شعر "مالك" بخيبة الأمل من طلبها فهو كان يظن إنها قد سامحته ولكن يبدو أنه كان مُخطأ ، نعم كام مُخطأ كيف له أن يظن إنها ستسامحه بتلك السهوله والبساطة لا يوجد أماكه الأن حلا سوا أن يوافق على شرطها والأيام بينهم كفيلة أن تُصلح كل ما أفسده هو بغباة ، والأن عليه أن يتحمل عواقف ما فعله حتى ولو ضربته بالنيران فهذا حقها ، أومأ لها "مالك" بالموافقة رادفا بأستسلام وأسى :
_ وأنا موافق يا زينة لو كان ده هيريحك
صاح هاتف "زينة" مُعلان عن وجود إتصالا من أحدهم لتنظر فى هاتفها لتجده من قصر والدتها لتجيب على الأتصال مُستمعة لمن يتحدث ، لتجده صوت العاملة "حُسنة" رادفة بلهفة :
_ ألحقى يا ست زينة
نهضت "زينة" من مكانها بفزع ورعب وقد تمالكها شعور الخوف رادفة بلهفة :
_ فى أيه يا دادا ؟!
❈-❈-❈
صاح "هاشم" فى وجه "لبنى" بعدم أستعاب لما تقوله رادفا بصدمة وإرتباك :
_ أنتى بتكدبى يا لبنى صح؟! قوليلى إنك بتكدبى ، يعنى أنا عايش طول عمرى ما الست اللى قتلت مراتى واللى فى بطنها وعجزت أختى وأتسببت فى موت أخويا!!
هزت "لبنى" رأسها بالنفى غير موافقة على حديث "هاشم" ودموعها تتهاوى على وجنتيها رادفة بتأكيد وإصرار :
_ والله العظيم دى الحقيقة يا هاشم
كاد "هاشم" أن يتحدث ولكن أوقفه صوت هاتفه مُعلنا عن وجود إتصالا لينظر فى الهاتف ليجد أنه رقم زوج شقيقته ، شعر "هاشم" بالقلق وسريعا ما أجاب على الأتصال وبمجرد أن فتح المُكالمة أستمع إلى ذلك الصوت الذى كان محرما منه منذ أكثر من عشرون عاما رادفة بلهفة :
_ هاشم!!
صاح "هاشم" بلهفة وخوف ظننا من أن يكون كل ما يحدث اليوم هو حلما وسينكسر قلبه حين يستيقذ ليوجه حديثه نحو شقيقته رادفا بأستفسار :
_ ماجدة!! أنتى بتتكلمى يا ماجدة؟!
كم كانت تتمنى أن يكونا وجها لوجه لترى بعينيها سعادة شقيقها بخبر شفائها ولكن ليس أمامها وقت الأن عليها أن تُخبره بالحقيقة وأن يُنقذ "ديانة" من بين يدى "هناء" لتصيح بلهفة رادفة بتاكيد :
_ هاشم لبنى بريئة يا هاشم ، هناء هى اللى قتلت تهانى
من شدة هول الصدمة صمت "هاشم" ولم يستطيع أن يُجيبها ، فهذا يعنى أن حديث "لبنى" صحيح وإنها بريئة من دم "تهانى" ، لتصيح "ماجدة" مرة أخرة مُنبهة "هاشم" لما ستفعله "هناء" الان لكى يستطيع إيقافها رادفة بصراخ :
_ أيوه يا هاشم هى اللى قتلت تهانى وراحت دلوقتى تقتل ديانة ، ألحقها يا هاشم كلم جواد بسرعة قوله يلحقها
❈-❈-❈
كان "جواد" يجلس فى مكتبه برفقة صديقه "إياد" مُحاولا أن يجد حلا لمُصيبة شقيقته ويشعر بالتخبط وعجزه الشديد أمام ذلك الأمر ، ليوجه "جواد" حديثه نحو صديقه رادفا بأيتفسار عله يجد حلا :
_ أعمل أيه يا إياد!! أقتله وأنزل اللى فى بطنها وأعملها عملية وأرجعها بنت!! ولأ أسجنه وأنزل الطفل وأجوزها لواحد تانى!! ولا أسبها كده زى البيت الوقف طول حياتها وأعزلها عن الناس وأقول إنها ماتت؟!
هز "إياد" رأسه بعدم الموافقة على حديث صديقه مانعا إياه من القيام بأى شيء مما يقول مُحاولا إيقناعه رادفا بهدوء :
_ ولا حاجه من دول يا جواد ، أنت لازم تحمى أختك وتحافظ عليها وعلى سمعتها وفى نفس الوقت مش على حساب حد يا صحبى ، أنت لو قتلته ونزلت البيبى وعملتلها عمليه، تبقى بتضحك على نفسك ولا على اللى هيتجوزها!! وأنا وأنت عارفين إن كده خداع وكدب ومفيش كدبه بدوم ، ولو مثلا سجنته ونزلت الطفل وجوزتها لأى حد تانى حتى لو طلقتها منه بعدين هيفضل صباعك تحت درسه طول العمر والله أعلم هيعاملها أزاى!! ، ولو سبتها زى ما هى كده زى ما بتقول طول حياتها وعزلتها عن الناس وقولت إنها ماتت ، تبقى تعاقبها على حاجه هى ملهاش ذنب فيها وبتدوس على جرحها ووجعها وبتموت اللى باقى فيها من روح
ضرب "جواد" المكتب أمامها بضيق وحنق مُعبرا عما بداخلة من غضب ونيران إذا أنبعثت من داخله ستحرق العالم بأكمله صارخا بقلة حيلة رادفا بأستفسار :
_ أومال أعمل أيه يا إياد؟! أنا تعبت
ربط "إياد" على كتف "جواد" مُحاولا مُساندته وأخذ حزره من ردة فعله رادفا بهدوء :
_ جوزهاله يا جواد
دفع "جواد" يد "إياد" بإنفعال مُعبرا عما بداخله من غضب ونفور لما يقوله رادفا بحنق :
_ على جثتى يا إياد ، مش أنا اللى أتكسر لحد أنا لو كنت جوزتها لواحد تانى كان هيبقى بالأمر ، لكن مش أنا اللى أروح لوسخ زى ده وأقوله بالله عليك تعالى أتجوز أختى وأستر عليها وأنجدنا من الفضيحة و...
قاطعة "إياد" موضحا له الأمر وجعله يتقبل تلك الفكرة وجعلها الحل الأمثل بالنسبه له رادفا بحدة :
_ ومين قالك أنك هتتحايل أو تطلب ده هيكون أمر ، دى غلطته وهو اللى مُلزم يصلحها ولو عايز تطلقها منه بعد كده أبقى طلقها بس أنت مش هتحتاج تطلقها منه ، مالك بيحب زينة يا جواد وزينة كمان بتحبة ، جوزهم يا جواد وسبهم يحلوا مشكلتهم مع بعض ولو يا سيدى حسيت أنه بيهنها او بيدوسلها على طرف أبقى أقطع أيده خالص ، بس أنا واثق إن مالك هيصون زينة
صمت "جواد" مُحاولا التفكير فيما قاله "إياد" ليقطع تفكيره صوت هاتفة ظُعلنا عن وجود إتصالا من والده ، ليفتح "جواد" المُكالمة رادفا بهدوء :
_ أيوه يا بابا
صاح "هاشم" رادفا بلهفة وفزع :
_ جواد ، ألحق ديانة يا جواد
وقف "جواد" بسرعة وهو يشعر بالفزع والرعب رادفا بأستفسار :
_ مالها ديانة؟!
أجابه "هاشم" مُنبها إياه لما ستفعله "هناء" لعله ينقذ زوجته رادفا بلهفة :
_ هناء هتقتلها ، ألحق مراتك يا أبنى
❈-❈-❈
تجلس على الأريكة وتتصفح هاتفها بعد أن تناولت الغداء وأخذت دوئها ، شعرت بالحركة الغير عادية فى المنزل وصوت شيء زجاجى ينكسر ، نهضت "ديانة" من مكانها وتوجهت ناحية الصوت ولكن أوقفتها تلك التى وجدها أمامها ، لتصيح "ديانة" بصدمة رادفة بإندفاع :
_ أنتى؟!
أبتسمت لها "هناء" بطريقة مُخيفة مُضيفة بسعادة غير طبيعية رادفة بهدوء :
_ خلاص يا ديانة ، خلاص يا حبيبتى هنروح لبابا
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بأستنكار غير مُستوعبة لما تقوله "هناء" رادفة بأستفسار :
_ بابا!! أنتى بتقولى أيه؟!
تقدمت "هناء" نحوها وسريعا ما ألتقطت شعرها وخرجت من تلك الغرفة مُتجهة نحو الدرج عازمة على الصعود لسطح تلك الفيلا ، لتصيح "ديانة" مُتألمة بين يديها وهى غير مُدركة ما تريد أن تفعله تاك المرأة التى فقدت عقلها وظلت تُحاول أن تُخلص شعرها من قبضة "هناء" صارخة بألم :
_ آآه سيبى شعرى ، أنتى سحبانى كده على فين؟!
لم تُجيبها "هناء" وظلت تسحبها ناحية الدرج ، لتقع عينى "ديانة" على العاملة وهى مُلاقة على الأرض غارقة فى دمها وبجانبها تلك الزُهرية المكسورة ، لتصيح "ديانة" بفزع ورعب صارخا بزعر :
_ دادا هدى لا ، أنتى عايزة منى أيه؟!
وجهت جملتها الأخيرة نحو "هناء" التى ظلت صامتة إلى أن وصلا إلى سطع الفيلا وسريعا ما دفعت "ديانة" نحو الحافة رادفة بحدة وحزم :
_ مش هينفع أطلع من الدنيا دى لوحدى يا بنت شرف ، هاخدك معايا يمكن يحن قلبه عليا
↚
كانت "هناء" ولبنى" يقفان أعلى الدرج يتبادلان الحديث ولكن كلا منهما نيتها مُختلفة عن الأخرى ، صاحت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هناء" شاعرة بالحزن والحيرة فى أنٍ واحد رادفة بإستفسار :
_ أنتى ليه بتكرهينى كده ، من ساعه ما دخلت البيت ده وأنتى بتعاملينى وحش وكانى سارقة منك حاجه ؟!
أجابتها "هناء" بغضب وكراهية وهى ترمقها بنظرات مُشتعلة رادفة بتأكيد :
_ أنتى فعلا سارقة منى حاجه ، لا أنتى سارقة منى أهم حاجه ، سارقة منى فرحتى وسعادتى ومكانى اللى طول عمرى بحلم بيه ، أنتى وجودك فى حياتى دمرها وحطم كل اللى كنت بحلم بيه
ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها بأستنكار رادفة بدهشة :
_ ليه كل ده!! سرقت منك أيه عشان كل اللى بتقوليه ده؟!
صاحت "هناء" بوجهها وتحولت ملامحها إلى الحدة رادفة بصراخ :
_ سرقتى منى حب عمرى ، الراجل الوحيد اللى ملى عينى وقلبى ، سرقتى منى شرف ولعبتى وأخدتيه منى
إتسعت عينى "لبنى" بصدمة مما أستمعت إليه من "هناء" فهى لم تكن تعرف بحب "هناء" ل "شرف" ، بينما تدخلت "ماجدة" مواجهة حديثها نحو "هناء" مُحاولة إيقافها عما تقوله من هراء رادفة بحدة :
_ لا يا هناء ، مترميش الذنب على لبنى ، لبنى ملهاش دعوة ، من أول يوم أتولدتوا فيه وأنتوا مش لبعض وانتى عارفة كده كويس
صاحت "هناء" زاجرة إياها وهى مُصممة على ما فى رأسها بإلقاء الذنب على "لبنى" رادفة بإصرار :
_ كان ممكن يكون ليا لو هى مكنتش دخلت فى حياتنا ، شرف كان ممكن يحبنى لو مكنتش هى موجوده
هزت "ماجدة" رأسها غير موافقة على حديث "هناء" مُحاولة جعلها تتقبل حقيقة الأمر شاعرة بالحزن والأستياء على ما وصلت له رادفة بنهى :
_ يا هناء لبنى ملهاش دعوة لان بيها أو من غيرها شرف عمره ما كان هيحبك ، إنتى طول عمرك قدامه وهو عمره ما فكر فيكى أو شافك فى صوره غير أخته ، أفهمى بقى شرف مش نصيبك ولا انتى نصيبه
صرخت "هناء" رافضة ما تقوله "ماجدة" تُدافع عن حبها الغير طبيعى كالذى يدافع عن حقه فى الحياة او يدافع عن عرضة رادفة بإصرار :
_ أنا كنت هبقى نصيبه لو مكنتش لبنى دى دخلت فى حياته ، هى اللى سرقت شرف منى ، هى اللى لازم تبعد وتسيبنا
تدخلت "تهانى" هى الأخرى التى جاءت عندما أستمعت إلى هذا الصوت العالى ، لتُعقب "تهانى" مُحاولة جعل شقيقتها تتقبل الأمر وأن تُخرج ذلك الحب المرضى من داخلها لتردف بتأكيد :
_ يا هناء مش وجود لبنى فى حياة شرف هو اللى خلاه ميحبكيش بالعكس ، هاشم قالى انه من قبل ما يعرف لبنى اساسا وهو عرض عليه انه يقرب منك ويجرب يشوفك فى مكانه تانيه غير اخته بس شرف رفض ، شرف عمره ما كان هيحبك يا هناء افهمى بقى وشوفى حياتك اللى انتى موقفاها عشان مجرد وهم فى دماغك
كانت "لبنى" تستمع إلى حديثهم وبدأت تشعر بالشفقة على "هناء" الذى يبدو عليا إنها مهوسة ب "شرف" ، بينما عقبت "هناء" على ما قالته شقيقتها رادفة بسخرية :
_ وهم ؟! حب عمرى كله بتسميه وهم ؟! ، آآه معاكوا حق ما كل واحده فيكوا أخدت الراجل اللى بتحبه ، انتى اخدتى هاشم وماجدة اخدت عامر اللى طول عمرها بتحبه ، طب اشمعنى انا !! اشمعنى انا مخدش اللى بحبه وتيجى هى تاخده منى !! ، محدش فيكوا حاسس بيا ولا بالنار اللى بتقيد فى قلبى كل ما اشفها جمبه ، انا بكرهكوا كلكوا لانكم محدش فيكوا واقف فى صفى ، لازم شرف يرجعلى ، لازم لبنى دى تموت
كان الجميع يقف يستمع إليها بشفقة على حالتها وخصوصا "لبنى" ، وما هى إلا لحظات حتى ملئ التوتر المكان عندما أنقضت "هناء" على "لبنى" مُحاولة خنقها وقتلها ، أسرعت كلا من "ماجدة" و "تهانى" مُحاولتى الأبعاد بينهما ، لتقف "ماجدة" بجانب "لبنى" مُحاولة تخليصها من يد "هناء" ، ووقفت "تهانى" بجانب شقيقتها مُقابلة السُلم بظرها مُحاولة إبعادها عن "لبنى" رادفة بصراخ :
_ أيه الجنان اللى بتعمليه ده يا هناء!! ، أبعدى عنها
_ أبعدى أنتى ملكيش دعوة
قالتها "هناء" وهى تدفع "تهانى" بعيدا عنها ولكنها لم تنتبه لقوة دفعتها التى أثر عليها سقوط "تهانى" من أعلى الدرج ، وسريعا ما صدح صوت صراخ "تهانى" فى القصر بأكمله وهى تسقط من أعلى الدرج مُستقرة فى أسفله مُلقاطا على بطنها ، صاحت "ماجدة" صارخة بفزع :
_ تهانى
أقتربت "ماجدة" من الدرابزين بجانب السُلم ناظرة نحو "تهانى" كى ترى ما حدث لها ، بينما "لبنى" كانت تنظر نحو "هناء"التى لم تتحرق قيد أُنماة رامقة إياها بصدمة وسريعا ما توجهت ناحية السلُم لكى تنزل ترى ما حدث ل "تهانى" ، ببنما "هناء" قد خطرت لها فكرة شيطانية وعزمت على أن تستغل الموقف لصالحها غير مُهتمة لعواقبه ، أنتظرت إلى أن تقترب "لبنى" من "ماجدة" وسريعا ما دفعت "ماجدة" من فوق درابزين السُلم لتسقط "ماجدة" على رأسها وقد سالت دمائها على الفور ، صرخت "لبنى" بكثير من الفزع والذعر من كثرة الدماء رادفة برعب :
_ ماجدة
نظرت "لبنى" نحو "هناء" بصدمة وفزع وكأنها تسالها كيف أستطاعت أن تفعل هذا؟! ، كيف طاوعها قلبها بأن تقوم بهذا الشيء ، فاقت من شرودها على صوت ذلك الطفل صارخا بذعر :
_ ماما
اسرع "جواد" فى الرقض نحوها بينما "ماجدة" كان مُلقة هى الأخرى أيضا بجانب السلم بعد أن سقطت من أعلى ملقاة على راسها ، ليصرخ هذا الطفل الصغير بكثير من الخوف والفزع مستنجدا بأى أحد :
_ يا خالتو هنااء ، الحقينى يا خالتو
صرخت "هناء" بكامل صوتها وصاحت بكثير من الذعر والفزع وهى تهبط الدرج رادفة بلهفة :
_ تهانى
بينما "لبنى" وقفت مُصعقة مما حدث فى لحظة واحدة ، لتُسرع فى الرقض نحو "ماجدة" التى بدت وكانها فارقت الحياة من كثرة الدماء التى سالت من راسها ، بينما "تهانى" كانت لاتزال تتمتم ببعض الكلمات الغير واضحة رادفة بانفاس متقطعه :
_ هن...اء ه..ن..ا..ء اخ..تى ه.ى
كانت "هناء" تصرخ كى تُأثر على صوت "تهانى" حتى لا يسمعه "جواد" ويعلم انها هى من دفعتها ، لتسقط "تهانى" فاقدة الوعى وتصيح "هناء" بوجه "لبنى" والدموع تنهمر من مُقلتيها رادفة بصراخ :
_ حرام عليكى يا لبنى ، ليه تعملى فيهم كده ليه ؟! ، عشان لعب عيال صغيرين تعملى فى أختى وبنت عمى كده !! منك لله يا لبنى ، أختى بتموت
صدمت "لبنى" مما أتهمتها به "هناء" وكادت أن تتحدث ليُقاطعها صراخ "زينة" التى دلفت القصر بصحبة والدها "هاشم" الذى صُعق من ذلك المنظر الذى يراه ، فزوجته وشقيقته مُلقاتان أرضا وكلا منهما تنزف الكثير من الدماء ، ولكن صدمته الاكبر كانت مما قالته "هناء" ولكنه أسرع فى الركض تجاههم صارخا ب "هناء" رادفا :
_ اتصلى بالاسعاف وكلميلى شرف حالا
أسرعت "هناء" فى التوجه نحو الهاتف وطبقت أحد الارقام لياتيها صوته ، لتصرخ "هناء" بالم وحرقة قائلة :
_ الحقنا يا شرف ، مراتك قتلت أختى وأختك يا شرف
نظر "هاشم" نحو "لبنى" بكثير من العضب والكراهية ، لتشعر "لبنى" بالفزع من نظرته لتهز رأسها بهسترية ناهية عما تقوله "هناء" رادفة برعب :
_ انا معملتش حاجة ، مش أنا اللى ....
قاطعتها "هناء" التى صرخت ب "هاشم"مُتعمدة أن تمنعها من إيكمال حديثها رادفة بلهفة :
_ أحنا لسه هنستنى الأسعاف؟! ، دول بيتصفوا يا هاشم ، شيلهم وأطلع على المستشفى حالا
وافقها "هاشم" الرأى وسريعا ما حمل "تهانى" وخرج بها من القصر كى يضعها فى السيارة وياتى يأخذ "ماجدة" أيضا ، بينما صعدت "لبنى" غرفتها كى تطمئن على أبنتها وأبنة "ماجدة" ، بينما "هاشم" وهو مُتجه نحو سيارته ألتقى ب "عامر" بوجهه ، صاح "عامر" بفزع وهو ينظر إلى "تهانى" الغارقة فى دمها رادفا بصدمة :
_ فى ايه يا هاشم !! ، ايه اللى حصل؟!
صاح "هاشم" به أمرا إياه بإنفعال رادفا بلهفة :
_ أدخل هات ماجدة وحصلنى بسرعة على المستشفى
لم يُدرك "عامر" المغذى مما قاله "هاشم" ودلف القصر ليتفاجئ ب "ماجدة" المُلقاة أرضا وكثيرا من الدماء تنسدل من رأسها ، ركض "عامر" بسرعة نحو "ماجدة" صارخا بذعر موجها حديثه نحو "هناء" رادفا بأستفسار :
_ ماجدة ، ايه اللى حصل يا هناء ؟!
صاحت "هناء" ببكاء مُصطنع مُتمادية فى كذبتها لدجة إنها أوشكت على أن تصدقها رادفة بنحيب :
_ لبنى حدفتها من فوق السلم يا عامر
أتسعت عينى "عامر" بصدمة وسريعا ما قام بحمل "ماجدة" والخروج بها من القصر مُتجها بها نحو المشفى ، بينما "هناء" أسرعت فى الحاق به
•••
كانت "هناء" تقص ما حدث فى هذا اليوم على "ديانة" المُلقاة أرضا على سطح الفيلا غير قادرة على النهوض أو المُقاومة فهى لم يمر على والدتها أكثر من ثلاثة أيام ، لتُضيف "هناء" مُكملة حديقها شاعرة بالحزن والإنكسار رادفة بضعف :
_ مكنتش عايزة أعمل كده ، كنت عايزة لبنى بس هى اللى تخرج من حياتى ، بس المصيبه إنهم كلهم خرجوا من حياتى إلا لبنى ، وأول اللى ضاع منى هو حبيبى شرف
••
وصلوا جميعا إلى المشفى وأنتفل كلا من "تهانى" و "ماجدة" إلى غرفة العمليات و "ماجدة" كانت لاتزال بها القليل من النبض ولكن حالتها خطيرة جدا ، بينما "تهانى" أيضا لا تقل عنها خطورة ولكن ليست بخطورة "ماجدة" ، جلس "هاشم" واضعا راسه بين كفيه مُنكسرا مشدودا لما حدث ولكن حقا لا تاتى المصائب إلا جماعة..
أسرعت "هناء" فى التوجه نحو "لبنى" الذى جات فى الحال كى تطمئن على "تهانى" و "ماجدة" ، لتصرخ "هناء" فى وجهها على فعلتها وأنها هى من فعلت هذا الشيء وليس العكس ، وإنها ستُعاقب على ما فعلته ولكن بعد أن يطمئنوا على " تهانى" و "ماجدة"
كادت "لبنى" أن تصرخ بوجهها نهاية إياها عما تقوله مُخبرة "هاشم" بالحقيقة ، ليُقاطعها ذلك الرجل الذى هرول تجاه "هاشم" ويبدوا عليه الكثير من ملامح الذعر والفزع ، لا يعلم كيف ينقل هذا الخبر !! ، ولكنه يجب ان يعلم حتى يقوم بفعل الازم
أقترب هذا الرجل من "هاشم" برعب من أن يبلغه الخبر ، ليبتلع عازما على أن يخبره وليُصبر الله خلقه قائلا :
_ البقاء لله يا هاشم بيه
فزع "هاشم" من تلك الجملة وأخذ قلبه يرتجف من الذعر ولكنه ظل يُحاول أن يتماسك ويبقى واقفا على قدميه ، أبتلع "هاشم" بألم وحسرة رادفا باستفسار :
_ تهانى ، ولا ماجدة ؟!
وضع ذلك الرجل وجهه أرضا شاعرا بالحزن والاسئ رادفا بشفقه :
_ شرف بيه أخوك ، عمل حادثة كبيرة و عظم الله أجرك
إتسعت عينى "هاشم" بفزع مما تلقه لتو وحُبست أنفاسه من شدة صدمته ، بينما صرخت "هناء" بألم وحسرة كبيرة رادفا بألم :
_ شرف
صرخت وكأن روحها قد سُلبت منها ، وبالطبع لها الحق أن تحزن ، فهذا هو الرجل الوحيد الذى لطالما حلمت بيه وتمنت ان تكون له ، ولكن النصيب كان له راى أخر ، ويا لا سخرية القدر فهى من تسبب فى موت حب حياتها
بينما سقطت "لبنى" فاقدة للوعى ، لم تستطيع تحمل كل تلك الصدمات فى يوم واحد ، والأن قد مات الشخص الوحيد الذى كان سيُدافع عنها ويحميها من بطش هؤلاء الذين لن يرحموها مهما فعلت او مهما قالت
بينما "هاشم" لم يستطيع المقاومة أكثر من ذلك ، لتخونه قدميه ويسقط أرضا مُنحنى الظهر ، فقد فارقه سنده وعكازه الذى كان يستند عليه ، فقد مات شقيقة الذى كان له بمثابة اخا وابنا وصديقا وكل شيء ، لقد كُسر ظهره الان
•••
شهقت "هناء" بصعوبة من كثرة بكائها وهى تقص عليها كيف تلقت خبر موت "شرف" الذى كانت هى السبب فيه منذ الأساس ، رادفة بحرقة وندم :
_ أبوكى مات وسابنى يا ديانة ، مات بسببى
تهاوت الدموع بكثرة من أعيُن "ديانة" وسريعا ما أرتفع صوت نحيبها وهى تتخيل كل ما تقوله تلك المرأة المريضة ، لتصيح "هناء" ببكاء هستيرى وهى تهز راسها بالنفى رادفة بصراخ :
_ أنا مكنش قصدى يموت ، مكنتش عايزة يموت ، أنا أكتر واحده أتعذبت بموته ، أنا أكتر واحدة أدمرت بموته
••
توجهت "هناء" إلى هذا الرجل الذى أخبرهم بخبر موت "شرف" صارخة بصدمة وبكل ما أوتيت من قوة رادفة بألم وحصرة غير مُستوعبة لما يحدث :
_ أنت بتقول أيه ؟! شرف لا ، شرف لااا
ظلت تصرخ بقوة والألم يُمزق قلبها ، هى تعلم إنها الشخص المُتسبب فى حدوث هذا الحادث ، هى من أخبرته بما حدث ظننا منها إنها تزرع الكراهية فى قلب "شرف" تجاه "لبنى" ، لم تكن تعلم إنها من تقوده للموت
سقطت "هناء" أرضا بجانب "هاشم" وهى تقوم بتحريكه بعفوية وصراخ رادفة بألم :
_ أنا عايزة أشوفه يا هاشم ، عايزه أشوف شرف يا هاشم
أومأ لها "هاشم" بالموافقة وسريعا ما نهض وتوجه ب "هناء" نحو الغرفة الموجود بها "شرف" لتحضيره لدفته بعد أن تأكدوا من سبب وفاته وهو نزيف داخلى بالمخ أثر إنقلاب السيارة به وهو يقود بسرعة كبيرة
دلفت "هناء" الغرفة برفقة "هاشم" وما إن رأت "شرف" ميتا أمامها ، نظرت نحو "هاشم" متوسلة له رادفة برجاء :
_ أبوس أيدك يا هاشم ، سينى معاه شويه لوحدنا
رمقها "هاشم" بحزن وحسرة على ما بها ، هو يعلم إلى أى مدى تعشق "شرف" ولكن قرر أن يتركها كى تودعه الوداع الأخير
خرج "هاشم" من الغرفة تاركا كلاهما معا حتى تستطيع "هناء" أن تودعه ، بينما هى بمجرد أن تأكدت من خروج "هاشم" أسرعت فى الركض نحو سرير "شرف" وأنحنت على قدميه مُقبلة كلاهما وصوت شهقاتها يملا المكان
ظلت "هناء" ما يُقارب الدقيقتان تحتضن قدمى "شرف" وتقبلهما ببكاء وألم ، رادفو بصوت مبحوح أثر بكائها :
_ سامحنى يا شرف ، انا مكنتش أقصد يحصلك كده ، مكنتش عايزاك انت اللى تموت ، أنا كنت عايزاك تكرها وتسبها ، مكنش قصدى إنك تروح وتسبنى ، هى اللى لازم تموت يا شرف مش أنت ، وحيات حبى ليك ما هخلى موتك يروح هدر ، والله لخليها تموت هى وبنتها كمان ، أقسملك إنى هعمل أى حاجه عشان لبنى تموت
أزداد نحيبها وعلت شهقاتها رادفة بألم وحصرة :
_ أنا بحبك يا شرف ، بحبك من زمان أوى ، من اول ما فتحت عينى على الدنيا وشفتك وانا بحبك ، أستنيتك كتير أوى بس أنت محستش بيا ، سيبتنى وروحت لواحدة تانيه ليه !! ليه يا شرف ؟! ، والله ما حد حبك فى الدنيا دى كلها قدى ، متسبنيش يا شرف انا مقدرش أعيش من غيرك
صعدت "هناء" إلى وجهه وأشاحت عنه ذلك الغطاء وبمجرد أن رأت ملامحه المٌشوهة أثر ذلك الحادث حتى صرخت بألم وحصرة
أستمع "هاشم" إلى صراخها ليدلف الغرفة بسرعة ، وبمجرد أن رأى وجه أخيه الميت ، شعر بألما فى قلبه ولكنه أستطاع أن يُسيطر على نفسه ، وأحتضن "هناء" مُحاولا إخراجها من الغرفة
ظلت "هناء" تصرخ وتبكى بينما شد "هاشم" على إحتضانها مُحاولا تهدئتها وإخراجها ، لتصيح "هناء" بصراخ وهى تُحاول الأفلات من يد "هاشم" وهى ترى الممرضة تغطى وجه "شرف" مرة أخرى :
_ لا متعمليش كده ، قوم يا شرف ، لا متخلهوش يسبنى يا هاشم ، متخلهوش يسبنى ، يا شرف
نطقت أسمه وسريعا ما غابت عن الوعى غير مُدركة لأى شيء يحدث حولها
•••
مسحت "هناء" على وجهها مُحاوله تجفيف دموعها التى تتهاوى كأمطار الشتاء ولكن دون فائدة ، هى لم تستطيع أن تتوقف عن البكاء ، بينما "ديانة" كانت تبكى وهى بداخلها صراع بين أن تشعر تجاهها بالكراهية بسبب كل ما فعلته من جرائم بشعة ، وبين أن تشعر تجاهها بالشفقة بسبب تلك الحالة المرضية التى وصلت لها ومن الواضح أن مرضها هذا هو من دفعها لإرتكاب كل تلك الجرائم ، ولكنها هى من ساعدت مرضها كى يُسيطر عليها وهى من سمحت لشيطانها أن يتحكم بها ، لتُكمل "هناء" حديثها وهى تارة تبتسم وتارة تبكى :
_ فضلو يدونى فى مُهدأت ومنوم لحد ما دفنوا شرف ، ولما فوقت عرفت إن لبنى جالها صدمة عصبيه ومبقتش بتتكلم ورجعت البيت بس حالتها النفسيه سيئه جدا ، وعرفت بردو إن تهانى وماجدة طلعوا من العمليات وإن حالتهم مستقرن وإن البيبى أبن تهانى هو بس اللى مات ، هنا حسيت بالخطر وإن ممكن واحده فيهم تعرف هاشم باللى حصل ، وبكده ممكن لبنى تهرب من الموت مرة تانية ، بس انا مسمحتش بكده
••
دلفت "هناء" الغرفة الموضوع بها شقيقتها وأغلقت الباب خلفها بأحكام ، توجهت نحو فراش "تهانى" النائمة تحت تأثير المُخدر لأن حالتها لاتزال داخل إيطار الخطر ، أنحنت "هناء" مُقتربة من أذن شقيقتها هامسة لها ببكاء :
_ أنا أسفة يا تهانى ، حقك عليا يا حبيبتى ، والله غصب عنى ، أنتى عارفة إنى كنت بحب شرف أكتر من نفسى ، وعارفة إنى عشت عمرى كله أتمناه ، بس خلاص يا تهانى ، شرف مات ، مات وسابنى ، مات بسبب لبنى
وضعت "هناء" يدها فى جيبها وأخرجت إبرة طبيه مُغلفة وبدأت فى فتحها مُكملة حديثها رادفة ببكاء :
_ بس أنا مش هسمح إن موته يروح هدر ، وعشان كده إنتى هتساعدينى يا تهانى ، هتساعدينى أخد بطارى وطار شرف وطار حبى اللى أتسرق منى
سحبت "هناء" بهذه الأبرة بعض الهواء وتقدمت بها نحو رقبة شقيقتها رادفة بشهقات عاليه :
_ أنا عارفة إنك بتحبينى يا تهانى ، وعارفة إنك بتتمنيلى السعادة من كل قلبك ، وعشان كده مش هتستخسرى فيا إنك تضحى عشانى ، عشان هناء حبيبتك تاخد حقها وتعيش مرتاحه بموت لبنى
عرزت "هناء" الأبرة فى رقبة تهانى وأفرغت كامل مُحتواها من الهواء داخل عنق شقيقتها وهى تبكى وترتجف من بشاعة هذا الموقف ، رادفة بنحيب :
_ أنتى هتموتى عشانى يا تهانى ، أوعدك إن موتك مش هروح هدر وإنى هجبلك حقك من لبنى ، آآه يا تهانى لبنى هى السبب ، لبنى هى اللى قتلتك وقتلت شرف وهتقتل ماجدة
أخرجت "هناء" الأبرة من عنف "تهانى" ثم وضعتها فى جيبها وهى تربط على كتف شقيقتها وهى تبتسم رادفة ببكاء :
_ مش هتاخر عليكى يا حبيبتى ، هبعتلك ماجدة حبيبتك كمان عشان متكونيش لوحدك وبمجرد ما أخلص من لبنى وبنتها هجلكوا انا وهاشم ونعيش مع بعض كلنا من تانى
خرجت "هناء" من غرفة "تهانى" تاركة إياها تلفظ أنفاسها الأخيرة مُتجهة نحو غرفة "ماجدة" عازمة على أن تقتلها هى الأخرى بنفس تلك الطريقة التى قتلت بها شقيقتها
دلفت "هناء" غرفة "ماجدة" التى كانت بداخلها نائمة على الفراش وأعيُنها الأثنان مفتوحتان ولكنها لا تُصدر أى صوت ولا حركة ، أقتربت منها "هناء" وهى مُندهشة من حالة السكون التى تُسيطر على "ماجدة" ولكنها فسرتها بأنها تحت تأثير نوعا ما من المخدر
أقتربت "هناء" من "ماجدة" لتجلس بجانبها على مقربة من أذنها رادفة بهمس وأعين لامعة بالدموع وأبتسامة مُنكسرة :
_ إنتى عارفة إنك أقرب واحده ليا فى الدنيا ، حتى إنك أقرب ليا من تهانى ، إنتى أختى وصحبتى وسرى وأخت حبيبى وكل حاجه ليا فى الدنيا ، أنا مكنتش عايزه أعمل فيكى كده بس أنتوا اللى غلطانين ، محدش فيكوا وقف فى صفى ، محدش فيكوا قدر حبى وعشقى ل شرف ، كلوا كنتوا واقفين فى صف لبنى ضدى ، شوفتوا وصلتونى لأيه ؟! ، وصلتونى إنى أتسببت فى موت شرف وأضطريت إنى أقتل تهانى وجاية دلوقتى أقتلك أنتى كمان عشان اخلى هاشم يكره لبنى ويقتلها ، شوفتى بقى عملتوا فيا ايه !!
وضعت "هناء" يدها داخل جيبها وكادت أن تُخرج تلك الأبرة من جيبها ولكن قاطعها دخول الطبيب لكى يفحص "ماجدة" ، رمقها الطبيب رادفا بأستفسار :
_ مين حضرتك ؟!
أجابتها "هناء" مُصطنعه الحزن والأستياء رادفة ببكاء :
_ أنا بنت عمها وفى مقام أختها ، خير يا دكتور طمينى ؟!
أجابها الطبيب بشفقة على حالة "ماجدة" رادفا بأسئ :
_ للاسف حالتها صعبة جدا ، الوقعة اللى وقعتها على دماغها كانت شديدة جدا وأتسببت فى أذى كبير للمخى أدى لأنقطاع الإشاره بين المخ والجسم ، وطبعا بما إن المخ هو المسؤل عن أى حرجه الجسم بيقوم بيها فده سبب عجز كامل للجسم ، يعنى للاسف مدام ماجدة مش هتقدر تتحرك أو تتكلم تانى
زفرت "هناء" بينها وبين نفسها براحة مما أخبرها به الطبيب ، فهذا يعنى إنها لم تضطر إلى أن تقتل "ماجدة" لأنها ستعيش كالأموات بالفعل ولن تستطيع أن تُخبر "هاشم" بشيء ، ولكنها أرادت أن تتاكد بأن "ماجدة" لن تُشفى نهائى ، لتجهش "هناء" فى البكاء رادفة بأستفسار :
_ يعنى ايه يا دكتور !! يعنى ماجدة هتعيش كده طول عمرها ؟! ، لو فى أى حل قولنا عليه حت لو نسفرها تتعالج برا أهم حاجه تخف
هز الطبيب رأسه بأستياء رادفا بأسف :
_ للاسف لا جوا البلد ولا برا البلد ، الحاله دى الطب حاليا بيعجز عندها وللاسف لسه موصلناش لحل للموضوع ده ، لكن الأمل فى ربنا كبير ، بعد أذنك
خرج الطبيب من الغرفة تاركا "هناء" برفقة "ماجدة" لتجلس بجانبها مرة أخرى رادفة براحة :
_ الحمدلله يا ماجدة ، هيفضلى حد أتكلم معاها بعد ما كل الحبايب راحوا ، وبالطريقة دى أقدر أخلى هاشم يكره لبنى أكتر ويقتلها فى أسرع وقت
•••
صاحت "هناء" بسعادة وفرح وهى تبتسم بطريقة غير طبيعية رادفة بلهفة :
_ ماجدة الوحيدة اللى فضلت معايا ، أتكتبلها عمر جديد وأنا بردو قدرت أنفذ اللى انا عايزاه ، وخلصت من لبنى للأبد
••
خرج الطبيب من غرفة "تهانى" ليلتف حوله كلا من "هاشم" و "هناء" بصحبة "جواد" الذى لم يتجاوز العاشرة من عمره ، ليصيح "هاشم" مُستفسرا عن حالة زوجته رادفا بكثير من الرعب والفزع :
_ خير يا دكتور طمينى !! تهانى عاملة أيه ؟!
وضع الطبيب رأسه فى الأرض وهو يشعر بكثير من الحزن والأسئ على تلك العائلة التى بالطبع أصابتها لعنة كبيرة ، فى البداية خسارة الشقيق ويليها عجز شقيقته ويليهما خسارة الجنين والأن خسارة الزوجة ، ليصيح الطبيب مواسيا "هاشم" رادفا بحزن :
_ أنت أكيد راجل مؤمن وربنا بيختبر صبرك ورضاك بقضائخ وأنت أكيد هترضى باللى ربنا كتبه ، المدام تهانى توفاها الله ، البقاء لله
_ وقعت تلك الكلمات على مسامع "هاشم" كالخنجر الذى رشق فى قلبه وجعله ينزف كل ما بداخله من دماء ، وضع "هاشم" يده على وجهه وسريعا ما سقط أرضا غير قادرا على الوقوف وكانه أصيب بعجز ما
بينما "هناء" أخذت تصرخ وتعول بكل ما بها من قوة وهى تضرب على وجهها وقدميها ، رافة بكثير من الصراخ :
_ أختى لاا ، تهانى ماتت يا هاشم ، آآآآه يا أختى
أسرعت "هناء" راكضة نحو "هاشم" صارخة وتعول بوجهه رادفة ببكاء ونحيب :
_ مرات قتلت أختى يا هاشم ، لبنى قتلت تهانى وعجزت ماجدة وأتسببت فى موت شرف يا هااشم
جذبها "هاشم" من ذراعه والغضب والكراهية مُسيطران عليه رادفا بحدة :
_ أيه اللى حصل يوميها بالظبط يا هناء ؟!
أجهشت "هناء" فى البكاء وتعالت شهقاتها وهى تقص عليه ما حدث مُخترعة تلك الكذبة رادفة :
_ كل اللى حصل إن زينة كانت بتلعب مع ديانة وفرحانه بيها يا حبيبة قلبى ، جيت لبنى لأتها بتلعب معاها أفتكرتها بتضربها راحت ضربت زينة بالقلم على وشها ، زينة جريت تعيط لتهانى وحكتلها على اللى حصل ، تهانى قالت لجواد ياخد زينة ويطلعوا يلعبوا فى الجنينه ، وقامت هى وماجدة رايحين للبنى تسألها ضربت البت ليه ، لبنى كانت خارجه من أوضتها ونازله على السلم ، ماجدة وقفتها وسألوها ليه ضربتى البت يا لبنى ؟! ، قالتلهم انا جايبه بنتى بعد خمس سنين محرومه من الخلفة ومش هسمح لحد أنه يأذيها ، تهانى اختى قالتلها بنتك زى عيالنا بالظبط ومحدش هيأذيها وبعدين زينة كانت بتاعب معاها ، لبنى قالتلها لا بنتك كانت بتضربها جتها ضربه فى قلبها ، تهانى زعقت فى وشها وقالتلها حرام عليكى بتدعى على البت ليه ؟! قامت لبنى زقاها وقالتلها حرمت عيشتك أنتى وبنتك ، تهانى كانت هتقع جيت تسند على السلم أيدها فلت ووقعت من فوق السلم ، ماجدة جريت تبص عليها من فوق من جمب السلم ، لبنى لما لقت كده راحت راميه ماجدة هى كمان من فوق ، كل ده وانا واقفه بعيد مش عارفه أعمل أيه !! لو كانت شافتنى كانت موتتنى أنا كمان
أعتلت وجهه "هاشم" ملامح الغضب والكراهية تجاه "لبنى"ولكنه لايزال يملك القليل من العقل ليفكر به ، صاح "هاشم" رادفا بحدة وحزم :
_ أنا هروح لها دلوقتى الفيلا ، لو لقيتها يبقى هى مكنش عندها نيه لقتلهم وكل ده حصل غصب عنها ، لكن لو ملقتهاش تبقى هى اللى حفرت قبرها هى وبنتها بأيدها
أستمع "هاشم" لصوت صراخ أبنه وأحدهم يستنجد بأحد رادفا بصياح :
_ يا جماعة حد يلحقنا هنا
أسرع "هاشم" فى الحضور والأمساك بيد "جواد" مُحاولا إخراجه من الغرفة ، ليصيح "جواد" بالجميع وهو يتلوى بين يديهم ودموعه تتهاوى بلا توقف رادفا بصراخ ممذوج بالبكاء :
_ لا أوعوا ، سيبونى ، يا ماما أصحى ، يا مامااا
شعر "هاشم" وكأن عُرز خنجر فى قلبه ليترك "جواد" برفقة "هناء" ويذهب سريعا من المستشفى وهو فى قمة غضبه مُتجها نحو منزلهم
بمجرد أن رحل "هاشم" أخرجت "هناء" هاتفها وأتصلت على "لبنى" التى سريعا ما فتحت سماعة الهاتف ، لتصيح "هناء" وهى تعلم جيدا أن "لبنى" تستمع إلى حديثها رادفة بتحذير :
_ هاشم جيلك دلوقتى يا لبنى ، جى يقتلك أنتى وبنتك زى ما قتلتى مراته واللى فى بطنها ، بس لسه قدامك فرصى ، أهربى يا لبنى ، أهربى أنتى وبنتك ومتوريناش وشك تانى ، ومتحوليش تفهمى هاشم حاجه لان بعد موت تهانى هاشم لا هيفهم ولا هيسمع
•••
أبتسمت "هناء" بسعادة وفخر وهى توجه حديثها نحو "ديانة" رادفة بسعادة :
_ وفعلا لبنى طلعت ساذجه وعبيطه وخدتك وهربت وأنا كنت متأكدة إن هاشم هيعرف يجبه ، بس اللى مكنتش عامله حسابه إنها تعرف تبعدك عنه وتخلى حد تانى ياخدك وتعرف تخليكى تفلتى من الموت ، يومها هاشم جيه وقال أنه لأقها مُنتحرة ، بس الحقيقى غير كده خالص
خفق قلب "ديانة" بشدة خوفا مما قالته "هناء" رادفة بأستفسار :
_ أومال أيه الحقيقة ؟!
ضحكت "هناء" بسخرية على سؤال "ديانة" رادفة بأستهزاء :
_ مستنيه أيه من واحد شايف اللى قتلت مراته واللى فى بطنها وعجزت أخته وأتسببت فى موت أخوه ؟! بس أنا هقولك وأريحك من التفكير ، قتلها يا ديانة ، ربطا على شريط القطر فى نفس المحطة اللى هربتك منها وأستنى لحد ما شاف القطر وهو بيفرمها تحتيه
صرخت "ديانة" بذعر مما أخبرتها به "هناء" من بشاعة ما فعله عمها بولدتها وما فعلته هى فى شقيقتها وفى هذه العائلة بأكملها ، لم تعطيها "هناء" حتى فرصة كى تشعر بالذعر لتجذبها من شعرها وتسحبها نحو صور سطح الفيلا رادفة بسعادة وفرح :
_ خلاص يا حبيبتى متعيطيش ، هنروح لبابا يا ديانة
❈-❈-❈
فى ذلك الوقت وصل "جواد" إلى الفيلا وصدفة فى نفس اللحظة وصل أيضا والده بصحبة "لبنى" ولكنه لم ينتبه لسيارته ، ترجل "جواد" من السيارة وأسرع فى التوجه نحو الفيلا ليستطدم ب "لبنى" التى كانت تركض هى الأخرة مُتجهة نحو الداخل
توقف "جواد" أمامها لبعض اللحظات يشعر أنه يعرفها أو قد يكون رأها فى مكان ما ، بينما "لبنى" تعرفت عليه من خلال زرقاوتيه المُتميزتان ، لتلمع عينيها بالدموع مُتذكرة هذا الطفل البرئ الذى كانت تحبه كثيرا وتعشق اللعب معه وحبه الشديد لها وتعلقه الكبير بها ، جذبت "لبنى" ذراع "جواد" راغمة إياه على أحتضانه ، بينما شعر "جواد" بالصدمة والغرابة مما فعلته تلك المرأة ليلاحظ وجود والده خلفها ، لينظر له بأستفسار وكاد أن يتحدث ليقاطعه صوت "ديانة" صارخة بفزع
أسرع كلا من "جواد" و "هاشم" و "لبنى" فى الدخول إلى الفيلا ، صرخت "لبنى" عندما رأت العاملة مُلقاة أرضا والدماء تسيل من رأسها لتتشبس فى ذراع "هاشم" رادفة بفزع وذعر :
_ بنتى يا هاشم
صُعق "جواد" مما تفوهت به تلك المرأة لينظر لها بصدمة وكأنه أصيب بشلل فى ثائر جسده ، سريعا ما حول نظره نحو والده وملامح الصدمة لا تُفاق وجهه ، لاحظ "هاشم" علامات الاستفهام التى أعتلت وجه أبنه ليصح بحزم موجها حديثه نحو أبنه رادفا بحدة :
_ نلحق ديانة وبعد كده هفهمك كل حاجه
تفرق كلا منهما إلى قصمين للبحث عن "ديانة" ليذهب "هاشم" و "لبنى" لمكان و "جواد" فى مكان أخر ، أفكار كثيرة سيطرت على عقل "جواد" ومخاوف كثيرة أيضا أمتلكته ، يا لا ساعدته إذا كانت "لبنى" لم تكن تريد أن تقتل والدته وأن تكون حقا مظلومة ، وأيضا يا لا تعاسته إذا كان كل ما فعله ب "ديانة" كان على باطل ، فهذا سيجعلها لن تُسامحه مهما فعل
كانت تلك الأفكار تتطرق فى رأس "جواد" وهو يركض صاعدا السلم مُتوجها نحو سطع المنزل ظننا منه أنها قد تكون بالاعلى وبالفعل وجده مفتوحا ، تواجد "جواد" على السطح ليرى "هناء" تقوم بسحب "ديانة" نحو الحافة ، صرخ "جواد" عليها بفزع رادفا بذعر :
_ ديانة
إلتفتت "هناء" نحو الصوت وقد شدت على قبضتها حول ذراع "ديانة" واليد الأخرى جذبتها من شعرها لتصرخ "ديانة" بألم ، بينما صرخت "هناء" على "جواد" مُحذرة إياه رادفة بحدة وحزم :
_ خليك مكانك أحسن ما أرميهالك من هنا
أومأ لها "جواد" بالموافقة وهو يشعر بأن قلبه يرتجف رعبا من أن تفعل شيئا ب "ديانة" رادفا بلهفة :
_ حاضر ، حاضر ، أنا مكانى أهو ، بس سيبى ديانة ، هى ملهاش دعوة بحاجه
ضحكت "هناء" بسخرية رادفة بأستهزاء :
_ ملهاش دعوة !! ، ده هى أهم حاجه فى الموضوع ده كله من أوله لأخره ، هى اللى هتحنن قلب شرف عليا وتخليى يحبنى لما يلاقينى جيبهالوا معايا
لم يستطيع "جواد" فهم ما تُحاول "هناء" قوله ، هو لا يعلم عن أمر حب "هناء" ل "شرف" ، كل ما يعرفه هو أن "هناء" تنوى على قتل نفسها وقتل "ديانة" معها ، بينما كان "جواد" يُفكر جذبت "هناء" "ديانة" نحو الحافة وتشبست بها جيدا عازما على القفز بها ، كادت "هناء" أن تقفز ليمنعاها صوت يكاد يكون مألوف بالنسبة لها صارخا بحدة :
_ هناااء ، أبعدى عن بنتى يا هناء
صُعقت "هناء" مما أستمعت إليه لتلتف سريعا وتقع عينيها بعين "لبنى" لتصرخ بفزع وذعر وقد رخت قبضتها عن "ديانة" وصاحت ظننا منها أنها تتوهم بوجود "لبنى" لتردف برعب :
_ لااا ، أنتى موتى يا لبنى ، أنتى مش حقيقيه ، ده مجرد تخيل عشان خلاص هموت ، انتى موتى يا لبنى
أستغل "جواد" نقاش كلا من "هناء" و "لبنى" وأخذ يُحاول أن يقترب من "ديانة" ولكن بحذر شديد مُحاولا أن لا تراه "هناء" ، بينما صاحت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هناء" رادفة بصراخ :
_ لا أنا مموتش يا هناء ، ولو فيه حق ليكى عندى تعالى وخدى منى أنا ، ملكيش دعوة ببنتى يا هناء
صرخت بها "هناء" بغضب وكراهية شاعرة بأن كل ما فعلة طوال العشرون عاما من قتل شقيقتها لموت "شرف" لعجز "ماجدة" قد أصبح سرابا ولم يتحقق أى من أهدافها ، لتصيح "هناء" رادفة بتشتت وحدة :
_ أنتى كان لازم تكونى موتى ، أيوه أنتى موتى من زمان ، أنتى بتكدبى يا لبنى ، أنتى ميته فاهمه أنتى ميته
أستغل "جواد" تشتت "هناء" وسريعا ما قام بسحب "ديانة" من بين يديها وفى نفس اللحظة كانت "هناء" قد أستعدت لأن تقفز وتقوم بسحب "ديانة" معها ، وبالفعل قفزت "هناء" من فوق السور ولكنها لاحظت وهى تقفز بأن "ديانة" أستطاعت الأفلات من بين يدها ، ولكنها أيضا لاحظت أن هناك شيئا ما قد تعلق بيدها لترفع بصرها لتجده "جواد" مُمسكا بيدها مُحاولا إنقاذها
شعرت "هناء" بأنها ستخرج من هذه الحياة بدون شيئا وأنها ستكون هى وحدها الخاسرة فى تلك اللعبة التى بدأتها منذ أكثر من عشرون عاما ، لا لن تسمح بأن تخسر أبدا إن كان لابد من أن تموت فهى لن تموت وحدها وإن كانت لن تستطيع أن تأخذ "ديانة" فالحظ يعطيها فرصة أخرى بأن تأخذ "جواد" ، فى جميع الأحوال فهى لن تترك الفرحة تغمر قلب "لبنى" وأبنتها
فى هذه اللحظة وصلت "زينة" بصحبة "مالك" بعد ما أخبرتها "ماجدة" بكل ما حدث يوم الحادث ، بمجرد أن رأت "زينة" "هناء" مُتعلقة بذراع "جواد" صرخت بكثير من الرعب على شقيقها رادفة بذعر :
_ جواد ، خلى بالك يا جواد
بينما "هناء" كانت تُحاول أن تقوم بسحب جسد "جواد" إلى الأسفل مُعتمدة على ثقل جسدها بدلا من أن تُحاول أن ترفع نفسها إلى الأعلى ، لتمتد يدها الأخرى مُحاوله جذبه إلى أسفل ليستجيب لها جسد "جواد" ويقوم بالأنخفاض معها
لاحظ كلا من "هاشم" و "لبنى" و "ديانة" بأن جسد "جواد" يُسحب نحو الأسفل ليتشبث به الجميع مُحاولا إنقاذه ، لتصرخ "لبنى" مُحاوله إيقاف "هناء" رادفة ببكاء :
_ سيبيه يا هناء ، حرام عليكى ، مش كفاية قتلتى أمه !!
كادت "هناء" أن تصيح بوجهها ولكن أوقفها تذكر تلك الطريقة التى قتلت بها شقيقتها ، وسريعا ما رات شقيقتها "تهانى" تقف بجانب "جواد" وهى تبتسم وتقوم بسحب ذراعيه الذى تتشبث به "هناء" ، لتفزع "هناء" من رؤية شقيقتها على نفس الحالة التى قتلتها بها وتلك الأبرة المُنغرزة داخل عنقها ، لتترك "هناء" يد "جواد" من هول فزعها وتسقط من فوق سطح البناية
صرخت "زينة" عندما رأت "هناء" تسقط من أعلى ، لتدفن وجهها داخل صدر "مالك" بفزع ورعب ، بينما "هناء" قد سقطت على ظهرها على إحدى درجات السُلم أمام باب الفيلا
↚
يقف الجميع فى الردهة داخل المشفى بعد أن تم نقل "هناء" و"ديانة" إليها ، بعد أن سقط "هناء" من فوق سطح فيلا "جواد" وأستقر ظهرها على إحدى درجات السلم أمام الباب ، ويليها بالحظات قليله فقدان "ديانة" للوعى فالأمور الذى مرت بها اليوم ، لم تكن هينة عليها وخصوصا وأنها لم يمر على ولادتها المبكرة سوا بضعة أيام ، كانت "لبنى" تجلس بجانب "هاشم" وهى تشعر بالخوف والقلق الشديد على أبنتها بالأضافة إلى القليل من تلحزن على ما حدث ل "هناء" ، بينما "هاشم" كان يجلس بجانبها ويحاول تطمئنها والتهدئة من روعها على عكس ما بداخل من تشتت بين شعوره بالخوف الممذوج بالندم والإنكسار ، يشعر تجاه "لبنى" بشيء لم يجربه من قبل وكأنه لأول مرة يتعامل معها ، وكأنهم لم يمر على معرفتهم ببعضهم أكثر من خمسة وعشرون عاما ، منهم عشرون عاما كانا فيهم لبعضهم أقرب من الرجل وأمرأته بأثتثناء العلاقة الحميمة ، عدا ذلك هى لم تكن تتعامل مع أحدا سوا ، وهو لم يكن يشعر بالراحة والسلام مع أحدا غيرها ، بغص النظر عن ذلك الأنتقام الذى كان يصنع فعله
بينما كانت "زينة" تقف على مقربة من "مالك" وعينيها لا تتوق عن ذرف الدموع مُتذكرة ما أخبرتها به "ماجدة"
••
_ وأنا موافق يا زينة لو كان ده هيريحك
صاح هاتف "زينة" مُعلان عن وجود إتصالا من أحدهم لتنظر فى هاتفها لتجده من قصر والدتها لتجيب على الأتصال مُستمعة لمن يتحدث ، لتجده صوت العاملة "حُسنة" رادفة بلهفة :
_ ألحقى يا ست زينة
نهضت "زينة" من مكانها بفزع ورعب وقد تمالكها شعور الخوف رادفة بلهفة :
_ فى أيه يا دادا ؟!
صاحت العاملة قاصة على "زينة" كل الحديث الذى دار بين كلا من "هناء" و"ماجدة" على الهاتف وطريقتها المريبة التى تحدثت بها وخروجها السريع من الفيلا دون حتى أن تبدل ملابسها
كانت "زينة" تشعر بالشتات والإرتباك ، لا تعلم أتفرح بخبر تعافى "ماجدة" وأستهادها لقدرتها على الكلام !! ، أم تفزع وترتعب من طريقتها مع "ماجدة" وأخبارها بأنه قد حان موعد النهاية !! ماذا تعنى بقولها هذا ، صاحت "زينة" رادفة بلهفة وإندفاع :
_ طيب يا دادا أنا هتصرف وأعرف أيه اللى بيحصل
أغلقت "زينة" المكالمة وقد سيطر على ملامحها شعور الرعب والفزع من أن تقوم "هناء" بفعل شيء ب "ديانة" أو تقوم بإذائها ، لأحظ "مالك" تلك الملامح المُفزعة على وجه "زينة" ليعقب سريعا مستفسرا عما بها :
_ فى أيه يا زينة!! ، مالك وشك أتخطف كده ليه؟!
كاد "زينة" أن تجيبه ولايزال شعور الصدمة والفزع مُسيطران عليها ، ليقاطعها صوت هاتفها مُعلنا عن وجود إتصال من "سما" أبنة عمتها ، سريعا ما أجبتها "زينة" رادفة بلهفة :
_ أيه يا سما !!
تشنجت حواسها عندما أستمعت إلى صوتها التى تستمع إليه لأول مرة بحياتها والذى لم تكن لتتعرف عليه إلا عندما أفصحت صاحبته عن نفسها وأجابتها رادفة برعب :
_ أنا ماجدة يا زينة
وكأنها هى من شُلت بلسانها ولم تعد تستطيع أن تتفوه بأية حرف ، فكلماتها قد حُصرت بين بين سعادتها بسماع صوت عمتها لأول مرة ، وبين رعبها وفزعها مما ستخبرها به عمتها من أحاديث ستفتح بداخلها جروح قد ظنت إنها داوتها السنين ، ليباغتها صوت "ماجدة" رادفة بفزع :
_ أسمعين كويس يا زينة ، لبنى برئية من دم تهانى ، لبنى معملتش حاجه يا زينة وديانة بتدفع تمن حاجه هى وأمها برئين منها
لايزال الصمت حليفها بينما قد زادت صدمتها وشعورها بكثير من الأخبار السيئة الذى ستتلقها فى هذا اليوم ، ولكن "ماجدة" قد فاجئتها بما قد تمنت أن لا تستمع إليه على الأطلاق رادفة بإندفاع :
_ هناء هى اللى قتلت تهانى وحاولت تقتلنى ، دلوقتى رايحة تقتل ديانة ، ألحقيها يا زينة بسرعة
هبت "زينة" واقفة بسرعة من مكانها وألتقطت هاتفها ومفاتيح سيارتها وهرولت فى الخروج من المقهى ، لينهض "مالك" هو الأخر بنفس اللحظة فهو كان يُتابع ملامح وجهها التى كانت تزداد فزعا ، سريعا ما ترك "مالك" النقود على الطاولة وأسرع فى الخروج خلف "زينة" التى كانت لاتزال تتحدث فى هاتفها رادفا بلهفة :
_ فى أيه يا زينة؟!
نظرت له "زينة" بصدمة وعدم إتزان وقد تأكدت إنها لم تستطيع أن تقود السيارة فهى بالكاد تسطبع أن تقف وتتحرك على قدمها ، لتزجره سريعا وهى تتجه نحو سيارته رادفة بلهفة ورعب :
_ أطلع على فيلا جواد بسرعة
سريعا ما صعد "مالك" و"زينة" داخل السيارة وأنطلق "مالك" وهو يشعر بأن هناك شيء سئ يحدث مع "ديانة"، ولكنه كان مراعيا أن "زينة" لا تزال فى بداية حملها ، بينما "زينة" كانت لا تزال بمكالمتها مع "ماجدة" لتكسر "زينة" شعورها بالصدمة وتصيح بماجدة رادفة بأستفسار :
_ أيه اللى حصل فى اليوم ده يالظبط يا عمته ؟!
•••
كانت "زينة" تتذكر ما قصته عليها "ماجدة" وعن ذلك الشجار الذى دار بينهم فى هذا اليوم ، وعن دفع "هناء" لشيقتها من أعلى الدرج وعدم إكتفائها بهذا ، بل وأيضا ألقت بها هى نفسها لتلحق ب "تهانى" عند أسفل السلم وعن إلقائها بكامل الذنب على "لبنى" التى سريعا ما صُدمت هى الأخرى بخبر موت "شرف" وعدم قدرتها على التحدث مرة أخرى ، تتذكر هذا الحديث وتتهاوى دموعها دون توقف أو تحكم منها فى هذا الضعف والإنكسار ، بينما "مالك" كان يشعر بأن هذه الدموع هى دماء تُنزف من قلبه هو وليست مجرد قطرات ماء تتساقط من مقلتيها ، كان "مالك" يشعر بصراع كبير يحدث بداخله بين أن يقترب منها ويضمها إلى صدره ويهون عليها فظاعة ما تشعر به من ألم ، وبين أن يلتذم مكانه مُراعة لوجود "هاشم" و"جواد" ويكتفى ببعض النظرات المُتعاطفة التى يرمقها بها؟!
بينما "جواد" كان يقف على مقربة من باب غرفة "ديانة" يموت خوفا ورعبا من أن يُصيبها شيء وينتظر خروح أى أحد ليطمئنه على صحتها ، كان يتحرق شوقا لرؤيتها والتحدث معها ولأول مرة دون شعور بضرورة الأنتقام ورؤية دماء والدتة متعلقتة بها ، ولكنه أيضا يخشى تلك المواجهة وذلك اللقاء ، لا يعلم كيف سيعتذر لها!! أو من أين ستاتى له الشجاعة بطلب السماع والغفران عما فعله بها؟! ، هل ستسامحه!! هل ستطلع بوجهه مرة أخرى!! ، هل ستشفق عليه عنما يخبرها عن تلك الأمور تلذى ظل يُعانى منها طيلة سنوات كثيرة؟! مما كان سيُكلفه الأمر ، عليه أن يجعلها تسامحة وتظل معه ، فهو لا شيء دون وجودها بجانبه
حول "جواد"نظره نحو "لبنى" التى كان يبدو عليها الكثير من الرعب والفزع من أن يحدث لأبنتها شيء وهو يشعر بتشتت وتوهان كبير ، كيف لهذه السيدة أن تكون على قيد الحياة!! ، أين كانت طوال هذه السنوات ولماذا لم تظهر وتبرئ نفسها!! ، هل كان والده يعلم إنها لاتزال على قيد الحياة!! ، لماذا لم يقتلها إذا؟! ، كانت الكثير من الأسئلة تضرب برأس "جواد" إلى أن أفاقته تلك اليد التى وضعت على كتفه لتنتشله من كثرة أفكاره ، رفع "جواد" ليعلم من صاحب تلك اليد ليجده صديقه "إياد" الذى جاء فور ما أن أخبرهوبما حدث ، صاح "إياد" مُحاولا مواساة صديقه رادفا بمساندة :
_ أجمد يا جواد ، ديانة عاملة أيه دلوقتى؟!
أجابة "جواد" بفيروزتان يلتمعتان من كثرة الدموع الحبيسة بداخلهم رادفا بضعف وإنكسار :
_ مش عارف لسه الدكتور معاها جوه
ربط "إياد" على كتفه مُحاولا تهدئته وتطمئنه رادفا بهدوء :
_ إن شاء الله هتكون كويسه ، متقلقش
فى تلك اللحظة خرج الطبيب من غرفة "هناء" ليُسرع إليه كلا من "هاشم" و "لبنى" بينما "جواد" و "زينة" كانا يتابعان من أماكنهم وخصيصا "جواد" الذى كان يستمع بأهتمام لما سيقوله الطبيب ، لتصيح "لبنى" موجهة حديثها نحو الطبيب رادفة بأستفسار :
_ خير يا دكتور!! ، حالتها عامله ايه؟!
أجابهم الطبيب بملامح تصرخ بالأسئ والشفقة على حالتها رادفا بأسف :
_ بصراحة مخبيش عليكوا الحاله صعبة جدا وخطر ، الوقعة اللى هى وقعتها كان شديدة جدا وفى مكان صعب خصوصا على حد فى سنها ، الوقوع على الضهر من مكان عالى جدا زى المكان اللى وقعت منه ده سببلها تاثير قوى على العمود الفقرى مما ترتب عليه قطع فى الحبل الشوكى ، وللاسف قطع الحبل الشوكى لسه لحد دلوقتى ملوش علاج
أقترل "جواد" بإندفاع نحو الطبيب وهو لا يعلم لماذ شعر بكل هذا الكم من الخوف والإتباك رادفا بحدة ولهفة :
_ يعنى أيه الكلام ده؟!
ذم الطبيب شفتيه مُحاولا توصيل صعوبة حالتها لهم ولكن بطريقة لا تثير فزعهم وتنهر قلوبهم رادفا برفق وأعتذار :
_ للاسف المريضة مش هتقدر تتحرك تانى أبدا ، ولان حالتها صعبة وعندها كسور شديد جدا فى منطفة الحوض والساقين مش هتقدر حتى انها تقعد على كرسى متحرك ومن الأفضل أن تلازم الفراش باقى عمرها ، بعد أذنكوا
أستأذن الطبيب ورحل من أمامهم ، ليشعر "جواد" بغصة شديدة فى حلقه وقد شعر تنميلا شديدا فى أطرافه تأثرا بما أستمع إليه منذ لحظات ، أحقا قد شُلت "هناء"! ، أيعقل ان يكون قد عجز مصدر ضعفه وخوفه فى هذه الحياة؟! ، أحقا قد فقدت قوتها ، تلك المرأة التى كانت سجانا له سنوات كثيرة ، أيعقل أن يكون قد تحرر الأن من بطشها وظلمها له.؟! ، بينما "لبنى" سريعا ما قد تهاوت دموعها حزنا على ما أستمعت إليه من الطبيب لتُتمتم بتأثر شديد رادفة :
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يسامحها ويخفف عنها
تعجب "هاشم" مما تفوهت به "لبنى" ومن حزنها على حالة "هناء" ليعقب رادفا بأستفسار:
_ أنتى بتدعلها رغم كل اللى عملته فيكى يا لبنى؟!
أجابته "لبنى" بحزن وأسئ على ما فعلته "هناء" بنفسها قبل ما تفعله بالجميع لتعقب مفسرة سبب تعاطفها معاها رادفة :
_ هناء كانت مريضة يا هاشم وللاسف اول ما ظلمت ، ظلمت نفسها و...
قاطع حديثها وقوف "جواد" أمامها هى و "هاشم" بعد أن فقد قدرته على تحمل تلك الأسئلة التى تدور برأسه ولا ترأف به رادفا بحدة وأستفسار مُشيرا نحو "لبنى" موجها حديثه نحو والده :
_ مين دى؟!
فهم "هاشم" ما بقصده "جواد" بسؤاله ليجيبه موضحا له الأمر رادفا بهدوء :
_ دى لبنى
زجره "جواد" بسؤاله بنبرة حادة وقاسى لا يعلم ، أهى من حزنه على مقتل والدته!! ، أم خشية من أن يتاكد من حقيقة أن "لبنى" بريئة من دم والدته؟! ، صاح به "جواد" بنرة عتاب رادفا بحدة :
_ اللى قتلت أمى!!
صاحت "لبنى" متدخلة فى الحديث بعد أن أستمعت ما قاله "جواد" لتعقب نهاية عن هذا الحديث رادفة بتصحيح :
_ لا يا جواد ، انا مقتلتش تهانى ، أنا عمرى ما كان بينى وبين تهانى عداوة ، أنا هحكيلك كل اللى حصل يوم الحادثة
قصت "لبنى" كل ما حدث فى هذا اليوم على "جواد" بداية بشجارها هى و "هناء" بجانب الدرج نهاية بمكالمتها لها وتحذيرها بما سوف يفعله "هاشم" بها هى وطفلتها
••
_ هاشم جيلك دلوقتى يا لبنى ، جى يقتلك أنتى وبنتك زى ما قتلتى مراته واللى فى بطنها ، بس لسه قدامك فرصى ، أهربى يا لبنى ، أهربى أنتى وبنتك ومتوريناش وشك تانى ، ومتحوليش تفهمى هاشم حاجه لان بعد موت تهانى هاشم لا هيفهم ولا هيسمع
شعرت "لبنى" بالذعر والفزع مما أخبرتها به "هناء" من تهدبدها بان "هاشم" سيقوم بقتلها هى وابنتها وسريعا ما نهضت من مكانها وأسرعت فى الامساك بإحدى الأوراق والأقلام وقامت بكتابة رساله نصية ودموعها تتصارع فى النزول من مُقلاتيها
أنتهت "لبنى" من كتابة تلك الرسالة وسريعا ما أحضرت حقيبة كبيرة ووضعت بداخلها أبنتهت وشهادة ميلادها وتلك الرساله ، خرجت "لبنى" من القصر مُسرعة إلى إحدى محطات القطار بمحافظة الاسكندرية
صعدت "لبنى" إلى القطار بمجرد أن وصل المحطة ولحسن حظها إن الساعة كانت متاخرة ولذلك لم يكون القطار مُزدحما ، وضعت "لبنى" طفلتها على إحدى المقاعد وهى تشعر وكأنها تقوم بقطع جزا من روحها وقامت بتقبيل طفلتها مُعتذرة من إياها على ما تفعله به ولكن ليس أمامها حلا أخر
أستمعت "لبنى" إلى صوت بعض الركاب يهرولون كى يركبا القطار خوفا من ان يتحرك ولا يلحقوا به ، فاسرعت "لبنى" فى الأحتباء بالعربة الاخرى وظلت تتابع الأمر من بعيد
يُهرولون متجهون الى هذا القطار الذى اوشك على مُغادرة تلك المحطة ، صعدوا الى ذلك القطار المُتجه من الاسكندرية الى القاهرة
صاح "محمود" موجها حديثه نحو زوجته رادفا بلهفة :
_ تعالى يا منال كرسى جمبه شباك كويس اهو و.....
قطع حديثة هذا الصندوق المتواجد اسفل المقعد ليقم بفتحه ليشعر بالصدمة والغرابه فى انٍا واحد ، لاحظت زوجته قطع حديثه ونظرتة تلك
نظرت "منال" مُتفحصه ذلك الصندوق لتجدها طفلة رضيعة لم تتم الخمسة اشهر ولكن سبحان الخالق الذى ابدع فى خلق تلك الرضيعه ذو البشرة الحليبيه والاعين الزرقاء الصافيه والرموش الكثيفه والشفاه الورديه والشعر الحريرى الذى يكاد يصل الى جبهتها ، صاحت "منال" قائله :
_ اللهم صلى على جمال النبى ايه دى يا محمود !! دى نونه صغيرة ، فين اهلها وازاى يسبوها كده و...
قاطع حديثها وجود ذلك الظرف الموضوع بجانب تلك الرضيعه لتردف باهتمام :
_ ايه ده يا محمود؟!
قام "محمود" بفتح ذلك الظرف ليجد به عدة اوراق بها شهادة ميلاد باسم تلك الرضيعه وورقه اخر تشبه رسالة التقطتها "منال" من يده واخذت تقرأها وكان مضمون تلك الرساله :
_ انا عارفة ان مكنش ينفع اعمل كده بس والله العظيم غصب عنى لازم اعمل كده عشان بنتى تعيش انا كنت متجوزة رجل محترم جدا وخلفت منه البنت دى واتوفى من يومين وانا اكتشفت انى عندى سرطان وفى المرحله الاخيرة واهل جوزى كانوا مقاطعينه عشان اتجوزنى ولما عرفوا انه مات خافوا انى اطلب ورث بنتى وعرفت انهم عايزين يقتلوها بعد ما اموت ، ابوس ايدكوا اللى يلاقى بنتى يحميها ويبعد بيها عن اهلها حتى لو هتودوها لناس مبتخلفش يربوها ابوس ايدكوا احموا بنتى وابعدوها عن اسكندرية كلها
بكت "منال" بتاثر من تلك الرساله ثم انحنت والتقطت تلك الفتاة ضاممة اياها الى صدرها رادفه :
_ يا حبيبتى يا بنتى اتولدتى يتيمه الاب والام والاهل
نظرت الى "محمود" بترجى قائله :
_ بالله عليك يا محمود ناخدها معانا ونربيها مع مالك دى شبه الملايكه والنبى يا محمود قلبى مش مطوعنى اسبها
نظر لها "محمود" بقلة حيله ثم نظر الى ذلك الملاك الصغير رادفا :
_ الله المستعان ربنا يرزقنا برزقها هى واخوها
ابتسمت "منال" بساعدة ثم احتضنت تلك الفتاة الجميلة قائلا :
_ اوعدك يا بنتى طول منا عايشه مفيش حد هيقرب منك ابدا
أغمضت "لبنى" عينيها بألم بعد ان أطمأنت على ابنتها وانها قد وقعت بين يدى تلك الاسرة الرحيمة التى سترعاها دائما وان دعواتها قد استجيبت
لتهبط "لبنى" سريعا من القطار ومن ثم تحرك القطار مُتجها إلى وجهته لتودع ابنتها للمرة الاخيرة وظلت تنظر إلى ظهر القطار ودموعها تنهمر من عينيها إلى ان أختفى نهائيا
قطعت "لبنى" تذكرة لإحدى المُحافظات الاخرى حتى تستطيع خداع "هاشم" لكى لا يعلم ان ابنتها أتجهت إلى القاهرة وظلت تجلس فى القطار منتظرة ان يتحرك
لم ترى تلك اليد إلا عندما جذبت شعرها حتى كاد ان يتمزق من شدة جذبته لها ليصبح وجهها مُقابلا لوجهه واستطاعت ان ترى تلك الدموع المُتحجرة فى عيناه ليصيح بها فى غضب :
_ فاكرة نفسك هتهربى منى يا لبنى!! ، تهانى واللى فى بطنها ماتوا وماجدة بقيت عايشه زى الميته ، انا بقى هخليكى تتمنى الموت كل ثانيه وانا بقطع فى لحمك انتى وبنتك و....
توقف من تلقاء نفسه عندما لاحظ عدم وجود تلك الرضيعة معها لينهش أسنانه بغضب وأخذ يشد على جذبته لشعراها رادفا بغضب :
_ البت فين؟؟
•••
تولى "هاشم" الحديث من بعد ان صمت "لبنى" مُحاولة عدم الأفصاح عما فعله "هاشم" بها ولكنه أراد أن يعترف بذنبه أمام الجميع ، ظننا منه أنه قد يقلل هذا من فداحة ما فعله فى حق "لبنى" ليكمل بعد ما قصته موجها حديثه نحو الجميع رادفا :
_ بعدها أخدت لبنى وأشتريت فيلا صغيرة جدا على البحر وبعيده شوية عن الناس وحبستها فيها ، وبعدها رجعت لهناء وقولتلها إن لبنى أنتحرت بعد ما هربت بنتها ، ومن وقتها كل ما افتكر الحادثه او أفتقد تهانى أو شرف أو ماجدة ، كنت بروح للبنى مرة أتكلم معاها بضعف ومرة بقسوة وإهانة وضرب ، لحد ما جيه عليا وقت حسيت إنى مش هقدر أموتها أو أسلها تمشى ، عشان كده فضلت حابسها طول العشرين سنة
شعرت "زينة" بالشفقة على تلك المرأة التى حُرمت طفلتها وسُلبت منها أنسانيتها وظلت حبيسة طوال العشرون عاما تدفع قمن جريمة لم ترتكبها ، بينما "هاشم" شعر بالخذى والندم على كل ما فعله بها من ضرب وإهانة وتعذيب ومحاولة إعتداء ، كل هذه السنوات كان ينتقم من الشخص البرئ ويُعذذ ويحترم الشخص المجرم والذى كان السبب فى الفراق بينه وبين كل من كانوا عزيزين على قلبه
بينما "جواد" كان يستمع إلى حديث "لبنى" وهو يشعر وكأن هناك نيران تنهش فى صدره ، أكان طوال تلك السنوات يعيش تحت سقف واحد مع المرأة التى قتلت والدته؟! ، أكان كل تلك السنوات يُعنف ويُعذب ويُذل تحت رحمة تلك المرأة العاهرة!! ، أكانت تزرع الحقد والكراهية بداخله تجاه زوجة عمه وأبنته كى تعمى عينيه عنها وعن جريمتها وعن إنها هى السبب فى موت والدته؟! ، كيف أستطاعت أن تدفع شقيقتها إلى الموت!! وولم تتكتفى بهذا بل دفعت أبنة عمها أيضا ، كيف أستطاعت أن تخدع الجميع طوال تلك السنوات؟؟
قطع تفكيره خروج الطبيب من غرفة "ديانة" لُيسرع إليه الجميع لكى يطمئنوا على حالة "ديانة" ، أندفع "جواد" نحو الطبيب بسرعة مُستفسرا عن صحة "ديانة" رادفا بلهفة :
_ ديانة عاملة أيه!!
أجابه الطبيب بملامح هادئة غير مُقتضبة مُحاولا أن يطمئنه رادفا :
_ متقلقش يا جواد بيه ، المدام بخير الحمدلله ، هى بس من الواضح إنها أتعرضت لضغط نفسى شديد شوية عشان كده مستحملتش وأغمى عليها ، بس هى دلوقتى فاقت وكويسة جدا
صاحت "لبنى" بلهفة بعد أن شعرت بقليل من الراحة موجهة حديثها نحو الطبيب رادفة بأستفسار :
_ يعنى نقدر ندخل نطمن عليها يا دكتور؟!
أومأ لها الطبيب بالموافقة غير مُمانعا طلبها رادفا بتاكيد :
_ اه طبعا اتفضلوا
أنصرف الطبيب وسريعا ما دلف غرفة "ديانة" كلا من "جواد" و"زينة" و"لبنى" و"هاشم" للاطمئنان عليها ، كاد "إياد" أن يلحقهم ليمنعه "مالك" الذى أمسك بذراعه رادفا بأستأذان وحرج :
_ أنا عايز أتكلم معاك شويه
رمقة "إياد" ببعض النظرات المُعاتبه وفكر بأن لا يستجيب له ، فهو ايضا غاضبا جدا منه ومن فعلته ولكنه سريعا ما فكر فى "زينة" ومصيرها ، ليستسلم لقبول طلبه لمعرفة على ماذا ينوى فى موضوعهما :
_ حاضر
نزل "إياد" بصحبة "مالك" إلى المقهى أسفل المشفى للأستماع إلى ما يريد "مالك" التحدث معه فيه؟!
❈-❈-❈
دلف الجميع غرفة "ديانة" وبمجرد أن دخلوا ، أسرعت "زينة" فى الركض نحو "ديانة" للأطمئنان عليها شاعرة بالذنب تجاه كل ما حدث لها ، ظننا منها إنها لو كانت ظلت معاها لما حدث شيء من هذا كله ، ولم تكن "هناء" لتقدر على إذائها ، بينما كان "جواد" يقترب من فراشها ببطئا شديد وكانه لا يملك القدرة والشجاعة على مواجهتها ولا يعلم حتى ماذا يقول لها!! أو بماذا يبدأ وهل ستعطيه الفرصة أصلا لكى يبرر لها شيء؟! ، صاحت "زينة" وهى مُحتضنة "ديانة" رادفة بلهفة وأعتذار :
_ حمدلله على سلامتك يا ديانة ، أنا أسفة ، يارتنى ما كنت سيبتك ومشيت
هونت "ديانة" عنها كى لا تلقى بكامل الذنب على نفسها رادفة بهدوء وإمتنان :
_ الحمدلله إنك خرجتى يا زينة ، الله أعلم لو كانت هناء جيت ولاقبتك كانت عملت فيكى أيه!! وانتى أصلا ح...
صمتت "ديانة" من تلقائها نفسه عندما شعرت إنها كادت أن تُخرب الدنيا وتفصح عن ذلك الأمر أمام الجميع ، أبتلعت "ديانة" برعب من أن يكون "هاشم" قد لاحظ ما قالته لتحول نظرها نحوه بحذرا كى لا تلفت نظره ، أثناء ما كانت "ديانة" تنظر نحو "هاشم" وقعت عينيها على تلك المرأة التى تقف بجانبه وتنظر نحوها وهى تبكى ، شعرت "ديانة" برجفة قلبها داخل ضلوعها بمجرد أن رأت تلك المرأة التى أول مرة تراها فى حياتها كانت اليوم ، تذكرت "ديانة" تلك الكلمات التى صاحت بها تلك المرأة أمام "هناء" ، "أبعدى عن بنتى يا هناء" وكأن صدها لتلك الجملة لاتزال تضرب بمسامح "ديانة" وقد تذكرت أن "هناء" قد نادت تلك المرأة بأسم "لبنى" ، هل يُعقل أن تكون تلك المراة التى تقف أمامها هى نفسها والدتها التى تعلم إنها قد ماتت من أكثر من عشرون عاما؟!
ظلت "ديانة" تنظر نحو "لبنى" وأمتلئت عين كلاهما بالدموع ، الصمت هو سيد المكان ولا يزال "جواد" ينظر نحو "ديانة" ولا يجرأ على التفوه بكلمة واحدة أو حتى على أن يقترب منها ، لاحظ "هاشم" ذلك الصمت المؤلم الذى ساد المكان بلأضافة إلى دموع كلا من "لبنى" و"ديانة" ، ليتقدم "هاشم" بجانب "لبنى" ورفع يده وربط على كتيفها ليكسر ذلك الصنت الأليم رادفا بتعاطف وشفقة :
_ روحى لبنتك يا لبنى
بمجرد أن وقعت تلك الكلمات على مسامع "ديانة" أنفجرت فى البكاء وكأنها طفلة صغيرة تبكى وتعوى مُنادية على والدتها ، ما إن سمعت "لبنى" صوت بكاء وشقات "ديانة" حتى أسرعت فى التوجه إليها وضمها إلى صدرها وأنفجرت هى الأخر فى البكاء بداخل صدر أبنتها ، رفعت "ديانة" زرقاوتيها نحو "لبنى" وصاحت بنحيب كى تتاكد أن كل كا يحدث حولها حقيقى رادفة بأستفسار :
_ أنتى ماما؟!
شدت "لبنى" على ضمتها لأبنتها داخل صدرها وقد شعر كلاهما برجفة جسد الأخرى رادفة بنحيب وبكاء شاعرة بالذنب تجاه أبنتها وكل ما حدث لها :
_ أه يا قلب ماما ، أنا ماما يا ديانة ، أنا ماما اللى أتحرمتى منها غصب عنك وعنها ، انا أسفه ، أسفة
سقطت كلا منها داخل بئرة حزنها وضعفها وكأنهم لا يلاحظوا هولاء الذين يقفون حولهم ، صاحت "ديانة" بمزيد من البكاء وهى تتشبث بعناق والدتها مُحاولة تطمئنها وجعلها لا تلقى بالذنب على نفسها رادفة بلهفة ودفاع :
_ متتاسفيش يا ماما ، أنا عرفت الحقيقة كلها وعرفت إن ملكيش ذنب فى حاجه ، هناء أعترفتلى باللى حصل يوم الحادثة وعرفتى إن طنط تهانى اصلا ممتتش بسبب الحادثة
أنتبه الجميع لما قالته "ديانة" ووقعوا جميعا بصدمة كبيرة ، وأول من شعر بتلك الصدمة هو "جواد" وكاد أن يستفسر عن الأمر ، ليقاطعه صوت والده الذى باضر بسؤالها رادفا بصدمة :
_ مامتتش بسبب الحادثة أزاى يعنى ، أومال ماتت ليه
أبتلعت "ديانة" بمرراة وصعوبة تأثرا بفداحة ما ستقصه عليهم رادفة بحزن وأستياء :
_ هقولكوا
❈-❈-❈
ذم "إياد" شفتيه بملل ونظرة أحتقار موجها حديثه نحو "مالك" الذى يجلس أمامه ويبدو عليه الكثير من ملامح الحزن والندم ، صاح "إياد" رادفا بأستخفاف :
_ أيه يا مالك!! عايزينى فى أيه؟!
لاحظ "مالك" تلك النظرة المُحتقرة الموجهة إليه من قبل "إياد" بالأضافة إلى نبرة الأستخفاف الواضحة فى كلامه ، ولكنه لا يستطيع أن يُعقب عليه فهذا أهون طريقه يُعامله بها بعد عملته الشنعاء ، ليندفع "مالك" موجها حديثه نحو "إياد" رادفا بإصرار :
_ أنا عايز أتجوز زينة يا إياد
رمقه "إياد" بنظرة ناريه مليئة بالغضب والإنزعاج رادفا بنبرة مُعاتبة :
_ قصدك عايز تصلح غلطتك
أخفض "مالك" رأسه ووضع وجهه بالأرض شاعرا بالإحراج والندم على فعلته الرخيصة ولم يستطيع أن يتفوه بكلمة أخرى أمام ما قاله "إياد" ، لاحظ "إياد" ذلك الأحراج والندم الوضح على "مالك" ليصر على تلقينه درسا على ما فعله مُكملا حديثه رادفا بحدة :
_ وتفتكر جواد هيوافق بحاجة زى دى!! ، جواد كان عندهم واحدة بتشتغل فى الفيلا، بنتها جيت أستنجدت بيه يلحقها ويساعدها عشان وثقت فى واحد ندل زيك كده وضيعها وحملت منه ورجع قالها مليش فيه ، عارف جواد عمل فيه ايه؟!
رمقه "مالك" بنظرات تعبر عن فضوله لمعرفة ما فعله "جواد" ليعلم ماذا تكون ردة فعله فى هذا النوع من الموقف ويخمن عليها ماذا ستكون ردة فعله معه ، لاحظ "إياد" ذلك الفضول الذى يندلع من أعين "مالك" ليقرر أن يضغط عليه ويتلاعب بأعصابه حتى لا يشعر أنه يقوم بعمل معروفا فى صديقه وليس تصحيحا لخطأه ، ليكمل "إياد" حديثه رادفا بنبرة حادة وقاسية :
_ بعت عربية مخصوص جابت الواد من قفاه من وسط شارعهم وأخده فى شقه فى مكان مفهوش صريخ أبن يومين وجاب دكتور وأمره أنه يجرده من رجولته ويقطع صلته بكلمة رجاله أساسا
جحظ "مالك" أعينه بصدمة ورعب مما أخبره به "إياد" وأخذ يبتلع ريقه بصعوبة وفزع من قسوة عقاب "جواد" فى تلك الأمور ، بينما "إياد" كان يُصارع تلك الضحكات التى كانت تصرخ بداخله وتريد أن تصدح بجميع أركان المكان ، نسبة لملامح الخوف والفزع الذى سيطرت على وجه "مالك" خوفا مما سيفعله به "جواد" ، ليسيطر "إياد" على نفسه وسريعا ما تحكم بنفسه كى يقوم بتعنيف "مالك" وتسويته على نار هادئة مُكملا حديثه رادفا بمزيد من الشدة والجمود :
_ شوفت جواد عمل أيه مع الواد اللى لعب على البت اللى هى متهموش اصلا ولا تفرق معاه؟! ، ما بالك بقى باللى أغتصب أخته هيعمل معاه أيه؟!
أبتلع "مالك" بصعوبة فقد جف حلقه من كثرة التوتر والأرتباك ، ليحاول ترطيب شفتيه ونظر نحو "إياد" بملامح قلق رادفا بأستفسار :
_ وفعلا عمل كده فى الواد؟!
ضحك "إياد" بسخرية على عكس ما بداخه من قهقهة تريد الخروج ولكنه لايزال يسيطر على نفسه ، أجابه "إياد" بملامح ساخرة مُحاوله إخافته رادفا بتهكم :
_ أقسملك انه الدكتور كان بدا ومسك المشرط وخلاص هيعملها ، راحت البت قلبها حن وأعدت تبوس رجل جواد عشان يسامحه ويسيبه يمشى ، جواد لما لقاها متشحتفه كده وقف الدكتور وبعت جاب الماذون وجوزهاله ، كان هيطلقها منه لولا الواد اعد يعيط ويقول لجواد انه بيحبها وحكاله على ظروفه ، جواد سالها عايزه تكمل معاه ولا لا والبت قالت بتحبه ، طبعا جواد سابهم لأنها متفرقش معاه ولا تخصه ، لكن أخته هتبقى حاجه تانيه وكمان الواد كانت ظروفة صعبه وده خلاه جواد يلتمثه العذر ، إنما أنت بقى عذرك أيه!!
صاح "مالك" بندم مُحاولا أن يشرح ل "إياد" أنه لم يكن ليفعل هذا الشيء ب "زينة" لو كان بوعيه وأنه حقا يريد أن تزوج "زينة" لأنه يحبها وليس لتصحيح خطأه ، ليردف "مالك" مندفعا بالحديث نحو "إياد" رادفا بحزن وصدق يندلع من عينيه المترقرقة بالدموع :
_ يا إياد أفهمنى ، أنا بحب زينة بجد ومش عايز أتجوزها عشان أصلح غلطتى بالعكس ، أنا غلطتى دى كانت فى حقى قبل ما تكون فى حق زينة ، عارف إنى كسرتها ووجعتها بس أقسملك إنى مكنتش فى وعى وإنى مكنتش حاسس بنفسى ، عارف إن ده مش مبرر بس أنا لما شوفتها عندك فى السرير غصب عنى أفتكرت حاجات فضلت أعانى سنين طويلة عشان أنساها ، الموقف كان صعب على أى راجل مكانى وأنت عارف كده كويس
شعر "إياد" بالشفقة تجاه "مالك" خاصة بعد أن تهاوت تلك الدموع من عينيه عند ذكره لذلك الشيء الذى ظل يُعانى منه لسنوات ، أدرك "إياد" أن ما يُعنبه "مالك" أنه قد تعرض للخيانة" من قبل ليشعر بالحزن عليه ، ولكنه لا يريد أن يتهاون معه كى لا يظن أن ما فعله ب "زينة" كان بسيطا أو هين ، ليرد "إياد" على ما قاله "مالك" ولكنه قلل من نبرة هجومه وحدة ليردف بهدوء :
_ أنا عارف كده بس جواد ميعرفش كده ، أنت نفسك لو مكانه مش هتعرف كده ولا هتفكر بعقلك وقتها
هز "مالك" رأسه بالموافقة على ما قاله "إياد" ، نعم هو لو مكان "جواد" وهناك من أغتصب شقيقته لكان قتله بأبشع الطرق، ولكنه لن يستسلم ، سيتحمل أى شيء كى لا يخسر "زينة" ، ليردف "مالك" بإصرار وتاكيد :
_ أنا مستعد أعمل أى حاجه عشان يجوزهالى ومفيش مخلوق فى الدنيا هيعرف حاجة ، الموضوع ده هيفضل بينا أحنا بس وده عشان خاطر زينة
تنهد "إياد" براحة بعد أن وصل لما كان يريد الوصول إليه وهو أن يترجاه "مالك" كى يتزوج "زينة" ، كان "إياد" يُسجل بهاتفه كل هذا الحوار الذى دار بينه وبين "مالك" لكى يُسمعه ل "جواد" ويجعله يصدق أن "مالك" هو من يترجئ أن يتزوج من "زينة" وليس العكس ، وذلك لكى يُحافظ على كبرياء وكرامة صديقه الذى يعلم أن هذه الأشياء تعنى له الكثير ، ليوافقه "إياد" رادفا بهدوء :
_ أوعدك إنى هحاول مع جواد وإن شاء الله يوافق
أبتسم له "مالك" بسعادة وقد شعر براحة كبيرة رادفا بمحبة وإمتنان :
_ تبقى خدمتنى خدمة عمرى ما أنسهالك أبدا يا إياد
نهض "إياد" من مقعده رادفا بأقتراح :
_ طب يلا نطلع نطمن على ديانة
أومأ له "مالك" بالموفقة وهو ينهض هو الأخر رادفا بحماس :
_ يلا
❈-❈-❈
قصت "ديانة" على الجميع ما أخبرتها به "هناء" وعن تلك الطريقة التى قتلت بها شقيقتها ، صُعق الجميع مما قالته "ديانة" لتكمل هى حديثها وتزيد من صدمتها رادفة بحزن وألم :
_ وبعد ما قتلت طنط تهانى بالطريقة دى كانت رايحة تقتل عمتو ماجدة كمان كده ، بس الدكتور دخل فى الوقت المناسب وعرفت منه إن كده كده عمتو هتعيش زى الميته بالظبط ومش هتخف ، عشان كده سابتها و...
قاطعتها "زينة" التى صاحت بإنهيار وأخذت دموعها تتسارع فى الهبوط وهى تصرخ بألم وحسرة على تلك الطريقة التى قتلت بها والدتها رادفة برجاء :
_ كفاية يا ديانة ، أرجوكى كفاية
ظلت "زينة" تبكى وترتجف بسبب كثرة شهقاتها ، بتلك اللحظة دلف "مالك" و "إياد" إلى الغرفة ورئوا ذلك الأنهيار ، كاد "مالك" أن يندفع نحو "زينة" ويضمها إلى صدره كى يُهدأ من روعها مُتناسيا جميع من حوله ، ولكن أوقفه "إياد" الذى لاحظ ما كاد "مالك" أن يفعله ، تمتم "إياد" موجها حديثة نحو "مالك" رادفا بتحذير :
_ أمسك نفسك عشان متلبخش الدنيا وتودينا فى داهية
سريعا ما ضمت "لبنى" "زينة" داخل صدرها مُحاولة تهدئتها والتخفيف عنها ، ربطت "لبنى" على ظهر "زينة" التى كانت داخل صدرها رادفة بشفقة وحزن :
_ أهدى يا حبيبتى
أجهشت "زينة" فى البكاء وهى ترتجف داخل صدر "لبنى" رادفة بصوعبة بسبب كثرة شهقاتها :
_ خالتوا هى...هى اللى عملت كده فى ماما يا طنط
شدت "لبنى" على أحتضان "زينة" شاعرة بتلك الرجفة القوية التى أمتلكت جسدها رادفة بتأثر وبكاء :
_ الله يسامحها على كل اللى عملته
خرجت "زينة" من عناق "لبنى" وأندفعت نحو والدها وشقيقها ونظرت نحو والدها بضعف وإنكسار وهى لاتزال تبكى بحرقة وألم رادفة بأستفسار :
_ خالتو هناء اللى قتلت ماما يا بابا؟!
حولت نظرها نحو "جواد" وقد تجعدت ملامح وجهها من كثرة البقاء وتشبثت فى عنق شقيقها وكأنها تتعلق به أو تُحاول أن تكتسب قوتها منه رادفة ببكاء ونحيب :
_ هناء هى اللى قتلت ماما يا جواد
كان "جواد" يقف كالتمثال لا يُصدر أى صوت أو ردة فعل حتى أنه لم ينظر نحو شقيقته ، كان عينيه ناظرة نحو الفراغ وكانه لم يعد يستطيع أن يستمع أو يتحدث، شُلت أفكاره وأرتخت أعصابه شعر بأن ركبتيه ترتجفان من هو صدمته ، نعم تلك الصدمة كان كبيرة جدا عليه ، هو كان يظن أن "هناء" تسببت فى موت والدته بسبب دفعها لها من على السلم وإنها لم تقصد قتل شقيقتها ، لم يكن يتوقع أن تكون "هناء" هى من تقصدت أن تقتل والدته وكيف قتلتلتها؟! قتلتلتها بطريقة وحشية خالية من الرحمة والشفقة ، قتلت شقيقتها وزرعت تلك الإبرة داخل عنقها بكل دم بارد وإنعدام للأنسانية ، كانت قاتلة والدة تعيش معه تحت سقف واحد ، تأكل معه على مأئدة واحدة ، تتحكم به وتزرع داخل نفسه الضعف والرعب ، ربط بداخله شخص مريض هزيل ، لا يملك ذرة ثقة فى نفسيه ، ربط بداخله وحشا يخشاه الجميع ويتجنب أن يتعامل معه ، جعلته يكره ويُعذب الفتاة الوحيدة التى خفق لها قلبه ، جعلت منه حُطام إنسان
بينما "زينة" كانت تصيح وهى لاتزال مُتشبسة فى عنق قميص "جواد" وقد أصبحت الأرض غير ثابتة تحت أقدمها وهى تصرخ عليه بهسترية رادفة بأستفسار وألم :
_ ليه قتلتها يا جواد! ، أنت أكتر واحد عارف الست دى ، ليه قتلت ماما يا جواد ليه!!
ظلت "زينة" تصرخ بتلك الكلمات وقيضتها على عنق "جواد" أرتخت كثيرا مثل ما أرتخت أعصابها ، ما هى إلا لحظات قليلة حتى فقدت "زينة" قدرتها على الوقوف وخارت قوها وسقطت مُغشيا عليها بين يدى "مالك" الذى لاحظ إرتخاء أعصابها وإنها أوشكت على السقوط ليُسرع فى إلتقاطها وحلها بين يديه بقلق وفزع على ما أصابها
على الرغم من إنها فقدت الوعى وهى بين يدى "جواد" إلا إنه لم يتحرق من مكانه حتى أنه لم ترمش له عين قط ، من ينظر إليه يظن إنه مُنوما أو مخدرا لا يصدر أى ردة فعل فقط ينظر فى الفراغ ، بينما أندفع "هاشم" نحو أبنته بفزع ورعب رادفا بلهفة :
_ زينة!!
شعر "إياد" بالقلق على "زينة" ولكن فزعه الأكبر كان على "جواد" الذى لا يبدو أنه بخير أبدا ، فذلك الصمت وعدم التأثر بما يحدث قد يجعله يشعر أن "جواد" سيتعرض لسكته قلبية أو دماغية فى أية لحظة ، ولكن عليهم الأطمئنان على "زينة" أيضا ويجب أن يُرافق "مالك" كى لا يقوم بأى حركة إنفعالية تفضحح عن أمرهم ، صاح "إياد" موجها حديثه نحو "مالك" رادفا بلهفة :
_ خدها على الدكتور بسرعة يا مالك
حملها "مالك" بين يديه وسريعا ما خرج بها من الغرفة وألحق به "إياد" وورأه "هاشم" وهو يوجه حديثه نحو "جواد" الذى لم يتحرك من مكانه قيد أُنملة شاعرا بالخوف والرعب على أن يخسر أبنأه معا رادفا بحدة :
_ خليك أنت هنا يا جواد
لم يُجيبه "جواد" وظل صامتا كما هو وكأنه بعالم أخر غير العالم ، لتسرع "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بتنبيه :
_ أستنى يا هاشم أنا جايه معاك
نظرت "لبنى" نحو أبنتها وربطت على وجنتها بحب وحنان مُطمئنة إياها رادفة بهدوء :
_ رجعالك تانى يا حبيبتى
هزت لها "ديانة" رأسها بالموافقة وسريعا ما خرجت "لبنى" و"هاشم" من الغرفة تاركين "ديانة" و"جواد" بمفردهم ، كان "جواد" يقف أمام سرير "ديانة" وعينيه نظر فى الفراغ ، بينما كانت هى جالسه وتنظر نحوه ، كان الصمت هو سيد المكان وكلاهما على حالته ولا يتفوه بحرف ، كانت نظرات "ديانة" تحمل الكثير من الألم والإنكسار شاعرة بالغضب والنفور من هذا الجواد الذى فتك بها دون رحمة ودون أية حق
قررت "ديانة" أن تكسر هذا الصمت اللعين وتنفجر أمامه بأكثر شيء تمنت أن وطلبه منه منذ عدة شهور ولكنها كانت تخشى ردة فعله وأن يأذيها هى والجنين ، أما الأن وبعد أن علمت الحقيقة كاملة لم تعد تخشى أى شيء ، لتصيح "ديانة" بملامح جامدة وقاسية خالية من أى مشاعر سوا البغض والكراهية موجهة حديثها نحو "جواد" رادفة بحدة وحزم :
_ طلقنى
لم يكن لينظر لها أو لأى أحد ولكن عندما وقعت تلك الكلمة على مسامعه لم يعلم ما الذى حدث له ، وكأنه كان مُحنطا أو مُلقى عليه تعويذة سحرية جاعله إياه لا يتحرق وتلك الكلمة البغيضة هى من فكت تلك التعويذة لينظر لها بملامح مُحطمة ومنكسرة ، وكأنه يتمنى أن تشعر تجاه بالشفقة وتسحب تلك الكلمة التى تفوهت بها لتو، ولكنها فأجته بعد تأثرها وإصرارها على طلبها وهى تُطالعه بحدة رادفة بحزم وإصرار :
_ طلقنى يا جواد
أغمض "جواد" عينيه بأستسلام من فكرة أن تُسامحه أو تشفق عليه وقد شعر بغصة شديدة فى حلقة ، ليتنفس "جواد" بصعوبة وهو يُطالعها بنظرة مُنكسرة رادفا بهدوء وإنصياع:
_ حاضر
قالها "جواد" وسريعا ما خرج من الغرفة تاركا المشفى بأكملها ودموعه تتهاوى دون توقف مُعلنة عن إقتراب إنهيار ذلك الحصن المُظلم الذى كان يخشاه الجميع ويهابه ، قد أصبح مُحطما ولا تخشاه مجرد بعوضة
↚
خرج الطبيب من غرفة الكشف الموجود بها "زينة" ليُسرع الجميع ويلتفوا حوله وهم يشعرون بالخوف والقلق ، ولكن كلا منهم كان لديه مخاوفه الخاصة ف "هاشم" و"لبنى" يشعران بالخوف من أن تكون "زينة" قد تأثرت نفسيا مما أستمعت إليه منذ بداية هذا اليوم ، بينما "إياد" و"مالك" كانت مخاوفهم أكبر ، يخشيان أن تتأذى "زينة" أذى نفسى يؤثر عليها وعلى طفلها ، ليدرك "إياد" حجم الكارثة التى سيقعوا فيها إذا ذكر الطبيب سيرة ذلك الحمل ، صاح "هاشم" موجها حديثه نحو الطبيب مستفسرا بلهفة :
_ طمنى يا دكتور بنتى عامله أيه ؟!
سرعان ما أجابه الطبيب مُحاولا تطمئنه رادفا بملامح غير أسية :
_ أطمن يا فريد بيه بنت حضرتك كويسه الحمدلله ، هى بس واضح إنها أتعرضت لصدمة أو مفاجأة مكنتش متوقعها ، أو حصلت حاجه زعلتها وهى مقدرتش تستحمل عشان كده أغمى عليها
تدخلت "لبنى" بالحديث بعد أن شعر الجميع بالراحة رادفة بأستفسار :
_ طب هى ممكن تروح معانا يا دكتور؟! ولا تفضل فى المستشفى أحسن
رد الطبيب على سؤالها مخبرا إياهم عن الأمر الأفضل لها رادفا بنصح :
_ والله هو من الأفضل إنها تروح البيت ، بس أهم حاجه الراحة التامه عشان الجنين ميتأثرش بحاجه
وقعت تلك الجملة الأخيرة على الجميع كالصعقة بداية من "إياد" الذى أغمض عينيه بضيق وإنزعاج فقد حدث الشيء الذى كان يتمنى أن لا يحدث أبدا ، مرورا ب "مالك" الذى تسمر مكانه من شدة صدمتة وشعوره بالخذى والندم فى أنن واحد وكان الكهرباء قد ضربته ، فالأن قد كُشف أمرهم أمام الجميع ، بينما شعر "هاشم" وكأم هناك صاعقة ما قد ضرب عقلة وجسده معا لينظر بصدمة نحو "لبنى" التى لم تقل صدمة عنه ، ليعود بنظره إلى الطبيب مرة أخرى رادفا بصدمة وإستفسار :
_ جنين مين؟!
ظن الطبيب أنهم قد تفاجوأ بالحمل ليس أكثر أو ربما تكون الأم نفسها لا تعلم ، ليجيبه بأبتسامة مُهنئة مُضيفا بنبرة أستفسار :
_ هو حضراتك متعرفوش إن المدام حامل!! دى داخله على ٦ أسابيع تقريبا
صمت "هاشم" وكأن هناك من عقد لسانه وظل ينظر بعينيه فى الفراغ ، سريعا ما تدخلت "لبنى" مُحاولة إنقاذ الموقف وعدم وضع "هاشم" فى موقف محرج رادفة بتوضيح :
_ أصلنا كنا مسافرين ويمكن كانت عملهالنا مفاجاة ، المهم هى والبيبى كويسين!!
أومأ لها الطبيب بالتأكيد على سؤالها رادفا بهدوء :
_ الحمدلله يا مدام بس أرجوا الأهتمام بيها أكتر من كده وحاولوا تعرفوا جوزها إن الزعل غلط عليها
أومأت له "لبنى" بالموافقة على حديثة رادفة بأبتسامة هادئة كى لا يُكشف أمرهم رادفة :
_ حاضر يا دكتور
سريعا ما أستأذن الطبيب غادر من أماهم لتحول "لبنى" نظرها نحو "هاشم" الذى لا يزال ينظر فى الفراغ وهو على نفس صدمته وغير قادرا على رفع عينيه من الأرض أو النظر فى وجه أحد ، وفجاة وبعد ثوان قليلة سريعا ما سيطرت ملامح الغضب والكراهية على وجه "هاشم" وكأنه تحول إلى شخص أخر يود أن يحرق العالم بما فيه ، ألتفت "هاشم" نحو باب غرفة "زينة" وأندفع مُتجها إليه كى يدخل لها وهو لا ينوى على خير، أوقفته "لبنى" وسريعا ما تشبثت فى ذراعيه مُضيفة بلهجة مُحذرة رادفة بنهى :
_ لا يا هاشم أعقل إحنا فى المستشفى ، متفرجش الناس علينا وكفاية اللى هى فيه!!
صاح "هاشم" فى وجهها بغضب زاجرا إياها على منعه من الدلوف رادفا بأنفعال ولهجة أمرة :
_ سبينى يا لبنى ، سبينى أدخل أشرب من دمها وأعرف الفاجرة دى حامل من مين؟!
كاد "إياد" أن يتدخل ويمنعه من الدخول ولكنه سبقة ذلك الصوت الباكى والنادم مُلفتا أنتباه الجميع صارخا بإنفعال وبكاء ، موجها حديثه نحو "هاشم" وكأنه طفل يُنهى من أمامه عن شيء ما رادفا بنحيب :
_ لا هى مش فاجرة ولا عمرها كانت فاجرة ، ولو فى حد يستاهل إنك تشرب من دمه؟! فالحد ده أنا
إندهش كلا من "هاشم" و"لبنى" من إنفعال "مالك" الغريب وبكائه الأغرب وقد خطرت لهم الكثير من الأفكار والتخمينات ولكنهم ظلوا صامتين كى يستموا لباقى حديثه ، بينما "إياد" نظر نحو "مالك" بفخر وأمتنان بأنه لن يترك "زينة" تتحمل نتيجة خطأئه هو ولم يحتمل أن يسمع عليها تلك الكلمة التى ألقاها والدها وذلك يُبين مدى حبه وعشقه ل"زينة" وندمه على ما فعله ، ليقترب "مالك" من "هاشم" ودموعه تتهاوى دون توقف أو تحكم منه مضيفا بندم وخذى :
_ زينة معملتش حاجه يا هاشم بيه ، أنا اللى عملت ، أنا اللى أغتصبتها غصب عنها ، أنا اللى بغبائى وسختها ووصلتها للموقف ده ، لو فى حد يستاهل الدبح فهو أنا
لم يستطيع "هاشم" السيطرة على نفسه عندما أستمع لجملة أن أبنته قد تم أغتصبها وهتك عرضها على يد ذلك الحقير الماثل أمامه ، ليندفع "هاشم" قابضا على رقبة "مالك" خانقا إياه بكثيرا من الغضب والكراهية رادفا بتوعد :
_ يا أبن الكلب يا واطى ، دا أنا مش هدبحك بس ، دا أنا هقطع من لحمك وأرميه للكلاب يا وسخ
سريعا ما تدخل "لبنى" و"إياد" مُحاولان إبعاد يد "هاشم" عن رقبة "مالك" قبل أن يُذهق روحه ، لتصيح "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" مُحاولة تهدئته رادفة بلهفة :
_ أهدى يا هاشم ، سيبه وأهدى وتعالى نفكر بالعقل
صرخ بها "هاشم" وهو لايزال قابضا على عنق "مالك" زاجرا إياها بحدة وغضب :
_ عقل أيه!! دا أنا هطلع روحه فى أيدى أبن الكلب ده
سريعا ما صاح "إياد" مُحاولا تهدئة "هاشم" وإبعاد قبضته عن عنق "مالك" رادفا بترجى :
_ أهدى يا عمى عشان خطرى ، أنت مش فاهم حاجه!! ، مالك بيحب زينة من فترة طويلة أوى واللى حصل ده كله كان سببه خطه أترسمت علينا كلنا وأنا نفسى كنت طرف فيها
رخت قبضة "هاشم" من حول رقبة "مالك" وسريعا ما حول بصره نحو "إياد" بعد سماعه إلى كلمة مخطط ليشعر بالغرابه رادفا باستفسار :
_ خطة أيه يا إياد؟!
أجابه "إياد" بعد أن شعر بالراحة لتأثر "هاشم" بما قاله رادفا بهدوء :
_ من يجى شهرين كده أو أقل جالى تليفون إن شقتى بتتسرق وإنهم عايزينى هناك ضرورى ، وفعلا نزلت من الشركة وروحت جرى على البيت ، وبمجرد ما دخلت لقيت حد حط منديل على وشى ومحستش بالدنيا بعدها ، مفقوتش غير عندى فى البيت ، زينة كمان على حد علمى كان جالها تليفون إن المرسم بتاعها بيتحرق وعشان كده أخدت تاكس وبعدها حصل معاها نفس اللى حصل معايا ومافقتش غير عندى فى الشقة ، مالك كمان وصلتله رساله إنى زينة عندى فى البيت وبنعمل حاجه مش كويسه مع بعض وفعلا جيه وشافنا وأحنا فى وضع مش كويس وفهمنا غلط
❈-❈-❈
وصل "مالك" أسفل بناية "إياد" وهو يشعر بعدم تصديق ما يفعله وما أُرسل إليه منذ قليل بتلك الرساله التى كان نصها "هى انسة زينة بتعمل أيه فى شقة إياد خطيب اختك؟!، حاول "مالك" أن يطمئن نفسه بانه سيصعد الأن وسيتأكد أن هناك خطأ ما وبالطبع لن تجرى الأمور مثل ما يصور له عقله
بينما بالأعلى يُحاول "إياد" فتح عينيه بثقل شديد ولكنه سريعا ما أستعاد وعيه وما جعله يقفز من مكانه هو وجود تلك العارية تماما بجانبه والتى لا يسترها شيء سوى المُلاءة المُلطخة ببقع الدماء وهى تنظر له بصدمة وكأنها غير قادرة على النطق أو الحركة ، فقط تنظر له وكأنها تُصارع عقلها راغمة إياه على أن يتوقف
انتفض "إياد" من مكانه وهو يشعر بنفس صدمتها، ولكن ما جعله يشعر بالتصلب بمكانه هو إدراكه بأنه عارى تماما لا يرتدى أية شيء ولا يستره سوى تلك المُلاءة الموضوعة فوق جسدهما هما الأثنان
حاول "إياد" إخفاء عورته بأستخدام تلك الوسادة وهو ينهض مُتجها إلى سرواله الداخلى الموضوع بنهاية الغرفة وهو لا يعلم ما الذى يحدث ، كاد "إياد" أن يرتدى سرواله الداخلى ولكنه تفاجأ بدخول "مالك" الغرفة ورؤيته وهو عارى الجسد بتلك الطريقة ،بينما "مالك" كان مُثبت نظره على تلك الجالسة بالفرش وهى تنظر له بنفس صدمتها غير قادرة على التفوه بأى شيء وكأنها بعالم أخر غير هذا العالم
تصلب "مالك" بمكانه من هول صدمته ، فذلك المشهد يحدث معه للمرة الثانية فى حياته ليشعر وكأن روحه تُغادر جسده وبالفعل هذا أقل ما يمكن أن يشعر به أمام حبيبته العارية بفراش خطيب شقيقته ويوجد بعض قطرات الدماء ليبتلع بغصة غير قادراً على تخمين ما قد يكون حدث بينهم
أستطاع "إياد" إرتداء سرواله وأتجه نحو "مالك" مُحاولا تفسير الأمر له ولكنه لا يعلم ماذا سيقول له او لتلك المسكينة التى تتوسد الفراش ليُعقب موجها حديثه إلى "مالك" رادفا بتلعثم :
_ ماالك..افهمنى..انا هشرحلك المو.....
ولكمة قوية من "مالك" إثرا عليها سقوط "إياد" أرضاً ليحول نظره إلى تلك الجالسه على الفرش ولا تستطيع أن تتحكم بتلك الدموع الذى أخذت طريقها فى الهبوط بصمت شديد غير مُدركة ماذا تقول وهى بالفعل لا تعلم ما الذى حدث ، لا تعلم سوى أنها قد تحطمت حياتها بأكملها
رمقها "مالك" بمزيج من نظرات الغضب والأشمئزاز بآنٍ واحد وهو يشعر بأنه قد خسر حبه بل خسر ثقته فى جميع البشر ليغمض عينبه بألم وغصة مُتجها نحو باب الشقة شارعاً فى الخروج من هذا المنزل بينما "إياد" حاول أن يوقفه ولكن دون فائدة ، ليتجه نحو تلك التى تجلس على الفراش واضعة وجهها بالأرض وتبكى بصمت ، ليتقدم نحوها مُعقباً بصدق :
_ والله العظيم يا زينة انا ما عملت حاجه والله العظيم ما لمستك ولا قربت منك الموضوع ده أكيد لعبة، انا جالى تليفون إن الشقة بتسرق جيت جرى واول ما دخلت لقيت حد بنجنى وصحيت لقيتك قاعده جمبى بس والله ما عملت حاجه
لم تكترث "زينة" بما يقوله فهى كل ما تتأكد منه انها نائمة بفراش رجلاً عارية تماما فاقدة عُذريتها وليس ذلك فقط بل رآها الشخص الوحيد الذى أحبته من كل قلبها وظنت أنها وجدت ضالتها به ليتحطم ذلك الحلم الوردى بتلك الفضيحة التى لا تعلم كيف ولماذا حدثت لتتعالى شهقتها مُعقبة بصراخ :
_ أطلع برا ، مش عايزة أسمع صوتك
تفهم "إياد" تلك الحالة التى وصلت لها وحاول تهدئتها وأحتواء ذلك الأنهيار وهو لأول مرة يشعر تجاهها بمشاعر عطف وحب أخوى رادفا بألم وحسرة :
_ زينة أهدى أبوس رجلك والله صدقينى انا معملتش حاجه و...
صاحت به زاجرة إياه مرة أخرى رادفة بصراخ :
_ بقولك براا ، اطلع براا
خرج "إياد" من الغرفة بينما نهضت "زينة" وسريعا ما أرتدت ملابسها وخرجت من المنزل بأكمله تحت أنظار "إياد" الذى يُحاول أن يجد تفسيرا لما حدث ولكن دون فائدة ، ليشعر بكثير من القلق مما سوف يحدث بعد ذلك
❈-❈-❈
تركت يد "هاشم" عنق "مالك" وظل يقف ناظرا نحو "إياد" ويبدو عليه ملامح الصدمة والإنكسار ، بينما أكمل "إياد" حديثه مُحاولا تهوين الموقف على "هاشم" والتقليل من غضبة وكراهيته ناحية "مالك" رادفا بتوضيح :
_ مالك كان غصب عنه لازم يصدق اللى شافوا وخصوصا إن مالك هو كمان عنده مشكلة نفسيه مرتبطه بالموضوع ده وعشان كده عمل فى زينة كده ، كلنا ضحايا لعبة وسخة أتلعبت علينا من حد عارفنا صح
تدخلت "لبنى"موجهة حديثها نحو "هاشم" وقد صور لها عقلها الكثير من السناريوهات والأفكار المُفزعة من مجرد التفكير بها رادفة بشك :
_ أنا حاسة إنى أعرف الحد اللى عمل اللعبة دى!!
سريعا ما حول كلا من "مالك" و"إياد" أنظارهم نحوها رامقين إيها بفضول لمعرفة من يكون ذلك الشخص ، قبل أن يتفوه أى أحدا منهم بحرف سبقهم "هاشم" مُقاطعا إياهم ناظرا نحو الفراغ مُضيفا بثقة وتأكيد :
_ هنااء
تقدمت "لبنى" خطوين لتصبح بجانب "هاشم" ، لترفع يدها وترلط على كتفه مُحاولة تهدئته رادفة بتمنى :
_ أهدى يا هاشم ، كل حاجه هتتحل إن شاء الله
أقترب "مالك" أيضا نحو "هاشم" ويبدو على ملامح الضعف والأنكسار نادما على فعلته الدنيئة رادفا بترجى :
_ جوزنى زينة يا هاشم بيه
رمقة "هاشم" بنظرة تقزز وإحتقار مُضيفا بضعف وإنكسار أمام الجميع رادفا بتهكم :
_ أجوزهالك عشان تستر عليها!! ولا عشان تفضل كاسر عينها طول العمر؟!
صاح "مالك" مُعقبا ببكاء وندم وهو يعى كل كلمة يقولها بل وفى الأساس كل كلمة نابعة من قلبه ، ليردف بحصرة وإنكسار :
_ لا جوزهالى عشان أنا بحبها بجد وممكن أموت من غيرها ، والله العظيم أنا مكنتش واعى للى حصل ده ، أزاى أكون بحبها وأعمل فيها؟! جوزهالى أبوس رجلك يا هاشم بيه ، أنا بحب زينة بجد
ظل "هاشم" ينظر نحو "مالك" بنظرات غريبه لم يفهمها الأخر دون التفوه بأية حرف ، بينما أدركت "لبنى" أن هذا هو الوقت المناسب لكى تفصح له عن ذلك السر الذى ظلت حابسة إياه فى صدرها منذ أكثر من خمسة عشرة عاما ، تفوهت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بهدوء :
_ هاشم ، أنا عايزه أتكلم معاك فى حاجه على إنفراض
حولت نظرها نحو "مالك" و"إياد" مُستأذنة منهم رادفة بأحترام وتقدير :
_ بعد أذنكوا يا جماعة
أومأ لها كلاهما بالموافقة لتصطحب "لبنى" "هاشم" وتبتعد عنهم كثيرا كى تحظى بكامل حريتها بالحديث ، صاحت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بترجى :
_ وافق يا هاشم ، أرجوك وافق
رمقها "هاشم" بخيية أمل وصدمة مما قالته وظل يطالعها ويُحاول أن يفسر كلامها بأكثر من طريقة ، أهى تنصحه ان يوفق كى لا تنفضح أبنته وتُشوه صوتهم!! ، أم إنها شامتة فيه وتشعر بالرضا من كل ما يحدث له وتريده أن يوافق كى تُكسر نفسه أمام "مالك" وتراه هو وأولاده وهم يُعانون أكثر!! ، أم إنها على حق وهو ليس أمامه خيارا إخر سوا هذا الزواج؟!
فهمت "لبنى" ما يدور فى عقل "هاشم" بالطبع وهذا الأمر غير صعبا بالنسبة لها ، هو ظل أكثر من عشرون عاما يفكر معاها بصوت مسموع وكانه يتحدث إلى نفسه ، فمن المؤكد أن تكون حفظت طريقة تفيكره وما يدور فى رأسه أيضا وهذا ركون سهلا من خلال النظر إلى عينيه ، لتبتسم "لبنى" بأستهزاء على ما يدور فى عقل "هاشم" منتشلة إياه من دوامة أفكاره رادفة بنهى :
_ لا يا هاشم ، مش بقولك وافق عشان أى حاجه وحشه من اللى بتدور فى دماغك ، أنا بقولك جوزهالوا لانه بيتكلم بجد ، هو فعلا مكنش فى وعيه وفعلا بيحب زينة
ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه بأستنكار مُتعجبا من تلك النبرة الواثقة التى تتحدث بها "لبنى" رادفا بأستفسار :
_ وأنتى أيه اللى مخليكى واثقه أوى كده أنه مكنش فى وعيه وهو بيعمل كده
أبتلعت "لبنى" لتوتر وإرتباك مُحرجه مما ستتفوه به لتو ولكنها ليس أمامها خيارا أخر وهذا هو الوقت المناسب لتكشف أمامه ذلك السر المشترك بينهم ولا يعرفه أحدا سواها هى فقط ، لتردف "لبنى" بخجل وإحراج :
_ لأنك أنت شخصيا عملت نفس اللى هو عمله ومكنتش فى وعيك ولا حتى أفتكرت أنت عملت أيه احد دلوقتى
صُعق مما تفوقت به لتو ، ماذا تقصد بأنه هو الأخر فعل نفس الأمر!! ، أهى تعنى أنه قام بالأعتداء عليها وهو ليس بوعيه أيضا؟! ليصيح موجها حديثه نحوها رادفا بصدمة وزعر :
_ أنتى بتقولى أيه يا لبنى..؟! قصدك إنى..!!
أومأت له بحرج وخجل مما تبوح به لأول مرة فى حياتها ، وما زاد خجلها هو ما تذكرت انه حدث فى هذا اليوم رادفة :
_ أيوه يا هاشم ، أنت عملت معايا علاقة غصب عنى وأنت مش فى وعيك
جحظ "هاشم" عينيه بمجرد أن أكدت له ما كان يدور فى رأسه رادفا بصدمة وإستفسار :
_ أمتى الكلام ده حصل؟!
تنهدت "لبنى" وهى تقص عليه كيف ومتى حدث هذا الأمر مُستشهدة ببعض الحورات التى كان يتحدث معها عنها فى تلك اللترة رادفة بتوضيح :
_ من ١٥ سنة كده ، يعتبر بعد الحادثة ب خمس سنين ، كنت دايما تيجى تتكلم معايا وكانك بتكلم نفسك ، مره تعيط ، مره تتعصب وتضربنى ، مره تعد تتكلم لحد ما تنام وأنت أعد ، كتير أوى كنت بتيجى تشتكى من هناء وتضربنى وتقولى إن أنا السبب فى الجوازه دى وإنى لو مكنتش قتلت تهانى مكنش زمانك أتبليت بهناء ، ومن كلامك فهمت إن هناء بتمنع نفسها عنك وإنك مش عايز تعمل الموضوع ده فى الحرام ، عشان كده كنت بستحمل لما كنت بتضربنى وكنت بلتمسلك العذر ، لحد ما جيه يوم كنت أتمنى إنك تقطع من لحمى ولا إنك تعمل اللى أنت عملته ده
تحذير المشهد القادم مشهد جرئ للبالغين فقط ووجوده مهم فى الرواية ، أنا غير مسؤلة عن أى أحد يستغل المشهد بصورة أخرى ، كل شخص يتحمل ذنب نفسه وإذا كان المشهد من المشاهد الذى لا تعجبك أرجوا تخطيه
❈-❈-❈
فى إحدى الفيلات الخاصه بالطبقه العُليا بمحافظة الاسكندرية كانت تجلس فى هدوء تام وعزله لا تُحاول الاختلاط بأى أحد ولا حتى تُفكر بالهروب من ذلك المكان لانها تعلم أنه سيستطيع أن يجدها مرة أخرى ، وأيضا كيف لها أن تهرب من كل هؤلاء الرجال الذين يُحاوطون المنزل من جميع الجهات ، لو كانت تستطيع أن تخبرهم إنها حبيسة هنا تدفع ذنب أشخاص أخرى لكانت فعلت ، ولكنها لو كانت تستطيع الكلام ما كانت لتكون هنا من الأساس
قطع ذلك الصمت دلوف "هاشم" إلى الغرفة لتفزع هى وتنتفض فى مكانها ، فهى لم تشعر به عندما جاء إلى الفيلا ، أم إنها أصبح مُعتادة على وجوده لهذا لم تنتبه لصوت الباب وهو يفتح ، بينما "هاشم" كان يبدو غريبا هذه المرة!! هى لأول مرة تراه بهذه الهيئة الغير مرتبتة تلك؟!
دلف "هاشم" إلى داخل الغرفة وهو يترنح بعد إتزان وكانه سيسقط على الأرض فى أية لحظة ، ليتقدم ويجلس بجانب "لبنى" ويبدو عليه ملامح الهم والأستياء رادفا بثمالة :
_ أنا مش عارف أعمل فيكى أيه يا لبنى!! ، أنتى السبب فى كل اللى أنا فيه ده ، أنتى اللى قتلتى تهانى وأضطرتينى إنى أتجوز هناء وأعيش معاها زى الميت بالظبط
صدمت "لبنى"عندما أكتشفت أنه ثمل خاصة بعد أن أشتمت رائحة الخمر الذى تفوح من فمه فهى أول مرة تراه فيها وهو ثمل ، بل أو مرة تعرف فيها أنه يشرب الخمر ، زاد "هاشم" صدمتها عندما بدأ فى الحديث دون وعى منه أو إنتباه على ما يقول رادفا بمزيد من الثمالة :
_ هناء بتحوش نفسها عنى يا لبنى ، مش بتخلبنى ألمسها أو أنام معاها ، بتقول إن شرف عايش جوها وإنها مش قادره تتقبلنى ، طب أتجوزتنى ليه؟!
رمقها بنظرات تفحص وشك رادفا بأستفسار :
_ أوعى يكون شرف عايش جواكى إنتى كمان؟! ، طب وأنا عايش جوا مين!! ، هى مش عايزانى أقرب منها ، وأنتى مينفعش أقرب منك لأنك عدوتى ، طب أعمل أيه!!
هز راسه بنهى وهى يُكمل حديثه الغير واضح مقصده يالنسبة بها رادفا بثقل :
_ أنا جوايا نار.. محدش حاسس بيها ، بس أنتى يا لبنى اللى ولعتى النار دى جوايا
حول نظره سريعا نحوها لدرجة إنها فزعت من سرعته ، وما زاد فزعها هو تلك النظرة الماكرة التى أندلعت من عينيه وهو يُطالعها بتفحص رادفا بخبث :
_ وزى ما كنتى أنتى السبب فى إن النار دى تقيد!! ، هتبقى السبب فى إن النار دى تطفى
سريعا ما نهض "هاشم" من مكانة وبدأ فى خلع سترته وفك أزرار قميصه ، بينما ظنت "لبنى" أنه سيقوم بضربها كعادة كلما ياتى مهموما بسبب "هناء" ، ولكنها تفاجأت حينما وجده لم يكتفى بخلع قميصه وحذامه ، بل وخلع بنطاله أيضا ليظل أمامها بسروله الداخلى فقط
أدركت "لبنى" أخيرا ما ينوى عليه "هاشم" بل وبدأ فى تنفيذه أيضا لتضربه فى صدره وتدفعه بعيدا عندها مُحاولة الهرب من بين يديه ، ولكنه سريعا ما قبض عليها وألقاها على الفراش مرة أخرى رادفا بتوعد :
_ مش هتعرفى تهربى منى يا لبنى ، مش هسمحلك بده
هجم عليها وأخذ يفطع سيابها وهو يلهث كالوحش المُتعطش لدماء فريسته وسريعا ما قد غاف عقلة تماما وتحكمت فيه تلك الشهوة التى أندلعت فى عروقه بمجرد أن وقعت عينيه على جسدها البض بداية من عظمة ترقوتها مرورا بنهديها الممشوقين وخصرها المنحوت ومؤخرتها المُلتفة وفخذيها الممتلئين ، ليسيل لُعابه وكأنه أول مرة له أن يرى أنثى عارية فى حياة ، بينما ظلت "لبنى" تصرخ وتُحاول إفاقته وهى تُدارى مفاتنها بيدها ولكن دون فائدة ، ماذا عليها أن تُدرى وهى عارية أمامه بالكامل!! ، حتى أنه قد ألقى ذلك الغطاء بعيدا كى لا تُغطى نفسها به
لا تدرى متى أستطاع أن يتخلص من سرواله الداخلى وأصبح أمامها عارى الجسد تماما ويبدو عليه أنه فى قمة إنتشائه ، لتهز رأسها بهسترية وهى تصرخ وتدفعه مُحاولة إيقافه ، بينما قبض هو على كفيها وسريعا ما دفعها كى تتوسط الفراش مُلقيا بثقل جسده فوق جسدها مُثبتا يدها فوق رأسها بيدا واحدة مُطالعا إياها بنظرة تصرخ بالشهوة والرغبة مُضيفا بضعف :
_ أنا محتاجك أوى يا لبنى ، محتاجك ومش محتاج حد غيرك
صرخت به ناهية إياه عما هو على وشك أن يفعله مُحاولة جهله يعود لرشده أو لتحدث مُعجزة ما تبعده عنها ولكن فات الأوان ولم يعد صراخها يؤثر فيه وبرمشة عين كأن مُخترقا إياها وكأنه لا يستمع إلى بكائها وصراخها
بدأ بالدفع داخلها براحة وإرتياح وكأنه كان يحمل كل عبء العالم على أكتافه ولتوه الأن أستطاع أن يتخلص منه ، لم تكن دفعاته قاسية أو حادة بل كانت هادئة ومريحة وكأنه لا يريد أن يأذيها ، فقط يريد أن يتخلص من هذا الكبت الذى ظل يحبسه بداخله منذ سنوات غير مُنتبها لتلك العلاقة المُحرمة التى يرتكبها دون وعى منه أو إنتباه ، دفن وجهه فى عنقها وكأنه ذاب فى سحر جمالها ولا يفعل شيء سوى أنه يقوم بإخراج تلك الرغبة التى بداخلة رادفا دون وعى منه :
_ متسبنيش يا لبنى ، أنا محتاجلك أوى ، أنا مش عايز أؤذيكى أنا تعبان ومش عايز أعمل كده مع حد غيرك
ظلت تُحاول أن تتفلت من بين يده وتتلوى بجسدها مُحاولة إبعاده عنها ولكن دون فائدة فهو كان مُسيطرا عليها بشكل لم تكن قادرة حتى على أن تحرك خصرها ، بعدها لم يكن عليها سوى الأستسلام لما يفعله والتجاوب معه أيضا وهذا الأمر خارج إرادتها ، تلك الرغبة الذى أمتلكتها وسيطرت عليها وهذا الأمر طبيعيا أن يحدث بسبب تأثير ما يفعله بها ، بالإضافة لكونها هى الأخرى لم تقم بتلك الممارسات منذ سنوات ولهذا كان تأثره قوى بالنسبة لها
ظلت تتنفس بثقل وكأنها تُصارع للحصول على بعض الهواء وهو يتحرك بداخلها بتلك الطريقة التى لا تشعرها سوى بالمتعة والراحة على الرغم من رفضها لما يحدث ونفورها لتلك العلاقة المحرمة إلا إنها مستمتعه بما يفعله وهذا بسبب الفطرة ليس أكثر ، ظل يدفع بها وهو يتشبث بها أكثر هامسا بأذنيها مُضيفا بلهاث :
_ أنا مش عايز أقتلك يا لبنى ، مش عايز أتحرم منك ، كل مره بحاول أقنع نفسى بحجة شكل عشان مقتلكيش ، مش عارف أنتى عملتى فيا أيه!! أو أزاى وصلتينى لكده؟! بس ..
أنتفض جسدهم بسبب زيادة سرعته الغير مؤلمة بالنسبة لها وقارب هما الأثتان على الوصول لخلاصها ، ليزيد من تشبثه بها مُتمتما داخل أذنها رادفا بصدق :
_ بس أنا حبيتك غصب عنى يا لبنى
كم كانت لجملته تلك تأثيرا قوى عليها لينتفض كلاهما معا مُعلنين عن وصولهم إلى خلاصهم ، لتغادر فم كلا منها صرخة مُعبرة عن راحتهم
صمت كلا منهما لعدة دقائق ، كان "هاشم" يُحاول تنظيم أنفاسه وأستعادة إتزانه ، بينما "للنى" كانت تفكر فيما فعله "هاشم" وما قاله أيضا لتتهاوى دموعها فى ألم وصمت ، وما هى إلا ثوان حتى نهض "هاشم" وأرتدى ملابسه وخرج من المنزل بعدم إتزان مُستقلا سيارته بصحبة سائقه الخاص مُنطلقا نحو منزله تاركا إياها تبكى وتنتحب بسبب ما فعله معها غير مُصدقة ما حدث وأنه قد مارس تلك العلاقة المحرمة معها وهى حتى لم تستطيع أن تمنعه
❈-❈-❈
_ فضلت فترة طويلة خايفة إنك تيجى تانى ، كنت خايفه تيجى وتكررها مرة تانية ، أو تيجى وترمى الذنب عليا وتضربنى!! بس لما لقيتك جيت المرة اللى بعدها ومتكلمتش فى حاجه ، فهمت وقتها إنك مفتكرتش اللى حصل وإنك عملت كده بسبب تأثير الخمرة عليك
كان "هاشم" يستمع إلى حديثها بصدمة وغضب من نفسه ، هو كان يأتى برأسه خيالات كهذه ولكنه ظن إنها كانت حلم ، لم يكن يتوقع أنه بالفعل أغتصب أرملة شقيقه الميت!! كيف له أن يفعل هذا الشيء؟! أين كان عقله حينها!! كيف لم يُسيطر على نفسه!! كيف هان عليه أن يُمترس مثل تلك العلاقه المُحرمة والمكروهة؟!
رمقها "هاشم" بكثير من النظرات التى لم تستطيع أن تُفسرها فمنها نظرات خجل وخذى على فعلته المقززة تلك ، ومنها نظرات غضب وكراهية من نفسه ، ومنها نظرات يأس وإنكسار بسبب ضعفة قلة حيلته أمامها ، ألتفت "هاشم" نحو "مالك" و "آياد" مرة أخرى ، لتدرك "لبنى" أنه قد أستسلم للموافقة على طلب "مالك" وأيضا لم يعد قادرا على الوقوف أمامها والتحدث معها
لحقته "لبنى" متجهة نحو "مالك" الذى أعتدل فى وقفته بمجرد أن رأهم وكانه يسألهم عن قرراهم وعينيه تصرخ بالهفة والأنتظار ، لتأخذ "لبنى" تلك الخطوة بدلا عن "هاشم" مُنقظة إياه من هذا الأمر المُحرج موجة حديقها نحو "مالك" رادفة بهدوء :
_ أدخل يا مالك أطمن على مراتك
نظر "مالك" نحو "هاشم" بلهفة أكبر وكأنه ينتظر منه الأذن ليحرك له "هاشم" رأسه مُعلنا عن موافقة وسريعا ما أبتعد من أمامهم ، ليتنهم "مالك" بسعادة وراحة وكأنه الأن أستطاع أن يأخذ نفسه ، بينما ألحقت "لبنى" ب "هاشم" خوفا من أن يحدث له مكروها ما
تقدم "إياد" نحو "مالك" رابطا على كتفه مُهنئا إياه رادفا بود :
_ مبروك يا مالك ، أدخل أنت دلوقتى لزينة وحاول تهون عليها وأنا هروح أشوف عمى هاشم ، الصدمة كانت شديدة عليه جدا
أوما له "مالك" بالموافقة على ما قاله "إياد" رادفا بأهتمام :
_ ماشى وأبقى طمنى
_ حاضر
وافقه "إياد" وسريعا ما غادر وألحاق ب "هاشم" للأطمئنان عليه وعلى "جواد" أيضا الذى لم يأتى حتى للأطمئنان على شقيقته مما أثار خوف "إياد" وقلقه
يتبع . . .
الفصل بأمانه ٣٧٠٠ كلمة مليان تعب أعصاب وهلكنى وأنا اصلا مش مستحمله
من غير حلفان إن شاء الله فى فصل جديد فى خلال يومين تلاته بالكتير
الفصل ده كان ٣ او ٤ مشاهد بس بصراحه مقدرتش لان اللى بعد ده كان إنهيار جواد وبصراحه مرضتش أكروته عشان ياخد حقه صح
ملاحظات
لبنى مش سهله لبنى غصب عنها لانها هى كمان إنسامه وعندها إحتياجات زيها زيه ورغم كل مُحاولتها فى منعه إلا إنها مقدرتش لأن قدرته الجسديه تفوقها بمراحل وبردو منناس الفطرة اللى غصب عنها لعبت معاها دور كبير
هاشم مكنش يعرف انه عمل كده فى لبنى لان دى كانت أول مرة يشرب وعشان هو روح على طول لما صحى وغضل يفتكر حاجات بسيطه من اللى حصل أفتكر أنه كان حلم
هاشم بيحب لبنى من زمان بس كان بيكابر
لبنى كانت عارفه من زمان انه بيحبها بس كانت بتقنع نفسها أنه مجرد إحتياج مش أكتر
↚
وصل "جواد" إلى قصر عائلة الدمنهورى وسريعا ما أخرج مفتاحه وقام بدفع الباب بكثيرا من الغضب والفوضى لدرجة أنه أرتطم بالحائط خلفه وتحط زجاجه بالكامل ، خرجت "حسنة" وباقى العاملين فى المنزل على أثر صوت الزجاج المنكسر ، فزع الجميع عندما وقعت أعينهم على ملامح "جواد" الصارخة بالغضب والأشتعال وهو يدلف القصر بملامحه تزرع الخوف فى قلب كل من يراه بهذه الهيئة المرعبة
كان الجميع يخشى أن يتفوه بأية حرف أمام ذلك البركان الثائر خوفا من أن يأذى أحدهم ، ولكن هى لم تستطيع ان تظل صامته فهى بهذا البيت منذ أن كان "جواد" فى سن المراهقة وتعتبره مثل أبنها وأكثر ، تدخلت "حسنة" مُحاولة إستوقاف "جواد" ومعرفة ما به رادفة بقلق :
_ فى أيه يا أبنى مالك؟!
تجاهلها "جواد" وأكمل طريقه راكضا نحو الدرج صاعد إلى غرفته دون حتى النظر لها ، طالعت "حُسنة" باقى العاملين فى القصر ويبدوا عليها ملامح القلق والتوتر من هيئة "جواد" الغير مُطمئنة أبدا
بينما فى الأعلى دلف "جواد" غرفته وأوصد الباب خلفه جيدا وما إن صاح صوت المفتاح مُعلنا عن إغلاقه للباب حتى أنفجر "جواد" فى البكاء وكأنه سمح لنفسه أخيرا بلأنهيار وإخراج مل ما يحمله بداخله من ألم وحسرة ، ظل "جواد" ينظر فى كل أركان الغرفة متذكر كل شيء حدث لها بها ، هنا تمت مُعاقبته بكثير من الأيام لا يخرج من تلك الغرفة ولا يرى أحدا ، هنا تم ضربه وتعنيفه بل تعذيبه وإهانته ، هنا نُعت بأبشع الألفاظ وأفظع أنواع السُباب ، هنا تجرد من طفولته ، هنا كان يأكل واحده بينما الجميع يجلسون حول المائدة معا ، هنا بكى وبكى إلى أن حفرت دموعه أرضية تلك الغرفة ، هنا تمنى لو كان هو من مات وليس ولدته لكى لا يرغم على العيش مع إمرأة مثل "هناء" ، هنا تحول من مجرد طفل برئ فى العاشرة من عمره ، إلى وحشا قاسى يخشاه الناس بينما هو أضعف كأن على وجه الأرض
نظر "جواد" إلى إنعكاس صورته بالمرأه ليرى نفسه ضعيفا وهزيل ومنكسر ، دموعه لا تتوقف عن الأنسدال فوق وجنتيه نعم هو يتذكر ذلك المنظر ، وكيف له أن ينساه!! ذلك المنظر كان يرأه كل يوم فى نفس تلك الغرفة وأمام نفس المرأة بعد كل مرة كان يُعاقب فيها على شيء لن يرتكبه ، كان يرى ذلك المنظر كل مرة كان يتمنى شيء ويريد الحصول عليه ويتم رفضه ، كان يراه كل مرة كان يحرم فيها من شيء يحبه كنوع من أنواع العقاب ، كل مرة كان يُضرب أمام أحدهم ويشعر بالشماته فى أعين من حوله ، كل مرة كان يُهان أمام الجميع لدرجة أن الجميع أصبح يُهينه
تذكر تلك المرأة التى كان بالنسبة له وحشا وليس بشرا ، تلك المرأة التى كان يخشاها حتى عندما أصبح رجلا فى العقد الرابع من عمره وكانها ستُعاقبه كما كانت تفعل به وهو طفلا صغير ، كان تستطيع التحكم به وكأنه دميتها الصغيرة ، لم يكن يتوقع بيوما من الأيام أن تلك المرأة هى نفسها المرأة التى قتلت أمه وحرمته منها وظلت تعذبة وتقسى عليه لينتقم من شخصا أخر
لم ترأف به مُخيلته وهو يتذكر نفسه وهو يبكى بسبب ضربها وإهانتها له أمام أعين الجميع إلا وأمسك بإحدى زجاجات العطر الموجوده أمامه وألقى موجها نظره نحو تلك المرأه لايزال يرى فيها ذلك الطفل وهو يبكى ليصيح بغضب وحسرة مُحاولا إخراج ذلك الألم الذى يمزق صدره رادفا بصراخ :
_ ليه عملت فيها كده!! ليييه!!
قال جملته تلك وهو يُلقى بزجاجة العطر على تلك المرأة لتسقط على الأرض مُحطمة إلى أشلاء صغيرة ويختفى ذلك الطفل من أمامه ، ولكن ذلك الأصطدام لم يكن كافيا بالنبسه له ، ظل يبكى ويحطم كل ما وقعت عينيه عليه وهو يصرخ بألم وحسرة :
_ كنت فاكر نفسك بنتقم من بنت الست اللى قتلت أمك أتاريك بتنتقم من الشخص الغلط وفى الأخر طلعت الست اللى أنت أعد معاها فى بيت واحد وبتتحكم فيك هى اللى قتلت أمك
كان يصرخ وهو يقوم بحمل تلك التسريحة ويقلبها رأسا على عقب مُحاولا إخراج كل طاقة الغضب التى سيطرت عليه مُكملا حديثه موجه نحو نفسه رادفا بلوم وعتاب :
_ كنت طول عمرك بتخاف وبتعمل حساب لست اللى يتمتك وعملت فيك كل ده لييييه!! سمعت كلامها ليه؟!
تذكر "ديانة" وكل ما فعله بها ، تذكر إنكسارها وضعفها أمامه وهو يقيدها ويجلدها وهى تبكى وتصيح صارخة بألم وحسرة ، تذكر إهانته لها وسبها بأفظع الشتائم والألفاظ النابيه ، تذكر تلك الطريقة المؤلمة والمُهينة التى سلبها بها شرفها وأستباح جسدها دون موافقتها
_ غبى
صرخ بتلك الكلمة لأعنا نفسه ألف مرة على كل مرة أغتصبها بها وسمح لنفسه بهتك رحمها بغرض الأنتقام ورؤيتها ضعيفة ومنكسرة أمامه ، لعن نفسه على كل مرة جامعها لكى يُفرغ بها شهوته وكانها عاهرة من العاهرات التى لا تليق إلا به ، صاح بندم وبكاء موجها حديثه نحو نفسه رادفا بأستهزاء وصراخ :
_ فاكرها هتسامحك وتأخدك فى حضنها بعد كل اللى عملته فيها!! فاكرها هتصدق إنك حبيتها وتسمح لنفسها تكون معاك مرة تانية؟! أنت خسرتها خلاص ، خسرتها بسبب غبائك ووساختك
كان يصرخ ويلتف فى جميع أركان الغرفة يكسر كل ما بها كالمجنون إلى أن وقعت عينه على صورته هو و"هناء" ، ليُسرع فى إلتقاطها وتوجيه حديثه نحوها رادفا بغضب وكرهية :
_ ليه عملتى فيا كده!! ليه عملتى كده؟! عملتلك أيه لكل ده!! أنا بكرهك يا هناء ، سامعه!! بكرهك ، معدتش خايف منك ، معدتش جواد اللى بيترعب منك يا هنااء
قالها وهو يُلقى بصورتها أرضا ويضغط عليها بحذائه ، ظل يبكى بحرقة وإنكسار مُتذكر وجه "ديانة" وبرأتها نادما على كل ما فعله بها ، تذكر وجهها منذ قليل فى المشفى عندما طلبت منه الطلاق ليتأكد من كونها لن تسامحه ، ليصرخ بإنكسار وبكاء رادفا بندم وإعتذار :
_ سامحينى يا ديانة ، يا ديانة أنا اسف ، يا دياااانة
كان صوت صراخ "جواد" وبكائه يصدح فى البيت بأكمله بالأضافة إلى صوت ذلك الزجاج والأشياء التى تُحطم ، تهاوت دموع "حُسنة" تأثرا بما سمعته من صراخ "جواد" وبكائة لتشعر بالشفقة على هذا الرجل الذى تدمرت حياته بسبب إمرأة قاسية لا تعرف شيئا عن الرحمة ، صعدت "حسنة" السلم مُتجه نحو غرفة "جواد" وحاولت أن تفتح الباب ولكنه وجدته مُغلقا من الدخل ، لتصيح بخوف وقلق موجهة حديثها نحو "جواد" رادفة بترجى :
_ أفتح يا جواد ، أفتح يا أبنى الله يباركلك
ظل "جواد" يُكسر فى أثاث الغرفة بأكمله لدرجة إنها ظنت أنه قد يكون حطم الجدران أيضا ، ليصيح "جواد" زاجرا إياها فى ألم وحسرة رادفا بصراخ :
_ سبونى لوحدى بقاا ، أبعدوا عنى ، هناء دمرتنى ، هناء سرقت منى أمى وطفولتى وشبابى وحتى اللى حبيتها خلتنى أعذبها وأخليها تكرهنى ، أبعدوا عنى بقااا
أنتفض جسد "حسنة" على أثر صوت ذلك الأرتطام الكبير الذى صدح فى المنزله بأكمله وكأنه أحد أسقف الغرف قد تهاوى على الأرض ، وما زاد فزعها هو إنقطاع صوت "جواد" وتوقف بكائه ، لتركض "حسنة" هابطة إلى الأسفل موجهة حديثها نحو العاملين بالقصر رادفة بفزع :
_ حد يطلع يكسر الباب نشوف أيه الصوت ده!!
أجابها أحد العاملين نهيا إياها عما تقوله رادفا بخوف :
_ نكسر ايه يا ست حسنة الله يباركلك !! جواد بيه مولع خالص وممكن من كتر عصبيته دى يموت حد فينا لو عملنا كده وأحنا عندنا عيال
نظرت لهم بقلة حيله ، نعم هو عنده حق هى لا تضمن ردة فعل "جواد" إذا حدث شيئا كهذا ، ولكن قلبها يرتجف من القلق على "جواد" لتصيح بنفاذ صبر رادفة بحزم :
_ أنا لازم أتصرف ، أنا هكلم هاشم بيه
❈ - ❈ - ❈
أتسعت أعيُن "ملك" بصدمة بعد أن قص عليها "إياد" بعض ما حدث فى فيلة "جواد" وأن والدة "ديانة" على قيد الحياة ، لتصيح "ملك" بعدم تصديق رادفة بأستفسار :
_ أيه اللى أنت بتقوله ده يا إياد!! ، كل ده حصل أمتى وأزاى!! معقوله مامت ديانة طلعت عايشه؟!
أجابها "إياد" وهو يفرق مقدمة رأسه شاعرا بالأرهاق البدنى والذهنى مما مر عليهم فى هذا اليوم الطويل الذى يبدو أنه لم ينتهى بعد ، ولكنه عليه أن يطمئنها كى لا تشعر هى ووالدتها بالقلق على "ديانة" ليردف بهدوء :
_ أيوه يا ملك وأحنا دلوقتى فى المستشفى ومش عارف لسه أيه اللى هيحصل!! ، أنا بس قولت اكلمك أطمنك على ديانة عشان كمان متروحش الفيلا بتاعت جواد دلوقتى
أغمضت "ملك" عينيها بأسئ وحزن على "ديانة" وكل ما تمر به من مشاكل ومصائب دون أن يكون لها ذنب بأى شيء ، لتصيح بلهفة عندما خطر ببالها أن تذهب لتكون معاها فى تلك الأوقات الصعبة رادفة بأستفسار :
_ طب أنت فى مستشفى أيه وأنا أجيلك؟!
نهاها "إياد" عما تُفكر به خشية من ردة فعل الجميع وأيضا كى لا يشعر أحدهم بالحرج أمامها ، ليردف موضحا لها وجهة نظره قائلا :
_ لا يا ملك من الأحسن إنك متجيش لا أنتى ولا طنط ، الجو هنا متوتر جدا والكل أعصابه مشدوده وفى أسرار كتير عماله تظهر ، بلاش تيجوا عشان ميبقاش فى إحراج أو توتر لديانة ومامتها
تفهمت "ملك" ما يُحاول "إياد" أن يوصله لها موافقة إياه عما قاله رادفة بتأكيد :
_ معاك حق لازم ندى فرصه لديانة تقرب من مامتها وأكيد الموضوع صعب على الكل ، طب طمنى مالك عندك؟!
أجابها "إياد" مُطمئنا إياها مُسرا لها سبب وجود "مالك" مع مراعة حديثه وعندم الأفصاح عن ذلك السر رادفا بحذر :
_ أيوه متقلقيش ، مالك مع زينة أصلها تعبت شويه بعد كل اللى سمعته والدكتور أداها مُهدى
شعرت "ملك" بالأستياء والحزن على تلك العائلة التى تبدو وكأنها أصابتها لعنة ما دمرتهم جميعا ، لتضيف بتعاطف وأسئ :
_ طبعا الموضوع صعب عليها جدا ربنا يصبرها يارب
_ طب يا حبيبتى أنا هروح أشوف ديانة وجواد كمان وصلوا لأيه!!
وافقته "ملك" على ما قاله رادفة بتأكيد :
_ خلاص ماشى وأبقى طمنى هاا
أومأ لها "إياد" بالموافقة على طلبها رادفة بإنصياع :
_ حاضر يا حبيبتى سلام
❈ - ❈ - ❈
دلف كلا من "هاشم" و"لبنى" إلى غرفة "ديانة" ليجدونها بمفردها داخل الغرفة ليتعجب كلاهما ، لتصيح "لبنى" موجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة بأستفسار :
_ أومال فين جواد؟؟
أجابتها "ديانة" مُحاولة إصطناع القوة والثبات رادفة بملامح خالية من أى تعابير رادفة بهدوء :
_ مشى
ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها بأستنكار مُتعجبة مما قالته أبنتها ، نظرت نحو "هاشم" بقلق لتحول بصرها نحو أبنتها مرة أخرى شاعرة بأن هناك أمرا ما رادفة بأستفسار :
_ مشى ليه!! أيه اللى حصل؟!
أجابتها "ديانة" وهى لاتزال مُحافظة على ملامحها الهادئة والخالية من أى تعابير أو تأثر بما تقوله رادفة بثبات :
_ طلبت الطلاق وهو قالى حاضر ومشى
كانت تقول جملتها تلك وفى هذه اللحظة كان "إياد" يدلف الغرفة ، لتقع تلك الجملة على مسامعه كالصعقة الكهربائيه ليغمض عينيه بتوتر شاعرا بالقلق من ردة فعل "جواد" ، بينما نظر كلا من "هاشم" ولبنى" إلى بعضهما دون إضافة أية كلمة كى لا تظن "ديانة" أنهم يأثرون عليها فى شيء
كان الصمت هو سيد المكان ، لا يستطيع أحد التفوه بكلمة أو بالأحرى لا يعلم أحدا منهم ماذا يقول!! ، ليكسر "هاشم" ذلك الصمت لأفتا إنتباه الجميع وهو يتجه نحو "ديانة" ويجلس بجانبها مُعقبا بكسرة وندم والدموع تملئ عينيه :
_ أنا أسف يا بنتى ، أسف يا بنت الغالى ، حقك على راسى ، أنا السبب ، أنا اللى عملت كل ده ، أنا اللى سبت جواد لهناء تزرع جواه الكره والقسوة والجبروت ، أنا اللى كنت غبى وسبت نار الأنتقام تعمينى عن الحقيقة ، أنا اللى ظلمتك وظلمت لبنى وظلمت جواد وظلمت زينة وظلمت الكل ، سامحينى يا بنتى أبوس أيدك
ترقرت الدموع فى أعيُن "ديانة" وسريعا ما لم تتحكم فى إنهيارها لتنفجر فى البكاء أمام الجميع ، موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بضعف وبكاء :
_ طول عمرى كنت بتمنى ألاقى أهلى الحققين وأحس إنى ليا عيلة وأهل بجد مش ناس بتربينى وبتعطف عليا أكمنى مليش أهل ، أول يوم شوفتك فيه كنت متلخبطه ، مش عارفة أكرهك ولا أجرى أرمى نفسى فى حضنك وأشم فيم ريحة بابا اللى عمرى ما شوفته
جزبها "هاشم" سريعا إلى صدره مُعنقا إياها تاركا العنان لدموعه أن تتهاوى دون توقف أو تحكم منه مُعلنا عن إنهياره وندمه أمام الجميع ، ربط "هاشم" على ظهر "ديانة" شاعرا براحة والأمان وكأنه هو من كان يحتتج إلى ذلك العناق وليس هى ، لينفجر هو الأخر فى البكاء رادفا بنحيبا وندم :
_ سامحينى يا ديانة ، سامحينى يا بنتى عشان ربنا يسامحنى وعشان لما أقابل أبوكى يكون هو كمان مسامحنى ، سامحينى يا بنت شرف اللى كان عندى أغلى من نور عينى
تشبثت "ديانة" ب"هاشم" جيدا وكأنها طفلة صغيرة لا تريد أن تخرج من صدر والدها ولا تريده أن يبتعد عنها ، صاحت "ديانة" بصدق موجهة حديثها نحو "هاشم" بعد أن شعرت بمرراة ندمه ورجفة جسده رادفة ببكاء :
_ سامحتك يا عمى ، بعد كل اللى سمعته من هناء سامحتك ، كفاية إنك رجعتلى ماما تانى
ربط "هاشم" على ظهرها وخرج من عناقها مُقبلا مقدمة رأسها بحب وعاطفة أبويه ، حول "هاشم" نظره نحو "لبنى" التى كانت دموعها تتهاوى بصمت متأثرة بما يدور بين "هاشم" وأبنتها شاعرة بالراحة بعد أن تحقق ما كانت تدعى به منذ سنوات طوال ، ليصيح "هاشم" موجها حديثه نحو "لبنى" مُضيفا بضعف وإنكسار رادفا بندم :
_ سامحينى يا لبنى ، أنا غلطت فى حقك كتير أوى ، أنتى أكتر واحده فى الدنيا ليها حق عندى ، أنتى أكتر واحده ظلمتها وجيت عليها ، أنا أسف
كان يعتذر بإنهيار لم تراه به منذ موت "شرف" وظل مطأطا رأسه إلى الأسفل مُعبرا عن ندمه وحسرته ، لتربط "لبنى" على كتف "هاشم" بتسامح مُحاولة التخفيف عنه رادفة بصدق ومسامحة :
_ لا يا هاشم أنا أكتر واحده فى الدنيا كنت حاسه بيك ومقدره كل اللى بتحس بيه ، أنا مسمحاك من زمان أوى ، من قبل ما تعمل أى حاجه وأنا مسمحاك ، كل اللى كان نفسى فيه إنى اقدر أتكلم تانى وأحكيلك اللى حصل وأعرفك إنى بريئة من دم تهانى بس الحمدلله كل شيء جيه بأوانه
كاد "هاشم" أن يتحدث ليقاطعه صوت هاتفه مُعلنا عن إتصالا من منزله ليشعر بالقلق وسريعا ما قام برد على ذلك الأتصال ليأتيه صوت "حسنة" رادفة بلهفة وزعر :
_ أيوه يا هاشم بيه ألحقنا
شعر "هاشم" بالفزع من نبرة "حسنة" المليئة بالهلع وأول من خطر بباله هو "جواد" ، ليصيح مستفسرا عن الأمر رادفا بلهفة :
_ أيه يا حُسنه فى أيه؟!
أجابته "حسنة" بنبرة يملأها الخوف والفزع رادفا بلهفة :
_ ألحقنا يا هاشم بيه ، جواد جيه من شويه وطلع أوضته القديمة وأعد يصرخ ويعيط بصوت عالى ويكسر حاجات كتير أوى ومنها أزاز ومحدش من الخدم عارف يطلعلوا كلهم خايفين من صوته
أنتفض قلب "هاشم" من الفزع خوفا من أن يحدث شيئا لأبنه وتكون هذه أكبر كسرة تعرض لها بحياته ، ليصيح موجها حديثه نحوها رادفا بلهفة :
_ خلوا بالكوا منوا يا حُسنة لحد ما أجى ، أنا جى حالا
شعرت "لبنى" بالقلق من تعابير وجه "هاشم" التى تصرخ بالفزع والزعر ، لتردف بلهفة مُستفسرة عن الأمر :
_ فى أيه يا هاشم؟!
أجابها "هاشم" وهو يشعر بالخوف والأرتباك ويلتف حول نفسه بهلع ورعب ويحرك رأسه بتشتت رادفا بتلعثم :
_ جواد... جواد يا لبنى
أرتعبت "ديانة" من نبرة الهلع والزعر فى حديث عمها وسريعا ما شعرت بإنقباض فى قلبها وزيادة فى ضرباته، لا تعلم لماذا تشعر بذلك الخوف وتشعر وكأنها على وشك البكاء!! ، لماذا تشعر بالقلق والرعب على ذلك للشخص؟! ، أنتشلها "إياد" من ذلك التشتت موجها حديثه نحو "هاشم" رادفا بلهفة :
_ ماله جواد؟!
أجابة "هاشم" وهو يُحاول تمالك أعصابه رادفا بفزع وزعر :
_ جواد عندى فى الفيلا ومنهار وعمال يصرخ ويعيط بصوت عالى ، حسنة بتقولى إن فى صوت أزاز وحاجات بتتكسر ومحدش عارف يوقفه
شعر "إياد" بالخوف الشديد على صديقه ليركض نحو الباب عازما على الخروج من المشفى بأكملها ذاهبا إلى صديقه ، ليوقفه صوت "هاشم" رادفا بلهفة :
_ أستنى خدنى معاك يا إياد
أستعد كلا من "هاشم" و"إياد" لمغادرة المشفى للأطمئنان على "جواد" وبمجرد أن خرجا من الغرفة وأقفلت "لبنى" حتى أنفجرت "ديانة" فى البكاء والنحيب مُعلنة عن إنهيارها وضعفها أمام والدتها ، شعرت "لبنى" بالحزن والشفقة على أبنتها وسريعا ما ركضت نحوها وضمتها إلى صدرها مُحاولة تهدأتها رادفة بتأثر وبكاء :
_ مدام خايفه عليه كده ليه طلبتى الطلاق؟!
أجابتها "ديانة" مُتحدثة بصعوبة لكثرة شهقاتها رادفة ببكاء ونحيب :
_ عشان معدش ينفع نكون مع بعض بعد كل اللى عمله فيا ، أنتى متعرفيش هو عمل فيا أيه!! أنا بكرهه بس مش عارفه ليه خفت عليه كده فجاه!! مش عارفه أزاى أخاف على البنئ أدم اللى أذانى وأغتصبنى وجىحنى!!أنا تعبانه أوى ومش عارفه أعمل ايه يا ماما؟!
تهاوت دموع "لبنى" تأثرا بما تفوهت به أبنتها وأخذت تربط على ظهر مُحاولة تهدئتها رادفة بتمنى :
_ أهدى يا حبيبتى ، أهدى وإن شاء الله خير
❈ - ❈ - ❈
وصل كلا من "هاشم" و"إياد" إلى القصر ليتعجبا من منظر الباب وذلك الزجاج المُنكسر والمبعثر فى كل مكان ، دلف كلاهما نحو الداخل ليجدوا جميع العالملين بالقصر يقفون بإنتظارهم والصمت هو سيد المكان ، لدرجه أنهم ظنوا أن "جواد" قد رحل من المنزل ، ولكن "هاشم" كان يريد أن يتأكد من ذلك الأمر
صاح "هاشم" موجها نظراته وحديثه على "حُسنة" رادفا بلهفة وأستفسار :
_ جواد فين يا حسنة؟!
صاحت "حسنة" موجهة حديثها نحو "هاشم" وهى تشعر بكثير من الخوف والقلق على "جواد" رادفة بلهفة :
_ ألحقنا يا هاشم بيه ، جواد جيه من برا وكان شكله متعصب أوى لدرجة أنه كسر باب الفيلا ، سألته وهو داخل مالك مردش عليا وطلع على أوضة على طول ، مفيش دقايق وسمعنا حاجات بتتكسر وهو عمال يصرخ ويزعق ويقول كلام كتير أوى ويعيط ، خبط عليه مرداش يفتحلى وصرخ عليا وسمعت صوت عالى جدا كأن السقف وقع على الأرض والصوت أتقطع من بعدها ، روحت أتصلت بحضرتك على طول ، ومن وقتها مفيش صوت طالع من الأوضه ومعدناش سمعنا حاجه!!
شعر كلا من "هاشم" و"إياد" بالفزع على "جواد" وسريعا ما ركض "إياد" نحو الدرج صاعد إلى غرفة "جواد" وهو يشعر بالرعب من أن يكون حدث ل"جواد" شيئا ، بينما لحقة "هاشم" شاعرا بنفضة غريبة سرت فى جسده لأول مرة يشعر بها بسبب "جواد" وهذا ألهمه بأن هناك شيئا كبير قد حدث
وصل "إياد" أمام باب غرفة "جواد" وهو فى حاله هلع من بشاعة السناريوهات التى ضربت برأسه ، لف "إياد" مقبض الباب مُحاولا فتحه ولكنه وجده موصودا من الداخل ، طرق على الباب مُحاولا التوصل مع "جواد" رادفا بصياح :
_ جواد أفتح يا جواد ، أنا إياد يا جواد بقولك أفتح
قال جملته تلك وهو يلكم الباب بإنفعال وهو يصر على أسنانه ، حاول "هاشم" هو الأخر جعل "جواد" يرد عليهم حتى رادفا برعب وفزع :
_ يا جواد رد علينا طيب يا أبنى بلاش السكوت ده
لكم "إياد" الباب بغضب مُمذوج بالرعب والفزع من هذا الصمت الغريب رادفا بتأكيد على حديثه وأنه ليس مجرد تهديد :
_ جواد أنت لو مفتحتش الباب أنا هكسره!!
خاب أملهم ولم يأتيهم أى صوت أو حتى مجرد حركة بسيطه تدل على أنه يوجد كائن حى بالداخل ، شعر كلا من "هاشم" و"إياد" بالشلل لأنهم يعلما بما أن "جواد" بالداخل لن يصمت كل هذا وإذا كان حقا لا يريد أن يزعجه احدا لكان صاح بهم موبخا إياهم دون الأكتراث لأحد ، لكن هذا الصمت أثبت لهم أن هناك كارثة كبيرة خلف هذا الباب ، كسر ذلك الصمت صوت "هاشم" الصارخ على "إياد" مُنتشلا إياه من صدمة رادفا بأمر :
_ أكسر الباب يا إياد
بالفعل أستعد "إياد" لتنفيذ أمر "هاشم" وهو يشعر برجفة كبيرة فى قلبه خوفا من فتح هذا الباب ، لا يعرف ماذا ستكون تلك الكارثة التى سيرها بعد ثوانٍ هل سيكون صديقه بخير!! أم سيكون يلفظ أنفاسه الأخيرة ، دفع "إياد" الباب وهو يتمنى أن يكون كل ما يدور برأسه غير صحيحا وتكون تخمينات كاذبة ، ولكنه بمجرد أن صفع الباب تأكد أن كل مخاوفة وافكاره لم تكن تخمينات كاذبة
فتح "إياد" عينيه على مصرعها من هول ذلك المنظر التى وقع بصره عليه ، ليُصعق "إياد" ويسمر مكانه غير قادرا على الحركة بالإضافة إلى قلبه الذى أنتفض بين ضلوعه من ذلك المنظر الذى وجد صديقه عليه ، بينما "هاشم" لم يكن يتصور فى أحد الأيام أن يرى أبنه بهذا المنظر الذى جعل قلبه يتمزق بين ضلوعه ، أمتلئت عين "هاشم" بالدموع وهو يسرع نحو نجله المُلقى أمامه بهذا المنظر المؤلم لا حول له ولا قوة صارخا بفزع وهول :
_ جواااد ، أبنى
↚
أسرع كلا من "هاشم" نحو جواد المُلقى أمامه على الأرض يبكى ويئن كالأطفال وهو يضم ساقية إلى صدره وقأنه طفل فى السطثامنة من عمره ويشعر بكثير من الخوف ، حاول "هاشم" فك تشنيجة جسد "جواد" ولكن دون فائده فهو كالميت التى تصلبت جسده بالأيضافة إلى تلك الشهقات والأنين المنخفض الذى يخرج من ، وتلك الدماء التى تنسدل من رقبته ومن يديه بسبب ذلك الزجاج المنغرس بهم ، صاح "هاشم" مُحاولا الأستنجاد بأحد وطلب المساعدة رادفا بصراخ ولهفة :
_ جواد ، الحقنى يا إياد
كان "إياد" يقف وكأنه تحنط من هول صدمته ، هو يعرف جواد منذ أكثر من خمسة عشرة سنة ، لم يسبق له أن يراه فى هذا المنظر وذلك الأنهيار قط ، كان يشعر وكأن أطرافه أصبحت مشلوله ، ما الذى حدث لصديقه أوصله إلى تلك الحاله ، أفاقه صراخ "هاشم" الذى صاح مرة أخرى مُحاولا إفاقة "إياد" من شروده رادفا بحدة :
_ أتحرك يا إياد شيلوا معايا بسرعه
سريعا ما تدخل "إياد" مُحاولا رفع "جواد" من على الأرض بمساعدة والده ، بينما "حسنة" كانت تنظف الفراش من ذلك الزجاج المتناثر عليه ، كى يضعو "جواد" عليه ، تفحصت "حسنة" الغرفة لمعرفة ما كان هذا الصوت المرتفع لتقع عينيه على تلك الشاشة السوداء الكبيرة الخاصة بغرفة "جواد" وهى واقعة على الأرض ومنكسرة لتخمن أن تلك الضحة كانت بسبب تلك الشاشة الكبيرة ، وضع كلا من "هاشم" و"إياد" على الفراش ، بينما كان "جواد" لايزال يبكى بخوف ورعب كالأطفال ، صاح "هاشم" موجها حديثه نحو "حسنة" رادفا بلهفة :
_ أتصلى بالدكتور بسرعة يا حسنة
بالفعل خرجت "حسنة" من الغرفة وأسرعت فى الذهاب للأتصال بالطبيب ، بينما جلس كلا من "هاشم" و "إياد" بجانب "جواد" وكان "إياد" لايزال مُصعقا من بكاء ونحيب صديقه ، بينما "هاشم" أحتضنه مُحاولا تهدئته وقلبة يتمزق من الألم على أبنه رادفا بترجى :
_ جواد ، رد عليا يا أبنى أبوس أيدك
شهق "جواد" وتشبث فى والده جيدا وكأنه مزعورا من شيئا ما وهو يضم رجله إلى صدره بتلك الطريقة اللعينة ، صلح "جواد" وهو يبكى بزعر وهلع رادفا بخوف :
_ خالتوا هناء هتضربنى يا بابا ، هتضربنى من غير ما أعمل حاجه ، لا لا مش هتضربنى ، دى هتحبسنى فى أوضة البدورم الضلمه وتسبنى فيها يومين تلاته وتبعتلى الأكل مع الدادا ، لا أو ممكن تضربنى تانى قدام صحابى ، أنا معملتش حاجه غلط ، أنا كنت بلعب مع هيثم صحبى هنا فى البيت عادى راحت ضربتنى بالقلم قدامه عشان قولت لدادا إنى مش عايز أكل دلوقتى ، هتقعد تقول إنى مش راجل وإنى جبان وهى بتضربنى بالحزام بتاعك ، أنا خايف يا بابا متخلهاش تضربنى تانى
جحظ "هاشم" عينيه بصدمة من تلك الحالة التى وصل إليها أبنها ومما يتفوه به لتو ، كيف لرجل فى الثلاثين من عمره يشعر بالخوف بمثل هءا الطريقة الموجعة للقلب ، ماذا فعلتتلك المراة بأبنه لجعله يرتجف من كثرة خوقه منها هكذا ، أمتلئت عينى "هاشم" وهو يربط على كتف أبنه مُحاولا تهدئته وتطمئنه رادفا بألم :
_ هناء مش هتضربك يا جواد ، هناء مش هتيجى تانى يا حبيبى فوق ، فوق ومتخفش يا جواد ، فوق يا أبنى وحقك عليا
هز "جواد" راسه بهسترية وهو ينتفض بين زراعى والده ، يشعر بالكثير من الخوف والزعر الحقيقى رادفا بفزع ورعب نهيا حديث والده :
_ لا لا هترجع تانى أنا عارف ، هتستنى لحد ما أنت تسافر وهتيجى تضربنى وتعاقبنى وتحبسنى ، هتحرمنى من الأكل تانى زى المرة اللى طلبت منك فيها تجبلى تليفون جديد وقالتى إنى مليش حق أطلب حاجه لانى مفيش منى أهميه للبيت ده وإن نفسها تخلص منى عشان أنا ضعيف ومليش شخصية ، هترجع المرة دى وهتكهربنى زى ما هددتنى أخر مرة ، أنا خايف أوى يا بابا ، أبعدها عنى أبوس رجلك
لم يستطيع "إياد" ابتحمل أكثر من ذلك لتتهاوى دموعه حزنا وتأثرا بحاله صديقه المزية وظل يبكى فى صمت وهو ينظر إلى ذلك الحصن الذى لطالما ظن الجميع أنه مظلم ، ها هو ينهار الأن أمام أعينه ولا يستطيع مسعادته ، بينما شد "هاشم" على إحتضان أبنه ودموعه تتهاوى دون توقف رادفا بحسرة وإنكسار :
_ فوق يا جواد أنت كبرت وبقيت راجل ، هناء خلاص راحت ومعدتش راجعه ، هناء أختفت من حياتنا للابد
صاح "جواد" وهو يفرق عناق والده له وكأنه تحول فى لمحة بصر من ذلك الطفل الصغير إلى ذلك الرجل الناضج مرة أخرى مُجها حديثه نحو والده بحدة رادفا بصراخ :
_ بعد أيه!! راحت بعد أيه؟! بعد ما قتلت أمى!! بعد ما ربت جوايا إنسان مريض نفسى وجبان ، إنسان خايف من كل اللى حوليه ، طفل صغير ضعيف عايش جوا جسم راجل كبير قاسى بيعمل أقصى ما فى وسعه عشان يخلى الناس تخاف منه وتعمله حساب وهو أصلا أضعف إنسان فى الكون
شهق "جواد" بقوة مُحاولا أخذ أنفاسه بصعوبة بسبب كثرة بكائه ، ليكمل حديثه مرة أخرى مُضيفا بين شهقاته رادفا ببكاء ونحيب :
_ راحت بعد أيه!! بعد ما زرعت جوايا الكره والقسوة تجاه ناس ملهمش أى ذنب فى موت أمى وخلتى أنتقم من الأنسانه الوحيدة اللى حبتها
نظر له "هاشم" بكثير من الشفقة والحزن على أبنه ، هو كان يشعر أن قلب أبنه قد تعلق بتلك الفتاة ولكنه لم يكن يتصور أن يتحول كل هذا الكرة الكبير إلى عذا الخب الشديد الذى يراه يصرخ فى عينيه ، ليضيف "جواد" وهو لايزال يبكى بقوة رادفا بإصرار :
_ أيوه حبتها ، حبتها غصب عنى ، بس حبتها أزاى!! فى حد بيحب حد يعمل فيه كل اللى انا عملته فيها ده!! ، أنا عذبتها وجلدتها وأغتصبتها بدل المرة كذا مرة وطلعت كل ضعفى ووساختى فيها ، هنتها وذلتها وعاملتها معامله متتعملش غير لنسوان الفاجرة اللى شبهى ، وجعتها وأذتها وأخدت شرفها بطريقة وسخة بعد ما هناء سخنتنى وخلتنى أعمل كده
كان يقول جملته الأخيرة وهو يصرخ بألم وندم ، بينما صعق كلا من "إياد" و"هاشم" مما أستمعوا إليه من قبل "جواد" ، بالطبع كان سهلا عليهم معرفة ما هى الطريقة القذرة تلك التى تحدث عنها "جواد" ليشعرا بالشفقة على كللاهما ، ف "هناء" أستطاعت أن تبنى بينهم صورا لم يكن تحطيمه شيء هين أبدا ، صاح "جواد" مرة أخرى مُمتما بتوهان وأستفسار رادفا بنحيب وبكاء :
_ طب هى ممكن تسامحنى!! ، لا عمرها ما هتسامحنى
رد على نفسه نهيها عما قالته ، لينظر نحو والده بضعف وعينى لا تتوقف عن ذرف الدموع لدرجة إنها تحولت من البيضا إلى الأحمرار القاتم رادفا بتوصل ورجاء :
_ خليها تسامحنى يا بابا ، أنا بحبها
لم ينتظر "جواد" رد والده ليحول نظره نحو صديقه وهو على نفس حالة الضعف والإنكسار رادفا بتوسل وترجى :
_ خليها تسامحنى يا إياد ، أنا بحبها
تقلصت ملامح وجه "جواد" من كثرة البكاء مُضيفا وهو يضرب الفرش تحته بقدميه وهو يتزمر رادفا بصراخ :
_ والله العظيم بحبها ، أنا أسف ، أنا أسف ، يا ديانة أنا أسف
ظل يتلوا بالفراش وكأن هناك عقرب لدغه وهو على نفس حالة البكاء والصراخ مُتوسلا لمن حوله لجعلها تسامحه وإعطائه فرصة أخرى ، صاخ "جواد" موجها حديثه نحو كلا من "هاشم" و "إياد" مُعقبا ببكاء وترجى رادفا بصراخ :
_ متخلوهاش تسبنى بالله عليكوا ، أنا أسف يا ديانة ، يا ديانة سامحينى أنا أسف
أنتفض كلا من "هاشم" و"إياد" بعد رؤية تلك التشنيجة التى أستولت على جسد "جواد" وذلك الأنيهار العصبى الذى بات واضحا للغاية ، حاول كلاهما السيطرة على جسد "جواد" ولكن دون فائدة فجسده أصبح وكأن هناك صاعقة كهربائه ضربت جسده ، صاح "هاشم" بكثير من الفزع والرعب وهو يرى جسد أبنه يتتفض أمامه وهو يصرخ بالأضافة إلى تلك العروق البازة التى ضربت فى رقبته ويده المجروحتان ليصرخ بزعر :
_ ألحقنى يا إياد
أندفع "إياد" نحو جسد صديقه مُحاولا تثبيته ولكن دون فائدة ، فى تلك اللحظة دلفت "حسنة" الغرفة على عجل موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بلهفة :
_ الدكتور وصل يا ...
لم يعطيها "هاشم" الفرصه وهو يُحاول تثبيت قدمى أبنه صائحا بها رادفا بصراخ :
_ دخليه بسرعة
ما إن دلف الطبيب الغرفة ورأى تلك الحالة التى عليها "جواد" حتى علم ما هى حالته ، وضع الطبيب حقيبته على الفراش وأخرج منها تلك الأبرة الطبية ويليها ذلك العقار الطبى مفرغا ما فى داخله بها ، توجها سريعا نحو "جواد" موجها حديثه إلى كلا "هاشم" و "إياد" رادفا بحدة وحزم :
_ أمسكولى دراعه بسرعه
وبالفعل قام "هاشم" بثبيت ذراع "جواد" بمساعدة "إياد" لفتح المجال لطبيب لإعطائه ذلك المُهدئ ، ما إن وضع الطبيب تلك الإبرة داخل ذراع "جواد" حتى شعر بثقل جسده وهدوء أنفاسه وعدم قدرته على الإنفعال ، وما هى إلا لحظات حتى غاب "جواد" عن الوعى بسبب ذلك المُهدئ القوى الذى تلقاه لتو
جلس الطبيب بجانب "جواد" وبدأ فى إخراج تلك القطع الزجاجيه من كتفه و يده وشرع فى تفحص إياهم ليجدهم لن يسببوا خطرا عليه وقام بتضمد جروحه بعد أن عقمها جيدا ، أنتهى الطبيب من عمله لينهض من مكانه ويلتف نحو "هاشم" و "إياد" الذان كان يقفان خلفه رادفا بأستفسار :
_ ممكن حد يقولى أيه اللى حصل بالظبط ، اللى قدامى ده مش حاجه بسيطه!! ، دى حالة إنهيار عصبى ولازم أعرف أيه اللى حصل عشان أحدد أيه اللى المفروض يتم!!
تنهد "هاشم" بأستياء وبدأ فى أن يقص عليه ما حدث مُراعيا عدم التدخل فى التفاصيل العائليه حفاظا على سمعة ومكانة عائلته مُلقيا عليه ما أخبرته به العامله من إنهيار "جواد" وصراخه ، مرورا ببكائه أمامه وذكر أشياء من الماضى مع عدم ذكرها ، وأخبره بأنه أكتشف حقيقة شيء كان مخدوعا فيه منذ أكثر من عشرون عاما وبالطبع لم يذكر ذلك الشيء
زفر الطبيب بأستياء بعد أن فهم ما يُحاول "هاشم" توصيله له ليردف بتفهم :
_ اللى أنا فهمته من حضرتك إن جواد بيه عرف حقيقة حاجه مهمه كان فهمها غلط من فترة طويله جدا ، طبعا ده يفسر حالة الإنهيار العصبى اللى عنده ، فى الحقيقة جواد بيه محتاج يتعرض على دكتور نفسى فى أسرع وقت ممكن وإلا حالته هتسوء والله أعلم أيه اللى ممكن يحصل وقتها؟!
صاح "إياد" مستفسرا عن إن كان صديقه بخيرا أم لا رادفا بلهفة وإهتمام :
_ طب هو دلوقتى هيبقى كويس يا دكتور؟!
أومأ له الطبيب بالموافقة على حديثه مُحاولا تخفيف الأمر على الجميع رادفا بهدوء :
_ أنا دلوقتى أديتله مهدأ ، بس لازم حد يفضل جمبه عشان يعرف هتكون حالته عامله أزاى أول ما يفوق!! ، لو فضل فى حاله الأنهيار دى هيحتاج يتنقل المستشفى فورا ، لكن لو بقى كويس يفضل أنه يتعرض على طبيب أمراض نفسية فى أسرع وقت ، وبالنسبة للجروح اللى فى جسمه مش محتاجه خياطه أنا عقمتهاله ولفتها كويس ويبقى يغير عليها بس كل شويه
صافح "هاشم" الطبيب مُعبرا عن مدى شكره وإمتنانه له رادفا بهدوء :
_ شكرا يا دكتور
بادله "الطبيب" المُصافحة بأهتمام رادفا بإمتنان :
_ العفو يا هاشم بيه ، ده واجبى ، وألف سلامه على جواد بيه
أبتسم له "هاشم" بإنكسار ولكنه عمل على أن لا يُظهره ، رادفا بهدوء :
_ الله يسلمك يا دكتور ، وصل الدكتور يا إياد
قال جملته الأخيرة موجها حديثه نحو "إياد" ، وبالفعل أصطحب "إياد" الطبيب إلى الخارج لكى يقوم بتوصيله وشكره ، بينما جلس "هاشم" بجانب "جواد" على الفراش وأخذ يمسح على مقدمة رأسه مرورا بشعره بأنكسار وندم ، أنحنى "هاشم" مُقبلا جبهة "جواد" غير متذكرا متى كانت أخر مرة فعل بها هذا الشيء!! ورغما عنه تهاوت من عينيه بعض الدموع مُعلنة عن إنهياره
عاد "إياد" إلى الغرفة مرة أخرى ليجد "هاشم" على تلك الحالة المثيرة لشفقة ، بالطبع فمنظر الأب وهو مكسورا على ضعف وإنهيار أبنه الوحيد بالتأكيد سيكون شيئا فى غاية الألم والحزن ، أقترب "إياد" نحو "هاشم" بهدوء وهو يربط على كتفه مُحاولا مواسته
رفع "هاشم" نظراته نحو "إياد" ويبدو عليه ملامح الضعف والإنكسار رادفا بحرقة وندم :
_ أنا السبب ، أنا اللى وصلت عيالى لكده
هز "إياد" رأسه بالنفى مٌحاولا جعل "هاشم" لا يُلقى بكامل الذنب على نفسه كى لا يحدث له شيئا رادفا بنهى :
_ لا يا عمى ، حضرتك ملكش ذنب ، مدام هناء هى اللى عملت كل ده و ..
رفض "هاشم" الأستماع إلى ما يقوله "إياد" شاعرا بأنه هو السبب الرئسى فى كل ما حدث رادفا بإصرار وندم :
_ لا يا إياد ليا ذنب وذنب كبير كمان ، أنا اللى سبت نار الأنتقام تعمينى وسبت ولادى لهناء ، نسيت إن اللى مات مات وإن لسه فى رقبتى عيال عايزه تتربى صح ، سبت طفل عنده ١٠ سنين لواحده معندهاش رحمة زرعت جواه القسوة وربت جواه أمراض نفسيه وأنا كنت بساعدها وأذود عليه ، حتى زينة مكنتش بهتم بيها ولا بديها الحنان اللى كانت محتاه ، كنت أعمى لدرجه إنى مشفتش إنها محتاجه الحنان ده وإنها لو مخدتهوش منى هتدور عليه برا ، أنا اللى ضيعت عيالى يا إياد
أنحنى "هاشم" مُقبلا جبهة "جواد" بندم وحرقة ، بينما كانت دموعه تتهاوى دون توقف رادفا بأعتذار وإنكسار :
_ سامحنى يا جواد ، سامحنى يا أبنى أنا أوحش أب فى الدنيا وأغبى راجل فى العالم
ربط "إياد" على كتف "هاشم" بأعين تملائها الدموع مُتأثر بما حدث لتلك العائلة التى هى بمثابة عائلته الأخرى ، رادفا بتمنى :
_ متعملش فى نفسك كده يا عمى ، إن شاء الله كل حاجه هتتصلح
هز "هاشم" رأسه بالموافقة على حديث "إياد" رادفا بتمنى :
_ يارب يا إياد ، يارب
❈ - ❈ - ❈
فتحت "زينة" عينيها بثقل شديد وهى تُحاول تستجمع صورة كاملة بعينيها لتعرف من الذى يجلس أمامها ، بالفعل أستطاعت أن تفتح عينيها جيدا وأستطاعت أن تتعرف على وجه "مالك" الذى كان يجلس بجانبها على ذلك الفراش ممسكا بيدها ، وما إن فتحت عينيها حتى هتف براحة وسعادة يحاول أن يخفيها رادفا بهدوء :
_ حمدلله على سلامتك يا زينة
لوهلة لم تستوعب وجوده بجانبها لدرجة إنها ظنت نفسها تتخيل ولكن عندما أستمعت إلى صوته تأكدت إنها لا تحلم وأنه بالفعل يجلس بجانبها وهما بمفردهم فى تلك الغرفة ، شعرت "زينة" بالأستغراب من وجوده بجانبها حتى إنه لا يوجد معهم أحدا بالغرفة ، كيف حدث هذا!! وأين هم الجميع؟! ، صاحت "زينة" بلهفة عندما تذكرت ما حدث منذ قليل فى غرفة "ديانة" لتوجه حديثها نحو "مالك" رادفة بأستفسار :
_ أنت بتعمل أيه هنا!! وفين بابا وجواد؟! وأزاى سيبينك جمبى كده!!
ضم "مالك" يد "زينة" بين يديه مُحاولا تهدئتها وإشعارها بالراحة رادفا بهدوء ومحبة :
_ طب أهدى طيب وأنا هفهمك كل حاجه
سحبت "زينة" يدها من بين يدى "مالك" بمزيجا من الفزع والأنزعاج رادفة بلهفة وملامحها تصرخ بالزعر :
_ تفهمنى أيه!! حد فيهم حصله حاجه
لم ينزعج من تلك الطريقة التى جذبت بها يدها من بين يده وكأنه شيئا يولمها لأنه شعر بمدى حالة الفزع والزعر التى سيطرت عليها ، ليصيح "مالك" مُحاولا تطمئنتها وهو يُحاوط وجهها بين كفيه شاعرا بقلبه يمزق على حبيبته رادفا بهدوء :
_ أهدى يا زينة محدش حصله حاجه ، كل اللى حصل أنك أغمى عليكى بسبب الأنفعال اللى كنتى فيه وجبناكى هنا والدكتور كشف عليكى و...
سكت من تلقائه نفسه لانه لا يعرف كيف سيخبرها بهذا الأم المُخجل!! ولكنها كانت سريعة البديهة وأستطاعت أن تُدرك ما كان سيقوله "مالك" ، لتشعر برجفة سيطرت على أطرافها من مجرد التفكير فى هذا الأمر لتردف بفزع :
_ وأيه!! بابا عرف إنى حامل؟!
أغمض "مالك" عينيه بخذى شاعرا بالندم والحصرة على ما فعله بها وبنفسه وما أصلهما إليه بسبب تسرعه وغبائه الشديد ، رادفا بأسف :
_ أنا أسف يا زينة ، أنا اللى وصلتك لكده
لم تكترث لهذا الأسف والندم الذان كان واضحين فى نبرة صوته ، بل كل ما كان يُعيرها هو ردة فعل والدها عند معرفته بما حدث وماذا كانت صورتها أمامه!! هل ظن بها إنها فتاة عاهرة!! ، هل ظن إنها فعلت هذا الشيء بمحض إرادتها!! ماذا حدث له بعد أن سمع هذا الخبر ، صاحت "زينة" موجهة حديثها نحو "مالك" رادفة بلهفة وإستفسار :
_ وكانت أيه ردة فعله!! قال عليا مش كويسه صح؟!
هز لها "مالك" راسه بالنفى غير موافقا على ما قالته رافضا حتى جعلها تفكر أن والدها ظن بها شيء سئ ، صاح "مالك" موضحا لها الأمر رادفا بأسف :
_ لا يا زينة أنا قولتله الحقيقة وعرفته إنك ملكيش دعوه باللى حصل وإنى انا اللى غلطان وطلبت أيدك منه
أتسعت عينى "زينة" بصدمة مما تفوه به "مالك" غير مُستوعبه أن "مالك" بالفعل طلب يدها من والدها ، وما قلقها أكتر هو ردة فعل والدها على طلبها!! ، أيعقل أن يكون والدها قد وافق على طلبه بهذة السهولة؟! صاحت "زينة" مُضيفة بأستفسار :
_ وهو قال أيه؟!
تنهد "مالك" شاعر ببعد من الراحة لملاحظة القليل من الهدوء والطمئتينة التى سيطرت على "زينة" رادفا بتوضيح :
_ فى الأول مكنش موافق ، لكن بعد ما إياد ومامة ديانة أتدخلوا وافق وقالى أبقى جمبك لحد ما تفوقى
أومأت له "زينة" براسها مُحاولة إقناع نفسها بأن الأمر على ما يرام وأن والدها لم ينكسر كليا بسبب هذا الخبر وإنها ليست بالفتاة التى حنت ظهر والدها بعد كل تلك السنوات ، بينما شعر "مالك" بالحزن الشديد بسبب ملامح العبوس الذى يراها الأن على وجه "زينة" وما زاد من حزنه أنه هو من تسبب فى ذلك الأنكسار والضعف الذان يسيطران عليها ، ليضيف "مالك" شاعر بالخذى والندم رادفا بترجى :
_ سامحينى يا زينة ، سامحينى عشان أقدر أسامح نفسى
رمقته "زينة" بأعين منكسرة ووجها شاحب وكأنه تبدات من تلك الفتاة التى تعشق المرح وإبتسامتها لا تفارق وجهها إلى تلك الفتاة الضعيفة اليائسة المنكسرة ، وكل هذا بسبب ذلك الجرح الذى سببه له ويبدو أنه سيكون من الصعب أن يداوء بتلك السهولة ، عقبت "زينة" بضعف وخيبة أمل رادفة بعتاب :
_ اللى أنت عملته فيا يا مالك مش حاجه بسيطة أو هينه ، وعشان كده متستناش منى إنى أقدر أسامحك
أغمض "مالك" عينيه بحرج أمام ما تفوهت به "زينة" نعم هو أوصلهم لتلك المرحلة وهو أيضا من يجب عليه إصلاح الأمر وعليه أن لا يستسلم أبدا مهما فهلت أو مهما قالت ، فهذا حقا لها وهو عليه أن يتحمل نتيجة أخطائه ، صاح "مالك" بكثير من الأمر رادفا بإصرار :
_ بس أنا مش هيأس يا زينة
❈ - ❈ - ❈
بعد مرور يومين...
عاد "هاشم" إلى قصره بصحبة كلا من "ديانة" و"لبنى" و"زينة" ، بعد تن تعافت "زينة" و "ديانة" بشكلا كلى ، ولكن حتى الأن لا يستطيع أى من "هاشم" أو "زينة" التحدث إلى الأخر او حتى النظر إلى بعضهم ، فهو يشعر أنه هو السبب فيما حدث لأبنته أولا بسبب إهماله وإنشغاله عنها وعدم أعطائها الحنان الكافى ، وثانيا بسبب ما فعله ب "لبنى" وأن هذا هو عقابه على ما فعله بها ، بينما "زينة" كانت تشعر بالخجل والأستحياء من والدها بسبب ذلك الموقف الذى وضعته فيه وجعلته يوافق على زوجها من "مالك" كى لا تتشوه سمعتهم أمام الجميع ويصبح عرضهم علكة فى فم كل من كان
ما إن دلف الجميع إلى داخل القصر حتى أعتذرت "زينة" منهم وطلب أن يسمحوا لها بالمغادرة إلى غرفتها كى تنال قسطاً من الراحة لكونها مرهقة جدا ، وبالفعل وافقها الجميع مراعاة لظروفها النفسية والصحية ، فهى الأن لاتزال فى بداية حملها وهذا الضغط النفسى يمكن أن يسبب لها مشاكل صحية كثيرة لذلك الجميع مُتعاطف معها كثيرا
ما إن صعدت "زينة" إلى غرفتها حتى صاح "هاشم" مرحبا ب "ديانة" التى تدخل هذا البيت لأول مرة من ذلك اليوم المرير رادفا بترحاب :
_ حمدلله على سلامتك فى بيتك يا بنت الغالى
اجابتة "ديانة" بإبتسامة إمتنان وهى تشعر بكثير من الراحة داخل هذا البيت ، وكانها تعيش فى هذا البيت من ذمن طويل ، وما هى تلك الرائحة الطيبة التى تشتمها!! أهذه رائحة والدها محفورة فى جدران هذا البيت؟! فاقت "ديانة" من شرودها مُجيبة على "هاشم" رادفة بإبتسامة :
_ الله يسلمك يا عمى
بينما كانت "لبنى" فى عالم أخر غير هذا العالم ، عادت بالزمن لأكثر من خمسة وعشرون عاما ، عندما دلفت هذا البيت لأول مرة برفقة "شرف" ذلك الرجل الذى منها السعادة لاكثر من خمسة أعوام وتلك هى كانت المدة الذى قضياها معا فقط ، وبعد ذلك خرج كلاهما من هنا ولكن كلا منهما على مكان أخر ، وها هى تدخل هذا البيت مرة أخرى ولكن تلك المرة برفقة "هاشم" وليس "شرف" ، أغمضت عينيها مُتذكرة كل ذكرة لها فى هذا البيت ، كل لحظة سعادة مرة بها مرورا بذكرى زواجها هى و"شرف" وأيضا عندما اكتشفت إنها حامل بعد طول عناء ظل لأكثر من أربعة أعوام ، فاقت من شرودها على صوت "هاشم" الذى وجه إليها الحديث رادفا بإيتسامة هادئة :
_ نورتى بيتك من تانى يا لبنى
رمقته "لبنى" بنظرات شكر على هذا الترحاب وإنسابه لها بأنها من أصحاب هذا البيت رادفة بإمتنان :
_ منور بأهله يا هاشم
صاح "هاشم" موجها حديثه نحو كلا من "ديانة" و"لبنى" طالبا منها أن يأتيا معه رادفا بهدوء :
_ ممكن تيجوا معايا المكتب!! ، عايز أوريكوا حاجه مهمة
ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها بأستغراب مُضيفة بأستفسار :
_ حاجه أيه يا هاشم؟!
هز لها "هاشم" رأسه بالإيجاد رادفة بإصرار :
_ تعالوا معايا بس وأنتوا هتعرفوا كل حاجه
وافق كلاهما على طلب "هاشم" وأتبعاه نحو غرفة مكتبة ، أشار لهم "هاشم" بالجلوس أمامه على المكتب وعندما كانتا تجلسان ، كان "هاشم" يفتح إحدى الأدراج أمامه مخرجها منها تلك الملفات الورقية ووضعها أمامهما
نظر كلا من "ديانة" و"لبنى" فى تلك الأوراق الذى من الوضح عليها من عناوينها إنها أوراق تخص المُبيعات والتنازلات الخاصة ببعض الأملاك ، نظرت كلا منها إلى الأخرى ثم حولت "ديانة" نظرها نحو "هاشم" رادفة بأستفسار :
_ أيه ده يا عمى؟!
زفر "هاشم" بقليل من الراحه شاعرا أنه هكذا يٌكفر عن جزءً بسيط من ذنبه مع تلك الفتاة ووالدتها ، صاح "هاشم" مُجيبا على سؤال أبنة أخيه رادفا بتوضيح :
_ ده تنازل منى ليكى عن نصيبى فى ورثى من شرف أخويا ، وفى تنازل زيه بالظبط ماجدة قررت تعمله أول ما تنزل مصر إن شاء الله ، وبما إنك كسرتى سن ٢١ سنة يبقى أنتى كده تقدرى تتصرفى فى كل أملاكك بدون واصى وحسب الشرع والدتك ليها نصيب فى ورث بباكى والباقى كله هيبقى من حقك لوحدك ، وبما إنك إدارة أعمال فهتبقى عارفه كويس أوى أزاى تديرى شغلك وفى الشركة هتعرفى باقى كل حاجه وتقدرى تنزلى الشركة من بكرة لو تحبى
نظرت "ديانة" نحو "هاشم" لكثير من الأمتنان والشكر على ما يُحاول أن يفعله كى بُعوضهم على ما حدث لهم بالرغم من أنه لم يكن هو الشخص الذى تسبب فى ظلمهم ولكنه يُحاول أن يفعل أقصى ما بوسعه ، عقبت "ديانة" بأبتسامة شكر قائلة :
_ أنا مش عارفه اقول لحضرتك أيه يا عمى على كل ده!! بجد شكرا
هز لها "هاشم" رأسه بالرفض على ما تقوله مُعبرا عن مدى إمتنانه على مسامحتهم إياه رادفا بحنان :
_ لا يا بنتى ، أنا اللى شكرا إنك سامحتينى وأدتينى فرصه أكفر بيها عن ذنبى فى حقك وحق لبنى ، شكرا إنكم سامحتونى
تدخلت "لبنى" مُحاولة تخفيف الشعور بالذنب عن "هاشم" مُحاولة شكرة عن إعادة كلا منهما هى وأبنتها إلى بعضهما رادفة بإمتنان :
_ أحنا اللى شكرا يا هاشم إنك رجعتنا لبعض من تانى
أبتسم لها "هاشم" بسعادة وأعين لامعة لدرجة أن "لبنى" شعرت بالخجل من النظر فى عينيه التى لم تفهم نظراتهم ، بينما حول "هاشم" نظره نحو "ديانة" رادفا بأستفسار :
_ ها يا ديانة!! هتنزلى الشركه أمتى عشان يجهزولك مكتبك؟!
شعرت "ديانة" ببعض الأرتباك عندما سألها "هاشم" هذا السؤال وذلك بسبب علمها بوجود "جواد" فى تلك الشركة ولكن لحظة!! أين هو "جواد"؟! لما لم تراه منذ هذا اليوم الذى طلبت فيه الطلاق!! لماذا كل هذا السكون ، حمحت "ديانة" وهى توجه حديثها نحو عمها رادفة بتوتر واضح فى نبرتها :
_ بلاش دلوقتى يا عمى ، أنا محتاجه وقت وأوعدك أول ما اقرر أنزل هديك خبر
لاحظ "هاشم" هذا التوتر الواضح فى نبرتها وتلك الحركات المرتبكة التى صدرت منها لا إراديا ، عزم "هاشم" على أن لا يضغط عليها رادفا بهدوء :
_ اللى يريحك يا حبيبتى
تنهدت "ديانة" بقليل من الراحة ، ثم شعرت بحاجتها الشديدة إلى ذلك الشيء الذى لطالما تمنته منذ سنوات طويلة ، أبتلعت "ديانة" بحرج رادفة بأستأذان :
_ ممكن أطلب طلب؟!
أجابها "هاشم" على الفور رادفا بتأكيد :
_ أأمرى يا بنتى
نظرت له "ديانة" بأعين تصرخ فى رغبتها فى هذا الشيء وكأنها تترجى منه هذا الأمر رادفة بتمنى :
_ ممكن أشوف صورة لبابا؟!
ألتمعت أعين "هاشم" بالدموع مما تفوهت له أبنة أخيه الذى شعر وكأنه فارقة لتو لتتهاوى منه تلك الدمعة دون إرادته ، ليردف "هاشم" بإبتسامة منكسرة :
_ أكيد يا حبيبتى
❈ - ❈ - ❈
صاحت "منال" بلهفة مُعبرة عن فرط ساعدتها مما أستمعت إليه الأن من أبنها وأنه أخيرا يريد أن يتزوج ويكون أسرة له وسترى أحفادها ، لتعقب "منال" بفرحة وسرور رادفة بتأكيد :
_ بجد يا مالك!! بجد عايز تتجوز يا حبيبى؟!
وافقها "مالك" على ما تقول ولكنه يشعر أن فرحته منكسرة بسبب ما فعله ب "زينة" وأنه ليس لديه الحق أن يفرح وهى حزينة ومُحطمة بسببه ، ليردف مؤكدا على خديث والدته مُضيفا بإصرار :
_ أيوه يا ماما وياريت فى أسرع وقت
صاحت "منال" والفرحة لا تسعها سألة إياه عن تلك الفتاة التى جعلته يُغير وجة نظره عن الجواز ويسمح لنفسه بتكوين أسرة رادفة بأستفسار :
_ طب دى تبقى مين يا مالك؟!
كاد "مالك" أن يتحدث لتسبقه "ملك" التى صاحت كاشفة لهم عن أسم العروس المنتظرة رادفة بحماس :
_ زينة بنت عم ديانة يا ماما
رمقها "مالك" بطيف إنزعاج مُتاكدا إنها بالطبع علمت بهذا الأمر من "إياد" ، ليعقب "مالك" رادفا بتهكم :
_ هو العصفور بتاعك لحق يقولك!!
ضحكت "ملك" بشدة على التشبيه الذى شبه "مالك" ل "إياد" رادفة بمشاكسه وغرور مصطنع :
_ هو يقدر ميقولش!! طب دا أنا كنت نكدت عليه أسبوع بحاله
ضحك الجميع على مزاح "ملك" ومشاكستها التى لا تفشل مرة فى أن تضحكهم وتخرب عليهم أى موضوع جادى يتحدثون فيه ، ليعلق "محمود" رادفا بمدح وأعجاب من أختيار أبنه قائلا :
_ بصراحة البنت أدب وأخلاق وجمال مشاء الله عليها
صاحت "منال" مُعلنة عن ترحيبها هى الأخرى بطلب أبنها لتلك الفتاة رادفة بلهفة وحماس :
_ خلاص ، يبقى مالك يحددلنا معاد مع أبوها ونروح نطلبهالك منه
أومأ "مالك" بالمواففة على حديث والدته ، لتصيح "ملك" بمشاكسة موجهة حديثها نحو "مالك" وهى تتقدم نحوه عازمة على مُعانقة ولكن بطريقة مُضحكة ويبدو عليها الكثير من السعادة والفرحة رادفة بمرح :
_ لا دا أحنا نقولك مبروك يا برو بقى!!
بادلها "مالك" العناق ضاحكا على خفة دمها ومرحها ضاربا إياها على مؤخرة رأسها ، مُعقبا بضحك :
_ عقبال ما نخلص منك أنت كمان يا صاحبى ، والله الواد إياد ده صعبان عليا ، مش عارف هيتجوز راجل زيه يعمل بيه أيه!!
فرقت "ملك" العناق وأمتعضت ملامحها بكثير من الأنزعاج الطفولى رادفة بحدة وغضب :
_ قصدك يعنى إن أنا راجل يا مالك؟!
ضحك الجميع على إنزعاج "ملك" الطفولى وغضبها ، ليزيد "مالك" من إنزعاجها رادفا بسخرية :
_ ده على أساس إنك أتفاجئتى يعنى!!
لاكذته "ملك" فى صدرة بكثير من الغضب والأنزعاج رادفة بحدة وضيق :
_ طب أنا مش متكلمه معاك تانى يا مالك ، وورينى بقى مين هيجى معاك وأنت رايح تخطب ، هاا
تركته "ملك" ورحلت وهى تشعر بكثير من الفضب والإنزعاج ، ليلحقها "مالك" الذى أنفجر من الضحك على إنزعاجها رادفا بضحك :
_ أستنى يلا هقولك حاجه
↚
ذهبت "ديانة" إلى المشفى كى تطمئن على طفلها الذى لايزال بتلك العناية الخاصة بالأطفال الرضع التى تمت والدهم مبكرا ، هى بالفعل تاتى للإطمئنان عليه كل يوم مُنتظرة ذلك اليوم التى ستحمله فيه بين ذراعها ضاممة إياه إلى صدرها
ما إن وقعت أعين "ديانة" على مكان طفلها حتى صُدمت مما رأته ، هل هذا هو "جواد"!! هى بالفعل لم تراه منذ أخر مرة طلبت منه الطلاق بها ، لماذا يبدوا حزينا ومكسور!! لماذا أصبحت لحيته كبيرة إلى هذا الحد!! ، كيف يمكن لذلك الشخص القاسى والمغرور أن يبدو منكسرا بتلك الطريقة؟!
حاولت "ديانة" أن تقترب منه ولكن دون أن يراها لكى تسمع ما يتفوه به إلى طفلهم ، وبالفعل أقتربت "ديانة" منه لتزداد صدمتها عندما تستمع إلى صوت بكاء "جواد" موجها حديثه نحو طفله رادفا بنحب :
_ شوف أنا مريت بأيه!! شوفت أنا كنت خايف أخلف ليه!! شوفت ليه أنا معرفتش أفرح أول ما سمعت إنك ولد وإنى هبقى أب!! هناء كسرت فيا كل حاجه حتى إحساسى بإنى أكون أب وقدوة لولادى ، كنت خايف أخليك تطلع زيى ، كنت خايف أأسئ عليك وأربى جواك الخوف والرعب اللى هى ربتهم جوايا ، كنت خايف أطلعك إنسان مريض وجبان ومعندكش ثقة فى نفسك زى أبوك
شهق "جواد" بصعوبة من وسط بكائها مُستنشقا بعض الهواء ليُكمل حديثه رادفا بنحيب :
_ بس أنا مردش بكده ، كنت عايز أربيك صح ، كنت عايز أديك كل حاجه أنا أتحرمت منها ، كنت عايز أخليك أحسن إنسان فى الدنيا ، عشان كده كان لازم أعمل الخطوة دى ، روحت لدكتور نفسى عشان يعلمنى أزاى أبقى إنسان بجد وأكون ليك أب بجد ، كنت عارف إنى شخص مريض وعديم الثقة بنفسى بس كنت برفض أتقبل الموضوع ده لحد ما عرفت إن هيبقى عندى أبن ، وقتها بس قررت إنى لازم أتعالج عشانك وعشان ديانة
شهقت "ديانة" بصدمة بمجرد أن أستمعت لذكر أسمها على لسان "جواد" ولكنها سريعا ما وضعت يدها فوق فمها كى لا يستمع إليها ، بينما "جواد" لم يستمع إليها وأكمل حديثه موجها إياه نحو طفله رادفا بصدق :
_ أيوه عشان ديانة لانى حبتها بجد ، عارف إنى جيت عليها ووجعتها وظلمتها ، بس كل ده كان غصب عنى ، مش أنا اللى كنت بعمل فيها كده ، الشخص المريض والضعيف اللى جوايا هو اللى عمل كده ، الوحش اللى ربته هناء جوايا هو اللى خلانى أخسر البنت الوحيدة اللى حبتها بجد وحسيت إنى إنسان بجد معاها
نفسى تسامحنى ، نفسى تنسى اللى فات وتدينى فرصه تانية وتسبنى أعوضها عن كل اللى عملته ، خايف أطلب منها ابطلب ده تفكر إنى مستهون باللى عملته فيها وتفكر إنى إنسان أنانى وطماع ، أيوه أنا طماع ، طمعان فى وجودها جمبى ، طمعان فى إحساس الراحه اللى بحسه وأنا معاها ، طمعان إنى أبص فى عسونها الحادة وأشوف فيهم القوة اللى عمرى ما شوفتها فى عينى ، طمعان تدينى الحنان اللى عشت عمرى كله محروم منه ، أنا بحب ديانة أوى ومش عايز أخسرها
قال "جواد" تلك الجملة الأخيرة بنحيب وبكاء مماثل لبكاء الأطفال ، بينما "ديانة" لم تسطيع السيطرة على دموعها للتهاوى دون توقف بالإضافة إلى أنينها التى تحاول أن تكتمه ، ليلفت إنباهها "جواد" الذى رفع يده إلى وجهه ماسحا تلك الدموع من على وجهه مُكملا حديثه رادفا بإصرار :
_ ديانة هترجعلى وهتسامحنى يا نور ، أيوه هسميك نور ، أنت النور اللى هينور حياتنا أنا وديانة وهيخلينا نرجه لبعض من تانى ، أنت اللى هتخرجنا من الظلمة لنور ، أنت النور اللى هيحط نهايه لكل ظلمات حصونى
أغمضت "ديانة" عينيها بكثير من الألم والحسرة وسريعا ما خرجت من الغرفة بل من المشفى بأكملها مُتمنية إنها لم تاتى هذا اليوم ولم تستمع لحديث "جواد" ، الذى زرع بداخلها ذلك التشتت والحيرة ، ولكنها إلى الأن لا تستطيع أن تسامحه ، فهى لم تسطيع أن تخرج من ظلمات حصونه
❈-❈-❈
صاحت "ديانة" بكثيرا من السعادة والحماس مُحاولة إخراج "زينة" من تلك الحالة التى تمر بها منذ أن خرجت من المشفى وعلمت بأن والدها قد علم بخبر حملها وما حدث بينها وبين "مالك" ، لتعقب "ديانة" بتهنئة :
_ ألف مليون مبروك يا زينة مالك كلم ماما وبابا وهيجوا يقابلوا عمو هاشم يوم الخميس إن شاء الله
هزت لها "زينة" رأسها بالموافقة ولم يظهر عليها أية حماس أو سعادة ، حتى هذا الحزن والإنكسار الواضحان عليها لم يتغيران أبدا ، مُضيفة بإبستسامة مُقتضبة :
_ الله يبارك فيكى يا ديانة
لاحظت "ديانة" ذلك الحزن والإنكسار الواضحان فى أعين "زينة" ، وكيف لها أن لا تحزن وهى فى هذا الوضع!! من الصعب جدا أن تُسلب الفتاة عرضها وشرفها حتى ولو كان من سلبهم هو حبيبها ولكن ليس بتلك للطريقة التى فغلها "مالك" ، لا تعلم كيف توسيها؟! ولكنها يجب أن تهون عليها حتى لا يزداد إنكسارها ، تنهدت "ديانة" مُضيفة بحب وهدوء :
_ أنا عارفة إن فرحتك مش كاملة وعارفه إنك حاسه نفسك ناقصه حاجه مهمة أوى ، بس صدقينى الحمدلله إنها جت على قد كده ، ماما قالتى إن هناء هى اللى خططت للى حصل فى بيت إياد وإنها هى اللى بعتت ناس تخدرك وتخدر إياد وخلتهم يبعتوا رساله لمالك عشان يشوفك فى المنظر ده ، وفعلا ده اللى حصل وأنتى عارفه ، بس فى حاجه مهمه جدا محدش يعرفها
ضيقت "زينة" ما بين حاجبيها وأعتلت ملامح التعجب وجهها الذابل مُعقبة بأستفسار :
_ حاجة أيه؟!
قصت لها "ديانة" ما حدث غى ذلك اليوم التى رأها فيه "مالك" فى شقة "إياد" رادفة بتوضيح :
_ فى نفس اليوم ده حد بعت رساله لجواد وقاله إنك فى شقة إياد وبتعملوا حاجه مع بعض ، بس الرساله وقعت فى إيدى أنا وكلمت إياد وعرفت أنه فى الشركه وحسيت إن ده حد بيحاول يوقع بين جواد وإياد ، عشان كده مسحت الرساله ، عارفة بقى لو كان جواد جيه شقة إياد وشافكوا فى المنظر ده كان أيه اللى حصل!!
أجابتها "زينة" بملامح مصدومة مما كانت "هناء" تدبر لحدوثه فى هذا ، لتردف "زينة" بكثير من الخوف مما كان سيحدث قائلة :
_ كان قتلنا أحنا الأتنين من غير تفكير
هزت لها "ديانة" رأسها بتأكيد على حديثها رادفة بإمتنان :
_ شوفتى!! ، عشان كده بقولك الحمدلله إنها جت على قد كده وصدقينى مالك طيب جدا وحنين ، أنا لحد دلوقتى مش قادرة أعرف هو عمل كده ليه؟!
تذكرت "زينة" حديثها مع "مالك" قبل ولادة "ديانة" عندما أخبرها سبب فعلته تلك ، لتنظر "زينة" فى أعيُن "ديانة" يتعمق رادفة بإنكسار :
_ أنا هقولك هو عمل كده ليه!!
قصت "زينة" على "ديانة" كل ما حدث ذلك اليوم وكل ما دار بينها وبين "مالك" ، مرورا بتلك الساقطة التى كان يحبها "مالك" وعن خيانتها له ، وأيضا أخبرتها عن الأتفاق الذى دار بينهم وشرطها التى شرطته عليه كى توافق على هذا الزواج :
_ عشان كده مالك فضل سنه بعيد عننا ورافض أنه يرجع البيت وده يفسر اللى عمله معاكى
أومأت لها "زينة" بالموافقة على حديثها مُعلنة عن أن هذا هو السبب الوحيد الذى جعلها توافق على حدوث هذا الزواج الذى لن يدوم كثيرا ، لتضيف بتوضيح :
_ لولا أنه عرفنى بالموضوع ده أنا عمرى ما كنت هقبل أتجوزه أبدا
أغمضت "ديانة" أعينها بكثير من الأسئ والحزن على كلا من "مالك" و "زينة" التى نجحت "هناء" فى تحطيم علاقتهم مُستغلة ما حدث ل "مالك" على يد حبيبته ، لتعقب "ديانة" رادفة بأستفسار :
_ طب وأنتى فعلا هتبعدى عنه بعد الجواز بمدة زى ما قولتيله ولا بتحاولى تربيه شويه؟!
هزت "زينة" رأسها بالنفى غير موافقة على حديث "ديانة" عن كونها تلقنه درسا ، بل هى بالفعل تعى ما قالته ، هى تريد الأنفصال على الرغم من إنها تحبه وبشدة ولكنه حطم شيء بداخله من الصعب أن يعود كما كان ، لتضيف "زينة" بنهى رادفة بتفسير :
_ لا يا ديانة ، أنا مش هقدر أعيش معاه بعد الجرح الكبير اللى سببهولى ، أنا كل أما أفتكر اللى حصل اليوم ده قلبى بيوجعنى وبحس إنى عايشه الموقف حاليا ، كرامتى بتوجعنى من الطريقة اللى أهانى بيها وهو بيعمل كده
وكأنها ضغطت على ذلك الجرح التى كانت تُحاول أن تتنساه ، تذكرت "ديانة" كل ما مرت به على يد "جواد" منذ أن بدأ فى إهانتها وسبها مرورا بتلك الطريقة التى أخذ بها عذريتها ، ومرتها الأولة معه وكم شعرت بالذل والأهانة فى هذا اليوم وكيف أرغمها على أن تتوسل له كى يُعاشرها فهذا اليوم بالنسبة لها أبشع من الأغتصاب ، وعلى ذكر كلمة الأغتصاب نعم هو أغتصبها ، تلك المرة التى أغتصابها فيها عندما عاد من السفر وأنقض عليها كالوحش المُتعطش لدم فريسته مما تسبب لها بنزيف فى هذا اليوم ، نهاية بتلك المرة التى أغتصابها فيها وهو فى هذا اليوم ولم يكترث لحملها ، نعم هو مُغيب عن الوعى بسبب تلك الثمالة التى كان عليها ولكن هذا ليس مبررا لما فعله!! ، أغمضت "ديانة" زرقاوتيها متذكرة بعض الكلمات التى تفوه بها فى تلك الليلة
❈-❈-❈
_ بقيت..بقيت بضعف قدامك ، بقيت بحاول أبعد نفسى عنك على قد ما أقدر ، بقيت بنام فى اوضة تانية بعد ما أرجع أخر الليل بعد ما أتأكد انك نمتى وأخرج الصبح بدرى قبل ما تصحى ، كنت بخاف إنى اقابلك او عينى تيجى فى عينك ، كنت بترعب إنى أضعف قدامك او أعمل حاجه أحاول أثبت بيها لنفسى إنى مش ضعيف أقوم أأذيكى
توقف عن البكاء وقد أحتدت نظرة عينية وبرزت عروقه من شدة الغضب رادفا بأسنان مُلتحمة :
_ لحد ما عرفت أنها عايزه تقتلك أنتى واللى فى بطنك وروحتلها ولأول مرة أحس إنى مش ضعيف قدمها ، لأول مرة أمنعها أنها تمد إيدها عليا ، لأول مرة أزعق فى وشها وأزقها بعيد عنى ، لأول مرة أحس إنى راجل بجد
ضعفت نبرته مرة أخرى وترقرقت الدموع بعينيه مرة أخرى وقد قارب على الدخول بنوبة بكاء أخرى رادفا :
_ كل ده حصل بسببك لانى خفت عليكى ، انا مش عايز أقتلك يا ديانة انتى مصدر قوتى ، ياريتك ما كنتى بنت لبنى كان زمان كل حاجه أتغيرت ، متسبنيش يا ديانة أرجوكى أنا ضعيف من غيرك
تأثرت "ديانة" بما قاله "جواد" وما مر به بمرحلة طفولته وما فعلته به تلك المرأة القاسية ولكنها لم تستطيع أن تغفر له ما فعله بها فهذا القدر من الإيذاء الذى ألحقه بها لا يُغتفر مهما كان به ، هى ليس لها ذنب بكل هذا ، لهذا قررت أن لا تتفوه بشيء ظنًا منها أنه سيرحل ليُفاجئها بقبلة لم تكن تتوقعها منه خصيصا وهو بتلك الحاله ، لتُحاول الأبتعاد عنه دافعة إياه بصدره مما أبعده عنها قليلا
نهضت "ديالا" سريعا مُحاولة الفرار منه بعد أن أدركت ما يُحاول فعله ، ولكنه سريعا ما نهض وأمسك بها لاصقا جسدها بالحائط خلفها ، لتصبح مُحاصرة بين يديه ، ليقترب منها ورائحة الخمر تفوح من فمه مما أثار غثيانها رادفا بثمالة وثقل لسان :
_ سبينى أعمل اللى انا عايزة بمزاجى وأتبسط وأبسطك أحسن ما أعمله بمزاجى بردو بس أنتى مش هتتبسطى وومكن تتأذى كمان ، الأختيار ليكى!!
أمتعضت ملامح "ديانة" بكثير من التقزز والأشمئزاز من ثمالته وقد أوشكت على التقيؤ من رائحة فمه ، ليفاجأها "جواد" بألتقاطه لشفاهها بقبلة ناعمة مليئة بالرغبة والشغف ولكن "ديانة" لم يُعجبها الأمر إضافة إلى رائحته التى لا تستطيع أن تتحملها ، ليجذبها "جواد" ناحية الفراش مُجردا إياها من ملابسها
شعرت "ديانة" بالكثير من الغضب لترفع قدمها مُحاولة أن تركله برجولته ليرفع "جواد" ساقه مُتفاديا ضربتها تلك لتغضب "ديانة" أكثر ، ليدفعها "جواد" على الفراش وقد جردها من منامتها وألقى بجسده عليها ولكن بحذر ليهمس بأذنها رادفا بتحذير :
_ قولتلك متضطرنيش إنى أأذيكى ، سيبى نفسك يا ديانة ومش هتندمى
❈-❈-❈
_ ديانة!! ديانة روحتى فين؟!
فاقت "ديانة" من شرودها على صوت "زينة" التى كانت تناديها وعندما لم تستجيب مدت يدها كى تُنبهها ، لتنتبه "ديانة" إلى "زينة" رادفة بتوهان :
_ هاا بتقولى أيه يا زينة؟!
سالتها "زينة" بملامح متعجبة رادفة بإستفسار :
_ أنتى اللى سرحتى فى أيه كده!!
أبتسمت لها "ديانة" بإقتضاب رادفة بكثير من الحزن :
_ مفيش أفتكرت حاجه وحشه بردو
تنهدت "زينة" بحزن مدركة من هو صاحب تلك الذكريات السيئة التى تذكرتها "ديانة" ولكنها أسطنعت الأستفسار رادفة بحزن :
_ مع جواد!!
اومات لها "ديانة" بالموافقة على ما قالته ، لتحاول "زينة" أن تصلح العلاقة بينهم وتخبرها كم أن "جواد" شخص طيب وجيد لولا ما فعلته تىك المرأة التى تُدعى "هناء" ، لتعقب "زينة" موجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة بتوضيح :
_ جواد مش وحش زى ما أنتى فاهمة يا ديانة ، جواد هو كمان أتظلم و...
قاطعتها "ديانة" مُحاولة إقافها عن التحدث فى هذا الأمر لانها لا تعلم كل ما فعله "جواد" بها ، لتزحرها "ديانة" رادفة بنهى :
_ زينة أرجوكى بلاش نتكلم فى المو....
قاطعها صوت جرس الباب معلنا عن مجى أحد ، ظنت "ديانة" أنه "جواد" وعزمت على أن تصعد إلى غرفتها كى لا تتلاقى به وخصوصا بعد ما رأته مع طفلهما فى المشفى ، كادت "ديانة" أن تنهض ولكن منها صوت "حسنة" الذى صدع فى المنزل بأكمله مما جعل "زينة" تقظ من مكتنها بعد أن سمعت ما تفوهت به "حسنة :
_ ست ماجدة يا ما أنت كريم يارب حمدلله على سلامتك يا ست الكل "زغروطه"
بأدلتها "ماجدة" العناق وعلى وجهها إبتسامة إمتنان لهذا الحب والفرح التى رأتنم فى عينها رادفة بحب :
_ الله يسلمك يا حسنة أومال فين ....
_ عمته ماجدة!!
قاطعها صوت "زينة" التى صاحت بكثير من اللهفة والحماس وهى تركض نحوها غير مُنبها لمن تحمله داخل رحمها ، فتلك الفرحة أنساتها من تكون حتى ، صاحت "زينة" بكثير من السعادة وهى تدلف داخل صدر "ماجدة" بأعين مُلتمعة بسبب كثرة الدموع بها رادفة بسعادة ولهفة :
_ عمته ماجدة إنتى بجد واقفة على رجليكى وبتتكلمى!! أنا مش قادرة أصدق عنيا
بادلتها "ماجدة" العناق وظلت تضمها إلى صدرها بكثير من الحب والإشتياق رادفة بتأثر :
_ لا صدقى يا قلب ماجدة ، أنا واقفة قدامك أهو ، وحشتنى أوى يا زينة
تشبثت بها "زبنة" كثيرا وكأنها تخشى الخروج من ذلك العناق رادفة بكثير من الأشتياق :
_ وأنتى كمان يا عمته وحشتينى أوى
صاح "عامر" مُحاولا إخراجهم من ذلك الحزن والبكاء الذى كاد أن ينفجران به هما الأثنان ، ليعقب بإشتياق :
_ أزيك يا زينة يا حبيبتى عامله أيه!!
خرجت "زينة" من عناق "ماجدة" وأتجهت نحو "عامر" مُحتضنة إياه رادفة بحب وتقدير :
_ الحمدلله يا أنكل عامر ، حضرتك عامل أيه!!
أجابها "عامر" بإبتسامة حب رادفا بإمتنان :
_ الحمدلله يا حبيبة قلبى
تفحصت "زينة" المكان بعد أن خرجت من عناق "عامر" رادفة بتعجب وإستفسار :
_ أومال فين أسما!! مجبتوهاش معاكوا ليه؟!
أجابها "عامر" مُعقبا بتوضيح :
_ أسما مقدرتش تيجى عشان عندها فاينال ، هتخلصوا وتيجى على طول
أومأت له "زينة" بالموافقة رادفة بتمنى وإبتسامة حب :
_ ربنا معاها يارب
ألتفتت "زينة" إلى "ماجدة" مرة أخرى مبتسمة بحماس رادفة بلهفة :
_ تعالى معايا ، فى حد هنا لازم تشوفيه
أخذتها "زينة" وتوجهت ناحية "ديانة" التى نهضت من مكانها بمجرد أن رأتهم مُتجهين نحوها ، بينما كان "ماجدة" تُحاول أن تعلم من ذلك الشخص الذى يجب أن تراه وبمجرد أن وقعت عينها على "ديانة" حتى شعرت إنها ترى شقيقها "شرف" صوب عينيها ، كم إنها تشبه والديها كثيرا!! ، ولكنها تنتمى أكثر إلى والدها ، رسمة العين الجميلة والمميزة ، ذلك الأنف الرفيع الصغير ، بالإضافة إلى تلك الشفاة البارزة الوردية ، حتى إنها لم تترك نعومة شعره البنى الأمع!!
شعرت "ماجدة" أن ضربات قلبها قد أزدادت من كثرة سعادتها بالأضافة إلى لامعة تلك الدموع فى عينيها ، بينما كانت "ديانة" لا تستطيع أن تُقاوم تلك الدموع التى تهاوت من ذرقاوتيها بمجرد أن أدركت أن تلك المرأة هى عمتها ، كسرت "ماجدة" ذلك الصمت الذى ساد المكان لبضعة ثوان رادفة بلهفة وأشتياق وهى تفتح زرعيها موجهة حديثها نحو "ديانة" :
_ تعالى فى حضنى يا بنت شرف
شهقت "ديانة" بسبب بكائها الذى أزداد رغما عنها وأسرعت فى التوجه نحو "ماجدة" مُلقية بنفسها داخل صدرها بكثير من الشوق واللهفة وكأنها تُحاول أن تجد حنان وعاطفة والدها التى حرمت منه فى أشقائه ، لتربط "ماجدة" على ظهرها بينما دموعها قد تهاوت من زرقاوتيها رادفة بحب وإشتياق :
_ اه يا بنت الغالى ، ياما كان نفسى أضمك لصدرى وأشبع منك وأنا بشوف فيكى أخويا اللى أتحرمت منه ، كان نفسى أعوضك عن كل حاجه حصلتلك بسبب حاجه لا إنتى ولا أمك ليكوا ذنب فيها ، حقك عليا يا بنتى
شدت "ديانة" من عناقها لعمتها رافضة على ما تقوله وإلقاء الذنب على نفسها رغم إنها لم يكن لها حول ولا قوة ، لتعقب "ديانة" رادفة بنهى :
_ متقوليش كده يا عمته أنا عارفه إنك مكنش بإيدك حاجه تعمليها بسبب اللى حصلك ، أنتى كمان أتظلمتى يا عمته زيك زينا بالظبط ويمكن أكتر
أبتسمت لها "ماجدة" بحب وجنان وهى تربط على رأسها رادفة بإمتنان :
_ أهم حاجه إنى ربنا طول فى عمرى لحد ما أشوفك يا حبيبة قلبى وأضمك لصدرى ، كنت خايفه أموت قبل ما أشوفك وأطمن عليكى
خرجت "ديانة" من عناقها بسرعة ونظرت فى عينيها رادفة بلهفة :
_ بعد الشر عنك يا حبيبتى
تدخلت "زينة" مُحاولة تغير تلك الأجواء الحزينة وكأنها نست حزنها وكسرتها ، صاحت "زينة" بسعادة موجهة حديثها نحو "ماجدة" رادفة بمرح :
_ تموتى أيه بس جوجو دا أنتى عشتى لحد ما شوفتى ديانة وأبن ديانة وجواد كمان
فتحت "ماجدة" عينيها بصدمة ولم تكن تعرف هل تفرح لهذا الخبر السعيد أم تحزن ، نعم فهى سعيدة لوجود هذا الطفل الذى ربط بين "جواد" و "ديانة" وأنها سترى أحفاد كلا من أشقائها ، إلا إنها حزينة جدا لانها تعلم كيف كان الطريقة التى تواجد بها ذلك الطفل ، فهى تعلم أن هذا الطفل بالطبع جاء عن طريق جرح كبير وضع فى قلب "ديانة" من تلك الطريقة التى أستعملها "جواد" فى وجوده برحمها ، قطع تفكير "ماجدة" زوجها "عامر" الذى صاح موجها حديثه نحو "ديانة" رادفا بتهنئة :
_ ألف مبروك يا بنتى ، يتربى فى عزكوا يارب
بادلته "ديانة" هذا العناق ولكن بحرج شديد لانها لم تعلم من يكون هذا الشخص وما هى صلة قربتها معه ، ليضيف "عامر" بتوضيح بعد أن كسر العناق رادفا بمحبة :
_ طبعا أنتى مكسوفه عشان مش عرفانى ، أنا عمك عامر أبن عم أبوكى وجوز عمتك ماجدة
أبتسمت له "ديانة" بكثيرا من السعادة والفرح ، وأخيرا أصبح لديها عائلة حقيقة وليس جماعة من الناس الطيون الذين عطفوا عليها وربوها كما ربوا أبنائهم ، نعم هى لم تنسى فضل تلك الأسرة عليها وسيظلون عائلتها إلى تفارق روحها ذلك الجسد ، ولكن شعور تواجدك وسط عائلتك الحقيقية يكون له مذاق أخر ، بينما حاولت "ماجدة" أن تتنسى ذلك الحزن وتستسلم لتلك السعادة بهذا الحفيد الجديد ، لتتردف "ماجدة" موجهة حديثها نحو "ديانة" :
_ ألف مبروك يا حبيبة قلبى يتربى فى عزكوا يارب ، أومال فين جواد و...
قطع سؤالها صوت شقيقها "هاشم" الذى كان يتوجه نحوها رادفا باستفسار :
_ طب أسالى على اللى كان هيموت ويشوفك وقفه على رجلك كده الأول يا بنت أبويا
حولت "ماجدة" نظرها لذلك الصوت التى بالطبع تعرفه جيدا لتجده يتقدم نحوها بأعين لامعة ، ركضت "ماجدة" مُلقية بنفسها داخل صدر "هاشم" وتُعانقه بكثيرا من الشوق واللهفة رادفة ببكاء :
_ وحشتنى أوى يا هاشم
شد "هاشم" على عناقها بشوق ولهفة مماثلة لها مُضيفا بكثير من التأثر رادفا بحب :
_ وأنتى كمان وحشتينى أوى يا قلب هاشم ، يما كان وحشنى أوى الحضن ده يا حته من قلبى
قالها "هاشم" ولم يستطيع من تلك الدموع التى ترقرقت فى مقلاتيه من شدة تأثرة برؤية شيقته التى ظن إنها ستلازم ذلك الكرس اللعين طوال حياته ، تقف الأن أمامه على قدميها وتعانقه أيضا ، حاول "عامر" أن ينهى تلك اللحظات الحزينه مُستبدلا إياها بأخرة مارحة ، ليعقف "عامر" موجها حديثه نحو الجميع رادفا بحزن مُصطنع :
_ طب يا جماعه أستأذن أنا بقى وأسيبكم فى الجو الأسرى ده مع بعض واضح كده إنى موحشتش حد
خرج "هاشم" من عناق شقيقته متوجها نحو "عامر" مُضيفا بكثير من الحب والأمتنان :
_ ودى بردو تيجى يا أبن عمى دا أنت الغالى على قلبى وشايل أغلى ما ليا
عانقه "هاشم" بمحبة وإشتياق رادفا بصدق :
_ حمدلله على سلامتك يا حبيبى
بادله "عامر" العناق رادفا بمحبة مماثلة :
_ الله يسلمك يا كبيرنا
كان الجميع ينظر إلى "هاشم" و "عامر" ولم ينتبه أحد ل "لبنى" التى جأت كى ترحب بعودة "ماجدة" وتهنئها لشفائها ، مدت "لبنى" يدها نحو كتف "ماجدة" وربطت عليه بحب وإشتياق رادفة بصدق :
_ حمدلله على سلامتك يا ماجدة
صُعقت "ماجدة" من هذا الصوت التى أستمعت له ، نعم فهذا الصوت يبدو مألوف جدا بالنسبة لها فهذا الصوت ليس ل "هناء" بل هذا الصوت ل ... ، أيعقل!! أيمكن أن يكون هذا الصوت ل "لبنى"!!
إلتفتت "ماجدة" بدهشة وما إن وقعت عينيها على "لبنى" حتى أتسعت عينيها بصدمة ، لا تعلم إذا كان ما تراه أمامها حقيقى أم إنها حان الأن وقت خروج روحها ولهذا السبب هى ترى الموتا أمامها!! ولكن لحظة واحدة هى لتوا لمستها وشعرت بحرارة جسدها!! ، هل يمكن أن تكون "لبنى" على قيد الحياة؟!
حولت "ماجدة" نظراتها المُصعقة نحو "هاشم" وكأنها تسأله أهذا الشيء الذى تراه حقيقيا ، ليؤمأ لها "هاشم" بالموافقة مؤكدا ما يدور برأسها رادفا بصدق :
_ مقدرتش أموتها يا ماجدة ، حبستها طول العشرين سنه وعمرى ما قدرت إنى أموتها أبدا
أعادت "ماجدة" نظراتها نحو "لبنى" وأمتلئت عين كلاهما بالدموع وسريعا ما دلفت كلا منهما داخل صدر الأخرة مُعانقة إياها وأنفجر كلاهما بالبكاء والنحيب ، صاحت "لبنى" مُوجهة حديثها نحو "ماجدة" شاعرة بالأسئ على ما حدث لها رادفة بأسف :
_ أنا أسفة يا ماجدة ، أسفة على كل اللى حصلك بسببى وبسبب دخولى فى حياتك
صاحت "ماجدة" ناهية إياها عما تقول ورافضة إلقاء إياها بالذنب على نفسها رادفة بنهى :
_ لا يا لبنى أوعى تتأسفى ، أنتى كمان ملكيش ذنب فى كل اللى حصل ، أنتى كمان كنتى ضحية زيك زينا ، ضحية هوس هناء وحب الأمتلاك اللى عندها اللى أتحول لمرض ولعنة صابتنا كلنا ، لعنة محدش سلم منها أنا وأنتى وتهانى وشرف وهاشم وجواد وديانة و....
_ وأهى أخدت جزأها على كل اللى عملته
ألتفت الجميع إلى مصدر الصوت الذى تدخل فجاة مُقاطعا حديث "ماجدة" ، نعم هو "جواد" الذى أخذ يتقدم بخطوات سريعة مُتجها نحو "ماجدة" التى تشبثت فى رقبة وهى تعانقة بكثيرا من الأشتياق واللهفة رادفة بعاطفة :
_ أول مرة تحضنى من أكتر من عشرين سنة يا أبن هاشم
دفن "جواد" وجهه فى عناق "ماجدة" مُحاولا الوصول للقدر الكافى من تلك اللحظات الحنونه التى حرم منها لسنوات طوال ولم يكن يجد سوى عذاب وقسوة وجفاء ، صاح "جواد" مُحاولا عدم إظهار تأثرة رادفا بحب وإشتياق :
_ حمدلله على سلامتك يا حبيبتى
قالها "جواد" وهو يقبل رأسها بحنان مبتسما لها بإبتسامة لأول مرة تراها على وجهه ، لتصيح "ماجدة" بسعادة وسرور :
_ ياااه يا جواد ، أول مرة أشوف الضحكة مرسومة على وشك يا حبيبى
ربط "جواد" على ظهرها وهو ينظر نحو "ديانة" بكثير من نظرات العشق والأمتنان مُضيفا بثثة وحزم :
_ ومعدش هيدخل البيت ده غير الضحك والفرح بس يا عمتى
أبتسمت له "ماجدة" بحب وسعادة على نظرات الحب تلك التى تراها فى أعين "جواد" تجاه "ديانة" مُضيفة بتمنى ورجاء :
_ يارب يا حبيبى ، يارب
تذكرت "ماجدة" ما قاله "جواد" منذ قليل عن "هناء" وعن إنها نالت جزأها على ما فعلته ، لشعر "ماجدة" بالقلق ، وما زاد قلقها هو عدم وجود "هناء" لتصيح "ماجدة" رادفة بأستفسار :
_ أومال فين هناء؟؟
❈-❈-❈
_ إنت بتقول أيه يا هاشم!!
صاحت "لبنى" بتلك الجملة بعد أن أستمعت لهذا الطلب الذى طلبه منها "هاشم" مصدمة مما تفوه به ، بينما أجابها "هاشم" مؤكدا على طلبه دون تردد أو تفكير رادفا بإصرار :
_ بقولك إنى عايز أتجوزك يا لبنى ، أيه حاجه غريبة أوى كده؟!
صاحت به "لبنى" بكثير من الإنزعاج لعلمها أنه بهذه الطريقة يُحاول أن يُعضها عما بدر منه ، على الرغم من إنها تحمل له بعض المشاعر بداخلها ولكنها لا تريد أن تكون هذه هى الطريقة التى يريد أن يُضها بها من دون أن يكون حاملا لها أى من المشاعر بداخلة ، أردفت "لبنى" موجهة حديثها إلى "هاشم" الماثل أمامها قائلة :
_ أه يا هاشم غريبة ، غريبة عشان فاكر نفسك كده بتعوضنى عن السنين اللى فاتت بالطريقة دى ، غريبة عشان مصمم تحمل نفسك ذنب أنا سامحتك عليه و ..
قطع "هاشم" حديثها غير موافقا عما تقولها مُحاولا توضيح الأمر لها وإظهار ما يحمله بداخله لها من مشاعر رادفا بلهفة وإنفعال :
_ ومين قالك إنى بحاول أعوضك يا لبنى!! أنا بحاول أعوض نفسى أنا ، بحاول أقنع نفسى إنى رجعت إنسان تانى وإنى أقدر أكون جمبك إنتى وديانة وأرجع ألم عيلتى من جديد ، عيلتى اللى باظت وأدمرت بسبب هناء ، أبنى أتحول لمريض نفسى ومراته طالبة الطلاق ، بنتى أغتصبت وأتسرق منها شرفها بسبب لعبة وسخة أتعملت عليها ، ديانة كاره جواد وعايزه تبعد عنه وأكيد ده هيخليها تاخد أبنها بعيد عننا وده أكيد حقها ، أنتى هتبعدى عنى بعد ما خلاص مبقتش قادر أستغنى عنك
صُعقت "لبنى" من تلك الجملة الأخيرة التى تفوه بها "هاشم" فهى كان تظن أن ما قاله لها تلك المرة منذ سنوات طوال كان من أثر الكحول عليه وأنه كان يخطرف ، لم تكن تستوعب أن "هاشم" بالفعل يحمل لها بداخله تلك المشاعر ، بينما لاحظ "هاشم" صدمتها تلك ليضيف بتأكيد وإصرار رادفا بمشاعر صدقة :
_ أيوه يا لبنى مبقتش قادر أستغنى عنك ، مش عارف ليه مش عايزك تبعدى عنى!! حاسس إنك بقيتى جزء مهم جدا من حياتى ، حاسس إنى حبيتك غصب عنى يا لبنى
لم تستوعب "لبنى" ما يقوله "هاشم" من هول صدمتها لدرجه إنها ظنت إنه ليس بوعيه تلك المرة أيضا ، لتعقب بدهشة رادفة بإستفسار :
_ هاشم أنت..أنت فايق للى بتقوله ول...
قطع "حديثها "هاشم" الذى صاح طالبا منها الزواج وأن تكون معه رادفا بترجى :
_ أتجوزينى يا لبنى ، أتجوزينى وتعالى نعوض كل اللى راح من حياتنا ونرجع نلم ولادنا حولينا من تانى ، أتجوزينى عشان أحس إنى قدرت أكفر عن غلطتى فى حقك وفى حق نفسى وفى كل ولادنا ، أتجوزينى عشان أنا محتاجك جمبى ومحتاج أرجع ألم شمل العيلة دى من جديد
لم تستطيع "لبنى" أن تتفوه بكلمة واحدة وظلت تفكر فى طلب "هاشم" ولا تعرف هل توافق وتجمع معه شمل تلك العائلة من جديد ، أم ترفض خوفا من أن تندم على تلك الخطوة التى ستقبل عليها تلك ، شعرت "لبنى" بالحيرة الشديدة ، بينما لاحظ "هاشم" تلك الحيرة ليُحاول معها بطريقة أخرى مُتمنيا أن تنجح معها وتجلها توافق رادفا بتمنى :
_ ديانة طالبه الطلاق من جواد ، جواد بيحبها جدا ومش عايز يطلقها ، عايزك تساعدينى نرجعهم لبعض مرة تانيه حتى لو بأنك تخليها تقعد معانا هنا فى الفيلا وأحنا متجوزين ونحاول نصلح ما بينهم سوا
نظرت له "لبنى" فى عينيه بتفحص شديد وكأنها تُحاول أن تتفحص تلك المشاعر التى تندلع منهم ، بينما نظر "هاشم" إلى داخل عينيها بصدق وإحتياج رادفا بحب :
_ أرجوكى يا لبنى أنا محتاجك جمبى أوى
أومات له "لبنى" برأسها موعلنة عن موافقتها رادفة بإستسلام :
_ موافقة يا هاشم
أبتسم لها "هاشم" بكثير من السعادة والفرح مُلتقطا يدها مُقربا إياها نحو فمه طابعا عليه قبلة تعبر عما بداخله من حب وإمتنان لها متوعدا لها بداخله بكثير من السعادة والفرح
❈-❈-❈
_ ولا الضاااالين آآآمين ، صدق الله العظيم ، مبروك يا مالك يا أبنى
صاح بها "عامر" بعد أن أنتهوا جميعا من قرأة فاتحة "مالك" و "زينة" ، ليجيبه "مالك" بإبتسامة ودودة عازما على إلقاء ما يريد أن يصرح به رادفا بإمتنان :
_ الله يبارك فيك يا عامر بيه ، أنا بس كنت عايز أطلب من حضرتكم طلب حتى والدتى وولدتى ميعرفهوش
صاح بتلك الكلمات موجها حديثه للجميع ، لينتبه له الجميع وخاصة "جواد" الذى كان يتمنى لو يستطيع أن ينقض عليه ويذهق روحه فى تلك اللحظه ولكنه يخشى على قلب وسمعة شقيقته التى يعلم إنها تحب ذلك الملعون بعد أن شرح له "إياد" الأمر ، لتتدخل "لبنى" موجهة حديثها نحو "إياد" بدلا من "هاشم" الذى كان يبدو عليه تالحرج رادفة بإستفسار :
_ طلب أيه يا مالك يا حبيبى
أجابها "مالك" بأحترام ورسمية مُحاولا إظهار أنه صادق بكل ما فيه من ثبات رادفا بتوتر :
_ بصراحة أنا كنت عايز أطلب طلب من هاشم بيه وجواد بيه وأتمنى يوافقوا عليه ، أنا زى ما قولتلكم إنى بشتغل فى أكبر شركة سياحة فى مصر وبصراحة الشركة كلفتنى بسفرية برا مصر ممكن توصل لشهر بحاله وأنا بصراحه كنت عايز أستغل السفرية دى لصالحى وأخليها شهر عسل كمان ، يعنى أنا بقول إن خير البر عاجلة ومفيش داعى لتأخير أكتر من كده ولو حضرتكم توافقوا يبقى الفرح الأسبوع الجاى هكون شاكر أفضالكم
صُعق كلا من "محمود" و "منال" و" ملك" و"ماجدة" و"عامر" مما تفوه به "مالك" ، بينما أبتسم كلا من "ديانة" و"لبنى" و"إياد" على تلك الطريقة اللبقة اللى أستطاع بها "مالك" أن يجعل الزواج يتم فى أسرع وقت ممكن حفاظا على منظر "زينة" أمام الجميع عندما تضع مولودها ويقولون أنها وضعته فى الشهر السابع
أستمعت "زينة" لما قاله "مالك" وقد شعرت بالقلق من أن يشك أحدا من عائلته أو عمتها وزوجها من تلك السرعة التى يريد "مالك" أن يتمم بها هذا الزواج ، بينما نظر "جواد" نحو "مالك" وأدرك أنه يُحاول أن يفعل ما بوسعه كى لا يضع "زينة" فى موقف محرج وأنه يريد أن يتمم هذا الزواج قبل أن تدخل "زينة" فى شهرها الثانى
نظر "جواد" نحو "هاشم" الذى لاحظ عليه علامات التردد من أن يقبل أو يرفض هذا العرض بسبب قُصر تلك المدة التى طلب بها "مالك" أن يتم الزواج ، كاد "هاشم" أن يتحدث ليخشى "جواد" أن يرفض ولده ، ليتدخل سريعا قبل والده رادفا بثبات وهدوء :
_ والله يا مالك المُهلى أللى أنت مديهالنا صغيره جدا وده هيضرنا إننا نعمل فرح صغير ، بس طبعا القرار فى أيد زينة ، لو مستعدة لتمام الجواز فى خلال أسبوع أنا شخصا مش هيكون عندى مانع
سريعا ما أدركت "ديانة" ما يحاول "جواد" أن يفعله فهو يستنجد ب "زينة" أن تتدخل وتؤكد موفقتها بعد أن صرح بموافقته على طلب "مالك" كى لا يبدو الموضوع مريبا للجالسين ، ولكنها تعلم أن "زينة" لن تستطيع أن تدرك ما يريده "جواد" بسبب ذلك الأرتباط الواضح عليها ، لتصيح "ديانة" موجهة حديثها نحو "جواد" مُحاولة إنقاذ الموقف رادفة بإبتسامة لابقة :
_ لو على زينة فأكيد هى موافقة مفيش واحده عاقلة هتضيع على نفسها فرصة حلوة زى دى وأحسن من الخطوبة ووجع الدماغ زى ما قال مالك خير البر عاجلة
أبتسم لها "جواد" بحب ونظرات تصرخ بالشكر والأمتنان بأنها أدركت ما كان يُحاول الوصول إليه وأنه لم يفهمه أحدا سواها ، ليتدخل "إياد" مؤكدا على حديث "ديانة" رادفا بمرح :
_ على فكرة ديانة عندها حق ويابختك يا عم مالك متسهلالك يا عم ، سهلهالنا يارب بدل الجفاف اللى الواحد فيه ده
ضحك الجميع على إيحأت "إياد" الموجهة نحو "ملك" وذلك الشوق واللهفة الواضحة فى نبرته ، ليعقب "محمود" بعد أن أنتهى من أثر ضحكاته على حديث "إياد" ، موجها حديثه نحو الجميع رادفا بحماس :
_ طب يا جماعه حيث كده وإن كلنا معندناش مشكله والحمدلله مستعدين للجوازه دى فعلا خير البر عاجلة ، أيه رأيك يا هاشم بيه الفرح يكون الخميس الجاى إن شاء الله؟!
نظر "هاشم" نحو كلا من "زينة" و"مالك" من ثم حول نظره نحو "جواد" الذى أغمض عينيه له كأشارة بأن يوافق على طلبه وقبل أن يحول نظره مرة أخرى نحو "محمود" وقعت عينيه على "لبنى" التى أبتسمت له وأومات له بالموافقة ، لينظر "هاشم" نحو "محمود" ويبتسم له مُضيفا بهدوء :
_ على خيرة الله
↚
ها هى ملازمة الفراش لا حول لها ولا قوة ، تلك المرأة المُتجبرة التى أعتاد الجميع على رؤيتها ورؤية قسوتها وجحود قلبها ، ها هى الأن لا تستطيع أن تهش بعوضة تضايقها ، ها وقد شربت من صنع يداها ، بعد أن قتلت شقيقتها وعجزت أبنة عمها وألقت بالذنب على شخصا أخر وأذت جميع من حولها لدرجة أنه لم يسلم أحد من أذية تلك المرأة ، وها هى اليوم تُعاقب على كل ما فعلته من أذية لأشخاص دمرت حياتهم جميعا
نعم هى أصيبت بعجز كامل فى كل جسدها ولكن ليس لسانها ، فهى لاتزال تسيطيع الكلام ، يمكن أن يكون الله أعطاها فرصة أخرى لتطلب السماع والمغفرته منه ومن من أذتهم ، ولكن محظوظون من يستغلون تلك الفرص التى يعطيهم إياها الله ويكفرون عن اخطائهم ، ولكنها ليست من هؤلاء المحظوظون ، بعد كل ما حدث هل ترى نفسها خاطئة أم لا؟! ، هل ستعترف بذنبها ولو حتى بينها وبين نفسها!!
دلف "جواد" غرفة "هناء" بعد أن أستمع لنصيحة طبيبه النفسى الذى نصحه بأن يوجه تلك المرأة ولو لمرة أخيرة حتى يثبت لنفسه أنه لم يعد يغشها بعد الأن وحتى ولو كانت لاتزال بكامل صحتها ، لقد حُرر ذلك الطفل الذى ظلت حابسة إياه لسنوات طوال ، بينما حولت "هناء" رأسها وهى نائمة على الفراش لكى ترى من الشخص الذى جاء لها!!
أتسعت عينى "هناء" بصدمة عندما رات "جواد" أمامها ، فهو أخر شخص كانت تتوقع أن يأتى لزياتها وهى بتلك الحالة التى هى عليها الأن ، ذلك الطفل الذى عاش حياته كلها يحاول الهروب من أمامها وتجاهلها ، ها هو الأن ياتى إليها بكامل إرادته ، يا ترى ماذا يريد؟! ، أبتسمت "هناء" بسخرية وهى تنظر نحو "جواد" رادفة بأستهزاء :
_ جى تشمت فيا يا أبن تهانى!! ولا تكونش جى تطمن عليا!! ، مهو أصل القط ميحبش إلا خناقه
دلف "جواد" الغرفة وهو يبتسم على كلماتها وقد أمتدت يده لسحب إحدى الكراسى ووضعه بجانب سريرها ، أمتعضت ملامح "هناء" بالإنزعاج فور رؤيتها لتلك البسمة الغير مباليه لحديثها ، ليزيد "جواد" إنزعاجها رادفا بسخرية :
_ خناق مين بقى ما خلاص ، ربنا هدك وخلص منك
أشتعلت النيران فى أعين "هناء" وبالطبع أصبحت الدماء فى عروقها تغلى من كثرة غضبها ، لتصيح "هناء" بوجه يملأه الغضب والكراهية رادفة بإنفعال :
_ جى ليه يا جواد؟!
أقترب "جواد" منها بكثير من الألم والحرقة لا يعلم بماذا يبدا حديثه!! على ماذا يعتبها أولا!! حسنا ليسألها عن بداية تلك اللعنه وما الخطأ الذى أرتكبه أحدهم بها لتفعل بهم كل هذا ، أضاف "جواد" مُعقبا بإستفسار :
_ جى أشوف الست اللى حرمتنى من أمى وعيشتى مكسور وضعيف وجبان طول عمرى ، الست اللى عجزت عمتى وأتسببت فى موت عمى وكانت بتحاول تقتل مراتى وأبنى ، الست اللى عملت لعبة وسخه على أختى وسببتلها أذى هيلازمها طول العمر ، جى أقولك ليه عملتى فينا كلما كده؟!
كان "جواد" يسألها بصوت منخفض مراعيا الحالة التى هى بها الأن كى لا تظن أنه جاء لكى يشمت بها أو بعجزها ولكنه كان يريد أن يجد لديها سيبا ما أولها لكل تلك الأشياء مُحاولا إيجاد مبرر واحد أو حتى تطلب المغفرة عما فعلته ، ولكن ردها خاب توقعاته ، صاحت "هناء" رادفة بغضب وإنزعاج :
_ وأشمعنا أنا أتعمل فيا كده!! ، أشمعنا أنا اللى أحب واحد مش حاسس بيا!! ، أشمعنا أنا اللى أعد أصلى وأدعى وأعيط وأتمنى طول حياتى إن الشخص اللى بحبه ده يكون ليا وميتحققليش طلبى!! ، أشمعنا أنا اللى ماخدش اللى بحبه!! تهانى أتجوزت هاشم وهى كانت بتحبه ، وماجدة أتجوزت عامر وكانت بتحبه ، ولبنى أتجوزت شرف اللى أنا كنت بحبه
قالت "هناء" جملتها الأخيرة تلك بصراخ مرير وحرقة واضحة فى نبرة صوتها مما جعل "جواد" ينصدم من تلك الحرقة التى تسببت فى تجميع الدموع فى عينيها ، بينما "هناء" أكملت حديثها بنفس ذلك الغضب والإنزعاج بالإضافة إلى ذلك النحيب رادفة بأستفسار :
_ أشمعنا أنا اللى يحصل معايا كده؟! ، يوم ما هاشم كان جى يطلب تهانى للجواز كنت فاكرة شرف كمان هيطلبنى ، بس هو مقالش حاجه وكل أمالى خابت وقتها بس مفقدش الأمل ، قولت لماجدة نروح ونعيش معاهم فى أسكندرية وبكدا أبقى قدامه على طول ويبقى شايفنى وقلبه يحن!! ، بس ده محصلش وفضلت صابرة وساكته لحد ما جيه يوم وقال أنا عايز أتجوز ، قولت بس خلاص أخيرا حس بيا وهكون معاها!! بس بردو خيب أملى للمرة التانى وكسر قلبى ، قال أنه بيحب واحد زميلته وعايز يتجوزها ، ده حتى مخدش باله إنى كنت بحبه على الرغم من إنى كنت بحاول أوصلهاله كتير أوى
أجهشت "هناء" فى البكاء وذادت شهقاتها ، بينما "جواد" ظل ينظر لها ومستمع لما تقوله ، لا يعرف أيتأثر بما تقوله!! أم يلعنها ويلعن هوسها ذاك!! هى هى نادمة أم لا؟! ، كسرت "هناء" ذلك الصمت وقد عادت إلى ذلك الجبروت وكأنها إمراة أخرى غير التى كانت تشهق منذ قليل ، لتصيح "هناء" رادفة بغضب وكراهية :
_ وقتها حلفت إنى ما أسبهولها أبدا ولازم أخليه يرجعلى مهما حصل ، بعد ما شرف أتجوز لبنى كلمت الخدامة بتاعتهم وأتفقت معاها تحط للبنى دايما حبوب منع الحمل فى الأكل أو العصير واللى كان مخلى لعبتى فضلت شغاله لمدة خمس سنين ، هو إن لبنى كانت عبيطه ومش عايزه تروح تكشف ، كانت بتقول إن كل حاجه بتيجى بوقتها ولو عندها مشكلة مش هتبقى عايزه تسمع ده بودنها ، ده أدانى فرصه أكلم شرف وأقوله أنه يطلقها ويسبها بس هو كان متماسك بيها
أمتعضت ملامح "هناء" بغضب شديد وهى تكمل حديثها رادفة بكراهية وحقد :
_ بس بردو القدر عاندنى للمرة المليون وغيرلى كل خططتى ، شرف قرر فجأة أنه ياخد لبنى ويسافروا أسبوعين برا مصر ، كنت عارفه إن بسبب السفرية دى لبنى ممكن تحمل بس فضلت أدعى إن ده ميحصلش وإن الحبوب تكون أثرت عليها ، بس ده محصلش ولبنى وشرف رجعوا وبعدها بأسبوعين أكتشفنا إنها حامل
تهاوت بعض الدموع من أعين "هناء" ولكنها لم تقلل من غضبها وكراهيتها مُضيفة بإنزعاج :
_ كل البيت كان فرحان بيها وبحملها ، حتى أختى وبنت عمى اللى هى صحبتى اللى هما أصلا كانوا عارفين إنى بحب شرف وإنى قلبى هيتكسر بسبب الحمل ده ، ومع ذلك محدش فرق معاه حاجة!! أنا بس اللى فضل قلبى يوجعنى وخاطرى مكسور وأنا شايفه بطنها بتكبر كل يوم وشرف بيتعلق بيها أكتر ، كنت بفكر مع نفسى إن الحمل ده المفروض يكون عندى أنا مش عندها هى ، المفروض إنى أنا اللى أكون مراته وأم أطفاله مش هى ، إشمعنا هى تكون معاه وأنا لا؟!
ظل "جواد" ينظر لها وهو لا يتوقع أن هناك مثل هذا الحقد والكراهية داخل قلب إنسان!! هل هذا هو السبب الذى جعلها تنتقم من الجميع؟! ، كان أن يسألها ولكنها قاطعته رادفة بكراهية واضحة فى نبرتها :
_ حتى أنت كمان ، أنت كمان كنت متعلق ب لبنى أوى أكتر منى وكانها هى اللى من دمك مش أنا ، كرهتك أنت كمان ، كرهتك زى ما كرهتهم كلهم ، فضلت ساكته ساكته لحد ما حملها كمل وولدت وبعدها مقدرتش أستحمل أكتر من كده
تذكرت "هناء" هذا اليوم الملعون ولكن بالطبع ليس بالنسبة لها ، لتضيف "هناء" وهى تنظر نحو "جواد" رادفة بملامح ممتعضة :
_ أتخنقت معاها على السلم وكنت عايزه أزقها وأعمل نفسى شوفتها وهى بتقع وأقولهم بس بعد ما أتأكد إن نفسها أتقطع ، بس تهانى وماجدة أدخلوا فى وقت غلط خالص وعصبونى لدرجة إنى بدل ما أزوق لبنى ، زقيت تهانى غصب عنى مكنتش أقصدها هى ، من كتر خوفى رميت ماجدة كمان عشان أقول إن لبنى هى اللى عملت كده
أنفجرت "هناء" فى البكاء مرة أخرى ولكن ليس فيما فعلته فى شقيقتها وأبنة عمها ، بل لاننا بلغت ذلك الخبر ل "شرف" وتسببت فى موته ، رادفة بندم وحسرة :
_ كان نفسى لسانى يتقطع قبل ما أتصل بشرف وأقوله حاجه ، من غير ما أقصد أتسببت فى موت الأنسان الوحيد اللى عملت كل ده عشانه ، كنت عايزه يكرها ويرميها برا حياتنا ويعرف قيمتى وقيمة حبى ، بس هو اللى مات وهى اللى عاشت ، كرهتها أكتر وصممت إنى مضيعش موت شرف بالساهل ولازم أموتها هى كمان حتى لو كان السبب أيه!!
عادت ملامحها للجبروت والحدة مرة أخرى وكأنها تتلاعب إحدى الأدوار الدرامية أمام لحنة تحكيم ما ، بينما أكملت وهى لا تشعر ولو بقدر بسيط من الندم على ما فعلته رادفة بغضب :
_ قتلت تهانى بعد اللى فى بطنها ما مات عشان أخلى هاشم يكره لبنى أكتر وكنت هقتل ماجدة كمان عشان متقولش عن اللى حصل ، بس لما أكتشفت إنها هتعيش من غير حركة أو كلام سبتها ، سبتها عشان تفضل معايا وكمان عشان نار الأنتقام فى قلب هاشم متنطفيش وهو شايف أخته بالمنظر ده بسبب لبنى وعشان ميترددش لحظه فى قتلها هى وبنتها
لم يصدق "جواد" ما كانت يستمع إليه من تلك المرأة الشيطانة المُتجسدة على هيئة إنسان!! هل هناك إناس يفعلون ما فعلته تلك المرة؟! هل هناك إنسان تجرد من كل معانى الرحة والأنسانيه ليفعل بعائلته تلك الجرأم البشعة!! حتى شقيقتها لم تسلم منها ولكن "جواد" أراد أن يخرج كل ما بداخلها رادفا بإستفسار :
_ طب وأنا!! عملتى فيا كده ليه؟!
_ عشان أنت كنت بتحب لبنى أكتر منى ، أول ما شوفت بنتها عرفت إنك هتكبر فى يوم من الأيام وهتحبها ، كمان أبوك وأبوها تقريبا كانوا حجزينكم لبعض ، رغم إن أبويا بردو كان حاجزنى لشرف وهو محبنيش ، ليه أسيب بنته تحب وتفرح وأنا مفرحتش ، ربيتك على القسوة والكره عشان يوم ما تمسك بنت لبنى تاكلها بسنانك وتقطع من لحمها ، بس أنت كنت خ** معاها أوى وبدل ما تكرها أكتر حبتها يا خيخة
أغمض "جواد" عينيه بهدوء وهو يرطب شفتيه بواسطه لسانه مُحاولا عدم الإنفعال أمامها مُقدرا حالتها رادفا بإستفسار أكتر :
_ طب وأختى عملتلك أيه عشان تدخليها هى كمان؟!
ضحكت "هناء" بسخرية على سؤال "جواد" الذى يبدو أنه يحقق معها ويريد معرفة كل شيء ، حسنا ستخبرة بكل شيء عساها تستطيع إخراج ذلك الوحش التر ربته بداخلة لكى يقتلها ويخلصها من هذا العذاب ، لتجيبه "هناء" رادفة بكراهية :
_ أختك عمرها ما حبتنى ، دايما كانت بتحب ماجدة وبتقعد معاها رغم إنها تقريبا ميته ، كانت بتحاول تبعد عنى أوى وكمان كانت قريبه من هاشم ومدلعه ومعرفتش أسيطر عليها زيك ، وأكتر حاجه كرهتنى فيها إنها حبت ، حبت اللى أسمه مالك ده وسمعتها وهى بتعرف ماجدة ، أشمعنا هى تحب وتكون مع حبيبها وأنا لا ، بعت ناس يخطفوها ويحطوها فى شقة إياد ويخلوه يجى ويخدروه وبعت رسالتين واحدة ل مالك والتانيه ليك
شعر "جواد" بالدهشة والأستغراب لقليلا من الوقت ، فهو لا يتذكر أن هناك رسالة ما تلقاها على هاتفه فى هذا اليوم تخص "زينة" أو "إياد" ، ولكن سريعا ما تذكر "جواد" أنه رأى "ديانة" ممسكة بهاتفة فى هذا اليوم عندما خرج من المرحاض ، ليتأكد "جواد" أن "ديانة" هى من مسحت الرساله وأنقذته من مخطط تلك المرأة الشيطانة ، ليقطع تفكيره صوت "هناء" رادفة بغضب :
_ كنت عايزاك تشوفها فى الوضع ده وتشوف مالك وإياد وتفتكرهم بيتناوبوا عليها وتقتلهم هما الأتنين ، وقبل ما تسألنى ليه!! هقولك عشان أحرق قلب ديانة على مالك عشان أنا عارفة إنها بتحبه زى أخوها ولما تعرف إنك قتلته تكرهك أكتر وتضطرك إنك تقتلها ، أما بقى بالنسبة ل إياد فده عيل فتان ووسخ سمع كلامى مع كوثر وإتفاقى إنها تقتل الجنين اللى كان مجننك إنت وأبوك ومحببكم فيها ، راح الكلب ده وقالك كان لازم أنتقم منه وأخليه يموت ، بس كل مخططى باظ عشان أنت مروحتش ، أنا لحد دلوقتى مش فهمة أنت أزاى مروحتش تشوفهم
أبتسم لها "جواد" بكثير من الشكر والأمتنان ل "ديانة" بداخلة مُجيبا على سؤالها رادفا براحة وفخر :
_ رحمة ربنا ، رحمة ربنا اللى حط فى طريقى واحدة زى ديانة اللى متأكد إنها ورا حذف الرساله دى ، ديانة هى الملاك الحارس والمنقذ اللى بعتهولى ربنا فى الوقت المناسب ، بعتهالى عشان تنقذنى من قسوتك وجحودك اللى زرعتيهم جوايا ، رجعتلى القوة اللى سلبتيها منى من سنين طويلة ، معاها حسيت إنى راجل بجد وعندى مشاعر وأحاسيس زى الناس ، رجعتنى أعيش من تانى وأنا فى المقابل كنت بموتها كل يوم بالحياة بسبب وسوستك اللى أوسخ من وسوسة الشيطان
قال "جواد" جملته الأخيرة تلك بصراخ وإنفعال وكأنه سمح لهذا الركان بداخله أن ينفجر ، بينما أنتفض جسد "هناء" متأثرا بصراخه ، ليكمل "جواد" مُضيفا بكثير من الغضب والكراهية رادفا بحدة :
_ أنا بكرهك يا هناء ، أه كنت جى وخايف بس مكنتش خايف منك أنتى لا ، كنت خايف أتهور وأقتلك بس تصدقى إنك متستهليش الموت ، الموت راحة للى زيك ، أنتى لازم تعيشى كتير أوى ، تعيشى لحد ما تعفنى على السرير ده مش قادره تتقلبى أو ترفعى صباع حتى ، زى ما عملتى فى عمتى ماجدة بالظبط ، بس إنتى عارفه بقى الفرق بينكم أيه ، الفرق إنها مكنتش قادرة تتكلم أو توصف وجعها إنما أنتى قادرة توصفى وجعك وتعرفينا إنتى بتتوجعى قد أيه عشان كل الدنيا تتاكد بإن كما تدين تدان وإن أى حد مظلوم حقه هيرجعله فى يوم من الأيام
صاحت به "هناء" بغضب وإنزعاج مماثل له مصدومة من تلك الطريقة التى يتحدث بها معها رادفة بصراخ :
_ مالك يا جواد فيه أيه؟! أنت نسيت نفسك يا و** أنت ولا أيه؟! أنا هناء يلا ، هناء اللى أنت كنت لحد من كام يوم كنت بتترعب منها وبتعملها ألف حساب ، أكتشفت إنك راجل فجأة وبتعرف تتكلم قدامى لما وقعت ومبقتش بقدر أتحرك
ضحك "جواد" بكثير من السخرية والأستهزاء على حديثها الوضح عليه إنها أصبحت تخشاه رادفا بأشمئزاز :
_ عارفة لو كنت فضلت جواد اللى أنتى ربيتيه كنت ممكن أصدقك أنى أعمل كده ، بس جواد اللى أنتى ربيتيه خلاص راح ، أتعالج وأتجوز وخلف وبيحب مراته وأبنه وهيحافظ عليهم مهما كلفه الأمر ، وهرجع الفرح والسعادة لبيتنا من جديد لدرجه إنهم هينسوكى وينسوا كل اللى عملتيه فيهم
نهض "جواد" من على الكرسى الذى كان يجلس عليه مُلقيا نظره فى أعيُن "هناء" رادفا براحة وسعادة :
_ أه بالمناسبة أنا سميت أبنى نور ومش بقولك كده عشان تفرحيلى مثلا ، أنا بقولك كده عشان بس تبقى عارفه أنه هو اللى هيبقى النور اللى هينور الضلمة اللى عملتيها فى حياتنا
بدأ "جواد" فى السير نحو باب الغرفة عازما على الخروج من هذا المكان ، ليمنعه صوت بكاء "هناء" ونحيبها المرير مُتضرعة له رادفى بترجى وضعف :
_ موتنى يا جواد ، أبوس رجلك موتنى أنا مش هقدر أعيش كده
صُغق "جواد" من طلبها ، هل هذه هى نفس تلك المرأة المُتجبرة التى ربته!! ، تلك المرأة التى كان يخشلها الجميع ها هى تتمنى الموت وحتى إنها لا تستطيع أن تحصل عليه ، ألتفت إليها "جواد" مرة أخرى رادفا بكراهية :
_ أدعى ربك هو اللى ياخدك ويريحك رغم إنى أشك إن واحدة زيك ممكن ترتاح ، مش قادرة تستحملى وضع خليتى فيه عمتى ماجدة لأكتر من عشرين سنه ، خليتى لبنى تتحبس عشرين سنه ، خليتى حياتى أنا وأهلى جحيم لمدة عشرين سنه ، وأنا النهاردة بتمناك عشرين سنه تجربى فيهم اللى أنتى عملتيه فينا
فتح "جواد" باب الغرفة وتوجه للخروج من الغرفة تاركا "هناء" خلفه تبكى وتصرخ بكثير من الغضب والكراهية رادفة بحقد وتمنى شديد :
_ أنا بكرهك يا جواد ، بكرهك أنت وأهلك كلهم ، لو فى دعوة ممكن تتقابلى وتريحنى هتكون هى إنى أسمع خبر موتكم كلكم ، بكرهكوا
❈ - ❈ - ❈
كانت "زينة" تجلس بمكان ما داخل القصر بمفردها وهى تبكى بكثيرأ من الحزن والإنكسار ، نعم "مالك" لم يتخلى عنها وها هو عرسهم خلال بضعة أيام ولكنها لا تشعر بأية فرحة أو سعادة ، هى تشعر بالإنكسار بسبب ما فعله بها "مالك" وعلى الرغم من أن كل ما حدث فى هذا اليوم لم يكن خطائها ولكنها تشعر بالذنب والغضب تجاه نفسها ، لو لم تذهب به فى هذا اليوم الملعون!! لما كان حدث كل هذا منش البداية ، نعم هى زفافها بعد أيام قليله على ذلك الشخص التى كانت تعشقه حد اللعنه ولكنها ليست سعيدة ، هى تشعر أن "مالك" سيتزوجها فقط ليصلح خطأه ولكن ليس من أجلها هى ، أغمضت "زينة" عينيها بألم وكسرة على كل ما حدث لها ، ليأتيها صوت والدها رادفا بأستفسار :
_ هتفضلى تعيطى كده لحد أمتى!!
ألتفت إليه "زينة" بلهفة وإشتياق رادفة بإنكسار :
_ بابا
ضمها "هاشم" إلى صدره مواسيا إياها على ما تشعر به من خذلان وإنكسار بسبب ما تعرضت له بسبب الجميع وليس بسبب "هناء" و"مالك" فقط ، ربط "هاشم" على ظهر "زينة" مُحاولا التهوين عنها رادفا بمرح :
_ فى عروسة حلوة كده فرحها بعد أسبوع تبقى أعده القعدة دى وبتعيط!!
أزدادت "زينة" فى بكائها وأخذت تنتفض داخل صدر والدتها شاعرة بالذنب والندم رادفة بنحيب وإعتذار :
_ أنا أسفة يا بابا ، أرجوك سامحنى
جذبها "هاشم" إلى صدره أكثر مُحاولا أن يهدأ من روعة أنته وإعفائها من ذلك الذنب ، ليربط على ظهرها بحنان وعاطفة رادفا بإنفعال وإعتذار :
_ لا يا بنتى أنتى اللى سامحينى ، كل اللى حصلك ده كان بسببى ، القدر حرمكم من أمكم وأنا حركتكم منى وسبت واحده زى هناء هى اللى تتحكم فيكم وفى مصيركم ، مكنتش أب كويس زى باقى الأبهات ، سبت الغضب والكراهيه تعمى عنيا عنكم ، اللى حصلك ده كان عقاب من ربنا ليا على اللى أنا عملته فى لبنى وديانة وفيكوا أنتوا كمان ، أنا اللى زرعت هناء وسطنا وسبتها تحدد مصايرنا كلنا ، سامحونى يا بنتى أنا فعلا أسف
تشبثت "زينة" جيدا فى رقبة والدها وهى تدفن وجهها داخل عنقه وكأنها تكتسب منه قوتها وراحتها ، مُضيفة ببكاء وتأثر بما قاله والدها قائلة :
_ أنت أحسن أب فى الدنيا يا حبيبى
فى تلك اللحظة دلف كلا من "لبنى" و"ديانة" لتتوجه "لبنى" نحو "زينة" معانقة إياها بحب وحنان وعاطفة أمومة رادفة بتأثر وأعين دامعة :
_ كفاية حزن بقى سيبى الفرحة تتدخل قلبك أي كان اللى حصل أنسيه يا بنتى وأبدأ من جديد
أومات لها "زينة" بالموافقة على حديثها وهى تُبادلها العناق بكثير من الحب والإمتنان ، لتتدخل "ديانة" مُحاولة تغير تلك الأجواء الحزينة رادفة بمرح ومشاكسة موجهة حديثها نحو "زينة" قائلة :
_ يله يا حبيبتى معندناش عرايس تقعد القعدة دى لسه عندنا تجهيزات ، الفستان والميكب أرتست و ...
قطع حديثها صوت "هاشم" الذى صاح مُناديا على أبنه رادفا بصوت عالى نسبيا كى يُنبه :
_ جواد
توقفا "ديانة" رغما عنها عندمل شعرت بوجوده فى نفس ذلك المكان الموجوده هى به ، للتوتر "ديانة" ويبدا جسدها فى الأرتجاب بسبب كل ذلك الأرتباك التى تشعر به وهى قريبة منه ، ليزيد توترها ورجفتها سماع صوته الثقيل الذى وقع على مسامعها رادفا بهدوء وثبات :
_ نعم يا بابا!!
نظر له "هاشم" بهدوء مُتأكدا أن هذه هى اللحظة المناسبة للإفصاح عما قرره هو و "لبنى" منذ عدة أيام رادفا بهدوء وثبات موجها حديثه نحو الجميع قائلا :
_ فى حاجه مهمه جدا عايز أقولكم عليها
شعرت "لبنى" بكثيرا من التوتر والإرتباك فور شعورها لمعرفة ما هو الشيء الذى يريد أن يتحدث عنه "هاشم" أمام الجميع ، لماذا دائما يضعها فى مثل هذه المواقف ذلك العجوز الأحمق ، ليكسر توترها صوت "زينة" التى صاحت مستفسرة رادفة بتعجب :
_ حاجة أيه يا بابا؟!
نظر "هاشم" إلى أبنته لثوانٍ ثم حول نظره سريعا نحو "لبنى" مُطالعا إياها بكثير من الحب واللهفة رادفا بسعادة وفرح :
_ أنا هتجوز لبنى
وقعت تلك الجمله على الجميع مثل الصاعقة ، لم يكن هناك أحدا منهم يتوقع مثل هذا الشيء!! كيف يمكن أن يكون "هاشم" و "لبنى" معا؟! ، كيف جعلها تسامحه على الرغم من كل ما فعله بها ، كيف جعلها توافق أن تكون معه وتتزوجه رغم أنه حبسها لأكثر من عشرون عاما؟!
نعم كان الجميع مُنصدم مما أستمعوا إليه لتو ولكن ليس كصدمة "ديانة" التى رأت المضوع من منظورا أخر تماما ، معنى أن والدتها ستتزوج من عمها ذلك سيجعلها تعيش فى نفس المنزل الذى يعيش فيه عمها ، وهذا يعنى إنها حتى بعد إنفصالها ستظل ترى وجه هذا البغيض "جواد" كلما أتى إلى القصر؟! اللعنة على حظها العسر
بينما أبتسم "جواد" بعد أن فاق من صدمته مدركا ما كان يعنيه والده عندما تحدثان معا فى الصباح ، ليحول "جواد" نظره نحو "ديانة" مُتمنيا بينه وبين نفسه أن يستطيع أن يخرج فكرة الطلاق تلك من رأسها وأن يجعلها تسامحه وتعطى إياه فرصة أخرى
كسر ذلك الصمت صوت "ماجدة" التى أنفجرت بالتهاليل والصياح أى "الزغاريط" وهى تسير نحو العائلة بأكملها بصحبة زوجها "عامر" بعد أن أستمعا إلى ما قاله "هاشم" ، ليزجرها "عامر" بمرح ومشاكسة فى "لبنى" رادفا بمراوغة :
_ أستنى بس يا ماجدة ناخد رأى العروسة الأول؟!
أجابته "ماجدة" وهى تنظر نحو "لبنى" مُعقبة بكثير من المرح والمشاكسة رادفة بمراوغة :
_ أسكت أنت السكوت علامة الرضا ، ولا أيه يا لبنى؟!
قالتها وهى تغمز بعينيها إليها ، ضحكت "لبنى" متذكرة إنها من قالت نفس تلك الجملة ل"شرف" عندما أتى "عامر" لزواج من "ماجدة" ، لتصيح "لبنى" موجهة حديثها نحو "ماجدة" وهى بتضحك رادفة بإستنكار :
_ دا أنتى قلبك أسود أوى
أجابتها "ماجدة" وهى تسير نحوها وتلك البسمة السعيدة تملئ وجهها رادفة بمرح :
_ لا وأنتى الصادقة دى سخرية القدر
ضحك كلا من "ماجدة" و"لبنى" وتبادل كلاهما العناق مُعبرين لبعضهم عن مدى حبهم لبعض ، لتصيح "ماجدة" موجهة حديثها نحو "لبنى" رادفة بسعادة حقيقية :
_ مبروك يا لبنى
بأدلتها الأخرى العناق بكثير من الحب والإمتنان رادفة بصدق :
_ الله يبارك فيكى يا ماجدة
صاح "عامر" موجها حديثه نحو "هاشم" الذى كانت السعادة واضحة فى عينيه رادفا بإستفسار :
_ ها طب هنفرح بيكوا أمتى بقى يا عم هاشم؟!
أجابه "هاشم" وهو يحتضن "زينة" ويضمها إلى صدره رادفا بتأكيد :
_ المأذون اللى هيكتب كتاب زينة ومالك ، هيكتب كتابى أنا ولبنى
على ذكر سيرة المأذون نظرت "ديانة" إلى "جواد" الذى لاحظ نظرتها تلك وقد فهم المغزى من تلك النظرة ، ليحول نظره إلى الجهة الأخرى لاعنِ حظه ، لتحاول "ديانة" أن تقترب من "جواد" دون أن يلاحظها أحد وتخرب عليهم سعادتهم ، بينما صاح "عامر" موجها حديثه نحو "هاشم" رادفا بفرح وسرور :
_ على خيرة الله يا أبن عمى ، ربنا يسعدك ويعوضكم خير عن كل الوحش اللى فات
أبتسم له الجميع مأمنين على ما تمناه "عامر" لهم ، بينما أقتربت "ديانة" من "جواد" لدرجة كبيرة حتى لا يستمع أحدا إليها ، همست "ديانة" إلى "جواد" بصوت منخفض كى لا تلفت الأنظار إليهم رادفة بهدوء وثبات :
_ لو سمحت عايزة أتكلم معاك لوحدنا
ألتفت إليها "جواد" مُقابلا إياها بإبتسامة جميلة وهادئة وهو يهز رأسه لها بالموافقة رادفا بنبرة يفوح منها الحب والإمتنان :
_ حاضر
تحركت "ديانة" من أمامه مُتجهة إلى خارج الغرفة ، ليلحقها "جواد" مُتمنيا أن يستطيع أن يحتوى الموقف ويخرج تلك الفكرة اللعينة من رأسها ، بينما كان "هاشم" و"لبنى" يُتابعا ذلك المشهد منذ أن تحركت "ديانة" من مكانها ، لينظر "هاشم" نحو "لبنى" بسعادة وفرح غامزا لها بعبنيه بمشاكسة ، لتبتسم "لبنى" على حركاته المراوغة
❈ - ❈ - ❈
_ طلقنى
صاحت "ديانة" بتلك الكلمة موجهة حديثها نحو "جواد" بعد أن أبتعدا عن الجميع كى لا يُفسدوا فرحتهم بما يحضرون له من مناسبات سعيدة ، رمقها "جواد" بصدمة ولكن ليس من طلبها فهو متوقع بالنسبة له ، بل صدمته كانت بسبب تسرعها وإصرارها على هذا الأمر حتى إنها لم تعطى له فرصة ليتحدث معها حول هذا الأمر ، بدأ "جواد" فى التحدث مُحاولا التأثير عليها كى تعطيه فرصة لجعلها تسامحه رادفا بضعف وإنكسار :
_ هعملك كل اللى انتى عايزاه ، بس ممكن تسمعينى شويه!!
صاحت به "ديانة" ناهية إياه عما يُفكر فيه مُحطمة جميع أماله فى وجود فرصة لكى تسامحه عما فعل بها ، نعم وهذا حقا لها بعد كل ما فعله بها ، فهو بغبائه وتسرعه حطم كل ما يمكن أن يكون بينهم فى يوما من الأيام ، لتصيح "ديانة" رافضة ما يقوله رادفة بحزم وإصرار :
_ مش عايزه أسمع منك حاجه غير الطلاق
تقدم "جواد" ببعد الخطوات مقتربا منها مُحاولا التأثير عليها بالحديث وإخراج تلك الفكرة البغيضة من رأسها وجعلها تستمع إليه ولو مرة أخيرة رادفا بترجى :
_ ديانة أرجوكى أسمعينى ، أنا ...
قاطعه "ديانة" وهى ترجع إلى الوراء بنفور بمجىد أن أقترب منها شاعرة بالرهبة والإنزعاج ، لتصيح مُضيفة بإنفعال وحدة رادفى بنبرة غير قابلة لنقاش :
_ بقولك مش عايز أسمعك ، طلقنى بقى وخلى عندك كرامة
أغمض "جواد" عينيه بإنكسار شاعرا بتلك الأهانة التى تلقاها لتو بالإضافة إلى إصرارها على عدم منحه فرصة أخرى ومسامحته ، شعر "جواد" بخيبة الأمل مدركا أنها لم تعطيه أيه فرصة للعيش مغها مرة اخرى ، نعم وكيف له أن يفكر أنها ستسامحه بعد كل ما فعله بها!! ، يجب عليه أن يلبى لها رغبتها حتى ولو كانت رغبتها تلك ستجعله يخسر كل شيء بحياته ويعود إلى ذلك الشخص القاسى مرة أخرى ، أبتلع "جواد" تلك الغصة التى تكونت فى حلقه بمرارة ، ببنما تمردت بعض الدموع من زرقاوتيه شعارا بالأنكسار عازما على تنفيذ رغبتها رادفا بألم وإستسلام :
_ أنتى طا ...
كاد أن ينطق بها وتحطم بعدها كل أماله وأحلامه بأن يكون له فرصه فى تلك الحياة ليعيش كأى شخص طبيعى بجانب زوجته وأبنه ، ولكن القدر قرر أن يمنحه فرصة أخرى ليحيا كأى شخص طبيعى ، أوقفه صوت والده الذى تدخل فى الوقت المناسب مانعا إياه من نطقها رادفا بلهفة :
_ أستنى يا جواد
صُدم كلاهما من تدخل "هاشم" المفاجئ والغير محسوب ، بينما وقف "هاشم" بين كلا منهما موجها حديثه نحو "ديانة" رادفا بهدوء وأحترام :
_ تعالى معايا يا ديانة ، عايزك فى كلمتين
شعرت "ديانة" بالتعجب لتدخل عمها فى هذا وترا بماذا يربد ان يتحدث معها فى هذا الوقت ، ولكنها سريعا ما أومأت له برأسها بالموافقة وسارت وراء "هاشم" مُتجهة معه نحو مكتبه
دلف كلا من "هاشم" و "ديانة" إلى مكتبه ليغلق "هاشم" الباب ، بينما تقدمت "ديانة" بالجلوس على أول كرسى قابلها ، جلس "هاشم" فى مُقابلتها ويبدو على وجهه ملامح الحرج والأرتباك رادفا بتمنى :
_ أطلب منك طلب وتعتبريه طلب من أبوكى مش من عمك؟!
لمعت عينى "ديانة" مُمتنه لهذا الطلب الجميل الذى أشعرها وكأنها بالفعل جالسة أمام والدها ، لتوافقة بلهفة رادفة بحب :
_ أتفضل يا عمى
أمسك "هاشم" بيد أبنة أخيه بحب وعاطفة أبوة ، مُحاولا التأثير على قرارها رادفا بنصيحة صادقة :
_ بلاش طلاق دلوقتى
رمقته "ديانة" بنظرات التعجب والقليل من خيبة الأمل ، هى كانت تظنه سيكون مثل والدها ويهتم براحتها ويحترم قرارتها وإنها لن تسطيع أن تظل مع ذلك الشخص الذى أقل ما يُقال على ما فعله بها ، هو أنه حطمها وأهانها ، وها هو الأن يقف فى صف أبنه أمامها
أدرك "هاشم" ما تعنيه تلك النظرات التى أنطلقت نحوه من أعين "ديانة" عقب ما سمعته منه لتو ، ليصيح "هاشم" مُحاولا تفسير الامر لها وتوضيح ما يريد قوله وأنه لا يهتم سوا بأمرها ، ليردف بلهفة وصدق :
_ صدقينى يا بنتى اللى بقولهولك ده مش عشان خاطر جواد ، ده عشان خطرك إنتى
تنهدت "ديانة" بأستيهاء من مُحاولة عمها الفاشلة فى التأثير عليها رادفة بحزم وإصرار :
_ بس أنا مصممه على الطلاق..!
رد "هاشم" على حديثها مُحاولا جعلها تقتنع بكلامه وهو بالفعل يقول الحقيقة ، هو لا يقول هذا الكلام من أجل "جواد" بل من إجلها هى الأخرى لانه يشعر ان بداخلها شيء جميل تجاه "جواد" ، وأيضا لرغبته الكبير فى أن يرى حفؤدة وهو يكبر أمام عينيه وتحت رعايته ، ليصيح "هاشم" مُحاولا تفسير حديثه لها رادفا بحب وصدق :
_ وأنا مش بقولك أرجعى فى قرارك ، أنا بس بقولك أجلى تنفيذة شويه كده ، مينفعش نجوز واحده ونطلق التانيه مع بعض!! ، عارف إنك مش قادره تسامحى جواد ومش قادرة تعيشى معاه وأنا مش هجبرك تعيشى معاه ، أنتى هتعيشى فى بيت أبوكى وفى أوضه لوحدك وأعتبريها فرصة أخيرة تفكرى بيها مع نفسك من أول وجديد!! ، شهرين تلاته بس ولو لسه عند قرارك أوعدك أنا اللى هطلقك منه بنفسى
أغمضت "ديانة" زرقاوتيها بأستسلام إلى حديث عمها شاعرة بالعجز أمام إلحاحه الشديد وتلك الرغبة والتمنى الذى يندلعان من عينيه ، زفرت "ديانة" بقلة حيلة وشعور بالحرج من ان ترفض رغبته تلك ، لتعقب بأدب وإستلام موافقة على حديثه رادفة بتوضيح :
_ أنا موافقة يا عمى ، بس مش عشان أفكر فى الموضوع ذى ما حضرتك طلبت لانى متاكده من قرارى ومصممه عليه ، أنا موافقة بس عشان خاطرك وعشان محدش يقول منين زينة أتجوزت ومنين أنا أطلقت ، أنا هصبر لحد بعد جواز زينة بشهرين وبعدها هستنى منك تنفذ وعدك ليا
شعر "هاشم" بقليل من الراحه بسبب موافقتها على طلبه شاعرا بأن هناك أملا بسيط فى إحياء السعادة فى هذا البيت من جديد وأن القدر يمنحه فرصة أخرى لأصلاح ما تم إفسادة منذ زمن بعيد ، أومأ لها "هاشم" بالموافقة رادفا بحب وإمتنان :
_ وأنا موافق يا ديانة
أغمضت "ديانة" عينيها بإستسلام أمام رغبة عمها ، ولكنها حاولت أن تستغل إنهما جالسين معا لتخبره بقرارها التى أتخذته فى صباح هذا اليوم رادفة بحرج :
_ عايزه أطلب أنا بقى من حضرتك طلب
رمقها "هاشم" بإهتمام وإنتباه شديد مستفسرا عن طلبها رادفا بكثير من الحب والحنان :
_ أطلبى يا حبيبتى
حمحكت "ديانة" مُحاولة أختيار كلمتها كى لا يظن عمها إنها لا تثق فيه أو يفهمها بشكل خاطئ ، لتعقب "ديانة" بهدوء وإحراح رادفة بإستأذان :
_ بعد فرح مالك وزينة بعد أذنك عايزه أبقى أنزل الشركة وأبدأ أشوف شغلى هناك
أبتسم لها "هاشم" بسعادة وتفاهم لما تريده وأنها تحتاج إلى الخروج من البيت والتعامل مع الناس مرة أخرى ، ليردف "هاشم" بحب وترحيب :
_ مكانك موجود من زمان ومستنى ينور بيكى
أبتسمت له "ديانة" بإمتنان على تفهمه الأمر وسريعا ما عانقة شاكرة إياه على تفهمه لها وموافقة على طلبها
خرجت "ديانة" من مكتب عمها لتجد "جواد" لايزال منتظرا إياها جالسا على تلك الأريكة لتتجه نحوه على الفور ، بينما بمجرد ان رأها "جواد" وقف لتبادل الحديث معها ، بينما "ديانة" لم تعطيه فرصة للحديث وسريها ما صاحت بوجه رادفة بحدة وتوضيح :
_ أنا هصبر شويه على تنفيذ إجرات الطلاق قدام الناس ، لكن بنسبالى أنا وأنت أحنا مطلقين وملكش أى حاجه عندى ولا حتى يبقى فى مجرد كلام بينا ، بالنسبالك أنا بنت عمك ديانة شرف الدمنهورى وبس
أدارت له "ديانة" ظهرها وسريعا ما شرعت فى التحرك من أمامه تاركة إياه ينظر له بتفحص شديد وكأنه يراها لأول مرة فى حياته ، قطع شروده صوت "هاشم" الأتى من جانبه ولكن على مسافة قليلة رادفا بأملا وسرور :
_ ورينا شطارتك بقى
أدار "جواد" رأسه إلى الجانب ناظرا نحو والده شاعرا بكثير من الراحة مُتذكرا حديثة مع والده فى صباح اليوم عندما قال له والده " أسمع أنا هحأول أخليها تصبر على موضوع الطلاق ده شوية وأنت وشطارتك معاها بقى ، ورينا هتخليها تطلع فكرة الطلاق من دماغها أزاى "، أبتسم " جواد " بسعادة وسرور لدرجة جعلت أنيابه تظهر لوسع إبتسامته ، بالإضافة إلى لمعة أعينه بتلك الفرحة رادفا بحماس :
_ هتشوف
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇